مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
تقديرات كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية: في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية ستزداد فرص اندلاع تصعيد أمني في منطقة الحدود الشمالية
الجيش الإسرائيلي يقرّر تعزيز فرقة غزة بقوات إضافية من أجل زيادة الجهوزية لاحتمال وقوع مواجهة مع الجهاد الإسلامي
غانتس يعقد جلسة لتقييم آخر الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود مع غزة وكوخافي يقوم بجولة في المنطقة للاطلاع على استعدادات الجيش
أخبار انتخابية: للأسبوع الثاني على التوالي، استطلاع "معاريف" يُظهر أن قائمة "روح صهيونية" تجتاز نسبة الحسم ويمكن أن توفر لنتنياهو أغلبية لتأليف حكومة
مقالات وتحليلات
الاتجاه هو غزة والعنوان هو إيران: اليد التي تحرك الجهاد الإسلامي
الجهاد الإسلامي يحاول فرض معادلة لا تستطيع إسرائيل قبولها
إسرائيل خضعت لحزب الله ووافقت على حصول لبنان على حقل قانا كله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 4/8/2022
تقديرات كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية: في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية ستزداد فرص اندلاع تصعيد أمني في منطقة الحدود الشمالية

أعرب مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن تقديراتهم أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، ستزداد فرص اندلاع تصعيد أمني في منطقة الحدود الشمالية، وقد ينزلق الأمر إلى عدة أيام من القتال.

وجاءت هذه التقديرات خلال مشاركة هؤلاء المسؤولين في الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية – الأمنية (الأربعاء) لمناقشة هذا الموضوع، والذي حضره أيضاً كل من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء أهارون حليوة، ورئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان" العميد عميت ساعر، ورئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، ومستشار الأمن القومي إيال حولتا.

وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أنه في الوقت الذي أبدت كل من إسرائيل والحكومة اللبنانية استعدادهما لحل النزاع بوساطة أميركية فاعلة أُسندت إلى عاموس هوكشتاين، قام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بإطلاق تهديدات، فحواها أنه لن يتوانى عن الدخول في حرب في حال لم يحصل لبنان على حقوقه كاملة من طاقاته المائية.

وتطرّق اجتماع المجلس الوزاري المصغر إلى المداولات التي اشتملت عليها المحادثات اللبنانية مع الوسيط الأميركي، بناءً على الاقتراح الأميركي وموقف إسرائيل في مقابل الاقتراح اللبناني. كما تم التطرق إلى المخاوف من تحركات حزب الله بهذا الشأن، بما يشمل تهديداته بضرب منصة "كاريش"، المتوقع بدء عملها باستخراج الغاز الطبيعي في أيلول/سبتمبر المقبل. 

وأُعلن في إثر الاجتماع أنه وسط تشكيك إسرائيلي في إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف قبل موعد بدء العمل في "كاريش"، ينوي المبعوث الأميركي العودة إلى المنطقة لجولة أُخرى من المحادثات مع الطرفين.

يُذكر أنه تم مؤخراً نشر عدة تقارير تفيد بأن إسرائيل ولبنان يقتربان من توقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية الاقتصادية بينهما، كما أُفيدَ بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد اجتمع في بداية الأسبوع الحالي بشكل سري بالوسيط الأميركي هوكشتاين.

ووفقاً لقناة التلفزة الإسرائيلية 13، وصل هوكشتاين إلى منزل لبيد في تل أبيب فوراً بعد انتهاء جولة المشاورات التي أجراها في لبنان. 

وأكد مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للقناة أن لبنان دولة تعيش خراباً اقتصادياً وفي مجال الطاقة، ويجب أن تقرر ماذا تريد أن تكون، دولة خراب أم دولة قادرة على إنتاج الغاز.

"معاريف"، 5/8/2022
الجيش الإسرائيلي يقرّر تعزيز فرقة غزة بقوات إضافية من أجل زيادة الجهوزية لاحتمال وقوع مواجهة مع الجهاد الإسلامي

قالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إنه في إطار استعدادات الجيش الإسرائيلي، ووفقاً لتقييم آخر مستجدات الوضع في منطقة الحدود مع قطاع غزة، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز فرقة غزة بقوات إضافية من أجل زيادة الجهوزية.

وأضافت هذه المصادر أنه تم تعزيز فرقة غزة بالمدفعية وقوات الهندسة والمشاة والمدرعات والقوات الخاصة.

وأكدت المصادر نفسها أن هذا التعزيز يأتي في ضوء التوتر الأمني الذي يسود منطقة الحدود مع القطاع، وعلى خلفية استمرار حالة التأهب في هذه المنطقة لليوم الثالث على التوالي، بعد اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بسام السعدي في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

ونشر قائد فرقة غزة المقدم نمرود ألوني أمس (الخميس) شريطاً مصوراً لمستوطني منطقة غلاف غزة، قال فيه إن الجيش الإسرائيلي يحاول اكتشاف نيات الجهاد الإسلامي لتنفيذ اعتداءات على السكان.

وأضاف أن الحواجز العسكرية ستستمر ما دامت هناك حاجة إلى ذلك، لأن أمن السكان يأتي أولاً. وقال إن القوات في فرقة غزة في حالة تأهُّب قصوى في الأيام القليلة الماضية، وإلى جانب الجهود الدفاعية، ستعزز فرقة غزة صفوفها بقوات إضافية، تحسباً لاحتمال وقوع مواجهة مع الجهاد الإسلامي.

"يديعوت أحرونوت"، 5/8/2022
غانتس يعقد جلسة لتقييم آخر الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود مع غزة وكوخافي يقوم بجولة في المنطقة للاطلاع على استعدادات الجيش

عقد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مساء أمس (الخميس) جلسة لتقييم آخر الأوضاع الأمنية في المناطق المحاذية لقطاع غزة، في ضوء التوتر الأمني الذي يسودها والاستمرار في اغلاقها تخوفاً من رد انتقامي قد يقوم به تنظيم الجهاد الإسلامي رداً على اعتقال أحد قياديه.

وشارك في الجلسة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، ومسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين.

وأوعز غانتس إلى الجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات العسكرية والمدنية بغية إزالة التهديدات عن جنوب البلد، ولتمكين السكان من مواصلة حياتهم الاعتيادية.

في سياق متصل، ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي قام بعد ظهر أمس (الخميس) بجولة في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، أجرى خلالها جلسة عُقدت في مقر فرقة غزة، لتقييم آخر الأوضاع.

وأوضح البيان أن هذه الجولة جاءت بسبب استمرار حالة التأهب في هذه المنطقة لليوم الثالث على التوالي، بعد اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بسام السعدي.

وأضاف البيان أن القادة في الميدان استعرضوا أمام كوخافي صورة الوضع الأمني والاستعدادات التي يقوم بها الجيش، بما في ذلك الاستعدادات الاستخباراتية، لمواجهة احتمال وقوع تصعيد في المنطقة الجنوبية على خلفية هذا الاعتقال.

وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة يائير لبيد أجرى أمس مشاورات مع وزير الدفاع بني غانتس لبحث الأوضاع في جنوب إسرائيل والخطوات الأمنية المطلوبة.

ووفقاً للبيان، اتفق لبيد وغانتس على استمرار حالة التأهب وإجراء مشاورات أُخرى في وقت لاحق.

وأشار البيان إلى أن لبيد تحدث أيضاً مع رؤساء السلطات المحلية في محيط قطاع غزة لإطلاعهم على آخر التطورات الأمنية، وقال لهم إنه لن يسمح للوضع الحالي بالاستمرار وقتاً طويلاً.

كما أوضح رئيس الحكومة أن إسرائيل مستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات، وسترد بقوة على أي اعتداء ينطلق صوبها من القطاع.

"معاريف"، 5/8/2022
أخبار انتخابية: للأسبوع الثاني على التوالي، استطلاع "معاريف" يُظهر أن قائمة "روح صهيونية" تجتاز نسبة الحسم ويمكن أن توفر لنتنياهو أغلبية لتأليف حكومة

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو على 58 مقعداً، وستتمكن قائمة "روح صهيونية" برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد [رئيسة "يمينا"] من اجتياز نسبة الحسم (3.25%)، في إثر تحالفها مع حزب "ديرخ إيرتس" برئاسة وزير الاتصالات يوعز هندل، وتحصل على 4 مقاعد. وإذا ما اختارت شاكيد الانضمام إلى معسكر نتنياهو، فستمنح هذا الأخير الأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة (62 مقعداً).

وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ58 التي يحصل عليها معسكر نتنياهو موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 34 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية 9 مقاعد، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 8 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 7 مقاعد.

في المقابل، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 52 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة يائير لبيد 23 مقعداً، وتحالف حزبي "أزرق أبيض" و"أمل جديد" برئاسة وزير الدفاع بني غانتس 11 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" 5 مقاعد، وحزب العمل 5 مقاعد، وحزب ميرتس 4 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة] 4 مقاعد.

وتحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها الحالي وتحصل على 6 مقاعد في الكنيست.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 700 شخص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.2%. 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 5/8/2022
الاتجاه هو غزة والعنوان هو إيران: اليد التي تحرك الجهاد الإسلامي
يوسي يهوشواع - محلل عسكري

 

  • زعماء التنظيم الثاني في غزة، من حيث الحجم، لم يشربوا فجأة ماء الشجاعة، أو قرروا من تلقاء أنفسهم إقامة معادلة، مفادها أن اعتقال مسؤول رفيع المستوى في الحركة في جنين سيجعلهم يركّعون إسرائيل. وهذه أيضاً ليست نوبة غضب لا يريد الجهاد الإسلامي النزول عن الشجرة بسببها، على الرغم من مطالبة المصريين وضغط "حماس" وتهديدات إسرائيل "بإقرار خطط هجومية".
  • يمكن تجاهُل الفيل الكبير في الغرفة والاهتمام بحدث تكتيكي، لكن اليد التي تحرك الجهاد في مواجهة إسرائيل هي نفسها اليد التي تفعل ذلك في لبنان من خلال حزب الله فيما يتعلق بمنصة الغاز كاريش. يمارس الإيرانيون الضغط على الجبهتين في آن معاً، ويختبرون أيضاً تصرُّف رئيس الحكومة الجديد الذي تقتصر خبرته الأمنية على عضويته في المجلس الوزاري المصغر.
  • بتوجيهات من إيران، يتسلق الجهاد الإسلامي الحواجز، تماماً مثل حزب الله، لكن من دون الكثير من التصريحات، ومع الاستعداد للقيام بعملية انتقامية. في السنة الماضية، قتلت إسرائيل أكثر من 20 ناشطاً من الجهاد في منطقة جنين في سلسلة عمليات، وفي أي مرحلة من المراحل لم يكن هناك تهديد بالربط بين غزة والضفة، الأمر الذي يعزز الافتراض بأن التعليمات جاءت من طهران لتحدّي إسرائيل في الجنوب، وفي المقابل تصعيد التوترات في الشمال من دون سبب حقيقي، سوى إرضاء الإيرانيين. "حماس" لا ترغب في الدخول في جولة جديدة، لأن الجمهور في غزة يشتكي إليها بسبب العقوبات التي فرضتها إسرائيل. لكن في هذه الأثناء، يحاول الجهاد تضخيم حجمه مع طرح مطالب مبالَغ فيها، مثل وقف النشاطات العملانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الضفة، وإطلاق سراح المسؤول الرفيع المستوى الذي اعتُقل.
  • صحيح أن إسرائيل رفضت المطالب، لكنها تريد الهدوء بأي ثمن، وهناك مَن يحاول تسويق فكرة أن هذا الواقع يمكن احتماله. لكن الأمر ليس كذلك. فالمقصود ضرر استراتيجي. كل اللاعبين في الساحة ينظرون إلى ما يجري [في غلاف غزة]، ولا يرون فيه سلوكاً "حذراً" كما يصفه الجيش الإسرائيلي، بل يرونه جبناً يمكن أن يكبدنا ثمناً غالياً في المستقبل. من المبتذل القول إن الوعي له تأثير كبير في ساحة القتال الجديدة، بالأساس في مواجهة تنظيمات "إرهابية" في إطار مواجهات غير متناظرة. ولسبب ما، القيادة العسكرية لا تعطي هذه الساحة الأهمية المطلوبة. وهذا الأمر يؤثر أيضاً في مناعة المجتمع الإسرائيلي، وفي قدرته على الصمود في أوضاع طارئة أكبر بكثير.
  • حتى رئيس الأركان أفيف كوخافي الذي زار فرقة غزة أمس، لم يظهر أمام الكاميرات ليهدد أو يطمئن المواطنين. يعرف كوخافي كيف يعبّر عن رأيه بإسهاب عندما يريد، وخصوصاً بعد نجاحات عملانية. هذه المرة، هو يريد ألا يكون له علاقة بما يجري، مثل قضية حارسات السجن التي هرب منها، ولم يعبّر عن رأيه. وزير الدفاع تحدث عنها، وكذلك رئيس الحكومة، وحتى رئيس الدولة.
  • تقع مسؤولية الملف الحالي على عاتق قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة. وفي هيئة الأركان العامة، هناك مَن يشير إلى أن اللواء أليعيزر طولندو هو الذي يقود هذا الخط الدفاعي في أعقاب الحادث الذي جرى خلاله إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على باص يقلّ جنوداً في غلاف غزة، عندما كان طولندو قائداً للفرقة. يومها، نجا الجنود بأعجوبة، لكن يبدو أن طولندو لا يريد المخاطرة.
  • غانتس وكوخافي يريدان أيضاً الهدوء، وهذه السياسة تلائم أيضاً رئيس الحكومة لبيد الذي يدرك أن هذا أفضل قبيل الانتخابات. لكن بمرور الوقت، يتضح أن هذا الهدوء لا يغيّر شيئاً، وأن ثمنه يرتفع. وبغض النظر عن الروايات التي يحاولون سردها: لا يمكن إبقاء سكان غلاف غزة في هذا الوضع، والتأثيرات الاستراتيجية للأيام الأخيرة ستبرز جيداً.
موقع "N12"، 4/8/2022
الجهاد الإسلامي يحاول فرض معادلة لا تستطيع إسرائيل قبولها
تامير هايمن - مدير معهد أبحاث الأمن القومي

 

  • حتى في هذه المرحلة، إذ يبدو أن الأمور متجهة بسرعة نحو التصعيد، من المهم التذكير بأن هذا ليس قدراً. صحيح أن الجهاد الإسلامي متحرر من أغلبية الحسابات الاستراتيجية الموجودة لدى "حماس"، إلا إن لدى "حماس" القدرة على إنزال زعماء الجهاد عن الشجرة، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. ومن الممكن القول أيضاً إن هناك جهات دولية شريكة في جهود التهدئة.
  • صباح أمس، كشف الجيش أمام الجمهور السبب الكامن وراء ما نشهده في الأيام الأخيرة من تصعيد في منطقة الغلاف-معلومات استخباراتية مهمة تحذّر من عملية فورية للجهاد الإسلامي. وبحسب التقديرات، واستناداً إلى خبرة الماضي، فإن طريقة العمل المفضلة بالنسبة إلى الجهاد، ستكون محاولة تنفيذ عملية عبر إطلاق صاروخ مضاد للدبابات، أو القنص في المنطقة الحدودية. هذا هو سبب الوجود المكثف للطيران في المنطقة الذي هدفه العثور على هذه الخلايا واحباط تحركها قبل تنفيذ العملية.
  • وفي حال لم ينجحوا، من الممكن أن يختار الجهاد إطلاق قذائف باتجاه المنطقة. وفي المقابل، يجب الاشارة إلى ما يبدو مفهوم ضمناً، من حيث الواجب المهني لدى الجيش-في حال سمحت المعلومات الاستخباراتية والقدرات العملياتية، فإنه يجب إزالة خطر إلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين، حتى ولو كان الثمن رفع احتمالات التصعيد. الأمر لا يشبه عملية تفريغ التوتر، أو الخطوات العقابية التي من شأنها دفع "حماس" وإسرائيل إلى معركة لا تريدانها. وفي المقابل، فإن العمليات في الضفة الغربية ستستمر، على الرغم من الفهم أن الأمور من الممكن أن تتطور، وأنه يمكن أن يصاب "مخربون"، وأن عملية محدودة لاعتقال قادة رفيعي المستوى (كالعملية في جنين التي بدأت بهذا التصعيد)، يمكن أن تتدحرج وصولاً إلى معركة أوسع وأكبر. لا يوجد أي إمكانية أُخرى إلا الاستمرار في هذا النشاط، وهو العامل المركزي لكبح موجة العمليات التي شهدناها مؤخراً.
  • وبالعودة إلى غزة والظروف الحالية في الغلاف، الجهاد الإسلامي مصمم على المحافظة على معادلة الرد على كل اغتيال أو إحباط أيّ من قياداته-في غزة والضفة. كل عملية كهذه تنتهي بالقتل تتطلب رداً من طرف الجهاد، وخصوصاً إذا كانت الشخصية المستهدفة قيادية. فعملية الجيش لاعتقال القيادي في الجهاد في جنين انتهت بمقتل "مخرّب" برتبة عادية واعتقال القيادي الذي أصيب بجروح طفيفة فقط. في الساعات الأولى التي تلت الاعتقال، كانت البلبلة هي ردة الفعل الأولى لقيادات التنظيم، التي شاهدت الصور التي ظهرت فيها بقايا الدماء جرّاء الاعتقال، وتساءلت عما إذا كان القيادي قد مات هو أيضاً. هذه هي الساعات التي صعد فيها الجهاد إلى الشجرة، ووجّه تهديدات بالرد تستند إلى المعادلة ذاتها. قيام إسرائيل بنشر الصور من غرفة التحقيقات، أثبت أن وضع المعتقل جيد ولا يزال حياً. وعلى الرغم من ذلك، فإن رفع الجاهزية في إسرائيل، المستمر منذ عدة أيام، يبدو أنه يؤدي إلى شعور بالاكتفاء في أوساط قيادات الجهاد. زيارة قائد التنظيم زياد النخالة إلى إيران، لا تساعدهم كثيراً على النزول عن الشجرة.
  • وإن كان هذا هو الوضع، فلماذا لا تكتفي قيادات الجهاد بالإنجاز المحدود الذي حققته، ولا تزال مصممة على الاستمرار في محاولات تنفيذ عملية؟ هناك عدة عوامل، المركزية بينها: الإحباط والانتقادات الداخلية بسبب عدم وجود ردّ لـ "حماس" بمناسبة "يوم القدس"، الإحباط الذي يزداد بسبب جهود التهدئة التي تستفيد منها "حماس" بالأساس، وكذلك الإضراب عن الطعام الذي قام به أسرى الجهاد الإسلامي من دون أي ردّ فلسطيني، إلى جانب تراكُم الكثير من الضغط الذي يدفع بهم إلى تفريغه وتخفيف الضغط بين الحين والآخر.
  • الحديث يدور عن معادلة لا تستطيع، ولن تستطيع إسرائيل قبولها. فإسرائيل لا تستطيع الاستمرار في حالة الجاهزية الحالية لأيام طويلة إضافية، من دون اتخاذ أي خطوة-النمط الطبيعي للحياة لدى سكان غلاف غزة هو مكون أساسي في الردع الإسرائيلي، ولا يمكن قبول حالة ينجح فيها تنظيم "إرهابي"، كالجهاد، في تعطيل حياتهم لفترة طويلة. المنطقة قابلة للاشتعال بقوة، ويجب التصرف بشكل عقلاني وأعصاب حديدية. يجب الاستمرار في نقل الرسائل إلى غزة، وبصورة خاصة إلى "حماس"، التي تفيد بأن أي تدهور للوضع سيضرّ بها، قبل أي شيء آخر (جروح عملية حارس الأسوار لم تلتئم بعد هناك)، وفي حال وجود معلومات استخباراتية، يجب القيام بعملية، بهدف إحباط هجوم-حتى ولو كان الثمن التصعيد.
"يسرائيل هَيوم"، 4/8/2022
إسرائيل خضعت لحزب الله ووافقت على حصول لبنان على حقل قانا كله
سارة هعتسني كوهين - محللة سياسية

 

  • أُعلن في الأيام الأخيرة حدوث تقدُّم مهم في المفاوضات بين حكومة إسرائيل والحكومة اللبنانية بشأن التنقيب عن الغاز الطبيعي. القصة المعقدة هي التالية: يوجد حقلان للغاز على الحدود بين إسرائيل ولبنان في مكان ما بالقرب من رأس الناقورة: الأول كاريش، الموجود في المياه الاقتصادية الإسرائيلية بصورة كاملة، لكنه قريب من الحدود؛ والثاني هو حقل صيدون-قانا، الواقع على جانبي خط الحدودـ الجزء الأكبر منه يقع داخل الجانب اللبناني، وجزء آخر منه يقع في الجانب الإسرائيلي، وهو موضع النزاع.
  • لم يكن خط الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان يهم أحداً، حتى اكتشاف حقل الغاز هذا، لأن المقصود هو مليارات الدولارات. كما أن الغاز الطبيعي ليس مسألة محلية بين لبنان وإسرائيل. ففي الواقع الجيوسياسي العالمي الحالي واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأزمة الطاقة الضخمة في أوروبا، فإن إنتاج الغاز من هذه المخزونات يمكن أن يحول إسرائيل إلى دولة عالمية كبيرة في مجال الطاقة، وأن يضعها في مرتبة متقدمة في تجمُّع القوى الاستراتيجية في العالم. ومع اقتراب فصل الشتاء وتطوُّر أزمة الطاقة، الكل يضغط. الدول الأوروبية، والولايات المتحدة أيضاً تضغط للتوصل بسرعة إلى اتفاقات من أجل استخراج الغاز بأسرع سرعة ممكنة من قاع البحر.
  • هل تعلمون لماذا طرأ "تقدُّم مهم" على المفاوضات؟ لأن إسرائيل، على ما يبدو، خضعت لحزب الله. تجري المفاوضات بصمت مطلق، لكن إذا كانت التسريبات عنها صحيحة، يبدو أن إسرائيل وافقت على إعطاء اللبنانيين ما يطالبون به في الأساس، مع إضافة صغيرة-كبيرة: تبادُل أراض. تابعوني قليلاً: تقريباً ربع حقل صيدون-قانا، موضع النزاع، موجود بالتأكيد في الأراضي الإسرائيلية. وبحسب التقارير، وافقت دولة إسرائيل على منح لبنان حقل قانا كاملاً، بما فيه الجزء الإسرائيلي الصغير، مقابل "تبادُل أراض". هل تعرفون ما هي قيمة تبادُل أراضٍ في البحر؟ دولة إسرائيل أعطت منطقة مع حقل غاز غني مقابل أراضٍ في البحر.
  • قبل بضعة أسابيع، نُقل عن نصر الله قوله في أحاديث مغلقة إنه "يرفع السقف كي تخضع إسرائيل في مسألة الغاز." كما هو معروف، في بداية تموز/يوليو، أطلق حزب الله 3 مسيّرات في اتجاه منصة الغاز كاريش، التي من المفترض أن تبدأ إسرائيل باستخراج الغاز منها في أيلول/سبتمبر المقبل. يعرف نصر الله اللعبة وخريطة المصالح العالمية. "أهمية المعادلة اليوم هي في ضوء حاجة أوروبا إلى النفط والغاز، ومن دونهما، سيواجه سكان القارة الأوروبية كارثة حقيقية، فهم يعتمدون على روسيا." قال نصر الله، وهكذا جاءت المسيّرات التي أرسلها في وقت حرج جداً، بالنسبة إلى أوروبا.
  • نصر الله لا يفهم اللعبة فحسب، بل يسيطر عليها أيضاً، يطلق التهديدات التي تثمر إنجازات سياسية واقتصادية. "نتمتى ألّا نطلق رصاصة واحدة، أو صاروخاً، وأن يتراجع العدو. نحن نراقب التطورات، ومستعدون لكل شيء." وماذا فعلت إسرائيل؟ خضعت، وسوف توقّع اتفاقاً مصيرياً يتعارض مع قانونها، وفي حكومة تصريف أعمال غير مسؤولة.

في الشرق الأوسط المتوحش، بدلاً من المطالبة بالمزيد، خضعت إسرائيل للمطالب اللبنانية في المفاوضات. وبدلاً من بناء جدار حديدي في مواجهة التهديدات ومحاولات الاعتداء اللبنانية، هربت وتراجعت. وبدلاً من الحرص على مصالح إسرائيل الاقتصادية والسياسية في المدى البعيد، نحن نقوّي الوحش في الشمال.