مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
روسيا تطالب إسرائيل بتقديم توضيحات حول الهجوم على مطار دمشق والذي تسبب بتدمير غير مسبوق للمنطقة
لبيد: زيارة الرئيس بايدن القريبة إلى الشرق الأوسط يمكن أن تساعد في احتواء التهديد الأمني الإيراني وتطبيع العلاقات مع السعودية
لبيد يشكر وزير الخارجية التركي على جهود أنقرة لحماية السياح الإسرائيليين من محاولات إيران إلحاق الأذى بهم
إدانة موظف في إدارة منظمة إنسانية في غزة بتحويل أموال طائلة إلى "حماس"
توقيع اتفاق لتصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي بواسطة أنبوب في مصر
تقرير: التحقيق في الحوادث التي وقعت خلال تشييع أبو عاقلة أظهر عيوباً لكن لن يحال أي شرطي على المحاكمة
مقالات وتحليلات
جيش الشعب؟ جيش المتدينين القوميين
بين أوروبا ولبنان: الضائقة قد تؤدي إلى تنازلات
مقابلة مع يادلين: الإيرانيون يديرون خمس جبهات وكلها بدأت بالتصعيد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 16/6/2022
روسيا تطالب إسرائيل بتقديم توضيحات حول الهجوم على مطار دمشق والذي تسبب بتدمير غير مسبوق للمنطقة

طالبت روسيا إسرائيل بتقديم توضيحات حول الهجوم على مطار دمشق الدولي والذي تسبب بتدمير للمنطقة على نحو غير مسبوق.

وجاء هذا الطلب خلال قيام وزارة الخارجية الروسية أمس (الأربعاء) باستدعاء سفير إسرائيل لدى روسيا أليكس بن تسفي إلى اجتماع في الوزارة لمطالبته بتقديم تفسيرات بشأن قصف مدرجات مطار دمشق الدولي الأسبوع الماضي.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد للسفير الإسرائيلي أن التفسيرات المقدمة حتى الآن لا ترضي الكرملين، وأن روسيا لن تسمح بأن تصبح سورية ساحة معركة لدول أُخرى في أثناء محاربة "الإرهاب" الإقليمي.

وأضاف البيان أن بوغدانوف أعرب لبن تسفي عن قلقه العميق بشأن الهجوم الذي قال إنه ألحق أضراراً بالمدرج وأنظمة الملاحة والمباني، وألحق أضراراً بالحركة الجوية الدولية.

يذكر أنه قبل استدعاء السفير الإسرائيلي للقاء نائب وزير الخارجية الروسي صدرت في موسكو إدانة شديدة للهجوم الذي نسبته سورية إلى إسرائيل. وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا في بيان صادر عنها يوم الجمعة الماضي، إن على إسرائيل وقف ممارسات آثمة تهدف إلى إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية المدنية في سورية.

وأضافت المسؤولة الروسية أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سورية هي انتهاك للقانون الدولي وغير مقبولة. وقالت: "إننا ندين بشدة الهجوم الإسرائيلي الاستفزازي على بنية تحتية مدنية حيوية في سورية. إن هذه الأعمال غير المسؤولة تشكل مخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي. ونطالب الجانب الإسرائيلي بوقف مثل هذه الممارسات الآثمة".

على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أمس أن وزير النقل السوري زهير حازم زار مطار دمشق واطلع عن كثب على أعمال إعادة تأهيله. وأضافت وسائل الإعلام نفسها أنه لا يزال مجهولاً حتى الآن موعد إعادة تشغيل المطار وفتحه أمام وصول الطائرات إليه والإقلاع منه.

"يديعوت أحرونوت"، 16/6/2022
لبيد: زيارة الرئيس بايدن القريبة إلى الشرق الأوسط يمكن أن تساعد في احتواء التهديد الأمني الإيراني وتطبيع العلاقات مع السعودية

قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن القريبة إلى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تساعد في احتواء التهديد الأمني الإيراني وتطبيع العلاقات مع السعودية.

وأضاف لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأربعاء): "نحاول أن نضع إيران تحت وطأة حصار على الصعيدين الأمني والسياسي لأنها تشكل تهديداً للمنطقة بأسرها لا لإسرائيل فحسب".

وأكد لبيد أن إسرائيل تهدف في نهاية المطاف إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية بعدما امتنعت هذه الأخيرة عن إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى حلّ النزاع مع الفلسطينيين. وأشار إلى أن حقيقة أن الرئيس الأميركي سيتوجه مباشرة من إسرائيل إلى السعودية تشير على الأرجح إلى وجود صلة بين الزيارة والقدرة على تحسين العلاقات في المنطقة بأسرها. وأكد أن لإسرائيل والسعودية مصلحة مشتركة للتأكد من أن إيران لن تصبح دولة عتبة نووية.

ومن المتوقع كما أعلن أول أمس (الثلاثاء) أن يقوم الرئيس الأميركي بجولته هذه في منطقة الشرق الأوسط بين 13 و16 تموز/يوليو المقبل، وستشمل كلاً من إسرائيل والضفة الغربية والسعودية. وسيكون أول رئيس أميركي يسافر إلى السعودية مباشرة من إسرائيل.

"معاريف"، 16/6/2022
لبيد يشكر وزير الخارجية التركي على جهود أنقرة لحماية السياح الإسرائيليين من محاولات إيران إلحاق الأذى بهم

ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن وزير الخارجية يائير لبيد شكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس (الأربعاء)، على الجهود التي تقوم بها أنقرة لحماية السياح الإسرائيليين من محاولات إيران إلحاق الأذى بهم. وكان الوزيران التقيا في القدس في نهاية أيار/ مايو المنصرم في محاولة لتحسين العلاقات بين الدولتين بشكل تدريجي.

ودعا لبيد يوم الاثنين الفائت السياح الإسرائيليين في تركيا إلى مغادرة البلد في أقرب وقت ممكن خوفاً من تعرضهم لهجمات الإيرانية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان صادر عنها أول أمس (الثلاثاء) إن السلطات المختصة في البلد تتخذ كل الإجراءات الأمنية اللازمة في إطار آليات التعاون المتعلقة بمكافحة "الإرهاب"، وشددت على أن تركيا بلد آمن، وتواصل مكافحة الإرهاب بأكثر الطرق فاعلية، ومن خلال عمليات أمنية داخل حدود البلد وخارجها، لافتة إلى أن النتائج الإيجابية لمكافحة الإرهاب واضحة للعيان.

وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد رفع التهديد الحالي للسياح الإسرائيليين في إسطنبول إلى المستوى الرابع وهو الأعلى على الصعيد الإسرائيلي، وإلى المستوى الثالث في باقي المدن التركية.

وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة مع تهديدات من القادة الإيرانيين وتزايد انتهاكات طهران للاتفاق النووي الإيراني. وفي هذا السياق أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن هناك شبكة من الناشطين الإيرانيين تعد العدّة لشن هجمات على إسرائيليين في أراضي تركيا.

"هآرتس"، 16/6/2022
إدانة موظف في إدارة منظمة إنسانية في غزة بتحويل أموال طائلة إلى "حماس"

دانت المحكمة المركزية في بئر السبع [جنوب إسرائيل] أمس (الأربعاء) المهندس محمد الحلبي من مخيم جباليا في قطاع غزة الذي كان يعمل في إدارة منظمة "وورلد فيجن" وهي منظمة إنسانية كاثوليكية تعمل في جميع أنحاء العالم، بتحويل أموال طائلة إلى حركة "حماس". وحددت المحكمة يوم 10 تموز/يوليو موعداً للنطق بالحكم عليه.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الحلبي سنة 2016 واتهمته بتحويل ملايين من أموال المنظمة المذكورة إلى "حماس"، ومنذ ذلك الحين ظل رهن الاعتقال. وأثار احتجازه إلى جانب القليل من الأدلة المعلنة على إدانته انتقادات دولية لإسرائيل.

وقال محامي الدفاع عن الحلبي إنه ينوي تقديم طلب استئناف ضد قرار الحكم إلى المحكمة الإسرائيلية العليا.

ونفى الحلبي و"وورلد فيجن" نفياً قاطعاً التهم ضده. وقال أفراد من عائلته إنه عضو في حركة "فتح" وهي خصم لـ"حماس".

وقالت عائلة الحلبي إن قرار الإدانة اعتمد على اعتراف تم الحصول عليه بواسطة مخبر فلسطيني تحدث إلى الحلبي في السجن، واتهموه بتزوير التفاصيل الأساسية وتحريفها. وأشارت العائلة إلى أنه خلال الشهادة التي أدلى بها الحلبي سنة 2019 سعى الناشط للتراجع عن هذا الاعتراف لكن القضاة رفضوا شهادته باعتبارها غير ذات مصداقية وقرروا إدانته استناداً إلى هذا الاعتراف.

وأثارت القضية احتجاجات دولية، حيث دعا الاتحاد الأوروبي إلى الإفراج الفوري عن الحلبي. كما حضر دبلوماسيون أميركيون العديد من جلسات الاستماع التي مثل فيها الحلبي أمام المحكمة.

 

"يسرائيل هيوم"، 16/6/2022
توقيع اتفاق لتصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي بواسطة أنبوب في مصر

وقعت إسرائيل أمس (الأربعاء) اتفاقاً لتصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي. وبموجب الاتفاق سينقل الغاز إلى أوروبا بواسطة أنبوب موجود في مصر الشريكة في الاتفاق، وسيتم تسييل الغاز في مصر قبل نقله إلى أوروبا.

وذكر بيان صادر عن وزارة شؤون الطاقة الإسرائيلية أن وزيرة شؤون الطاقة كارين إلهرار التقت في القاهرة أمس رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ونظيريها من الاتحاد الأوروبي ومصر وجرى توقيع الاتفاق.

وأشار البيان إلى أن وتيرة المفاوضات بين الجانبين تسارعت مؤخراً بسبب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وحاجة دول الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على الغاز من إسرائيل بدلاً من الغاز الروسي، والحاجة إلى أن يتم ذلك قبل حلول فصل الشتاء.

وينص الاتفاق على الحفاظ على أمن الطاقة لجميع الأطراف الموقعة عليه، وتفضيل إسرائيل تسويق الغاز في سوقها المحلية. ويقضي بالدفع قدماً بتصدير غاز إلى أوروبا يكون مصدره في إسرائيل أو مصر أو دول أُخرى بواسطة منشآت تسييل الغاز في مصر، ومن خلال إمكانات تصدير أُخرى في المستقبل، وذلك بهدف ضمان إمداد الاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي بشكل مستقر.

كذلك ينص الاتفاق على تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي حتى سنة 2030 على الأقل، وبعد ذلك يتراجع استهلاكه في أوروبا بشكل تدريجي حتى سنة 2050.

 

"هآرتس"، 16/6/2022
تقرير: التحقيق في الحوادث التي وقعت خلال تشييع أبو عاقلة أظهر عيوباً لكن لن يحال أي شرطي على المحاكمة

أظهرت نتائج تحقيق قامت به الشرطة في سلوك عناصرها خلال تشييع الصحافية شيرين أبو عاقلة وجود عيوب في الإشراف على الجنازة، وفق ما قالت عدة مصادر لـ"هآرتس". ومع ذلك تقول هذه المصادر إنه لن يحاكَم أي شخص، أو يحال على التأديب، بحسب قرار اتُخذ مسبقاً. كما أظهر التحقيق أن استخدام الشرطة للقوة مع حاملي النعش كان ضرورياً، لكن كان يجب الامتناع من استخدام الهراوات.

وفي الأمس قدمت شعبة العمليات في الشرطة، التي قامت بالتحقيق في سلوك القوى الأمنية خلال التشييع، نتائج التحقيق إلى المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي الذي رفض نشره أمام الجمهور، كما جرى تبليغ وزير الأمن الداخلي بالنتائج.

وجرى تشييع أبو عاقلة الشهر الماضي في القدس، وخلال التشييع حاولت الشرطة إنزال ومصادرة أعلام فلسطينية رفعها المشيعون بالقرب من الكنيسة في بوابة يافا. وتظهر الوثائق عشرات عناصر الشرطة يركضون نحو المشيعين ويقومون بتفريقهم مستخدمين الهراوات، الأمر الذي كاد يؤدي إلى سقوط النعش. وقد انتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثار موجة تنديدات كبيرة.

وقالت مصادر مطلعة على تحقيق الشرطة لـ"هآرتس" إن التحقيق كشف أن الضابط المسؤول خلال عملية نقل جثمان أبو عاقلة من المستشفى كان برتبة ملازم، وكانت حساسية الجنازة تتطلب اتخاذ قرارات من جانب قائد برتبة أعلى. وخلال التشييع كان قائد منطقة القدس دورون ترجمان في ألمانيا، وحل مكانه في غيابه نائبه داني ليفي.

ووفقاً للمصادر، أظهر التحقيق أن حاملي النعش المعروفين من الشرطة قرروا السير به على الأقدام وعدم وضعه في سيارة، بعكس ما جرى الاتفاق عليه مع الشرطة، ومن دون موافقتها. وقال ضابط رفيع المستوى في الشرطة: "من الواضح أن الصور قاسية، وكان من الممكن التصرف بطريقة مختلفة، لكن عموماً تصرف عناصر الشرطة بصورة جيدة في حادث معقد وعنيف".

وبعد يوم على التشييع أمر المفوض العام للشرطة شبتاي بالتحقيق في سلوك الشرطة. وبعد الاستماع إلى الشهادات قال وزير الأمن الداخلي بار ليف: " لقد عملت شرطة إسرائيل من أجل حسن سير جنازة أبو عاقلة، وبالتنسيق مع عائلتها، وانطلاقاً من الفهم الواضح لحساسية الحدث وتعقيده. مع الأسف خلال الجنازة حدثت تطورات من جانب المشيعين أدت إلى حوادث عنف قاسية وإلى تدهور الوضع في المناطق". وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إن سلوك الشرطة خلال مراسم التشييع يفرض تحقيقاً. ووصفت الناطقة بلسان البيت الأبيض صور التشييع بأنها "مقلقة للغاية". 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/6/2022
جيش الشعب؟ جيش المتدينين القوميين
يوسي كلاين - صحافي
  • دائماً ما نتجنب سماع قصص عن مخربين يهود يقومون بالاعتداء على فلسطينيين برعاية الجيش وحمايته. أمّا الصور، فشيء آخر، ذلك بأن القراءة عن الاعتداء على النساء والأطفال، ليست كمشاهدتها. وحتى لو تمكنا من ابتلاع الاحتلال وهضمه، إلاّ إن الصور تبقى صعبة علينا. في الأسبوع الماضي انتشر فيديو قاس على الشبكة: مخرب يهودي يوشك على الاعتداء على متظاهرتين، وقائد منطقة الخليل يشاي روزيليو، الذي وقف على مسافة ليست ببعيدة، ينظر إليه بهدوء ولا يحاول حتى منع الاعتداء.
  • وجاءت الردود على التصوير كما هو متوقع: صادم ومقرف. لكن التلفزيون لم يبث الصور، وعن حق، ولا جديد في هذا. إذ إن عدم مبالاة الجيش بالاعتداء على المتظاهرين معروفة. وكان هناك أيضاً من دقق في التصوير وقال براحة معينة: حظنا جيد، ليسوا أبناءنا؟ وأين "أبناؤنا"؟ هم في الفرقة 8200، أو خارج البلاد، أو على البحر. أما أبناؤهم فموجودون على التلال يلاحقون أطفالاً تحمل الأعلام.
  • نحن نرسل أبناءنا إلى الجيش بشكل تلقائي، وهذا ما قمنا وسنقوم به دائماً. فرفض الامتثال إلى الخدمة العسكرية هو سلاح يوم القيامة، واستعماله مؤجل إلى اللحظة الأخيرة. إذاً، كيف نشخص هذه اللحظة؟ لا نشخص، أو نشخص بعد فوات الأوان. فنحن نعمل على تطوير ذاتنا ونقول: يجب الانتظار قليلاً، لن تروا ابننا في الخليل، الجيش في المناطق هو ليس فعلاً جيشنا هو "جيشهم".
  • ينقسم الجيش إلى قسمين: الجيدون للحواسيب، والآخرون للمناطق [المحتلة]، ولا يستطيع الجيش التنازل عن أي منهما. وما جرى في "يوم القدس" حيث سيطرت القومية الدينية يحدث أيضاً داخل الجيش الإسرائيلي، فقد تحول من جيش الشعب إلى جيش الصهيونية الدينية، وتزعزعت مكانته، وتراجعت ثقة الجمهور به، فلا يتجند سوى مَن هو ملزم بالخدمة، والنوعية في تدنٍّ مستمر. ولا بدائل أمام الجيش فهو يأخذ كل من يأتي إليه، فالجنود الذين كانوا يُرسلون سابقاً إلى دورات كي يصبحوا سواقين وطهاة هم اليوم مقاتلون يلاحقون المتظاهرين اليساريين.
  • تبدأ العلاقة بين المقاتلين والمستوطنين على الهامش؛ في وحدات الميدان وفي استقبال صغار الجنرالات وعائلاتهم داخل المستوطنات، فإن "نشر قوات ثابتة عسكرية داخل مجتمع مدني يطمس الحدود بينهما"، بحسب البروفيسور يغيل ليفي، الباحث في علاقات الجيش والمجتمع.
  • لم تعد الحدود واضحة؛ متدينون قوميون يسيطرون على القيادة ويدفعون العلمانيين إلى الهرب منها. والنتيجة هي مجتمع طبقي: إذ لا يستطيع الجيش أن يعرض على المقاتلين ما يعرضه على قطاع التكنولوجيا، ولا بديل لديهم إلاّ الركض في اتجاه التلال. هو يريدهم ضعفاء كي يبنى على ضعفهم.
  • هذا الضعف هو وقود المدافع. وميزان الضحايا أيضاً تبدل: 78٪ من القتلى في عمليات الأمن اليومي خلال الأعوام العشرين الأخيرة، بحسب البروفيسور ليفي، جاؤوا من الضواحي. ولا يستطيع الجيش الصمود من دونهم.
  • ويخدم هذا الانقسام في الجيش بين متفوقين ومن هم أدنى منهم اليمين الديني، ومن شأنه أن يعلّم المقاتلين لديه كراهية أفراد فرقة 8200 [وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني] الاستعلائيين، وفي الوقت اللازم سيتحولون إلى ناخبين مخلصين. وفي هذا السياق، يقول البروفيسور دان ميودوفينك من الجامعة العبرية، الذي يبحث في الحروب الأهلية، أنه "ما دامت الخدمة إجبارية سيكون من الصعب تغيير الخريطة السياسية".
  • لا يريد اليمين الديني تغيير الخريطة السياسية، والجيش لن يتنازل عن الخدمة الإجبارية، ويحضر نفسه للتدين القومي كما يتم تحضير المطبخ لعيد الفصح. وأكثر من ثلثي الخريجين من دورة الضباط في العام الماضي يعتمرون القلنسوة الدينية الكيبا، فحتى عضو الكنيست متان كهانا، كان قلقاً من ارتفاع عدد من يلبسون الكيبا في دورة الضباط. "أين البقية؟" سأل.
  • البقية ليسوا على الأرض ولا سيطرة لهيئة الأركان على ما يجري على الأرض، فجنود الجيش يهربون من المخربين اليهود بخوف مخجل، وضباطه سيكونون النواة المقاتلة للمستوطنين، وجنرالات صغار مثل فينتر، وتسافيغ، وروزلين سيصبحون مستشارين أمنيين لهؤلاء الذين يعارضون أي تسوية سياسي. الآن يجعلون الكل يعلم بأنه من الأفضل الابتعاد عنهم وفي النهاية سيكونون مثل جنرالات منظمة الجيش السري في الجزائر (OAS).
  • إن تقوية الجيش بالدين هي مرحلة إضافية في "مسارات" معروفة نهايتها، وهي تعكس التطرف القومي الديني في المجتمع، ولا شيء سيوقفها، لا اليسار العلماني، ولا العالم الذي لن يسكت، ولا هروب الأدمغة قبل التجنيد، ولا حتى شهادة إضافية تقشعر لها الأبدان في محكمة نتنياهو ضد أولمرت. ربما إيران تستطيع وقفها؟

 

"معهد دراسات الأمن القومي"، 15/6/2022
بين أوروبا ولبنان: الضائقة قد تؤدي إلى تنازلات
عوديد عيران - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
  • في السنوات العشر الأخيرة امتنع زعماء الاتحاد الأوروبي من زيارة إسرائيل، ولم يُعقد اللقاء السنوي للمجلس المشترك للطرفين، كإشارة إلى انتقاد الجانب الأوروبي للسياسة الإسرائيلية بشأن كل ما له علاقة بالنزاع مع الفلسطينيين. فزيارة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين (التي تدير العمليات اليومية للاتحاد في كل المجالات) لا تعكس تغييراً في الموقف من إسرائيل. والسبب المباشر لزيارتها هو منحها شهادة دكتوراه فخرية من جامعة النقب، بينما السبب الحقيقي هو أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا، التي، من جهة، توجه الانتقادات إلى روسيا وتفرض عقوبات عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، ومن جهة أُخرى تجد صعوبة في التخلص من الاعتماد على النفط والغاز من روسيا.
  • ويبرز هذا الاعتماد من خلال الاستيراد السنوي الذي يقدر بنحو 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الذي يحرك الاقتصاد الأوروبي. وكان الرئيس الأميركي وعد الأوروبيين بعشر هذه الكميات، ومن المفترض أن تزيد في السنوات المقبلة. وعلى الرغم من أن مخزون إسرائيل يقدَّر بـ1000 مليار متر مكعب، فإنها قادرة على تزويد أوروبا بـ10 مليارات متر مكعب التزاماً بقرار الحكومة تأمين كميات تكفي الاستهلاك المحلي في العقود المقبلة.
  • إن الضائقة الأوروبية هي ضائقة راهنة، ولا يشكل مد أنبوب من الحقول البحرية لإسرائيل إلى أوروبا حلاً عملياً، وبالتالي فإن استخدام منشأة عائمة لتسييل الغاز تقوم بضخه إلى الناقلات هو حل فوري وممكن، وشركات الغاز في إسرائيل وأوروبا قادرة على مواجهة هذا التحدي. وإلى حين وصول مثل هذه المنشأة يجب زيادة الكميات التي يجري ضخها (4.5 مليار متر مكعب سنوياً) إلى مصر، التي لديها منشآت لتسييل الغاز ثابتة تتلاءم مع القدرة المحدودة للأنبوب الموجود حالياً بينها وبين إسرائيل.
  • كان يجب سماع كلام فون دير لاين خلال حفل منحها الدكتوراه الفخرية كي ندرك التاريخ المشترك والمعقد والصعب، لكن الغني، بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. ومن الجيد وجود مصالح مشتركة الأساس فيها هو الدفع قدماً بالانتقال إلى الطاقة الخضراء، التي لإسرائيل مساهمة كبيرة فيها.
  • في هذه الأثناء، وخلال عقد من العلاقات السياسية المجمدة مع الاتحاد الأوروبي، استمر النزاع بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية الخالصة. فلبنان لم يرد حتى الآن على اقتراح الحل الأميركي المقدم سنة 2012 بشأن توزيع المنطقة المختلف عليها، والتي تقدر مساحتها بـ860 كيلومتراً مربعاً. علاوة على ذلك، ومن دون أن يكون لذلك صلة بالنزاع مع إسرائيل، تسببت الحكومات اللبنانية بأزمة طاقة حادة تتجلى في ساعات الكهرباء المعدودة التي يحظى بها اللبنانيون يومياً، وحتى الآن لم يستخرج لبنان متراً مكعباً واحداً من الغاز الطبيعي.
  • وفي خضم ضائقته توجه لبنان إلى مصر والأردن وسورية للموافقة على تدفق الغاز في الأنبوب العربي الذي يمر في أراضيهم. وإذا جرى ذلك من المفيد أن يفحص لبنان ما إذا كان هذا من الغاز الذي تصدّره إسرائيل إلى الأردن ومصر. كما توجه لبنان في أزمته إلى الولايات المتحدة كي تستأنف وساطتها مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية، وهناك مسؤول رفيع من الإدارة الأميركية موجود الآن في المنطقة لهذه الغاية. ونأمل أن تؤدي هذه الضائقة الاقتصادية في لبنان إلى الاستعداد لتقديم تنازلات منصفة ومنطقية.

 

"N12"، 15/6/2022
مقابلة مع يادلين: الإيرانيون يديرون خمس جبهات وكلها بدأت بالتصعيد
عاموس يادلين - رئيس سابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، وزميل مشارك في مركز بلفير في جامعة هارفرد
  • أصدرت إسرائيل تحذيراً غير مسبوق من السفر إلى تركيا، وطلب وزير الخارجية من الإسرائيليين المغادرة فوراً من هناك؛ إلى أي حد كنا قريبين من حادث كبير في تركيا؟
  • عموماً، عناصر الاستخبارات حذرون جداً بشأن النوايا، لكنهم يعرفون جيداً القدرات. في هذه الحالة لا يوجد شك في النوايا. لدى إيران رغبة كبيرة جداً في الانتقام، والإيرانيون يديرون 5 جبهات في مواجهتنا، وكلها بدأت بالتصعيد؛ إذا كانوا في الماضي حاولوا الانتقام بصورة متوازية، وبحثوا عن علماء وأفراد في الجيش الإسرائيلي، فاليوم كل إسرائيلي، وربما كل يهودي، هو مستهدف. لذا لا شك هنا فيما يريد أن يفعله الإيرانيون.

بفضل معلومات استخباراتية نوعية صدر التحذير من السفر بصورة واضحة وتفصيلية. ويجب التعامل مع التحذير بكل جدية، وفعلاً جرى إحباط هجوم واحد. وبالإضافة إلى أن الإيرانيين قرروا مهاجمة أي إسرائيلي، فإنهم قرروا أيضاً التخلي عن الحذر. ففي الماضي استخدموا كل أنواع الوكلاء، أمّا اليوم فهم يحاولون القيام بذلك مباشرة عبر وحدة فيلق القدس. وفي إيران هناك ضغط كبير لتحقيق إنجاز يمكن إظهاره كانتقام....

  • سمعنا أيضاً عن سلسلة اغتيالات داخل إيران. لا نعرف من فعل ذلك، لكن مما لا شك فيه أن الوتيرة تزداد.
  • سمعنا هذا الأسبوع رئيس الحكومة بينت في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يشرح سياسته الجديدة بشأن مهاجمة رأس الأخطبوط، أي عدم انتظار أن يتحرك الإيرانيون ضدنا، وأن نتحرك نحن ضدهم. لذا ليس لدى الإيرانيين أي مشكلة في أن يقرروا الانتقام، لأنه يبدو واضحاً لهم من أين يأتي كل ذلك. لكنني أوصي بشدة بالعودة إلى الغموض البنّاء جداً، والذي قد يخفف من دوافع الإيرانيين إلى الانتقام.
  • حالياً يشعر الإيرانيون بضغط شديد جراء قتل مواطنيهم. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فالقرار الذي اتخذته ضدهم لجنة الرقابة الدولية على السلاح النووي، الأسبوع الماضي، أدى بصورة فورية إلى إطفاء 27 كاميرا في منشآتهم النووية. وهم اليوم يدرسون خطوات أُخرى لتخصيب اليورانيوم على درجة 90٪، أو الانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي NPT.
  • عندما تسخن كل الجبهات، إلى أين هذا يقود إسرائيل؟
  • هذا الوضع يتطلب منا أن ننتبه إلى أننا لا نتجاوز الخط الذي لا نريد تجاوزه. هناك توازن دقيق للغاية بين الحاجة إلى القيام بعمليات، وإمكانات التصعيد. في مثل هذه الحالة من الأفضل أن نكون مثل الإيرانيين، فالهدف ليس نشرة الأخبار المسائية، بل هدفنا الاستراتيجي الذي يحب ألاّ تحيد عنه أبصارنا هو، قبل كل شيء، وقف البرنامج النووي الإيراني، ثم منع التمركز الإيراني في سورية. من المهم أن نرى إذا ما كانت الإنجازات التي نحققها في العمليات توازي المخاطر التي نتعرض لها والتي يمكن أن تؤدي إلى التصعيد.