مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"التايمز": يبدو أن هناك علاقة محتملة بين حادثة تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران وهجوم إسرائيلي فاشل ضد ناقلة نفط كانت في طريقها من إيران إلى سورية
غانتس: لا يجوز السماح لإيران بأن تحصل على سلاح عسكري نووي
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن استكمال سلسلة تجارب على منظومة متنقلة لقذائف هاون تستخدم الليزر ونظام تحديد المواقع العالمية للاشتباك مع الأهداف بدقة
وزير شؤون الاستخبارات: أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة ورئيس راعم طابور خامس
ليبرمان: يجب تحميل نتنياهو وساسة اليهود الحريديم على عربة ورميهم في مكب نفايات
عدد ضحايا فيروس كورونا في إسرائيل تجاوز الـ6000
مقالات وتحليلات
الحرب السرية التي تخوضها إسرائيل ضد تهريب النفط الإيراني لتمويل حزب الله
لماذا نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في القصر الأردني؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 15/3/2021
"التايمز": يبدو أن هناك علاقة محتملة بين حادثة تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران وهجوم إسرائيلي فاشل ضد ناقلة نفط كانت في طريقها من إيران إلى سورية

قالت صحيفة "التايمز" اللندنية أمس (الأحد) إن هناك على ما يبدو علاقة محتملة بين حادثة تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران وبين هجوم فاشل قامت إسرائيل بشنه ضد ناقلة محملة بالنفط الخام كانت في طريقها من إيران إلى سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن سلسلة الهجمات ضد سفن إيرانية، والمنسوبة إلى إسرائيل، أسفرت في الماضي مرة واحدة على الأقل عن حادث تسرب مماثل وقع في إثر الهجوم على ناقلة النفط "سابيتي" في عرض البحر الأحمر سنة 2019.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أفادت هي أيضاً بأن السفينة الإيرانية تم استهدافها من جانب سلاح البحر الإسرائيلي. وأشارت إلى أن إسرائيل استهدفت خلال السنتين الماضيتين 12 سفينة إيرانية على الأقل نقل معظمها نفطاً وكانت في طريقها إلى سورية وذلك خشية أن تصل العائدات من بيع النفط إلى منظمات إرهابية، واستخدمت إسرائيل ألغاماً بحرية لتنفيذ الهجمات وفي بعض الأحيان كانت السفن محملة بالأسلحة. 

في سياق متصل دانت وزارة الخارجية الإيرانية أول أمس (السبت) تعرُّض إحدى السفن التجارية الإيرانية لعمل تخريبي في البحر الأبيض المتوسط قبل أيام، وهو ما أدى إلى وقوع أضرار على متنها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عضو لم تذكر اسمه في الفريق الإيراني الذي يحقق في هذه الحادثة قوله إن إسرائيل تقف على الأرجح وراء هذا العمل. وأضاف: "بالنظر إلى الموقع الجغرافي والطريقة التي استُهدفت بها السفينة فإن أحد الاحتمالات القوية هو أن هذه العملية الإرهابية نفذتها إسرائيل".

"معاريف"، 15/3/2021
غانتس: لا يجوز السماح لإيران بأن تحصل على سلاح عسكري نووي

قال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب أزرق أبيض بني غانتس إن إيران تشكل خطراً على العالم وإسرائيل وتهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف غانتس في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية i24NEWS مساء أمس (الأحد)، أن هناك مخططات عمل لدى الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية البعيدة والقريبة من الجو والبحر والبر.

وأكد غانتس أن خيار الحرب يجب أن يكون الأخير، لكنه يجب أن يكون جاهزاً دائماً. وشدد على أنه لا يجوز السماح لإيران بأن تحصل على سلاح عسكري نووي ويُحظر على الولايات المتحدة ودول العالم، بما في ذلك دول المنطقة، أن توافق على ذلك.

"معاريف"، 15/3/2021
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن استكمال سلسلة تجارب على منظومة متنقلة لقذائف هاون تستخدم الليزر ونظام تحديد المواقع العالمية للاشتباك مع الأهداف بدقة

ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأحد) أنه تم مؤخراً بنجاح استكمال سلسلة تجارب على منظومة متنقلة لقذائف هاون دقيقة، وأشار إلى أن شركة "إلبيت" أجرت هذه التجارب بالتعاون مع قيادة سلاح البر الإسرائيلي.

وأضاف البيان أن هذه المنظومة التي أطلق عليها اسم "الشوكة الفولاذية" هي ذخيرة هاون من عيار 120 ملم تستخدم الليزر ونظام تحديد المواقع العالمية [GPS] للاشتباك مع الأهداف بدقة ومنع الأضرار الجانبية، ويمكن تركيبها على عربات أو ناقلات جند مدرعة في كل التضاريس المفتوحة والبيئات الحضرية.

وأشار البيان إلى أن المنظومة الجديدة تتميز بقدرتها على إطلاق هذه القذائف في اتجاه أهداف معادية تقع في مناطق سكنية مدنية بدقة ومن دون إلحاق أضرار بالأملاك أو المس بأبرياء قدر الإمكان.

وأوضح البيان أنه سيتم قريباً تزويد الجيش الإسرائيلي بهذه المنظومة.

وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس بالمنظومة الجديدة، مشيراً إلى أنها ثمرة 10 سنوات من البحث والتطوير. وقال إنها "تلبي حاجات الجيش الإسرائيلي وتكيّف القدرات القتالية لمواجهة الأعداء المختبئين في البيئات المدنية مع تلبية المعايير القانونية والأخلاقية التي وضعتها دولة إسرائيل".

"يسرائيل هيوم"، 15/3/2021
وزير شؤون الاستخبارات: أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة ورئيس راعم طابور خامس

شن وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين [الليكود] هجوماً حاداً على أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة وعلى رئيس راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس ووصفهم بأنهم طابور خامس.

وقال كوهين خلال مؤتمر أمني عُقد أمس (الأحد) إن هؤلاء عارضوا، بتوجيه من إيران ولبنان والسلطة الفلسطينية، اتفاقيات سلام وقعتها إسرائيل مؤخراً مع عدة دول عربية على الرغم من أنها تعود بالفائدة على مواطني الدولة.

من ناحية أُخرى قال كوهين إنه قلق إزاء الشعور باللامبالاة لدى أنصار اليمين، وأكد أنه إذا لم يتوافد هؤلاء إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي سيزداد خطر تأليف حكومة يسارية برئاسة زعيم حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد.

وأكد كوهين أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو حققت الكثير من الإنجازات وفي مقدمها استقدام لقاحات ضد فيروس كورونا وتوقيع 4 اتفاقات سلام مع دول عربية أدت إلى رفع شأن دولة إسرائيل من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.

"يديعوت أحرونوت"، 15/3/2021
ليبرمان: يجب تحميل نتنياهو وساسة اليهود الحريديم على عربة ورميهم في مكب نفايات

كرّر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة 103 أف أم الإسرائيلية أمس (الأحد)، أنه يجب إلقاء السياسيين اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] في مزبلة التاريخ.

وكان ليبرمان أدلى بمثل هذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 يوم الجمعة الفائت، وأكد فيها أنه يجب وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وساسة اليهود الحريديم على عربة ورميهم في مكب النفايات، وهو ما أدى إلى تعرضه لانتقادات شديدة، بينما اعتبرت أصوات عدة في المعسكر الديني اليميني هذه التصريحات أنها معاداة للسامية، وطالبت باتخاذ إجراءات قانونية ضد ليبرمان.

وقال رئيس حزب يهدوت هتوراه الحريدي عضو الكنيست موشيه غفني إن يأس ليبرمان وكرهه لرئيس الحكومة يدفعانه إلى إطلاق مثل هذه التفوهات العنصرية، ودعا الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات قانونية للتصدي لتصريحات ليبرمان، واصفاً إياها بأنها تحريضية ومعادية للسامية.

ووصف وزير الإسكان يعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه تصريحات ليبرمان بأنها تحريضية وخطرة ومثيرة للشفقة، ودعا المستشار القانوني للحكومة إلى فحصها كونها تتعارض مع القانون والإجراءات الانتخابية. وأشار إلى ضرورة تعديل قانون منع التحريض كي يشمل معاقبة كل من يحرض على اليهود الحريديم.

وكما ذكر رفض ليبرمان أمس التراجع عن تصريحاته، وانتقد مرة أُخرى ساسة اليهود الحريديم واتهمهم بالنفاق وبث أسوأ تحريض على الكراهية.

وأكد ليبرمان أن لا أحد يُلحق الضرر باليهود الحريديم أكثر من زعماء حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه.

"هآرتس"، 15/3/2021
عدد ضحايا فيروس كورونا في إسرائيل تجاوز الـ6000

أظهرت بيانات محدثة صادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأحد) أن عدد ضحايا فيروس كورونا تجاوز الـ6000، وذلك بعد تسجيل 16 حالة وفاة أمس ليصل عدد حالات الوفاة الإجمالي إلى 6008 حالات.

وجاء هذا الرقم الأخير في إثر المزيد من تخفيف قيود الإغلاق التي كانت فرضتها الحكومة الإسرائيلية للحد من انتشار الفيروس، إذ أعيد فتح قطاعات كبيرة من الاقتصاد الأسبوع الفائت مع تسجيل انخفاض في معدلات الإصابة بالفيروس خلال الأسابيع العديدة الماضية.

وأشارت بيانات وزارة الصحة إلى أن نحو 10% من المصابين بفيروس كورونا الذين يتلقون العلاج في المستشفيات تم تطعيمهم بالكامل. كما أشارت إلى وجود 640 إصابة خطرة، بينها 221 حالة تم ربط أصحابها بأجهزة التنفس الاصطناعي، وذلك بزيادة طفيفة عن اليوم السابق بلغت 2.9% من مجموع 27974 إصابة نشطة في إسرائيل.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أنه من المتوقع أن يعود المزيد من التلامذة إلى التعليم الوجاهي اليوم (الاثنين) ليرتفع عددهم الإجمالي في المدارس إلى أكثر من 2.300.000 طالب.

من ناحية أُخرى قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة إن المنحنى الوبائي في مناطق السلطة الفلسطينية في تصاعد مستمر.

وأضافت كيلة في سياق مؤتمر صحافي عقدته عبر تطبيق "زووم" أول أمس (السبت)، أن المستشفيات الحكومية الفلسطينية وصلت إلى الخط الأحمر من حيث عدد مرضى كورونا،
وأوضحت أن نسبة إشغال المستشفيات تتراوح بين 90 و100%.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 13/3/2021
الحرب السرية التي تخوضها إسرائيل ضد تهريب النفط الإيراني لتمويل حزب الله
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • تهريب النفط من إيران إلى سورية ليس أمراً جديداً. فهو يجري منذ سنوات وقبل أن تفرض إدارة ترامب عقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي، وعلى سورية بسبب هجمات نظام الأسد ضد مواطنيه. بيْد أن السؤال الذي كانت الأجهزة الاستخباراتية الغربية تطرحه هو كيف تدفع سورية لإيران مقابل النفط الذي تحصل عليه.
  • بدءاً من أيار/مايو 2018، بعد أن مُنع الإيرانيون من تحويل الأموال من خلال المنظومة المالية الدولية واجهوا مشكلة في الحصول على المال أو على دفعات مقابل النفط الذي يهربونه إلى الصين وكوريا الشمالية وسورية، وأيضاً إلى دول أُخرى، مثل تركيا (حيث يجري تهريب النفط إليها براً).
  • شككت الأجهزة الاستخباراتية الغربية، وكذلك في واشنطن وإسرائيل، في أن الأموال مقابل النفط الإيراني المهرب إلى سورية يتم تبييضها بطريقة من الطرق. حينها بدأت تبرز أخبار تتحدث عن أن الأموال التي تدين بها سورية لإيران مقابل النفط تأخذ طريقها إلى صندوق حزب الله، وهكذا تضرب إيران عصفورين بحجر واحد: فهي ليست بحاجة إلى تبييض المال بطرق شديدة التعقيد، بواسطة طرف ثالث لا ينتمي إلى المحور الإيراني - الشيعي، كما أنها ليست بحاجة إلى ابتكار وسائل لتحويل المال إلى حزب الله عن طريق مصارف لبنانية تخضع لرقابة دولية.
  • سورية تُستخدم كقناة أساسية تنقل إيران من خلالها السلاح إلى حزب الله، بالإضافة إلى مواد حربية وصواريخ ووسائل قتالية أُخرى. الآن أصبحت أيضاً قناة لتحويل المال تستطيع العمل على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة عليها ضمن إطار "قانون قيصر"، الذي يمنع التداول الدولي مع مصارف في لبنان بسبب استخدامها كقناة غير مباشرة لمصارف سورية (تعاني هي أيضاً جرّاء فرض العقوبات عليها). كما هو معروف تستغرق المسافة من دمشق إلى بيروت أقل من ساعتين، ويمكن أن ينتقل المال في الحقائب من دون أي صعوبة، من سورية مباشرة إلى حزب الله.
  • يمكن التقدير أن الحرس الثوري الإيراني كان فرحاً بهذا النجاح، حتى بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير 2020، والذي يبدو أنه ابتكر هذه الصفقات الثلاثية - نفط إيراني يهرّب إلى سورية ببواخر لها علاقة بالحرس الثوري. الاقتصاد السوري المتعطش إلى النفط يدفع ثمنه لحزب الله (على ما يبدو مئات ملايين الدولارات سنوياً).

المسار القصير والمسار الطويل

  • هذا المثلث من التهريب ومن تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ليس أمراً جديداً على المسرح الدولي. من الصعب إخفاء البواخر المحملة بالنفط الإيراني، التي تبحر من ميناء خرج في الخليج الفارسي أو من جزيرة قشم. في المسار القصير يتعين على هذه البواخر أن تجتاز مضيق هرمز والدخول عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر، ومن هناك تعبر قناة السويس، ومن مرفأ بور سعيد تتوجه إلى الساحل السوري. هناك تتوقف في عرض البحر وتنقل حمولتها إلى سفن سورية تفرغ النفط على الشاطىء، أو تبحر إلى مرفأ اللاذقية أو مرفأ طرطوس وتفرغ حمولتها هناك.
  • يدرك الإيرانيون أن هذا المسار مكشوف جداً أمام كل أجهزة الاستخبارات الغربية، بما فيها الإسرائيلية، لذلك حاولوا منذ سنة 2019 إرسال بواخر تتجنب المرور في البحر الأحمر وعبور قناة السويس إلى البحر المتوسط، وتدور حول القارة الأفريقية وتدخل عبر مضيق جبل طارق إلى البحر المتوسط، ومن هناك تبحر نحو سورية بين مجموع السفن التي تبحر في البحر المتوسط وأيضاً في حوضه الشرقي.
  • البريطانيون الذين يسيطرون على جبل طارق أوقفوا باخرة من هذا النوع واستولوا عليها بحجة أنها تتوجه إلى سورية وتخرق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على هذه الدولة. رد الإيرانيون على ذلك باستيلائهم على باخرة بريطانية في الخليج الفارسي. في نهاية الأمر أُطلقت الباخرتان، والباخرة التي استولى عليها البريطانيون وصلت إلى سورية مع حمولتها من النفط .
  • كما هو معروف، المال هو أوكسيجين الإرهاب، ومن دون تمويل إيراني كثيف لا يستطيع حزب الله الاحتفاظ بعشرات الآلاف من المقاتلين، وبمختلف بناه التحتية التي تُستخدم في نشاطاته الاجتماعية والعسكرية. من المعقول جداً الافتراض أن لإسرائيل مصلحة كبيرة في وقف التمويل الإيراني لحزب الله، والعقوبات التي فرضها ترامب على إيران شكلت أداة مهمة بالنسبة إلى وكالات الاستخبارات الأميركية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
  • الطريقة الأبسط لاستخدام هذه الأداة هي قطع محور تهريب النفط - من أجل تحقيق هذا الهدف المزدوج؛ وقف الدفعات المالية السورية لحزب الله، ووضع الأسد ونظامه في ضائقة تجبرهما على إنهاء الحرب الأهلية والتخفيف من الاعتماد على النفط الإيراني المهرب.

سلاح البحر والمعركة بين الحروب

  • على هذه الخلفية من المعقول التقدير أن الخبر الذي نشرته في الأمس "الوول ستريت جورنال" بشأن هجوم إسرائيل على سفن إيرانية تهرّب النفط إلى سورية له علاقة بالرغبة المشتركة لكل الدول الديمقراطية الغربية في وقف تمويل إرهاب حزب الله. تحدث تقرير المجلة عن ست هجمات بواسطة ألغام بحرية في سنة 2019 على ناقلات نفط إيرانية كانت تبحر في البحر الأحمر أو في البحر المتوسط في طريقها إلى سورية، وعدد مواز من الهجمات في سنة 2020 (يمكن الافتراض أن الكشف الآن عن ذلك يأتي من جانب إدارة بايدن التي تلمّح لإسرائيل إلى أن عليها أن تهدأ).
  • في هذه الأثناء أعلنت إيران اليوم أن باخرة شحن تابعة لها تضررت جرّاء تعرّضها لهجوم في البحر المتوسط يوم الأربعاء الماضي. الناطق بلسان شركة البواخر الإيرانية (IRISL) وصف الحادثة بأنها "هجوم إرهابي". هناك احتمال أن يكون الهجوم على الباخرة الإيرانية، قبل يومين في البحر المتوسط، عملية انتقام للهجوم على باخرة الشحن التي يملكها إسرائيلي في خليج عُمان.
  • بالعودة إلى ناقلات النفط، إذا كانت إسرائيل فعلاً هاجمت هذه الناقلات، هناك احتمال كبير أن تكون ذراع البحر والوحدات الخاصة فوق الماء وتحتها هي التي قامت بذلك. لكن بحسب تقرير "الوول ستريت جورنال"، من بين مجموع السفن التي تعرّضت للهجوم لم تغرق أي باخرة إيرانية، ولم تحترق، فحتى شحنات النفط التي تنقلها لم تُصب بأذى، ولم تتسرب إلى البحر. لذلك لم يقل الإيرانيون شيئاً، ولم يعترفوا بأن بواخرهم تعرّضت للهجوم. أيضاً الإسرائيليون والأميركيون لم ينشروا شيئاً حتى يوم الأمس.
  • من المحتمل أن يكون عناصر شايطيت 13 هم وراء الهجوم، لكن إسرائيل تملك، رسمياً ونظرياً، وسائل متنوعة ومبتكرة لا بأس بها للمسّ بتهريب النفط الإيراني إلى سورية من دون إثارة ضجة وبلبلة. يمكن الافتراض أن قطع التمويل عن حزب الله، وخصوصاً عن مشروع الصواريخ الدقيقة والنشاطات الاجتماعية للحزب، هو جزء من أهداف خطة المعركة بين الحروب التي تعرف وسائل الإعلام جزءاً منها وجزء آخر يبقى سرياً.
  • في السنة الماضية حصل سلاح البحر على ثناء وشهادت تقدير رسمية على أدائه في عمليات لم تُنشَر تفصيلاتها. ومن المعروف أن عدد عمليات المعركة بين الحروب ارتفع كثيراً في السنة الماضية، وأن الذراع البحرية كانت مكوناً مهماً فيها. لكن كمياً كانت عمليات سلاح البحر أقل من سلاح الجو، بينما نوعياً كانت مساهمة سلاح البحر لا تقل أهمية.
  • قيمة كل باخرة تحمل مئات آلاف البراميل من النفط هو عشرات ملايين الدولارات. عرقلة عمل مثل هذه الباخرة لأيام وأسابيع أو أشهر يشكل ضربة قاسية لحزب الله، وخصوصاً في الفترة الحالية، إذ تعاني منظومة المصارف والاقتصاد اللبناني عموماً حالة انهيار. حزب الله اليوم بحاجة إلى كل سنت يحصل عليه من الإيرانيين بواسطة الأسد، وكل سفينة لا تصل إلى هدفها في الوقت المحدد أو لا تصل أبداً تُلحق ضرراً كبيراً، سواء بالنظام السوري أو بحزب الله.
  • هنا يُطرح السؤال: هل التلوث الكبير في شواطىء إسرائيل الذي يبدو أن مصدره باخرة تهرّب النفط الإيراني إلى سورية هو عمل انتقامي إيراني لتعرّض بواخر أُخرى لهجمات تُنسب إلى إسرائيل؟ الجواب هو كلا. بحسب كل المؤشرات والمعلومات، النفط الذي يصل إلى شواطىء إسرائيل تسرب إلى البحر نتيجة عطل وليس عملاً تخريبياً مقصوداً.على ما يبدو حاولت ناقلة تهرّب النفط الإيراني نقله إلى سفينة سورية تستطيع الدخول إلى مرفأ طرطوس أو مرفأ اللاذقية بطريقة شرعية. من الصعب الافتراض أن بقعة النفط هي عمل انتقامي إيراني، لكن ربما الهجوم على الباخرة التي ترفع علم جزيرة الباهامس، والتي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، هو جزء من هذه القصة.
  • في الواقع، يمكن القول إن المنطقة تشهد حالياً حرباً نفطية من جانب كل الأطراف. قبل عدة أيام قصف النظام السوري وبواخر حربية روسية منشآت لتكرير النفط تشغلها ميليشيات المتمردين السوريين التي تعمل بحماية تركية في منطقة حلب شمال سورية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 13/3/2021
لماذا نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في القصر الأردني؟
كسينيا سفاتلوفا - عضو كنيست سابقة، ومديرة برنامج علاقات إسرائيل الشرق الأوسطية في معهد "متفييم"
  • من محاولة اغتيال خالد مشعل في قلب عمّان في سنة 1997، مروراً باستقبال نتنياهو الحارس الأمني الإسرائيلي الذي أطلق النار على صاحب منزل أردني في سنة 2017، ولاحقاً قضية تسوفر ونهاريم [رفض الأردن تمديد عقد تأجير إسرائيل منطقتي الباقورة والغمر في الأغوار]، ووصولاً إلى رفض دخول الحراس الأمنيين للأمير حسين خلال زيارته المسجد الأقصى- عندما نجمع الحوادث الدبلوماسية والأزمات بين إسرائيل والأردن خلال فترة ولاية بنيامين نتنياهو نحصل على صورة مثيرة للقلق والدهشة تدل في أحسن الأحوال على تجاهل رئيس حكومة إسرائيل لمنظومة العلاقات الاستراتيجية مع المملكة الهاشمية، وفي أسوأ الأحوال على أنه يؤذيها. هذه المرة أدى تعكُّر العلاقات مع عمّان إلى إلغاء نتنياهو زيارة سياسية تاريخية إلى أبو ظبي ولقاء ولي العهد الشيخ محمد بن زايد.
  • تسلسل الأحداث الذي أدى إلى تأجيل الجزء الإماراتي في حملة نتنياهو الانتخابية هو دليل على أن ليس الجميع في الشرق الأوسط يتصرفون وفق ما يريده رئيس الحكومة الإسرائيلية. ربما يستطيع نتنياهو أن يحدد موعداً (بمساعدة رئيس الموساد) مع الحاكم الإماراتي، لكنه يعلم بأنه إذا لم يحدث أمر دراماتيكي في قصر المملكة الأردنية فإن قدمه لن تطأ هناك في وقت قريب. بالنسبة إلى الملك عبد الله، نتنياهو شخص غير مرغوب فيه.
  • الزيارة المخطط لها إلى أبو ظبي، والتي تُعتبر تاريخية ومهمة فعلاً لعلاقات إسرائيل في الشرق الأوسط ستجري في موعد آخر، ربما يكون قريباً، لكن شيئاً لن يجري إذا تأجلت إلى ما بعد الانتخابات. أيضاً زيارة الأمير الأردني إلى المسجد الأقصى ستجري على ما يبدو لاحقاً (مثل هذه الزيارات يجري من وقت إلى آخر، وليس أمراً غير مسبوق). لكن إذا لم تتعقل القيادة الإسرائيلية في الوقت المناسب، فإن أزمة العلاقات مع الأردن ستزداد تفاقماً.
  • الأردن ليس دولة في الشرق الأوسط في إمكان إسرائيل إقامة علاقات معها أوالتخلي عنها. فهي جارة قريبة، وربما الأقرب، وتملك مفاتيح أمن دولة إسرائيل. الحدود الشرقية لإسرائيل هادئة منذ سنوات طويلة، لكن ليس من الصعب تخيُّل كيف يمكن أن تشتعل وتتحول مرة أُخرى إلى جبهة فاعلة تشكل خطراً كبيراً. لا أحد يريد حدوث فوضى في الدولة التي تشكل حاجزاً بين إسرائيل والعراق وسورية، يمكن أن تبيح للجميع، بمن فيهم تنظيم داعش وإيران، استخدام أراضيها للمسّ بإسرائيل.
  • الأردنيون يقومون بواجباتهم ويحافظون على الهدوء والأمن على طول هذه الحدود. هم يحاولون بقدر الممكن موازنة التوترات في الحرم القدسي، ولا يسارعون إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وينتهجون سياسة معتدلة للغاية حتى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. في المقابل، تعرقل إسرائيل تنفيذ المشاريع الضخمة التي وعدت بها المملكة عند توقيع اتفاقات السلام في سنة 1994، وتحلم بصوت عالٍ بطرد الأردن من الحرم القدسي لمصلحة جهات عربية أُخرى، ولا تضيع الفرصة للمسّ بكرامة الأردنيين.
  • حتى عند توقيع اتفاقات أبراهام لم يفكر نتنياهو في ضم الأردن إلى منظومة العلاقات الجديدة التي نشأت في المنطقة، على الرغم من أن المقصود هو جزء مهم جداً من العلاقات الشرق الأوسطية. ربما المشكلة أن من وقّع الاتفاق مع الأردن لم يكن نتنياهو بل يتسحاق رابين. وإلّا من الصعب فك لغز لماذا يستخف رئيس الحكومة إلى هذا الحد بهذه المنظومة من العلاقات الاستراتيجية.
  • ربما لو لم يكن صوغ السياسة الخارجية الإسرائيلية محصوراً بنتنياهو لكان في الإمكان تحسين العلاقات مع الأردن بصورة كبيرة، وتحقيق إنجازات مشتركة في العديد من المستويات. لا توجد خلافات كبيرة بين إسرائيل والأردن، وكل الأزمات والفجوات بين الطرفين ناجمة في الأساس عن الاستخفاف والتجاهل وسوء الفهم أو الوقاحة.
  • يتعين على أي حكومة عتيدة التفكير في مسار جديد والحرص على ألّا تكون عمّان مجدداً محطة مهمَلة في الطريق إلى الخليج، بل وجهة إقليمية مهمة ومرغوب فيها. وبالتأكيد الجار القريب لا يقل أهمية عن الصديق البعيد.