مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
عباس يحمّل إسرائيل مسؤولية مقتل شيرين أبو عاقلة بشكل كامل
أمير قطر يحمّل إسرائيل مسؤولية قتل شيرين أبو عاقلة
واشنطن تمارس ضغوطاً على السلطة الفلسطينية للموافقة على تحقيق مشترك مع إسرائيل في مقتل أبو عاقلة
مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية يصادق على خطط بناء 4427 وحدة سكنية جديدة في مناطق الضفة الغربية
تقرير: الجالية اليهودية في روسيا آخذة بالاندثار سريعاً على خلفية الحرب في أوكرانيا
مقالات وتحليلات
المطلوب تحقيق دولي أمين وغير متحيز ومن دون أي تضليل
الانتخابات في لبنان: استمرار الشلل السياسي
بانتظار زيارة بايدن إلى القدس يجب إعادة الاتفاق النووي إلى مركز الاهتمام
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 13/5/2022
عباس يحمّل إسرائيل مسؤولية مقتل شيرين أبو عاقلة بشكل كامل

كرّم آلاف الفلسطينيين أمس (الخميس) الصحافية من شبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة في مراسم خاصة أقيمت في مقر المقاطعة في رام الله، وذلك غداة مقتلها برصاصة في وجهها خلال تغطيتها عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، والذي أثار استنكارا دولياً ودعوات عبر العالم لإجراء تحقيق مستقل في قتلها.

وأعلنت بلدية رام الله عزمها على إطلاق اسم أبو عاقلة على أحد شوارع المدينة.

وشارك مسؤولون فلسطينيون وممثلون عن الفصائل ودبلوماسيون أجانب ومواطنون في المراسم الرسمية التي أقيمت في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله، حيث جدّد رئيس السلطة محمود عباس رفض اقتراح إجراء تحقيق مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكد أن السلطة ستتوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي وتطالبها بإجراء تحقيق لتقصّي وقائع مقتل أبو عاقلة.

وسُجّي جثمان أبو عاقلة في مقر المقاطعة، وتمت تغطيته بقماش باللون الأحمر القاني قبل أن يعزف حرس الشرف الرئاسي النشيد الوطني الفلسطيني، وأعلن عباس منحها وسام "نجمة القدس"، وهو أحد أرفع الأوسمة التي تمنحها السلطة الفلسطينية لشخصيات بارزة.

وبعد أن وضع إكليلاً من الزهور على جثمانها، حمّل عباس سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتلها بشكل كامل. وقال: "إننا رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي ارتكبت الجريمة، ولأننا لا نثق بها"، مشيراً إلى عزم السلطة الفلسطينية التوجه فوراً إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين.

وكان رجل دين مسيحي صلّى في وقت سابق أمس على جثمان أبو عاقلة في المستشفى الاستشاري في شمالي رام الله، وكان رأسها ملفوفاً بالكوفية الفلسطينية، بينما تم لفّ جسدها بالعلم الفلسطيني ووُضعت عليه الورود وميكروفون قناة "الجزيرة".

وعلى طول نحو 8 كيلومترات بين المستشفى ومقر المقاطعة توزّع الناس على جوانب الشوارع لتوديع أبو عاقلة، وألقى بعضهم الورود نحو المركبة العسكرية التي نقلت الجثمان، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.

وبعد المراسم في المقاطعة، نُقل الجثمان عبر مركبة إسعاف تعود إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى القدس، حيث سيصلّى عليها اليوم الجمعة في إحدى الكنائس في القدس الشرقية وتُدفن في مقبرة جبل صهيون إلى جانب والديها.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس الشرقية مساء أمس إلى إعلان الإضراب الشامل في القدس اليوم (الجمعة)، وذلك تعبيراً عن الحزن والغضب على جريمة قتل أبو عاقلة.

ومن المقرر أن تنطلق جنازة أبو عاقلة في مدينة القدس الشرقية في تمام الساعة الثالثة من عصر اليوم.

في المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستتخذ إجراءات أمنية مشددة في محيط جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] والبلدة القديمة من القدس الشرقية، على خلفية تشييع جثمان أبو عاقلة إلى مثواه الأخير في مقبرة جبل صهيون المجاورة للبلدة القديمة. 

"يسرائيل هيوم"، 13/5/2022
أمير قطر يحمّل إسرائيل مسؤولية قتل شيرين أبو عاقلة

حمّل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إسرائيل مسؤولية قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الأمير مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مستهل الزيارة الرسمية التي بدأها إلى طهران أمس (الخميس)، وبعث الشيخ تميم بتعازيه إلى عائلة الفقيدة، وأكد أنه يجب محاسبة الضالعين في هذا العمل الإجرامي.

من ناحية أُخرى، عقد أمير قطر اجتماعاً مع الرئيس الإيراني تم فيه بحث الملف النووي ومفاوضات فيينا.

وأُعلن في طهران أمس أن الزيارة تشمل عقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين آخرين لتعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتزامن وصول أمير قطر إلى طهران مع زيارة يقوم بها حالياً إلى العاصمة الإيرانية منسّق الاتحاد الأوروبي لشؤون مفاوضات فيينا إنريكي مورا.

موقع Ynet، 13/5/2022
واشنطن تمارس ضغوطاً على السلطة الفلسطينية للموافقة على تحقيق مشترك مع إسرائيل في مقتل أبو عاقلة

علم موقع Ynet من مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الخميس) بأن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على السلطة الفلسطينية لحثّها على التعاون مع إسرائيل في كل ما يتعلق بالتحقيق في مقتل مراسلة شبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، من دون أن تفلح حتى الآن في زحزحة السلطة الفلسطينية عن موقفها بشأن استبعاد إسرائيل عن هذا التحقيق.

وكانت إسرائيل عرضت المشاركة في التحقيق من أجل الوصول إلى الحقيقة بشأن ملابسات مقتل الصحافية التي تواجدت في مخيم جنين فجر أول أمس (الأربعاء)، حين وقع تبادل إطلاق نار بين قوة من الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين، بينما أصرّت السلطة الفلسطينية على توجيه الاتهام نحو إسرائيل.

"هآرتس"، 13/5/2022
مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية يصادق على خطط بناء 4427 وحدة سكنية جديدة في مناطق الضفة الغربية

صادق مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية أمس (الخميس) على خطط بناء 4427 وحدة سكنية جديدة في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الأسبوع الماضي الدفع قدماً بهذه الخطط.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أن هذه الخطوة تأتي على خلفية إنذار وجّهه عضو الكنيست نير أورباخ، من "يمينا"، وهدّد فيه بعدم البقاء في الائتلاف الحكومي في حال عدم المصادقة على هذه الخطط في أسرع وقت ممكن. 

وتمت الموافقة ضمن هذه الخطط على إقامة 761 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عيليت، و500 وحدة في مستوطنة إلكناه، و534 في مستوطنة شفوت راحيل، و364 في مستوطنة دوليف، و286 في مستوطنة كدوميم، و192 في مستوطنة شعاري تكفا، و170 في مستوطنة عمانوئيل، و156 في مستوطنة كريات أربع، و136 وحدة في مستوطنة جفعات زئيف في القدس الشرقية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية تعرّضت في الفترة الأخيرة لانتقادات من اليمين، بحجة أنها قلصت عدد الوحدات السكنية المقرر بناؤها، وادعى رئيس "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة" أن الحكومة ترضخ بذلك للـ "إرهاب".

"معاريف"، 13/5/2022
تقرير: الجالية اليهودية في روسيا آخذة بالاندثار سريعاً على خلفية الحرب في أوكرانيا

"لن تكون الجالية اليهودية في روسيا، والتي كنا نعرفها على الأقل حتى بداية سنة 2022 كما هي عليه إلى الأبد، إذ إنها في الوقت الحالي هشّة جداً ومندثرة"-هذا ما قاله في بحر الأسبوع الحالي أحد كبار قادة الجالية اليهودية في روسيا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، من أحد البيوت السرية في وسط إسرائيل. ولا يستطيع هذا القائد أن يكشف عن هويته، أو حتى عن مكان وجوده، كونه يخشى على حياته لمجرد أنه غير مستعد لتأييد الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا علناً.

وفي الأيام القليلة الفائتة قام مندوبون من صحيفة "معاريف" بإجراء أحاديث خاصة مع عدد من كبار المسؤولين الآخرين في الجالية اليهودية في روسيا، والتي تُعتبر من الجاليات اليهودية الكبيرة في العالم، وقد تبين أنهم موجودون في أماكن متفرقة، معظمها سرّي، خشية على حياتهم، وفي هذه الأثناء، هم يفكرون في الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها من أجل تقديم المساعدة إلى أبناء جاليتهم.

وقالت سفيتلانا (الاسم الكامل محفوظ لدى هيئة التحرير) وهي من كبار قادة الجالية اليهودية في روسيا على مدار الأعوام الـ 30 الفائتة، إن 60%-70% من أبناء هذه الجالية غادروا الأراضي الروسية، أو ينوون مغادرتها. وأضافت أن نسبة اليهود الروس الأثرياء الذين غادروا بلغت 95% على الأقل، وبدأ هؤلاء بالمغادرة منذ سنة 2014. أما نسبة المغادرين بين الفئات الشابة فتصل إلى 80%، وفقاً لما تؤكده.

وأشارت سفيتلانا، التي تقيم في مكان سريّ في أوروبا الغربية، إلى أنها هي نفسها غادرت الأراضي الروسية، بعد أن أكدت مصادر مطلعة في الجالية لها أن بقاءها يشكل خطراً عليها كما على كل أبناء الجالية. وأشارت كذلك إلى أنها مع عدد كبير من قادة الجالية كانوا عرضة لضغوط كبيرة مارستها عليهم السلطة الروسية وكبار المسؤولين في الدولة والحكومة من أجل تأييد الحرب على أوكرانيا، وأيضاً من أجل إعلان الولاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت هناك نية للعودة إلى روسيا بعد أن تضع الحرب في أوكرانيا أوزارها، أكد معظم الذين تحدثنا معهم أنهم لا يرون أن مثل هذا الاحتمال قائم في الأفق المنظور إلا إذا تولى منصب الرئاسة في البلد شخص آخر غير الرئيس الحالي بوتين. كما أكدوا في الوقت عينه أن الجالية اليهودية في روسيا لن تُفنى بصورة نهائية، لكن من المؤكد أنها ستغدو صغيرة جداً. 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 13/5/2022
المطلوب تحقيق دولي أمين وغير متحيز ومن دون أي تضليل
افتتاحية

 

  • موت الصحافية شيرين أبو عاقلة يستدعي فتح تحقيق جدي، شامل، من دون أي تضليل، يُظهر للعالم ما حدث أول أمس في أزقة جنين. ولتخرج الحقيقة إلى الضوء، يجب التأكد من أن جهة محترمة أمينة وغير متحيزة، هي مَن تُجري التحقيق في هذا الحدث التراجيدي. على هذه الجهة أن تكون مستقلة تماماً عن القوات التي كانت موجودة هناك، وتدور الأسئلة حول مسؤوليتها عن إطلاق النار على أبو عاقلة.
  • من الآن، يمكن أن نشك في إن كان الجيش يريد للحقيقة أن تخرج إلى الضوء، أو أنه يفضل أولاً مصلحة جنوده. بعد إطلاق النار بوقت قصير، أعلن القائد العام لهيئة الأركان أفيف كوخافي أنه "وجّه أوامره للبدء بالعمل، وفحص وإجراء تحقيق في الحدث بهدف الوصول إلى الحقيقة". إلا أنه عاد وأعلن أن المسؤول عن التحقيق سيكون قائد لواء الكوماندو الجنرال مني ليبرتي، المسؤول عن عمل وحدة "دوفدفان"-الوحدة ذاتها التي كان جنودها هناك ووجهوا نيرانهم القاتلة.
  • كيف يمكن أن يُتوقع من أحد-إن كان مواطناً إسرائيلياً، أو فلسطينياً، أو إن كان الحديث يدور عن باقي دول العالم-أن يأخذ، بجدية، تحقيقاً سيحقق فيه المسؤول مع جنوده؟ هناك تضارُب مصالح بنيوي: الضابط سيحدد ما إذا كان جنوده قد تصرفوا كما يجب. هذا بالإضافة إلى أن ليبرتي هو ضابط في الجيش وليس محققاً. وما علاقته بمجال التحقيقات؟
  • هذا التعيين يعزز ما قاله الوزير نحمان شاي، إذ قال أمس إن "الثقة بإسرائيل ليست كبيرة جداً عند الحديث عن أحداث كهذه، نحن نعلم هذا". شاي قال الحقيقة المُرّة: لا يمكن الاعتماد على الجيش لفحص ذاته في حدث تدور الأسئلة حول مسؤوليته عنه. ولا حاجة إلى الإشارة إلى أنه لو تم إجراء تحقيق فلسطيني كهذا، لكانت إسرائيل ستضحك بعد أن تقول "نتائجه معروفة مسبقاً".
  • فحص أسباب موت أبو عاقلة يحتاج إلى تحقيق بمشاركة دولية واسعة. ممنوع أن ينتصر "الصراع على الرواية" على الحقيقة. إسرائيل مرغمة أمام ذاتها وأمام العالم، على إعطاء إجابة واضحة وصريحة عما حدث في جنين: كيف قُتلت شيرين أبو عاقلة، ولماذا؟
"معهد القدس للشؤون العامة والسياسات"، 12/5/2022
الانتخابات في لبنان: استمرار الشلل السياسي
جاك نوريا - باحث

 

  • على افتراض أن شيئاً لن يعرقل إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان، سوف يتنافس 1046 مرشحاً على 128 مقعداً في البرلمان اللبناني الذي سيُنتخب لأربعة أعوام مقبلة.
  • تجري الانتخابات على مرحلتين: من 6-7 أيار/مايو من أجل اقتراع 250 ألف لبناني مقيم في الخارج ومسجّلين للاقتراع (من مجموع قرابة 14 مليون لبناني في الشتات)، وفي 15 أيار/مايو ستجري الانتخابات العامة في لبنان.
  • لهذه الانتخابات أهمية حاسمة لأنها، على ما يبدو، ستحدد هوية لبنان في الأعوام المقبلة. يدور الصراع بين كتلتين أساسيتين: الأولى هدفها تحويل لبنان إلى معقل آخر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والكتلة الثانية تحارب من أجل هوية لبنان العربية، ومن أجل استقلاله.
  • الحملات الانتخابية السابقة لم تشهد العنف الذي تشهده الحملة الحالية. بلطجية أرسلهم حزب الله وحركة أمل لمهاجمة مرشحين محتملين يشكلون تهديداً لهيمنتهم على الجنوب اللبناني وسهل البقاع. ففي الصرفند في الجنوب اللبناني، تدخّل الجيش اللبناني للدفاع عن مرشحين تعرضوا للضرب على يد حزب الله. في المقابل، مرشحون على قوائم المعارضة في البقاع قرروا سحب ترشحيهم، خوفاً على حياتهم.
  • وكما في كل المعارك الانتخابية الماضية، وفي ضوء الوضع الاقتصادي الكارثي، يحاول لاعبون أساسيون شراء أصوات الناخبين، من خلال توزيع سلع ضرورية وغالية الثمن على 50% من اللبنانيين-في الأساس وقود ومواد غذائية وسلع أساسية يومية. بالنسبة إلى الناخبين، هذا مهم للغاية، ويمكن أن يؤثر في نتائج الاقتراع، بحيث لن تكون منطقية أو ديمقراطية بأي شكل من الأشكال، ويمكن أن تنحو نحو التطرف.
  • وعلى الرغم من توجُّه كل الأنظار إلى كتلة أحزاب "الربيع اللبناني"، من حركة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، مثل حركة "خط أحمر"، أو "من حقي"، وما دامت مأساة "مهما تغيّر الحال فسيبقى على حاله"، فإن السياسيين اللبنانيين التقليديين ورؤساء الكتل السياسية وزعماء الطوائف، في أغلبيتهم، سيظلون ممثلين للسياسة الطائفية اللبنانية. فقط 88 مرشحاً من مجموع 1043 (8.4%) تتراوح أعمارهم بين 25-35، وهناك 157 امرأة فقط (15%)، حقيقة تثبت أن شيئاً لم يتغير في لبنان منذ تظاهرات تشرين الأول/أكتوبر التي أمل الناس بأن تؤدي إلى تغيير في المنظومة السياسية وإجراء إصلاحات ثورية في الاقتصاد والسياسة المحلية.
  • سيركز المراقبون في الانتخابات على 3 موضوعات:
  • بعد أن قرر رئيس الحكومة السابق السنّي سعد الحريري عدم مشاركة تيار "المستقبل" في الانتخابات، فإن السؤال المطروح هو أي نوع من تمثيل سنّي سيجري في النهاية؟ تشرذُم أصوات السّنة سيعقّد مهمة رئيس الحكومة المقبل في تأليف حكومة، ويدل هذا الواقع على أن الانتخابات ستؤدي إلى شلل المنظومة السياسية في لبنان.
  • الموضوع الثاني هو المعسكر المسيحي. الانقسام في المعسكر المسيحي هو أمر تقليدي في السياسة اللبنانية، وفي الأساس ضمن الطائفة المارونية. ففي البرلمان الحالي كانت كتلة التيار الوطني الحر، برئاسة صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، حصلت على العدد الأكبر من أصوات المسيحيين، واستخدمت ذلك لإقامة ائتلاف من الأغلبية مع حليفها الاستراتيجي حزب الله. الآن تغيرت الصورة، وبسبب سلسلة فضائح وعمليات فساد، يبدو أن التيار الوطني الحر قد يخسر عدداً من مقاعده في البرلمان في مواجهة منافسه المباشر "القوات اللبنانية"، برئاسة سمير جعجع. علاوة على ذلك، إذا قرر الحزب الماروني من شمال لبنان "المردة"، بزعامة سليمان فرنجية، الانضمام إلى حزب الله، كما في الماضي، فإن فرص حصوله على أغلبية برلمانية ضئيلة جداً.
  • الموضوع الثالث يتعلق بحزب الله وحركة أمل. سيحافظ الشيعة على تمثيلهم البرلماني، وسيزيدونه في مناطق معينة بواسطة شراء الأصوات وترهيب خصوم محتملين. مع ذلك، وبسبب الموضوعين السابقين، سيواجه حزب الله وحركة أمل صعوبات في تأليف حكومة جديدة، وفي فرض سياستهما على لبنان كله، على الرغم من محافظتهم على قدرتهم على منع أي قرار كبير في البرلمان وعرقلة تأليف حكومة.

مَن هو الرئيس الذي سينتخبه البرلمان؟

  • يجب أن نتذكر أن البرلمان اللبناني هو الهيئة التي ستنتخب رئيس الجمهورية المقبل (الرئيس الحالي ميشال عون ستنتهي ولايته في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2022). ومن المعقول جداً أن تواجه المنظومة اللبنانية حائطاً مسدوداً، كما في الماضي، وعدم انتخاب رئيس الجمهورية المقبل.
  • حتى الآن، هناك 4 مرشحين محتملين للرئاسة (كلهم موارنة، بحسب الدستور):
    • جبران باسيل، صهر الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر، والموجود على قائمة العقوبات الأميركية، ولذلك قد يكون غير مؤهل لهذا المنصب.
    • سمير جعجع، رئيس القوات اللبنانية، الذي قد يكون غير مؤهل بسبب وصفه بأنه "عميل إسرائيلي".
    • سليمان طوني فرنجية، زعيم تيار "المردة"، وهو حزب صغير معروف تارةً بتحالفه مع سورية، وتارةً مع الفريق الشيعي. فرنجية المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، غير مؤهل في نظر خصومه في المعسكر المسيحي والسنّي على حد سواء.
    • انتخاب مرشح تسوية. في هذه الحالة، فإن الاسم المطروح حالياً هو الجنرال جوزف عون قائد الجيش اللبناني الذي يُعتبر المرشح الموالي لأميركا. وهذا الاحتمال يبدو محتملاً، نظراً إلى انتخاب رئيسيْ جمهورية كانا في الماضي جنرالين في الجيش [المقصود الرئيس السابق ميشال سليمان وميشال عون] (هناك 3 رؤساء كانوا قادة للجيش: إميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون) وقائد الجيش الحالي لا يمت بصلة قرابة إلى الرئيس الحالي.
    • التصويت على تأجيل انتخاب رئيس جمهورية جديد. وجرى هذا مرتين بسبب الطريق السياسي المسدود. وإذا أخذنا في الحسبان سِجلّ ميشال عون، فمعنى هذا استمرار الجمود في الحياة السياسية اللبنانية. مع ذلك، مع برلمان منقسم، يمكن أن يكون اختيار هذا البديل غير ممكن التحقيق.
    • بقاء المنصب شاغراً. في مثل هذه الحالة، الرئيس الفعلي سيكون رئيس الحكومة السّني. وقد حدث في الماضي مثل هذه السابقة، وقد يكون هذا الخيار هو المفضل.
  • في الختام، الانتخابات الحالية للبرلمان ستؤدي إلى شلل كامل في الجسم السياسي اللبناني، يضاف إليه الفوضى بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الخارج عن المألوف. ومثل هذا الجمود يشير إلى تفكُّك لبنان كدولة، وتحوُّله من دولة فاشلة، كما هو اليوم، إلى دولة موجودة نظرياً.
"يسرائيل هَيوم"، 12/5/2022
بانتظار زيارة بايدن إلى القدس يجب إعادة الاتفاق النووي إلى مركز الاهتمام
يعقوب نيجل - أستاذ في جامعة التخنيون، ومستشار سابق للأمن القومي لدى رئيس الحكومة السابق نتنياهو

 

  • الرئيس الأميركي جو بايدن ينوي زيارة القدس، على ما يبدو في نهاية حزيران/يونيو. أسباب الزيارة كثيرة، لكن من دون علاقة لها بالمصلحة الأميركية التي يجب أن نأخذها في الحسبان، يتعين على إسرائيل الاستعداد للزيارة من أجل الدفع قدماً بأهدافها. وننصح هذه المرة بعدم التركيز على زيادة الميزانية أو منظومات السلاح المتقدمة.
  • مؤخراً، زار مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس الأمن القومي د. إيال حولتا واشنطن والتقى نظراءه. وتناولت المحادثات الزيارة المتوقعة للرئيس إلى إسرائيل، والوضع الأمني في القدس وغزة، وفي سورية ولبنان، والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في موضوعيْ روسيا والصين.

 

  • المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مجمدة، أو متوقفة حالياً. لكن الطاقم الأميركي برئاسة روبرت مالي، والطاقم الأوروبي برئاسة جوزيف بوريل، يبحثان عن طرق مبتكرة "لتربيع الدوائر".
  • المندوب الروسي أوليانوف كان قد تباهى، عبر مقابلة أُجريت معه قبل توقيع الاتفاق المنتظر، بأن الإيرانيين حصلوا على اتفاق أفضل بكثير من الاتفاق الذي كانوا يتمنونه، بقيادته وبمساعدة الصين. مع الأسف، في اللحظة الأخيرة جاءت التعليمات من موسكو باستثناء إيران من العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا بعد غزوها أوكرانيا. وعلى الرغم من أنه جرى التخلي عن الطلب منذ ذلك الحين، فإن المحادثات توقفت.
  • روسيا ليست وحدها التي تعرقل، فالذي يعرقل توقيع الاتفاق النووي الجديد هو مطالبة إيران بإخراج الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية. وبعد الاستجابة لجميع الطلبات الإيرانية الابتزازية، يرفض الإيرانيون أي اقتراح مضاد إذا لم يتضمن إخراج الحرس الثوري من القائمة السوداء.
  • صحيح أن الاتصالات متوقفة رسمياً، لكن كون الطرفان معنيين بالاتفاق، تتخوف إسرائيل ودول الخليج من التوصل إلى طريقة مبتكرة "لتربيع الدائرة". الوزير بوريل ذهب إلى طهران للبحث عن مثل هذه الطريقة، بعد أن أعلن وصول المفاوضات إلى حائط مسدود مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
  • وسواء وُقِّع الاتفاق قبل زيارة بايدن، أو لم يوقَّع، فإن المسألة النووية ستحتل مكاناً مركزياً في المحادثات السياسية، بالإضافة إلى سلوك إيران العدائي وتأييدها للإرهاب. موضوع روسيا والصين وعملية السلام سيُطرح في المحادثات، لكن يتعين على إسرائيل التأكد من أن معالجة موضوع إيران ستحتل المكان الأساسي في المحادثات في أثناء الزيارة.
  • بناءً على ذلك، من المهم أن نطرح في هذه النقطة الزمنية مساوئ ومخاطر الاتفاق الجارية بلورته، وأن نقترح خطوات يمكن أن تتخذها إسرائيل، سواء وُقِّع الاتفاق أو لم يُوقَّع (مع الولايات المتحدة وشركائها).
  • الاتفاق الذي يجري بلورته يعتمد على الاتفاق السيئ في سنة 2015، ويشمل تقديم تنازلات إضافية للإيرانيين. وهو لا يأخذ في الاعتبار الزمن الذي مرّ منذ سنة 2015 والوقت القصير الذي بقي لانتهائه ورفع القيود عن إيران. كما لا يأخذ في الاعتبار معطيات جديدة، سواء الأرشيف الذي حصل عليه الموساد في سنة 2018، أو الخلاصات التي توصلت إليها لجنة الرقابة الدولية على السلاح النووي بشأن الانتهاكات الإيرانية التي جرى الكشف عنها في عدة مواقع.
  • الاتفاق الجديد يسمح لإيران بالوصول إلى وضع دولة على عتبة النووي، وإلى قنبلة في الأعوام القادمة، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير موازين القوى العالمية، وإلى سباق واسع على السلاح النووي في الشرق الأوسط.
  • الاتفاق لا يشتمل على وسائل أو أدوات تجبر الإيرانيين على إجراء مفاوضات بشأن اتفاق "طويل الأمد وأكثر قوة"، كما تعهد بايدن، وكما يروّج مؤيدو العودة إلى الاتفاق.
  • الاتفاق لا يعالج مسألة الرقابة على الأنشطة المتعلقة بتطوير منظومات السلاح، باستثناء جزء ضئيل يشمل البند ت في الاتفاق الأصلي. على ما يبدو، الاتفاق السرّي بين الروس والإيرانيين والأميركيين على عدم ضمّ هذا البند الذي أُدخل إلى الاتفاق بضغط إسرائيلي لا يزال قائماً. ومن المحتمل أن يتضمن الاتفاق الجديد المزيد من الاتفاقات السرّية والجانبية.
  • بالنسبة إلى بايدن وطاقمه، من الأنسب استمرار الوضع الحالي حتى تشرين الثاني/نوفمبر، موعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة. توقيع اتفاق يشمل الخضوع للطلب الإيراني بإخراج الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، سيثير معارضة في مجلس النواب، وسيمس بالحزب الديمقراطي.
  • فحص البدائل يقدم خيارين أساسيين، الاختيار بينهما واضح. مع الاتفاق السيئ، سيتوصل الإيرانيون بالتأكيد إلى قدرة تخصيب صناعية تعتمد على أجهزة طرد مركزية متطورة ونقل جزء صغير من اليورانيوم (المخصّب بصورة شرعية) إلى تخصيب عسكري يكفي لإنتاج مادة لصنع قنبلة. الوصول إلى دولة على عتبة النووي سيحدث بوتيرة بطيئة، لكن إيران ستبدو دولة قوية تحترم الاتفاقات التي وقّعتها.
  • مع ذلك، من دون اتفاق، ستحاول إيران الوصول إلى قنبلة بسرعة أكبر، لكنها ستفعل ذلك من موقع ضُعف، ومن دون شرعية. وسيكون لدى إسرائيل والولايات المتحدة أيضاً الشرعية والإلحاح والأهمية والأهداف المناسبة.
  • في معادلة الشرعية + الأهمية+ الإلحاح+ الشراكة في مواجهة "شراء الوقت" لبناء قدرات، مع خطر التقدم الإيراني نحو نقطة اللاعودة، من الواضح ما هو الطريق الصحيح. لذا، يتعين على إسرائيل أن تسمع من بايدن خلال زيارته أنه يتعهد المحافظة على حرية عمل كاملة لإسرائيل وزيادة الشراكة في محاربة إيران في كل المجالات.
  • ويتعين على إسرائيل القيام بحملة لنزع الشرعية عن إيران وإضعافها بكل الوسائل الممكنة-اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ومن خلال هجمات سيبرانية وبناء أدوات عسكرية وأدوات قانونية وغيرها، ولهذه الغاية، يجب الاستثمار في ميزانيات، وفي بناء قوة بشرية ملائمة.
  • يجب أن يكون واضحاً لزعماء إيران أنه انتهى الزمن الذي يبقى فيه رأس الأخطبوط محصناً، بينما يستخدم أذرعته لمهاجمة وزعزعة الاستقرار الإقليمي. وفي الوقت عينه، مع الخطط العملانية، يجب بناء خطة إعلامية استراتيجية تشمل رسائل تتعلق بالسلوك الإيراني والمخاطر المتوقعة من إيران نووية، وتشدد على التهديد المباشر المتوقع للولايات المتحدة وأوروبا، بعد أن تُنهي إيران تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.
  • لقد كانت الولايات المتحدة على وشك توقيع "اتفاق خنوع" مخجل وخطر. وهي لا تزال مستعدة لفعل ذلك في ظروف معينة. إيران ستتمسك بمطالبها، وعلى ما يبدو، طرحت مطلباً آخر منح الولايات المتحدة الفرصة لوضع خطة مشتركة مع إسرائيل تجبر الإيرانيين على التحرك بسرعة نحو "اتفاق طويل وأقوى".
  • من أجل تحقيق ذلك، يجب عدم الخضوع للمطالب الإيرانية، والعودة إلى خطة الضغط الأقصى، بالإضافة إلى بناء تهديد عسكري موثوق به يهدد بقاء النظام الإيراني. إذا لم يؤثر التهديد في السلوك الإيراني، فيجب أن نكون مستعدين بجدية لاستخدام ائتلاف دولي واسع.