مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل يدخل حيز التنفيذ
بايدن يرحب بوقف إطلاق النار في غزة
نتنياهو التقى لبيد وأكد دعمه الكامل لعملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
تقرير: وسط مزيد من تدهور "الوضع القائم"، بن غفير ومئات المستوطنين اليهود يزورون الحرم القدسي الشريف في مناسبة "ذكرى خراب الهيكل"
مقالات وتحليلات
يجب تبني خطة لبيد "اقتصاد في مقابل أمن"
غرزنا إسفيناً بين "حماس" والجهاد، لكن وماذا بعد؟
"مطلع الفجر" - استراتيجيا دخول ناجحة، المطلوب استراتيجيا خروج
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 8/8/2022
اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل يدخل حيز التنفيذ

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل حيز التنفيذ في وقت متأخر من مساء أمس (الأحد).

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت في بيان صادر عنها مساء أمس، بدء وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليلة الماضية، مؤكدة ترحيبها بالجهود المصرية، وشددت الحركة في البيان نفسه على حقها في الرد على أي هجوم إسرائيلي.

من جهتها تعهّدت مصر بأن تبذل جهودها وتلتزم بالإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك بالعمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.

وقبيل دقائق من بدء الهدنة أطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عدة رشقات صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية وخصوصاً مستوطنات "غلاف غزة". وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ قرب استاد رياضي في بئر السبع [جنوب إسرائيل]. كما قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بشن عدة غارات على مواقع عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق قريبة من قطاع غزة في جنوب إسرائيل بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

كذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع إلى 44 قتيلاً بينهم 15 طفلاً و4 نساء، إضافة إلى 360 جريحاً.

وأكدت سرايا القدس مقتل قائد منطقتها الجنوبية خالد منصور جرّاء قصف إسرائيلي في رفح، وذلك بعد يومين من مقتل تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بقصف برج سكني في غزة.

وأكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ قبل منتصف الليلة الماضية، وأشار إلى أن إسرائيل تشكر مصر على الجهود التي بذلتها، وشدّد على أن إسرائيل تحتفظ بحقها في الرد بقوة في حال أي انتهاك لوقف إطلاق النار.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد قال خلال لقاء عقده مع رؤساء السلطات المحلية في المنطقة المحيطة بقطاع غزة مساء أمس، إن أهداف العملية العسكرية ضد قطاع غزة تحققت، وأشار إلى أنها في مراحلها النهائية مؤكداً أنه لم تعد هناك فائدة من استمرارها.

وفي سياق ردات الفعل قال الناطق بلسان حركة "حماس" فوزي برهوم، إن هذه العملية العسكرية الإسرائيلية أعادت مجدداً وضع جرائم إسرائيل البشعة ومجازره بحق الشعب الفلسطيني ويحق أهالي غزة أمام كل العالم.

وأضاف برهوم في بيان صادر عنه: "إن هذه الجولة من القتال هي محطة من محطات الصراع المتواصل والمحتدم مع الاحتلال والذي لن ينتهي إلاّ بزواله عن فلسطين. وأثبتت الجولة معادلة أنه لا عدوان ولا احتلال بدون كلفة."

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، إن الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة سجلا إنجازاً تاريخياً في مواجهة العدوان الكبير، مشدداً على أنه في حال لم يتم الالتزام بالشروط التي تم الاتفاق عليها ستعتبر الحركة الاتفاق لاغياً وستستأنف القتال.

وأضاف النخالة: "كان الاحتلال يريد تصفية حركة الجهاد الإسلامي واليوم بعد توقف إطلاق النار نرى المشهد واضحاً بأن حركة الجهاد الإسلامي بقيت قوية بالرغم من سقوط الشهداء."

وادعى النخالة أن إسرائيل لم تستطع أن تفرض أي شرط، وفي المقابل استطاعت حركة الجهاد فرض شروط ومنها الإفراج عن الأسير خليل العواودة والشيخ بسام السعدي.

من ناحية أُخرى تعهدت الأمم المتحدة ببذل كل ما في وسعها لإنهاء التصعيد في قطاع غزة وضمان سلامة وأمن السكان المدنيين ومتابعة ملف الأسرى الفلسطينيين.

وجاء في بيان أصدره المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند: "شاركت الأمم المتحدة بشكل مكثف وعملت بشكل وثيق مع مصر للتوسط في استعادة الهدوء في غزة. إننا نؤكد التزامنا ببذل كل ما في وسعنا لإنهاء التصعيد المستمر، وضمان سلامة وأمن السكان المدنيين، ومتابعة ملف الأسرى الفلسطينيين. ونتعهد بمواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع بشكل عاجل."

وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ بعد ظهر يوم الجمعة الماضي عملية عسكرية كبيرة ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة، رداً على ما وصفه مسؤولون بأنه تهديد ملموس من طرف الحركة لاستهداف المدنيين والجنود الإسرائيليين بالقرب من منطقة الحدود.

وقال عدد من المسؤولين الإسرائيليين إن هذه العملية كانت ضرورية بعد أن رفض الجهاد الإسلامي التراجع عن نيته تنفيذ هجمات على حدود غزة.

وبعد الضربات الإسرائيلية الأولى، بدأت حركة الجهاد الإسلامي في إطلاق وابل كثيف من الصواريخ على بلدات إسرائيلية في جنوب إسرائيل ووسطها.

وقالت خدمة نجمة داوود الحمراء للإسعاف الأولي إنها نقلت 47 شخصاً إلى المستشفيات خلال أيام القتال، بسبب إصابتهم بشظايا الصواريخ أو لسقوطهم في أثناء هروبهم إلى مأوى أو بسبب القلق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ حققت نسبة نجاح تصل إلى 97% في اعتراض الصواريخ الموجهة نحو مناطق آهلة.

موقع Ynet، 8/8/2022
بايدن يرحب بوقف إطلاق النار في غزة

رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة، وقال في بيان صادر عنه الليلة الماضية إنه يؤيد إجراء تحقيق في التقارير التي تحدثت عن سقوط ضحايا بين المدنيين.

وأضاف بايدن: "إن إدارتي تدعم إجراء تحقيق شامل وفي الوقت المناسب في جميع هذه التقارير، كما ندعو جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع انحسار القتال".

"معاريف"، 8/8/2022
نتنياهو التقى لبيد وأكد دعمه الكامل لعملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة

عقد رئيس الليكود وزعيم المعارضة عضو الكنيست بنيامين نتنياهو أمس (الأحد) اجتماعاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد للاطلاع على إحاطة أمنية عن عملية "مطلع الفجر" العسكرية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة منذ يوم الجمعة الماضي، فيما اعتبر إشارة إلى نهاية مقاطعة رئيس الحكومة السابق لهذا الإجراء المعتاد والذي ينص عليه القانون.

وفي ختام الاجتماع الذي عقد في ديوان لبيد في تل أبيب بحضور السكرتير العسكري لرئيس الحكومة آفي جيل، قال نتنياهو إنه قدم دعمه الكامل للحكومة والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن.

كما أشاد نتنياهو بصمود سكان البلدات الجنوبية وحثهم على اتباع التعليمات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.

وقال نتنياهو: "تلقيت تحديثاً تفصيلياً عن عملية الجيش الإسرائيلي في غزة. وقدمت بعض النصائح بناءً على تجربتي الخاصة. وأعتقد أن هذه النصائح يمكن أن تكون مفيدة جداً لدولة إسرائيل".

وكان نتنياهو أبدى في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" يوم الجمعة الماضي، دعمه لعملية الجيش الإسرائيلي في غزة من دون أن يذكر القادة السياسيين الإسرائيليين.

يُذكر أن القانون الإسرائيلي يفرض أن يتلقى زعيم المعارضة تحديثات أمنية من رئيس الحكومة وهو إجراء متبع منذ أعوام طويلة، لكن نتنياهو رفض الامتثال للبروتوكول خلال العام الماضي، إذ واصل انتقاده شرعية الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة نفتالي بينت ثم بقيادة يائير لبيد.

"يديعوت أحرونوت"، 8/8/2022
تقرير: وسط مزيد من تدهور "الوضع القائم"، بن غفير ومئات المستوطنين اليهود يزورون الحرم القدسي الشريف في مناسبة "ذكرى خراب الهيكل"

قام عضو الكنيست إيتمار بن غفير [رئيس حزب "قوة يهودية" في تحالف الصهيونية الدينية] صباح أمس (الأحد) بزيارة إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في مناسبة يوم التاسع من آب العبري [ذكرى خراب الهيكل]، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الزيارة إلى تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في هذا الموقع المقدس المتنازع عليه في القدس، وخصوصاً في خضم القتال الدائر بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وقوبل بن غفير بصرخات استنكار من جانب فلسطينيين كانوا في الموقع.

وقال بن غفير قبل الزيارة إنه تم تنسيق زيارته هذه مع الشرطة الإسرائيلية وحرس الكنيست قبل أسبوع، وأكد أن التوترات المتصاعدة في إثر عملية "مطلع الفجر" العسكرية الإسرائيلية في غزة لن تغيّر خططه.

وأضاف بن غفير في بيان صادر عنه: "ينبغي ألاّ نستسلم للجهاد والإرهاب، فنحن أصحاب دولة إسرائيل، وكلما فعلنا وشعرنا وفقاً لذلك كلما فهم أعداؤنا الرسالة".

وكان بن غفير قام بآخر زياراته إلى الحرم القدسي في أواخر أيار/مايو الماضي في مناسبة "يوم القدس".

وذكرت مصادر مسؤولة في الشرطة الإسرائيلية أن أكثر من 1000 مستوطن يهودي قاموا أيضاً بزيارة الحرم القدسي أمس في مناسبة ذكرى خراب الهيكل.

يذكر أن جماعات المستوطنين يعتبرون الحرم القدسي الموقع الأقدس لليهود باعتباره موقع الهيكلين التوراتيين، وهو يضم المسجد الأقصى ثالث أقدس المواقع في الإسلام وهو ما يجعل منه نقطة احتكاك رئيسية في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وتدير الموقع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي مؤسسة دينية يديرها ويمولها الأردن.

وفي ظل ترتيب آخذ بالتآكل يُعرف باسم "الوضع القائم" [ستاتيكو] يُسمح لليهود عموماً بزيارة الحرم القدسي خلال ساعات محدودة وفي مسار مختصر ومحدد مسبقاً، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة أو أداء أي طقوس عبادة أو حمل أشياء تتعلق بالصلاة في الموقع.

ولا تنظر إسرائيل إلى مثل هذه الزيارات بأنها انتهاك لـ"الوضع القائم" غير أن الفلسطينيين يعتبرون أن هذه الأعداد الكبيرة من الزوار اليهود في حدّ ذاتها انتهاك له. ولم يحدث الارتفاع في عدد الزوار اليهود في ذكرى خراب الهيكل فحسب، بل أيضاً على مدار العام بأكمله. كما أن زيارات اليهود تتميز بشكل متزايد بالصلاة وغالباً من طرف أفراد. واعتادت الشرطة الإسرائيلية منع مثل هذا السلوك من خلال مرافقة الزوار اليهود عبر الموقع. إلاّ إن مقاطع فيديو، في الأعوام الأخيرة، أظهرت أفراداً من الشرطة يسمحون في كثير من الأحيان باستمرار صلوات المستوطنين بهدوء في الموقع، وهو ما أكد الفلسطينيون أنه يشير إلى مزيد من التدهور في "الوضع القائم".

كما شدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في سياق محادثة هاتفية أجراها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط تور وينسلاند يوم السبت الماضي على ضرورة منع الاستفزازات الإسرائيلية في الحرم القدسي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 8/8/2022
يجب تبني خطة لبيد "اقتصاد في مقابل أمن"
افتتاحية
  • في الأمس وعند الساعة 23.30 دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، وهو ما سيشكل نهاية لعملية "مطلع الفجر". أكثر من كل ذلك فقد شكلت العملية دليلاً إضافياً للفشل الهائل للسياسة الإسرائيلية إزاء غزة. لقد أصبحت جولات القتال العنيف أكثر تواتراً، فتعطلت حياة المواطنين الإسرائيليين مجدداً، كما أن حياة الفلسطينيين في غزة باتت كابوساً متواصلاً.
  • من أجل وقف هذه المسيرة الحمقاء يجب أن نغير هذه السياسة كلياً. في المرحلة الأولى علينا أن ندفع قدماً بعملية إعادة إعمار غزة، وزيادة عدد تصاريح الدخول إلى إسرائيل، والسماح بدخول مزيد من مواد البناء والسلع بصورة عامة. إن تحسين الوضع الاقتصادي والمدني لسكان القطاع هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. ومن المهم العودة بأسرع وقت إلى التوجه الذي تبنته إسرائيل قبل العملية، فقد بلغ يومها عدد الغزيين الذين سُمح لهم بالعمل في إسرائيل 14 ألفاً، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 20 وحتى 30 ألفاً. في المقابل دخلت حيز التنفيذ خطة تربط مباشرة بين عمال وأرباب عمل محددين من المفترض أن تؤمن شروطاً اجتماعية أفضل.
  • لكن بالإضافة إلى عملية إعادة إعمار محدودة يتعين على إسرائيل تغيير استراتيجيتها إزاء غزة. ومن الجيد أن تتبنى المبادرة الثنائية المراحل التي قدمها من كان في أيلول/سبتمبر 2021 وزيراً للخارجية وأصبح اليوم رئيساً للحكومة – يائير لبيد - وعنوانها "اقتصاد في مقابل أمن" .
  • تتضمن خطة لبيد مرحلتين: الأولى إعادة إعمار إنسانية تسمح إسرائيل في إطارها لغزة بإعادة إعمار شبكة الكهرباء والتوصيل بالغاز وبناء منشآت لتحلية مياه البحر وتحسين الخدمات الصحية في مقابل هدوء طويل الأجل. بَيد أن المرحلة الثانية تذهب إلى أبعد من ذلك مثل إقامة جزيرة اصطناعية في مواجهة شواطىء غزة تسمح ببناء مرفأ بحري، بالإضافة إلى الدفع قدماً باستثمارات دولية ومشاريع اقتصادية مشتركة بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية.
  • ولم يكتفِ لبيد بمشروع نظري، فقد قال يومها إن "رئيس الحكومة بينت ووزير الدفاع بني غانتس يدركان الموقف ويؤيدان مبدئياً من يقف وراءه"، وأضاف أنه أجرى عدة محادثات تمهيدية "مع أطراف في العالمين العربي والغربي، وهم يدرسون الفكرة. وكذلك مع الحكام في مصر ومع زعماء في دول الخليج ومع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، ووزير الخارجية الروسي لافروف والاتحاد الأوروبي."
  • وعلى الرغم من أن لبيد يترأس حكومة تصريف أعمال، وأن الانتخابات تلوح في الأفق، فهناك فرصة نادرة لتحقيق أجزاء من هذه الخطة التي وضعها. والأهم من ذلك، فهذه فرصة ذهبية بالنسبة إليه كي يرسم توجهاً جديداً في العلاقات بين إسرائيل وغزة، وكي يغرس الأمل من جديد وسط العديد من الإسرائيليين ومن الغزييّن أيضاً الذين يئسوا من جولات القتال الوحشية التي تحولت إلى واقع في حياتهم.

 

"يديعوت أحرونوت"، 8/8/2022
غرزنا إسفيناً بين "حماس" والجهاد، لكن وماذا بعد؟
موشيه إلعاد - تولى مناصب أمنية رفيعة المستوى في المناطق سابقاً وحالياً محاضر في الكلية الأكاديمية في الجليل الغربي
  • في عملية "مطلع الفجر" كما في عملية "الحزام الأسود" في 2019 اختارت "حماس" الوقوف جانباً وعدم الانضمام إلى الجهاد الإسلامي الفلسطيني في معركته ضد "العدو الصهيوني". التنظيم الثاني من حيث الحجم في القطاع - والذي يبلغ عدد عناصره بضعة آلاف ولديه على ما يبدو بضعة آلاف من الصواريخ فقط - لم يرتدع وقرر إنشاء معادلة مباشرة في مواجهة إسرائيل، كما لو أنه قوة عسكرية تملك قدرات استراتيجية.
  • لا شك في أن الجهاد حاول استغلال الفرصة كي يلعب في ملعب الكبار. قبل بداية الجولة بلّغت حركة الجهاد الإسلامي المصريين أنه إذا لم تُطلق إسرائيل سراح بسام السعدي الذي اعتقل في جنين، وإذا لم تتوقف عن اعتقال نشطائها في الضفة، فإنها ستقصف غلاف غزة بالقنابل وقذائف المدفعية وصواريخ كورنيت التي لا يمكن اعتراضها بواسطة القبة الحديدية، على أمل أن الهجوم المباشر الذي وقع في أيار/مايو الماضي على باص عسكري فارغ في شمال غزة ما زال محفوراً في الذاكرة. لكن لا المصريين الذي يدركون جيداً الأهمية الإقليمية لذلك، ولا "حماس" المسؤولة عن قطاع غزة والتي تتخوف من الدمار والخراب ومن عدم تأمين المياه والكهرباء، وطبعاً لا إسرائيل، قبلوا بالتهديد الجديد.
  • زعيم الجهاد زياد نخالة الذي اجتمع في طهران مع كبار مسؤولي النظام عمل على إنشاء معادلة مقاومة جديدة بإيعاز مباشر من الإيرانيين، ووجه انتقاداً إلى أسلوب نضال "حماس" من خلال استخدام المثل العربي: "الذي يديه في الماء، ليس مثل الذي يديه في النار." نخالة الذي يتوقع الحصول على شيك كبير من الإيرانيين حصل على دفعة مقدمة من إسرائيل. وخلال فترة انتظار الرد المصري أعد الشاباك والجيش الإسرائيلي كميناً قاتلاً يعتمد على تكنولوجيا عالية ضد زعماء التنظيم في القطاع وعلى رأسهم تيسير الجعفري.
  • على هذه الخلفية شكلت عملية "مطلع الفجر" معادلة من 3 أمور. الأمر الأول هو طول نفس الجهاد الإسلامي كتنظيم مقاوم صغير مع قدرة عسكرية محدودة. فإذا توقف التنظيم في الأيام الأولى عن إطلاق الصواريخ لكانت إسرائيل حققت ردعاً مهماً لمصلحتها. وإذا واصل التنظيم القصف لفترة طويلة من الزمن، فإن هذا الأمر سيساعد في تعظيم صورته. وكان التقدير طوال الأيام الأخيرة أن التنظيم سينزل عن الشجرة العالية التي صعد إليها وسيبحث عن صورة نصر في مكان وزمان آخر. وهذا ما حدث.
  • الأمر الثاني هو كم ستستمر التفرقة الداخلية في غزة. إسماعيل هنية ويحيى السنوار لم يطلبا من أنصارهما إطلاق النار ضد إسرائيل إذ إن لديهما مصلحة حقيقية في التضييق على الجهاد الإسلامي، لأن نجاحه يهدد هيمنة "حماس" ويمكن أن يلحق ضرراً استراتيجياً بسيطرتها على القطاع. والخلاصة هي أنه للمرة الأولى نجحت إسرائيل في دق إسفين بين "حماس" وبين التنظيمات "المارقة"، وموضعة "حماس" بمنزلة الشخص الراشد والمسؤول في القطاع.
  • الأمر الثالث هو الفترة الزمنية التي تستطيع إسرائيل التحرك خلالها في المواجهات في غزة. فلو طُلب من الجيش الإسرائيلي مواصلة العملية وتوسيع نطاقها لتدمير البنى التحتية للجهاد (ولاحقاً حماس أيضاً) كان السؤال سيُطرح بشأن فرص النجاح أمامها، وما هو عدد أيام السماح التي سيمنحها المجتمع الدولي لإسرائيل من أجل إنجاز المهمة. حالياً ليس من الواضح إذا كانت إسرائيل ستحصل في المرة المقبلة على ساحة مفتوحة ومن دون قيود، أم كالعادة سنحصل على "عناق قوي" من الغرب ليظهر فقط أنه يريد تقييد أيدينا كي لا نواصل ضرب "الإرهاب".

 

"معهد دراسات الأمن الأمن القوم"، "مباط عال" العدد 1628، 7/8/2022
"مطلع الفجر" - استراتيجيا دخول ناجحة، المطلوب استراتيجيا خروج
أودي ديكل - باحث في المعهد
  • بعد الضربة المفاجئة للجهاد الإسلامي، لملم التنظيم ذاته وعاد لإطلاق مئات الصواريخ (600 حتى الآن، أسقطت منظومة الدفاع الجوي معظمها)، وقذائف من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، بالأساس تجاه غلاف غزة، مع محاولات إطلاق صواريخ استهدفت وسط البلد، غوش دان والقدس صباح يوم الأحد، 7 آب/ أغسطس، في سياق دخول اليهود إلى المسجد الأقصى في ذكرى خراب الهيكل. وفي رده، واصل الجيش ضرب أهداف الجهاد داخل القطاع، مع التشديد على اغتيال قيادات برتب عالية (كخالد منصور قائد منطقة جنوب القطاع في التنظيم)، ومواقع تصنيع الصواريخ والقذائف، ومقرّات القيادة ومخازن سلاح. وفي الوقت ذاته، يعمل الجيش على رصد خلايا القصف وإسكاتها.
  • في هذه المرحلة، تسمح "حماس" للجهاد بمواصلة القصف وإطلاق النار في اتجاه إسرائيل، لكنها تمتنع من المشاركة في المعركة. وخلال مقابلة تلفزيونية مع "قناة الميادين" - قناة لبنانية تدعمها إيران، أقسم الأمين العام للجهاد الإسلامي، زياد نخالة، على الانتقام وقال إن "على العدو أن يتوقّع الحرب وليس وقف إطلاق النار... اليوم هو الامتحان الحقيقي أمام المقاومة الفلسطينية، على فصائل المقاومة أن تقف وقفة رجل واحد." وبذلك، يكون قد انتقد "حماس"، التي تقف جانباً. وأضاف النخالة أنه "لا خطوط حمراء لدى الجهاد، لا هدنة ولا وسطاء... وتل أبيب ستسقط تحت قذائف المقاومة، كما كل مدن إسرائيل."

ما هو المسبب الأساسي؟

  • شكًل اعتقال السعدي في جنين أداة بالنسبة إلى الجهاد الإسلامي لتصعيد الوضع في قطاع غزة. فهو كتنظيم مقاومة عسكري، ليس من السهل عليه قبول صيغة الهدوء في غزة بينما تقوم إسرائيل بإجراءات صارمة ضد بنى التنظيم في جنين في سياق حملة "كاسر الأمواج". ولذلك، أطلق التنظيم على المعركة اسم "وحدة الساحات".
  • ولم يكن من قبيل الصدفة، وجود النخالة في إيران خلال الأسبوع الماضي، واجتماعه مع قيادات النظام، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي، وقادة في الحرس الثوري الإيراني. تدعم إيران ردع إسرائيل بواسطة "أذرعها" وعلى رأسهم "حزب الله" (الذي يوجه تهديداته بسبب الخلاف على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين وترتيبات استخراج الغاز من البحر المتوسط)، وكما يبدو فإنها شجّعت الأمين العام للجهاد على الرد، بسبب الهجوم على التنظيم في جنين، عبر إطلاق النار من غزة. ولإيران مصلحة بالتصعيد في جبهة غزة، بهدف نقل الاهتمام الدولي إلى المنطقة بينما تجري مفاوضات بين إيران والدول العظمى بشأن العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها. وهنا من المهم التذكير بأنه خلال العامين الأخيرين التقت الفصائل الفلسطينية للتنسيق فيما بينها في لبنان، بمشاركة مسؤولين من "حزب الله" وبينهم الأمين العام، حسن نصر الله.

أهداف العملية الإسرائيلية

  • حدّدت إسرائيل أربعة أهداف للحملة: "إحباط دقيق لتهديد فوري"، كما أوضح رئيس الحكومة يائير لبيد في خطابه للجمهور؛ الفصل بين الضفة الغربية وغزة في الحرب على "الإرهاب" - منع إطلاق النار من غزة كرد على مكافحة "الإرهاب" في الضفة؛ إبقاء حماس خارج المعركة، كعنوان لجهود إسرائيل لتحسين ظروف الحياة والهدوء في غزة. وكما أوضح لبيد: "صراعنا ليس مع سكّان غزة، (إنما) مع الجهاد الإسلامي وهو "ذراع" إيراني يريد إبادة دولة إسرائيل وقتل إسرائيليين أبرياء"؛ ومع استمرار القتال، أُضيف هدف رابع، كما قال رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي: توجيه ضربة قاتلة للجهاد الإسلامي، وفي هذا السياق تنفيذ اغتيالات تستهدف كبار القادة، و"تجريد" الجهاد من قدراته في غزة وضرب الخلايا التي تعمل على إطلاق الصواريخ.

ما هي استراتيجيا الخروج؟

  • في ظل الأوضاع التي نشأت حتى اللحظة، لإسرائيل مصلحة بإنهاء المعركة سريعاً، على الرغم من استعدادها لمعركة مستمرة. لذلك، أعطت "الضوء الأخضر" لمصر للبدء بجهود الوساطة. ويبدو أن التحدّي الرئيسي أمام إسرائيل هو إنهاء القتال مع إبقاء "حماس" خارج المعركة، فمفتاح التصعيد والتهدئة هو الآن بيد "حماس" لا بيد الوسيط المصري. السؤال هو كيف يمكن دفع "حماس" للضغط على الجهاد لوقف إطلاق القذائف. بيد إنه من الصعب على "حماس"، التي تعتبر نفسها قائدة معسكر المقاومة الفلسطينية، الوقوف علناً ضد الفصائل الفلسطينية الأُخرى، وخصوصاً حركة الجهاد. وهذا، يعود إلى الأدوار المتعددة التي تؤديها "حماس": حركة مقاومة، حركة دينية إسلامية، حركة اجتماعية شعبية، تنظيم قومي فلسطيني، والأهم الحاكم في قطاع غزة. وكونها تحكم قطاع غزة، على عكس الجهاد، فهي تتحمّل مسؤولية السكان الفلسطينيين في المنطقة. وكلما طالت المعركة، وخصوصاً في حال سقوط ضحايا مدنيين في القطاع، سيكون من الصعب على "حماس" البقاء خارج المعركة.
  • بينما تقاتل إسرائيل الجهاد، فإن استراتيجيتها في مواجهة "حماس" وقطاع غزة تواجه تحديات. فالسياسة الإسرائيلية قدّرت أن التسهيلات الجدية والتحسن الذي طرأ على الوضع الاقتصادي والتشغيلي في قطاع غزة (من خلال منح تصاريح عمل لسكان غزة يصل عددها إلى 20.000، وزيادة حجم البضائع وأدوات البناء التي تدخل غزة وتغادرها، بالإضافة إلى تحويل المنحة القطرية والوقود لمحطة توليد الطاقة في القطاع)، ستؤدي إلى تهدئة طويلة و"سيطرة أكثر لحماس على الأوضاع" ومنع نشاط الفصائل في القطاع. وتدرك الحكومة أن هذه السياسة ستقوي "حماس" وسيطرتها على غزة، وستعزز مكانتها في الساحة الفلسطينية الداخلية في مقابل السلطة الفلسطينية وحركة "فتح". وبحسب المنطق الإسرائيلي، فإن التسهيلات الاقتصادية تعظّم فعلاً من إنجازات "حماس"، لكنها في الوقت ذاته ترفع كلفة الخسارة في حال التصعيد، وهذا سيدفعها إلى كبح الفصائل في قطاع غزة. "حماس" لم تنضم حتى اللحظة إلى القتال، لكنها لا تمارس مسؤوليتها ولا تمنع الجهاد من ضرب إسرائيل. السؤال الأساسي هو، كم من الوقت ستبقى "حماس" جانباً، وهل ستمارس ضغوطاً على الجهاد لوقف التصعيد؟
  • إذا اختارت "حماس" الانضمام إلى المعركة، فسيكون على إسرائيل تغيير قواعد اللعبة: وقف التسهيلات التي منحتها لـ"حماس" والقطاع، على أساس أن حماس اختارت أولوية هويتها كحركة مقاومة، وهذا لا يسمح لها بأداء دور الدافع للاستقرار لوقت طويل. وفي حال تطوّرت الأمور بهذا الاتجاه، سيكون على إسرائيل دراسة خيارين - إغلاق كامل للمعابر بين غزة وإسرائيل، أو عملية هجومية مستمرة ضد الذراع العسكرية لحماس وقدراته. ولتحقيق ذلك يجب أن يكون هناك صبر وتصميم، والقدرة على تلقي الضربات وتحديات إضافية للجبهة الداخلية الإسرائيلية، إلى جانب الصمود أمام ضغط دولي ومصري على إسرائيل (إذ إن القناة الوحيدة التي تربط بين غزة وإسرائيل تمر منها). وهناك مساران للخروج من هذا الوضع: الإيجابي، بموجبه تلتزم حماس بالتفاهمات المتعلقة بالتهدئة المستمرة؛ الثاني، الانجرار إلى معركة عسكرية مستمرة، تتطلب مناورة برية في القطاع بهدف إلحاق الضرر بالذراع العسكرية لحماس (وستكون هناك صعوبة بتشكيل وضعية خروج أفضل).
  • إذا كانت إسرائيل تخشى التداعيات السلبية لتوسيع المعركة في حال انضمام "حماس" إليها، وغير مستعدة لقبول تغيير جذري في قواعد اللعبة، فعليها الدفع باتجاه وقف سريع للمعركة، والأفضلية لوساطة مصرية. أمّا إذ ثبت أن الوساطة المصرية غير فعالة، فعلى إسرائيل إنهاء القتال سريعاً من جانب واحد، من خلال إعلان وقف إطلاق نار إنساني وإدخال وقود ومساعدات إنسانية للسكان في القطاع. لكن النتيجة في هذه الحال ستكون ترك قواعد اللعبة بيد "حماس".