مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى: هناك خطر إيراني واضح ومباشر على حياة السياح الإسرائيليين في تركيا
الخارجية الروسية تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي التي أدت إلى تعطيله
مسؤولون إسرائيليون: زيارة بايدن المرتقبة إلى إسرائيل قد تتم في منتصف تموز/يوليو المقبل
تقرير: كوخافي: الحرب المقبلة في لبنان ستكون غير مسبوقة ومدمرة وقاسية وسيتم خلالها استهداف آلاف الأهداف التي قام الجيش الإسرائيلي ببلورتها
مقالات وتحليلات
إشارة إلى الأسد: الهدف المقبل سيكون الموانئ البحرية
في اليوم الذي ستفشل المحادثات: كيف ستواجه إسرائيل إيران من دون اتفاق؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 13/6/2022
مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى: هناك خطر إيراني واضح ومباشر على حياة السياح الإسرائيليين في تركيا

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 مساء أمس (الأحد) نقلاً عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بأنه رفيع المستوى، أن هناك خطراً إيرانياً واضحاً ومباشراً على حياة السياح الإسرائيليين في تركيا.

وقال هذا المسؤول لقناة التلفزة إنه خلال إحباط محاولة الهجوم الإيراني ضد إسرائيليين، الذي كُشف عنه النقاب في وقت سابق أمس، تم الاتصال بين السياح الإسرائيليين والمهاجمين الذين حاولوا، على ما يبدو، إحضار الإسرائيليين إلى الموقع الذي كانوا يخططون لخطفهم منه.

ووفقاً للمسؤول نفسه، يوجد في تركيا حالياً عدد من الخلايا التابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني تحاول تنفيذ عمليات خطف وقتل ضد سياح إسرائيليين، وفي ضوء ذلك من الأفضل للإسرائيليين ألاّ يزوروا تركيا هذه الفترة.

وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي نشر قبل أسبوع ونصف أسبوع تحذيراً من السفر إلى تركيا أشار فيه إلى وجود تحذير ملموس وحقيقي من هجمات انتقامية إيرانية ضد إسرائيليين بعد اغتيال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي والمنسوب إلى جهاز الموساد الإسرائيلي. وأشير إلى أن النية الإيرانية لاستهداف إسرائيليين في الخارج موجودة منذ عامين لكن الأمر المختلف هذه المرة هو أن التهديد حقيقي تجاه إسرائيليين موجودين في تركيا حيث تنوي إيران استهداف سياح إسرائيليين وليس فقط أهداف رسمية.

يذكر أن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى كشفت أمس أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أحبطت الشهر الماضي هجوماً ضد أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية من جانب جهات إيرانية.

وقالت هذه المصادر إن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أطلعوا نظراءهم الأتراك حول نية تنفيذ هجوم من جانب الإيرانيين، وطلبوا منهم العمل ضد هذه الخلية الإيرانية التي عملت في تركيا وحاولت تنفيذ الهجمات ضد أهداف إسرائيلية.

 

"معاريف"، 13/6/2022
الخارجية الروسية تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي التي أدت إلى تعطيله

قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان صادر عنها يوم الجمعة الفائت، إن روسيا تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي التي وقعت ليلة الخميس الماضي وأدت إلى تعطيله، وطالبت إسرائيل بوقف مثل هذه الممارسات الآثمة.

وقال البيان: "إننا نؤكد مرة أُخرى أن القصف الإسرائيلي المستمر لأراضي سورية في انتهاك للقواعد الأساسية للقانون الدولي، هو أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية. إن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة تتسبب بمخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي".

وأعلنت وزارة النقل السورية في وقت سابق من يوم الجمعة، تعليق الرحلات الجوية إلى مطار دمشق الدولي لأسباب فنية، لكن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل أدى إلى الإغلاق الكامل للمسارات المدنية والعسكرية.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح يوم السبت أولى الصور من قصف المطار الدولي في دمشق، وأفاد بأن طواقم كثيرة تعمل على إصلاح الأضرار التي سببها هجوم منسوب إلى إسرائيل.

وقال المرصد إنه تم في الهجوم قصف المدرج الشمالي وأضواء الملاحة على المدرج وبرج الاتصالات وصالات الركاب وثلاث حظائر ومخازن. وأضاف أن صالات الركاب المتضررة تُستخدم من طرف شخصيات سرية عندما تأتي إلى دمشق، وهم عسكريون كبار من إيران وحزب الله. وأظهرت الصور التي نشرها المرصد الدمار الهائل الذي لحق بهذه القاعات. وبحسب المرصد تستخدم القاعات أيضاً لتخزين موقت للأسلحة القادمة من إيران.

وذكر تقرير لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن توسيع دائرة الاستهداف الإسرائيلية في مطار دمشق الدولي يأتي في ظل رصد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية محاولات إيرانية حثيثة لنقل تجهيزات تستخدم في تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ عالية الدقة، إلى سورية.

وأضاف التقرير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن الإيرانيين كثفوا جهودهم في الفترة الأخيرة لإدخال أسلحة كاسرة للتوازن إلى سورية عبر الخطوط الجوية المدنية، وذلك في إثر سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وتمكنت بواسطتها من الحد بشكل كبير من قدرة إيران على نقل شحنات الأسلحة إلى سورية براً أو بحراً.

وادعى التقرير أن إيران باتت تلجأ كذلك إلى استخدام الطيران المدني وأمتعة المسافرين لنقل تقنيات وأنظمة تستخدم في مشروع تحول ترسانة الصواريخ التابعة لحزب الله ولوكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط إلى صواريخ عالية الدقة.

وأفادت القناة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت مؤخراً أن هذه الهجمات لم تحقق الهدف المنشود والمخطط له، وحينها تم اتخاذ قرار بتصعيد الهجمات ومهاجمة مطار دمشق الدولي، بما في ذلك استهداف المدرج الوحيد الباقي في الخدمة بالإضافة إلى برج المراقبة وصالة المسافرين الثانية.

"يديعوت أحرونوت"، 13/6/2022
مسؤولون إسرائيليون: زيارة بايدن المرتقبة إلى إسرائيل قد تتم في منتصف تموز/يوليو المقبل

قال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل قد تتم في منتصف تموز/يوليو المقبل وتستمر ثلاثة أيام.

وأضاف هؤلاء المسؤولون أن الموعد المقترح للزيارة، والذي تمت مناقشته خلال مباحثات أجريت بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في نهاية الأسبوع الفائت، هو الفترة بين 13 و15 تموز/يوليو المقبل. وأفادوا أنه من المقرر أن يجتمع بايدن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، ورئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، في مدينة القدس. ثم يقوم بزيارة للضفة الغربية يجتمع خلالها برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة بيت لحم، ويزور كنيسة المهد في المدينة.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين من غير الواضح بعد ما إذا كان بايدن سيصل إلى إسرائيل قبل زيارته إلى السعودية أو بعدها.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن الإدارة الأميركية عازمة على إعلان خطوة مهمة ضمن مسار تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل خلال زيارة بايدن إلى المنطقة، ورجحت أن تتمثل الخطوة في اتفاقية طيران والتزام السعودية بفتح أجوائها أمام كل الطيران الإسرائيلي.

 

"معاريف"، 13/6/2022
تقرير: كوخافي: الحرب المقبلة في لبنان ستكون غير مسبوقة ومدمرة وقاسية وسيتم خلالها استهداف آلاف الأهداف التي قام الجيش الإسرائيلي ببلورتها

أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أن الحرب المقبلة في لبنان ستكون غير مسبوقة ومدمرة وقاسية، وسيتم خلالها استهداف آلاف الأهداف التي قام الجيش الإسرائيلي ببلورتها.

وأضاف كوخافي خلال مشاركته في المؤتمر الوطني للجبهة الإسرائيلية الداخلية الذي عقد أمس (الأحد)، أن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع 6 جبهات قتال في 6 أبعاد وفي مواجهة عدد كبير من التهديدات المتنوعة، لكن أخطرها يتمثل في تهديد نووي محتمل في الدائرة الثالثة، وتهديد الصواريخ والقذائف من كل الجبهات والأبعاد التي قام العدو بتطويرها.

وأكد كوخافي أن كل هدف يرتبط بالصواريخ والقذائف الصاروخية سيتم استهدافه خلال الحرب المقبلة، بما في ذلك أي بيت توجد في داخله قذيفة أو يقع بالقرب من قذيفة، أو أي ناشط يتعامل مع قذيفة صاروخية، أو مقر قيادة تتعامل مع قذيفة، أو موقع كهرباء مرتبط بمجموعة من القذائف الصاروخية، وكل مبنى متعدد الطوابق يضم مقر قيادة، وأيضاً أهداف ثنائية الاستخدام، وجميعها ستعتبر أهدافاً عسكرياً وسيتم استهدافها.

وبالنسبة إلى الحرب المقبلة في لبنان قال كوخافي: "قمنا ببلورة آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها العدو. كل الأهداف موجودة في خطة هجوم ترمي إلى استهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف. كل ذلك سيتم ضربه في دولة لبنان. إن شدة الهجوم الإسرائيلي ستكون شيئاً لم يره اللبنانيون من قبل".

وأشار كوخافي إلى أن مهمة الجيش الرئيسية هي حماية المواطنين، وشدّد على أن من اختار استخدام المدنيين دروعاً بشرية هو العدو، مكرراً تأكيد أنه سيتم توجيه ضربات كبيرة جداً خلال الحرب، لكن سيتم تحذير السكان وسيسمح لهم بالمغادرة، وسيجري نصحهم بالمغادرة باكراً لأن مناطقهم ستشهد هجوماً غير مسبوق.

وتطرّق كوخافي إلى أوضاع الجبهة الإسرائيلية الداخلية فقال: "يجب أن نتحدث بصدق عن وجود صعوبات جمّة في الجبهة الداخلية خلال أي حرب مقبلة مع حزب الله. وستسقط هنا الكثير من الصواريخ، وستُلحق أضراراً بالأملاك والأرواح، ويجب توقّع ذلك. ولن يكون هناك فقط 300 صاروخ في اليوم بل ربما أكثر من ذلك بكثير. كما أن مثل هذه الحرب ستستمر فترة طويلة".

وأشار كوخافي إلى أن المؤسسة الأمنية تقوم ببذل جهود كبيرة في مجال تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي في كل ما يتعلق باعتراض الصواريخ، قائلاً: "أبرمنا صفقات لزيادة عدد الصواريخ المعترِضة مع التركيز على ʾالقبة الحديديةʿ. كما أننا قمنا بتطوير أنواع جديدة من الصواريخ المعترضة، وهي تتميز بأنها أسرع وأكثر فاعلية".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت احرونوت"، 12/6/2022
إشارة إلى الأسد: الهدف المقبل سيكون الموانئ البحرية
سمدار بيري - محللة الشؤون العربية
  • هذه المرة، التزمت إسرائيل بالصمت. وعلى الرغم من أن جميع الدلائل تشير إلى جهة واحدة، فإن إسرائيل لا تعترف ولا تُنكر الهجومين اللذين وقعا في دمشق خلال أسبوع واحد، في غضون ثلاثة أيام.
  • كما تجدر الإشارة إلى أن الجانب السوري الرسمي لم يسارع في توجيه الاتهام المباشر. ففي البداية أرسلوا شركة الطيران الخاصة "أجنحة الشام" لتعلن للمسافرين أن الرحلات تأجلت "بسبب مشاكل تقنية"، وأنهم سينطلقون من مطار حلب - وليس دمشق - وأن الرحلات إلى المنطقة الجديدة ستكون على حساب الشركة. وبحسب الأخبار الأولية، فإن "أضراراً" لحقت بمحطات الهبوط والإقلاع -من دون الإشارة إلى سبب الضرر، وإلى حين إصلاح الأضرار، سيتم تحويل الطيران إلى المطار الثاني من حيث الحجم في سورية، من دون ذكر أي كلمة عن إسرائيل في المرحلة الأولى، حتى ظهور طهران في الصورة.
  • هذا ما جرى: تفاصيل المحادثة بين وزيري الخارجيتين الإيرانية والسورية خرجت إلى الضوء بعد ضغوط كبيرة من جانب طهران؛ وزير الخارجية عبد اللهيان سارع في تهديد إسرائيل؛ زميله في دمشق، قدم نظرية غريبة، كأن إسرائيل قررت ضرب دمشق كجزء من تجنّدها لمساعدة "الحلفاء" في التنظيمات الإرهابية التابعة لـ"داعش" وجبهة النصرة داخل سورية. ولا حاجة إلى أن تكون خبيراً كبيراً لتفهم أن الهدف من وراء الهجوم هو إلحاق الضرر بعملية نقل أعتدة عسكرية وذخيرة من إيران إلى المخازن في دمشق، على طريق وصولها إلى حزب الله في لبنان. وفي الحقيقة فإن داعش وجبهة النصرة يربحان من هذا الهجوم، لكن ما هو التزام دولة إسرائيل اليوم تجاههما؟
  • في العملية الأخيرة، صباح يوم الجمعة، تم ضرب ثلاثة أهداف في مطار سورية الأكبر: أبراج الهبوط والإقلاع، ومسار السفر الداخلي، وبرج المراقبة، بالإضافة إلى مخازن السلاح الإيراني المتجه إلى حزب الله. في المقابل، وليست صدفة، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد مقابلة تلفزيونية مع محطة الأخبار "روسيا اليوم" في موسكو، وانتقد الهجوم، قائلاً إن الإسرائيليين يمارسون الإرهاب، وسورية هي الضحية التي ستترك مساحة كبيرة لرد كلامي من جانب موسكو، ولعمليات تنفذ من "مواقع سرية على الأراضي" الإيرانية. ويستخلص من هذا، أن سورية ستستمر في الوقوف مكتوفة اليدين، في انتظار قيام حلفائها بالتحرك من أجلها.
  • وبحسب التقارير الأخيرة من دمشق، أطلقت إسرائيل صلية صواريخ موجهة من هضبة الجولان، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطن سوري، وبحسب مصادر أُخرى أصيب أكثر من مواطن سوري إلى جانب عسكريين إيرانيين، بالإضافة إلى الأضرار في الأملاك. والجدير بالذكر هو أن إيران وحزب الله يستغلان رحلات مدنية إلى دمشق وبيروت بهدف تهريب قطع عسكرية يمكن بسهولة نقلها عبر تحميلها في داخل الطائرة مع الحقائب.
  • حتى اللحظة، من غير الواضع كم من الوقت سيُغلق المطار المدني في دمشق، وكم سيحتاجون من الوقت للترميم. إذ أعلنت وزارة المواصلات السورية أمس (السبت) للمسافرين أنه لا يوجد تاريخ محدد لعودة الطيران إلى دمشق، وأن الأضرار الكبيرة تحتاج إلى وقت أطول لترميمها. وقد تم التقاط صور من الأقمار الصناعية تدلّل على حجم الضرر، كما أن طائرات 747 الإيرانية لن تستطيع الهبوط هناك خلال وقت قريب.
  • ووفقاً للتقارير السورية هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل المطار الدولي المدني الأكبر في الدولة، بحسب مصادر سورية. ولإضافة الزيت على النار، في الوقت الذي ترتفع النيران من المواقع التي تم ضربها، فهذه هي المرة الـ15 منذ بداية العام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع محددة داخل سورية. واستناداً إلى عدة مؤشرات، فإن الهدف المقبل تم تحديده، وسيكون الموانئ البحرية في طرطوس واللاذقية، وذلك بهدف إلحاق الضرر بعملية نقل الأسلحة.

 

"N12"، 12/6/2022
في اليوم الذي ستفشل المحادثات: كيف ستواجه إسرائيل إيران من دون اتفاق؟
اللواء في الاحتياط تمير هايمن - رئيس سابق للاستخبارات العسكرية والمدير الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي
  • في الأيام الأخيرة دار الحديث عن التقارير التي تناولت موت مجموعة من الشخصيات الإيرانية، منهم علماء في المجال النووي، وآخرون لهم علاقة بجهود أُخرى لإيران مثل المسيرات ومشروع الصواريخ الدقيقة وغيرها. وفي هذا السياق لا تزال سياسة الغموض صحيحة لأنها تترك للنظام في طهران مسألة تحديد المسؤولين عن الهجمات المتعاقبة.
  • مع ذلك يجب تركيز الحديث على مسائل استراتيجية أكثر أهمية من عملية محدودة تتحدث عنها التقارير في وسائل الإعلام في العالم. فإيران تشكل تحدياً لإسرائيل في مسألتين رئيسيتين: الأولى، الطموح للحصول على سلاح نووي، والذي يمكن أن يتطور ويتحول إلى تهديد استراتيجي خطر جداً على أمن دولة إسرائيل. والثانية، نشاط إيران الاستفزازي في المنطقة، وتصديرها للإرهاب، ومحاولاتها التي لا تتوقف لتسليح أعدائنا، وعلى رأسهم حزب الله، بسلاح متطور مثل الصواريخ الدقيقة والمسيرات وغيرها.
  • كذلك لم تتخلّ إيران عن محاولاتها من أجل ترسيخ وجودها في سورية على الرغم من تزايد الهجمات التي تنسبها تقارير أجنبية إلى سلاح الجو الإسرائيلي، فالجهود مستمرة. ومع ذلك يبدو أن الجواب على هذا التهديد في هذه الجبهة مرضياً، وفحواه: حتى لو لم يتم اقتلاع الوجود الإيراني في سورية، فمن الواضح للجميع أن الرؤية الطموحة لمهندس الوجود الإيراني، قاسم سليماني، هناك، قد انهارت.
  • في الأسابيع الأخيرة عبّرتُ عن رأيي بالقول إنه في الوقت الحاضر وفي ضوء الواقع الجديد، فإن العودة إلى الخطوط العريضة المتفق عليها من جانب الدول الكبرى بشأن الموضوع النووي الإيراني هي بمثابة الحل الأقل سوءاً. وإلى كل من يتساءل: ليس هناك أي تطلع ساذج لتغيير طبيعة الحكم في إيران، لكن ثمة فائدة ومنفعة مزدوجة لإسرائيل، وهي الحصول على وقت يسمح بجهوزية أعلى وببلورة شرعية دولية وداخلية لشن هجوم وإضعاف القدرات. والمغزى أن الاتفاق سيعيد إلى الوراء التقدم الذي حققته إيران في مجال تخصيب اليورانيوم في السنوات الأخيرة.
  • ومن دون التقليل من الأهمية الاقتصادية والعسكرية لرفع العقوبات عن إيران في حال العودة إلى اتفاق نووي، ومع العلم بأن إيران لن تتخلى عن طموحها في الحصول على سلاح نووي، فإن معاينة الصورة الاستراتيجية دفعتني إلى الاستنتاج أنه وفي مثل هذه الحالة الوقت هو لمصلحة إسرائيل. وعلى الرغم من أن العودة إلى الاتفاق النووي قد تزيد التهديدات التقليدية من جانب إيران وحلفائها في المنطقة، وإذا كان علينا الاختيار بين خيارات سيئة، فإن إسرائيل مستعدة لهذه الجبهة وقادرة على مواجهتها، بينما لا تستطيع إسرائيل القبول بأي شكل من الأشكال بواقع تتحول فيه إيران إلى دولة على عتبة النووي، إذ يتعين عليها الحؤول دون حدوثه بأي طريقة. فهذا الواقع يحد من قدرة إسرائيل على العمل، ويُدخل الشرق الأوسط في سباق تسلح نووي، ويمنح قدرة تدميرية هائلة لـ"نظام توتاليتاري ديني متعصب ترتبط عملية اتخاذ القرارات فيه باعتبارات لاهوتية – عنصرية".
  • إن العودة إلى الإطار التنظيمي للاتفاق تمنح إسرائيل عاملاً مهماً، وخصوصاً في الوضع الحالي، وهو الوقت، إذ يتعين على إسرائيل أن تستغله لتجنيد شرعية دولية واسعة النطاق في حال خرقت إيران الاتفاق. في المقابل، إذا التزمت إيران بالاتفاق على إسرائيل أن تستعد سياسياً وعسكرياً لمواجهة بنود "غروب الشمس" الموجودة في الاتفاق النووي الأصلي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة. وتنص هذه البنود على أنه بعد 15 عاماً على توقيع الاتفاق، أي في سنة 2030، تستطيع إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم بالكميات والدرجة التي تريدها، مع الالتزام بالقيود التي وضعتها معاهدة منع انتشار السلاح النووي (NPT) الموقعة من طهران، والتي تمنع تطوير سلاح نووي وتسمح بالرقابة عليه. وعلى الرغم من ذلك، وبما أنه لا يمكن الاعتماد على الإرادة الحسنة لإيران أو على كبحها لذاتها، فإن المطلوب جهوزية سياسية مدعومة بخيار عسكري هجومي ومستقل، ومن الأفضل أن يكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة أيضاً، مع احتمال التدهور إلى حرب إقليمية.
  • لكن ماذا سيجري إذا لم تعد إيران إلى الاتفاق النووي؟ ففي الأيام الأخيرة ظهرت عدة تقارير يجب أن نوليها اهتمامنا، مثل دعوة صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى في إيران إلى الانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي NPT، وهذا ليس تهديداً جديداً، إذ تقوم إيران باستخدام ورقة الانسحاب من المعاهدة في كل مرة تريد فيها تهديد الغرب. لكن هذه المرة يبدو أن المقصود تحضير النظام الإيراني نفسه لمواجهة بيان الإدانة الذي اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي يجتمع هذه الأيام، والذي من المتوقع أن يعالج "ملفات مفتوحة" تتعلق بإيران؛ ثلاث منشآت لم تُصرح عنها إيران للوكالة، اكتُشفت في الأرشيف النووي....
  • وهذا يعني أن إيران خرقت التزاماتها ضمن إطار معاهدة منع انتشار السلاح النووي التي تفرض التصريح والسماح بمراقبة مثل هذه المنشآت. وفي موازاة ذلك يجب الانتباه إلى التصريحات والتقارير الموجزة التي تصدر عن الإدارة الأميركية، والتي تحمّل الإيرانيين مسؤولية فشل المحادثات. وتعلمنا التجربة أنه يجب التعامل بحذر مع التصريحات والتقارير من هذا النوع، لأنها يمكن أن تكون محاولة من الطرفين لتصعيد مواقفهما بالتحديد قبل العودة إلى الاتفاق. لكن ثمة احتمالاً آخر يبدو أكثر واقعية، وهو أن الأزمة الحالية بين إيران والولايات المتحدة مهمة ويمكن أن تؤدي إلى نسف المحادثات....
  • إن الادراك الإيراني أن الإدارة الأميركية تتلهف إلى العودة إلى الاتفاق النووي، وفي المقابل نجاح النظام في طهران، على الرغم من الصعوبات، في التغلب على العقوبات الاقتصادية، من شأنهما أن يقودا المرشد الأعلى إلى الاستنتاج أن المصلحة الإيرانية تقضي باستمرار المماطلة في المحادثات، وقد يكون غير معني أبداً بالتوصل إلى اتفاق.
  • يجب أن نضيف إلى ذلك التقدير الإيراني بعدم وجود نية أميركية للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية، فما بالك عندما تكون الإدارة مشغولة بموضوعات أكثر إلحاحاً، على رأسها حرب روسيا - أوكرانيا، والتهديد من جهة الصين، ومسائل داخلية مثل الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/ نوفمبر، والأزمة الاقتصادية.
  • إن واقع عدم الاتفاق مع إيران يتطور ويرافقه تهديد متزايد. فمن ناحية ستظل إيران خاضعة لعقوبات قاسية، ومن ناحية أُخرى ستمضي قدماً وستزيد من قدراتها النووية. طبعاً، تثقل العقوبات كاهل إيران، لكن ثمة شك في أنها ستؤدي إلى سقوط النظام، وعلى إسرائيل أن تستعد لمواجهة سيناريوهات سيئة محتملة على النحو التالي:
  • سيناريو متطرف: انسحاب إيران من معاهدة وقف انتشار السلاح النووي....
  • احتمال موقت SNAPBACK: إعادة عقوبات مجلس الأمن على إيران....
  • نقل "الملف الإيراني" من وكالة الطاقة الدولية إلى مجلس الأمن بعد الإعلان أن إيران خرقت التزامها بمعاهدة وقف انتشار السلاح النووي....
  • زيادة العمليات العسكرية ضد إيران على أن تبقى دون مستوى الحرب:
  • هذا هو السيناريو الذي نقوم بمعالجته؛ عدم العودة إلى الأطر المتفق عليها، سواء من خلال المماطلة في المحادثات أو نسفها أو وقفها – وستواصل إيران من جهتها التقدم المنهجي نحو تحولها إلى دولة على عتبة النووي. وفي مثل هذه الحالة قد نتوقع زيادة كبيرة في العمليات العسكرية، السرية والعلنية. والنية هي معركة متعددة الأبعاد ومتشابكة – سيبرانية وعسكرية واغتيالات - هدفها تعطيل البرنامج النووي بكل مكوناته.
  • ولا يشكل هذا حلاً محكماً مع مرور الزمن لكن لديه القدرة على الصد والتعطيل والإزعاج. كما لا تستطيع معركة من هذا النوع وحدها منع إيران من الوصول إلى مكانة دولة على عتبة النووي، لكنها ستعرقل وتيرة تقدم برنامجها....
  • خيار متطرف: هجوم عسكري واسع النطاق
  • أبدأ بشيء من تهدئة المخاوف، إذ لا نزال بعيدين من اللحظة التي سيكون على إسرائيل اتخاذ مثل هذا القرار، فإيران ليست دولة نووية، وفي نظري ليست أيضاً دولة على عتبة النووي. وتقديري ينطلق من افتراض أن دولة تخصب على درجة 90٪ بكميات تكفي قنبلة واحدة هي دولة على عتبة النووي، وأعتقد أن إيران لم تصل إلى هذا الحد.
  • إلى جانب ذلك، ثمة من يرى أن الخط الأحمر بعيد جداً (لا أشاركهم الرأي)، وأنه حتى لو وصلت إيران إلى مستوى التخصيب الذي ذكرته فإنها لم تتجاوز الخط الأحمر طالما أنها لم تنجح في تحقيق اختراق من ناحية السلاح، والمقصود هو ربط منشأة نووية بسائر المكونات. برأيي ممنوع أن نصل إلى هناك، ويجب مضاعفة العمل قبل حدوث ذلك - مع أن أيران لم تصل إلى الخط الأحمر الذي وضعته.
  • وحتى لو كان المقصود سيناريو ضئيل الحدوث، فسوف أقدم بعض التفاصيل عن هذا الهجوم، وليس المقصود هجوماً محدوداً مثل عملية قصف المفاعل النووي العراقي، وبعده بسنوات عديدة قصف المفاعل السوري، بل المقصود منشآت منتشرة على طول هذه الدولة الكبيرة وعرضها، وبعضها محصن جداً.
  • إذ يمكن لهجوم كهذا أن ينزلق إلى معركة واسعة مع حزب الله الذي يمكن أن يشعل الجبهة الشمالية. وبما أنه في جميع الأحوال ليس المقصود هجوماً إسرائيلياً مستقلاً، فإن إيران سترى نفسها تُهاجم من الولايات المتحدة ومن الغرب كله، ومن المستحسن أن نخوض هذه العملية مع شرعية دولية واسعة ومع دعم دولي، ولا سيما عندما يكون المقصود عملية يمكن أن تتطور إلى حرب إقليمية طويلة الأمد.
  • إن فعالية هجوم إسرائيلي لمواجهة البرنامج النووي ستكون كبيرة جداً، لكن تطور هذا الهجوم إلى معركة على ثلاث جبهات يتطلب جهوزية كبيرة ودعم دولة عظمى. وعلى الرغم من الإمكان الضئيل لحدوث مثل هذا التدهور، فإنه يجب خوض هذه المعركة عندما تكون إسرائيل مستعدة لها داخلياً وخارجياً.