مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الأردن يطلب من إسرائيل وقف انتهاكاتها للوضع القائم في الحرم
سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافاً في غزة رداً على إطلاق صاروخ على مستوطنات غلاف غزة
الرئيس الروسي يتحدث هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني بشأن أحداث القدس والحرب في أوكرانيا
تقرير: القوات الإيرانية تحل محل القوات الروسية في سورية
مقالات وتحليلات
المواجهات في المسجد الأقصى تنزلق إلى قصر الملك عبد الله
المواجهات في المسجد الأقصى: في جو التحريض القائم، من شأن كل حدث استثنائي أن يتحول إلى انتفاضة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 18/4/2022
الأردن يطلب من إسرائيل وقف انتهاكاتها للوضع القائم في الحرم

أرسلت الخارجية الأردنية هذا المساء (الاثنين) مذكرة احتجاج إلى القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمّان، موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية، شددت فيها على "ضرورة احترام حقوق المصلّين في ممارسة شعائرهم الدينية بحُرية، ومن دون قيود". كما تضمنت المذكرة إدانة لكل الانتهاكات والمحاولات الإسرائيلية التي تهدف إلى "تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، واللذين يمثلان تصعيداً خطِراً وخرقاً مداناً ومرفوضاً". وردّت وزارة الخارجية الإسرائيلية على المذكرة بحدة واتهمت الأردن بـ"تشجيع 'الإرهاب' والمساهمة في التصعيد".

في المقابل، أصدر رئيس الحكومة نفتالي بينت بياناً لمّح فيه إلى الأزمة مع الأردن، جاء فيه: "في الأسبوع الماضي تدور حملة تحريض شرسة ضدنا تقودها 'حماس'. والحقيقة هي أن إسرائيل تفعل كل ما في وسعها كي يستطيع الجميع الاحتفال بالأعياد بأمان - اليهود والمسلمون والمسيحيون. نتوقع من الجميع ألّا يشاركوا في نشر الأكاذيب، وألّا يشجعوا العنف ضد اليهود. وستواصل دولة إسرائيل إبقاء عاصمتها القدس مفتوحة أمام الجميع".

وفي تصريح مصوّر نُشر لاحقاً، قال بينت: "أنظر بخطورة إلى التصريحات التي تتهم إسرائيل بالعنف، الموجّه ضدنا، هناك مَن يشجع على رشق الحجارة واستخدام العنف ضد المواطنين الإسرائيليين. هذا أمر مرفوض. وهو يشكل هدية للمحرضين، وعلى رأسهم 'حماس' التي تحاول تأجيج العنف في القدس. لن نسمح بحدوث ذلك، ستواصل قواتنا ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين".

لاحقاً، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رداً رسمياً على المذكرة الأردنية التي أُرسلت إلى القائم بالأعمال الإسرائيلي، جاء فيها أن الخطوات الأردنية "تمسّ بالجهود المبذولة من أجل إحلال الهدوء في القدس، وتشجّع الذين يريدون المسّ بحرمة الأعياد، ويلجأون إلى العنف الذي يعرّض حياة المواطنين للخطر، المسلمين واليهود على حد سواء". وأوضح البيان أن إسرائيل تحافظ على الستاتيكو في الحرم القدسي، و"أي شريك مسؤول يجب أن يعترف بذلك، وألّا يشارك في نشر الأخبار الكاذبة التي تؤجج الأجواء. إن التصريحات التي تؤيد أعمال العنف، بما فيها رشق الحجارة، مرفوضة وتساهم في التصعيد".

وأضاف بيان وزارة الخارجية: "ندعو الجميع إلى مساعدة إسرائيل في مساعيها لإعادة الهدوء إلى القدس والسماح بحُرية أداء الشعائر الدينية في الحرم القدسي. دولة إسرائيل تلتزم وتعمل من أجل ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية والعبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين في القدس في الأيام العادية وأيام الأعياد".

وكانت المواجهات بين الفلسطينيين والقوة الأمنية الإسرائيلية في الحرم القدسي بدأت يوم الجمعة الماضية وأسفرت عن اعتقال 476 شخصاً. خلال المواجهات، دخلت قوات من الشرطة إلى داخل المسجد الأقصى بعد أن قام شبان برشق الحجارة من داخل المسجد نحوهم. وأمس تجددت المواجهات على خلفية زيارة المئات من اليهود إلى الحرم القدسي بمناسبة اقتراب عيد الفصح، لكن هذه المواجهات كانت محصورة ولم تستوجب دخول الشرطة إلى المسجد.

"معاريف"، 19/4/2022
سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافاً في غزة رداً على إطلاق صاروخ على مستوطنات غلاف غزة

هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مساء الاثنين - الثلاثاء أهدافاً  في قطاع غزة ودمرت ورشة لإنتاج السلاح تابعة لحركة "حماس". وجاء هذا الهجوم رداً على إطلاق صاروخ من القطاع في اتجاه مستوطنات غلاف غزة اعترضته منظومة الدفاع الجوي. وحمّل الجيش الإسرائيلي حركة "حماس" المسؤولية عن إطلاق الصاروخ. من جهة أُخرى، أعلنت "حماس" هذا الصباح أنها أطلقت صاروخاً مضاداً للطائرات على الطائرات الإسرائيلية في أثناء شنّها الغارة على القطاع.

"هآرتس"، 18/4/2022
الرئيس الروسي يتحدث هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني بشأن أحداث القدس والحرب في أوكرانيا

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حديثاً هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تطرّق خلاله إلى التوتر الأمني في القدس والمفاوضات مع أوكرانيا. ووفق الكرملين، شمل الحديث أيضاً المصاعب التي يواجهها الفلسطينيون إزاء التوتر المتصاعد في الضفة الغربية والقدس الشرقية. كما وضع بوتين عباس في صورة مستجدات العملية العسكرية الخاصة التي تشنها روسيا في دونباس شرق أوكرانيا. من جهته، تحدث عباس مع بوتين عن الاقتحامات اليومية التي يقوم بها المتطرفون الإسرائيليون للحرم القدسي بحماية من القوات الإسرائيلية. وأعرب له بوتين عن تأييده السياسي للقضية الفلسطينية في كل المنتديات الدولية. كما شدد على ضرورة احترام الوضع القائم في الحرم القدسي ورفضه الممارسات الإسرائيلية التي تمنع المصلّين من الوصول إلى المسجد الأقصى بحُرية. كما تعهد بوتين لعباس استمرار روسيا في تأمين القمح والسلع الأُخرى التي يستوردها الفلسطينيون من روسيا.

"هآرتس"، 17/4/2022
تقرير: القوات الإيرانية تحل محل القوات الروسية في سورية

يبدو أن تصويت إسرائيل مع الولايات المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وتصريحات وزير الخارجية يائير لبيد التي اتهم فيها روسيا بارتكاب جرائم حرب، أثمرت في الأسبوع الماضي ردَّين غاضبين من روسيا. فقد أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً غير مسبوق في حدّته، جاء فيه : "هناك محاولة لاستغلال الوضع في أوكرانيا من أجل تحويل انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم النزاعات التي لم يجرِ حلها، أي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني". وفي مقابلة مع محطة "كان 11"، قال السفير الروسي أناتولي فيكتوروف إن كلام لبيد هو "اتهامات لا أساس لها. نحن نتوقع موقفاً أكثر توازناً". لكنه أضاف أن روسيا وإسرائيل لا تزالان صديقتين.

بعد الهجوم الإسرائيلي على سورية في يوم الجمعة الماضي، قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية الأميرال أوليغ جورافلوف، الذي يتخذ من سورية مركزاً له، إن صاروخاً سورياً مضاداً للطائرات اعترض أحد الصواريخ الإسرائيلية. وهذا الصاروخ من إنتاج روسي اشترته سورية ضمن صفقة سلاح في سنة 2007. مجرد هذ الإعلان يوحي بأن روسيا  بصدد إعادة النظر في سياستها "الأجواء المفتوحة" التي تمنحها لإسرائيل.

ثمة تخوّف إسرائيلي آخر وأكثر إلحاحاً برز في الأيام الأخيرة. فبحسب تقارير في وسائل التواصل في سورية وفي الإعلام العربي، تقوم روسيا بتخفيف عديد قواتها في سورية، بينهم مئات المرتزقة من تنظيم "فاغنر"، وتقوم بنقلهم إلى المعركة في أوكرانيا. وحل محل هذه القوات مقاتلون إيرانيون وعناصر من الميليشيات الموالية لإيران. كما جرى وضع اللواء السوري 47، جنوبي محافظة حلب، تحت قيادة إيرانية.

عديد القوات الإيرانية المتمركزة في سورية لم يتغير بعد هذه الخطوات، كما أن انتشارها الجديد لا يغير حجم خطرها على إسرائيل. الجديد هو منظومة الأدوات المترابطة التي أُنشئت في سورية في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يجعل الوجود العسكري الإيراني أكثر دينامية في عملية اتخاذ القرارات في سورية. وتجدر الإشارة إلى أن الانتشار الإيراني الجديد جرى بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، وبموافقة روسية، وهذا يدل على اعتماد النظام في سورية على القوة البشرية الإيرانية لملء الفجوة التي تركتها القوات الروسية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 19/4/2022
المواجهات في المسجد الأقصى تنزلق إلى قصر الملك عبد الله
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • وقّع 85 عضواً في البرلمان الأردني عريضة تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاق السلام. الهجمات الحادة موجهة أيضاً إلى ملك المغرب محمد السادس، الذي يلقَّب، بتهكُّم، "ملك التطبيع" مع إسرائيل، بينما يتولى رئاسة لجنة القدس التي أُنشئت في سنة 1975.
  • الملك عبد الله العائد من ألمانيا، حيث خضع لعملية معقدة في العمود الفقري، يعلم قبل بدء شهر رمضان أنه من المتوقع أن يشكّل الحرم القدسي مركزاً للاضطرابات. المطلوب منه الآن أن يواجه، من فراش استشفائه، التسونامي الآتي من القدس. الملك عبد الله أجرى محادثات في هذا الشأن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومع وزير الدفاع بني غانتس، كما أجرى ممثلوه محادثات مع رئيس الشاباك ومساعديه. وبحسب مصدر أردني رفيع المستوى، فإن حصيلة هذه المحادثات أن تمتنع إسرائيل من إدخال قواتها إلى الحرم القدسي، وسيبذل الأردن مع السلطة الفلسطينية كل ما في وسعهما لمنع حدوث مواجهات. "دخول القوات الإسرائيلية إلى الحرم القدسي وضع الملك أمام طريق مسدود"، قال المصدر، وتابع: "الانتقادات الداخلية تأججت، وهناك شعور بأن إسرائيل لم تفِ بتعهداتها".
  • قبل 3 أيام أرسل الملك تعليمات قاطعة إلى رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة بالعمل على المستويين الدولي والعربي "لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في الحرم القدسي من أجل تهدئة الأجواء". في الأيام الأخيرة، أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي محادثات مكثفة مع المسؤولين في الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ومع رؤساء كلّ من مصر والمغرب والإمارات، طالباً منهم التدخل للضغط على إسرائيل كي لا تدخل قواتها إلى موقع المساجد. في المقابل، طلب الأردن عقد جلسة لمجلس الأمن للبحث في أحداث الحرم القدسي، وصعّد خطابه ضد "الاعتداءات الإسرائيلية" التي تمسّ بالأماكن المقدسة في الحرم القدسي.
  • بالإضافة إلى التخوف من نشوب الاحتجاجات في الأردن، وفي دول عربية وإسلامية سبق أن بدأت تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كل حادث في الحرم القدسي يُعتبر بمثابة فشل لملك الأردن في ممارسة سلطته وصلاحياته في الأماكن المقدسة، كما جرى تحديدها والاتفاق عليها بين الأردن وإسرائيل. اتفاق السلام المبرم في سنة 1994 منح الأردن مكانة خاصة لإدارة الأماكن المقدسة. في سنة 2015، قبِل بنيامين نتنياهو "اتفاقات كيري" (التي صاغها وزير الخارجية الأميركي جون كيري)، والتي نصت، من بين أمور أُخرى، على أن في إمكان المسلمين الصلاة في الحرم القدسي، بينما يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم، لكن لا يحق لهم الصلاة فيه.
  • هذا المبدأ الذي لا يزال سارياً حتى اليوم، هو الذي منع الحركات اليمينية في إسرائيل من اقتحام الحرم القدسي لتغيير الستاتيكو وإظهار "سيادة" إسرائيل على الحرم القدسي. إسرائيل لا تنوي تغيير الستاتيكو، لكن دخول جنود وعناصر من الشرطة إلى الحرم يُفسَّر في فلسطين والأردن، ليس فقط بأنه انتهاك لِما جرى الاتفاق عليه، بل بأنه دليل على نية إسرائيل السيطرة على الحرم القدسي وتحويله إلى موقع يهودي، خلال تولّي الملك عبد الله المسؤولية عن الحرم.
  • تخوّف آخر يُطرح كتهديد خفي على طاولة الملك عبد الله، هو تطلُّع السعودية إلى الحصول على صلاحيات إدارة الأماكن المقدسة في القدس وإزاحة الملك عبد الله عن منصبه. على هذه الخلفية، نشأ قبل عامين توتُّر بين المملكتين، عندما تخوف الملك عبد الله من أن تكون "صفقة القرن" للرئيس ترامب موجهة، من بين أمور أُخرى، لتحقيق طموح السعودية، في مقابل تأييدها خطة السلام الأميركية. من هنا، أيّ حادث في الحرم القدسي يمكن، في رأي الملك، أن يمنح السعودية ذريعة كي تطالب لنفسها بالوصاية بسبب ما يفسَّر كضعف في مواجهة إسرائيل.
  • من أجل تبديد الانتقادات في الداخل والطموحات السعودية من الخارج، وفي الوقت عينه، الحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل ومع السلطة الفلسطينية، طلب الملك عبد الله من أتباعه تصعيد لهجة الخطاب. لكن هذه القناة ليست خالية من المخاطر. بصورة غير مسبوقة، أعرب رئيس الحكومة الأردني بشر الخصاونة أمس (الاثنين) عن تأييده وتشجيعه لراشقي الحجارة في الحرم القدسي، وحظيَ بردّ صاخب من رئيس الحكومة نفتالي بينت الذي قال إنه "ينظر إلى التصريحات التي تتهم إسرائيل بالعنف الموجّه ضدها بخطورة بالغة... هذا الأمر مرفوض من طرفنا. وهو يشكل هدية للمحرضين، وعلى رأسهم "حماس" التي تحاول إشعال العنف في القدس".
  • امتنع بينت من اتهام رئيس الحكومة الأردنية مباشرة. يبدو أنه يدرك هو أيضاً أنه عندما يقول الخصاونة هذا الكلام أمام البرلمان الذي تطالب أغلبية أعضائه بقطع العلاقات مع إسرائيل، فإن هذا الخطاب الصارم هو بديل من الاستجابة للضغط البرلماني لقطع العلاقات الدبلوماسية. الخصاونة والملك لا ينويان قطع العلاقات مع إسرائيل، أو إغلاق السفارات. للدولتين مصالح عسكرية واقتصادية حيوية، وهما لا تريدان التحول إلى رهينة في أيدي المتطرفين في الحرم القدسي.
  • لكن سيكون من الخطأ الفادح النظر إلى التصريحات الصاخبة المتبادلة على أنها لعبة لها دور خطابي ضروري من أجل تهدئة الأجواء. كما في إسرائيل، كذلك في الأردن، مشكلة الحرم القدسي لا تتعلق فقط بحرية ممارسة الشعائر الدينية، بل تخدم أيضاً خصوماً سياسيين يمكنهم إسقاط حكومات.
  • لعبة البينغ بونغ الخطابية الحاقدة بين إسرائيل والأردن لا تكفي لإخفاء الخطر الذي يتهدد الحكومة الإسرائيلية والمملكة الأردنية من أعالي الحرم القدسي. في استطاعة إسرائيل التمسك بحجة السيادة التي تمنحها صلاحية استخدام قوات في الحرم القدسي، لكن عندما تنازلت عن فرض سيطرتها على الحرم من تلقاء نفسها، وبالاتفاق، فإن أي مظهر قوة تُظهره هناك لن يغيّر في مكانتها، بل يمكن أن يدمر نسيج العلاقات الهشة التي لا تزال تحافظ على الصلة بينها وبين الأردن.

 

"معاريف" 18/4/2022
المواجهات في المسجد الأقصى: في جو التحريض القائم، من شأن كل حدث استثنائي أن يتحول إلى انتفاضة
إفرايم غنور - صحافي إسرائيلي
  • الهدوء النسبي في غزة خلال الاشتباكات والعمليات في الضفة يجب ألا يضللنا. فقمة النقب التي عُقدت في الآونة الأخيرة في "سديه بوكير"، وشارك فيها وزراء خارجية عرب لهم ثقلهم، كالإمارات والبحرين ومصر والمغرب، خلّفت حالة من الإحباط الكبير في أوساط الفلسطينيين. هؤلاء شعروا بالخذلان من حقيقة أن الدول العربية تدير علاقات مع إسرائيل في وقت تُرك الفلسطينيون وحدهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. في رأيي، هذا هو العامل الأساسي الذي أشعل موجة "الإرهاب" الحالية.
  • في الوقت الذي تعيش "حماس" حالة ردع وعدم جاهزية للتعامل مع التفوق الواضح للجيش، فإنها تقوم بتغيير استراتيجيتها وتقرر إشعال النيران عن بُعد. وبكلمات أُخرى، تفعيل النشطاء الكُثر في الضفة، وأيضاً داخل إسرائيل. وكالعادة، المسجد الأقصى والحرم الشريف هما النقطة الأسهل لفعل ذلك، كما كان واضحاً ليلة عيد الفصح. ويجب التشديد على أن: الاشتباكات والمواجهات في المسجد الأقصى ليست عفوية طوال الوقت. فأكثر من مرة، يتحضرون كأنهم على أعتاب حملة عسكرية، حيث هناك مَن يستغل فترات الهدوء في الحرم للتسلح بالأسلحة البيضاء، كالمفرقعات والحجارة والعصي.
  • بين المصلّين المسلمين الذين شاركوا في المواجهات مع الشرطة ورمي الحجارة في المسجد الأقصى ليلة عيد الفصح، كان هناك مَن هتف "نحن رجال محمد ضيف". وبينهم كان أيضاً أعضاء "شباب الأقصى"، التنظيم الذي يقف خلف أحداث عنيفة كثيرة في المسجد الأقصى. من الواضح لكوادر "حماس" أن الصور القاسية التي يظهر فيها أفراد الشرطة الإسرائيلية وهم يعتقلون شباناً فلسطينيين في المسجد الأقصى، ويحولون المسجد إلى ساحة حرب - من شأنها أن تعزز الغضب في أوساط المسلمين. لم ينتبه أحد إلى أن كل شيء بدأ بعد قيام المصلّين أنفسهم برمي الحجارة.
  • وكالعادة، تم استدعاء المصريين، الذين يملكون اليوم قدرة تأثير عالية في "حماس"، لتهدئة الأوضاع؛ فبمساعدة الأموال القطرية، تنفّذ مصر خلال هذه الفترة مشروعاً كبيراً لإعادة الإعمار، يظهر من خلال أعمال كبيرة في البناء والتطوير. تهديد مصر بوقف العمل، إلى جانب حقيقة أن استمرار المواجهة سيوقف دخول آلاف العمال الفلسطينيين الذين يُدخلون ما يعادل 60 مليون شيكل إلى قطاع غزة، جعل "حماس" تخفف من حدة المواجهات في القدس.
  • على الرغم من هذا، فإن حالة التحريض القائمة من الممكن أن تؤدي إلى فقدان السيطرة. وأيّ حدث استثنائي، إسرائيلي أو فلسطيني، من شأنه، ببساطة، تحويل الوضع القائم إلى انتفاضة إضافية خارجة عن السيطرة، وبصورة خاصة في وقت تقف إيران مع براميل وقود الهدف منها تقوية النيران. وإلى جانب هذا كله، يجب على العين الإسرائيلية أن تبقى على الأردن أيضاً.
  • التظاهرات الكبيرة ضد إسرائيل، والتي حدثت هناك خلال نهاية الأسبوع وطالبت الملك عبد الله بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان وإعادة السفير الأردني من تل أبيب، تخدم إيران. الأغلبية الفلسطينية في الأردن من شأنها أن تساعدهم في حال اتساع المواجهات وتحوُّلها إلى انتفاضة خارجة عن السيطرة.