مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لبيد وغانتس: إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بالاتفاق مع إيران وستستمر في تعزيز قوتها وإمكانياتها لتستطيع الدفاع عن نفسها
نتنياهو: الاتفاق النووي المرشح للتوقيع يُلقي بظلاله على أمن إسرائيل ومستقبلها
موقع إخباري سعودي: إسرائيل والولايات المتحدة قامتا بمناورات سرية تحاكي هجوماً على إيران من البحر والجو
الجيش الأميركي يعلن شنّ هجمات ضد منشآت ومواقع بنية تحتية تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران في جنوب سورية
السلطة الفلسطينية تحثّ سكان المناطق المحتلة على عدم السفر عبر "مطار رامون" الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية مع حزب الله
723 سبباً للتبرؤ من حكومة التغيير
الصفقة لن توقف حرب الظلال بين إسرائيل وإيران
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 25/8/2022
لبيد وغانتس: إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بالاتفاق مع إيران وستستمر في تعزيز قوتها وإمكانياتها لتستطيع الدفاع عن نفسها

كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد رفض إسرائيل الاتفاق النووي الإيراني في صيغته الحالية، والمطروح على بساط البحث في المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا.

وأوضح لبيد في سياق إحاطة قدمها إلى مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل من مقر ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الأربعاء)، أن الاتفاق لا يستوفي الشرط الذي كان الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه قد طرحه، وهو منع إيران من التحول إلى دولة ذات قدرات نووية.

وقال رئيس الحكومة إن إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بهذا الاتفاق، وأكد أنها ستتحرك لإزالة التهديد الايراني الذي يشكله نظام إسلامي يتسم بالتطرف والعنف.

ونعت لبيد الاتفاق بأنه سيئ، موضحاً أنه سيوفر لإيران مئة مليار دولار سنوياً، وأشار إلى أن هذا المبلغ لن يُصرف على بناء مدارس أو مستشفيات، بل سيُستخدم لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وترويج الإرهاب في كل أنحاء العالم. وقال: "لن نسلّم بوضع تعيش فيه الدولة تحت تهديد نظام إسلامي متطرف وعنيف."

واستذكر لبيد أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان أكد هذا الأسبوع أن إيران لم تقدّم ما فيه الكفاية من أجوبة بشأن ملفات التحقيقات الجارية ضدها.  

وأشار تقرير في قناة التلفزة الإسرائيلية 13 إلى أن طاقم قيادة الأمن القومي في إسرائيل عمل على محاولة تنسيق محادثة هاتفية للبيد مع الرئيس الأميركي جو بايدن من دون نتيجة تُذكر، وبرّر الجانب الأميركي إرجاء تلك المحادثة بخروج الرئيس إلى إجازة.

في سياق متصل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن الهدف من زيارته إلى الولايات المتحدة التي تبدأ اليوم (الخميس)، هو نقل رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية، فحواها أن الاتفاق المتبلور مع إيران بشأن ملفها النووي في محادثات فيينا سيمسّ الأمن على الصعيدين العالمي والإقليمي.  

ورأى غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن هذا الاتفاق لن يعيد مقدرة طهران على امتلاك السلاح النووي سنوات إلى الوراء، ولن يفرض قيوداً عليها في المدى البعيد.

وأضاف وزير الدفاع أنه يجب إعادة المشروع الإيراني النووي إلى الخلف بصورة جذرية، كما يجب قطع التمويل الذي تقدمه طهران إلى وكلائها في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد غانتس على أن إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بهذا الاتفاق، وستستمر في تعزيز قوتها وإمكانياتها لتستطيع الدفاع عن نفسها في أي سيناريو محتمل.

هذا، وأُعلن أمس أن إيران تلقت الرد الأميركي على مسودة الاتفاق، وأن طهران ستراجع الملاحظات الواردة فيه كي تردّ عليها في أقرب فرصة ممكنة.

"يسرائيل هيوم"، 25/8/2022
نتنياهو: الاتفاق النووي المرشح للتوقيع يُلقي بظلاله على أمن إسرائيل ومستقبلها

وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق وزعيم المعارضة في الكنيست الحالي بنيامين نتنياهو الاتفاق النووي المرشح للتوقيع في وقت قريب بأنه سيئ للغاية، وأكد أنه يُلقي بظلاله على أمن إسرائيل ومستقبلها.

وقال نتنياهو في سياق مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الأربعاء): "أريد أن ألفت الانتباه إلى تطوّر خطِر يُلقي بظلاله على أمننا ومستقبلنا، وأعني الاتفاق السيئ مع إيران. فهو أولاً يعطي أموالاً طائلة للإرهاب والعدوان الإيراني، وهي مبالغ لا يمكن تخيُّلها على الإطلاق. وثانياً، إنه يمنح إيران مجموعة من أجهزة الطرد المركزي، ولديها حالياً 5000، وستحصل خلال عامين، بفضل الاتفاق، على 3500 أُخرى تزيد في قدرتها من عشرة أضعاف حتى عشرين ضعفاً. إنها مضاعفة هائلة لقدرة إيران، ولأهم عنصر في التخصيب النووي."

"يسرائيل هيوم"، 25/8/2022
موقع إخباري سعودي: إسرائيل والولايات المتحدة قامتا بمناورات سرية تحاكي هجوماً على إيران من البحر والجو

كشف تقرير نُشر في موقع "إيلاف" الإخباري السعودي في لندن النقاب عن قيام كل من إسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذ مناورات سرية في الفترة الأخيرة تحاكي هجوماً على إيران من البحر والجو، وتتم خلاله السيطرة على سفن حربية إيرانية في مياه الخليج.

وبحسب الموقع، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تستعدان، على ما يبدو، لما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، من خلال الانخراط في مناورات مشتركة، بعضها علني والبعض الآخر سرّي، وهو ما يأتي ضمن الاستعدادات لأي طارئ.

كما أشار الموقع إلى أن إسرائيل نفّذت خلال العام المنصرم مناورات جوية شاركت فيها طائرات مقاتلة من كافة الأنواع، وتم جزء من المناورات في البحر الأبيض المتوسط واليونان والصحراء المغربية ومنطقة الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى وصول غواصات إسرائيلية إلى باب المندب، بل أبعد من ذلك، وسط محاولة للاقتراب من الحدود الإيرانية قدر الإمكان، تمهيداً للقيام بعمليات تجسُّس وإطلاق صواريخ بحر-أرض عند الحاجة.

"معاريف"، 25/8/2022
الجيش الأميركي يعلن شنّ هجمات ضد منشآت ومواقع بنية تحتية تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران في جنوب سورية

أعلن الجيش الأميركي في بيان صادر عنه الليلة قبل الماضية أنه قام بشن هجمات ضد منشآت ومواقع بنية تحتية تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران ومرتبطة مع الحرس الثوري الايراني في منطقة دير الزور في جنوب سورية.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن هذه الهجمات كانت بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وشدّد بيان الجيش الأميركي على أن الحديث يدور حول جماعات مرتبطة بالحرس الثوري، لا حول هجمات ضد جهات ايرانية واضحة، إنما أذرعها فقط، وذلك بهدف حماية القوات الأميركية من مخاطر هذه الجماعات. وأشار البيان إلى أن هذه الهجمات كانت ضرورية للدفاع وحماية الأفراد الأميركيين، وأكد أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات مناسبة للحدّ من مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات.

موقع Ynet، 25/8/2022
السلطة الفلسطينية تحثّ سكان المناطق المحتلة على عدم السفر عبر "مطار رامون" الإسرائيلي

حثّت السلطة الفلسطينية سكان المناطق [المحتلة] على عدم السفر عبر "مطار رامون" في جنوب إسرائيل، وعلى عدم الاستفادة من الامتيازات التي وعدت بها إسرائيل، وأكدت أنه ينبغي أن يكون للفلسطينيين مطار خاص بهم.

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأربعاء)، إنه في حال وجود إرادة لدى إسرائيل للتسهيل على الفلسطينيين، يتعين عليها فتح مطار القدس، في إشارة إلى مطار قلنديا بالقرب من القدس، المهجور في الوقت الحالي.

وواجهت خطط إسرائيل السماح للفلسطينيين باستخدام "مطار رامون" في بعض الرحلات انتقادات شديدة من طرف العديد من الناشطين الفلسطينيين الذين أكدوا أن هذه الخطوة لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى تخفيف قيود السفر الصارمة.

ورداً على سؤال عن رحلة طيران مستأجرة تقلّ مسافرين فلسطينيين إلى قبرص، عبر رامون، هذا الأسبوع، قال الناطق بلسان وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية في الضفة الغربية موسى رحال، إن الواجب الوطني يحتم على الفلسطينيين ألا يسافروا عبر "مطار رامون."

وكانت سلطة المطارات الإسرائيلية قالت في وقت سابق من آب/أغسطس الجاري إنه سيتم السماح للفلسطينيين بالسفر من مناطق الضفة الغربية على متن رحلات خاصة من "مطار رامون" إلى وجهات في تركيا. وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط من الولايات المتحدة لتخفيف بعض قيود السفر الصارمة التي تمنع الفلسطينيين من استخدام المطارات الإسرائيلية من دون تصريح خاص، بما في ذلك مطار بن غوريون الدولي الرئيسي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معهد القدس للشؤون العامة والسياسة"، 24/8/2022
الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية مع حزب الله
يوني بن مناحيم - محلل عسكري

 

  • ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطاباً بمناسبة الذكرى السنوية لحرب لبنان الثانية [تموز/يوليو 2006] تطرّق فيه إلى تهديدات وزير الدفاع بني غانتس، قائلاً "التهديدات الإسرائيلية لا قيمة لها." وكان وزير الدفاع أوضح في وقت سابق أن مهاجمة حزب الله لمنصات الغاز في إسرائيل يمكن أن تجرّ إلى حرب.
  • من المفترض أن يصل الوسيط الأميركي بين إسرائيل ولبنان عاموس هوكشتاين إلى بيروت في نهاية هذا الشهر، لاستئناف مساعي الوساطة بشأن حل النزاع على الحدود البحرية بين الدولتين. من جهة أُخرى، تقول مصادر لبنانية أنه حتى الآن ليس هناك أي وثيقة مكتوبة بشأن موافقة إسرائيل على الطلب اللبناني على ترسيم الحدود البحرية، وإن المقصود شائعات. وبحسب كلامهم، ينتظر لبنان اقتراحاً مكتوباً، وعلى أساسه يقرر حزب الله كيف سيتصرف.
  • مستشار الأمن القومي إيال حولاتا، الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة منذ مطلع هذا الأسبوع من أجل البحث مع مسؤولي الإدارة الأميركية موضوع الخطر الإيراني، سيبحث معهم أيضاً المفاوضات مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
  • يزداد التوتر بين لبنان وإسرائيل، في ضوء نية إسرائيل البدء باستخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش" في الشهر المقبل، وحسن نصر الله يواصل تهديداته. وكان رئيس الحكومة يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس وجّها تحذيراً إلى لبنان وحزب الله، لكنهما شددا على أنهما لا يريدان تصعيداً، وأيضاً كانت عملية "مطلع الفجر" بمثابة رسالة موجهة إلى حزب الله بشأن قدرات الجيش الإسرائيلي في حال نشوب مواجهة عسكرية.
  • لا إسرائيل، ولا حزب الله، يرغبان في مواجهة عسكرية، لأسباب داخلية تتعلق بالطرفين، ففي نهاية الأمر، تستطيع إسرائيل تأجيل موعد استخراج الغاز الطبيعي من حقل الغاز "كاريش" بضعة أشهر، إلى ما بعد انتخابات الكنيست، والتخفيف من التوتر.
  • من جهتها، الولايات المتحدة لا تريد تصعيداً في المنطقة، وبحسب مصادر أوروبية، هي مهتمة بتوصُّل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق بعد الانتخابات الرئاسية في لبنان. فالوضع في لبنان حساس، وهناك حكومة تصريف أعمال، ومن المفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/أكتوبر، ولبنان غير قادر على الصمود في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وهو لا يزال يلملم جراح حرب لبنان الثانية، وليس لديه مستقبل أو فرصة للخروج من أزمته من دون استخراج الغاز الطبيعي من البحر، وحزب الله يعلم ذلك.

الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة عسكرية في الشمال

  • إسرائيل تتعامل بجدية مع تهديدات نصر الله المتكررة، وتستعد للدفاع عن منصة الغاز "كاريش" بكل الوسائل، وكذلك لاحتمال نشوب عدة أيام من القتال، إذا هاجم حزب الله منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.
  • الخلافات في الآراء بين إسرائيل ولبنان بشأن النزاع على الحدود البحرية ليست كبيرة، وهي قابلة للتجسير، بحسب مصدر سياسي رفيع المستوى، لكن يبدو أن حسن نصر الله وجد فرصة لتعزيز مكانته في الشارع اللبناني، ولكي يُظهر نفسه في نهاية المطاف أنه الشخص الذي حافظ على حقوق لبنان، وبفضله توصلت المفاوضات إلى نتائج إيجابية.
  • تطالب إسرائيل بضمانات من الحكومة اللبنانية من خلال الوسيط الأميركي بأن يوقف حزب الله تهديداته بمهاجمة كل منصات الغاز في البحر المتوسط، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل منتصف أيلول/سبتمبر. وأوضحت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن إسرائيل لن تعطي حزب الله أي صورة نصر. ويبدو أن حزب الله ليس مستعداً لإعطاء أي ضمانات للحكومة اللبنانية قبل حصولها على نسخة اتفاق يحفظ حقوقها في استخراج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط وترسيم دقيق للحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
  • وتدّعي مصادر في لبنان أن الشركات الدولية تتخوف كثيراً من تهديدات حزب الله بمهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، وهي تمارس ضغوطاً على إسرائيل لمنع أي توترات وتصعيد، والمحافظة على الاستقرار الأمني في مياه البحر المتوسط، لذلك، تطلب الحكومة الإسرائيلية هذه الضمانات من حزب الله، بواسطة الوسيط الأميركي الذي تربطه علاقة بالحكومة اللبنانية. كما يعمل الأميركيون على صيغة تسمح لكل من إسرائيل ولبنان بالبدء بأعمال استخراج الغاز الطبيعي، بعد التوصل إلى الاتفاق على حقوق الغاز للدولتين وترسيم الحدود بينهما.
"هآرتس"، 25/8/2022
723 سبباً للتبرؤ من حكومة التغيير
جدعون ليفي - صحافي

 

  • منذ الآن، هناك 723 سبباً لعدم تأييد الحكومة الحالية، وثلاثة أسباب إضافية. 723 أسيراً من دون محاكمة في سجون إسرائيل، هم سبب كافٍ لمعرفة أنه لا يوجد فرق حقيقي بين الحكومة الحالية وسابقاتها بكل ما يخص نظام الحكم القائم في إسرائيل. إغلاق ست مؤسسات حقوق إنسان في الضفة يعني 6 أسباب مقدّمة كإضافة، لمن لا يزال يصمم على أن هذه الحكومة مختلفة، حكومة تغيير وأمل، حكومة قانون وقضاء. الآن، تجمّع لدينا 729 دليلاً على أنه لم يحدث أي تحسُّن جوهري في القضايا المركزية في ظل حكومة وسط-يسار. يمكن حتى الذهاب أبعد من ذلك والقول، على الأقل بسبب الاعتقالات الإدارية، إن حكومات نتنياهو كانت أفضل: 14 عاماً، كان تقريباً فيها رئيس حكومة، لم يصل عدد الاعتقالات الإدارية إلى هذه الأرقام الوحشية، حتى جاء الوسط-اليسار.
  • اعتقالات إدارية جماعية من دون محاكمة، وإغلاق مؤسسات حقوق إنسان هي معيار جيد لفحص طبيعة الحكومة وقيَمها. "القانون هو نازي، ظالم، وغير أخلاقي-والقانون غير الأخلاقي هو أيضاً قانون غير قانوني"، هكذا عرّف مناحيم بيغن قوانين الطوارئ التي تسمح بالاعتقالات الإدارية. قال بيغن هذا بعد أن اعتقل أعضاء المنظمة الحريدية "حلف الكارهين" [منظمة يهودية متطرفة سرية] إدارياً في سنة 1951، لكن أقواله صالحة أيضاً بخصوص اعتقال الفلسطينيين من دون محاكمة، حتى ولو لم يجرؤ أي "يساري" على نعت هذا القانون بالنازية، كما فعل بيغن، لكنه مسموح بذلك لليمين.
  • القرارات بشأن اعتقالات جماعية كهذه وإغلاق مؤسسات مدنية هي قرارات سياسية، تتعلق عملياً بشخص واحد أو اثنين: وزير الدفاع ورئيس الحكومة. بقرار منهما، تتوقف الاعتقالات الإدارية، وبقرار منهما يتم تقليصها، وبقرار منهما أيضاً تتوسع من دون حدود. بأوامر منهما يتم إرسال جنود إلى مؤسسات مدنية، تريد الخير وليست عنيفة، ويتم إغلاق أبوابها بالحديد؛ بأوامر منهما أيضاً، يهدد الشاباك مدراء هذه المؤسسات، كما يهددون نظراءهم في روسيا أو تركيا. يائير لبيد وبني غانتس قررا، ليس فقط عدم تخفيف القيد الحديدي المفروض على المجتمع الفلسطيني-لكن في مجالات محددة احكامه أكثر مما فعلت حكومات اليمين التي سبقت. بقيامهما بهذا، لا يستطيع أي يساري أن يدعمهما، وأن يدعم شركاءهما الصامتين والداعمين.
  • مرّت الخطوتان المستبدتان في الحكومة من دون أي معارضة حقيقية. حزب "العمل"، بقيادة خليفة رابين، من المؤكد أنها تؤيدهما بقوة، زعيمة "ميرتس" الجديدة التي تم انتخابها أول أمس تتحفظ في قلبها، لكن هذا لا يكفي. وبغياب معارضة حقيقية، كل مكونات الائتلاف شركاء في الخطيئة. سهولة موافقة معسكر "الوسط-اليسار" على هذه القرارات تثبت فقط ما لم يعد بحاجة إلى إثبات: أحياناً، من المفضل أن يكون اليمين في الحكم. لأنه يقوم بتوقيفات أقل، وأحياناً يقتل أقل، وعلى الأقل هو لا يتظاهر بالعفة.
  • كيف يستطيع حُماة سلطة القانون والقضاء، هؤلاء الذين يخيفوننا ويرعبوننا من حكم نتنياهو وبن غفير مع ياريف ليفين الصاعد، أن يتحدثوا بانفعال عن "الضرر بالديمقراطية"، في دولة فيها حكومة الوسط-اليسار هي التي تسجن مئات الأشخاص من دون محاكمة لفترات طويلة، كما تغلق مؤسسات كأنها كانت بيوت دعارة أو كازينوهات. لماذا يتم تخويفنا من بن غفير، الذي سيحقق تهديداته بطرد معارضي النظام، إن كان لبيد وغانتس المتنوران يعتقلانهم قبل هذا بكثير. من السهل والمريح التلويح ببن غفير بهدف أن يوحّدنا الخوف. من الصعب أكثر الاعتراف بأن لبيد وغانتس أيضاً يشكلان خطراً على الديمقراطية الإسرائيلية: بن غفير يتحدث-وغانتس يعمل.
"يديعوت أحرونوت"، 25/8/2022
الصفقة لن توقف حرب الظلال بين إسرائيل وإيران
رونين برغمان - محلل سياسي

 

  • سلسلة التقارير في وسائل الإعلام العلنية والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب معلومات كثيرة وصلت في الأسابيع الأخيرة إلى أجهزة الاستخبارات في بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة، وحتى ألمانيا، تطرح، بمعقولية كبيرة، أن هذه هي المرة الأخيرة، وأن العنصر المركزي الذي عرقل حتى الآن توقيع الاتفاق النووي الجديد مع إيران لم يعد يعرقله.
  • بكلمات بسيطة، المرشد الروحي الأعلى في إيران علي خامنئي غيّر رأيه، وبحسب كلام الخميني لدى توقيعه اتفاق وقف إطلاق النار مع صدام حسين في حرب العراق-إيران 1988، هو مستعد لـ "تجرُّع هذه الكأس المُرة"، وأن يقوم بما حاول تأجيله بقدر المستطاع. ليس هناك جهاز استخباراتي يمكنه قراءة أفكار خامنئي، لكن إذا كان غيّر رأيه فعلاً، فإن الاستخبارات الإسرائيلية وحدها هي التي توقعت حدوث ذلك. وبعكس التقديرات الأميركية بأن الموضوع دُفن، كان كبار المسؤولين في الموساد والاستخبارات العسكرية مقتنعين بأن خامنئي سيصل إلى هذه النقطة، وأنه سيجري توقيع الصفقة في النهاية.
  • الولايات المتحدة ترغب كثيراً في إتمام هذه الصفقة، التي وصفها أحد رؤساء المؤسسة الأمنية في إسرائيل قبل عام، منتقداً، بأنها "صفقة موقّعة من طرف واحد". ففي النهاية، الولايات المتحدة رضخت ولم تُجرِ مفاوضات فعلية، وقبِلت أغلبية المطالب الإيرانية، وشعرت بالإحراج عندما لم يكن هذا كافياً لخامئني كي يوقّع.
  • في شباط/فبراير 2015، في مؤتمر الأمن في ميونيخ، وخلال إجراء المفاوضات بشأن الصفقة الأولى التي نضجت بعد بضعة أشهر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي كان من أبرز الدافعين قدماً بالصفقة، إن توقيعها لن يؤدي فقط إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، بل أيضاً سيؤدي إلى دخول استثمارات كبيرة من الخارج إلى الاقتصاد الإيراني، بعد رفع العقوبات، ستتدخل عناصر خارجية، غربية بالأساس، في الاقتصاد والصناعة في إيران، وسيصبح لا مفرّ من "عودة إيران إلى حضن العائلة الدولية".
  • هذا ليس ما حدث تماماً. والتوقعات هذه المرة من الاتفاق النووي الجديد ستكون أكثر تواضعاً. فالولايات المتحدة تريد بالأساس إزالة المشكلة الإيرانية من جدول الأعمال العالمي، بعد عقدين كانت إسرائيل خلالهما تقودها وتعتبرها إحدى المشكلات الأساسية في العالم.
  • وبعكس سنة 2015، فإن حرب الظلال الدائرة بين إيران وإسرائيل هي اليوم في ذروتها، وتمتد على طول الشرق الأوسط وعرضه، وتجري على جميع الأبعاد – الجوية والبحرية والبرية والسيبرانية. ومن الصعب الاعتقاد أن الاتفاق النووي سيوقفها. هناك معقولية كبيرة أن الاتفاق سيزيدها حدة. لقد تركزت حرب الظلال على الموضوع النووي وقتاً طويلاً، لكنها خرجت منذ وقت عن هذا النطاق، والدولتان متورطتان اليوم في شبكة معقدة من معارك الشوارع في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط، بحيث لم تعد مسألة اليورانيوم المخصّب الموجود اليوم لدى إيران ذات دلالة.
  • لماذا قرر خامنئي التنازل الآن؟ هناك عدة تقديرات، لكن يبدو أنه أدرك أن ضغط العقوبات والأزمة الاقتصادية المتعاظمة يتسببان بعدم استقرار النظام-الذي لا يزال بعيداً عن خطر الانهيار-وعدم الاستقرار هذا هو الذي يريد منعه.

إيران انحنت، لكنها لم تنكسر

  • السؤال المركزي هو طبعاً، هل توقيع الاتفاق يُقرّب إيران من الحصول على سلاح نووي، أو يبعدها عنه؟ كان بنيامين نتنياهو على حق، فقد كذبت إيران على مدى عقود. وحاولت، ولا تزال تحاول تطوير سلاح نووي. وفعلت ذلك سراً، وفي ظل نظام شديد للعقوبات، وتسلُّل استخباراتي متزايد للغرب إلى داخل صفوفها، وتسلُّل عميق للاستخبارات الإسرائيلية، كما ظهر في الماضي وتُرجم بعدد لا يحصى من العمليات التخريبية والاغتيالات. كل ذلك دفع إيران إلى المزيد من التوظيف في الإخفاء، وفي الأكاذيب، وفي التظاهر، ونقل أكبر عدد من المنشآت إلى تحت الأرض. وهي لا تزال تفعل ذلك اليوم أيضاً.
  • لكن إيران لا تزال بعيدة عن القنبلة. وحتى لو كانت اليوم على مسافة أسابيع معدودة من الحصول على يورانيوم مخصّب على درجة تكفي لصنع قنبلة، فإن عمليات بحث وتطوير رأس حربي، والتي تقوم بتنفيذها "مجموعة السلاح" التي أسسها وترأسها محسن فخري زادة الذي اغتالته إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لا تزال، بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بحاجة إلى عامين أو 3 أعوام لإنهائها. حينها، سيبدأ البحث العملي في ملاءمة القنبلة مع الرأس الحربي.
  • ... على إسرائيل اليوم الاختيار بين المهلة الزمنية التي يمنحها لها الاتفاق (الذي يفرض قيوداً على القدرة الإيرانية على تخصيب وتخزين اليورانيوم، ويعطي الجيش الإسرائيلي فرصة الاستعداد لهجوم) وبين الفائدة التي ستحصل عليها إيران من هذه المدة تحديداً: لتحسين برنامجها النووي ونقله إلى تحت الأرض (في نفق بالقرب من نتانز، حيث شُيدت اليوم منشأة نووية كبيرة)، وبالأساس القوة الهائلة التي سيحصل عليها النظام جرّاء وقف العقوبات.
  • يطالب الإيرانيون بتمديد فترة مغادرة الشركات الأجنبية إيران في حال انتهكت الاتفاق وأُعيدت العقوبات. الولايات المتحدة تريد حل المشكلة النووية، لكن مواجهتها مع إيران أوسع بكثير. إذا وقّعت الولايات المتحدة الاتفاق النووي، فستكون مقيدة كثيراً في التحرك ضد إيران في أماكن أُخرى.
  • من جهة أُخرى، على الرغم من وجود إيران نفسها في صراع ليس سهلاً، فإن خامنئي يسعى لتسوية الأموال وإنهاء العقوبات لمنع عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لكنه لا يريد تحقيق رؤيا جون كيري بشأن قدوم شركات ضخمة إلى إيران مع مليارات الدولارات. فهو يدرك أن هذه العملية يمكن أن تعرّض النظام لخطر لا يقلّ خطورة عن الأزمة الاقتصادية، ويحاول توجيه الدفة بحذر بين الأمرين. في العام ونصف العام اللذين انقضيا منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، والأخبار الكثيرة عن قرب توقيع اتفاق، ثبت أمر آخر هو مواصلة إسرائيل العمل سراً ضد إيران وداخلها.
  • بعد أن فهمت إسرائيل أن التوقيع أصبح محسوماً، حاولت التوصل إلى اتفاقات سرية مع الولايات المتحدة على أن تغضّ نظرها عن عمليات إسرائيلية بعد التوقيع. كلام يائير لبيد بأن إسرائيل ستمنع بنفسها النووي الإيراني، له علاقة بحُرية العمل هذه. هذه الحرية لم تعطَ بصورة رسمية، ولا يمكن أن تُكتب في أي مكان. لكن حتى لو جرى الاتفاق عليها وسُوّيت، فإن هذا سيخلق صعوبة كبيرة ستواجهها الولايات المتحدة إذا طلبت منها إيران كبح إسرائيل، وإلا فإنها ستعود إلى تخصيب اليورانيوم. الجدل بشأن الموافقة أو عدم الموافقة على عمليات [إسرائيلية] خاصة، يمكن أن يشكل موضوعاً مركزياً في العلاقات بين الدولتين في الأعوام القادمة.