مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل شاب فلسطيني بعد تعرضه للطعن من طرف مستوطن بالقرب من سلفيت
لبيد: زيارة بايدن سيكون لها تأثير كبير في منطقة الشرق الأوسط
تقرير: ارتفاع حاد في عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي
تقرير: شاكيد تزور المغرب لتعزيز التعاون الآخذ بالتطور مع إسرائيل
مقالات وتحليلات
لبيد مسلح بتجربة وقدرة ليبني كتلة سياسية صلبة من الأشلاء
ترميم العلاقات بين السعودية وتركيا يخلق حلفاً إقليمياً غير مرتبط فقط بالولايات المتحدة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 22/6/2022
مقتل شاب فلسطيني بعد تعرضه للطعن من طرف مستوطن بالقرب من سلفيت

قال بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب علي حسن حرب (27 عاماً) قتل أمس (الثلاثاء) من جراء تعرضه للطعن من طرف مستوطن بالقرب من بلدة سلفيت شمال غربي الضفة الغربية.

وأضاف البيان أن عملية طعن حرب وقعت في أرض ذات ملكية فلسطينية خاصة يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها، وذلك خلال قيام مجموعة من الشبان الفلسطينيين بهدم عريشة أقامها المستوطنون في تلك الأرض. ووفقاً للبيان قامت قوة من الجيش الإسرائيلي بمهاجمة الشبان، بينما هاجم مستوطنون الشاب حرب الذي كان منفرداً وبعيداً عن المجموعة وطعنوه طعنة مباشرة في القلب.

واعتبر البيان ما جرى بمثابة استمرار للسياسة اليمينية المتطرفة التي ترعاها حكومة نفتالي بينت، مشيراً إلى أن اعتداءات المستوطنين لم تعد فردية بل منظمة ومحمية من جانب الجيش الإسرائيلي.

ودانت رئاسة السلطة الفلسطينية هذه الجريمة التي ارتكبها المستوطنون. وقالت في بيان صادر عنها إنها جريمة تؤكد بشاعة الاحتلال وهي استمرار لمسلسل القتل اليومي الذي يمارسه الاحتلال بمختلف أشكاله من خلال تبادل الأدوار بين الجيش والمستوطنين.

وجدّدت رئاسة السلطة الفلسطينية دعوة المجتمع الدولي إلى محاسبة هؤلاء القتلة ومعاقبتهم على هذه الجرائم المنظمة، وتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود 1967.

"معاريف"، 22/6/2022
لبيد: زيارة بايدن سيكون لها تأثير كبير في منطقة الشرق الأوسط

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير كبير في المنطقة.

وجاء تأكيد لبيد هذا في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أشير فيه أيضاً إلى أن وزير الخارجية أجرى مساء أمس (الثلاثاء) مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

ووفقاً للبيان بحث لبيد مع نظيره الأميركي الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي المقررة إلى إسرائيل في 13 تموز/يوليو المقبل. واعتبر لبيد أن زيارة بايدن ستشكل فرصة لتأكيد علاقة الرئيس الأميركي العميقة بإسرائيل والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وتعزيز قوتها في المنطقة.

وأضاف لبيد أنه ستكون للزيارة تداعيات كبيرة على المنطقة وعلى الصراع مع إيران والإمكانات الهائلة لرفع مستوى الاستقرار والأمن الإقليميين على نحو أوسع. وأشار البيان إلى أن لبيد أطلع بلينكن على تفاصيل الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها إلى تركيا غداً (الخميس)، كما أطلعه على النشاطات المشتركة بين الحكومتين الإسرائيلية والتركية في كل ما يتعلق بمكافحة "الإرهاب".

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت في وقت سابق أمس أن زيارة لبيد إلى تركيا ستتم في موعدها المقرر غداً، بالرغم من الشروع في إجراءات حل الكنيست الحالي والتوجه إلى انتخابات مبكرة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي على خلفية تقارير إسرائيلية تؤكد وجود محاولات إيرانية لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين في الأراضي التركية.

من ناحية أُخرى، أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدس، أول أمس (الاثنين)، أن الزيارة التي يزمع الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إلى إسرائيل يوم 13 تموز/يوليو المقبل لا تزال قائمة وستجري كما خُطط لها، على الرغم من قرار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي التوجه نحو حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.

وتعوّل إسرائيل كثيراً على هذه الزيارة في كل ما يتعلق بالمساعدة في تعزيز العلاقات الأمنية الإقليمية في مواجهة إيران، كما أنها الزيارة الأولى المقررة لبايدن إلى المنطقة منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

وبموجب إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت ولبيد أول أمس، سيتم قريباً تمرير قانون حل الكنيست وتنفيذ اتفاقية التناوب بحيث يصبح لبيد رئيساً للحكومة الانتقالية، وكذلك سيجري الإعلان عن انتخابات جديدة خلال 90 يوماً من موعد حل الكنيست.

ويعني ذلك أن لبيد سيكون رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي سيستقبل الرئيس الأميركي بايدن لدى قيامه بزيارة إلى إسرائيل في 13 تموز/يوليو المقبل ضمن جولة له في الشرق الأوسط تستمر حتى 16 تموز/يوليو.

 

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية "كان"، 22/6/2022 https://www.kan.org.il/
تقرير: ارتفاع حاد في عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الثلاثاء) أن تقريراً داخلياً جديداً للجيش الإسرائيلي كشف النقاب عن تسجيل ارتفاع حاد في عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأشار التقرير إلى تسجيل 11 حالة انتحار خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2022 الحالية، كما أشار إلى أن سنة 2021 الماضية شهدت تسجيل 11 حالة انتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي، في حين أن سنة 2020 شهدت تسجيل 9 حالات انتحار.

وأفادت قناة التلفزة أن رئيس شعبة القوى البشرية في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء يانيف عاشور أجرى مداولات داخلية موسعة بهذا الشأن شارك فيها خبراء ومختصون في الصحة العقلية والنفسية.

وتم خلال هذه المداولات درس أسباب زيادة حالات الانتحار، واحتمال وجود صلة بينها وبين تأثير جائحة كورونا على الحالة النفسية للجنود وغيرها من العوامل.

كما أفادت قناة التلفزة أن الجيش الإسرائيلي لم يتوصل إلى نتيجة واضحة تفسر زيادة حالات الانتحار، لكنه أصدر تعليمات إلى القادة بالحرص على زيادة اليقظة والاهتمام اللازم لمنع زيادة حالات الانتحار.

كما أصدر رئيس شعبة القوى البشرية تعليمات تقضي بفتح خط ساخن لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يعانون مشاكل نفسية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 22/6/2022
تقرير: شاكيد تزور المغرب لتعزيز التعاون الآخذ بالتطور مع إسرائيل

بدأت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد ["يمينا"] أول أمس (الاثنين) زيارة رسمية إلى المغرب تستمر حتى يوم غد (الخميس) وتهدف إلى تعزيز التعاون الآخذ بالتطور بين البلدين. وهي رابع وزيرة إسرائيلية تزور المغرب منذ استئناف البلدين علاقاتهما أواخر سنة 2020 برعاية الولايات المتحدة.

وذكر بيان صادر عن مكتب وزارة الداخلية أن شاكيد بدأت فور وصولها إلى الرباط بعقد لقاءات مع وزراء ومسؤولين مغاربة كبار جرى التباحث فيها حول عدة قضايا. ووفقاً للبيان ستجري هذه اللقاءات مع وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، ووزيرة الاقتصاد نادية فتاح علوي، ومسؤولين مغاربة كبار.

وأضاف البيان أنه من المتوقع أن يتم الاتفاق خلال هذه الزيارة على إقامة تعاون يتيح إمكان هجرة مواطنين مغاربة للعمل في إسرائيل في قطاعي البناء والتمريض.

ووقع المغرب وإسرائيل منذ استئناف علاقاتهما الدبلوماسية اتفاقيات للتعاون في عدة مجالات أمنية واقتصادية وثقافية ورياضية. وكان أبرزها اتفاق تعاون أمني غير مسبوق يتيح للمغرب خصوصاً الحصول بسهولة على معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا، وجرى توقيعه خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إلى الرباط في أواخر العام الماضي.

كما أبرم البلدان في شباط/فبراير الماضي اتفاقاً للتعاون الاقتصادي ينص على زيادة قيمة التبادلات التجارية بينهما أربعة أضعاف لتصل إلى نصف مليار دولار سنوياً. وبموازاة ذلك أطلق البلدان خطوطاً جوية مباشرة تسهل خصوصاً سفر السياح الإسرائيليين من أصول مغربية إلى المملكة بعدما كانوا يضطرون إلى المرور عبر بلدان أوروبية.

يذكر أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب تم في إطار اتفاق ثلاثي نص أيضاً على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"22/6 /2022
لبيد مسلح بتجربة وقدرة ليبني كتلة سياسية صلبة من الأشلاء
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • "إنساني، ومؤدب، وعادل، ولا ينكُث الوعد"، هذا ما يعكس المشاعر تجاه نفتالي بينت، ويائير لبيد كذلك، وما قيل لدى رثاء حكومة التغيير في وسائل الإعلام. تبدو إسرائيل كمن كانت تعيش لمدة عام كامل في الجنة، والآن عليها أن تعفر رأسها في التراب وتمر بالمراحل الخمس للعزاء القومي: الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والصلاة، وهناك من يريد الانتقال مباشرة إلى المرحلة الأخيرة.
  • التوقعات السوداوية مفهومة، فقد مر وقت قصير منذ نهاية حكم الدكتاتور، ولا تزال الصدمة النفسية طازجة، والخوف من عودته أكبر من الخوف الذي يشكّله التهديد النووي الإيراني. لكن هذا بالذات هو الوقت الذي يجب فيه أن نستيقظ ونصوغ الواقع من جديد. ولبيد، الذي سيتولى منصب رئيس الحكومة الانتقالية (إن لم يتم تأليف حكومة بديلة)، لن يكون بالضرورة كبطة عرجاء، وألعوبة موقتة في نافذة الواجهة السياسية تعد الأيام وصولًا للانتخابات. فبعد أن اخترق كل الخطوط الحمر التي قيّد ذاته بها قبل الانتخابات السابقة، جلس مع "الزعبيين" [يقصد نائبة "ميرتس" غيداء ريناوي - زعبي] و"الحركة الإسلامية"، وتعامل مع المتدينين (ولم يتقرب كثيرا من الحريديم)، كما رقص مع "اليسار المتطرف"، ولديه خبرة كافية وقدرة على بناء كتلة سياسية صلبة من الأشلاء.
  • أمام لبيد ثلاثة أشهر على الأقل، يمكن ببساطة أن يتحولوا إلى نصف عام أو أكثر، للقيام بثورة وإعادة بناء معسكر ديمقراطي، ليبرالي، يميني إلى حد ما، ويساري إلى حد ما، بإضافة القليل من الدين. تجهّزت البنية خلال العام الماضي، والخطوة المطلوبة والصعبة ليست النقاشات في الأيديولوجيا المتفق عليها، إنما في تقريب الأطراف للنظرة الذاتية الحادة التي مزّقت الحكومة الماضية حتى باتت عبارة عن بالون من دون هواء. وهنا أيضاً نجد الإيجابية الأساسية والقوة الكامنة لنجاح لبيد، فهذه الحكومة قامت أصلًا لأنها ابتعدت عن الأيديولوجيا، ولم تحاول إنهاء الاحتلال، واستفزت المستوطنين والعرب على حد سواء، كما كانت لديها سياسة خارجية فعّالة، ولوقت طويل نسبياً منحت الوزراء فيها شعوراً بالاستقلالية والاحترام مكان الاستهزاء الذي بثه نتنياهو حتى لأقرب الوزراء إليه، إذ حولهم إلى مخصيين. وفجأة، من أسقط الحكومة لم يكن الوزراء ولا الأيديولوجيا، إنما الأعشاب الضالة، أصحاب الإيغو، التي نمت على الهامش.
  • ولأن هذه الحكومة نجحت في التعامل مع الفروقات الأيديولوجية، فإن لبيد قادر الآن ومرغم على البدء بعملية صهر بين الأحزاب. فقد اقترح رافيف دروكر، مثلًا، الدمج بين ميرتس وحزب العمل؛ هذه البداية، لكنها ليست كل شيء. ولم يعد لدى حزب أزرق أبيض لبني غانتس مبرر وجود مستقل، إذ يستطيع أن يندمج أيديولوجياً (إن كان لديه أيديولوجيا أصلاً) مع حزب يوجد مستقبل، ومع حزب العمل، ومع حزب جدعون ساعر أمل جديد أيضاً. فبعد كل شيء، مَنْ جلس مع نتنياهو وصدقه، يمكن أن ينسجم مع أي جسم سياسي ممكن.
  • لقد أحدث الانقسام داخل الأحزاب العربية، ومنافسة القائمة الموحدة منفردة، والتي أبدى زعيمها منصور عباس فهماً سياسياً نادراً، شراكة سياسية يهودية مع حزب عربي، ومنحه، في الأساس، شرعية غير مسبوقة. وبالتالي، تستطيع القائمة المشتركة استغلال هذا إن فهمت أهمية إعادة ترتيب الصفوف من جديد مع القائمة الموحدة.
  • يستند الصَهر الحزبي إلى الفرضية القائلة إن الناخبين يفضلون المعسكرات الكبيرة "بلوكات" أكثر من فتات الأحزاب. بهذا المسار بالذات على لبيد أن يتحرك ليستطيع منح الناخب بديلاً واقعياً يفخر بكبره ويقنع باحتمالات نجاحه. وفي النهاية، سؤال الإيغو: ميراف ميخائيلي تندمج مع نيتسان هوروفيتس؟ أيمن عودة يعانق عباس؟ وغانتس يرى بذاته مساوياً لساعر؟ من أين جاءت هذه الأوهام؟ الجواب هو أنه لا يوجد طريق آخر.

 

"هآرتس"، 22/6/2022
ترميم العلاقات بين السعودية وتركيا يخلق حلفاً إقليمياً غير مرتبط فقط بالولايات المتحدة
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • لأول مرة منذ 4 سنوات من المنتظر أن تحط اليوم (الأربعاء) طائرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مطار تركيا. بالنسبة إليه وإلى مضيفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن هذه الزيارة تغلق دائرة العداء والنفور والقطيعة العميقة التي نشأت بعد القتل الوحشي للصحافي السعودي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
  • طوال تلك الفترة كان يبدو أن الشرخ بين الدولتين، والذي شمل أيضاً مقاطعة البضائع التركية، لا يمكن ردمه. لكن كان هذا أيضاً وضع علاقة أردوغان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي رفض أردوغان الاعتراف بشرعيته منذ سنة 2013 حتى قبل عامين، ومع حكام دولة الإمارات العربية المتحدة الذين وصفوا تركيا بأنها "عدو أسوأ من إيران"، ومع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اعتبر أردوغان دكتاتوراً وامتنع من التحدث معه طوال أشهر، ومع رؤساء حكومات إسرائيل التي وصفها أردوغان قبل قضية الأسطول البحري [سفينة مافي مرمرة التركية التي حاولت خرق الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع] بالدولة الإرهابية. فأردوغان الذي صاغ مصطلح "صفر مشكلات مع الجوار" كمبدأ مركزي في سياسته الخارجية، خلق شبكة عداوات وتوترات مع كل جيرانه تقريباً.
  • خلال هذه السنوات الأربع غرقت تركيا في إحدى أخطر أزماتها الاقتصادية التي لم يشهد مثلها أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في عام 2003. فالشخص الذي كان يُعتبر عبقرياً في الاقتصاد، والذي أنقذ تركيا من الانهيار، ومن تضخم بلغت نسبته 70٪، وحقق نمواً متواصلاً بنسبة 7٪ خلال عام، هو اليوم المسؤول المباشر عن تضخم بحجم 73٪، وعن انهيار قيمة الليرة التركية، وإغلاق آلاف المعامل، والبطالة المرتفعة، وأزمة السكن الحادة.
  • قبل عام من الانتخابات الرئاسية، وبعد عقدين من حكمه الاحتكاري وحكم حزبه، يبحث أردوغان عن حبل نجاة اقتصادي، وتحديداً لدى الدول العربية. في البداية استأنف علاقاته مع الإمارات التي وافقت على استثمار قرابة 10 مليار دولار في تركيا، وهو يجري "محادثات تقارب" مع المصريين، ويطور علاقاته مع إسرائيل بهدف إعادتها إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الخلاف، ويسعى إلى تسوية الأمور مع الإدارة الأميركية. ولترميم العلاقات بين أردوغان ومحمد بن سلمان أهمية كبيرة تتخطى الإطار الثنائي، إذ تنطوي على إمكان إقامة منظومة علاقات إقليمية مستقلة لا تعتمد على تقسيم ثنائي مع الأميركيين أو ضدهم، بل تستند إلى مصالح إقليمية راسخة قادرة على فرض سياسة أميركية خارجية لا الرضوخ لها فقط.
  • يصل بن سلمان إلى تركيا بعد زيارة قصيرة إلى مصر والأردن حيث "أغلق" الخلافات في الرأي قبيل زيارة بايدن الشهر المقبل إلى إسرائيل والسعودية. واقترح ولي العهد السعودي على الرئيس المصري أن يحذو حذوه ويمضي قدماً في استئناف العلاقات مع تركيا. كما "أغلق" موضوع نشر قوات متعددة الجنسيات في جزيرتي صنافير وتيران، الأمر الذي يتطلب تعديلاً في اتفاقات كامب ديفيد. ووعد الأردن باستمرار المساعدة السعودية، وحاول أن يطمئن الملك عبد الله ويبدد مخاوفه من أن السعودية لا تسعى إلى أن تحل مكانه كمسؤولة عن الأماكن المقدسة في القدس. وفيما يتعلق بتركيا ليس واضحاً ما هي الهدايا التي يحملها معه، لكن التوقعات أنها لن تكون أقل من المساعدة الكبيرة التي حصلت عليها تركيا من دولة الإمارات. فالمهم بالنسبة إلى محمد بن سلمان هو الظهور العلني، وأن يُبرز زعامته الإقليمية التي من المفترض أن تثير إعجاب الرئيس بايدن.
  • انضمت إسرائيل إلى الدائرة التركية – السعودية بصفتها محوراً مركزياً لها كما تقدم نفسها. ففي حال نشأ حلف جوي إقليمي ستكون إسرائيل هي سبب نشوئه، وإذا كانت السعودية تريد علاقات جيدة مع الأردن، من المستحسن أن يطبّع بن سلمان علاقته بالقدس، وإذا كانت تركيا تطمح إلى ترميم علاقاتها مع مصر فإن عليها أن تدفع رسوماً لإسرائيل. إذ يبدو أن الدولة الأقل استقراراً سياسياً، والتي انهارت حكومتها، قادرة على إدارة سياسة ناجحة، وعلى غرس شعور في المنطقة بأن البيت الأبيض يخضع لإملاءاتها.
  • يتحدث وزير الدفاع بني غانتس عن منظومة دفاع أنقذت عدة دول في المنطقة من هجمات مسيرات إيرانية، ووفقاً لتقارير، يبدو أن إسرائيل نصبت بضعة منظومات رادار في دولة الإمارات وفي البحرين، وينسب لها أيضاً تدمير مخزن للمسيرات الإيرانية في سورية، كما أن تعاونها الاستخباراتي الوثيق مع عدد من دول المنطقة لم يعد سراً. وهذا قطعاً يعكس تبدلاً في النظرة الإقليمية التي تحولت فيها إسرائيل إلى حليفة وشريكة شرعية في محاربة الإرهاب. لكن في الوقت عينه تتخوف دول المنطقة من أن يؤدي تكثيف عمليات إسرائيل ضد إيران، واغتيال العلماء، وقصف أهداف وقواعد إيرانية في سورية، والتهديد بالعمل بصورة مستقلة ضد إيران، إلى تحويلها إلى أهداف. وقد أوضحت السعودية والإمارات في كل المناسبات معارضتهما نشوب حرب إقليمية جديدة حتى لو كانت ضد إيران. وتحاول كل من السعودية وإيران فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، كما تقيم الإمارات علاقات عمل وتجارة مع طهران. فمنظومة الدفاع الإسرائيلية ليست بالضرورة البديل القادر على ضمان مصالحهم الجديدة.
  • وينطبق هذا على تركيا أيضاً التي تشهد اليوم نوعاً من حرب جديدة تتطور فيها جبهة قتال بين إسرائيل وإيران. وتخوض تركيا منذ عشرات السنوات صراعاً مسلحاً ضد الإرهاب الكردي، كما تعمل ضد نشاط العملاء الإيرانيين الذين يحاولون الاعتداء على مواطنين إيرانيين يعيشون في تركيا. لكن أن تدور حرب على أراضيها بين دولتين إقليميتين هو تطور مثير للقلق وخطر، إذ يوجد بين تركيا وإيران توترات سياسية على خلفية نوايا تركيا توسيع غزوها للأراضي السورية، لكنهما يحاولان حل هذا الخلاف بالطرق الدبلوماسية.
  • يبلغ حجم التجارة بين تركيا وإيران حوالي خمسة مليارات دولار سنوياً، ويزور تركيا قرابة مليوني سائح إيراني، بالإضافة إلى بضعة آلاف من المواطنين الإيرانيين المقيمين بتركيا. فمن شأن وقوع هجوم إيراني ضد مواطنين إسرائيليين أن يؤدي إلى حالة "هلع" على صعيد السياحة الدولية لا على صعيد السياحة الإسرائيلية فحسب، وهذا ما سيلحق الضرر بأحد مصادر الدخل الأساسية في تركيا، والذي من المنتظر أن يُدخل سنوياً حوالي 40 مليار دولار. وبالتالي كل تعاون استخباراتي بين تركيا وإسرائيل ضد عمليات إيرانية يضع أنقرة في وضع غير مريح أبداً. لقد كان أردوغان مستعداً للتخلي بسهولة عن الثناء الذي تغدقه إسرائيل على التعاون الاستخباراتي والعملاني التركي، وعن سبب حدوث هذا كله.
  • في ضوء التطورات السياسية الأخيرة في إسرائيل ليس واضحاً ما إذا كان وزير الخارجية يائير لبيد سيزور تركيا غداً كما كان مقرراً كي يلتقي نظيره التركي. وفي حال جرى الاجتماع فسيسمع منه مرة أُخرى شكره لإسرائيل، لكنه سيوضح للبيد الثمن الذي يمكن أن تدفعه تركيا لقاء هذا التعاون.