مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: إيران تُحوّل إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني عشرات الملايين من الدولارات سنوياً
تمديد اعتقال قائد الجهاد الإسلامي الفلسطيني في الضفة الغربية بسام السعدي
عميد درزي يتولى منصب قائد سلاح المدرعات
تعزيز التعاون بين إسرائيل والمغرب في مجال عمل الشرطة
أخبار انتخابية: للأسبوع الثالث على التوالي، استطلاع "معاريف" يظهر أن لدى نتنياهو أغلبية لتأليف حكومة؛ نتنياهو يتمكن من استبعاد عدد من أعضاء كنيست عن المراكز الأولى في قائمة الليكود
تقرير: الجيش الإسرائيلي أجرى تدريباً بحرياً يتعلق بالدفاع عن منصة "كاريش"
مقالات وتحليلات
فرصة أُخرى أضعناها: الفجر لن يطلع
عامان على "اتفاقيات أبراهام": وتيرة تقدّم مذهلة، التحدّيات كبيرة، والإمكانات لم تستنفذ بعد
عملية "مطلع الفجر" هي درس مهم لحزب الله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/8/2022
غانتس: إيران تُحوّل إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني عشرات الملايين من الدولارات سنوياً

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن إيران تُحوّل إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني عشرات الملايين من الدولارات سنوياً بواسطة الحرس الثوري.

وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده مع وزير الدفاع القبرصي شارلامبوس بيتريدس في تل أبيب أمس (الخميس)، أن طهران تزود الجهاد الإسلامي الفلسطيني بوسائل قتالية تُستعمل في نهاية المطاف ضد مدنيين وتقوم كذلك بنقل خبرات تتعلق بإنتاج وسائل قتالية إلى هذه الحركة.

وتطرق غانتس إلى العلاقات بين إسرائيل وقبرص فأكد أنها فريدة وتعتمد على قيم ورؤية مشتركة بالنسبة إلى مستقبل منطقة شرقي البحر المتوسط وهو ما يبرر التعاون الأمني بينهما، سواء في تبادل المعرفة أو في التعاون العسكري. وأشار إلى أن اليونان شريك في هذا التعاون وهذا الأمر يوسع القدرة على إرساء الأمن في المنطقة.

وشكر غانتس نظيره القبرصي على زيارته وعلى استضافة مناورة للجيش الإسرائيلي وعلى الشراكة بين البلدين.

 

"يديعوت أحرونوت"، 12/8/2022
تمديد اعتقال قائد الجهاد الإسلامي الفلسطيني في الضفة الغربية بسام السعدي

مددت محكمة عوفر العسكرية في إسرائيل اعتقال قائد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في الضفة الغربية بسام السعدي لمدة 6 أيام للاشتباه بقيامه بنشاطات عدائية.

واعتُقل السعدي، الذي قضى سابقاً 7 محكوميات في السجن الإسرائيلي، قبل أسبوع ونصف الأسبوع خلال حملة مداهمة عسكرية إسرائيلية في جنين استهدفت اعتقال مطلوبين في إطار عملية "كاسر الأمواج". وقال جهاز الأمن العام ["الشاباك"] إن السعدي يقف وراء تعزيز حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وجنين.

وفي إثر إطلاق حركة الجهاد الإسلامي تهديدات بالانتقام لاعتقال السعدي، قامت إسرائيل بإغلاق محاور البلدات والمستوطنات القريبة من قطاع غزة لتقليص الضرر ولم تلبث أن شنت يوم الجمعة الماضي ضربة استباقية على غزة قائلة إن لديها مؤشرات ملموسة لهجوم وشيك، فيما أصبحت تُعرف باسم عملية "مطلع الفجر" أو "الفجر الصادق" وفق التسمية التي اعتمدها الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية. وبعد قرابة ثلاثة أيام من القتال تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وورد في حينه أنه شمل إطلاق السعدي ومعتقل فلسطيني آخر هو خليل عواودة، وفقاً لناطق بلسان الجهاد الإسلامي. لكن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف قال بعد فترة وجيزة إن إسرائيل لا نية لديها لإطلاق سراح سجناء في وقت مبكر. كما أشار وزير الدفاع بني غانتس إلى أنه ليس على دراية بوعد إطلاق سراح "إرهابيين".

 

"يسرائيل هيوم"، 11/8/2022
عميد درزي يتولى منصب قائد سلاح المدرعات

تولي العميد هشام إبراهيم هذا الأسبوع منصب قائد سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي.

وأُقيمت مراسم تسلّم إبراهيم هذا المنصب في باحة النصب التذكاري لسلاح المدرعات في اللطرون [منطقة القدس] بحضور قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء ساعر تسور الذي أثنى على إبراهيم كقائد ومقاتل في صفوف سلاح المدرعات.

وبدوره شكر إبراهيم قيادة الجيش الإسرائيلي على ثقتها به وتعيينه في هذا المنصب الرفيع متعهداً بالعمل الدؤوب والحثيث من أجل إعداد سلاح المدرعات ليحقق الانتصار في ميدان المعركة. وأضاف أن الدبابة ستواصل القيام بدور حاسم في المعارك المستقبلية، لكن يجب ملاءمتها للواقع في ساحة القتال وللتطورات التكنولوجية.

يُشار إلى أن العميد هشام إبراهيم (44 عاماً) هو درزي من سكان قرية المغار [الجليل] وحائز على لقبين أكاديميين في إدارة الأعمال والأمن القومي، وكان شغل في الماضي منصب قائد لواء مدرع ونائب قائد الفرقة 91 المدرعة.

 

موقع Ynet، 12/8/2022
تعزيز التعاون بين إسرائيل والمغرب في مجال عمل الشرطة

أنهى القائد العام للشرطة الإسرائيلية هذا الأسبوع زيارة رسمية في المغرب أسفرت عن تعميق التعاون بين الدولتين في كل ما يتعلق بعمل الشرطة.

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة الإسرائيلية إن شبتاي اتفق خلال الزيارة مع نظيره المغربي عبد اللطيف حموشي على خطوات لم يتوصل إليها البلدان من قبل.

وأضافت المصادر نفسها أن الطرفين توصلا أيضاً إلى تفاهمات بشأن قضايا تسليم المجرمين بين البلدين وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب والمعلومات التكنولوجية.

واستغرقت زيارة شبتاي 5 أيام التقى خلالها كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية. كما تحدث مسؤولون كبار في كلا الجانبين عن تعميق التعاون في العمل الشرطي الحديث وفي نشاطات أجهزة تطبيق القانون.

وقالت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي في بيان رسمي صادر عنها، إن زيارة شبتاي استهدفت تبادل الخبرات والتجارب في مختلف مجالات الأمن، ولا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب، ومختلف أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

وجاءت زيارة شبتاي بعد مضي نحو شهر واحد على زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إلى المغرب والتي اعتبرت زيارة ناجحة.

وتأتي الزيارتان نتيجة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين والتي تمت ضمن "اتفاقيات أبراهام" [اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية التي تم التوصل إليها برعاية الإدارة الأميركية السابقة قبل عامين].

 

"معاريف"، 12/8/2022
أخبار انتخابية: للأسبوع الثالث على التوالي، استطلاع "معاريف" يظهر أن لدى نتنياهو أغلبية لتأليف حكومة؛ نتنياهو يتمكن من استبعاد عدد من أعضاء كنيست عن المراكز الأولى في قائمة الليكود

(*) أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو على 59 مقعداً، وستتمكن قائمة "روح صهيونية" برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد [رئيسة "يمينا"] من اجتياز نسبة الحسم (3.25%) في إثر تحالفها مع حزب "ديرخ إيرتس" برئاسة وزير الاتصالات يوعز هندل وتحصل على 4 مقاعد. وإذا ما اختارت شاكيد الانضمام إلى معسكر نتنياهو فستمنح الأخير الأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة (63 مقعداً).

وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ59 التي يحصل عليها معسكر نتنياهو موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 33 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية 10 مقاعد، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 9 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 7 مقاعد.

في المقابل يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 51 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة يائير لبيد 25 مقعداً، وتحالف حزبي "أزرق أبيض" و"أمل جديد" برئاسة وزير الدفاع بني غانتس 10 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا" 5 مقاعد، وحزب العمل 7 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة] 4 مقاعد، ولن يتمكن حزب ميرتس من اجتياز نسبة الحسم.

وتحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها الحالي وتحصل على 6 مقاعد في الكنيست.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 717 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.2%.

(*) أشارت النتائج النهائية للانتخابات الداخلية لقائمة مرشحي حزب الليكود لانتخابات الكنيست المقبلة التي جرت أمس (الخميس)، إلى أن رئيس الحزب بنيامين نتنياهو تمكّن من استبعاد عدد من القيادات وأعضاء كنيست عن الأماكن الأولى في القائمة أو إخراجهم منها.

أهم الأسماء التي تم استبعادها هم أعضاء الكنيست نير بركات ويسرائيل كاتس ويولي إدلشتاين الذين تحدثوا في السابق عن إمكان خلافة نتنياهو في قيادة الليكود أو منافسته، ويبدو أن هذا الحديث أضر بهم فعلاً في الانتخابات الداخلية، وعندما فُرزت الأصوات كان من الواضح أنهم استُبعدوا إلى أسفل القائمة. وكان الأكثر تضرراً يولي إدلشتاين، رئيس الكنيست السابق الذي أنهى الانتخابات التمهيدية الأخيرة في المركز الأول والذي أعلن أنه سيخوض المنافسة ضد بنيامين نتنياهو وندم على ذلك، وهبط الآن إلى المركز 22. 

كما تم إقصاء يسرائيل كاتس أيضاً وحصل على المركز 11 في هذه الانتخابات التمهيدية، أمّا نير بركات، وعلى الرغم من نشاطه الميداني وجهوده العديدة، فلم يتمكن من الوصول إلى المراكز الخمسة الأولى وحصل على المركز الثامن.

وتبيّن بعد فرز الأصوات أن عضو الكنيست ياريف ليفين، أحد أكثر المقربين من نتنياهو، فاز بالمرتبة الأولى، أي أنه سيكون المرشح الثاني بعد نتنياهو في قائمة المرشحين، ويليه في المراكز من الثالث إلى العاشر كل من إيلي كوهين ويوآف غالانت ودافيد أمسالم وأمير أوحانا ويوآف كيش ونير بركات وميري ريغف وآفي ديختر.

طال ليف - رام، "معاريف"، 12/8/2022
تقرير: الجيش الإسرائيلي أجرى تدريباً بحرياً يتعلق بالدفاع عن منصة "كاريش"

بينما كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مشغولة بالتهديد من الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وقبل بدء عملية "مطلع الفجر" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بقليل، أجرى الجيش الإسرائيلي وسلاح البحر تدريباً بحرياً يتعلق بالدفاع عن منصة "كاريش" والحيّز البحري المحيط بها بالقرب من السواحل اللبنانية. وجرى التدريب بمشاركة قوات من أسلحة البحر والجو والسايبر.

وجاء هذا التدريب على خلفية ازدياد الاهتمام في إسرائيل بتهديدات حزب الله بالمساس بمنصة الغاز على خلفية النزاع بشأن الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. ويمكن الافتراض بأن عدم نشر أي أنباء عن التدريب قبل إجرائه يهدف إلى تجنّب إثارة أي سوء فهم من جانب حزب الله فيما يتعلق بنيات إسرائيل.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "معاريف": "إن الرسالة التي قصدنا تمريرها استوعبت جيداً في لبنان وفي أماكن أُخرى. لقد كانت أقدامنا في ذلك اليوم في غزة وكانت قلوبنا مع سكان غلاف القطاع، لكن رؤوسنا بقيت في التحديات المركزية الماثلة أمامنا في الشمال".

وتسود في أروقة المؤسسات الأمنية تقديرات بأنه على الرغم من تهديدات حزب الله، فإنه سيتم التوصل إلى تسوية في نهاية المطاف، وذلك من منطلق الافتراض بأن جميع الأطراف تدرك أن مطالب هذا الحزب غير مرتبطة بالواقع.

وأوضح المصدر الأمني رفيع المستوى نفسه أن "تهديدات حزب الله لن توقف إسرائيل عن البدء بضخ الغاز الطبيعي من المنصة هذا العام".   

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/8/2022
فرصة أُخرى أضعناها: الفجر لن يطلع
يسرائيل هرئيل - محلل سياسي
  • "تنظيم زائل"، هكذا وصفت المؤسسة الأمنية تنظيم الجهاد الإسلامي الذي أثار هذا الأسبوع الذعر لدى كثيرين في إسرائيل. كيف يمكن لتنظيم قادر على إنتاج صواريخ وإطلاقها نحو عمق أراضينا وصفه بتنظيم "زائل؟"
  • صحيح أن إسرائيل فاجأت الجهاد الإسلامي بضربة استباقية فقصفت مقراته واغتالت عدداً من قياداته، ونجحت في تدمير قدراته على إنتاج الصواريخ وإطلاقها وحطمت روحه المعنوية؛ لكنها لم تنجح في تعطيله تماماً. وبناء على ذلك فإن نتائج المعركة التي قاتل فيها جيش مجهز بأفضل السلاح الجوي والبحري والبري والإلكتروني والبشري ضد تنظيم زائل هي نتائج مخيبة للأمل. يمكن فقط تقدير النتائج عندما يستخدم جيشا "حماس" وحزب الله ترسانتهما ضدنا - عشرات الألوية وعشرات آلاف الصواريخ والقذائف البعيدة المدى وبينها صواريخ دقيقة قادرة على إيقاع خسائر كبيرة وسط السكان وشل حركة المواصلات وتدمير بنى تحتية مدنية وعسكرية وفصل المطارات والمرافىء. هل نرد بقصف غزة وبيروت وقتل الأبرياء؟
  • لقد منحنا الجهاد الإسلامي فرصة كان من الممكن الاستفادة منها بواسطة استخدام القوات المدرعة والراجلة والهندسة لتعطيله تماماً. وسيندهش حزب الله و"حماس" من التغيير الذي طرأ على الاستراتيجيا الإسرائيلية: الحسم، لا احتواء بعد اليوم. فمن دون الاستعداد لاستخدام مثل هذه القوات، ...، لا يمكن تحقيق الحسم في مواجهة جيشي "حماس" وحزب الله، وستبقى إسرائيل عرضة إلى الأبد لتهديد الصواريخ.
  • ثلاثة عقود مرت منذ تجرأ الساسة في إسرائيل على اتخاذ قرار استراتيجي عظيم الأهمية: اتفاق أوسلو، الذي قام على خداع للنفس (إسرائيلي) وعلى خداع حقيقي (فلسطيني)، ودفع ثمنه آلاف الإسرائيليين من حياتهم وتسبب باليأس وبالانحطاط وبضرر اقتصادي كبير - وخلق مشكلات أمنية تقف إسرائيل عاجزة تجاهها: ترسيخ وتعاظم قوة تنظيمات "إرهابية" تحولت إلى جيوش "إرهاب" من دون أن يكون لدى إسرائيل الرد الاستراتيجي على ذلك، ففي اليمين كما في اليسار، يسود الاعتقاد بأن هذا قدر أو مرض لا شفاء منه.
  • ... لو كان لدى حكومة لبيد - وينطبق هذا الأمر على حكومات بنيامين نتنياهو- تفكير استراتيجي بعيد الأجل، كان من الممكن في الأسبوع الماضي من خلال السعي إلى الحسم البدء بتغيير نظرية الاحتواء. فرصة أُخرى أضعناها والفجر لن يطلع.

 

"معهد دراسات الأمن القومي"، "مباط - عال" العدد 1632، 11/8/2022
عامان على "اتفاقيات أبراهام": وتيرة تقدّم مذهلة، التحدّيات كبيرة، والإمكانات لم تستنفذ بعد
مئير بن شابات، باحث في المعهد ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، - ودافيد أهرنسون: نائب مدير معهد "اتفاقيات أبراهام للسلام" ومستشار سياسي
  • السبت، 13 آب/أغسطس، يكون قد مر عامان على إعلان "اتفاقيات أبراهام" التاريخي. فبعد أسابيع طويلة من الجهود الدبلوماسية السرية، أجرى الرئيس دونالد ترامب، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد ورئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، محادثة هاتفية، انتهت ببيان مشترك بشأن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والإمارات، والبدء بطريق جديدة للتحضير للتطبيع بين الدولتين والشعبين. وبذلك، وضع حجر الأساس في مسار سياسي هو الأهم في المنطقة على مدار الـ25 عاماً الماضية: "اتفاقيات أبراهام". كانت هذه بداية مرحلة جديدة، تحمل اسم الأب المشترك للديانات الثلاث. ما جرى بعدها كان بمثابة حلم: خلال أربعة أشهر بعد البيان، تم توقيع اتفاقيات سياسية بين إسرائيل وأربع دول. كان هذا شعاع ضوء، برز من وراء الغيمة السوداء التي طغت بسبب انتشار وباء كورونا. شعاع أمل، تفاؤل وتجديد.
  • خلال العامين الماضيين، تم فتح ممثليات دبلوماسية إسرائيلية في كل واحدة من الدول التي وقّعت اتفاقيات أبراهام: الإمارات، البحرين، السودان والمغرب. كما تم فتح خطوط جوية مباشرة بين تل - أبيب وأبو ظبي، ودبي، والمنامة، والدار البيضاء ومراكش. هذا بالإضافة إلى قيام وزراء ومسؤولين من هذه الدول جميعاً بزيارات متبادلة، وتوقيع اتفاقيات تعاون في عدة مجالات. كما بادرت مجموعات من رجال الأعمال إلى دراسة الفرص المتاحة، وتبادل نماذج العمل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى هيئات المجتمع المدني، إذ تم رصد عشرات المبادرات. وأدى التعاون التجاري والاتفاقيات الاقتصادية إلى ارتفاع دراماتيكي في أرقام التجارة بين الدول الموقّعة على "اتفاقيات أبراهام"، وبضمنها الاستثمار المباشر بين الدول. وارتفع الطلب على تعلّم اللغة العبرية، إذ تسجّل طلاب إماراتيون ومغربيون للتعلّم في إسرائيل سواء لتلقي دورات أو لتحصيل أكاديمي في مؤسسات التعليم العالي. وفي المقابل، فإن اتفاق الإعفاء من تأشيرة الدخول بين إسرائيل والإمارات، والتأشيرة الإلكترونية للإسرائيليين الراغبين في السفر إلى البحرين والمغرب، جعل سفر الإسرائيليين إلى هذه الدول أسهل بكثير من السفر إلى نيويورك أو واشنطن.
  • هذا إلى جانب العلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول "اتفاقيات أبراهام" التي توطدت وتوسّعت. إذ حازت زيارة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، والتدريبات المشتركة، تغطية واسعة في الإعلام المحلي. فاتفاقيات الشراكة، بقيادة الولايات المتحدة، للدفاع في مواجهة المسيّرات والصواريخ، تبني التفاؤل والأمل الواسع في دول المنطقة القلقة من هذه التهديدات، في الوقت الذي ترفع فيه الصناعات الأمنية الإسرائيلية من وتيرة الإنتاج في إطار هذه الاتفاقيات.
  • لقد نجحت "اتفاقيات أبراهام" بتخطّي العقبات السياسية والأمنية التي وضعها الواقع أمامها. إذ التزم زعماء الدول العربية، التي شاركت في "اتفاقيات أبراهام"، بسياسة الاحتواء التي تبنّوها في أعقاب المواجهة في قطاع غزة - خلال حملة "حارس الأسوار" في أيار/مايو 2021، كما في الحملة الأخيرة، "مطلع الفجر"- وفي الضفة الغربية، حتى عندما دفعت جهات إسلامية متطرفة الأمور نحو الانفجار بشأن المسجد الأقصى.
  • أمّا إدارة بايدن، وعلى الرغم من أنها لم تكن الأب البيولوجي لهذه الاتفاقيات، فقد تبنّتها. وإلى حد ما، منحت الإدارة إطاراً وقناة لتقليل الانتقادات الموجهة ضدها بسبب سياساتها تجاه إيران والشرق الأوسط. فساعد الرئيس بايدن في عقد "قمة النقب" - التي اجتمعت للمرة الأولى في ساديه بوكير خلال مارس/آذار 2022، وشارك فيها عدد من وزراء خارجية دول "اتفاقيات أبراهام"، وكان الهدف أن يكون الاتفاق سنوياً - وهو ما أدى إلى فتح الأجواء السعودية أمام الطيران الإسرائيلي، كهدية وإشارة إلى استمرار الاتجاه الإيجابي. فالتغيير في موقف محمد بن سلمان من الإدارة الأميركية، وعودة قطر وتركيا إلى المعسكر البراغماتي إلى جانب السعودية والإمارات، والبحرين ومصر، كل هذه التطورات تفتح الباب أمام فرص جديدة في المنطقة.
  • إذاً، التقدّم مستمر وسريع، والصورة العامة إيجابية وواعدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن التحديات كثيرة، والإمكانات الكامنة في "اتفاقيات أبراهام" واعدة جداً.

ومن المجالات المدنية الكثيرة التي يمكن تحقيقها:

  • فتح قناة تجارية برية من طريق إسرائيل (أو منها) لدول الخليج: عشرات الرحلات المباشرة تتم كل يوم، صحيح أنها تساعد تجارياً وتسمح بإرسال الشحنات بين إسرائيل ودول "اتفاقيات أبراهام"، لكن بشكل محدود. فالنقل الجوي لا يلائم المنتوجات الكبيرة أو الثقيلة جداً، وتكلفته عالية. كما أن قوانين المقاطعة التي كانت في الماضي ضد إسرائيل في الإمارات والبحرين، منعت إيصال البضائع من خلالها، ولسنوات طويلة كان يتوجب على الدول الأوروبية تصدير الحمولة البرية إلى الخليج عبر تركيا ولبنان أو قناة السويس. أمّا الآن، وبعد إلغاء هذه القوانين في أعقاب "اتفاقيات أبراهام"، فقد فُتح المجال أمام طريق تجاري بري، أسهل وأقل تكلفة، بين إسرائيل والخليج. ومن شأنه أن يدرّ الأرباح لدول المنطقة والدول الأوروبية، التي ستتمكن من خلاله أيضاً من تصدير واستيراد السيارات. كما أن الطلب على النقل البري المرتفع أصلاً اليوم، سيتطلّب توسيع البنى التحتية في المعابر الحدودية كجسر الشيخ حسين/نهر الأردن. ويدور الحديث حالياً عن خطوة ضرورية لتطوير التجارة بين دول "اتفاقيات أبراهام"، من شأنها أن تساعد الاقتصاد العالمي.
  • الدفع بمشاريع إقليمية: إن إقامة مشاريع إقليمية بمشاركة مصر وإسرائيل ودول الخليج ستساعد على حل جزء من المشكلات الأساسية في قطاع غزة بمجال البنى التحتية والاقتصاد، من دون زيادة المخاطر الأمنية الموجهة ضد إسرائيل.
  • الطاقة، الغذاء والمياه: تدفع الحرب في أوكرانيا العالم الغربي، وبالتحديد دول أوروبا، إلى البحث عن مصادر إضافية للطاقة والغذاء. والدول الخليجية، وخصوصاً بعد المصالحة بين الولايات المتحدة والسعودية، تستطيع أن تكون جزءاً من حل أزمة النفط. وإسرائيل، من جانبها، يمكن أن تشكّل مصدراً لتصدير الغاز الطبيعي. ومن شأن اتفاقيات في مجال التزويد بالغاز ونقله أن توفّر حلولاً لأوروبا في هذه المجالات الحيوية.
  • أزمة الغذاء: يمكن استغلال الخبرة التي جمعتها إسرائيل في مجال البروتين البديل للحوم. كما يمكن إيجاد بدائل للقمح في دول أفريقيا، ومن بينها السودان، من خلال استغلال المعرفة والتكنولوجيا الإسرائيلية والإماراتية والمغربية.
  • التدوير وتحلية المياه: تستطيع إسرائيل بصفتها رائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا إعادة التدوير وتحلية الماء وتكنولوجيا استخراج الماء من الهواء الرطب، أن تقدم حلولاً عملية وسريعة لأزمة نقص المياه وتحديات إدارة سوق المياه في دول "اتفاقيات أبراهام"، وطبعاً دول أوروبا وأفريقيا.
  • الصحة والطب الرقمي: أظهر وباء كورونا أهمية تبادل المعلومات والتعاون بين الدول في مبادرات إنقاذ الحياة. وأثبتت إسرائيل ذاتها كقوة عظمى في مجال الصحة العامة، كما في التكنولوجيا الطبية. وتدفع تحديات الصحة العامة، وبضمنها الخطر من أوبئة قادمة، والفرص التي أُتيحت في مجال الذكاء الاصطناعي، باتجاه التعاون وتعميق العلاقات على جميع الأصعدة، بين منظومات الصحة الحكومية والمستشفيات والعيادات ومراكز الأبحاث وشركات البيوتكنولوجيا، وهذا من شأنه أن يساعد في مشاريع ومبادرات لإنقاذ الحياة، وتطوير الرفاه الاجتماعي ومنع أزمات دولية في مجال الصحة.
  • التعليم والثقافة: يجب تطوير وتوسيع المبادرات في مجالي التعليم والثقافة بهدف تقوية الاتجاهات الساعية لدعم السلام وإضعاف المواقف والأفكار الإسلامية المتطرّفة. ومن المهم تعليم قيم التسامح، وحرية العبادة، والتعايش في جميع المجالات: الفن، الرياضة، السينما وغيرها. هذه هي قاعدة السلام بين الشعوب، وليس فقط بين الدول والحكومات.
  • العلاقات الشخصية: الحكومات تتغير، لكن الشعوب تبقى. لذلك، من المهم بناء دعم شعبي للتطبيع مع إسرائيل في كل دولة من الدول المشاركة في "اتفاقيات أبراهام"، وبضمنها مأسسة الشرعية الدينية - الشعبية للعلاقات مع الدولة اليهودية. والدولة التي سيكون من الطبيعي البدء فيها (وللدقة: الاستمرار) هي المغرب، بسبب النهج التقليدي للملك بكل ما يتعلق بالثقافة اليهودية والجالية اليهودية. ومن المهم أن يشعر العرب - المسلمون من دول "الاتفاق" بالترحيب في إسرائيل، ويستمتعون بما يوفره المجتمع المنفتح والعلاقات بين الأديان فيها.
  • تقوية دائرة السلام وتوسيعها: من المهم دعوة السودان وتشاد (التي غابت عن "اتفاقيات أبراهام" من دون حق)، للقيام بدور في كل ملتقى وورشة عمل في إطار "اتفاقيات أبراهام". ومن المهم أن تستفيد الدولتان من ثمار السلام ومن قراراهما بالتطبيع مع إسرائيل. وإن لم يتم هذا، فمن الممكن أن يؤدي إلى أجواء سلبية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاقة مع كوسوفو، وهي دولة أوروبية ذات أغلبية مسلمة، أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل وفتحت سفارة في القدس. يجب القيام بخطوات جدية بهدف تقوية العلاقات، وضمان عدم انسحاب دول من الاتفاقيات، عبر ضمان أن تضمن كل دولة من دول "اتفاقيات أبراهام" الربح والاستفادة من استثمارها، وهو ما سيقوّي الاتفاقيات ويشجّع دولاً أُخرى على الانضمام إلى قطار السلام.
  • ليس من السهل إقامة السلام. التوقيع على الاتفاقيات كان احتفالاً يرفع المعنويات ويملأ الأجواء بالفرح والتفاؤل. لكن كما في الزواج، الاحتفال هو البداية. والمهمة الأساسية تبقى في الأيام والسنوات المقبلة. فبناء الحياة المشتركة يشترط عدم التعامل معها في إطار المفهوم ضمناً. المطلوب هو الاستثمار، والمبادرة، والإبداع والتجدد الدائم. كل نجاح يقوي الثقة والتعاون مصحوباً بالإيمان بالطريق الصواب. فالمتعة المشتركة تضيف شعوراً بالطاقة الجديدة للمسار.
  • وعلى الرغم من التقلبات والصراعات السياسية، لا تزال "اتفاقيات أبراهام" موضع إجماع. وهذا ليس بسبب الفوائد في مجالات الأمن، والاقتصاد والتكنولوجيا فقط، بل أيضاً لأنها تحمل رؤية وتعبر عن الأمل بسلام حقيقي ومستقبل أفضل.

 

"N12"، 10/8/2022
عملية "مطلع الفجر" هي درس مهم لحزب الله
أورنا مزراحي - باحثة في معهد دراسات الأمن القومي
  • على الرغم من الفوارق المهمة بين الجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة وحزب الله في لبنان - وخصوصاً كل ما يتعلق بالحجم والقدرات والسلاح الذي يملكه حزب الله، فإن الجولة القصيرة الأخيرة في غزة ساهمت في تعزيز ردع إسرائيل في مواجهة حزب الله. وتشكل عملية "مطلع الفجر" درساً مهماً لنصر الله على الرغم من استمراره في التهديد بخطوات ضد إسرائيل إذا بدأت باستخراج الغاز من منصة "كاريش" قبل أن يضمن لبنان حقوقه وعدم نهب إسرائيل موارده البحرية.
  • في خطابه الأخير (9 آب/أغسطس) قال إن "اليد التي ستمتد إلى موارد لبنان ستُقطع"، وإن حزب الله أقوى من أي مرة وواثق من نصره ومستعد "للذهاب حتى النهاية". تهديدات نصر الله رفعت مستوى التوتر في الأشهر الأخيرة في الساحة الشمالية، في ضوء استمرار مساعي الوسيط الأميركي هوكشتاين، الذي يحاول إيجاد فرصة للدفع قدماً باتفاق بين الطرفين قبل موعد البدء باستخراج الغاز من حقل "كاريش"، المخطط له في الربع الأخير من سنة 2022.
  • ليس من الصعب التكهن، فنصر الله يتابع باهتمام ويومياً الإعلام الإسرائيلي. وهو يولي أهمية خاصة للتطورات في غزة. ومن المفترض أنه وضع شركاءه في "محور المقاومة" في صورة المستجدات، ومن المحتمل أيضاً أنه يشارك في الاستشارات بين الإيرانيين وقيادة الجهاد الإسلامي الفلسطيني التي كانت في طهران خلال عملية "مطلع الفجر"، وهذا يشبه غرفة العمليات المشتركة التي أُقيمت في لبنان خلال عملية "حارس الأسوار" بمشاركة أطراف إيرانية وحزب الله والفلسطينيين.
  • ومن غير المفاجىء أيضاً أن حزب الله هذه المرة قرر عدم التدخل وعدم الانسياق لفتح جبهة إضافية ضد إسرائيل. ومن السهل شرح ذلك ولا سيما أن "حماس" لم تشارك في القتال. إن توقيت عملية "مطلع الفجر" وظروفها لم تكن مريحة للحزب (وخصوصاً أن لبنان كان يحيي ذكرى مرور عامين على انفجار المرفأ في 4 آب/أغسطس). ومن المهم لحزب الله في هذه الأيام أن يظهر أنه "درع لبنان" والمدافع عن مصالح الدولة وعن مواطنيها، في ضوء الانتقادات الواسعة الموجهة ضده والتي تتهمه بأنه يعمل في خدمة مصالح أجنبية، إيران بالتحديد، ويلحق الضرر بالمصالح اللبنانية. هذا بينما يعاني المواطنون اللبنانيون أزمة اقتصادية تُعتبر الأقسى في تاريخ لبنان، وتستمر الصراعات السياسية، وحزب الله أحد أطرافها، وهي تمنع التوصل إلى توافق على تشكيل حكومة فاعلة تعمل على حل مشكلات الدولة الفاشلة.
  • لقد شكّل إصرار إسرائيل على البدء باستخراج الغاز من حقل "كاريش" فرصة لحزب الله كي يظهر حرصه على الشعب اللبناني وعلى الدولة، من خلال محاولته تحسين "معادلة الردع" إزاء إسرائيل بتهديدات صريحة "باتخاذ خطوات" لمنع استخراج الغاز. ومن شأن عملية "مطلع الفجر" التي انتهت برجحان كفة إسرائيل أن تثبط عزيمته؛ فقد أثبتت إسرائيل في هذه العملية أنها لا تتردد في المبادرة إلى خطوات عسكرية في مواجهة التهديدات ضدها؛ كما أظهرت قدرة عسكرية مذهلة وخصوصاً في مجال الاستخبارات الدقيقة والقدرة الدفاعية (96% نسبة النجاح في اعتراض 1100 قذيفة وصاروخ)، وفي الهجوم (توجيه ضربة مؤلمة إلى القيادة الرفيعة المستوى وإلى قدرات الجهاد الإسلامي). كما تأكد حصانة الجبهة الداخلية الإسرائيلية (التي اعتاد نصر الله السخرية من ضعفها)، وثبت إصرار ووحدة الزعامة الإسرائيلية (حتى في فترة حكومة تصريف أعمال)؛ وعدم وجود ضغط على إسرائيل من المجتمع الدولي المشغول بأماكن أُخرى (الحرب في أوكرانيا والمواجهة مع الصين والأزمة الاقتصادية العالمية).
  • وفي الواقع يمكن فهم ما جاء في خطابي نصر الله خلال عملية "مطلع الفجر" وبعدها (6 و9 آب/أغسطس) بصورة مختلفة، إذ تفاخر مجدداً بقدرة الحزب وتطرق مباشرة إلى تداعيات العملية في غزة على لبنان، ورأى أن إسرائيل تضرب في غزة كي ترسل رسائل إلى لبنان. ويدّعي أن إسرائيل تخطىء إذا اعتقدت أنها تردع اللبنانيين؛ فالهجمات في غزة لن تؤثر في حزب الله ولا في لبنان، والحزب لن يسكت على أي هجوم عليه. ويمكن القول إن العكس هو الصحيح.
  • مع ذلك يجب ألاّ نفهم من هذا أن احتمالات التدهور إلى مواجهة على الجبهة الشمالية لم تعد مطروحة. فمن المحتمل أن تُطرح مجدداً على جدول الأعمال في الشهر المقبل لأن نصر الله حدد في إطار تهديداته مطلع أيلول/سبتمبر، الموعد الذي ستبدأ فيه شركة أنرجيان التي تعمل في حقل "كاريش" باستخراج الغاز، كنقطة اختبار. علاوة على ذلك، حتى لو أثمرت جهود الوسيط الأميركي هوكشتاين في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، يتعين على إسرائيل الاستعداد لاحتمال أن يسعى نصر الله لإدامة التوتر في مواجهة إسرائيل لإظهار مساهمته في الحفاظ على المصالح اللبنانية.