يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
9/5/2023
فلسطين
استشهد 13 مواطناً بينهم 3 قيادات من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وزوجاتهم وعدد من أطفالهم، وأصيب 20 آخرون على الأقل في سلسلة غارات متزامنة نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم الثلاثاء، عبر طيرانها الحربي على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، فاستهدفت الغارات شققاً سكنية ومنازل لقيادات عسكرية في حركة الجهاد الإسلامي، كما قصفت طائرات الاحتلال مواقع للمقاومة في خانيونس. وذكر مدير مجمّع الشفاء الطبي في قطاع غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، أن بين الشهداء 4 أطفال و6 نساء، فيما هناك عدد من الجرحى بحالة الخطر وهو ما ينذر بارتفاع عدد الشهداء. كذلك نفّذت قوات الاحتلال جولة ثانية من الغارات بعد نحو ساعة من الغارات الأولى، واستهدفت عدة مواقع تدريب للمقاومة في أرجاء متفرقة من قطاع غزة.
وفي وقت لاحق من مساء اليوم الثلاثاء، ارتقى شهيدان وأصيب آخران، في قصف نفّذته طائرات الاحتلال الصهيوني شرق بلدة القرارة شرقي خان يونس، وهو ما يرفع حصيلة الشهداء منذ الفجر إلى 15 شهيداً. وأفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن طواقم الدفاع المدني انتشلت جثماني شهيدين متفحمين (لم تعرف هويتهما) من سيارة بعدما استهدفها الطيران الإسرائيلي واحتراقها بالكامل شرق القرارة.
أدانت جامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، سعيد أبو علي، في تصريح، أن هذا التصعيد الخطير يأتي في إطار الحرب المفتوحة التي تشنّها الحكومة اليمنية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، في إطار سياستها المعلنة، للقضاء على أي فرصة لتحقيق السلام، وإشعال أتون الفوضى والعنف بالمنطقة. وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتداعياته على المنطقة بأسرها، داعياً المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن للتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وملاحقة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية، وتقديمهم للعدالة وعدم إفلاتهم من العقاب.
نعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان عسكري شهداءها القادة الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
حمّلت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات جريمة الاغتيال واستهداف المدنيين في قطاع غزة. وقالت في بيان: "إن على الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن". وأضافت "ننعى كوكبةً من شهداء شعبنا من القادة والأطفال والنساء ارتقوا جراء العدوان الإسرائيلي الذي شنّه الاحتلال على بيوت الآمنين فجر اليوم، وعلى رأسهم الشهداء القادة في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين".
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي حارة القريون بالبلدة القديمة بمدينة نابلس، وحاصرت أحد المنازل، ما أدىّ إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة 13 مواطن بالرصاص والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع. وتمّ إخلاء مدرستي الخالدية وجمال عبد الناصر في محيط البلدة القديمة في نابلس، بسبب قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال بغزارة. وفي محافظة الخليل، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عند مدخل مخيم العروب، واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عضو مجلس بلدية الخليل، وأصابتها برضوض وكدمات. كما أصيب شاب بعيار معدني خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية حوسان غرب بيت لحم، واعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطناً من الضفة الغربية.
اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. وعزّزت شرطة الاحتلال انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، ودقّقت في البطاقات الشخصية للوافدين إلى المسجد وضيّقت عليهم. كذلك، اقتحم عشرات المستوطنين حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة بحماية قوات الاحتلال التي أغلقت الحي ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الدخول إليه أو الخروج منه وذلك لتأمين "احتفال المستوطنين بعيد الشعلة".
وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تطالب في بيان بتدخل دولي عاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يشير في بيان صحافي إلى أن القصف الإسرائيلي لأربعة شقق سكنية في قطاع غزة، أدّى إلى مقتل 13 مواطناً بينهم 4 نساء و4 أطفال.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يستنكر في بيان صحافي العدوان المفاجئ وتشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاق المعابر كافة، محذراً من تفاقم الحالة الإنسانية بشكل خطير.
المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، يوجّه ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سويسرا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن الهجوم العسكري الذي شنّته إسرائيل على قطاع غزة المحاصر.
أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والذي استهدف الأطفال والنساء والبيوت في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، والذي كان آخره استشهاد 13 مواطناً من بينهم أطفال ونساء في قطاع غزة، و13 إصابة بالرصاص في نابلس، بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى. وأضاف: "نحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير الذي يجر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر وعدم الاستقرار" . وتابع: نحذّر الإدارة الأميركية من السماح لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في التمادي في جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة أنها تطال الأطفال والنساء والمقدسات.
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، في تصريح صحافي، أن اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة، وأن العدو الإسرائيلي أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدّد الطريقة التي تؤلم العدو. والعدوان يستهدف كل الشعب الفلسطيني والمقاومة موحّدة في مواجهته.
إسرائيل
ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: "لقد انطلقنا الليلة الماضية لعملية "السهم الواقي" حيث قام جيش الدفاع وجهاز الأمن العام بتصفية مسؤولي الجهاد الإسلامي الثلاثة في قطاع غزة من خلال مجهود مشترك. إن هؤلاء مسؤولون عن إطلاق القذائف الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل وعن توجيه العمليات من "يهودا والسامرة" [الضفة الغربية]. في ذات اليوم الذي تمّ فيه إطلاق القذائف الصاروخية خلال الأسبوع الماضي أوعزت مع وزير الدفاع الإسرائيلي بإعداد عملية لتحييد قادة المخربين والتي تجذم عملياً قيادة المنظمة في قطاع غزة. إن المبدأ الذي نهتدي به حاد وواضح ومفاده أن الذين يستهدفوننا نقوم باستهدافهم وبقوة شديدة. إذ تصل ذراعنا الطويلة إلى كل مخرّب في الوقت والمكان الذي نختاره، نشهد أوج معركة، ونحن جاهزون للتعامل مع كل سيناريو. فأقترح على أعدائنا عدم اختبارنا".
أكد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن "العملية الأمنية التي شنّتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة بداية جيدة"، داعياً إلى "تغيير سياسة إسرائيل في قطاع غزة". من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف غالانت، إن "إسرائيل عملت على افتراض إمكانية حدوث مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في الاختفاء". وتابع: "لقد نفّذ الجيش الإسرائيلي والشاباك مهمتهما على وجه التحديد ضد قيادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وسيندم على ذلك أي أحد يلحق الأذى بإسرائيل"، وأضاف "سوف نطارد أعداءنا ونقبض عليهم".
صرّح المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي المقدم، أفيخاي أدرعي، في إطار تعليقه على عملية "السهم الواقي"، أن العملية المفاجئة والمباغتة التي بدأت صباح اليوم، نقلت رسالة قوية مفادها أن من يطلق الصواريخ على "سديروت" و"غلاف غزة" في وضح النهار أو يوجّه عمليات تخريبية ضد مواطنين إسرائيليين، لن يكون ولن يبقى محصّناً، وذلك بعد قيام سلاح الجو باستهداف ثلاثة من قادة الأعمال العسكرية المسؤولين عن شن هجمات عدائية في الأشهر الأخيرة والتخطيط لشن المزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
الشرق الأوسط
أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل، قوة الاحتلال، صباح اليوم في قطاع غزّة وأدّت إلى استشهاد 13 فلسطينياً بينهم عشرة أطفال ونساء إضافة إلى إصابة أكثر من عشرين مواطناً فلسطينياً، معتبرة هذه المجزرة النكراء امتداداً للعدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وحمّلت المنظمة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه الجرائم والاعتداءات والإرهاب المنظّم الذي يهدّد بتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن جميع جرائمه وانتهاكاته التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
استنكر البرلمان العربي، العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته والعمل على وقف الاعتداءات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يطالب بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة. وجدّد في بيان، المطالبة بضرورة اتخاذ مواقف إيجابية وجادة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على أن تلك الممارسات الوحشية الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تؤكد للعالم أجمع أن إسرائيل ترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والالتزام بها وتقود المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار. وأكد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن أساس عملية السلام يجب أن يرتكز على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يؤكد في البيان الختامي الصادر عن اجتماع دورته الـ43 المنعقد في الرياض، على مواقفه الثابتة من مركزية القضية الفلسطينية، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967.
من جهة أخرى، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة على قطاع غزة واقتحام مدينة نابلس. وعبّر عن استنكاره الشديد لأعمال العنف التي تعد انتهاكاً صارخاً تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، داعياً المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف ممارساته العدوانية والتي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية القائمة على مبادرة السلام العربية وتقويض جهود السلام الدولية.
العالم
أعربت فرنسا عن قلقها العارم إزاء التصعيد الجاري في غزة. وذكّرت أنه يتوجب على إسرائيل حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي الإنساني. وأدانت كل هجوم يستهدف المدنيين ولا سيما الهجمات التي وقعت في الساعات الأخيرة والتي أودت بحياة الكثير من المدنيين الفلسطينيين. ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس من أجل تفادي أي تصعيد جديد. مشيرة إلى أنه يحق للإسرائيليين كما للفلسطينيين أن يستطيعوا العيش بسلام وكرامة وأمن. ولذلك، دعت فرنسا جميع الأطراف لمواصلة العمل بغية إرساء أفق سياسي تمهيداً لسلام عادل ومستدام. ويجب الامتثال للالتزامات التي عقدت في العقبة وتنفيذها.
أعرب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه بشأن التطورات في غزة بعد قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية هذا الصباح مستهدفة أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي. وفي بيان صحافي، قال إن الضربات الجوبة الإسرائيلية داخل غزة أدّت إلى مقتل 13 فلسطينياً، منهم 3 من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي وطبيب و5 نساء و4 أطفال وإصابة أكثر من 20 شخصاً بجراح. وأدان مقتل مدنيين في القصف الإسرائيلي وأكد أنه أمر غير مقبول. وحثّ جميع المعنيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد. وأكد مواصلة انخراطه مع كل الأطراف لمحاولة تجنّب نشوب صراع أوسع يخلف عواقب وخيمة على الجميع.