مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت في رسالة تهديد إلى إيران: "لن نتردد في تفعيل قوة إسرائيل في كل مكان في العالم من أجل حماية مواطنينا"!
بينت: زيارة بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط ستكشف عن مزيد من الخطوات الأميركية الرامية إلى تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع نطاق السلام الإقليمي
نائب وزير الشؤون الدينية: سأقوم بترحيل جميع العرب لو كان هناك زر سحري يسمح بذلك!
حكم بالسجن الفعلي على إمام المسجد في اللد بعد إدانته بتهمة الاعتداء على مستوطن يهودي
تقرير: البيت الأبيض: الزيارة الأولى المرتقبة للرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط والتي ستشمل كلاً من إسرائيل والضفة الغربية والسعودية ستجري بين 13 و16 تموز/يوليو المقبل
مقالات وتحليلات
يهوشواع الرجل الذي رفض أن يفقد الأمل
هل يفهم الأسد التحذيرات الإسرائيلية؟
هذه ليست تجربة ولم تفشل أصلاً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 15/6/2022
بينت في رسالة تهديد إلى إيران: "لن نتردد في تفعيل قوة إسرائيل في كل مكان في العالم من أجل حماية مواطنينا"!

تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت لأول مرة إلى المخاوف من محاولات إيرانية لتنفيذ هجوم ضد إسرائيليين في أراضي تركيا، وهي مخاوف قادت إلى مطالبة جميع الإسرائيليين في إسطنبول بالخروج فوراً من هناك. وقال بينت: "في هذه الأيام نشهد محاولات لاستهداف إسرائيليين في مواقع مختلفة خارج البلد. إن أذرع إسرائيل الأمنية تبذل أقصى جهودها لإحباط هذه العمليات ولتحييد مرسليها ومرسلي مرسليها مسبقاً. لن نتردد في تفعيل قوة دولة إسرائيل في كل مكان في العالم من أجل حماية مواطنينا". 

وجاءت تصريحات بينت هذه في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذي قتلوا في حرب لبنان الأولى [1982] أقيمت أمس (الثلاثاء)، وألمح بينت فيها أيضاً إلى إمكان الإقدام على رد مباشر ضد إيران، مؤكداً أن الهدف هو حماية مواطني إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن بينت شدد خلال الأسابيع الأخيرة على أن إسرائيل قامت بتغيير استراتيجيتها في مقابل إيران، وصرح أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الأسبوع الماضي بأنها في حالة تأهب في مواجهة إيران، ولا تتردد أكثر في تنفيذ عمليات داخل إيران نفسها. ومما قاله بينت: "إن دولة إسرائيل عملت العام الماضي أمام رأس أخطبوط الإرهاب وليس فقط ضد أذرعه كما كان على مدار العقود الماضية. إن أيام الحصانة، التي قامت خلالها إيران بصورة متكررة بإيذاء إسرائيل عن طريق أذرعها في المنطقة وبقيت سليمة، ولّت. نحن نعمل في كل زمان ومكان، وسنواصل ذلك".

وأتت هذه التصريحات على خلفية سلسلة اغتيالات وعمليات منسوبة إلى إسرائيل في إيران خلال الأشهر الأخيرة وعلى رأسها اغتيال الضابط في "فيلق القدس" حسن صياد خدائي، حيث قيل إنه خطط لعمليات ضد إسرائيليين في الخارج. وفي الوقت الحالي ثمة مخاوف في إسرائيل من وجود عدة خلايا إيرانية في تركيا تخطط لاستهداف سياح إسرائيليين في اسطنبول انتقاماً لهذه الاغتيالات والوفيات الغامضة التي وقعت في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية.

 

موقع Ynet، 15/6/2022
بينت: زيارة بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط ستكشف عن مزيد من الخطوات الأميركية الرامية إلى تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع نطاق السلام الإقليمي

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط ستكشف عن مزيد من الخطوات الأميركية الرامية إلى تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني، ووجه الشكر إلى بايدن على ما يقوم به من جهود تهدف إلى تعزيز مصالح إسرائيل مع السعودية، وذلك في ظل الحديث عن مساعي واشنطن لتشكيل حلف دفاعي لمواجهة إيران يضم إسرائيل والأردن ومصر والعراق إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي.

وجاءت تصريحات بينت هذه في سياق بيان صدر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس (الثلاثاء) في إثر إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيقوم بزيارة إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية والسعودية في الفترة بين 13 و16 تموز/يوليو المقبل [اقرأ تقريراً منفرداً حول ذلك].

ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بزيارة بايدن الأولى إلى الشرق الأوسط كرئيس، واصفا إياه بأنه "صديق حقيقي لإسرائيل".

وجاء في بيان ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: "إن زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل ستساهم في تعميق العلاقات الخاصة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك في ترسيخ التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار إسرائيل والمنطقة. وفي إطار الزيارة سيتم الكشف عن إجراءات أميركية لتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط وازدهار المنطقة بأسرها، إلى جانب اتفاقيات ترمي إلى تعزيز التعاون الأمني والمدني بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل من شأنه أن يرفع التحالف بين الدولتين إلى آفاق جديدة. إن إسرائيل ترحب بزيارة بايدن إلى المنطقة، بما في ذلك زيارته المهمة إلى المملكة العربية السعودية، وتبارك جهوده لتعزيز المصالح المشتركة بين الدول وتوسيع نطاق السلام الإقليمي".

 

"يديعوت أحرونوت"، 15/6/2022
نائب وزير الشؤون الدينية: سأقوم بترحيل جميع العرب لو كان هناك زر سحري يسمح بذلك!

أثار نائب وزير الشؤون الدينية الإسرائيلي متان كهانا ["يمينا"] ردات فعل غاضبة بعد أن ظهر تسجيل له يقول فيه إنه "سيرحّل جميع العرب من الأراضي المقدسة إذا كان هناك زر سحري يسمح بذلك".

وجاءت أقوال كهانا هذه خلال محاضرة ألقاها في مدرسة ثانوية في مستوطنة إفرات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أول أمس (الاثنين)، وبثت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الثلاثاء) مقاطع منها شوهد كهانا في بعضها يؤكد أن السلام مع الفلسطينيين غير ممكن في المستقبل القريب، وأن الطرفين سيظلان في طريق مسدود. وأضاف: "إذا كان هناك زر يمكن الضغط عليه من شأنه أن يجعل كل العرب يختفون، ويؤدي ذلك إلى إرسالهم في قطار سريع إلى سويسرا فسأضغط على هذا الزر، وأرجو أن يعيشوا حياة رائعة هناك، وأتمنى لهم كل التوفيق في العالم. لكن لا يوجد مثل هذا الزر".

كما سُمع كهانا في التسجيل وهو يعبر عن معارضته لحل الدولتين قائلاً إن الاعتقاد بأن هذا الحل سيحقق السلام هو مجرد هراء، لأن الفلسطينيين لن يتخلوا أبداً عن روايتهم غير الصحيحة التي أقنعوا أنفسهم بواسطتها أنهم عاشوا هنا دائماً ونحن أتينا وطردناهم.

ودان العديد من أعضاء الكنيست هذه التصريحات، بمن في ذلك من حزب راعم [القائمة العربية الموحدة] العضو في الائتلاف الحكومي.

وخاطب عضو الكنيست وليد طه من راعم كهانا قائلاً: "نحن هنا لأن هذا وطننا. أنت ومن يفكر مثلك ستستمر في تحمل إحباطك لأننا ببساطة لن نختفي".

وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة إنه حان الوقت للضغط على الزر الذي يجعل كهانا وحكومته كلها تختفي، في إشارة إلى احتمال تقديم اقتراح لحل الكنيست الحالي والدعوة إلى انتخابات جديدة.

كما انتقد عضو الكنيست إيلي أفيدار من حزب "إسرائيل بيتنا" تصريحات كهانا ووصفها بأنها بائسة.

ورداً على هذه الانتقادات، قال كهانا أمس (الثلاثاء) إن تصريحاته تضمنت سوء اختيار الكلمات.

وادعى كهانا في تغريدة نشرها على حسابه الخاص على موقع "تويتر" أنه أراد بتصريحاته هذه أن يوصل فكرة فحواها "أنه لا نحن ولا العرب ذاهبون إلى أي مكان ولهذا السبب نحتاج إلى إيجاد طريقة للعيش هنا معاً، والحكومة الحالية هي خطوة مهمة في هذا الاتجاه، لكن يبدو أن كلماتي تضمنت بعض الصياغات السيئة".

 

"هآرتس"، 15/6/2022
حكم بالسجن الفعلي على إمام المسجد في اللد بعد إدانته بتهمة الاعتداء على مستوطن يهودي

فرضت محكمة الصلح في الرملة أمس (الثلاثاء) السجن الفعلي لمدة 20 شهراً على إمام المسجد العمري (الكبير) في مدينة اللد، الشيخ يوسف الباز (64 عاماً)، بعد أن دانته في وقت سابق بتهمة الاعتداء على مستوطن يهودي. كما فرضت المحكمة عليه السجن لمدة 17 شهراً مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية قدرها 20.000 شيكل.

ورفض طاقم محامي الدفاع عن الباز جميع ادعاءات النيابة الإسرائيلية العامة، وقال إن هذا الملف له طابع سياسي ويندرج ضمن الملاحقات السياسية والتضييق على السكان العرب في اللد.

وتأجلت جلسة المحكمة التي نطقت بالحكم من يوم الأربعاء الماضي إلى يوم أمس، بسبب الوضع الصحي للشيخ يوسف الباز في السجن الإسرائيلي، وبعد أن عُرض على طبيب السجن تقرر الامتناع عن نقله إلى المحكمة وتأجيل الجلسة.

وأكد محامي الدفاع أن الشيخ الباز يعاني من آلام في الصدر وضيق نفس وضعف عام، وهو معروف بأنه مريض قلب ويُعالج بشكل دوري في المستشفى. وطالب المحامي بتحويل الشيخ الباز إلى المستشفى بشكل فوري لإجراء فحوصات طبية ولتلقي العلاج اللازم، وخصوصاً أن الأعراض التي عانى منها هي أعراض مرض قلب، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على سلامة الشيخ وصحته.

وواجه الباز ملفين يتضمنان تهمة التحريض أيضاً، الأول على خلفية الهبّة الشعبية في أيار/مايو 2021، والملف الثاني على خلفية قيام المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في القدس في شهر رمضان الأخير.

وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال الباز يوم 30 نيسان/أبريل الماضي.

ويُعدّ الباز أحد قادة الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي المحظورة، وهو معروف بمواقفه المدافعة عن الحقوق العربية في اللد على مدار أعوام طويلة.

 

"معاريف"، 15/6/2022
تقرير: البيت الأبيض: الزيارة الأولى المرتقبة للرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط والتي ستشمل كلاً من إسرائيل والضفة الغربية والسعودية ستجري بين 13 و16 تموز/يوليو المقبل

أعلن البيت الأبيض أمس (الثلاثاء) أن الزيارة الأولى المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي ستشمل كلاً من إسرائيل والضفة الغربية والسعودية، ستجري بين 13 و16 تموز/يوليو المقبل.

وقالت الناطقة بلسان البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان صادر عنها، إن الزيارة ستبدأ في إسرائيل حيث سيلتقي بايدن كلاً من رئيس الحكومة نفتالي بينت، ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية يائير لبيد، ووزير الدفاع بني غانتس. وسيتوجه بايدن بعد ذلك إلى الضفة الغربية حيث سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة فلسطينيين آخرين. وقال البيان إن تلك الاجتماعات ستعقد على الأرجح في مدينة بيت لحم.

وكان مسؤول رفيع المستوى في واشنطن أعرب يوم الخميس الفائت عن أمله في أن تكون زيارة الرئيس للضفة الغربية بداية لحوار متجدد بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، وأيضاً بين السلطة الفلسطينية وعواصم المنطقة، والأهم من ذلك بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وبعد ذلك سيطير بايدن مباشرة من إسرائيل إلى جدة، وهو طريق نادر الاستخدام يتطلب موافقة السعودية، ويمثل خطوة صغيرة نحو التطبيع مع إسرائيل. وخلال وجوده في جدة، سيشارك في القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي مع قادة من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعُمان وقطر، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن. وأكد المسؤول الأميركي الرفيع المستوى نفسه أن الاجتماعات في السعودية ستناقش الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن، وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، وردع التهديدات من إيران، وتعزيز حقوق الإنسان، وضمان الطاقة العالمية والأمن الغذائي.

كما ذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة تقوم بوساطة بين السعودية ومصر تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لنقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من القاهرة إلى الرياض. وتحتل الجزيرتان مكانة بارزة في اتفاقية السلام الإسرائيلية - المصرية من سنة 1979، ويتطلب نقلهما دعماً إسرائيلياً، ولذلك يقال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان الرياض لاتخاذ سلسلة من الخطوات الصغيرة نحو التطبيع الكامل مع القدس في مقابل موافقة إسرائيل على نقل الجزيرتين. وقال بايدن قبل عدة أيام إن زيارته للسعودية تتعلق أيضاً بقضايا ترتبط بالأمن القومي الإسرائيلي.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/6/2022
يهوشواع الرجل الذي رفض أن يفقد الأمل
  • يهوشواع هو أحد كبار الكتّاب الإسرائيليين، فهو الذي كتب "السيد ماني" و"مولخو" و"أمام الغابات" و"العاشق". لقد كان مثقفاً ومفكراً اجتماعياً وممثلاً للجيل المؤسس للدولة. ففي كتابته الفكرية مثل "Thanks to Normality"، و"الجدار والجبل"، و"وضع اليد على الوطن"، عبّر عن تفكير مثير للجدل ثاقب وغير مهادن.
  • عمل يهوشواع على تعميق تعريفات الهويات كي يصل في النهاية إلى جوهر الموضوع، وصاغ خلاصات كانت تبدو أحياناً مؤلمة ومهينة (كما يعرف اليهود في الولايات المتحدة الذين قال عنهم إنهم "نصف يهود")، ومن الصعب استيعابها (مثل مطالبته بوضع حدود مادية ومعنوية واضحة لوقف ما يسميه الحالة العصابية التي يعاينها يهود الشتات جراء الاستيعاب، أو الحث على عدم الاستسلام للماضي والحنين إليه لأن "الجذور يجب أن تُقطع")، كما كانت خلاصاته أحياناً صادمة (مثل رأيه أن المحرقة كانت هزيمة يهودية وليست كارثة).
  • والقاسم المشترك الذي يجمع بين هذا كله هو موقفه بأن الالتزام الأول للفرد هو ذاتيته واستقلاليته حيال نفسه، وهذا يجب أن يكون ثمرة قراراته وإحساسه بالمسؤولية. ففي رأيه ليس علينا أن نتهم سوى أنفسنا، وخياراتنا الشخصية. هذا هو إرث الجيل الأول للدولة والذي كان يهوشواع أفضل من استطاع التعبير عنه: على الفرد ألاّ يتخلى عن نفسه.
  • لم يفصل يهوشواع، مثل العديد من أبناء جيله، بوضوح بين الشخصي والعام، لكنه لم يدمج وجوده الشخصي والأيديولوجي بالصهيونية والدولة كما فعلت مجموعات الأدباء التي سبقته. ومع ذلك كانت الصهيونية ودولة إسرائيل مشروعي حياته، وكانت طريقته للمشاركة في ذلك هو أن "يكون في الداخل": أن يقرأ، ويتحدث، ويقنع، ويعمل. الفرداني يبقى فردانياً، لكن إحدى طرق يهوشواع في التعبير عن نفسه وربما الطريقة الوحيدة هي دوره الحر في المشروع الإسرائيلي. ونحو هذا المكان وجّه الجزء الأكبر من قوته الفكرية وموهبته وطاقته واهتمامه الأخلاقي، وظلت إسرائيل هي العمل العظيم - عمل جماعي بناه أفراد محلفون.
  • كل مَنْ كان يطرح أمامه أفكاراً يائسة بشأن مستقبل إسرائيل، كان يواجهه برفضه أن يفقد الأمل، فبالنسبة إليه الدولة هي إنجاز تاريخي كبير للغاية، بحيث أن أمراضها وعدم الرضا الذي تثيره هي أمور هامشيه للغاية. فالدولة ستصمد على الرغم من اليمين، ومن التعصب الديني، وهي ستصمد حتى لو جرى أن استوعبت الفلسطينيين من سكان المناطق - إذا فشلنا في تقسيم البلد كما كان يُعتقد في السنوات الأخيرة - لأنها هي أكبر من هذا كله. لهذا لم يتوقف يهوشواع عن النضال من أجل السلام مع الفلسطينيين، ولم يتوقف عن مد يد التعاون مع مواطني إسرائيل من العرب، ومن المهم أن نتذكر إرثه.
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة، 14/6/2022
هل يفهم الأسد التحذيرات الإسرائيلية؟
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • سمح النظام السوري هذا الأسبوع لإيران بإنشاء 13 شركة إيرانية في سورية جميع المستثمرين فيها هم من الإيرانيين. وجاءت هذه الخطوة التي تدعم الاستثمار الاقتصادي الإيراني في سورية بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران، حيث جدد إطار الائتمان لاستيراد المواد والسلع إلى سورية.
  • وتوسع إيران نطاق تأثيرها في الاقتصاد السوري بالتدريج، وما يحدث ليس توسيع نطاق التمركز العسكري داخل سورية فحسب، بل أيضاَ تشجيع استثمارات إيرانية كبيرة في سورية في مجال العقارات والكهرباء والزراعة، إذ تحتاج سورية إلى عملية إعادة إعمار عاجلة نتيجة الأضرار التي تسببت بها الحرب الأهلية الأخيرة.
  • فالرئيس بشار الأسد مدين ببقائه في الحكم لإيران وروسيا اللتين أنقذتاه خلال الحرب الأهلية من خلال إرسال قوات وميليشيات لمساعدة الجيش السوري في حربه ضد المتمردين، والأسد يعترف لهما بهذا الفضل.
  • تعرف إسرائيل أنها غير قادرة على قطع علاقة الرئيس بشار الأسد بإيران، لكنها تحاول المحافظة على قواعد اللعبة المعتمدة حتى الآن. فقد نفذت إسرائيل 15 عملية قصف غير مسبوقة في دمشق في الفترة الأخيرة كانت حصيلتها وقف العمل في مطار دمشق حتى 20 حزيران/يونيو، والهدف منها كان نقل رسالة إلى الرئيس بشار الأسد بعدم تخطي الحدود، وألاّ يحاول وضع قواعد لعبة جديدة.
  • واستناداً إلى مصادر رفيعة في إسرائيل، فإن الهدف هو التوضيح للأسد أن سورية ستدفع غالياً ثمن استمرار التمركز العسكري الإيراني فيها. فإسرائيل لا تنوي الإطاحة بنظام الأسد، لكن النظام ورموزه سيدفعان الثمن المطلوب.
  • لقد نجح سلاح الجو الإسرائيلي في ضرب مدرجات الهبوط والإقلاع في مطار دمشق الدولي وتعطيل هبوط الطائرات، وذلك بسبب استخدام الإيرانيين الطائرات المدنية لتهريب السلاح إلى سورية. فبعد أن ضربت إسرائيل بنجاعة كبيرة قوافل السلاح التي تصل براً من إيران إلى سورية، وشحنات السلاح التي تصل عبر البحر في سفن إيرانية إلى ميناء اللاذقية، غيّر الإيرانيون أسلوب التهريب من إيران إلى سورية، فبات يتم بواسطة الطيران المدني، ويشمل مكونات لها علاقة بمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، ومكونات متطورة أُخرى يتم إخفاؤها في الحقائب التي تحمَّل على الطائرة.
  • ورصدت الاستخبارات الإسرائيلية عمليات التهريب هذه، وأرسلت تحذيرات إلى سورية بواسطة تقارير أرسلها الجيش إلى عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن السوريين استمروا في تجاهل التحذير، الأمر الذي قاد إسرائيل إلى القيام بعملية عسكرية.
  • بلّغ الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المسؤول عن التهريب هو رضا صفي الدين، المسؤول الرفيع في حزب الله والمتزوج من ابنة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الذي اغتاله الجيش الأميركي في العراق.
  • ولا تستطيع إسرائيل اعتراض طائرات مدنية آتية من إيران إلى سورية، لكنها تستطيع تعطيل مدرجات الإقلاع والهبوط في مطار دمشق الدولي لمنع وصول العتاد العسكري إلى سورية، ومن هناك إلى حزب الله، وأيضاً ضرب المخازن في منطقة دمشق التي يخزَّن فيها هذا العتاد.
  • من جهتها، أصدرت روسيا بياناً شديد اللهجة أدان الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي، وطالبت بوقف ضرب البنى التحتية المدنية. ومع أن الروس يعلمون جيداً بعمليات تهريب السلاح المتطور من إيران إلى سورية عبر مطار مدني، إلاّ إنهم مضطرون إلى إكمال اللعبة إزاء الرئيس بشار الأسد الذي سمح لهم بإقامة قواعد عسكرية وميناء بحري ومطار عسكري في سورية.
  • والتقدير في إسرائيل هو أنه ما دامت هذه الأخيرة لا تعمل على إسقاط نظام بشار الأسد، المقرب جداً من الرئيس بوتين، وتتقيد بالتفاهمات مع روسيا، فإن الروس سيغضون النظر عن الهجمات الإسرائيلية، وسيكتفون ببيانات إدانة. لكن هذا يجب أن يجري بصورة مدروسة، كما يجب عدم شد الحبل مع موسكو أكثر من اللازم.
  • وتحاول إسرائيل من خلال تشديد الهجمات على سورية دفع الرئيس الأسد إلى الطلب من إيران وقف تهريب العتاد العسكري عبر المطار المدني، وهناك شكوك كبيرة في أن هذا سيفيد، لكن يمكن المحاولة.
  • في المقابل، الإيرانيون مصرون على مواصلة خطتهم في محاصرة إسرائيل من كل الجبهات بعشرات آلاف القذائف والصواريخ الدقيقة استعداداً لتنفيذ هجومهم في التوقيت الملائم في نظرهم. فهم لن يتراجعوا في مواجهة إسرائيل، وخصوصاً في ضوء العمليات الناجحة التي قام بها الموساد الإسرائيلي في قلب طهران.

 

موقع "ynet"، 14/6/2022
هذه ليست تجربة ولم تفشل أصلاً
بن درور يميني - صحافي ومحرر إسرائيلي
  • خلال الأسبوع الماضي، صرّح عضو الكنيست نير أورباخ قائلاً إن "التجربة فشلت"، وذلك بعد خسارة الائتلاف في التصويت على إجراءات الطوارئ في الضفة الغربية. وأول أمس الاثنين، قام بخطوة إضافية لمصلحة هؤلاء الذين يريدون إفشالها، فقصة الأقلية القومية في دولة قومية هي تحد لا يتوقف، وخصوصاً عندما يدور الحديث عن أقلية تشعر بأنها مقصاة ومقموعة، بحق أو بدون حق. في الهند مثلاً، هناك جولة مواجهات إضافية في إطار المواجهات التي لا تتوقف مع الأقلية المسلمة التي تشكل أكثر من 13٪ من مجمل السكان في الدولة، أمّا في مقدونيا الشمالية، حيث يوجد نحو 25٪ من الألبان المسلمين، فإن التوترات ترتفع وتنخفض، وتتحول أحياناً إلى مسلحة، والائتلاف هناك من الممكن أن يعيش حالة شلل لسنوات. وفي العالم الإسلامي من غير المحبذ أن تكون جزءاً من الأقلية، فجزء كبير من الدول العربية تعيش في مرحلة ما بعد حرب أهلية أو تفكك بسبب صراعات إثنية ودينية.
  • ونسبة إلى الجوار الذي نعيش فيه، فإن الأقلية العربية في إسرائيل تعدُّ قصة نجاح. نعم هناك انفجارات، كمواجهات تشرين الأول/أكتوبر 2000، أو كـ"حارس الأسوار" في العام الماضي، لكن منذ عام 1948، لا يوجد نزاع مسلح بين الأقلية والأغلبية. وعلى الرغم من الباصات الـ18 التي حُرقت نهاية الأسبوع الماضي، ومنظمات الإجرام في الجنوب والشمال، فإننا لسنا الصومال، ولا سورية، ولا ليبيا.
  • وتشير الأرقام أيضاً إلى قصة نجاح، وهي أن الفجوة بين اليهود والعرب في أوساط الأجيال 55-69 من حيث الحصول على شهادة البجروت [الشهادة الثانوية] هي 17٪ لمصلحة اليهود، وذلك بحسب لجنة الإحصاء المركزية. أمّا في الأجيال 35-44 فإن الفجوة تتقلص إلى 0.7٪، وفي الأجيال 35-25 فإن الفجوة معكوسة لمصلحة العرب، إذ هناك 54٪ من اليهود لديهم شهادة في مقابل 54.9٪ من العرب.
  • وأيضاً بحسب لجنة الإحصاء المركزية، ففي الفترة 2009/2010 – 2019/2020 ارتفعت نسبة الطلاب الجامعيين العرب بشكل ملحوظ: ففي شهادة البكالوريوس ارتفعت النسبة من 13.1٪ إلى 19.2٪، وفي الماجستير ارتفعت من 7.4٪ إلى 14.6٪، وفي الدكتوراه من 5.2٪ إلى 7.2٪.
  • وبحسب بحث أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن متوسط التعليم العالي في أوساط عرب إسرائيل ارتفع عشرات الأضعاف من 2.1 في مطلع الستينيات إلى 12.0 في عام 2017؛ وفي أوساط اليهود ارتفع في الفترة ذاتها من 4.8 إلى 13. هذا بالإضافة إلى أن 46٪ من الأطباء الذين حصلوا على شهادة مزاولة المهنة عام 2020 كانوا من العرب أو الدروز - أكثر بكثير من نسبتهم من مجمل السكان. وفي كل ما يخص الدخل - هناك فروق، لكن عند الحديث عن الإنفاق، وهو المؤشر الأهم بكثير، فإن الفجوات تختفي. فبحسب استطلاع الإنفاق الأخير الذي أجرته لجنة الإحصاء المركزية لعام 2018، فإن العائلة العربية تنفق ما يعادل 15.939 شيكلاً شهرياً، في مقابل 16.748 شيكلاً للعائلة اليهودية.
  • ويمكن الاستمرار، ذلك بأن ثمة كثيراً من المعطيات المشجعة حتى نصل إلى السياسة، أو حين يتبين لنا أن لعرب إسرائيل قيادة مستفزة، قيادة تريد افتعال المشكلات والانقسامات أكثر مما تريد الاندماج؛ عزمي بشارة تضامن مع حزب الله، وحنين زعبي انضمت إلى أسطول دعم "حماس". وتصمم هذه القيادة على التشكيك في حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية وديمقراطية، ويبدو أنهم يريدوننا أن نتحول إلى دولة منهارة، كدول العالم العربي.
  • وفجأة، ظهر منصور عباس، وبدأ بالحديث بطريقة مختلفة: شراكة لا انفصال. صحيح هو جاء من الحركة الإسلامية، وصحيح أيضاً أنه يمكن الادعاء دائماً أنه يضلل، لكن السنوات تمر، وهو ثابت على ما يريد، وهذا ليس أمراً بسيطاً. فلم يكن اليسار هو من اكتشف عباس، وإنما جاء الاكتشاف من أوساط اليمين في اللحظة التي حصل على شرعية من بنيامين نتنياهو.
  • "عباس يستفز اليسار والإعلام"، هذا ما كتبه شمعون ريكلين، مضيفاً: "جاء متديناً يريد مصلحة المجتمع العربي ويريد الدفع بمصالحه قدماً عبر الامتثال للقانون". وزايدت عليه غاليت ديستال أطبريان التي كتبت: "منصور عباس هو صوت جديد يحيي أملاً كبيراً... لا يقاطع الأحزاب الصهيونية، يمد يده لنتنياهو، ومن الجيد أن نتنياهو مد يده في المقابل". وبعدها وبّخت اليسار، وقالت إن: "أعضاءه استُفزوا. بعضهم سخر بوقاحة من الاستعداد ʾالمفاجىءʿ لعناق العرب. وآخرون شرحوا بجدية تامة أن عباس إسلامي متطرف لا يجب التعامل معه".
  • وفي اللحظة التي أفشل فيها اليمين المتطرف نية إقامة ائتلاف مع القائمة الموحدة، حقق الائتلاف مع نفتالي بينت ويائير لبيد هذه الرغبة. وهذه لم تكن تجربة، فإلى جانب العصابات العنيفة ونماذج كرائد صلاح، وفي الفترة الأخيرة أيمن عودة، "تتأسس طبقة وسطى عربية لها وجودها ووزنها في الاقتصاد والثقافة في إسرائيل"، وهذا ما كتبته ديستال أطبريان أيضاً، وصدقت مرة أُخرى. لم يختفِ هذا المجتمع بسبب المتمردين أمثال عيديت سيلمان وغيداء ريناوي - زعبي ومازن غنايم أو أورباخ، فهم يثبتون فقط أن الطريق طويلة، وأن العرب الذين يريدون الاندماج لم يختفوا في اللحظة التي قامت فيها حكومة جديدة، على الرغم من أن اليمين أعاد عباس إلى مكانه القديم وتصنيفه في خانة "إسلامي متطرف".
  • وهكذا، علينا أن نختار: هل نقبل بموقف الأغلبية، التي تشمل اليمين، كما عبر عنها نتنياهو، وريكلين، وديستال أطبريان، وآخرون، حتى لحظة تشكيل حكومة بينت - لبيد، أم نخضع لأعداء الاندماج من عودة والقائمة المشتركة حتى بتسلئيل سموتريتش. من الممكن أن تنهار الحكومة بعد يومين، أو أسبوعين، أو شهرين، لكن "التجربة" هذه ليست شأناً سياسياً، إنها شأن قومي، حتى لا نتحول إلى سورية، أو اليمن.