يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
15/5/2008
فلسطين
استشهد مقاومان من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وأصيب ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي استهدفهم بالقرب من مدرسة عمر بن عبد العزيز شرقي حي الشجاعية بغزة قبيل منتصف ليل الأربعاء 14/5 ـ الخميس 15/5/2008.
جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان تعلن في بيان لها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت منذ بداية أيار/ مايو سبعة وعشرين مواطناً فلسطينياً، 25 منهم قضوا في قطاع غزة نتيجة عمليات القصف والتوغلات المتواصلة، في حين استشهد مواطنان في الضفة الغربية، كما اعتقلت خلال الفترة نفسها نحو 250 مواطناً، 120 منهم من الضفة الغربية و130 من قطاع غزة حيث اختطفوا بالعشرات خلال التوغلات اليومية في أطراف القطاع، مشيرة إلى أن27 طفلاً لم يتجاوزوا الثامنة عشرة كانوا ممن اعتقلوا من مدن الضفة الغربية.
حركة "حماس" ترد في بيان صحافي تلاه الناطق باسمها، سامي أبو زهري، على خطاب الرئيس الأميركي، جورج بوش، أمام الكنيست الإسرائيلي بالتأكيد على أن الحركة "لم ولن تهزم"، وعلى أن "إسرائيل لن تعمر ستين سنة أخرى وأن نهايتها باتت أقرب من ذلك بكثير"، موضحة "أن خطاب بوش الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي كان خطاباً توراتياً بدا فيه بوش حاخاماً من الدرجة الأولى، حيث امتلأ الخطاب بالنصوص والقصص التوراتية وهو ما يؤكد أن دعم بوش للاحتلال ذو دوافع عقائدية أكثر من أي شيء آخر"، وتعتبر أن الأخطر في الخطاب هو "اعتراف بوش بفلسطين كوطن قومي لليهود، وهي تصريحات عنصرية خطيرة تعني إلغاء حق العودة وإقامة كيان عنصري على حساب الحقوق الفلسطينية".
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يلقي كلمة في مهرجان مركزي أقيم في رام الله إحياء للذكرى الستين للنكبة يؤكد فيها أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه في إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران / يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس، وحق العودة وفق القرار الدولي 194، ويضيف: "على هذه الأرض الطيبة والحبيبة يعيش شعبان يحتفل أحدهما باستقلاله والآخر يتألم في ذكرى نكبته، ستون عاماً مرت ونحن على هذه الأرض نعيش الضدين... إننا وفي الذكرى الستين لنكبة شعبنا نجدد تمسكنا بثوابتنا للسلام، السلام الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وفي القلب منها القدس الشريف وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194"، ويؤكد "أن أمن إسرائيل مرتبط باستقلالنا وأمننا، واستمرار الاحتلال وديمومة النكبة لا يجلب الأمن لأحد"، ويخاطب الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "نؤكد اليوم أن الاستيطان واستمراره يدمر فرص السلام، ونقول لحكومة اسرائيل إن كل مشاريع الاستيطان وبخاصة حول القدس بما فيها مشروع E1 الذي يحاولون إحياءه يجب أن يتوقف إذا أرادوا عدم إضاعة هذه الفرصة المتاحة أمامنا اليوم".
الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يتصل بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بمناسبة إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة، ويؤكد على دعمه للشعب الفلسطيني ولعملية السلام في الشرق الأوسط، ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للتطبيق، وفق قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
إسرائيل
عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب إسرائيل بيتنا، أليكس ميلر، يعلن أنه ينوي تقديم مشروع قانون إلى الكنيست يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بـيوم النكبة في دولة إسرائيل. وسيحظر هذا المشروع المقتَرح [في حال إقراره] إقامة احتفالات وتظاهرات واعتصامات وأية أنشطة عامة في ذكرى هذا اليوم، وسيُعتبر خرق القانون مخالفة جنائية يتعرض من يرتكبها لعقوبة شديدة بما في ذلك السجن الفعلي؛ ويصرح ميلر قائلاً: "إن من يريد التظاهر في هذا اليوم مدعو إلى القيام بذلك في عمق مدينة غزة".
الرئيس الأميركي، جورج بوش، يلقي خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي يركز فيه على التحالف القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويخاطب الإسرائيليين قائلاً: "أيها المواطنون الإسرائيليون، إن [قلعة] مساده لن تسقط ثانية، وستقف أميركا إلى جانبكم دائما"، ويضيف: "لقد بنيتم مجتمعاً حديثاً في أرض الميعاد؛ أنتم نور للأغيار. إنكم تحافظون على ميراث إبراهيم وإسحق ويعقوب. لقد بنيتم ديمقراطية رائعة ستبقى إلى الأبد"، ويؤكد أن إعلان قيام الدولة "كان تجسيداً للوعد القديم الذي أُعطي لإبراهيم وموسى وداود: وطن للشعب المختار، أرض إسرائيل"، وأن إسرائيل "ستحتفل بعيد استقلالها الـ 120 كإحدى الديمقراطيات العظيمة في العالم"، كما يشدد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة إيران: "إن الولايات المتحدة تؤيدكم عندما يتعلق الأمر بتدمير شبكة المنظمات الإرهابية... وبالمعارضة الصلبة لطموحات إيران النووية. إذا سمحنا لهذه الدولة التي تؤيد الإرهاب باقتناء أشد الأسلحة تدميراً في العالم، فسيكون ذلك خيانة للأجيال المقبلة. ومن أجل السلام يجب ألاّ يمكّن العالم إيران من امتلاك سلاح نووي".\r\nوبدوره يلقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خطاباً يعد بأنه عندما يتم التوصل إلى اتفاق السلام "فسيقرّه الكنيست بأغلبية كبيرة، وستؤيده الأكثرية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي"، ويقول فيما يتعلق بالتهديد الإيراني إن "خطورة التهديد تقتضي عدم استبعاد أي وسيلة لمواجهته"، موضحاً أن "إقامة جبهة سياسية واقتصادية دولية متجانسة وحازمة ضد إيران هي مرحلة ضرورية، وإن تكن غير نهائية، على طريق كبح الخطر الإيراني".
ممثلو الأحزاب اليمينية في الكنيست الإسرائيلي يثنون على خطاب الرئيس الأميركي، جورج بوش، ويعتبرونه أفضل من خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت؛ ويصرح وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم (ليكود): "كان الخطاب مذهلاً. إنه خطاب جياش، بدا أنه ألقاه من أعماق قلبه. من النادر أن تسمع خطاباً صهيونياً إلى هذا الحد من قادة إسرائيليين"، فيما يعرب عضو الكنيست أرييه إلداد (الاتحاد القومي ـ المفدال) عن تأييده هذا الخطاب قائلاً: "لقد ألقى بوش خطاباً صهيونياً حماسياً، أما أولمرت فألقى خطاباً موجهاً إلى [المستشار القانوني للحكومة] ميني مزوز. من جهتي، فإنني أفضل استبدال أولمرت ببوش".