مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو وليفين قدما لغانتس وأشكنازي أربعة سيناريوهات مختلفة لخطط ضم مناطق من الضفة الغربية
الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة من المنطقة البحرية في شمال سيناء
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا يقرر السماح بتنظيم عروض ونشاطات ثقافية واستئناف حركة القطارات يوم الاثنين المقبل
المحكمة المركزية في تل أبيب تصدر أمراً احترازياً يقضي بوقف أعمال البناء في مقبرة "الإسعاف" الإسلامية في يافا
مقالات وتحليلات
كوشنير أعطى غانتس القوة، نتنياهو في مشكلة
هل يمكن القول إن الضم لن يحدث؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هيوم"، 18/6/2020
نتنياهو وليفين قدما لغانتس وأشكنازي أربعة سيناريوهات مختلفة لخطط ضم مناطق من الضفة الغربية

قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف ليفين إلى وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، أربعة سيناريوهات مختلفة لخطط ضم مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل.

وعُلم من مصادر مقربة من رئيس الحكومة أن السيناريوهات التي جرى تقديمها خلال اجتماع بين الجانبين عُقد أمس (الأربعاء)، تتراوح بين خطة تشمل ضم مناطق واسعة تعادل 30% من مساحة الضفة الغربية، وبين خطة ضم رمزي يُشكل نسبة ضئيلة. وأكدت هذه المصادر نفسها أن نتنياهو وليفين لم يحددا أي سيناريو من هذه السيناريوهات يُفضلان.

وذكرت المصادر أيضاً أن غانتس وأشكنازي يعارضان ضم مناطق يقطنها سكان فلسطينيون، ويعارضان كذلك نشوء حالة تتم عملية الضم بموجبها من دون أن يحظى السكان الفلسطينيون بحقوق متساوية [مع المستوطنين]. وأشارت إلى أن غانتس وأشكنازي معنيان بأن تكون أي عملية ضم جزءاً من عملية سياسية أوسع تشمل في إطارها منح الفلسطينيين شيئاً في المقابل وألّا تكون خطوة أحادية الجانب.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع بين الجانبين انتهى من دون التوصل إلى أي قرار أو تحقيق تقدم مهم بهذا الشأن، وأشارت إلى أنه ستُعقد اجتماعات أخرى من هذا القبيل في الأيام القليلة المقبلة.

وكانت صحيفة "يسرائيل هَيوم" كشفت أمس أن نتنياهو يدرس إمكان تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية على مرحلتين.

وأضافت أنه سيتم في المرحلة الأولى بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات الواقعة في عمق الضفة الغربية خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة. وأشارت إلى أن مساحة المناطق التي سيتم ضمها في المرحلة الأولى بموجب الخطة تبلغ نحو 10% من مساحة الضفة الغربية وليس 30% كما سمحت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".

وقالت الصحيفة إنه بعد تنفيذ المرحلة الأولى من عملية الضم، ستتوجه إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية لدعوتها إلى طاولة المفاوضات، وإذا رفض الفلسطينيون ذلك، ستستمر إسرائيل في المرحلة الثانية من الضم، وعندها ستضم 20% أُخرى من المساحة المتبقية من الضفة الغربية.

وأضافت الصحيفة أن هذا لا يزال في قيد البحث والمناقشة في ديوان رئيس الحكومة وأنهم يرغبون في معرفة موقف الولايات المتحدة من هذا الاقتراح الذي ما زال في مراحله الأولى ولم يتم إعداد خرائط له حتى الآن.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو يتطلع إلى البدء بضم مستوطنات في عمق الضفة الغربية لعدة أسباب، أهمها تجنب ضم منطقة غور الأردن في المرحلة الأولى من أجل تخفيف حدة الموقف الأردني المثير لقلق الإدارة الأميركية.

وأوضحت الصحيفة أنه بخلاف التقارير الإعلامية، فإن نتنياهو لا يبدي أي قلق من تدهور العلاقات مع الدول العربية في حال تنفيذ الضم ويعتقد أن إجراءات العقوبات الأوروبية لن تكون مهمة أيضاً، لكنها في الوقت عينه أشارت إلى أن الولايات المتحدة تطالب بأن يتم تنفيذ مخطط الضم بموجب إجماع إسرائيلي واتفاق مع قيادات حزب أزرق أبيض بينما يرفض رئيس هذا الحزب بني غانتس والقطب الآخر فيه غابي أشكنازي إبداء موقفيهما، وهو ما دفع نتنياهو إلى تحريك مخطط الضم على مراحل.

"معاريف"، 18/6/2020
الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة من المنطقة البحرية في شمال سيناء

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة من المنطقة البحرية في شمال سيناء قبل عدة أسابيع، وذلك في عملية استخباراتية وعملانية مشتركة لقوات سلاح البحر وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] بالتعاون مع شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"].

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن جهاز "الشاباك" قام برصد المتورطين في عملية التهريب، ونتيجة التعاون بين أجهزة الأمن المتعددة أمكن رصد القارب المشتبه به في التهريب وتم توجيه عناصر سلاح البحر لمطاردته واعتقال ناشطيْن كانا على متنه جرى تسليمهما إلى "الشاباك" للتحقيق معهما.

وأضاف البيان أنه تبيّن من التحقيق مع الناشطيْن أن الأسلحة كانت مُعدّة لاستخدام حركة "حماس"، كما تم كشف تفصيلات بشأن عمليات تهريب تقوم بها "حماس" في المجال البحري، وبشأن مهربين ومعدات قتالية متعلقة بالحركة.

وأكد البيان أن عملية الإحباط هذه تُضاف إلى سلسلة عمليات إحباط أُخرى تهدف إلى تشويش خطة تعاظم قوة "حماس" العسكرية في قطاع غزة، وإلى المساس بقدراتها العسكرية، وأن الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" سيستمران في إحباط الإرهاب وعمليات التهريب عن طريق البحر، والمعدّة لتعزيز قدرات المنظمات الإرهابية في قطاع غزة.

 

 

"يديعوت أحرونوت"، 18/6/2020
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا يقرر السماح بتنظيم عروض ونشاطات ثقافية واستئناف حركة القطارات يوم الاثنين المقبل

قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا في ختام الاجتماع الذي عقده مساء أمس (الأربعاء) السماح بتنظيم عروض ونشاطات ثقافية بشرط ألّا يتجاوز عدد المشاهدين في القاعة 250 شخصاً. كما قرر استئناف حركة القطارات يوم الاثنين المقبل، وسيُحظر على المسافرين الأكل والشرب خلال السفر، وسيتعين عليهم ارتداء الكمامات طول وقت السفر، وحتى في أثناء التحدث في الهواتف الخليوية.

كما قرّر المجلس الوزاري إعلان بلدتي عرعرة النقب ورهط العربيتين في النقب [جنوب إسرائيل] وحي العجمي في يافا مناطق حمراء فيها نسبة عالية من الإصابة بالفيروس، واتخاذ إجراءات عزل ووقاية خاصة بها. 

وأشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع إلى أن إسرائيل تعاقدت مع شركة "موديرنا" لشراء تطعيمات ضد الفيروس، وأن الشركة تتوقع أن تتمكن من القيام بذلك في منتصف السنة المقبلة. وأشار نتنياهو إلى أن المعهد البيولوجي في مدينة نس تسيونا [وسط إسرائيل] يستمر في مساعيه لتطوير اللقاح.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أنه تم أمس اكتشاف 288 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، وُصفت حالة 36 منهم بأنها خطرة. ولم يطرأ تغيير على عدد الوفيات الذي بقي 303.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أنه تم تسجيل 17 إصابة جديدة بفيروس كورونا لأشخاص خالطوا مرضى في مدينة الخليل وبلدة مجاورة لها. وبذلك ارتفعت الحصيلة الإجمالية للمصابين بالفيروس في المناطق [المحتلة] إلى نحو 720 مصاباً.

"معاريف"، 18/6/2020
المحكمة المركزية في تل أبيب تصدر أمراً احترازياً يقضي بوقف أعمال البناء في مقبرة "الإسعاف" الإسلامية في يافا

أصدرت المحكمة المركزية في تل أبيب أمس (الأربعاء) أمراً احترازياً يقضي بوقف أعمال بناء ملجأ للمشردين في يافا وسط استمرار الاحتجاجات على هذه الأعمال، بعد أن تبين أن الأرض هي موقع لمقبرة "الإسعاف" الإسلامية.

وجاء قرار المحكمة هذا بعد أن قدم المجلس الإسلامي في يافا طلب التماس ضد بلدية تل أبيب ادعى فيه أن البلدية لا تملك تصريحاً ساري المفعول للبناء في هذا الموقع.

ولم تصدر قاضية المحكمة حكماً نهائياً في المسألة، لكنها حددت جلسة يوم 22 تموز/يوليو المقبل وأمرت بوقف أعمال البناء في المكان حتى يتم توضيح المسألة.

وقالت البلدية إنها تحترم أمر المحكمة وأوقفت أعمالها في الموقع.

وأثارت أعمال البناء فوق المقبرة أياماً من الاحتجاجات الغاضبة في يافا.

وعلى الرغم من قرار المحكمة تجددت الاحتجاجات صباح أمس، فاحتشد متظاهرون حول الموقع وطالبوا بإخراج مركبات وأدوات البناء من المكان وعدم السماح لها بالدخول.

وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال عدد من المتظاهرين بعد أن حاولوا اقتحام المكان وقاموا بإلقاء حجارة وغاز مسيل للدموع في اتجاه أفرادها. وأعلنت الشرطة إغلاق طريق متاخم للمكان موقتاً بسبب استمرار الاحتجاجات.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 18/6/2020
كوشنير أعطى غانتس القوة، نتنياهو في مشكلة
عوزي برعام - محلل سياسي
  • دخول حزب أزرق أبيض إلى الحكومة أثار ضده نقداً حاداً من كل صوب، لذلك ضعفت مكانته الجماهيرية. لكن عندما ننظر إلى التطور مع الولايات المتحدة بشأن موضوع الضم، يمكن أن نلاحظ أن بني غانتس وغابي أشكنازي اكتسبا مكانة خاصة تجاه الموضوع. مكانة لم تكن مُدركة مسبقاً. يمكن القول ببساطة إن الضم معتمد على غانتس. لا أقل. الصحافيون الإسرائيليون الذين يتابعون خطة ترامب لا يستوعبون ذلك على ما يبدو، لأنهم مبهورون بقدرة نتنياهو على التلاعب مقارنة بشريكيه الكبيرين.
  • خطة الضم التي "دفع" بها نتنياهو لم تكن واضحة بالنسبة إليه. وهي لم تكن واضحة أيضاً بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترامب، وبالتأكيد ليس بالنسبة إلى غانتس. لقد كانت واضحة بالنسبة إلى بتسلئيل سموتريتش وأعضاء مجلس يهودا والسامرة الذين اعتقدوا أنه بضغط من الإنجيليين يقرّبهم ترامب من تحقيق الفكرة الخلاصية التي تمسكوا بها سنوات عديدة.
  • لكن صورة الوضع تغيرت كثيراً. ترامب في حزيران/يونيو 2020 ليس ترامب في 2019. أيضاً نتنياهو في حزيران/يونيو 2020 لا يقود حكومة يمينية ضيقة. اليمين الاستيطاني فهم أن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون دريمر يوضح لكل من يهمه الإصغاء في أميركا أن كل ضم يُنفذ الآن سيكون جزءاً من خطة ترامب التي تشمل إقامة دولة فلسطينية مع تواصل إقليمي.
  • صحيح أن هناك شكاً كبيراً في أن الفلسطينيين، مهما كان أمرهم مستقبلاً سيدعمون إقامة مثل هذه الدولة. لكن رؤساء المستوطنين فهموا بعد اجتماعهم بجاريد كوشنير ودريمر، واطّلاعهم على التفصيلات من جانب ممثلهم في الإدارة ديفيد فريدمان، أن نتنياهو يخدعهم عندما يعرض رغبته في القيام بضم جزئي من دون أن يعرض ثمنه السياسي. هذا الإدراك دفعهم إلى شن حملة علنية ضد نتنياهو والليكود.
  • يدير كوشنير اتصالات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط . هو يرى أن ترامب يرزح تحت وطأة إصابات الكورونا والأزمة الاقتصادية والشرخ الاجتماعي الذي يزداد عمقاً - وهو غير قادر، ولا يريد، أن يضيف إلى كل الأزمات التي تهدد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر معارضة العالم للضم. هو فعلاً لا يريد تصاعُد التوتر في العالم العربي.
  • اختار كوشنير خطوة لم يحلم بها نتنياهو ولم يخطط لها غانتس. فقد ربط ربطاً محكماً بين الضم وبين تبنّي خطة ترامب المتفق عليها مسبقاً من قبل كل مكونات الحكومة في إسرائيل. بكلمات أُخرى، هو يريد أن تحظى كل خطة تقدمها الحكومة إلى الأميركيين بموافقة حزب أزرق أبيض.
  • اعتقد نتنياهو، ومعه كل معجبيه العلنيين والسريين، أنه عندما يريد إرساء "إرثه" لن يسمح لشركائه الضعفاء بالتأثير في وجهة الأمور. خلال المفاوضات الائتلافية حرص نتنياهو على ألّا يكون لغانتس حق الفيتو في موضوع الضم. وهو طلب أيضاً أن تهتم إسرائيل فقط بموقف الولايات المتحدة، وليس بموقف دول أوروبا والشرق الأوسط كما طالب رئيس الحكومة المناوب غانتس.
  • حق الفيتو الذي صودر من غانتس في الاتفاق الائتلافي أعاده إليه كوشنير، كبير ممثلي إدارة ترامب في الموضوع الفلسطيني. هكذا تحوّل غانتس إلى لاعب حاسم. نتنياهو يفهم ذلك.
"هآرتس"، 18/6/2020
هل يمكن القول إن الضم لن يحدث؟
أوري مسغاف - محلل سياسي
  • هل يمكن القول إن الضم لن يحدث؟ نتنياهو لن يضم مليمتراً واحداً. يبقى فقط أن نرى كيف سينزل عن الشجرة. ما هي الذرائع التي سيتمسك بها، وعلى من سيُسقط التهمة (موجة ثانية من وباء الكورونا، احتجاج السود في أميركا، حزب أزرق أبيض). في هذه الأثناء، نجح في توحيد ائتلاف دولي مؤثر ضد هذا الوهم الأحمق. العالم الكبير توقف قليلاً عن الاهتمام بالوباء والأزمة الاقتصادية، ورص صفوفه وأوضح التداعيات. الأردن، المحور السني المكوّن من السعودية ودول الخليج، الاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. أيضاً البيت الأبيض أصبح بارداً، والجمهوريون صامتون.
  • جميع هؤلاء هم أصدقاء إسرائيل. ولم نتطرق بعد حتى إلى رد محتمل من السلطة الفلسطينية، ومنظمات الرفض وباقي الأطراف والدول التي لا تحبنا. هذه نهاية عرض الساحر الكبير، رجل الدولة الذي أقنع عقل الإسرائيليين طوال سنوات بأن العالم كله تحت قدميه، ولا يوجد أحد غيره.
  • طبعاً هذه هزيمة لنتنياهو. هو هزم نفسه. منذ البداية كان المقصود نزوة شخصية، تدخل في مجال النظرية والطقوس أكثر مما تدخل في مجال الواقع. لذلك، فهي تعني نسبة قليلة فقط من الإسرائيليين كما يظهر في استطلاعات الرأي العام. في الواقع، أراضي الضفة الغربية وغور الأردن ضُمت تلقائياً منذ وقت طويل. كل من زار هذه الأماكن في الـ53 عاماً الأخيرة رأى ذلك. فُرضت سيادة إسرائيلية على المستوطنات منذ لحظة إقامتها. سكانها يصوتون للكنيست ويدفعون ضرائب، وأحياناً يخدمون في الجيش الإسرائيلي، بل وحتى يوجد أيضاً مستوطنان في المحكمة العليا.
  • كل مسرحية الضم وُلدت كمناورة سياسية، للحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات المستوطنين ومنع حدوث قضم انتخابي من ناحية اليمين. هناك من يقول إنه أُضيفت إلى ذلك أيضاً نشوة القوة والتطلع إلى ترك إرث (Legacy)، بحسب كلامه. هذا لا يغيّر شيئاً. الأكثر أهمية حقاً والمقلق حقاً هو الصورة الكبيرة.
  • الفكرة المرفوضة للضم الأحادي الجانب قادت تفكير نتنياهو المحموم ودفع بها قدماً من دون إزعاج. وهذا يطرح علامة استفهام كبيرة بشأن علاقته بالواقع. لكن الأخطر من ذلك، هذا يطرح علامة استفهام بشأن إسرائيل كديمقراطية تؤدي وظيفتها، مع توازنات وكوابح، أجهزة عمل منتظمة في طواقم عمل، وعملية اتخاذ قرارات، وأعمال الرقابة والتحكم. بحسب تطور خطة الضم، الوضع ليس كذلك. يوجد هنا سلطة حاكم أوحد، له مميزات ملكية، مدعوم من مساعدين وترافقه جوقة صاخبة من الخصيان. الأجهزة تفككت، الموازين والكوابح انحلت. أين المجلس الوزاري المصغر، أين مجلس الأمن القومي؟ أين وزارة الخارجية؟ أين الجيش والاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك؟
  • ما يحدث عملية مدمرة وكارثية يمكن أن تؤذي بشدة الوضع السياسي والأمني والاقتصادي لإسرائيل، ولا تنطوي على أي فائدة على المستوى الوطني والاستراتيجي. لقد أوضح الأردن أن معناها إبطال فوري لاتفاقات السلام. وحذرت أوروبا من العقوبات. والمعارضة الفلسطينية هي أمر مؤكد تقريباً. الواقع أن الجيش يستعد لـ"سيناريو تصعيد" ويجري "مناورات حرب". إنما لا يعرف لأي حرب يستعد ـ لأنه ليس هناك خريطة. ليس فقط غانتس ليس لديه خريطة أو موقف. ليس لدى أحد خريطة، حتى نتنياهو.
  • الخلاصة هي أنه على رأس هذه الدولة يوجد شخص خطِر ومنقطع عن الواقع. في هذه المرحلة لا فائدة من التعامل معه بالحجج. كما يجب ألّا نعلق عليه آمالاً لا طائل منها، أو على رئيسي الأركان السابقين الجبانين اللذين اختارا تنصيبه ملكاً مرة أُخرى. الحظ الوحيد لإسرائيل هو أن دول العالم، على ما يبدو، تطوعت هذه المرة لإنقاذ إسرائيل من نفسها.