مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
هوكشتاين يصل إلى بيروت حاملاً جواباً إسرائيلياً على مقترح لبنان
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يقرّر خصم 600 مليون شيكل من مستحقات الضرائب التي تجبيها إسرائيل للسلطة الفلسطينية
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يقرّر تعليق التدريب على طائرات "إف-35" موقتاً بعد اكتشاف خلل فني فيها
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تسريع خطة إقامة منطقة صناعية مشتركة لإسرائيل والأردن سيُطلق عليها اسم "بوابة الأردن"
تقرير: جندية تزعم أنها تعرضت للاغتصاب من سجين أمني فلسطيني خلال خدمتها في سجن، ولبيد يؤكد: آفة العنف ضد النساء وصمة عار على جبين إسرائيل
مقالات وتحليلات
يجب الكشف عن المزيد من المحاضر السرية من أجل الشفاء
على الرغم من تهديدات نصر الله: ممنوع أن توقف إسرائيل خطة استخراج الغاز من "كاريش"
مجزرة كفر قاسم: القتلة لم يتصرفوا كجنود يطيعون الأوامر بصورة عمياء بل اعتقدوا أن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/8/2022
هوكشتاين يصل إلى بيروت حاملاً جواباً إسرائيلياً على مقترح لبنان

وصل الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان عاموس هوكشتاين أمس (الأحد) إلى بيروت لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين اللبنانيين. وعقد فور وصوله اجتماعاً مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال لبحث ملف الكهرباء بالدرجة الأولى، ومن المتوقع أن يعقد اليوم (الاثنين) اجتماعاً مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون، ونبيه بري، ونجيب ميقاتي، حاملاً بيده جواباً إسرائيلياً على مقترح الجانب اللبناني.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في بيان صادر عنها أول أمس (السبت)، أنه بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، يزور المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي عاموس هوكشتاين بيروت يوم 31 تموز/يوليو لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة جو بايدن تسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية.

وأضاف البيان أن التوصل إلى حلّ أمر ضروري وممكن على حد سواء، لكن لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال المفاوضات والدبلوماسية.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أمس إن الجواب [المقترح] الإسرائيلي يشمل ترسيم الخط الحدودي شمالي حقل "كاريش" الذي سيُعتبر في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، في حين سيُسمح للبنان بالحفر في المنطقة التي يحاول تحديد مواقع حقول الغاز فيها شمالي الحقل.

وأكد المصدر نفسه أن التسوية التي تتم بلورتها لن تحقق الرغبة الكاملة لأي من الطرفين، لكنها ستتضمن حلاً يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها، مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل.

وقال المصدر إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسوف يتمكن اللبنانيون من القيام ببعض التنقيب هناك. وأضاف: "إن العرض الذي نُقل هو اقتراح جاد يمكن أن يحوّل لبنان من بلد خراب اقتصادي يعاني أزمة طاقة إلى دولة منتجة للغاز الطبيعي، من خلال تمكينه من استخراج هذا المورد."

"يديعوت أحرونوت"، 1/8/2022
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يقرّر خصم 600 مليون شيكل من مستحقات الضرائب التي تجبيها إسرائيل للسلطة الفلسطينية

قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أمس (الأحد) خصم 600 مليون شيكل من مستحقات الضرائب التي تجبيها إسرائيل لمصلحة السلطة الفلسطينية.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إن هذا المبلغ يساوي مجموع الأموال التي قامت السلطة الفلسطينية في العام الماضي بتحويلها إلى أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم.

وكانت وزارة المال الفلسطينية أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن إسرائيل تواصل القيام باقتطاعات شهرية من أموال العائدات الضريبية تفوق 100 مليون شيكل. وأكدت الوزارة أيضاً أن إسرائيل تحتجز ما يفوق ملياري شيكل، على الرغم من أنها لم تتوقف عن المطالبة بالإفراج الفوري عنها.

وجاء بيان وزارة المال الفلسطينية هذا تعقيباً على أنباء تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تحويل قرض إسرائيلي بقيمة 500 مليون شيكل إلى السلطة الفلسطينية.

"معاريف"، 31/7/2022
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يقرّر تعليق التدريب على طائرات "إف-35" موقتاً بعد اكتشاف خلل فني فيها

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار قرر الليلة الماضية تعليق التدريب على طائرات "إف-35" الأميركية [الشبح] موقتاً، وذلك بعد اكتشاف خلل فني فيها.

وأضاف البيان أن هذا القرار يأتي بعد إشعار أميركي باكتشاف عيوب في أنظمة قفز الطيارين بالمظلات في 3 طائرات حربية أميركية، بينها طائرة "إف-35"، وهي من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

ووفقاً للبيان، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تقييماً خاصاً للوضع في إثر معلومات وردت من الولايات المتحدة بخصوص وجود خلل في مقعد الطيار في طائرة "إف-35"، وفي نهاية تقييم الوضع، أمر قائد سلاح الجو بإجراء فحص عام لطائرات "إف-35"، وهذه العملية ستنفذها فرق فنية في سلاح الجو الإسرائيلي وتستمر عدة أيام.

وأكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن الفحص يجب أن يتم بشكل صارم وشامل، وذلك من أجل إعادة عمل الطائرة إلى الكفاءة الكاملة، مع الحفاظ على معايير سلامة عالية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إيقاف نشاط التدريب سيكون موقتاً حتى يتم فحص جميع الطائرات. وأوضحت أن العطل التقني الذي يتم فحصه هو في "مقعد الهروب" المُعدّ لإنقاذ الطيار في حال تعرُّض الطائرة لخطر التحطم.

يُذكر أنه سبق أن سقطت طائرة من طراز "إف-35" تابعة لسلاح الجو الأميركي في بحر الصين الجنوبي في كانون الثاني/يناير الماضي، وأعلن الجيش الأميركي فتح تحقيق في الموضوع. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، تحطمت طائرة أُخرى من طراز "إف-35" تابعة لسلاح الجو البريطاني أقلعت من على متن حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث"، وذلك خلال عملية طيران روتينية في البحر الأبيض المتوسط.

"معاريف"، 1/8/2022
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تسريع خطة إقامة منطقة صناعية مشتركة لإسرائيل والأردن سيُطلق عليها اسم "بوابة الأردن"

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على تسريع خطة إقامة منطقة صناعية مشتركة لإسرائيل والأردن سيُطلق عليها اسم "بوابة الأردن"، وتشمل إقامة وتشغيل معبر خاص إليها.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن كلاً من ديوان رئاسة الحكومة ووزارة التعاون الإقليمي عملا من أجل إعداد مشروع "بوابة الأردن"، بالتعاون مع وزارات المواصلات والخارجية والاقتصاد وسلطة المطارات.

وعقّب رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد على القرار، فقال إنه بعد 28 عاماً من إبرام اتفاقية السلام مع الأردن، يتم الدفع قدماً بخطوة أُخرى في علاقات الجيرة الحسنة بين الدولتين، من شأنها أن تساهم كثيراً في تطوير المنطقة وتعزيزها.

وأشار لبيد إلى أنه جرى الاتفاق على آخر تفاصيل هذا المشروع في أثناء الزيارة التي قام بها إلى الأردن الأسبوع الماضي وعقد خلالها اجتماعاً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأضاف لبيد أن هذه المبادرة ستوفر للدولتين أماكن عمل وتدفع علاقاتهما الاقتصادية والسياسية إلى الأمام، وتعمّق السلام والصداقة بينهما، وستسمح لمبادرين ورجال أعمال إسرائيليين وأردنيين بالاتصال بصورة مباشرة، وستؤدي إلى نشوء مبادرات مشتركة تجارية وتكنولوجية وصناعة محلية.

وجاء في قرار الحكومة الإسرائيلية أن المنطقة الصناعية "بوابة الأردن" ستشكل معبراً للمشاة، الذي سيُستخدم لعبور مريح لمبادرين معنيين بمشاريع مشتركة في الجانب الأردني من المنطقة الصناعية. وستقيم سلطة المطارات الإسرائيلية معبر "بوابة الأردن"، الذي سيشمل مبنى لاستضافة رجال أعمال وضيوف من الأردن لأهداف تجارية.

"يديعوت أحرونوت"، 1/8/2022
تقرير: جندية تزعم أنها تعرضت للاغتصاب من سجين أمني فلسطيني خلال خدمتها في سجن، ولبيد يؤكد: آفة العنف ضد النساء وصمة عار على جبين إسرائيل

قال رئيس الوزراء يائير لبيد إن آفة العنف ضد النساء هي وصمة عار على جبين دولة إسرائيل ولا يمكنها أن تستمر.

وأضاف لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "في الأسبوع الماضي فقط قُتلت امرأة على يد زوجها، وقُتلت ابنة على يد والدها، وتم الكشف عن تفاصيل مروعة أُخرى في قضية اغتصاب حارسة في السجن، وتم الكشف عن ممارسات من طرف لاعبي كرة قدم." وكان لبيد يشير إلى جندية إسرائيلية تزعم أنها تعرضت بشكل متكرر للاغتصاب من طرف سجين أمني فلسطيني خلال خدمتها في سجن "جلبوع"، بعِلم قادتها، وكذلك إلى لاعبي كرة قدم إسرائيليين اشتُبه في ارتكابهما جريمة اغتصاب في سنة 2020، لكن تم إغلاق القضية ضدهما واستمرا في مسيرتهما الرياضية.

وقال رئيس الحكومة: "على الرغم من أن هذه القضايا تختلف الواحدة عن الأُخرى، فإن لديها قاسماً مشتركاً واحداً هو العنف الرهيب الموجّه ضد النساء. إن من مسؤوليتنا كمجتمع، والتزامنا كحكومة، القضاء على هذه الظاهرة."

وأشار لبيد إلى أنه تحدث مع كلٍّ من وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، ومفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية كاتي بيري، بشأن مزاعم الجندية السابقة بأنها تعرضت للاغتصاب من طرف سجين أمني، وبعِلم قادتها.

وقال لبيد: "إن هذا الحادث هو قيد المراجعة، ووقع خلال ولاية الحكومة السابقة، ويخضع لأمر حظر نشر، لكن ينبغي، وسيتم التحقيق فيه. سوف نتأكد من أن الجندية تتلقى المساعدة، وسوف نتعامل مع المتهمين إلى أقصى حدّ يسمح به القانون."

يُذكر أن جندية سابقة في الجيش الإسرائيلي قالت الأسبوع الفائت إنها تعرضت للاغتصاب والاعتداء الجنسي بشكل متكرر من طرف سجين أمني فلسطيني في أثناء خدمتها في سجن "جلبوع"، وأكدت أنها خلال فترة خدمتها هذه أصبحت سجينة ومستعبدة للجنس لأحد السجناء الأمنيين الذي وصفته بأنه "إرهابي خطر". وأشارت إلى أن الأسير المذكور ويدعى محمد عطا الله هو شخص ذُكر اسمه سابقاً في وسائل الإعلام فيما يتعلق بتقارير تحدثت عن قيام قادة في السجون بعرض حارسات على الأسرى. ويقبع عطا الله في الحبس الانفرادي منذ عدة أشهر بسبب فضيحة ترتبط بمزاعم فحواها أن ضابط استخبارات قام بعرض حارسات في السجن له ولنزلاء فلسطينيين آخرين في السجن، بناءً على طلب منه.

ومن المتوقع أن تعقد لجنة الكنيست الفرعية لشؤون الخارجية والأمن اجتماعاً لها هذا الأسبوع لتستمع إلى شهادات كبار ضباط مصلحة السجون الإسرائيلية ومندوبي جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والنيابة العامة بشأن هذه الفضيحة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 1/8/2022
يجب الكشف عن المزيد من المحاضر السرية من أجل الشفاء
افتتاحية
  • في يوم الجمعة وقع حادث أمني كان من الممكن أن يشكل خطراً أمنياً على الدولة: فقد كشفت وزارة الدفاع عن مئات الصفحات من المحاضر السرية المتعلقة بمحاكمات مجزرة كفر قاسم العائدة إلى سنة 1956. طوال خمسة أعوام، حاولت النيابة العامة - أي الدولة - من خلال ممثليها في المحكمة العسكرية للاستئناف، محاربة نشر الوثائق. وكانت حجتها أن نشر المحاضر يمسّ بأمن الدولة وبعلاقاتها الخارجية "بدرجة يقين شبه مؤكدة"، وهناك "احتمالات معقولة"، في حالات معينة، أن يمسّ بسلامة الأفراد.
  • وها قد حدثت المعجزة، المحاضر نُشرت، وباستثناء بعض التغريدات على تويتر من ممثلي المجتمع العربي، لم تحدث هزة أرضية. الكشف عن المحاضر كان أمراً مهماً ويجب الثناء عليه، لكنه يطرح بعض الأسئلة الأساسية. في دولة عادية لا تخاف من النظر إلى نفسها في المرآة ومواجهة أخطاء الماضي، كان الكشف عن هذه الوثائق سيجري في وقته، وليس بعد مرور 66 عاماً. في دولة عادية، الكشف عن الوثائق كان سيجري بمبادرة من الدولة، وليس بسبب طلبات استئناف من المؤرخ آدم راز ومعهد الأبحاث "عكفيوت" اللذين يناضلان بصورة فردية، ومن وقتهم ومالهم، من أجل إجبار أرشيف الجيش الإسرائيلي على نشر الوثائق، على الرغم من أهميتها العامة.
  • كي نفهم مدى أهمية نشر الوثائق، يكفي أن نطّلع على بعض ما جاء فيها. يروي جنود وضباط من الجيش ومن حرس الحدود أن الاعتقالات وإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل 50 مواطناً في كفر قاسم في اليوم الأول من حرب سيناء، كان الهدف منه ترهيبهم وتحويلهم إلى "نعاج بريئة" تجلس بهدوء ولا "تثير المشكلات". علاوة على ذلك، في رأي الضابط الأعلى رتبة يشكا شدمي، كان من المفترض أن يدفع إطلاق النار الناس إلى مغادرة منازلهم والهرب إلى الأردن. وهو ما يعني أن الوثائق تدل على أن قتل مواطنين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، كان الهدف منه الدفع قدماً بالترحيل، الترانسفير. هل هناك مَن يختلف على أهمية هذا الكلام؟
  • يوجد في أرشيف الجيش مئات الصفحات السرية التي تتضمن أجزاء من البازل التاريخي المعقد لدولة إسرائيل، وتشكل أدلة على أحداث سوداء. وعلى سبيل المثال، رفضت محكمة العدل العليا الالتماس الذي قُدم (بينهم "هآرتس") لنشر الوثائق السرية المتعلقة بمجزرة دير ياسين في سنة 1948. يتعين على الدولة إنشاء لجنة مستقلة وموضوعية لفحص سياسة نشر الوثائق التاريخية، وتقدم للجمهور معلومات عن تاريخها. وهذا من شأنه أن يساعد في مداواة العلاقات بين العرب واليهود في إسرائيل، وكما كتب في الأمس عيساوي فريج "ما دام الإخفاء مستمراً، فإن المواجهة الحقيقية لم تبدأ، اليوم، هذه المرحلة بدأت".

 

موقع "N12"، 1/8/2022
على الرغم من تهديدات نصر الله: ممنوع أن توقف إسرائيل خطة استخراج الغاز من "كاريش"
تامير هايمن - مدير معهد أبحاث الأمن القومي
  • تقف دولة إسرائيل أمام فترة حساسة في الشمال. في السيناريو المتطرف، يدور الحديث عن وضع من الممكن أن يتدهور إلى حرب شاملة، لكنها ليست قدراً، وهناك آليات لدى الطرفين يمكنها بالتأكيد الحؤول دون وقوعها.
  • صحيح أن الحدث مرتبط بالخلاف على الحدود الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان، لكن لا يجب الوقوع في الخطأ: الحديث يدور، أولاً وآخراً، عن حدث يرتبط بالوضع الداخلي اللبناني المتغير.
  • نبدأ من الخلاف التقني أولاً، النزاع على الحدود ما بين إسرائيل ولبنان. هناك حقلان كبيران للغاز في منطقة الشمال - الأول "قانا"، والثاني "كاريش". وفي الوقت الذي يتواجد "كاريش" برمته داخل المياه الاقتصادية الإسرائيلية، فإن "قانا"، في أغلبيته، داخل المياه الاقتصادية اللبنانية، والجزء الجنوبي منه هو الموجود في منطقة النزاع. وبسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ولبنان، فإن كل دولة رسمت حدودها البحرية منفردة، وهذا ما ولّد منطقة نزاع ملاصقة.
  • بعد التوجه إلى الوساطة الدولية بخصوص ترسيم الحدود البحرية، تقرر أن يحصل لبنان على جزء أكبر من المنطقة المتنازع عليها. وبشكل غير مفاجئ، قبلت إسرائيل التسوية في وقت رفضها لبنان. حتى أنه بعد الانتخابات الأخيرة في لبنان، ذهب اللبنانيون إلى أبعد من ذلك ووضعوا خطاً جديداً للحدود بصورة أحادية، ومن دون أي منطق، تجاوز حقل "كاريش". ومن الواضح أن هذا الخط غير مقبول من الجهات الدولية أيضاً. ويبدو أن الحكومة اللبنانية فهمت أنها تسلقت شجرة عالية وأرادت النزول عنها، إلا إن حسن نصر الله استغل الفرصة وانقض عليها. وهو ما يقودنا إلى السبب الحقيقي الكامن وراء الأزمة التي يفتعلها "حزب الله" هنا.
  • الوضع الداخلي في لبنان هو المسبّب الرئيسي لهذا التصعيد. فلبنان يعاني جرّاء عدم استقرار سياسي، وأزمة اقتصادية خانقة، وساعات قليلة من الكهرباء في اليوم، أزمة طاقة حرجة، بالإضافة إلى استقطاب طائفي عميق يستند إلى ذاكرة تاريخية مؤلمة (الحرب الأهلية). هذا بالإضافة إلى أنه بعد الانتخابات الأخيرة، وعلى الرغم من أن "حزب الله" لم يضعف، فإن هناك أعضاء مستقلين دخلوا البرلمان حديثاً ويطرحون موقفاً معارضاً لوجود ميليشيات شيعية مسلحة في لبنان (حزب الله). هؤلاء طبعاً ليسوا أحباء صهيون، لكنهم وطنيون لبنانيون يوجّهون النقد إلى سلاح المقاومة. هم مع لبنان ضد إسرائيل. ومطلوب من نصرالله تبرير وجود سلاح مقاومة أصلاً - وإن كنت لا تقاوم، فما حاجتك إلى هذا السلاح؟ نصر الله يستغل الوضع الحالي: المواطنون اللبنانيون يعرفون أزمة الطاقة ويعانون جرّاءها، ويرون كيف تقوم إسرائيل باستخراج الغاز ولبنان لا.
  • قائمة نجاحات نصر الله واضحة، وحقق جزءاً منها. في تقدير نصر الله أن إسرائيل لن ترد على إطلاق المسيّرات التي كان الهدف منها جمع المعلومات الاستخباراتية، وحتى إن ردت فسيكون بشكل لا يؤدي إلى حرب شاملة. من جانبه، كل نتيجة هي إنجاز. إن وُقِّع الاتفاق - فسيدّعي أنه تم بفضل التهديد بسلاح المقاومة. وإن قامت إسرائيل بتأجيل استخراج الغاز في أيلول/سبتمبر - فسيطرح الموضوع كأنه خضوع لتهديداته. وإن دفع استمرار الأزمة لبنان إلى طلب النفط من إيران - فسيدّعي أيضاً أن هذا بفضله. ومن المهم الانتباه إلى أنه وفي جميع خطاباته، يهتم نصر الله بالتشديد على أن إطلاق المسيّرات هو عملية لبنانية وليست إيرانية، والدافع هو وطنيته اللبنانية. وبالمناسبة، أعتقد أنه صادق في الموضوع الإيراني - الحديث يدور بشأن عملية خاصة بحزب الله من دون توجيه إيراني، حتى ولو كانوا يفركون أياديهم بسعادة.
  • ما بدأ قبل أسابيع بإطلاق مسيّرة واحدة، تم إسقاطها بواسطة أدوات ناعمة، استمر في إطلاق ثلاث مسيّرات أُسقطت على يد سلاح البحرية وسلاح الجو - عملية أدت إلى شعور بالفخر. بتقديري، إن نصر الله لا يريد التوقف الآن، ومن المتوقع أن يستمر حزب الله في عمليات شبيهة. وأيضاً، يجب التجهّز لسيناريوهات متطرفة، ومن غير المرجح أن يختار حزب الله استعمال الصواريخ الموجهة، أو المسيّرات التي تحمل المتفجرات – نصر الله أيضاً لا شكوك لديه في أن عملية كهذه ستؤدي إلى رد إسرائيلي قاس، وتبادُل إطلاق النار الذي سيحدث من شأنه أن يؤدي إلى حرب - تطوُّر من شأنه أن يكون ضربة قاضية للبنان المنهار أصلاً. وعلى الرغم من ذلك، فإن تجربة الماضي، وضمنها حرب لبنان الثانية، علّمتنا أنه حتى ولو لم يكن لدى الطرفين الرغبة في الحرب، فيمكنهما الانجرار إليها.
  • في حال استمر حزب الله في تحدي إسرائيل في الصيغة الحالية، وواصل إطلاق مسيّرات إضافية باتجاه منصة التنقيب، أمام إسرائيل عدة إمكانات:
  • الاحتواء - إسقاط المسيّرات، وليس أكثر من ذلك. الإيجابية - لن يكون هناك انجرار إلى معركة واسعة. أما السلبية الأساسية - تعزيز الشهية باستمرار المعركة، وتوسيعها حتى إلى مناطق النزاع على الحدود البرية. سلبية إضافية ستكون - تعاظُم قوة حزب الله في الداخل اللبناني، وتبرير وجود سلاح المقاومة الذي بفضله صمد لبنان لتحقيق حقوقه وفخره، ولم يخسر بسبب الردع الذي يقوم به هذا السلاح.
  • رد يفوق توقعات العدو - في هذا السيناريو، لا تكتفي إسرائيل بالرد، إنما تفعل ذلك بشكل حاد جداً. الإيجابية - الردع: عندما يكون الرد فوق التوقعات، تتم زعزعة الثقة بالنفس لدى الخصم الذي يعتقد أنه يعرف خطواتك المتوقعة، وبذلك تتم زعزعة الثقة إلى جانب الردع من عملية مستقبلية. السلبية المركزية - من شأن هذا أن يدفع حزب الله إلى الرد بحسب معادلات الرد الخاصة به. كلما كانت الأهداف مؤلمة أكثر من طرفه، فسيرد بقوة أكبر. الذهاب إلى هذا الخيار بالضرورة سيصعّد الردود المتبادلة التي ستؤدي إلى معركة.
  • ردود متساوية - عمليات ذات تأثير في الوعي. عمليات خاصة سرية، ردود غير دراماتيكية ولا تنزع عن العدو قدراته. ويمكن في هذا السيناريو أن يكون الرد خارج لبنان، مثلاً في سورية. الإيجابية - إسرائيل ردت ولم تحتوِ. السلبية - حتى على هذا من الممكن أن يرد حزب الله، ومن الممكن أن ننجر إلى ديناميكية تصعيد.
  • الفرضية تقوم على أن نصر الله سيستمر في تحدي إسرائيل في الوقت القريب. ومن المهم التشديد على أن التصعيد حتى الحرب الشاملة يتعلق بالشكل الذي تقرر فيه إسرائيل الرد، كيف ترد على الرد على ردها. لذلك، هذا ما يجب القيام به الآن:
  • تعزيز الجهوزية لمعركة واسعة - نحن في مرحلة حساسة، يمكن أن تتصعد. لذلك يجب تعزيز الجهوزية والاستعداد للانتقال السريع إلى حالة طوارئ.
  • فتح معركة مضادة على الوعي - نصر الله يضع لبنان تحت خطر الحرب الشاملة. يقوم بذلك بهدف تبرير وجوده، وإعادة توجيه الانتقادات الشعبية ضده، كالمسؤول، إلى حد ما، عن وضع لبنان، وليس لإنقاذ الدولة. يجب نشر هذا، وفي المقابل، إرسال رسائل عن طريق دول كفرنسا وألمانيا، مفادها أنه يجب على نصر الله ألا يخطئ مرة ثانية بقراءة نيات إسرائيل (كما حدث له في سنة 2006).
  • الاستمرار بإصرار شديد في سياسة استخراج الغاز - ولا يجب التأجيل بأي شكل من الأشكال بسبب التهديدات. يجب على التهديدات أن تعزز تصميم إسرائيل واستمرارها في الاستخراج في الموعد المحدد. وفي المقابل، الالتزام بالمفاوضات والاستمرار فيها.

 

"هآرتس"، 31/7/2022
مجزرة كفر قاسم: القتلة لم يتصرفوا كجنود يطيعون الأوامر بصورة عمياء بل اعتقدوا أن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله
  • محاضر محاكمة كفرقاسم مروعة وشائنة - ليس لأنها تكشف حقيقة تاريخية لم تكن معروفة، بل لأن جرائم الحرب الإسرائيلية تلعب دوراً هامشياً للغاية في صوغ القيم الأساسية للدولة. "خطة الخلد" لطرد عرب المثلث معروفة منذ 20 عاماً لأن الشخص الذي كتبها – بأمر من رئيس الأركان موشيه دايان - كشف عن وجودها، اسمه أبراهام (أبرشاه) تامير، الذي كان يومها رئيس قسم العمليات في القيادة الوسطى، والذي أصبح بعدها طائراً غريباً للغاية في السياسة الإسرائيلية. وكانت الفكرة استغلال حرب مستقبلية مع الأردن والقيام في ظلها بإخلاء قرى المثلث: جزء من السكان يهرب إلى الأردن، والآخرون يُرسَلون إلى مخيمات مغلقة في إسرائيل.
  • روفيك روزنتال، صحافي وكاتب وعالم لغوي، اقتبس من تامير في كتابه: "كفر قاسم أحداث وأسطورة"، الصادر في سنة 2000 عن منشورات الكيبوتس الموحد. وقبل 3 أعوام، نشر المؤرخ آدم راز "بيوغرافيا سياسية" عن المجزرة التي ارتكبها حرس الحدود في كفر قاسم في ساعات ما بعد الظهر في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956، في اليوم عينه الذي بدأت فيه حرب سيناء. يومها، أُعلن منع التجول في قرى المثلث. 53 شخصاً من قرية كفر قاسم لم يكونوا على علم بمنع التجول وتأخروا في العودة من عملهم، فأُطلقت النار عليهم وقُتلوا.
  • بين دير ياسين (1948) وصبرا وشاتيلا (1982) ما من رمز أكثر بشاعة من جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل. مجزرة كفر قاسم جرى الاعتراف بها بمرور السنوات على أنها حادثة مأساوية كان يجب ألا تقع. ووُضعت خطة "الخلد" في أدراج النسيان إلى جانب خطط أُخرى من أجل تقليل عدد السكان العرب. لقد أراد آدم راز أن يثبت وجود علاقة بين "خطة الخلد" وبين مجزرة كفر قاسم. لكن أرشيف الجيش الإسرائيلي رفض الكشف عن الوثائق التي تتعلق بذلك. وطالب راز، من بين أمور أُخرى، الاطلاع على محاضر محاكمة أفراد القوة التي نفّذت المجزرة، وبعد صراع قضائي وعام استمر سنوات، سُمح في الأمس (يوم الجمعة) بنشر المحاضر.
  • كما في كل المرات التي يجري فيها رفع السرية عن وثائق الدولة، فإن السؤال الأول الذي يُطرح: لماذا أُخفيت بهذه الصرامة. كم كان مشجعاً ومفاجئاً لو كشفت هذه المحاضر أوامر تطالب بعدم إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء، لكن ليس هذا ما جرى. كما هو معروف منذ أعوام كثيرة، كانت الأوامر هي بالقتل. بقي السؤال: إلى أي حد هناك علاقة عملانية بين خطة الخلد - التي أُلغيت قبل تنفيذ المجزرة- وبين ما جرى في كفرقاسم. الانطباع الذي يظهر من المحاضر بأن هناك علاقة ظرفية: بعض مرتكبي المجزرة كانوا على علم بالخطة، وأيضاً علموا بإلغائها، ومع ذلك فعلوا ما فعلوه. لكن العلاقة الدقيقة بين عملية الخلد وبين المجزرة ليست هي المهمة، المهم أن الأمرين كانا نابعين من الروحية عينها، وقتلة أهالي القرية لم يتصرفوا كجنود يطيعون الأوامر بصورة عمياء، بل كانوا مقتنعين بأنهم يفعلون ما يجب القيام به. ومحاضر محاكماتهم تؤكد ذلك جيداً، ومن هنا أهميتها الأساسية.
  • في سنة 1956 شهد العديد من الإسرائيليين حوادث حرب 1948. واعتُبر العرب في إسرائيل أعداء. وكانوا يخضعون لقيود الحكم العسكري، وهو آلية تعسفية وفاسدة عكست مقاربة دافيد بن غوريون حيال العرب في أرض إسرائيل. فقد رأى فيهم عقبة وخطراً، ولم يعتقد أن في الإمكان إقامة سلام معهم. وهو أيّد عدة خطط للترحيل - فرار العرب في حرب 1948، وفرارهم وطردهم كانا يتطابقان مع هذه الروحية، ولقد ساهم ذلك في قرار عدم احتلال مناطق سكنهم الجديد – الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة). "العربي هو قبل كل شيء عربي"، قال بن غوريون قبل بضعة أشهر من مجزرة كفر قاسم. هذه الروحية تعاظمت أيضاً في الجيش الإسرائيلي. "آمل في الأعوام المقبلة أن يكون هناك إمكانات لتنفيذ ترحيل للعرب من أرض إسرائيل"، قال أيضاً موشيه دايان.
  • أميل إلى الاعتقاد أن فضح جرائم الحرب وإدانتها يمكن أن يساعد في منع مثل هذه الجرائم في المستقبل. وعلى العكس، مَن يخفي جرائم حرب - هو مثل الذي يغطيها ويبيحها. الإعراب عن الندم العلني على جرائم الحرب يساعد أحياناً في صوغ قيم أساسية إنسانية. في إسرائيل، هذا صعب جداً، ليس فقط بسبب الحاجة الدائمة إلى الدفاع عن النفس في مواجهة العدو العربي، بل أيضاً بسبب الحاجة إلى الإيمان بأن الدولة على حق. وهذه حاجة أيديولوجية صهيونية وجودية. إذا لم نكن على حق، لما كنا هنا، هذا ما تعلّمه المدارس الإسرائيلية.
  • بعد محاكمة المجرمين في كفر قاسم، يبدو أن على إسرائيل أن تفرض على نفسها عقيدة ثورية في تاريخ الحروب البشرية، هي عقيدة "الراية السوداء". مثل هذه الراية يجب أن ترفرف فوق كل أمر "غير قانوني بصورة قاطعة" يجب على الجندي أن يرفض تنفيذه. هذا هو الدرس الأخلاقي الذي كان يجب على الإسرائيليين أن يستخلصوه من المحرقة. وهو الأساس لحجة الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.
  • كل جندي في الجيش الإسرائيلي كان من المفترض أنه سمع بالراية السوداء خلال خدمته العسكرية مرة على الأقل. والانطباع أن عقيدة الراية السوداء وُضعت في أدراج النسيان. في أساس الأمر نظرة تعكس توقاً إلى صهيونية أكثر أخلاقية مما هي عليه. في هذه الأثناء كل شيء تغيّر، فقمع الفلسطينيين في المناطق المحتلة يقوّض الادعاء أن وجودنا هو وجود محق. القليل من الإسرائيليين يدركون هذه الصعوبة، كما ظهر في أحد الردود على الإنترنت على نشر محاضر محاكمة كفر قاسم "وماذا عن محاضر الأحداث في كيشيناو [عاصمة مولدوفا]"؟