مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: عملية "درع وسهم" ستتواصل طالما لزم الأمر
إسرائيل تعلن تصفية نائب قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" واعتقال ناشطين من الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية
استطلاع "معاريف": "معسكر نتنياهو" سيحصل على 54 مقعداً في حال إجراء الانتخابات العامة الآن
الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يعتذر للمرة الأولى عن مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة
تقرير: في أول اعتراض حقيقي، منظومة الدفاع الجوية "مقلاع داود" نجحت في إسقاط صاروخ متوسط المدى أُطلق من قطاع غزة
مقالات وتحليلات
العمليات الموسمية في غزة لا تغيّر الحقيقة البسيطة: ليس لدى إسرائيل حل لمشكلة القطاع
التحدي المركزي: ضمان دينامية مقابل غزة تمنع تآكل الإنجازات الإسرائيلية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/5/2023
نتنياهو: عملية "درع وسهم" ستتواصل طالما لزم الأمر

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن عملية "درع وسهم" العسكرية، التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها ضد قطاع غزة، ستتواصل طالما لزم الأمر.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في ختام جلسة لتقييم آخر الأوضاع الأمنية عقدها مع قادة الأجهزة الأمنية في ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الخميس) وشارك فيها عدد من الوزراء، في مقدمتهم وزير الدفاع يوآف غالانت.

 وقال بيان مقتضب صدر عن ديوان رئاسة الحكومة إن نتنياهو أشاد بالجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] بسبب الإنجازات التي تحققت خلال العملية.

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة أوعز بمواصلة جباية ثمن باهظ من حركة الجهاد الإسلامي بسبب عدوانها على سكان إسرائيل.

وفيما يتعلق بالمساعي التي تقوم بها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال مسؤولون رفيعو المستوى في القدس مساء أمس إن فرص وقف إطلاق النار في الساعات القليلة المقبلة لا تتعدى الـ50%.

وأضاف هؤلاء المسؤولون: "الاتصالات مع المصريين جُمِّدت خلال النهار، وفي مراحل كثيرة لم يكن ممكناً التواصل مع الجهاد الإسلامي. إن إسرائيل تنتظر التطورات، لكن التهدئة ستقابَل بتهدئة. وإذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فسنواصل تدفيعهم الثمن." وبحسب هؤلاء المسؤولين، تسعى إسرائيل لتحقيق هدف مزدوج: الرد على إطلاق الصواريخ من غزة، ودفع الجهاد الإسلامي إلى الموافقة على وقف إطلاق النار. كما أكدوا أن إسرائيل معنية بالضغط على حركة "حماس" لدفعها نحو التحرك في اتجاه وقف إطلاق النار، وشددوا على أن الساعات القليلة المقبلة حاسمة في كل ما يتعلق بالذهاب نحو وقف إطلاق النار، أو مواصلة القتال.

في سياق متصل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية-الأمنية، إن إسرائيل لا تطالب بوقف إطلاق النار، ولا تنوي الامتثال لمطالب الجهاد الإسلامي، بما في ذلك وقف الاغتيالات.

وقال كاتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس: "ما زلنا في خضم عملية عسكرية، وسنستمر في ضرب البنية التحتية للإرهاب. إن إسرائيل لن تسمح بإيذاء مواطنيها، سواء أكانوا في سديروت أو في تل أبيب."

وفي وقت سابق من مساء أمس، قُتل إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح في إثر إصابة صاروخ أُطلق من قطاع غزة في اتجاه منطقة تل أبيب مبنى مؤلفاً من 4 طبقات في مدينة رحوفوت. وعملت طواقم إنقاذ على إخلاء المبنى وسط مخاوف من انهياره في أعقاب إصابته المباشرة.

وفي منطقة المجلس الإقليمي أشكول المحاذي لقطاع غزة، أصيب إسرائيلي آخر بجروح متوسطة بشظايا قذيفة صاروخية أُطلقت من القطاع، كما أصابت صواريخ بشكل مباشر 3 مبان في سديروت.

"يديعوت أحرونوت"، 12/5/2023
إسرائيل تعلن تصفية نائب قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" واعتقال ناشطين من الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش قام أمس (الخميس)، وبالتعاون مع جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، بتصفية القيادي في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أحمد أبو دقة في غارة جوية استهدفت منزلاً في بني سهيلة في جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن أبو دقة كان مسؤولاً عن إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل في الأيام الأخيرة.

وأحمد أبو دقة هو نائب قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" في حركة الجهاد الإسلامي علي غالي، الذي تمت تصفيته في وقت مبكر من صباح أمس في مدينة خانيونس. 

وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات إسرائيلية مقاتلة قصفت منزلاً في بلدة بني سهيلة يعود إلى عائلة أبو دقة.

وأكدت المصادر نفسها أن الطواقم الطبية انتشلت من بين الركام جثمان القيادي أبو دقة الذي يُعدّ أحد أبرز قادة "سرايا القدس".

من ناحية أُخرى، قال بيان الناطق العسكري الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي قام خلال الأيام الأخيرة، وفي إطار الحملة ضد ناشطي حركة الجهاد الإسلامي في مناطق الضفة الغربية، باعتقال 25 ناشطاً ينتمون إلى الحركة.

وأفيدَ بأن القيادي طارق عز الدين، الذي تمت تصفيته في بداية العملية العسكرية في غزة، جنّد بعضهم بهدف ارتكاب اعتداءات "إرهابية".

"معاريف"، 12/5/2023
استطلاع "معاريف": "معسكر نتنياهو" سيحصل على 54 مقعداً في حال إجراء الانتخابات العامة الآن

أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، ستحصل قوائم معسكر الأحزاب المؤيدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 54 مقعداً، بينما تحصل قوائم معسكر الأحزاب المناوئة له على 56 مقعداً، وتحصل قائمة التحالف بين حداش [الجبهة الديمقراطية] وتعل [الحركة العربية للتغيير] على 6 مقاعد، وقائمة راعام [القائمة العربية الموحدة] على 4 مقاعد، ولن تتمكن قائمة بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] من تجاوُز نسبة الحسم (3.25%).

ووفقاً للاستطلاع، سيحصل كلٌّ من قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقائمة تحالُف "المعسكر الرسمي" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 27 مقعداً، وتحصل قائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 17 مقعداً.

وبيّن الاستطلاع أن قائمة حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة الوزير بتسلئيل سموتريتش ستحصل على 5 مقاعد، وتحصل قائمة "عوتسما يهوديت ["قوة يهودية"]" برئاسة الوزير إيتمار بن غفير على 4 مقاعد، وتحصل قائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] الشرقيين على 10 مقاعد، في حين تحصل قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 6 مقاعد، وتحصل قائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد، في حين أن قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي لن تتمكن من تجاوُز نسبة الحسم.

وقال 55% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يثقون برجاحة رأي رئيس الحكومة نتنياهو في كل ما يتعلق بإدارة عملية "درع وسهم" العسكرية التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة، في حين قال 39% منهم إنهم لا يثقون برجاحة رأيه.

وقال 41% من المستطلعين إن رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" بني غانتس هو الأنسب لتولّي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حين قال 38% منهم إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الأنسب.

"هآرتس"، 12/5/2023
الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يعتذر للمرة الأولى عن مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة

الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاجري اعتذر للمرة الأولى في مقابلة مع قناة الـCNN  عن مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.  ومما قاله هاجري إن إسرائيل "آسفة جداً" لموت الصحافية الفلسطينية. وبحسب كلامه، شيرين "كانت صحافية معروفة ومحترمة جداً، ونحن في إسرائيل نحترم الصحافة الفلسطينية لأننا نلتزم بقيم الديمقراطية ونولي عمل الصحافة الحرة أهمية كبيرة."

وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترف في أيلول/سبتمبر العام الماضي بأن هناك "معقولية كبيرة" أن تكون شيرين أصيبت بنيران أحد مقاتلي الجيش الإسرائيلي خلال عملية تبادُل لإطلاق النار في جنين صباح 11 أيار/مايو الماضي. وفي مقابلة الأمس عندما سُئل هاجري عما إذا كان الجيش مستعداً للاعتذار عن ذلك، أجاب أنه يريد استغلال هذه المنصة للتعبير عن أسفه لموت شيرين. وقال إن "إسرائيل تريد أن يشعر الصحافيون بالأمان في البلد، وخصوصاً في أوقات الحرب، وكذلك عندما يقومون بزيارتنا."

وكانت لجنة حماية الصحافيين CPJ نشرت هذا الأسبوع تقريراً جاء فيه أنه منذ سنة 2001، قُتل 20 صحافياً بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، من دون أن يحوَّل أي جندي إلى المحاكمة. وبحسب التقرير، فإن 18 صحافياً من بين هؤلاء هم من الفلسطينيين، بالإضافة إلى ضحيتين أوروبيتين.

موقع Walla، 12/5/2023
تقرير: في أول اعتراض حقيقي، منظومة الدفاع الجوية "مقلاع داود" نجحت في إسقاط صاروخ متوسط المدى أُطلق من قطاع غزة

قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إن منظومة الدفاع الجوية "مقلاع داود"، التي كانت تحمل في السابق اسم "العصا السحرية"، نجحت في إسقاط صاروخ متوسط المدى أُطلق من قطاع غزة أول أمس (الأربعاء)، وذلك في أول اعتراض حقيقي لهذه المنظومة التي تبلغ تكلفة كل صاروخ منها مليون دولار.

وأوضح المصدر نفسه أن هذه المنظومة المخصصة للتصدي للصواريخ المتوسطة المدى فشلت في محاولتها السابقة والوحيدة لإسقاط صاروخ معادٍ، ولكنها الآن قد تنضم إلى منظومة "القبة الحديدية" وتساهم في تغيير التهديد الصادر من قطاع غزة.

وكان الصاروخ الذي تم إسقاطه واحداً من 3 صواريخ أُطلقت في اتجاه تل أبيب حوالي الساعة 2:20 ظهراً، عندما ردّ ناشطو حركة الجهاد الإسلامي على هجوم إسرائيلي بدأ قبل فجر يوم الثلاثاء الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إن 286 صاروخاً على الأقل أُطلقت على إسرائيل بعد ظهر أول أمس واعترضت منظومة "القبة الحديدية" أكثر من 60 صاروخاً منها، بينما سقطت 3 صواريخ في مناطق آهلة بالسكان، وسقطت البقية في غزة، أو في مناطق مفتوحة. وسقط الصاروخان الآخران اللذان تم إطلاقهما في اتجاه تل أبيب في منطقتين مفتوحتين، من ضمنهما البحر.

وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق الاستخدام الناجح لمنظومة "مقلاع داود"، في بيان صادر عن الناطق بلسانه أشار فيه أيضاً إلى أنه من المتوقع أن تملأ هذه المنظومة المضادة للصواريخ المتوسطة المدى ثغرة في منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التي تشمل منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ القصيرة المدى ومنظومة "حيتس" المصممة لاعتراض صواريخ بالستية طويلة المدى.

تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن، كانت صواريخ "القبة الحديدية" السلاح الدفاعي الرئيسي المستخدم ضد الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل من قطاع غزة أو لبنان، بما في ذلك على نطاقات متوسطة. وفي سنة 2020، نفّذ الجيش الإسرائيلي مناورة دفاع جوي كبيرة شملت اختبار النسخة الجديدة من "مقلاع داود". وتم في هذا الاختبار وضع منظومة الدفاع الصاروخية في مواجهة الصواريخ البالستية التي تتبع مساراً ثابتاً ومحدداً مسبقاً، بالإضافة إلى صواريخ "كروز" التي تُعدّ إصابتها أكثر صعوبة.

قبل ذلك بعامين، في سنة 2018، فشل الجيش الإسرائيلي في إسقاط صواريخ من سورية باستخدام منظومة "مقلاع داود". وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إن قرار تفعيل "مقلاع داود" كان سليماً، لكن المنظومة فشلت في اعتراض الصواريخ لأسباب تقنية. وأكد أن الدروس التي استخلصها من حادثة أول استخدام تشغيلي لـ"مقلاع داود" سيتم تطبيقها في منظومة الدفاع الجوية هذه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/5/2023
العمليات الموسمية في غزة لا تغيّر الحقيقة البسيطة: ليس لدى إسرائيل حل لمشكلة القطاع
عاموس هرئيل - محلل عسكري

 

  • ما لا يقل عن 15 عملية عسكرية نفّذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ الانفصال عنه في صيف 2005. ماذا حققت هذه العمليات، بدءاً من " المطر الأول" [أيلول /سبتمبر 2005]، وصولاً إلى "حارس الأسوار" [أيار/مايو 2021]؟ هي لم تحقق الكثير، حتى لو أنه من المحتمل جداً أنه لم يكن أمام إسرائيل، في جزء من هذه الحالات، خيار آخر غير العملية العسكرية؟ منذ البداية، كان واضحاً أن احتمالات تحقيق العملية الحالية "درع وسهم" نتائج مختلفة ضئيلة.
  • في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أول أمس، أثنيا على العملية وعلى إنجازاتها وأهميتها. مع كل النيات الطيبة، من الصعب تصديق هذا الكلام. لا يمكن أن نصدق غالانت، فهو يبدي إعجابه بأداء نتنياهو الذي حاول إقالته من منصبه قبل قرابة الشهر ونصف، لأنه فقط قال الحقيقة بشأن المخاطر التي ينطوي عليها الانقلاب القضائي. ولا عندما ادّعى نتنياهو، من دون أساس، أن الضرر الذي لحق بالجهاد الإسلامي هو أكبر من أي عملية سابقة.
  • يبدو أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي لا تصدق هذه العواطف المبالغ فيها، مثلما لم تصدق الإعجاب الكبير الذي أبدته وسائل الإعلام بعملية "بزوغ الفجر" في أيام الحكومة السابقة. لو كانت هذه العمليات ناجحة كما يقال عنها، لما كنا بحاجة إليها مرة على الأقل في كل عام، بينما الفجوة التي تفصل بينها تقصر باستمرار.
  • الحقيقة البسيطة هي التالية: ليس لدى إسرائيل أي حل حقيقي لمشكلة غزة، أو للمخاطر الأمنية التي يشكلها القطاع في ظل سلطة "حماس". معظم العمليات الإسرائيلية، عسكرية كانت أو اقتصادية، تتناول إدارة النزاع، وأقصى ما تفعله تأخير الانفجار المقبل. في هذه الأثناء، تتوقع الحكومات المتعاقبة التي تشن عمليات دورية في القطاع، أن تؤدي الضربة العسكرية التي تلقتها التنظيمات الفلسطينية إلى ضبط توازُن الردع، أي تزيد في فرص سيطرة الهدوء على الحدود عدة أشهر.
  • العميد نمرود ألوني، الذي كان قائداً لفرقة غزة في أثناء العمليتين العسكريتين السابقتين "حارس الأسوار" (أيار/مايو 2021) و"بزوع الفجر"، كتب في مقال نُشر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في المجلة العسكرية "بين الأقطاب": "إن العملية الثانية عززت توجُّه "حماس"، كما تجلى في السنة الماضية، نحو كبح الجهاد الإسلامي والتنظيمات الأُخرى، وامتنعت هي من استخدام القوة بصورة تلقائية. هذا الكبح ناجم، قبل كل شيء، عن التخوف من الانجرار إلى حرب مع إسرائيل من دون أن تكون "حماس" تنوي ذلك... وأيضاً من الرغبة في تعزيز نفسها سياسياً في القطاع وتوجيه الجهود نحو تشجيع "الإرهاب" خارج أراضي القطاع، وإتاحة المجال للاستمرار في ترميم غزة، سواء ذراعها العسكرية أو الاقتصاد الغزّي الذي تستفيد منه الحركة مالياً وسياسياً أيضاً."
  • كلام ألوني، الذي يصف فيه العمليتين السابقتين بالناجحتين، يكشف طريقة التفكير السائدة لدى المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية. ووفق هذه النظرة، يمكن التوصل إلى حل مع "حماس"، على الأقل خلال زمن محدد، على الرغم من عدائها الأيديولوجي الشديد لإسرائيل. الخطر الأساسي يأتي من الجهاد الإسلامي الذي يحاول كل بضعة أشهر إشعال مواجهة في القطاع نفسه. بينما تفضل "حماس"، لاعتباراتها، اندلاع النيران في ساحات أُخرى ليست تحت سيطرتها، مثل القدس والضفة الغربية.
  • طوال العملية الحالية، حرص الجيش الإسرائيلي على التوضيح أن "حماس" لا تشارك فعلاً في إطلاق مئات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، وأن الذي يطلقها هو الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية صغيرة. "حماس" أعطتهم الموافقة المبدئية على ذلك، وتُصدر بيانات تأييد بواسطة غرفة العمليات المشتركة للفصائل في القطاع. وغاب عن بيانات الجيش الإسرائيلي البند التقليدي الذي يحمّل "حماس" مسؤولية ما يجري في القطاع بسبب سيطرتها عليه.
  • مع ذلك، يمتنع الجيش والمستوى السياسي في إسرائيل من مناقشة مسألة ما إذا كان التمييز الذي تقوم به إسرائيل بين "حماس" والجهاد الإسلامي يخدمها؟ أليس في هذا محاولة للكذب على النفس؟ في نهاية الأمر، وعلى الرغم من "الطبطبة على الكتف" التي تقوم بها إسرائيل مع نفسها، يدركون في غزة أن الإسرائيليين يفضلون عدم التصادم مباشرة مع "حماس". والحركة تنجح في ضرب إسرائيل من خلال تنظيمات صغيرة من دون أن تدفع هي الثمن.
موقع 12 N، 11/5/2023
التحدي المركزي: ضمان دينامية مقابل غزة تمنع تآكل الإنجازات الإسرائيلية
مئير بن شابات - رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً ومدير معهد "مسغاف" لدراسات الأمن القومي والاستراتيجيا الصهيونية

 

  • دخلت إسرائيل في المعركة الحالية مع قطاع غزة من دون أن يكون لها خيار آخر تقريباً، بعد هجوم "الجهاد الإسلامي" الصاروخي الأسبوع الماضي، وفي ضوء ما اعتُبر تآكلاً في الردع. اغتيال قيادات التنظيم في الضربة الافتتاحية الناجحة، حقق الإنجاز الأساسي للحملة. ومن المهم التوضيح: لم يكن الهدف من حملة "درع وسهم" منذ البداية أن تؤدي إلى تغيير أساسي في الوضع في غزة، ولا توجد الإمكانية لتحقيق ذلك. التغيير الجوهري يتطلب تدخُّل "حماس"، وهو أمر حتى الآن خارج أهداف الحملة، حتى أن المؤسسة الأمنية تبذل جهوداً لمنع حدوث ذلك. التحدي المركزي الآن هو ضمان دينامية مقابل غزة لا تُلحق الضرر بالإنجاز الذي تحقق، وفي المقابل، تسمح باستغلال الفرص التي ستُفتح، بهدف تعميق الضرر الذي سيلحق بالتنظيمات "الإرهابية".
  • مقابل إدارة المعركة في الجنوب، على المؤسسة الأمنية الاستمرار في جهودها المضاعفة لمحاربة "الإرهاب" المتصاعد في الضفة الغربية، وإبقاء عينها مفتوحة والاستعداد لمحاولة دفع الشمال إلى التدخل، ومنع تشكُّل "جبهة داخلية" للإرهاب، أو أحداث على خلفية قومية داخل إسرائيل، بتأثير من غزة، في فترة التحريض تحضيراً لـ"ذكرى النكبة" ويوم القدس، اللذين يصادفان الأسبوع المقبل.

التركيز على الدافع والقدرة

  • لطالما كانت غزة، تحت سيطرة "حماس"، عدواً بارزاً لإسرائيل، تبنّت إبادتها وتستثمر جميع جهودها في قتالها-فلدى إسرائيل خياران للتعامل مع التحدي الأمني في هذه الجبهة. وكلاهما ليس جذاباً:
  • احتلال القطاع وتغيير السلطة الحاكمة هناك عبر حملة عسكرية واسعة وعميقة، ستكون أثمانها المباشرة وغير المباشرة، كما فائدتها، غير واضحة، ما دام لا يوجد بعد أي جهة أُخرى يمكنها أن تحكم القطاع بدلاً من "حماس".
  • "نظرية الجولات"-حفظ الهدوء من خلال الردع الذي يتم التوصل إليه عبر جولات قتالية، وبذل جهود لتقصير "الجولة" وتوسيع الفترة ما بين كل جولة وجولة أطول وقت ممكن، من خلال استخدام الروتين وأدوات ضغط ومحفزات مختلفة، ترفع تكلفة الخسارة وتحول الهجمات ضد إسرائيل إلى غير مجدية. هذا التوجه يميز السياسة الإسرائيلية، ومن غير المتوقع أن تتغير هذه السياسة في أعقاب المواجهة الحالية.
  • ضعف هذه الاستراتيجيا ينبع من أن فترات الهدوء التي تقدمها ستبقى موقتة وهشة طوال الوقت. وسيستمر الهدوء حتى اللحظة التي سيشعر فيها الخصم أنه من المفيد له خرقه، بهدف تحسين ظروفه، أو منع تآكل غير محتمل في مكانته. ومن أجل دفع الخصم إلى كبح نفسه، على إسرائيل رفع الثمن الذي يدفعه في كل جولة، ووضع عقبات أمام روتين بناء قوته العسكرية. هكذا تستطيع التأثير في المكوّنين المؤثّرين في قراره: الدافع والقدرة.
  • على إسرائيل الآن تركيز جهودها في منع الخصم من تحقيق نجاحات من شأنها تغيير الميزان الحالي، وفي المقابل-استغلال الفرص التي يمكن أن تنجم عن الحملة، بهدف تعميق الضرر الذي سيلحق بالجهات "الإرهابية" في غزة.
  • على إسرائيل الاستمرار في ضرب القيادة والأرصدة المهمة لدى الجهاد بقوة. وفي حال كان هناك إشارات إلى نية "حماس" الانضمام إلى القتال، فسيكون من الصواب المبادرة إلى ضرب قيادتها وإدخال قائمة أهداف أولية لاستهدافها. في هذه الحالة، سيكون على إسرائيل الرد بقوة كبيرة منذ البداية. إدارة المعركة تدريجياً يمكن أن تؤدي إلى استمرارها لوقت أطول مما نريد.
  • على إسرائيل أن تطمح إلى أن تدفع الحملة الحالية قيادات "الجهاد الإسلامي" إلى التنازل، والتشكيك في جدوى تحدّي إسرائيل. هذا الاستنتاج سيعكس رسالة واضحة للأعداء الآخرين. وعندما تصل هذه الحملة إلى نهايتها، سيكون على المؤسسة الأمنية أن تنشغل بالتحدي الكبير الذي يرافق الروتين في غزة: كيف يمكن منع الخصوم من مراكمة القوة العسكرية، بهدف إضعافهم قبل الجولة المقبلة وإضعاف قوتهم حين تصل.