يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
12/3/2008
فلسطين
اغتالت قوات إسرائيلية خاصة من وحدات المستعربين أربعة من المقاومين في مدينة بيت لحم، بينهم محمد شحادة القيادي البارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وناشطين آخرين من سرايا القدس، وناشط من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة "فتح". وكانت وحدات صهيونية خاصة يرتدي أعضاؤها ملابس فلسطينية دخلوا المدينة في سيارات فلسطينية وأطلقوا النار باتجاه سيارة كان يستقلها عدد من المقاومين وأعدموهم بدم بارد. وعقب عملية الإعدام اقتحمت قوات إسرائيلية معززة بالآليات العسكرية المدينة وسط قصف عشوائي ومواجهات مع الشبان الفلسطينيين. وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى ستة بعد أن كان استشهد قائد سرايا القدس في طولكرم واستشهد شرطي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها في قصف صهيوني على غزة.
حركة الجهاد الإسلامي تعتبر عملية اغتيال المقاومين الأربعة في بيت لحم ضربة للجهود المصرية الرامية إلى التهدئة، وتعلن على لسان الناطق باسم الحركة، داود شهاب، أن "للجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الحق بالرد في أي مكان تصل إليه المقاومة على جريمة الاغتيال وكل الخيارات مفتوحة"، مضيفاً أن "ما قام به العدو ينسف أي حديث عن التهدئة"، وأن "على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية عن نتائج وعواقب هذه الحرب وهذا التصعيد. هذه الجرائم استمرار للمحرقة وتؤكد سقوط خيار التفاوض بلا رجعة".
رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، يدين في بيان له عملية اغتيال المقاومين الأربعة في بيت لحم، ويعتبرها استمراراً لنهج تقويض الجهود التي تقوم بها الحكومة، ولا تساهم على الإطلاق في توفير المناخ الضروري لإنجاح الجهود المبذولة إزاء عملية السلام.
افتتحت ثلاثة معابر في غزة كانت مغلقة منذ فرض إسرائيل قيوداً على حركة الأشخاص والبضائع في حزيران/يونيو 2007. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 10 محولات كهربائية قد وصلت إلى شركات الكهرباء، وقد انخفض انقطاع الكهرباء إلى ثلاث ساعات يومياً بعد أن كان 12 ساعة.\r\nوكانت الأمم المتحدة قد أعربت مراراً عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في غزة وتأثير القيود على الحياة اليومية للفلسطينيين في القطاع والتي تأتي إضافة إلى سنوات من الصعوبات والتدهور الاقتصادي. \r\n
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب محطات الوقود والغاز في قطاع غزة، محمود الخزندار، يناشد العالم التدخل لإنهاء أزمة الوقود، ويعلن في تصريح له أن كمية البنزين التي توّرد إلى القطاع تصل إلى 70 ألف ليتر أسبوعياً، أي ما يعادل 5 في المئة من حاجات القطاع، مضيفاً أن قسماً من هذه الكمية يُقتطع لسيارات الإسعاف والمستشفيات والأعمال الحيوية، فيما يتم توزيع نحو 500 ليتر على كل محطة أسبوعياً، ويوضح أن كمية السولار التي توّرد إلى القطاع تصل إلى 800 ألف ليتر أسبوعياً، يتم اقتطاع قسم منها لسيارات الإسعاف والمستشفيات أيضاً، فيما يتم توزيع الكمية الباقية على المحطات.
المستشار في وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة (غزة)، أحمد يوسف، يصرح لصحيفة الحياة بأن حكومته أبلغت المصريين أن لديها أساسين للاتفاق على التهدئة، الأول أن تكون شاملة ومتبادلة وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، والثاني أن تتضمن إعادة فتح معابر قطاع غزة، مضيفاً أن "حماس" أبلغت "الإخوة المصريين أننا نريد أن نعيش حياة كريمة مثل باقي البشر في العالم، ويجب إعادة فتح المعابر وأن تتوقف الاجتياحات والقتل، ليس في قطاع غزة فقط وإنما في الضفة أيضاً"، ويتوقع إعلان اتفاق في هذا الخصوص قريباً، ويرجح الاتفاق مع الرئاسة الفلسطينية على إدارة معابر القطاع، معتبراً مثل هذه التفاهمات بداية لإعادة اللحمة بين الضفة والقطاع، وبين حركتي "فتح" و"حماس".\r\n
إسرائيل
أُطلق 13 صاروخاً من طراز قسام على سديروت. فقد سقط صاروخ على ملعب رياضة تابع لإحدى مدارس البلدة وألحق به بعض الأضرار، وسقط صاروخ آخر على مستودع يقع بالقرب من مبنى وتسبب في وقوع أضرار في المستودع وإصابة امرأة بحالة هلع. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، وقالت إنه يشكل "رداً أولياً" على مقتل أربعة "مقاومين" في عملية نفذتها وحدة من المستعربين في بيت لحم. وعقب إطلاق الصواريخ نفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً ضد مواقع لإطلاق الصواريخ في شمال قطاع غزة، وبذلك انتُهك الهدوء المتوتر الذي ساد الجبهة الجنوبية خلال الأيام القليلة الفائتة.
وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، توجه انتقاداً نادراً إلى إسرائيل بسبب الخطط الاستيطانية في القدس المحتلة، معتبرة أنها تضر بعملية السلام، وتصرح أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس النواب الأميركي: "ترى الولايات المتحدة أن توسيع النشاط الاستيطاني لا يتفق مع التزامات إسرائيل بموجب خريطة الطريق، لقد أوضحنا ذلك بجلاء، وقلت أيضاً أنه لا يساعد بالتأكيد في عملية السلام"، وتعلن أنه ينبغي للجانبين الوفاء بالتزاماتهما بموجب خريطة الطريق، وتضيف:"يمكنني أن أؤكد لكم أننا نتابع عن كثب لضمان عدم استخدام دولارات الولايات المتحدة في دعم النشاط الاستيطاني".
وزير الدفاع الإسرائيلي رئيس حزب العمل، إيهود براك، يعلن في كلمة له أمام أعضاء مكتب حزب العمل أن إسرائيل ستواصل العمل ضد "حماس" وضد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة حتى يسود الهدوء في البلدات الإسرائيلية، ويضيف قائلاً: "أقول لكل أولئك الذين يعتقدون أننا نجري مفاوضات مع حماس وأن كل شيء انتهى، إن هذا الأمر غير واقعي، فالمسألة لم تنته. سنشهد أموراً أصعب في المواجهة قبل أن نصل إلى الهدوء. سنضرب الطرف الآخر وسنتلقى ضربة أحياناً، لكننا سنصمد أيضاً في هذا التحدي"، ويؤكد أن إسرائيل تتأهب لخوض مجابهة عسكرية ضد إطلاق صواريخ قسام وغراد على إسرائيل، مشيراً إلى أنه "سيكون أمام الفلسطينيين في غزة خيار سلوك طريق آخر، فعندما لا تُطلق الصواريخ على إسرائيل ولا يتم القيام بأنشطة ضدها، وتعزز الرقابة على تهريب الأسلحة، ستمهد الطريق أمام إقامة نمط مختلف من علاقات الجوار".