لا تتطلب الإجابة على هذا السؤال الكثير من الجهد والتفكير، فمنذ نشوئها، تعمل إسرائيل على تشويه كل ما يتصل بالقضية الفلسطينية، لتظهر نفسها على أنها الضحية وليست الجلّاد. فبعد السلاح الفتّاك والمدمر بمختلف أنواعه، تعمل منذ سنة 2000 بسلاح جديد هدفه القضاء على الذاكرة الفلسطينية من خلال إخفاء الوثائق التاريخية المتعلقة بالمجازر وعمليات السلب والنهب الشاهدة على ترحيل الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وبلداتهم، وهي عملية تقودها وزارة الدفاع الإسرائيلية عبر جهاز أمني خاص يعرف اختصاراً باسم "مالماب".
إن فضيحة إخفاء الوثائق التاريخية أثارتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحقيق مفصّل يكشف عمليات جهاز "مالماب" في مراكز أرشيف إسرائيل من دون تمييز في ما بينها. وتنشر مؤسسة الدراسات الفلسطينية الترجمة الكاملة لهذا التحقيق في إطار جهدها لتسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني والمتواصلة منذ سنة 1948 حتى يومنا هذا، وذلك كي يتعرف القارئ العربي إلى الأدلة التي يتحدث عنها الصحافيون الإسرائيليون أنفسهم على ارتكاب دولتهم أبشع المجازر الوحشية والتي تعمل إسرائيل على إخفائها من دون أن تفلح.
كما تنشر ضمن هذا الاطار ترجمة المقال الذي كتبه المؤرخ بني موريس عن الموضوع ونشرته صحيفة "هآرتس"(11/7/2019) بعنوان: "المسؤول عن اعادة كتابة التاريخ في وزارة الدفاع"
- هآرتس: دفن النكبة: كيف تخفي إسرائيل بشكل ممنهج الأدلة على طرد العرب سنة 1948؟
- بني موريس : المسؤول عن إعادة كتابة التاريخ في وزارة الدفاع