مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الكنيست يصادق بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون حلّه ويحدد الانتخابات العامة المقبلة في يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل
يائير لبيد باشر أداء مهمات منصبه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال
انتهاء محادثات الدوحة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي من دون إحراز أي تقدم
ترامب: سأفكر في تأييد نتنياهو على الرغم من خيبة أملي منه
تقرير: دبلوماسيون ورجال قانون من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر يقومون بمساعٍ حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حول نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية
مقالات وتحليلات
تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران مستمر ليس فقط في المجال السيبراني
بايدن والسعودية وإيران إلى جانب أسعار الحليب والوقود: التحديات الجدية أمام لبيد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/7/2022
الكنيست يصادق بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون حلّه ويحدد الانتخابات العامة المقبلة في يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل

صادق الكنيست الإسرائيلي أمس (الخميس) بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون حلّه مما يفتح الباب لإجراء انتخابات عامة مبكرة ستكون الخامسة خلال ثلاثة أعوام ونصف العام، وتم تحديد موعدها في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأيد مشروع قانون حلّ الكنيست 92 عضو كنيست.

وستسمح المصادقة على مشروع قانون حل الكنيست لوزير الخارجية يائير لبيد بأن يتولى رئاسة الحكومة خلفا لنفتالي بينت ابتداء من منتصف الليلة الماضية.

وكانت لجنة برلمانية مؤلفة من أعضاء كنيست من المعارضة والائتلاف أقرت في وقت سابق هذا الأسبوع حل الكنيست مساء أول أمس (الأربعاء)، لكن تم تأجيل هذا التصويت بسبب مناقشات طويلة في الهيئة العامة حول مشاريع قوانين أراد أعضاء الكنيست تمريرها قبل حله.

وكانت ذروة مناقشات مساء أول أمس إعلان رئيس الحكومة المنتهية ولايته بينت أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة وتسليمه قيادة حزبه "يمينا" إلى وزيرة الداخلية الحالية أييلت شاكيد.

"يديعوت أحرونوت"، 1/7/2022
يائير لبيد باشر أداء مهمات منصبه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال

باشر رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد يائير لبيد عند منتصف الليلة الماضية أداء مهمات منصبه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن لبيد سوف يعقد في تل أبيب اليوم (الجمعة) اجتماعات عمل مع كل من رئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين وسكرتيره العسكري. وفي يوم الأحد المقبل سيترأس لأول مرة جلسة الحكومة. ولم يُحدَّد بعد موعد لالتئام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية. كما أنه من المقرر أن يقوم رئيس الحكومة الجديد بزيارة رسمية إلى فرنسا الأسبوع المقبل يجتمع خلالها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد في مناسبة تسلمه مهمات منصبه الجديد. وكتب بايدن في حسابه على موقع "تويتر" بأنه يتطلع للقاء لبيد مع نفتالي بينت في تموز/يوليو الحالي للاحتفال بالشراكة غير القابلة للانفصام بين الولايات المتحدة وإسرائيل. كما هنأ لبيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وأكد أنه يتطلع الى مواصلة التعاون الوثيق بينهما لتعزيز الشراكة بين القدس وواشنطن وتحقيق الأهداف الثنائية والإقليمية المشتركة. وشدد بلينكن أيضاً على أن العلاقات بين الدولتين هي الأقوى على مرّ التاريخ.

وقبل ساعات من توليه رئاسة حكومة تصريف الأعمال التقى لبيد رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ.

وقال هرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام اللقاء: "إننا في فترة انتخابات جديدة وعلينا أن نتذكر أن هناك دولة يجب إدارتها والاعتناء بشؤون مواطنيها". وتمنى للبيد النجاح في منصبه الجديد.

كما أقيمت بعد ظهر أمس (الخميس) مراسم متواضعة بعيداً عن الأضواء تسلم خلالها لبيد رئاسة حكومة تصريف الأعمال من بينت.

وبعد عملية التصويت على مشروع قانون حلّ الكنيست زار لبيد مؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ضحايا الهولوكوست في القدس، وقال إنه جاء الى هذا المكان ليتعهد لوالده [الوزير السابق يوسف لبيد] بأنه سيعمل دوماً على الحفاظ على إسرائيل قوية لتدافع عن نفسها وتضمن أمن سكانها.

وعقد رئيس الحكومة المنتهية ولايته نفتالي بينت جلسة مع لبيد لإطلاعه على أهم الأمور السياسية والأمنية في إدارة دفة شؤون الدولة. وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن الاجتماع كان مكثفاً، وشارك فيه مسؤولون كبار من الطاقمين المرافقين للزعيمين.

 

"معاريف"، 1/7/2022
انتهاء محادثات الدوحة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي من دون إحراز أي تقدم

انتهت أمس (الخميس) المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة من دون إحراز أي تقدم.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تشعر بخيبة أمل لأن طهران رفضت الاستجابة بشكل إيجابي إلى مبادرة قدمها الاتحاد الأوروبي ومن شأنها أن تفتح الطريق نحو العودة إلى الاتفاق النووي المبرم سنة 2015، وأوضح أن إيران أثارت قضايا لا علاقة لها بهذا الاتفاق.

وفي وقت سابق أمس اكتفى منسق الاتحاد الأوروبي في المحادثات إنريكي مورا بالقول إنه لم يتم تحقيق تقدم.

في المقابل نقل موقع "تسنيم" الإيراني الإخباري عن مصدر إيراني مطلع على مجريات المحادثات قوله إن سبب عدم التوصل إلى نتيجة في هذه الجولة يعود إلى إصرار الجانب الأميركي على منع إيران من تحقيق مكاسب اقتصادية في أي اتفاق مستقبلي.

ووصف مستشار الوفد الإيراني محمد مرندي في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة "الميادين"، المحادثات التي جرت بين إيران والولايات المتحدة في الدوحة خلال اليومين الماضيين بأنها كانت مركزة، وأشار إلى أن هذه الاتصالات ستستمر حتى يتضح ما إذا قبل الأميركيون القيام بالخطوات اللازمة للعودة الى الاتفاق النووي.

وكانت تقارير إعلامية أميركية أكدت عشية هذه المحادثات أن احتمال حدوث انفراج فيها منخفض، لكنها في الوقت عينه أشارت إلى أن هذه هي المحادثات الأولى من نوعها منذ شهور، وإلى أنه حتى الآن عُقدت معظم المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا في النمسا لكنها توقفت منذ آذار/مارس الماضي.

وقال وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان إن في إمكان هذه الجولة من المحادثات أن تفضي إلى تفاهمات إذا ما تبنت الولايات المتحدة ودول أوروبا موقفاً أكثر واقعياً.

أمّا وزارة الخارجية الأميركية فأكدت أن على إيران التنازل عن مطالبها التي تنحرف عما تم التوافق عليه معها قبل 7 أعوام في نطاق الاتفاق الذي أبرم وانسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

 

"معاريف"، 1/7/2022
ترامب: سأفكر في تأييد نتنياهو على الرغم من خيبة أملي منه

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه سينظر في تأييد بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية العامة المقبلة.

وجاءت أقوال ترامب هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية "نيوز ماكس" الليلة قبل الماضية، وأكد فيها أيضاً أن لديه خيبة أمل من نتنياهو من نواحٍ معينة، لكنه بشكل عام يحبه كثيراً وإذا ما ترشح سيفكر بالتأكيد في تقديم الدعم له. كما أكد أن نتنياهو قام بالكثير من الأعمال الجيدة.

والجدير بالذكر أن ترامب نفسه يفكر في خوض انتخابات أُخرى في البيت الأبيض في سنة 2024 بعد ولاية رئاسية واحدة. وكان يُنظر إلى ترامب ونتنياهو على أنهما حليفان مقربان خلال فترة ولاية الأول، غير أن علاقتهما تدهورت بعد أن هنأ نتنياهو جو بايدن بفوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2020.

 

موقع Walla، 1/7/2022
تقرير: دبلوماسيون ورجال قانون من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر يقومون بمساعٍ حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حول نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية

علم موقع "واللا" أن عدداً من الدبلوماسيين ورجال القانون من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر يقومون في الفترة الأخيرة بمساعٍ حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حول نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية، وذلك في إطار تحرك يبدو شديد العلاقة بقرب قيام الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط يوم 13 تموز/يوليو الحالي تشمل إسرائيل والسعودية ومناطق السلطة الفلسطينية.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس للموقع إن إتمام هذه الصفقة سيكون بمثابة إنجاز هام لإدارة بايدن في الشرق الأوسط، ومن شأنها أن تشق الطريق كذلك أمام عملية تدريجية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وتبقى المشكلة أنه في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل لا يمكن للطرفين توقيع اتفاق رسمي بشأن الجزيرتين بشكل مباشر. وبناء على ذلك يجري العمل على إيجاد حلول قانونية ودبلوماسية إبداعية لإتمام الصفقة من خلال الاتصالات غير المباشرة.

يذكر أن مصر والسعودية اتفقتا سنة 2018 على نقل الجزيرتين المذكورتين إلى السعودية. ووافقت إسرائيل من حيث المبدأ على هذه الخطوة بشرط استمرار نشاط قوة المراقبة الدولية كما ورد في اتفاقية السلام مع مصر التي نصّت على وجوب نزع سلاح الجزيرتين ووضع قوة مراقبة دولية تحت القيادة الأميركية.

وأفيد أنه تم إطلاع رئيس الحكومة المنتهية ولايته نفتالي بينت، ورئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد، ووزير الدفاع بني غانتس، على تفاصيل مخطط استكمال الصفقة وأخذ الموافقة عليه من حيث المبدأ.

ووفقاً للخطوط العريضة ستوقع السعودية اتفاقية مع مصر بشأن الجزيرتين وفي الوقت نفسه تمرر رسالة إلى الولايات المتحدة بصفتها الراعي توضح بالتفصيل التزاماتها فيما يتعلق بحرية الملاحة والترتيبات الأمنية. وسترسل إدارة بايدن رسالة إلى إسرائيل توضح بالتفصيل الالتزامات السعودية فيما يتعلق بحرية الملاحة وتوفر ضمانات أميركية للإشراف على القضية.

وأكدت مصادر مسؤولة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الصفقة تحافظ على مصالح إسرائيل الأمنية في البحر الأحمر.

كما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس عن دعمه لهذه الخطوة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنه بالتوازي مع هذه الصفقة من المتوقع أن يعلن السعوديون سماحهم لطائرات الخطوط الجوية الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية في طريقها نحو الشرق الأقصى، وخصوصاً نحو الهند والصين. ويجري التباحث بين الطرفين أيضاً حول قضية أُخرى هي السماح برحلات طيران مستأجرة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية لمصلحة الحجاج المسلمين المقيمين بإسرائيل.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 1/7/2022
تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران مستمر ليس فقط في المجال السيبراني
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • يكشف خفض درجة تحذير الإسرائيليين من السفر إلى اسطنبول هدوءاً موقتاً لتوترات طويلة مع إيران. فبعد أن اعتقلت الأجهزة الأمنية التركية عدة خلايا كانت تخطط لخطف إسرائيليين، أو قتلهم، أصبح في الإمكان خفض درجة التأهب قليلاً. لكن تبادل الضربات بين الطرفين استمر هذا الأسبوع أيضاً، ولا سيما في المجال السيبراني. لقد أدى فشل الهجمات المخطط لها وغضب الأتراك إلى إحراج النظام في طهران الذي اضطر على ما يبدو إلى التراجع خطوة إلى الوراء، لكن في المجال السيبراني ليس هناك هدنة حتى الآن.
  • لقد أصبح مجال الإنكار الإيراني أكبر بكثير. ويمكن دائماً الادعاء أن إسرائيل تكذب، وأن طهران ليست المسؤولة عن هجمات تشنها مجموعات من القراصنة المستقلين يقلقها استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
  • عملياً، ازداد حجم الهجمات الإيرانية السيبرانية بصورة كبيرة، ويبدو أنها سجلت مؤخراً نجاحاً. وربما هذا هو سبب زيادة الهجمات ضد البنى التحتية الرقمية في إيران، والتي تنسبها الصحف الدولية إلى إسرائيل. فهذا الأسبوع توقفت مجموعة معامل ضخمة للحديد الصلب في إيران عن العمل نتيجة هجمات سيبرانية، وعلى ما يبدو سيستغرق ترميم هذه الأضرار عدة أسابيع.
  • تطرق رئيس الحكومة المنتهية ولايته نفتالي بينت ووزير الدفاع بني غانتس، بصورة غير مباشرة، إلى هذه الأحداث في خطابيهما في مؤتمر السايبر في جامعة تل أبيب. فقارن بينت الردع السيبراني بالردع النووي وأعلن أنه: "إذا شن أحد هجوماً سيبرانياً علينا سنرد عليه"، إذ يمكن تفسير هذه الكلمات بأنها تحمل للمسؤولية. أمّا غانتس فقال: "نحن نعلم من هم الإرهابيون الذين يستخدمون المفاتيح، ونحن نضربهم ونضرب من أرسلهم، وهم الآن أمام أنظارنا، وليس على المستوى السيبراني فقط."
  • تدل هذه النبرة الحادة على أن ليس المقصود إطلاق التهديدات على خلفية الانتخابات الجديدة فحسب، بل ثمة انطباع أن إسرائيل تلقت مؤخراً ضربة وردت عليها بشكل مناسب. فقد زعزعت الحوادث المتكاثرة بمختلف أنواعها ثقة النظام في طهران بنفسه. وأول أمس ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن القيادة الإيرانية تخشى أن تكون إسرائيل اخترقت الأجهزة الاستخباراتية، وتعمل داخل إيران من دون عوائق، الأمر الذي كان سبباً، إلى جانب الفشل في تركيا، في سلسلة الإقالات والتبديلات في المناصب في قيادة الحرس الثوري. ووفقاً للصحيفة جرى مؤخراً اعتقال جنرال بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. وتدعي مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى في حديث مع "هآرتس" أن الأزمة الداخلية في الحرس الثوري خطرة خصوصاً في قيادته.
  • قبل وقت قليل من تسليم بينت رئاسة الحكومة إلى يائير لبيد، قام يوم الثلاثاء بجولة وداعية على قيادات الموساد والشاباك. فبينت لا يوافق على الادعاء الذي سمعه هناك أن سياسته الأمنية لا تختلف كثيراً عن سياسة بنيامين نتنياهو، وأن الفارق بينهما هو، بصورة أساسية، أسلوبه الرسمي والمتحفظ. فبالنسبة إلى بينت هو مَنْ أرسى مبادىء استراتيجية جديدة، سواء في مواجهة إيران أم في مواجهة الفلسطينيين؛ ففي مواجهة إيران انتهج خطاً أكثر عدائية شمل، وفق تقارير أجنبية، استخدام السلاح ضد أهداف لا علاقة لها بالبرنامج النووي وموجودة على الأراضي الإيرانية، مثل تدمير قاعدة ومصنع لإنتاج المسيرات في شباط/فبراير الماضي، واغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في الحرس الثوري في أيار/مايو، يضاف إلى ذلك الهجمات السيبرانية العديدة. ويبدو أن الهدف تأسيس قدرة سريعة على الرد، وجعل إيران تدفع ثمناً فورياً عن كل هجوم.
  • وجد بينت في الأجهزة الاستخباراتية الصغيرة قدراً أكبر من المرونة الذهنية والاستعداد للقيام بتغير سريع، مقارنة بالجيش الإسرائيلي. فالجيش هو عبارة عن سفينة أكثر ثقلاً ومن الصعب تحريكها، ناهيك بأن رئيس الأركان أفيف كوخافي بدأ اليوم نصف السنة الأخيرة من ولايته.

مناورة "حماس"

  • لم تحقق المناورة التي قامت بها "حماس" هذا الأسبوع حتى الآن نجاحاً، فقد عرضت الحركة شريطاً قصيراً يظهر فيه هشام السيد، المواطن الإسرائيلي الذي تحتفظ به "حماس" في قطاع غزة منذ 2015، راقداً على الفراش وقناع الأوكسيجين على وجهه. وكان هذا أول دليل على وجود هشام على قيد الحياة منذ سبع سنوات، وتدعي "حماس" أن الوضع الصحي لهشام. تدهور.
  • اتهم بينت وغانتس "حماس" بالتلاعب بالمرضى النفسيين (السيد والإسرائيلي الثاني منغيستو اللذان تحتفظ بهما حماس" يعانيان مشكلات نفسية)، ولم يُظهرا أي استعداد لتقديم تنازلات في المفاوضات بشأن صفقة تبادل للأسرى. ومن المحتمل أن يحيى السنوار، زعيم "حماس" في القطاع، لا يجيد قراءة الوضع في إسرائيل بصورة صحيحة، على الرغم من لغته العبرية الجيدة والأعوام الـ22 التي أمضاها في السجن في إسرائيل.
  • فبخلاف صفقة شاليط لا توجد اليوم حركة شعبية واسعة النطاق تطالب الحكومة بتقديم تنازلات كبيرة لقاء إطلاق سراح المواطنَين الإسرائيليَّين واسترجاع جثمانَي الجنديَّين هدار غولدين وأورون شاوول. وثمة شك في أنه ومع بداية المعركة الانتخابية في إسرائيل سيكون لدى "حماس" فرص أكبر مما كان لديها مع حكومة تصريف الأعمال فيما يتعلق بصفقة تبادل أسرى. إذ لا تزال الفجوات كبيرة بين الطرفين بسبب إصرار "حماس" على إطلاق سراح مئات الأسرى، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.
  • فالحركة بحاجة إلى صفقة بسبب المكانة المهمة للأسرى الأمنيين وسط الجمهور الفلسطيني، وأيضاً بسبب وعد السنوار الذي لم يستطع الوفاء به: فعندما أُطلق سراح السنوار من السجن الإسرائيلي في صفقة شاليط سنة 2011 وعد رفاقه الذين بقوا في السجن بأنه سيسعى إلى إنقاذهم. ومع ذلك من المثير للاهتمام أن تستخدم "حماس" مناورة من هذا النوع من أجل الدفع قدماً بالمفاوضات، من دون أن تلجأ إلى تسخين الساحة العسكرية، الأمر الذي يمكن ربطه بالتغير الاقتصادي الذي ساهمت فيه التسهيلات التي انتهجتها إسرائيل في القطاع؛ فدخول 14 ألف عامل غزّي للعمل في إسرائيل، وهو عدد يمكن أن يرتفع قريباً إلى 20 ألفاً، أدى إلى تحسن في مستوى حياة السكان في القطاع. إذ يكسب كل عامل 8000 شيكل في الشهر، ومَنْ ينجح في العمل بدوامين وقضاء الليل في إسرائيل يصل راتبه إلى 12 ألف شيكل، وهذه مبالغ ضخمة بالنسبة إلى القطاع. ويبدو أن "حماس" تخشى أن تعرض للخطر نجاح الخطوة الإسرائيلية التي تنسبها الحركة لنفسها.

 

موقع "يديعوت أحرونوت" 1/7/2022
بايدن والسعودية وإيران إلى جانب أسعار الحليب والوقود: التحديات الجدية أمام لبيد
إيتمار آيخنر - صحافي إسرائيلي
  • من المتوقع أن تكون ولاية رئيس الحكومة يائير لبيد، الذي تولى المنصب رسمياً منتصف ليلة أمس، قصيرة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه سيكون أمام هذه الحكومة الانتقالية بعض التحديات الجدية، في الوقت الذي سيكون على لبيد أيضاً إجراء حملة انتخابية سيحاول فيها تعزيز معسكره والمحافظة على المكانة التي وصل إليها. فالمهمة الأولى والأهم التي ستواجهه ستكون زيارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن في 13 تموز/يوليو، إذ سيخدم نجاح هذه الزيارة الكثير من الخطوات التي حاولت القيام بها الحكومة التي سقطت.
  • في حال نجحت الزيارة، فإنها ستمنح لبيد الصورة التي يريدها، أي السياسي، رئيس دولة، الذي يحظى باحترام رئيس القوة العظمى الأكبر في العالم. ويريد لبيد لهذا اللقاء أن ينجح أيضاً على المستوى السياسي، ليؤدي بدوره إلى إنجازات ملموسة، كالتعهد بإنشاء حلف دفاعي إسرائيلي - عربي ضد إيران، وخطوات تطبيعية أُخرى إزاء السعودية.
  • وتستثمر الإدارة الأميركية جهوداً كبيرة فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والسعودية، إذ تحاول حل بعض التفاصيل في سبيل التوصل إلى اتفاق تمنح فيه إسرائيل الضوء الأخضر لإعادة جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، وهو ما تم الاتفاق عليه بين الدولتين منذ عام 2016. من جانبها، تلتزم السعودية أمام مصر وأميركا بالملحق العسكري المرفق باتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية، وتحافظ على حرية الملاحة في المنطقة، مع الحفاظ على حرية حركة السفن الإسرائيلية. وبحسب الاتفاق، سيتم وضع كاميرات في الجزر، وفي إمكان القوة المتعددة الجنسيات العبور إلى سيناء، ومن هناك تتم المحافظة على حرية الملاحة. وهذا هو تغيير كبير في الوضع القائم الذي استمر لعشرات السنين، وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن وزير الدفاع بني غانتس صادق على هذه الخطة قبل أكثر من عام.
  • ومقابل هذه الموافقة الإسرائيلية، توافق السعودية على إجراء خطوات تطبيعية صغيرة حيال القدس، تتضمن السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور فوق السعودية وصولاً إلى الشرق، الأمر الذي سيسمح لشركة "إلعال" بتقليص الوقت ساعتين ونصف إلى تايلند والهند، ويسمح لاحقاً بإطلاق خط طيران مباشر بين تل أبيب وسيدني أو ميلبورن في أستراليا. فاليوم، وبسبب الالتفاف، لا تستطيع طائرة دريم لاينر الوصول إلى القارة مباشرة.
  • وثمة أمر آخر يأملون بتحقيقه في إسرائيل خلال زيارة بايدن، وهو السماح برحلات مباشرة يقوم بها عرب إسرائيل إلى السعودية في موسم الحج.
  • ويفيد مسؤولون إسرائيليون بأنه ليس من المتوقع أن تقوم السعودية بخطوات علنية كبيرة حيال إسرائيل، بل ستكتفي بخطوات صغيرة، وقد لا تحصل خلال زيارة بايدن، وإنما بعد انتهاء الزيارة. هذا بالإضافة إلى الآمال في إسرائيل بأن يتم خلال الزيارة إعلان شيء بخصوص تحالف دفاعي عربي - إسرائيلي يتم التحضير له ضد إيران.

إيران وغزة والفلسطينيون

  • وأحد التحديات الذي سيواجه لبيد خلال الزيارة سيكون إقناع بايدن بعدم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، في الوقت الذي يجري فيه استئناف المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران. إذ سيحاول رئيس الحكومة الجديد إقناع الرئيس بايدن بعدم رفع العقوبات عن طهران، والتأكد من الحفاظ على أعلى تنسيق ممكن مع أميركا، وتفاهمات بشأن ما سيحدث في حال توقيع الاتفاق النووي وقيام إيران بخرقه.
  • ويؤمن لبيد، الذي شغل منصب وزير الخارجية مؤخراً، بأن على إسرائيل أن تحافظ على حرية العمل في مواجهة إيران، وسيستمر بمرافقة أجهزة الأمن في تحضيراتها ليوم إصدار الأوامر، إن لم يكن هناك مفر من ضرب إيران. وكان نفتالي بينت قد ذُهل حين اكتشف الفجوات في هذا الموضوع، وحاول تقليصها خلال العام الذي شغل فيه منصب رئيس الحكومة، وعلى لبيد الاستمرار في النهج ذاته.
  • عموماً، ليس متوقعاً أن يقوم لبيد بتغيير الاستراتيجيا القتالية التي قادها بينت ضد إيران، والتي كانت تقوم بالأساس على كثير من الضربات الصغيرة ضد "رأس الأخطبوط"، لا ضد أذرع إيران فحسب، في الوقت الذي تمتنع إسرائيل من القيام بمواجهات كبيرة من شأنها أن تجر إلى حرب.
  • وهناك تحد آخر أمام لبيد من جبهة غزة، وذلك بعد أن نشرت "حماس" فيديو يظهر فيه أحد الأسرى، هشام السيد، وهو على قيد الحياة ويرتبط بجهاز تنفس اصطناعي، إذ من الممكن أن يحصل اختراق في ملف الأسرى والمفقودين. فإسرائيل ترفض إخلاء سبيل "مخربين"، ولا يبدو أن لبيد سيغير هذا التوجه أمام تصميم "حماس". وغداً سيلتقي بمنسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم، وفي حال نضجت الأمور خلال فترة ولاية لبيد، يكون قد حقق إنجازاً كبيراً. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المتوقع أن تقوم المعارضة بالهجوم وبانتقاد أي اتفاق يطرحه لبيد خلال الحملة، ومن الممكن توقع صعوبة كبيرة على صعيد الجماهير للقيام بصفقة خلال ولاية حكومة انتقالية، وخصوصاً إن كانت تتضمن إطلاق سراح من تعتبرهم إسرائيل "قتلة"، كما جرى في "صفقة شاليط".
  • وسيستمر لبيد أيضاً في السياسة ذاتها التي اتبعها غانتس وبينت إزاء "حماس"، والتي تسمح بخروج العمال من غزة إلى العمل في إسرائيل، بالإضافة إلى تسهيلات بحسب الوضع الأمني. فقد كان لهذه الاستراتيجيا نتائج جيدة على الأرض، إذ أعلن الجيش أن العام الماضي ومنذ "حارس الأسوار"، كان العام الأكثر هدوءاً في الجنوب منذ أكثر من عقد.
  • وعلى عكس بينت الذي قاطع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، من المتوقع أن يستمر لبيد بفتح قنوات حوار مع السلطة الفلسطينية، وهذا أمر مهم أيضاً للإدارة الأميركية. بالإضافة إلى أن بايدن ذاته سيزور أبو مازن في مناطق السلطة، وسيمنح بعض العناوين التي لن تكون مريحة للحكومة في إسرائيل.

غلاء المعيشة: الكلام لا يكفي

  • إلى جانب جميع القضايا الأمنية والسياسية والدبلوماسية، سيكون على لبيد التعامل مع قضايا داخلية، وخصوصاً غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار في السوق. فقد اعتبر زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو أن هذا الموضوع هو نقطة الضعف، لذا كانت زيارته الأولى في الحملة الانتخابية إلى موقف مجمع "المالحة"، وأكد أنه سيحارب غلاء المعيشة. وحتى وقت قصير، من المهم التذكير، أن لبيد هو من هاجم نتنياهو مرة تلو اُخرى بسبب عدم محاربة غلاء المعيشة، ويتوقع أن تنعكس الصورة في الفترة القريبة. وفي جميع الأحوال، من المتوقع أن يدّعي لبيد أن نتنياهو لم يحارب غلاء المعيشة طوال الأعوام الـ12 التي أمضاها في رئاسة الحكومة. ويُذكر أن في العام الذي تشكلت فيه هذه الحكومة كان هناك ارتفاع كبير في الأسعار في كل العالم بسبب التضخم المالي بعد انتهاء الإغلاقات بسبب الكورونا.
  • لكن الكلام ضد نتنياهو لا يكفي، وعلى لبيد، الذي ترك حتى اليوم موضوع غلاء المعيشة المؤذي لوزير المال أفيغدور ليبرمان ليتلقى النار وحيداً، أن يتدخل إلى جانب وزيرة الاقتصاد أورنا باريباي والدفع قدماً بخطوات دراماتيكية بهدف وقف الانحدار. ففي الحكومة الحالية، التي شاركت فيها أحزاب اشتراكية وأُخرى رأسمالية، كان من الصعب على الوزراء إجراء تغييرات جدية من شأنها، بحسب ادعائهم، أن تؤدي إلى خفض الأسعار. ولن يكون لدى لبيد الكثير من الوقت للتفكير، فبعد غلاء سعر الخبز غير المراقَب بسبب غلاء سعر القمح، من المتوقع أن ترتفع أسعار الحليب في وقت قريب، أمّا الوقود فقد ارتفع إلى ما يعادل 8 شيكل لليتر. ومن المتوقع خلال الأسبوع المقبل أن ترفع شركة الكهرباء الأسعار، تدريجياً، بنسبة عالية قد تصل إلى أكثر من 10٪.
  • حالياً، يستعد لبيد لجلسة الحكومة الأولى يوم الأحد. وبالإضافة إلى اللقاء مع منسق الأسرى والمفقودين، سيكون لديه جلسات أخرى مع رئيس الشاباك رونين بار، والملحق العسكري آفي غيل. وسيسافر خلال الأسبوع المقبل، في زيارته السياسية الأولى، إلى باريس ويلتقي مقربين من الرئيس ماكرون. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة قررها بينت، لكن لبيد هو من سيقوم بها.
  • من الممكن أن تكون ولاية لبيد، كما أشرنا في البداية، قصيرة بشكل استثنائي؛ فإن استطاع معسكر نتنياهو الحصول على 61 مقعداً، على عكس ما جرى خلال الجولات الأربع السابقة، سيعود زعيم المعارضة إلى الحكم بعد استراحة عام ونصف العام. وعلى الرغم من ذلك، فإذا لم يحصل هذا سيكون هناك احتمالان فقط: انتخابات إضافية، أو نجاح لبيد مرة أُخرى بتشكيل حكومة تشمل مجموعة واسعة من الأحزاب. وهذه المرة، يأمل أن تستمر لفترة أطول.