يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
6/6/2008
فلسطين
رئيس الفريق الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، أحمد قريع، يكشف في حديث إلى صحيفة الأيام أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا على الشروع، للـمرة الأولى منذ مؤتمر أنابوليس، في صوغ الـمواقف من مختلف القضايا الجاري التفاوض بشأنها، ويوضح أنهما اتفقا على أن المفاوضات تدور حول "اتفاق شامل وليس إعلان مبادئ أو اتفاق إطار، لأن اتفاق الإطار هو اتفاق ملغوم بالغموض غير البنّاء والغموض الـمدمر، وبالتالي اتفقنا على العمل من أجل اتفاق شامل بكل التفاصيل، وقد أكدنا من جانبنا أننا نرفض الدولة موقتة الحدود وأننا نسعى من أجل حل دائم وشامل"، مضيفاً أن الإسرائيليين "قدموا عرضاً فيما يخص تبادل الأراضي، وهو عرض غير مقبول"، دون أن يكشف تفصيلات هذا العرض، ويوضح التطور الذي حدث على صعيد المفاوضات قائلاً: "الآن اتفقنا على أن نبدأ في كتابة الـمواقف، فعندما تتحدث مثلاً عن الأرض تذكر كل القضايا الـمطروحة بالنسبة إلى الأرض ويكتب موقفنا وموقفهم من كل قضية، فإذا كنا متفقين على الـموقف يكون في جملة أو فقرة واحدة، أما إذا كان غير متفق عليها فنقول هذا موقف فلسطيني وهذا موقف إسرائيلي. هناك شيء قد حدث وشيء سيحدث بهذا الشأن"، ويؤكد أن عملية الـمفاوضات ما زالت صعبة وما زالت آفاق الوصول إلى اتفاق خلال هذا العام "تحتاج إلى شيء خارق أو معجزة، لأنه يبدو أن الوضع الداخلي، سواء في إسرائيل أو عندنا، لا يهيئ ولا يساعد ذلك".
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب يقررون في اجتماع ضم قادة الفصائل الثلاثة تشكيل ائتلاف جبهوي على طريق إعلان حزب موحد يجمع شتات الفصائل اليسارية الفلسطينية، ويعلن القيادي في الجبهة الشعبية، جميل المجدلاوي، في حديث إلى صحيفة الحياة، أن المجتمعين قرروا تشكيل قيادة مشتركة موسعة في قطاع غزة تضم المسؤول عن كل منها، إضافة إلى ثلاثة قياديين آخرين من كل فصيل، مهمتها المشاركة في الاجتماعات القيادية للفصائل الثلاثة، علاوة على التفاعل في كل ما يتعلق بالشأن الوطني العام، وتنسيق الجهود والإشراف عليها وعلى عملها في المحافظات، ويشير إلى أن "الوضع المعقد الذي نعيشه والتجاذب الحاد الذي وصل إلى ذروته بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة وتداعيات ذلك من طرفي الصراع، حركتي فتح وحماس، شكل دافعاً إضافياً" لإنشاء الجبهة، علاوة على القناعة المستندة إلى التقاء فكري وسياسي عام ومنطلقات تنظيمية متقاربة في تكوينها.
مستشار الرئيس الفلسطيني والمشرف العام على الإعلام الرسمي في السلطة الوطنية الفلسطينية، نمر حماد، يصدر بياناً رسمياً يطلب فيه وقف الحملات الإعلامية، بهدف توفير الأجواء الإيجابية لإنجاح مبادرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشأن الحوار الوطني، ويدعو البيان إلى "إيقاف كافة أشكال الحملات الإعلامية، انطلاقاً من مبادرة السيد الرئيس محمود عباس، وحرصاً على توفير الأجواء الإيجابية التي تمكن اللجنة المشكلة من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلي الفصائل الفلسطينية من القيام بدورها لإنجاح المبادرة".
استشهد مواطن فلسطيني وأصيب 16 آخرون خلال عمليتي توغل إسرائيليتين في محيط معبر ناحل عوز شرقي حي الشجاعية بمدينة غزة، وفي بلدة خزاعة شرقي خان يونس، وفي عملية قصف نفذتها طائرة إف ـ 16 استهدفت مقر الأمن الداخلي الفلسطيني شمالي القطاع غزة. وجوبهت عمليتا التوغل بمقاومة ضارية قادتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" التي نجحت في تفجير عدة آليات تم العثور على أجزاء كبيرة منها بعد اندحار القوات الإسرائيلية.
اندلعت مواجهات بين عشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين وإسرائيليين وأجانب خلال مسيرات جماهيرية مناهضة لجدار الفصل العنصري، في قريتي نعلين وبلعين، غربي رام الله، وقرية المعصرة في الريف الجنوبي لبيت لحم. ففي قرية بلعين، أصيب خمسة متظاهرين خلال اعتداء قوات الاحتلال على الـمشاركين في الـمسيرة الأسبوعية ضد الجدار، بينهم نائبة رئيس البرلمان الأوروبي لويزا مورغنتيني، ومرياد مكوير الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والقاضي الإيطالي جوليو توسكانو الذي أصيب في رأسه. وفي قرية نعلين، أصيب العشرات من الـمواطنين ونشطاء السلام الأجانب خلال مسيرة شعبية انطلقت من وسط البلدة باتجاه مستوطنة حشمونائيم الـمقامة على أراضي البلدة. وفي قرية الـمعصرة في محافظة بيت لحم انطلقت مسيرة سلـمية جماهيرية باتجاه أراضي القرية الـمصادرة والجدار الذي تواصل سلطات الاحتلال بناءه فوق أراضي القرية. وفي محافظة طولكرم، شارك العشرات من أهالي ومؤسسات الـمحافظة في مسيرة جماهيرية ضد بناء الجدار انطلقت من قرية قفين باتجاه الجدار الـمقام على أراضي القرية، حيث أقيم مخيم اعتصام ضد الجدار سيستمر مدة شهر.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يوضح في تقريره الأسبوعي أن قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت خلال الأسبوع الممتد من التاسع والعشرين من أيار / مايو وحتى الرابع من حزيران / يونيو 33 توغلاً على الأقل في مدن الضفة الغربية وبلداتها ومخيماتها، اقتحمت خلالها عشرات المباني والمنازل السكنية، وأطلقت النار بصورة عشوائية ومتعمدة تجاه المواطنين ومنازلهم، كما اعتقلت43 مواطناً فلسطينياً، من بينهم طفلان، مما رفع عدد المواطنين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم على هامش توغلاتها منذ بداية هذا العام إلى 1267 مواطناً، فضلاً عن اعتقال عدد آخر على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية وخلال تظاهرات الاحتجاج.
شارك آلاف المواطنين من عناصر ومناصري حركة "حماس" ولجان المقاومة الشعبية في مسيرة جماهيرية توجهت إلى معبر رفح. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والمصرية ورايات حركة "حماس" وسط ترديد شعارات تندد بالاحتلال وتطالب برفع الحصار. وواصل المتظاهرون تقدمهم باتجاه المعبر مجتازين البوابات الخارجية إلى أن وصلوا البوابة المصرية التي تجمعوا أمامها وسط ترديد هتافات تطالب الحكومة المصرية بإعادة فتح المعبر لإنهاء معاناة آلاف المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات.