مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: الجيش الإسرائيلي مستعد بوسائل وأهداف مختلفة لضمان استمرار الهدوء والاستقرار في الضفة وغزة
وفد أميركي سيزور إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية والأردن ومصر في محاولة لمنع تصعيد الأوضاع على خلفية الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى
بينت لنتنياهو: فشلت ضد حركة "حماس" ونحن نصلح الوضع
بيان للخارجية الروسية: تنديد لبيد بغزو أوكرانيا محاولة لصرف النظر عن الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية
مقالات وتحليلات
الحرب على المسجد الأقصى مسألة وقت
الصاروخ الذي أُطلق من غزة يبشّرنا بربيع جديد مع الكثير من المشكلات القديمة
ثمن ضبط النفس: إسرائيل تخسر المعركة السياسية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 20/4/2022
غانتس: الجيش الإسرائيلي مستعد بوسائل وأهداف مختلفة لضمان استمرار الهدوء والاستقرار في الضفة وغزة

حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس من مغبة مواصلة التحريض وإطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، وأكد أن ضرراً شديداً سيلحق بالفصائل الفلسطينية، وكذلك بسكان القطاع الذين يتمتعون حالياً بتسهيلات اقتصادية تقدمها إسرائيل لهم.

وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة تفقدية قام بها في قيادة وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أمس (الثلاثاء)، أن الجيش الإسرائيلي مستعد بوسائل وأهداف مختلفة لضمان استمرار الهدوء والاستقرار في الضفة وغزة.

وقال غانتس: "قلت لقادة دول المنطقة إننا نحافظ على الوضع القائم في جبل الهيكل [الحرم القدسي] ولن نسمح للمتطرفين أو المحرضين بإيذاء الأماكن المقدسة".

وأشار غانتس إلى أن الجيش قام أمس بشن هجوم ضد غزة بعد إطلاق صاروخ، وحمّل قادة "حماس" المسؤولية عنه، مؤكداً أنه في حال استمرار التحريض وإطلاق الصواريخ، ستتضرر الفصائل المتطرفة بشدة، وكذلك سكان غزة الذين يستفيدون حالياً من تسهيلات اقتصادية، وفي حال استمرار الهدوء، سيتم توسيع هذه التسهيلات.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سقوط صاروخ أُطلق من غزة في جنوب إسرائيل أول أمس (الاثنين)، ونجحت منظومة "القبة الحديدية" في اعتراضه.

وقالت مصادر فلسطينية في القطاع إنها تعتقد أن حركة الجهاد الإسلامي هي مَن تقف وراء إطلاق الصاروخ.

"يديعوت أحرونوت"، 20/4/2022
وفد أميركي سيزور إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية والأردن ومصر في محاولة لمنع تصعيد الأوضاع على خلفية الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى

من المقرّر أن يقوم وفد أميركي رفيع المستوى هذا الأسبوع بزيارة إلى إسرائيل، وكذلك إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وإلى كل من الأردن ومصر، في محاولة لمنع تصعيد الأوضاع في المناطق [المحتلة]، على خلفية الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الأقصى.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إنه من المتوقع أن يكون المبعوث الأميركي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو، بالإضافة إلى مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط يعيل لمبيرت، على رأس هذا الوفد.

وأشار المصدر نفسه إلى أن زيارة هذا الوفد تأتي بناءً على قرار من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على خلفية الخشية الأميركية الكبيرة من التوترات والتصعيد في المنطقة وخطر تصاعُدها إلى مواجهة عنيفة أوسع.

ووفقاً للمصدر ذاته، من المقرّر إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المستوطنين بدءاً من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان، في خطوة لا جديد فيها، إذ إن هذا القرار يُتّخذ سنوياً وتم العمل به خلال أعوام سابقة.

من ناحية أُخرى، أفاد بيان للديوان الملكي المغربي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أجرى مكالمة هاتفية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بشأن المستجدات الأخيرة في الحرم القدسي الشريف.

وأكد البيان أن العاهلين اعتبرا أن من شأن هذا التصعيد أن يزيد في مشاعر الحقد والكراهية والتطرف، وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأشاد السفير الفلسطيني في المغرب جمال الشوبكي بموقف المملكة المغربية من الأحداث الأخيرة في الحرم القدسي الشريف، وقال إن موقف المملكة يعبّر عن رفضها أي إجراءات من شأنها فرض وقائع جديدة في القدس ترمي إلى تغيير طابع المدينة وموروثها الحضاري والديني.

وأُعلن في قطاع غزة أن الفصائل الفلسطينية عقدت اجتماعاً أمس قررت في ختامه رفع حالة الاستنفار العام في صفوفها وعلى كافة المستويات، تحسباً لاحتمال شنّ أي عدوان جديد على المسجد الأقصى، أو ارتكاب اعتداءات جديدة من طرف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

وحذّرت الفصائل من دعوات المستوطنين إلى القيام بمسيرة الأعلام، وأكدت أن يدها على الزناد، وأعادت إلى الأذهان أن هذه المسيرة كانت أحد الدوافع لمعركة "سيف القدس" في أيار/مايو 2021، كما أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستغل التطبيع العربي لحسم الصراع في القدس.

هذا وعرضت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء أمس صوراً تُظهر أن مقاتليها استهدفوا طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي شنت غارات على قطاع غزة الليلة قبل الماضية.

وكانت هذه الكتائب أعلنت فجر أمس أن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض - جو.

"معاريف"، 20/4/2022
بينت لنتنياهو: فشلت ضد حركة "حماس" ونحن نصلح الوضع

تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس (الثلاثاء) انتقادات لاذعة مع زعيم المعارضة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو بشأن سياسة كل منهما حيال قطاع غزة، وذلك بعد أن أطلق ناشطون في قطاع غزة صاروخاً في اتجاه إسرائيل لأول مرة منذ أشهر طويلة.

وقال بينت في بيان نشره في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "سيد نتنياهو، في فترة مناوبتك أطلق "الإرهابيون" 13.000 صاروخ في اتجاه سكان جنوب إسرائيل، ونفّذوا 1500 هجوم "إرهابي"، وحرقوا 45.000 دونم من أراضينا، وقتلوا 238 إسرائيلياً وأصابوا 1700 آخرين. وما الذي فعلته؟ قمت بنقل حقائب ممتلئة بالدولارات إلى ’حماس’"، في إشارة إلى مئات ملايين الدولارات من الدفعات الشهرية التي أرسلتها قطر إلى حركة "حماس" منذ سنة 2018.

كما انتقد بينت نتنياهو بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة في أيار/مايو 2021 ["حارس الأسوار"]، والتي جرى شنها بعد أن أطلقت حركة "حماس" عدداً من الصواريخ في اتجاه القدس وما رافقها من أعمال عنف بين اليهود والعرب في المدن الإسرائيلية المختلطة.

وقال بينت مخاطباً نتنياهو: "إن إرثكم هو: صواريخ ’حماس’ تستهدف القدس، وهجمات غوغاء في عكا واللد وغيرهما. وإسرائيل تحترق. لقد فشلت ضد ’حماس’ ونحن نصلح الوضع".

وجاء بيان بينت هذا رداً على بيان نشره نتنياهو على مواقع التواصل الاجتماعي أول أمس (الاثنين) بعد وقت قصير من اعتراض منظومة "القبة الحديدية" صاروخاً أُطلق من قطاع غزة، هو الأول منذ نحو 4 أشهر، لينهي واحدة من أطول فترات الهدوء في منطقة الحدود مع قطاع غزة منذ عدة أعوام، وشن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق هجمات ضد مواقع تابعة لحركة "حماس" في القطاع. وأكد نتنياهو ضرورة إقامة حكومة يمين قوية لأن من شأنها هي فقط أن تعيد السلام والأمن إلى سكان إسرائيل.

ورداً على بيان بينت، أكد حزب الليكود بزعامة نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه على موقع "تويتر" أن الهدوء الذي ساد في جنوب إسرائيل هو نتيجة لعملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قادها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وأضاف الليكود مخاطباً بينت: "يبدو أنك نسيت أنه خلال فترة نتنياهو كنت وزيراً للدفاع وعضواً في الحكومة. لقد انتهى وقت حكومتك الضعيفة وعليك أن تبدأ بحزم أمتعتك".

 

"يديعوت أحرونوت"، 19/4/2022
بيان للخارجية الروسية: تنديد لبيد بغزو أوكرانيا محاولة لصرف النظر عن الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية

حملت روسيا بشدة على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد وندّد فيها بالغزو الروسي لأوكرانيا، متهماً موسكو بارتكاب جرائم حرب.

وجاء في بيان استثنائي أصدرته وزارة الخارجية الروسية في نهاية الأسبوع الفائت، إن تصريحات لبيد هذه ما هي إلاّ محاولة لصرف أنظار المجتمع الدولي عن أحد النزاعات الأطول في التاريخ، وهو النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وأضاف البيان أن حكومة إسرائيل تواصل الاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية وتقوم بضمها تدريجياً إلى سيادتها، مشيراً إلى أن هناك مليونين ونصف مليون فلسطيني يعيشون في جيوب منفصلة ومنقطعة عن العالم. كما أشار البيان إلى أن قطاع غزة أصبح بالفعل سجناً مفتوحاً يعيش سكانه منذ 14 عاماً في ظروف حصار بحري وبري وجوي شديد تفرضه إسرائيل. كما أوضح بيان الخارجية الروسية أن دول الغرب والولايات المتحدة تمرّ مرور الكرام على استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء هذا الرد الروسي الشديد اللهجة بعد 10 أيام من تصويت إسرائيل لمصلحة إقصاء روسيا عن مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

وتعقيباً على ذلك، قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن روسيا عادة ما تصوّت ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، ولذا فإن إسرائيل لا ترى أي مانع في أن تصوّت ضد روسيا في هذه المنظمة الدولية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 20/4/2022
الحرب على المسجد الأقصى مسألة وقت
تسفي برئيل - صحافي ومحلل في صحيفة "هآرتس"
  • التيار الديني المسياني في اليمين الإسرائيلي صادقون حين يحاولون، المرة تلو الأُخرى، اقتحام الحرم الشريف لتثبيت السيادة الإسرائيلية. فمن وجهة نظر أنصار هذا التيار، الصلاة ليست الأساس، إنما السيادة، والسيطرة، والملكية، والصلاحيات. وهم صادقون حين يقولون إن إسرائيل لا تحكم في منطقة الحرم. ما دام لا يستطيع اليهود الصلاة هناك بحُرية، وما دامت إسرائيل لا تسيطر على الحرم. فما معنى أن تكون إسرائيل دولة يهودية، في الوقت الذي تتقاسم مع المسلمين أكثر الأماكن قدسية، بالنسبة إلى مؤمنيها. ولا يتوقف الموضوع عند التقسيم فقط، بل بالتنازل كلياً والانسحاب مما يخصها منذ القدم، ومما هو مكتوب باسمها في الكتاب المقدس.
  • وهذا ليس التناقض الوحيد الذي تقوم به الدولة الدينية. فالحرم موجود في منطقة قامت إسرائيل بضمها، ولم يعترف بهذا الضم إلّا إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب. وحتى لو اعترف العالم كله بهذا الضم، فإن الترتيبات في المسجد الأقصى تتبع الالتزامات الإسرائيلية للأردن، المُقرّة في اتفاقية السلام سنة 1994، والتفاهمات التي تم الاتفاق عليها لاحقاً، وكان الهدف منها احتواء المفاعل الديني الذي ينفجر بين الحين والآخر.
  • منذ سنة 1967 قرر موشيه دايان أن إدارة الحرم ستبقى بيد الوقف الأردني. وفي سنة 2015، صادق رئيس الحكومة، حينها، بنيامين نتنياهو على ما سُمِّي "تفاهمات كيري" (على اسم وزير الخارجية الأميركي، حينها، جون كيري)، وضمنها اعتراف إسرائيل بدور الأردن الخاص في الحفاظ على الأماكن المقدسة. كما التزم الحفاظ على الاتفاق الذي يقرّ بأن "المسلمين يستطيعون الصلاة في المسجد، ويستطيع غير المسلمين الزيارة فقط، من دون صلاة". أمّا "صفقة القرن" الخاصة بترامب، فظهر فيها تناقُض جوهري: فهي من جهة تحافظ على التفاهمات القائمة حتى نشرها، لكنها من جهة أخرى تقرّ أنه "مسموح لكافة المؤمنين بالصلاة في الحرم بشكل يحترم ديانتهم بالكامل". أي لاعبة جمباز كانت ستكون فخورة بمثل هذه الحركة.
  • اقتحامات "أمناء جبل الهيكل" [حركة دينية يهودية متعصبة] للحرم القدسي، وحلمهم لا ينحصر في الصلاة، إنما بإعادة بناء الهيكل أيضاً - مشروع سيتطلب هدم المساجد الإسلامية هناك لتحقيقه - هم يطرحون مسألة السيادة على أنها الذريعة الأساسية لهذا الجنون. فهم يرون ذاتهم رأس حربة يمكن ان يفرض على الدولة السيطرة على الحرم، كما استطاعوا سابقاً إلزامها "ضم" الحرم الإبراهيمي وإقامة بؤر استيطانية، الواحدة تلو الأُخرى، حتى إنشاء الدولة الموازية - دولة المستوطنين التي صاغت شكل دولة إسرائيل الأصلية. من وجهة نظرهم، من دون الحرم، لن تستطيع إسرائيل أن تكون دولة يهودية، مبرر وجودها سيتبخر. ومن وجهة نظرهم أيضاً، حتى لو اندلعت حرب أديان، وحتى إن توقفت علاقات إسرائيل مع صديقاتها من الدول العربية، القديمات والجديدات - إذا فرضت هذه الدول عقوبات على إسرائيل - تستحق السيطرة الكلية على الحرم هذا الثمن.
  • حكومات إسرائيل حرصت دائماً إنكار ادعاء المسلمين أن إسرائيل تعمل على تحويل المسجد الأقصى إلى مكان للصلاة، لليهود حصراً، وطرد المسلمين منه، أو تقسيمه.
  • وليس مستغرباً أن أحداً لم يقتنع بهذه المحاولات، وخصوصاً المسلمين. فالبناء حول المسجد الأقصى، والسيطرة على بيوت العرب، وبالأساس الاعتراف بأن دولة إسرائيل ليست هي الحاكم الفعلي في المناطق المحتلة، إنما القوى الدينية المسيانية اليهودية المتطرفة (الذين خططوا أيضاً لتفجير المسجد) - كل هذه المؤشرات عززت ما يُسمى، إسرائيلياً، "المخاوف الإسلامية"، ومن وجهة نظر المسلمين، هو تشخيص واقعي. ففي الوقت الذي يستطيع "قياديون"، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أن يكونوا أعضاء كنيست، ووزراء أيضاً، فإن الحرب على الحرم ليست إلّا مسألة وقت.

 

"معاريف"، 20/4/2022
الصاروخ الذي أُطلق من غزة يبشّرنا بربيع جديد مع الكثير من المشكلات القديمة
إفرايم غانور - محلل عسكري
  • "قمة النقب" التي عُقدت قبل شهر، أثارت خيبة الأمل والغضب وسط الفلسطينيين، في الأساس لأنها لم تأتِ على ذكرهم، وهذا ما شجعته إيران التي دفعت الجهاد الإسلامي و"حماس" ومؤيديهم إلى تنفيذ الهجمات "الإرهابية" الأخيرة في قلب إسرائيل - وبذلك نجحت مجدداً في وضع القضية الفلسطينية في رأس جدول أعمال الشرق الأوسط.
  • من الطبيعي أن يكون الحرم القدسي والمسجد الأقصى النقطة الأسهل والأكثر حساسية لإثارة المشاعر وتأجيجها في هذا التوقيت الممتاز من أيام شهر رمضان. "حماس" التي تدرك أنها لم تنضج الآن لمواجهة تفوّق الجيش الإسرائيلي، انتهجت استراتيجيا مختلفة ومغايرة، هي التأجيج عن بُعد، وفعلت ذلك بمساعدة العديد من النشطاء في الضفة الغربية، وأيضاً في داخل دولة إسرائيل - ومن خلال كبح أي محاولة من  الجهاد الإسلامي لإطلاق صواريخ من القطاع.
  • الخطة التي أُعدّت سلفاً، أدخلت إلى العمل "شباب الأقصى"، شبان التلال التابعين لـ"حماس"، الذين تحركوا كما هو منتظَر منهم: من خلال إثارة الشغب، ورشق اليهود القادمين إلى الحرم القدسي بالحجارة، والتسبب بالضرر للمواصلات العامة حول "الحوض المقدس". المرحلة الثانية من نجاح "حماس" هي أنها أجبرت حرس الحدود على التحرك بكامل قوته في الحرم وداخل المسجد الأقصى، وقدمت إلى العالم، وفي الأساس إلى مئات الملايين من المسلمين في الكرة الأرضية، صوراً قاسية تُظهر عناصر الشرطة وهم يضربون شباناً فلسطينيين في المسجد، ويمنعونهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحُرية في شهر رمضان المقدس، ويدنّسون المكان الأكثر قدسية بالنسبة إلى كل مسلم حيثما كان.
  • كل ذلك بينما تُظهر منشورات "حماس" نية إسرائيليين تدنيس الحرم القدسي، الأمر الذي أدى إلى ردات فعل قاسية من العالم الإسلامي: من الأردن ومصر والسعودية والمغرب وتركيا وغيرها. دول وضعت هنا، قبل أيام معدودة، أساساً لتحالُف استراتيجي، في الأساس في مواجهة التهديد الإيراني. كل هذا حدث على الرغم من أنه كان واضحاً ومعروفاً، بالنسبة إلى أغلبية الذين عبّروا عن استيائهم ضد إسرائيل وإدانتهم لها، أن الشباب هم العنصر الأساسي وراء الأحداث القاسية والاستفزاز الذي تقوم به "حماس"، وأن كل ما يحدث في هذه الأيام يخدم الإيرانيين.
  • المرحلة الثالثة من نجاح "حماس" في جولة المواجهة هذه ناجمة عن حقيقة أنها نجحت في زعزعة الحكومة الحالية، ودفع القائمة العربية الموحدة (راعام)، التي تمثل الجمهور العربي في الحكومة الإسرائيلية، إلى إعلان تجميد مشاركتها في الحكومة، وفي الائتلاف.
  • إلى جانب ذلك، نجحت "حماس" مرة أُخرى في مفاقمة حدة النقاش الذي يقسم الجمهور الإسرائيلي – بين المؤيدين للتقارب وتقديم تسهيلات للفلسطينيين، وفي المقابل، إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ضمن حدود الـ 1967، وبين أنصار اليمين المتطرف الذين يؤيدون استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين والعرب في إسرائيل، ويؤججون نار الكراهية من خلال مواقفهم المتصلبة وإيمانهم بأرض إسرائيل الكاملة، بما في ذلك إعادة بناء الهيكل على الحرم القدسي.
  • هكذا، على الرغم من تجربتنا وتعلّمنا الدرس حتى في الجولة الحالية، فإننا في كل مرة نقع في الحفرة التي حفرتها لنا حركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي في الحرم القدسي، بينما هما لا تتوقفان عن الحلم، وعن الإيمان بقدرتهما على إقامة دولة فلسطينية من البحر المتوسط إلى النهر. وما دام لدينا سموتريتش وبن غفير ومؤيدوهم، الذين يحاولون فرض جدول أعمال الدولة الأمني والسياسي - سنظل نغرق في الوحل المشبع بالكثير من الدماء، وسنظل ندفع أثماناً باهظة.
  • ومهما كانت التحالفات والاتفاقات التي نجريها ونقوم بها مع الدول العربية مهمة، فإنها ستتبدد بمرور الزمن، ولن تنجح في إنقاذنا من هذا الوضع الإشكالي. من أجل ذلك، نحن بحاجة إلى زعامة شجاعة من الجانبين، تكون قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة، وفي هذه الأوقات الصعبة، لا يبدو هذا في الأفق. من هنا، الصاروخ الذي أُطلق أمس من غزة، يبشّر بربيع جديد مع الكثير من المشكلات القديمة.
"يسرائيل هَيوم"، 19/4/2022
ثمن ضبط النفس: إسرائيل تخسر المعركة السياسية
أمنون لورد - محلل سياسي
  • قبل أقل من أسبوعين، قتل "مخرب" فلسطيني من جنين ثلاثة إسرائيليين في بار في تل أبيب. بعد إطلاق النار عليه، وُصف الحدث في عنوان عادي في صحيفة "الغارديان": "القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بعد حدوث تبادُل لإطلاق النار في تل أبيب أدى إلى مقتل شخصين". وهذا عكس الحقيقة. كذلك أحداث الحرم القدسي، يراها الإسرائيليون بعكس ما يراها المسلمون. المهاجم يصبح هو الذي يتعرض للهجوم. وعندما تحاول قوات الشرطة فرض النظام في القدس، تصوَّر كأنها المهاجم.
  • مهما حاولت الحكومات الإسرائيلية ضبط نفسها، ومعالجة الهجمة "الإرهابية" الفلسطينية بوسائل دفاعية فقط، فهي في نهاية الأمر دفعت الثمن على الساحة السياسية. رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لبيد ليسا مؤهلين لمعركة سياسية تقوم على مواجهة. ردة فعل الدول العربية السّنية على الأحداث لم تكن مفاجئة. الأزمة التي نشأت بعد الأحداث، وخصوصاً إزاء الإمارات، هي نوع من هزة أرضية متوسطة القوة. الإمارات لن تشارك في احتفالات ذكرى الاستقلال. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه بواسطة هجمة "الإرهاب" التي أطلق عليها بينت اسم "موجة إرهاب"، بالإضافة إلى أعمال الشغب في الحرم القدسي والهجوم على مصلين في المدينة القديمة، الفلسطينيون قادرون على تحريك عملية سياسية.
  • لقد وصل بينت ورفاقه إلى لحظة الحقيقة. فمن خلال ردوده على بعض تغريدات الليكود على تويتر، يبدو أن بينت لا يزال في المجال الدعائي، ولم يصل بعد إلى مستوى الزعامة كرجل دولة. الضغط العنيف من الأراضي الفلسطينية الذي يترافق مع الضغط الأميركي، وربما القليل من الضغط الروسي، يحول هذه الحكومة المفككة إلى قناة سياسية.
  • الأردن يتصرف كعادته. كل محاولات المصالحة لم تنفع. الملك عبد الله يتلقى الدفعات السخية من إسرائيل، من وزير الدفاع بني غانتس ومن رئيس الحكومة بينت ويضعها في جيبه، ثم يعود إلى هجماته التي لا تتوقف. في البداية، ضاعفت إسرائيل حصة الأردن من المياه، لكن هذا لم يغيّر علاقة الأردن بإسرائيل - الضعيف تفوح منه رائحة الضعف.
  • لكن المفاجأة غير السارة هي رد الولايات المتحدة التي يقودها وزير الخارجية أنتوني بلينكن. وبدلاً من تقديم الدعم للحكومة الإسرائيلية التي تحاول فرض القانون والنظام، فإذا به يهاجم "عنف المستوطنين" ودخول الجيش الإسرائيلي إلى أراضي "المنطقة أ". وكما يطالب أبو مازن، فإن فتح القنصلية الأميركية في القدس سيُطرح مجدداً على جدول الأعمال. الأميركيون والفلسطينيون يتحدثون عن "أفق سياسي". روسيا المحاصرة على الساحة الدولية ستظهر قريباً أنها لم تنسَ كيف تستخدم الورقة الفلسطينية من أجل الحصول على الشرعية، وربما التسبب بانشقاق الغرب.