مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
اغتيال ضابط كبير في "فيلق القدس" في قلب طهران والحرس الثوري يتهم "أتباع الاستكبار العالمي" باغتياله، في إشارة إلى إسرائيل
فرض عقوبة السجن 5 أعوام إضافية على السجناء الأمنيين الفلسطينيين الستة الذين فروا من السجن
عضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي تعلن عودتها إلى الائتلاف الحكومي بعد اجتماع مع لبيد
لأول مرة، محكمة إسرائيلية تسمح لليهود بالصلاة بصوت عالٍ في الحرم القدسي
تقرير: "حماس" تحذّر إسرائيل من السماح بإجراء "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في القدس الشرقية
مقالات وتحليلات
إسقاط الحكومة كان مهمة كبيرة على عاتق مبتدئة مثل ريناوي – زعبي
الجيش يتدرب على مناورة برية واسعة؛ لكن المستوى السياسي لا يثق به
اغتيال حسن صياد خدياري يدل على أن النظام في طهران مخترَق استخباراتياً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 23/5/2022
اغتيال ضابط كبير في "فيلق القدس" في قلب طهران والحرس الثوري يتهم "أتباع الاستكبار العالمي" باغتياله، في إشارة إلى إسرائيل

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني تعرّض لعملية اغتيال في قلب العاصمة الإيرانية طهران مساء أمس (الأحد)، وأضافت أن الحديث يدور حول حسن صياد خدياري، وهو ضابط كبير في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني يحمل رتبة عقيد، وأشارت إلى أنه اغتيل بخمس طلقات نارية، وأن قوات الأمن تطارد منفّذي عملية الاغتيال في شوارع العاصمة.

وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن خدياري اغتيل بإطلاق نار من طرف شخصين على دراجة نارية لدى عودته إلى منزله في شارع "مجاهدي الإسلام" في طهران.

وأصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً أكد فيه اغتيال خدياري، وقال إن هذه العملية الإرهابية نفّذها "أعداء الثورة وأتباع الاستكبار العالمي"، وأشار إلى أن الحرس الثوري بدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض على منفّذي عملية الاغتيال. وتستخدم طهران عبارة "أتباع الاستكبار العالمي" للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل.

ووفقا للتقارير الأولية، فإن الضابط القتيل سبق له أن شارك في عمليات عسكرية نُفِّذت في الأراضي السورية.

وذكرت وكالة الأنباء "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن عملية الاغتيال نُفِّذت بواسطة شخصين كانا يقودان دراجة نارية في شارع "مجاهدي الإسلام" في العاصمة طهران، وأضافت أن خدياري كان على مقربة من منزله لدى تعرُّضه للاغتيال، مشيرةً إلى أن زوجته كانت أول مَن عثر على جثته.

وتزامنت عملية الاغتيال مع إعلان الحرس الثوري الإيراني أمس القبض على شبكة تجسُّس تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي في إيران.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الحرس الثوري ألقى القبض على شبكة إرهابية تابعة للاستخبارات الصهيونية في إيران، وهو يقوم بالتحقيق معها.

"هآرتس"، 23/5/2022
فرض عقوبة السجن 5 أعوام إضافية على السجناء الأمنيين الفلسطينيين الستة الذين فروا من السجن

أصدرت محكمة الصلح في الناصرة أمس (الأحد) حكماً بالسجن لمدة 5 أعوام إضافية على السجناء الأمنيين الفلسطينيين الستة الذي فروا من سجن غلبواع في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أن دانتهم بالهروب من السجن.

والسجناء هم: زكريا الزبيدي، ومحمود ومحمد عارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل نفعاء.

وكان السجناء الستة قد فروا من السجن، بعد أن حفروا نفقاً تحت الأسوار من زنزانتهم. وتم إلقاء القبض عليهم بعد مطاردة دامت أسبوعين.

كما دانت المحكمة 4 سجناء آخرين بمساعدة السجناء الستة على الفرار.

يُذكر أن مصلحة السجون الإسرائيلية تعرضت لانتقادات شديدة بعد فرار السجناء الستة، وتمت إقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص القصور الذي أتاح لهؤلاء السجناء إمكان الفرار من السجن.

"يديعوت أحرونوت"، 23/5/2022
عضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي تعلن عودتها إلى الائتلاف الحكومي بعد اجتماع مع لبيد

أعلنت عضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي، من ميرتس، أمس (الأحد) أنها قررت التصويت مرة أُخرى مع الحكومة، وذلك بعد أيام من إعلانها خروجها من الائتلاف الحكومي، وهو ما يزيل التهديد المباشر بحلّ الكنيست واحتمال الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة.

وكان إعلان ريناوي - زعبي الأسبوع الماضي خروجها من الائتلاف الحكومي جعل هذا الأخير في وضعية يحظى فيها بدعم 59 عضو كنيست من مجموع 120 عضواً.

وجاء قرار ريناوي - زعبي في إثر اجتماع عُقد في القدس مع وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد وعدد من الوزراء ورؤساء سلطات محلية عربية لمناقشة شروط عودتها إلى الحكومة.

وقالت ريناوي - زعبي في بيان مشترك مع لبيد إنها أدركت أن البديل من هذه الحكومة سيكون حكومة يشغل فيها عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير منصب وزير الشرطة، وهي تريد منع هذا البديل.

وقال لبيد إنه يرحب بعودة ريناوي - زعبي إلى الائتلاف، وأشار إلى أن هذه العودة تمت بعد إجراء حوار مفتوح ومناقشة حاجات المجتمع العربي.

وأفادت تقارير إعلامية، نقلاً عن مصادر اطّلعت على وقائع الاجتماع مع لبيد والوزراء أن رؤساء السلطات المحلية العربية لم يوجهوا أي مطالب مباشرة، لكنهم أكدوا شعورهم بالإحباط من عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها ووعودها تجاه المجتمع العربي.

وقالت المصادر نفسها إن رؤساء السلطات المحلية لم يتطرقوا إلى التوترات المستمرة في الحرم القدسي، أو إلى مسيرة "يوم القدس"، التي من المقرر أن ينظّمها اليمين الإسرائيلي الأسبوع المقبل، وهما قضيتان أشارت إليهما ريناوي - زعبي الأسبوع الماضي، باعتبارهما من بين أسباب انسحابها من الائتلاف.

 

"معاريف"، 23/5/2022
لأول مرة، محكمة إسرائيلية تسمح لليهود بالصلاة بصوت عالٍ في الحرم القدسي

قبِلت محكمة الصلح في مدينة القدس أمس (الأحد) الاستئناف الذي قدمته منظمة يهودية يمينية بالنيابة عن ثلاثة فتيان يهود أدوا صلوات بصوت عالٍ وانحنوا على الأرض في أثناء قيامهم بزيارة إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] الأسبوع الماضي.

وأقرت المحكمة أنه لم يتم ارتكاب أي مخالفة، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستقوم باستئناف القرار، كما أكدت الحكومة أنه لا يوجد تغيير في "الوضع القائم" في المسجد الأقصى.

وأمر القاضي بإلغاء إبعاد الفتيان الثلاثة وإلغاء الشروط المقيدة التي فُرضت عليهم، وأكد أنه لا يمكن القول إن الانحناء ونطق صلاة هو أمر يمكن تجريمه، أو يخالف السلم المدني في المكان. واقتبس القاضي في قراره تصريحات لقائد الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي قال فيها إن الحرم القدسي مفتوح، وإن الشرطة الإسرائيلية تتيح لكل مَن يصل إلى هناك إمكان الصلاة في المكان. وذكر القاضي أنه في مثل هذه الظروف، فإن سلوك المستأنفين يتوافق مع التصريحات العلنية لقائد الشرطة، ولا يمكن الاشتباه بهم بارتكاب مخالفة جنائية بسبب ذلك.

"يديعوت أحرونوت"، 23/5/2022
تقرير: "حماس" تحذّر إسرائيل من السماح بإجراء "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في القدس الشرقية

حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إسرائيل من السماح لناشطين يمينيين إسرائيليين بإجراء "مسيرة الأعلام"، احتفالا بـ"يوم القدس" في البلدة القديمة في القدس الشرقية الأسبوع المقبل، وذلك بعد مرور عام على قيام "حماس" بإطلاق صواريخ في اتجاه القدس خلال تنظيم مثل هذا الحدث في آخر مرة.

وقال هنية في سياق خطاب عبر الفيديو ألقاه أمام حشد من مؤيدي "حماس" في قطاع غزة أمس (الأحد): "إنني أحذر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم ومثل هذه الخطوات. إن الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته المقاومة، وفي القدس وفي الضفة على وجه الخصوص، لا ولن يقبل بتمرير هذه الخزعبلات اليهودية. إن قرارنا واضح، لا تردُّد ولا تلعثُم فيه. سنواجه بكل الإمكانات، ولن نسمح مطلقاً باستباحة المسجد الأقصى، أو العربدة في شوارع القدس".

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف [العمل] أعلن الأسبوع الماضي أن المسيرة المذكورة ستُنظّم بنفس الطريقة كما نُظّمت في الأعوام الماضية. وبحسب الخطة التي صادق عليها بار ليف، سيسير المشاركون في المسيرة عبر شارع يافا إلى باب العامود، حيث سيتم حظر وصول الفلسطينيين، وسيواصلون سيرهم إلى داخل البلدة القديمة عبر شارع "هغاي" في الحي الإسلامي، وصولاً إلى الوجهة النهائية عند حائط المبكى [البُراق].

ويحتفل ناشطو اليمين، ولا سيما من التيار الصهيوني الديني، بـ"يوم القدس"، إحياءً لذكرى استيلاء إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية في حرب حزيران/ يونيو 1967.

هذا، وتبعت خطاب هنية تصريحات أدلى بها ناطق ملثّم باسم "الغرف المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" التي تضم "حماس" أيضاً، ووقف بجواره أربعة مسلحين، هدّد خلالها هو أيضاً إسرائيل بسبب "مسيرة الأعلام". وقال هذا الناطق: "إن شعبنا لن يسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات".

وتأتي مسيرة هذا العام في خضم توترات متصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين، فمنذ 22 آذار/مارس الفائت، هزت موجة من العمليات الدامية عدة مدن إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً. وخلّفت العمليات الأمنية الإسرائيلية المضادة في مناطق الضفة الغربية 30 قتيلاً فلسطينياً على الأقل خلال الفترة نفسها، وكان عدد منهم مسلحين شاركوا في معارك بالأسلحة مع الجنود الإسرائيليين، أو في اشتباكات عنيفة، بينما كان آخرون مدنيين عزّل، من بينهم مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، التي أثار مقتلها في منطقة جنين حملة استنكار دولية. وتداخل العنف مع شهر رمضان الذي شهد اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية عدة مرات في الحرم القدسي.

ومع وصول التوترات إلى ذروتها في نيسان/أبريل الفائت، سعى ناشطون يمينيون إسرائيليون لتنظيم "مسيرة أعلام" مستوحاة من الحدث الذي يُنظَّم في "يوم القدس"، وقد هددت "حماس" بالرد بعنف في حال إجراء المسيرة. ومنعت الشرطة الإسرائيلية بالقوة المشاركين في المسيرة، ومن ضمنهم عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، من الوصول إلى البلدة القديمة عبر باب العامود.

ونُظِّمت "مسيرة الأعلام" العام الفائت في وقت شهد تصعيداً حاداً في التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس. وخلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، اشتبكت الشرطة الإسرائيلية بشكل متكرر مع الفلسطينيين في الحرم القدسي، الأمر الذي أسفر عن إصابة عشرات الأشخاص. كما كان هناك توتر بشأن عمليات إخلاء محتملة للفلسطينيين من حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية. وغيرت السلطات الإسرائيلية مسار مسيرة 2021 قبل ساعة من موعدها، بعد تهديدات حركة "حماس"، وانتشرت الشرطة في أنحاء البلدة القديمة، في محاولة لمنع المشاركين الإسرائيليين في المسيرة من الوصول إلى باب العامود. لكن مع ذلك، أطلقت "حماس" صواريخ في اتجاه القدس خلال المسيرة، وسُمع دويّ صفارات الإنذار في جميع أنحاء المدينة، وهو ما دفع المشاركين إلى الجري، بحثاً عن أماكن للاختباء. وتسبب إطلاق الصواريخ بإشعال حرب استمرت 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وتعهدت "حماس" في ختامها بعدم السماح لإسرائيل بتكرار هذه المسيرة السنوية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 23/5/2022
إسقاط الحكومة كان مهمة كبيرة على عاتق مبتدئة مثل ريناوي – زعبي
جاكي خوري - محلل سياسي
  • الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة المناوب يائير لبيد وعضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي بشأن عودتها إلى حضن الائتلاف، لن يُذكَر كحدث سياسي مؤسس في منظومة العلاقات بين العرب واليهود في الدولة. منذ اللحظة الأولى لإعلان ريناوي - زعبي نيتها ترك الائتلاف، كان السؤال المركزي الذي يحوم في الجو هو: إلى متى سيستمر ذلك؟ المجتمع العربي صغير وواعٍ، وكل مَن يريد التدخل في شؤونه العامة لا يستطيع أن يبيع أوهاماً وقتاً طويلاً.
  • منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أنه ليس لدى ريناوي - زعبي أدوات ضغط يمكنها أن تُخضع الحكومة، وليس لديها تجربة سياسية كبيرة، أو آلية غنية، أو أيديولوجيا صلبة يمكن أن تساعدها على قيادة عملية دراماتيكية من أجل إسقاط حكومة في إسرائيل. كل مَن يعرف ريناوي - زعبي يدرك أنها في الواقع تريد لفت أنظار وسائل الإعلام. وبحثت عن منصة تلفزيونية كي تتحدث عن نفسها، وعن أيديولوجيتها كامرأة عربية. وقد حصلت على ما تريده، وتحولت إلى شخص مطلوب من وسائل الإعلام.
  • لكن بعد مرور 24 ساعة، أدركت أن هذا الأمر كبير عليها، وليس في مقدورها القيام بخطوة يمكن أن تسجَّل في كتب التاريخ، وأن يسجَّل اسمها بأنها هي التي أسقطت حكومة ومنعت يائير لبيد من تولّي رئاسة الحكومة، ودمرت حركة ميرتس، وألحقت ضرراً شديداً بالقائمة العربية الموحدة (راعام)، وأثّرت في الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي جو بايدن. حتى السياسي المحنك وصاحب الخبرة كان سيفكر ملياً قبل أن يأخذ على عاتقه مثل هذه الخطوة.
  • بدأ تراجُع ريناوي - زعبي ظهر يوم السبت، مع وصول رئيس راعام منصور عباس إلى فيللتها في الجليل. الشخص الذي كان قبل أسبوع يتعرض لضغط هائل من حزبه، ومن جمهور ناخبيه، من أجل الانسحاب من الحكومة، جاء من أجل إيجاد تسوية وتخفيف التوتر. وبعد أن عرّض نفسه للخطر وسط جمهور ناخبيه من أجل صمود الحكومة، لم يكن مستعداً لقيام مبتدئة في الحياة السياسية بتدمير هذه الشراكة. الرسالة التي وجهها إلى أعضاء حزبه بعد الاجتماع هي: المضي قدماً.
  • بعده دخل إلى الصورة وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، العضو في حزب ريناوي - زعبي. قرر فريج تجنيد عدد من رؤساء السلطات المحلية لممارسة ضغط عليها، وعلى رأسهم رئيس بلدية الناصرة علي سالم، الذي استقبل ريناوي - زعبي قبل بضعة أيام فقط في زيارة تعاون، وأثنى عليها.
  • شارك في الضغوط ممثلون عن المجتمع المدني، في الأساس الذين يدعمون التعايش بين اليهود والعرب. قال لها مسؤول رفيع المستوى من إحدى الجمعيات: "حذار، هذا قد يجر كارثة على الجميع". مطّلعون على الموضوع قالوا إن جهات خارجية، في الأساس منظمات يهودية في الولايات المتحدة حاولت أن تفهم من فريج ومن آخرين إلى أين تتجه الأمور. الجواب المطمئن الذي حصلوا عليه عشية يوم السبت كان "كل شيء على ما يرام".
  • حتى في المعارضة، فهموا بسرعة كبيرة أن ريناوي - زعبي لن تصمد، عندما حاولوا جسّ نبضها بشأن حل الكنيست. "صوتي مع حل الكنيست في القراءة الأولى، وبعدها نرى"، شجعها أحد أعضاء القائمة المشتركة. لكنها رفضت، وشرحت موقفها: "حتى لو صوتت بالقراءة الأولى، فإنه سيكون لذلك تأثير ظاهرة الدومينو، وسينهار برج الأوراق".
  • يوم السبت كانت الأمور على وشك الانتهاء. وقضى الاتفاق بأن تقدم ريناوي - زعبي مطالب، في الأساس مدنية واقتصادية، ولبيد سيوافق عليها. الميزانيات التي تضمنها الاتفاق هي تلك التي جرت الموافقة عليها في قرار الحكومة 550، لتقليص الفجوات في المجتمع العربي. وسيكون لزعبي الفضل في أنها سرّعت تحقيق الخطة وأزالت حواجز.
  • أمس انشغلوا في إصدار بيان لإنهاء الأزمة، ولهذه الغاية دُعيَ رؤساء سلطات عربية. وأرادوا في الائتلاف إعطاء الوضع مظهراً رسمياً وعاماً، لكن في نظر المجتمع العربي، ما جرى له علاقة بتقاليد الثقافة العربية: عندما تختلف امرأة مع زوجها وتعود إلى منزل عائلتها، يتدخل أشخاص وشخصيات محترمة للصلح. وهذا ما حدث أمس، عادت المرأة إلى حضن عائلتها.

 

موقع "N12، 22/5/2022
الجيش يتدرب على مناورة برية واسعة؛ لكن المستوى السياسي لا يثق به
نير دفوري - مراسل عسكري
  • بعد شهرين على عملية "حارس الأسوار"، اجتمع العشرات من الضباط في الجيش النظامي والاحتياطي في لقاء هدف إلى عرض النتائج والاستخلاصات والقراءات الأولية للعملية. ضابط كبير وقف أمام الجميع وشرح كيف يقدّر الجيش أن 300 "مخرب" قُتلوا خلال عملية ضرب الأنفاق في غزة، العملية ذاتها التي هدفت إلى ضرب "المترو" - شبكة أنفاق "حماس" في عمق القطاع. جاء هذا، بينما سرّبت قيادات أُخرى في الجيش للصحافة أنه قُتل في العملية بضع عشرات فقط.
  • مصدر كبير في الجيش يصف هذا الحدث بأنه صورة مصغرة لظاهرة أوسع منتشرة في الجيش: هيئة الأركان تستثمر أقل في الجوهر. من الممكن أن يكون هناك مَن يحاول ترتيب الأمر بشكل يؤثر في الوعي ورؤية الواقع، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الواقع ينتصر على الصورة في نهاية المطاف، وما لم تحضّره جيداً لن ينجح. وفي سياق التدريبات الحربية الأكبر التي يجريها الجيش في هذه الأيام، من المهم دراسة ما إذا كان الاتجاه، الذي يدفع إليه رئيس هيئة الأركان، قادراً على تحقيق ما يُسمى "الحسم في ساحة المعركة".
  • إلى جانب حقيقة إقامة إدارة جديدة للأهداف تقوم بوضع بنك الأهداف وتحضيره للقصف في غزة ولبنان، مع قدرة عالية على القصف من الجو والبحر، يبقى السؤال عن تفعيل مناورة برية هو الأبرز. هل يقوم الجيش بخلق توقعات مبالَغ فيها في أوساط الجمهور ومتّخذي القرار بشأن قدراته على خوض عملية برية بشكل فعال؟ هل يستثمر الجيش في قدرات لن يحتاج إليها؟ وأين عليه أن يستثمر؟
  • بتوجيهات من قائد هيئة الأركان، تم بناء قوة كبيرة، الفرقة 98. الهدف من هذه الفرقة هو القيام بعمليات إنزال قوات خلف صفوف العدو، تقاتل وتنجو. والسؤال: هل الخطط العسكرية في سياق تفعيل الفرقة قابلة للتطبيق، وما الهدف من تفعيل قوة كبيرة كهذه من الجنود، على بُعد كبير كهذا داخل أراضي العدو؟ هل هذه القوة قادرة على ضرب مراكز قوة "حزب الله" والبقاء في قيد الحياة؟ هل تستطيع هذه القوة وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل؟ وهل من الصحيح استثمار هذه الأموال كلها في الفرقة 98؟
  • من المهم إدخال العدو في دوامة، كما حدث خلال ضرب الـ"مترو" في غزة: من الممكن أن يفكروا في "حماس" مرتين قبل النزول إلى الأنفاق، خوفاً من القصف، لكن المسافة كبيرة بين هذا وبين أن تقول لنفسك أنك حسمت عقيدة قتال الحركة. المستوى السياسي، الذي يقلل من انتقاداته للجيش، لا يثق بعملية برية واسعة: يخاف ألّا ينجح الجيش في هذه المهمة، وهذا ما رأيناه، من لبنان، وصولاً إلى عملية "الرصاص المصبوب" في غزة. يخافون من أعداد الإصابات العالية وتأثير هذه الأرقام في الجمهور في الجبهة الداخلية.
  • التدريب العسكري الأكبر للجيش، "مركبات النار"، دخل أسبوعه الثالث من أصل أربعة أسابيع يوم الأحد. في هذا الأسبوع، ستتدرب القوات على حرب شاملة - في لبنان، وغزة، بالإضافة إلى حوادث "إرهاب" في الضفة واحتجاجات داخل المدن المختلطة في إسرائيل. الجيش يعرف كيف يتصرف في "جبهة ونصف": هجوم جدي في جبهة واحدة، ودفاع قوي في أُخرى، "هجوم تدريجي". لكن في حالات مركّبة أكثر، كما يحدث في التدريب هذه المرة، فإن الجيش لا يمكنه الاكتفاء بذلك.
  • هذا الوضع سيؤثر في طريقة تفعيل القوة النارية. لن يكون من الممكن ضمان دقة كل صاروخ وكل قذيفة، مجموعات سكانية كبيرة ستكون مرغَمة على النزوح من مناطق الحرب، وبعدها سيكون هناك قوة نارية عالية جداً. غير ذلك، لن يكون هناك قدرة على الحسم مقابل العدو، إيقاف القصف، أو تقليل سقوط الصواريخ على الجبهة الداخلية. وهذا قبل الحديث عن "اقتصاد المخزون": ما هي كمية الصواريخ الذكية والصواريخ الاعتراضية في القبة الحديدية، والصواريخ العادية الموجودة في المخازن؟ وكم تمنح هذه الكمية الجيش الإسرائيلي وإسرائيل القدرة على الاستمرار في الحرب؟
  • وإذا صدر قرار المناورة البرية، حينئذ، إلى أين ستتوجه؟ ما هي القدرات القادرة على تنفيذها كما تنص الخطة العسكرية؟ مَن راقب تدريبات الجيش خلال العقد ونصف العقد الماضيين، يرى تغييرات في الأهداف، وفي مدى المناورة. هذا ليس غائباً عن عيون صنّاع القرار. فالحرب في أوكرانيا تشير إلى الكثير من العبر بشأن جيش يقوم بمناورة، محاور لوجيستية، والمواجهة مع حرب عصابات منتشرة. هذه أسئلة كبيرة ومعقدة. صحيح أن الجيش سيتدرب، ويتدرب على السيناريوهات الأكثر صعوبة - هذه هي مهمته. لكن سيكون من الصواب ملاءمة التوقعات مع المجتمع والقيادة. في حال نشوب حرب كبيرة، سيبدو الواقع مختلفاً أكثر مما يراه المواطنون. رؤى وحقائق ستنهار أمام أعيننا.
"يديعوت أحرونوت"، 23/5/2022
اغتيال حسن صياد خدياري يدل على أن النظام في طهران مخترَق استخباراتياً
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • الكولونيل حسن صياد خدياري الذي اغتيل أمس أمام باب منزله في طهران، هو أحد القادة الكبار في الوحدة 840 في الحرس الثوري الإيراني؛ ويمكن أن يكون قائد الفرقة السرية التي الغرض منها تنفيذ عمليات قتل وهجمات في الساحة الدولية، سواء في إطار الانتقام، أو إزالة مَن تعتبره طهران عدواً للثورة الإسلامية ونظام الملالي.
  • تجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي للحرس الثوري هو الدفاع عن بقاء النظام وضرب أعدائه الأيديولوجيين. لهذا الغرض، أقامه آية الله الخميني منذ بداية الثورة الإسلامية، وهو اليوم يخضع مباشرة للمرشد الديني والسياسي الأعلى علي خامنئي.
  • في الأعوام الأخيرة عملت الفرقة 840 بقيادة وتوجيهات الخدياري، في الأساس للقيام باغتيالات في شتى أنحاء العالم ضد إسرائيليين ومؤسسات إسرائيلية، بهدف الانتقام لمقتل علماء ذرّة إيرانيين، والاغتيالات التي نسبها الإيرانيون ووسائل الإعلام الدولية إلى الموساد الإسرائيلي. وكان أبرز هذه الاغتيالات، التي يُعتبر الموساد مسؤولاً عنها، هو اغتيال العالم وأستاذ الفيزياء محسن فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، والذي يُعتبر "والد القنبلة النووية الإيرانية". وهو الذي بادر إلى تطوير السلاح النووي، وتركيبه على رأس صاروخ يمكنه الوصول إلى إسرائيل. لذلك، كانت إسرائيل تعتبره الشخصية الأكثر خطراً من بين علماء ومدراء البرنامج النووي الإيراني.
  • اغتيل فخري زاده قبل أن ينهي البرنامج النووي الذي ترأسه، ولقد توعد آيات الله وقادة الحرس الثوري الإيراني بالانتقام لمقتله، وحتى الآن، لم ينجحوا في ذلك، على الرغم من المحاولات المتكررة. الذي كان مكلفاً بالانتقام لمقتل فخري زادة هو حسن خدياري. في العامين الأخيرين، حاول أكثر من مرة وفشل بفضل المعلومات الاستخباراتية النوعية لدى الموساد، ويقظة الشاباك، وحماية المؤسسات الإسرائيلية في الخارج، والتعاون مع أجهزة الاستخبارات والحماية الأجنبية.
  • كان الأسلوب المفضّل لدى الخدياري ورجاله اغتيال أهداف من دون أن يتركوا بصمة إيرانية. ولقد ورّطت الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري أكثر من مرة النظام في طهران، في الماضي على الساحة الدولية عندما نفّذوا هجمات في أوروبا (برلين)، وفي أميركا الجنوبية (بوينس إيريس)، وفي آسيا (تايلند)، وجزء من هذه الاغتيالات فشل وأضرّ بصورة إيران وعلاقاتها الاقتصادية والدولية.
  • قد يكون هذا السبب هو الذي دفع الكولونيل خدياري إلى استخدام أسلوب جديد. في الأعوام الأخيرة، لم يكن منفّذو الاغتيالات من المواطنين الإيرانيين، بل من الأجانب. وهم عموماً مجرمون محليون وقتلة مأجورون يستأجرهم عملاء الوحدة 840 لتنفيذ مهمة القتل.
  • أراد الإيرانيون الانتقام من إسرائيل بواسطة الاغتيالات الخارجية، رداً على الاغتيالات التي نُسبت إلى الموساد، ليس فقط ضد عاملين في البرنامج النووي، بل أيضاً، رداً على مقتل ضباط رفيعي المستوى في الحرس الثوري نتيجة عمليات نُسبت إلى الجيش الإسرائيلي ضمن إطار المعركة بين الحروب في سورية. هؤلاء الضباط ساعدوا حزب الله والسوريين على التزود بسلاح دقيق، أو عملوا على إقامة جبهة ضد إسرائيل في سورية بالتعاون مع الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.
  • من محاولات اغتيال أشخاص أو استهداف مؤسسات إسرائيلية، كان الخدياري ورجاله مسؤولين عنها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، يمكن أن نعدد هجمات ضد إسرائيليين في تنزانيا وغانا والسنغال، والهجوم على مؤسسة إسرائيلية في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وهجوم في قبرص ضد شركات هاي - تك وتجار إسرائيليين، وهجوم في جورجيا، وهجوم على سفارة إسرائيل في عاصمة أذربيجان باكو. بالإضافة إلى ذلك، جرت محاولة لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إستانبول.
  • ليس من المستغرب أنه بعد سنوات من عمل الخدياري كقائد للوحدة 840 في الحرس الثوري أن تصل أطراف في الشرق الأوسط إلى خلاصة أنه لا يمكن بعد اليوم الاكتفاء بالدفاع والإحباط وتعطيل العمليات التي يقوم بها رجاله. والتخوف من أن يستطيع في يوم من الأيام خداع الموساد والشاباك وأجهزة الاستخبارات، وأن ينجح في تنفيذ عملية خطّط لها. من المعقول الافتراض أنه من أجل الحد من هذا الخطر، قُرِّر توجيه ضربة استباقية واغتيال الكولونيل أمام باب منزله.
  • ... اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في الحرس الثوري هو الأول الذي ينسبه الإيرانيون الى الموساد بعد اغتيال فخري زاده. يمكن الافتراض أن هذا يدل على سياسة جديدة وافق عليها نفتالي بينت ووزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية يائير لبيد مع القيادة الأمنية. بموجب هذه السياسة، من الخطأ السماح للإيرانيين بمحاربتنا بعيداً عن حدودهم، بواسطة وكلاء موجودين في دول تحيط بإسرائيل. بهذه الطريقة، يستطيع الملالي إلحاق الأذى والخسائر بإسرائيل، وردعها عن المسّ ببرنامج السلاح النووي، من دون أن يدفعوا الثمن. من هنا، كانت الفكرة في نقل الحرب إلى أراضيهم- وليس فقط فيما يتعلق بتعطيل وعرقلة برنامج السلاح النووي، بل أيضاً فيما يتعلق بالحرب التقليدية التي تخوضها إيران ضد إسرائيل.
  • يؤكد الإيرانيون، علناً، أنهم سينتقمون لمقتل الخدياري ويمكن الافتراض أن الوحدة 840 وأطراف أُخرى في الحرس الثوري وفي الاستخبارات الإيرانية سيبذلون كل ما في وسعهم لتنفيذ التهديد.
  • من المعقول الافتراض أن ما نشرته إيران بشأن الكشف عن شبكة تجسّس إسرائيلية هي محاولة من الحرس الثوري لتغطية الحرج الذي تسببت به عمليات التعطيل والإحباط الناجحة التي تقوم بها جهات أجنبية في داخل أراضيهم. لم ينجح الإيرانيون في وقف هذه العمليات التي تدل مرة أُخرى على مدى اختراق النظام في إيران والحرس الثوري استخباراتياً، وتعرُّضهم للهجوم في عقر دارهم، الأمر الذي يقوض هيبة الملالي وقدرتهم على السيطرة على مواطنيهم.