يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي

استشهد شقيقان وطفل جرّاء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلتهما في قيزان النجار جنوب خانيونس. كما أسفر استهداف طائرات الاحتلال لشاليه يأوي نازحين في منطقة القرعان ببلدة الزوايدة عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين. وفي شرق خانيونس، تعرّض منزل في حي أبو طعيمة ببلدة عبسان الكبيرة لقصف إسرائيلي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين. وفي بلوك 7 بمخيم البريج، استهدف الاحتلال منزلاً ما أسفر عن استشهاد 8 مواطنين وإصابة آخرين. كذلك، أدى قصف إسرائيلي لمنزل في شارع النخيل بدير البلح إلى استشهاد سيدة وسقوط عدد من الجرحى. وبعيد منتصف الليل، استهدفت غارة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في مدينة حمد شمالي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 5 أفراد من عائلة انشاصي. وفي شمال رفح، أصيب مواطنان جرّاء استهداف بطائرة مسيرّة إسرائيلية في منطقة مصبح.

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ58 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ45، وسط تصعيد عسكري متواصل، وتعزيزات مكثفة، وعمليات تهجير قسري بحق السكان.

وقالت مراسلة "وفا"، إن قوات الاحتلال دفعت، بعد منتصف الليل، بتعزيزات عسكرية من الآليات إلى مدينة طولكرم ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في أحياء المخيمين ومحيطهما، وداخل المنازل التي تستولي عليها، وسط حصار مشدد تفرضه عليهما.

وفي تطور لاحق، اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة مدرعتين عسكريتين من نوع "إيتان"، فجر اليوم، بلدة عتيل شمال طولكرم، حيث جابتا شوارعها قبل أن تتجها نحو مدينة طولكرم، مروراً بضاحية شويكة، وصولاً إلى شارع نابلس المحاذي لمخيم نور شمس. بعدها، تحركتا نحو بلدتي عنبتا وكفر اللبد، حيث قامتا بجولات استفزازية في الشوارع والأحياء، وأعاقتا حركة المركبات، قبل أن تنسحبا باتجاه قرية شوفة.

وفي إطار العدوان المتواصل، أجبرت قوات الاحتلال سكان عمارة الغصون، الواقعة في منطقة دائرة السير بالحي الشمالي المحاذي لشارع نابلس، على إخلاء منازلهم تحت التهديد، بينما تواصل الاستيلاء على ما يقارب 10 عمارات سكنية في المنطقة، تضم عشرات الشقق التي أُجبر سكانها على إخلائها قسراً، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى إعلان المكان منطقة عسكرية مغلقة.

كما كثفت قوات الاحتلال وجودها العسكري في شارع نابلس، حيث أغلقت أجزاءً منه بالسواتر الترابية، وفرضت إجراءات تحد من حركة المركبات، من خلال إيقافها وتفتيشها واحتجاز ركابها لوقت طويل بعد التدقيق في هوياتهم.

وفي سياق سياسة التهجير القسري، واصلت قوات الاحتلال إجبار سكان حارة الربايعة في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم تحت التهديد، ضمن موجة النزوح المتصاعدة التي تشهدها الأحياء الواقعة على أطراف المخيم، في ظل عمليات عسكرية مستمرة تضيّق الخناق على الأهالي، لا سيما في حارات الحدايدة والمطار والربايعة وقاقون ومربعة حنون.

كما نشرت آلياتها في محيط مخيم نور شمس وفي حارة المنشية، وسط حصار مطبق يعيشه المخيم، مترافق مع استيلاء قوات الاحتلال على عشرات المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها.

وأسفر التصعيد المستمر لقوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتهجير قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة.

كما ألحق العدوان دماراً شاملاً بالبنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي، والإحراق، والتخريب، والنهب، والاستيلاء، حيث دُمّر 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم. وأكدت مصادر محلية لـ"وفا"، أن القوات تمركزت في أحياء الضاحية ومحيط مؤسسة إبداع، وأطلقت دوريات راجلة أُطلقت خلالها قنابل الغاز السام والصوت. ولم يُسجل أي دهم للمنازل أو اعتقالات أو إصابات. وفي بلدة الدوحة غرباً، داهمت قوات الاحتلال مخازن تابعة لعائلة السقا، وقامت بتفتيشها، ثم انسحبت دون أن تُسجل أي اعتقالات. كما تمركزت قوات الاحتلال في قرية ارطاس جنوباً، بالقرب من الشارع المحيط بمقبرة الشهداء.

أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بهدم ووقف العمل في 6 منازل ببلدة إذنا غرب الخليل. ووفقاً لمصادر محلية، داهمت قوات الاحتلال خربة الرأس غرب البلدة، وسلّمت إخطارات بهدم ووقف العمل في المنازل الستة.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، مدينة البيرة وعدداً من البلدات في محافظة رام الله والبيرة. وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال داهم عدة منازل في حي أم الشرايط وسطح مرحبا بمدينة البيرة. كما داهمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر سلامة قطاوي، واعتقلت مواطن بعد مداهمة منزله في بلدة بيرزيت شمال رام الله. واقتحمت آليات الاحتلال بلدتي بيت ريما ودير غسانة شمال غرب رام الله، وداهمت عدة منازل فيهما، بالإضافة إلى اقتحام بلدة بيتونيا غرباً، ومخيم الجلزون شمالاً، وقريتي قراوة بني زيد وكفر عين شمال غرب رام الله.

حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، رائد أبو الحمص، صباح اليوم الثلاثاء، من الأوضاع الصحية والحياتية الكارثية التي يعيشها الأسرى القُصّر (الأطفال) في سجن "مجدو"، والتي باتت تهدد حياتهم بشكل حقيقي. وأوضح أبو الحمص أن المعلومات التي توفرت لدينا عن واقع الأسرى القُصّر في السجن تجعلنا نعيش حالة من الخوف والقلق والتوتر الدائم عليهم، في ظل تفرد إرهابي منظم من قبل إدارة سجون الاحتلال، التي تستغل صغر أعمار هؤلاء القُصّر وضعف بنيتهم الجسدية، وتستخدم التعذيب والترهيب كروتين ثابت في المعاملة اليومية معهم. وكشف أن الغالبية العظمى من الأسرى القُصّر يعانون من الأمراض الجلدية "الجرب" بالإضافة إلى فيروس آخر انتشر بينهم في الفترة الأخيرة يسبب لهم الإسهال المستمر وأوجاعاً في البطن والمعدة وصداعاً في الرأس. وأشار إلى أن هذا الواقع المرير للأسرى القُصّر ناتج عن تعريضهم للسياسات الانتقامية، التي استخدمت بحق كافة الأسرى والأسيرات منذ بدء حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأن هذه الأمراض التي تفتك بالأسرى وخاصة الأطفال سببها قلة النظافة والمعقمات والحرمان من الأدوية والعلاج والنقص الحاد في الغذاء وسوء وعدم صلاحية ما يقدم لهم. وطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية، وتحديداً مؤسسات حقوق الطفل ومنظمة الصحة العالمية، التحرك الفوري لإنقاذ القُصّر في سجن "مجدو"، وعدم التخلي عن مسؤولياتهم وأخلاقياتهم تجاه هذه القضية الحساسة، تحديداً وأننا نعيش في أصعب مرحلة في تاريخ الحركة الأسيرة.

حركة حماس تدعو في بيان الشعب الفلسطيني وأحرار العالم إلى النفير العام أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة، دفاعاً عن غزة والقدس والأقصى، نصرة لصمود الشعب الفلسطيني، ورفضاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، دفيئات زراعية وجرفت أراضي في السهل الغربي لمدينة طولكرم، مما أدى إلى تدمير المزروعات واقتلاع الأشجار المحيطة. وذكر المزارع، أحمد يعقوب، لـ"وفا"، أنهم فوجئوا باقتحام المنطقة من قبل ثلاث جرافات عسكرية برفقة جيبات الاحتلال، حيث تم تدمير خمس دونمات من الدفيئات المزروعة بالخضروات، متسببين بخسائر فادحة للمزارعين. وأشار إلى أن هذه الدفيئات تعد مصدر رزق له ولعائلته، لافتاً إلى تعرّضها للإحراق في حزيران/ يونيو الماضي بسبب قنابل ضوئية أطلقها جنود الاحتلال. وعلى الرغم من إعادة تأهيلها وزراعتها، إلا أنها دُمرت بالكامل اليوم. وأضاف أنهم تلقوا إخطاراً بوقف البناء العام الماضي، ما دفعهم إلى التواصل مع "مركز القدس" لتقديم الأوراق الثبوتية للأرض ومحاولة منع القرار، لكنهم تفاجأوا بتنفيذ الهدم دون إنذار مسبق، بذريعة قرب الموقع من جدار الفصل والتوسع العنصري.

أعرب رئيس المجلس الوطني، روحي فتوح، عن رفضه وإدانته الشديدين للإعلان عن إنشاء إدارة تهجير قسري للفلسطينيين، تحت مسمى "التهجير الطوعي"، معتبراً هذا الإعلان "جريمة حرب" واضحة، تهدف إلى تنفيذ سياسة التطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني. وأوضح في بيان صحفي، أن ما يحدث من إبادة جماعية وارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى الترهيب المستمر، والتطهير العرقي الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني يتعارض تماماً مع مصطلح الهجرة الطوعية. وبهذا الخصوص، أوضح أن التهجير الطوعي لا يتم تحت وطأة الموت والدمار اليومي، وهو ليس خياراً طوعياً، بل هو نتيجة مباشرة لجريمة احتلالية تهدف إلى دفع أبناء الشعب الفلسطيني إلى الهرب من جحيم الحرب والإبادة التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. وقال: إن محاولة فرض السياسات العنصرية التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وهويتهم، تعد انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين الدولية والإنسانية والمواثيق الدولية، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر جميع أشكال التهجير القسري للسكان في الأراضي المحتلة. وطالب رئيس المجلس المحكمة الجنائية الدولية بالتحرك الفوري، وإضافة هذا الإعلان إلى لائحة اتهام مجرمي الحرب في حكومة الاحتلال المطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار هذه السياسات جريمة تطهير عرقي، تستوجب محاسبة المسؤولين عنها. كما طالب المجتمع الدولي على مستوياته كافة، بتوفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الجرائم المستمرة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذه المشاريع، ويفشلها كما أفشل جميع مشاريع التوطين منذ نكبة فلسطين الكبرى، وسيظل مدافعاً عن حقوقه الوطنية والمشروعة حتى ينال حريته، وإقامة دولته المستقلة.

أطلق مستعمرون، اليوم الثلاثاء، مواشيهم في المحاصيل البعلية للمواطنين في منطقة "الميتة" بالأغوار الشمالية. وقالت مصادر محلية، إن المستعمرين قاموا برعي مواشيهم في المحاصيل البعلية للمواطنين في المنطقة، مشيرة إلى أن عدداً آخر من المستعمرين أحضروا قطيع بقر قرب خيام المواطنين في المنطقة ذاتها.

صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لقناة "الجزيرة"، قائلاً: "الاحتلال الإسرائيلي لم يدخل أي جهاز طبي بعد تدميره لجميع الأجهزة في القطاع. ويواصل الاحتلال هجمته المسعورة على المنظومة الصحية في غزة. كما أن هناك نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة، ولا يوجد حالياً أي جهاز للرنين المغناطيسي في القطاع. أما الإصابات التي تصل إلى المستشفيات، فهي نتيجة استهداف مباشر في الرأس والصدر".

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، الرصاص الحي صوب مركبة خلال توجداها على حاجز المربعة جنوب نابلس. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز، أطلقت الرصاص الحي تجاه باص لنقل الركاب أثناء توقفه على الحاجز من قرية تلفيت، ما أدى لتحطم زجاج الباص، دون وقوع إصابات. وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على الحاجز المذكور، وأجرت تفتيشاً دقيقاً للمركبات، ما أجبر مئات المواطنين للإفطار على الحاجز. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز. وأفادت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال تجولوا في كافة شوارع القرية مجبرين أصحاب المحال التجارية على إغلاقها قبل آذان المغرب بدقائق، وسط إطلاق للرصاص وقنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين والمركبات في القرية. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك، شرق نابلس، وسط إطلاق قنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع.

أصيب مواطنَين، مساء اليوم، برصاص الاحتلال الإسرائيلي في دير غزالة شمال شرق جنين وثالث بالاعتداء بالضرب، فيما اعتقل مواطن وزوجته ونجله، خلال اقتحام الاحتلال قرية دير غزالة شمال شرق جنين. وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها نقلت إصابتين لمواطنين برصاص الاحتلال إحداها بالفخذ والاخرى أسفل الظهر، وإصابة لمواطن آخر بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب. فيما قالت مصادر محلية، إن قوات خاصة من جيش الاحتلال تسللت إلى القرية، وأطلقت النار على شاب داخل سيارة ومنعت الإسعاف من الوصول إليه، فيما دفعت بتعزيزات عسكرية إلى القرية. وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت مواطناً وزوجته ونجله جهاد، عقب محاصرتها منزلا في دير غزالة بالتزامن مع موعد الإفطار.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعلن في بيان صحفي أن محكمة بئر السبع المركزية التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أصدرت قراراً بتثبيت أمر اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان بغزة، الدكتور المعتقل حسام أبو صفية (52 عاماً)، لمدة 6 أشهر بناءً على قانون المقاتل غير الشرعي. وفي بيان صحفي آخر، أدان المركز استمرار عمليات القتل والتجويع والتهجير القسري في غزة، وطالب المجتمع الدولي بتدخل فوري.

عبّر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، عن صدمته من أن قضية المحتجزين في قطاع غزة لم تعد أولوية قصوى في البلاد. وقال في مؤتمر بتل أبيب: "أنا مصدوم حقاً كيف أن قضية الرهائن لم تعد في قمة أولوياتنا وفي مقدمة الأخبار فجأة". وأضاف "يجب علينا... ألا نفقد التركيز، على كل ما يتعلق بإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى آخر واحد منهم".

أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي دأبت على اختلاق ونشر الأكاذيب عن مصر، وتداولت مؤخراً مزاعم مختلقة بقيام مصر بمد دولة الاحتلال الإسرائيلي بمساعدات عسكرية. وأوضحت الهيئة أن الوصول إلى هذا الدرك الأسفل من المزاعم يؤكد تفاقم حالة الانفصام المرضي عن الواقع والإدمان المزمن على الكذب، اللذين باتا مكوناً أصلياً وثابتاً في هذه المواقع وتلك الوسائل. فهذان الانفصام والإدمان هما اللذان يدفعان بها إلى العمى المؤقت أو الدائم عن رؤية المواقف المصرية الواضحة والثابتة منذ بدء العدوان الدامي على غزة، والتي لم تترك سبيلًا واحداً لدعم الأشقاء الفلسطينيين فيها إلا وسلكته بكافة إمكانياتها وبكل العلانية الصريحة التي تقتضيها النتائج الكارثية للعدوان على غزة. وأضافت الاستعلامات أن هذين الانفصام والإدمان هما اللذان غيّبا حقيقة أن مصر هي التي أسست منذ بدء العدوان للرفض العربي والدولي القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء من أرضهم في قطاع غزة، وهو ما جعلها موضعاً لحملات عديدة من مسؤولي ووسائل إعلام دولة الاحتلال، سواء ضد مواقفها المبدئية أو على جيشها العظيم. وأنهت الاستعلامات بيانها بأن مصر، التي قدّم شعبها لأشقائه في غزة أكثر من 75% من المساعدات، والتي وضعت كل إمكانياتها الصحية لعلاج الجرحى والمرضى منهم، والتي تخوض منذ اليوم الأول للعدوان كل مشاق التفاوض من أجل وقفه، والساعية دوماً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والتي لم تتوقف لحظة عن السعي لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي، هي دولة الدفاع الكامل عن الحق والعدل، والرفض الصارم للعدوان والاحتلال، وهي الأسس التي تمسكت بها، شعباً وقيادة، لثمانية عقود، دفعت خلالها كل الأثمان الغالية التي يتطلبها هذا الإصرار والثبات على المبادئ والمواقف الوطنية والقومية والأخلاقية.

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الوضع في غزة يتدهور مع استمرار الأعمال العدائية العنيفة للأسبوع الثاني. وحذر من تناقص الإمدادات وعدم دخول أي شحنات إلى غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وقال إن بعض الإمدادات الأساسية لن تكفي إلا لبضعة أيام أخرى ما لم يُستأنف دخول الشحنات إلى القطاع. وقد زار المكتب الأممي ومنظمة الصحة العالمية أمس، مستشفى ناصر - وهو أكبر مستشفى إحالة في جنوب غزة - والذي تضرر جرّاء هجوم مساء الأحد. والتقى الفريق بطاقم المستشفى وتحدث إلى فرق الطوارئ الطبية العاملة. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن شخصين قُتلا وأصيب 8 آخرون عندما قُصف قسم الجراحة في مستشفى ناصر. وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، شدد المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس غيبريسيوس، على ضرورة حماية الرعاية الصحية وعدم عسكرتها. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن أمري إخلاء إضافيين قد صدرا الليلة الماضية في محافظة شمال غزة، عقب ورود تقارير عن إطلاق جماعات فلسطينية مسلحة صواريخ باتجاه إسرائيل. وأضاف في مؤتمره الصحفي اليومي إن ما بين 100 ألف و120 ألف شخص يعيشون في المناطق التي صدرت بها أوامر إخلاء مؤخراً، بما في ذلك 27.000 شخص يحتمون في نحو أربعين موقعا للنزوح. وتشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 120.000 شخص من المناطق التي صدرت أوامر إخلاء بشأنها منذ 18 آذار/ مارس. وتغطي هذه المناطق حوالي 15% من قطاع غزة، أي ما يعادل مساحة مانهاتن تقريباً في مدينة نيويورك. ولا تشمل هذه النسبة المناطق "المحظورة" على طول محيط غزة و"ممر نتساريم". وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مجدداً على ضرورة حماية المدنيين سواء غادروا أو اختاروا البقاء، والسماح للمدنيين الذين يغادرون إلى مناطق أكثر أماناً بالعودة حالما تسمح الظروف بذلك. كما جدد المكتب التأكيد على ضرورة تمكين المدنيين من تلقي المساعدة الإنسانية التي يحتاجونها، أينما كانوا. وأفاد المكتب بأن معظم محاولات المنظمات الإنسانية لتنسيق الوصول مع السلطات الإسرائيلية في غزة تُرفض. وقال دوجاريك، إن هذا الرفض يمنع العاملين في المجال الإنساني من القيام حتى بأكثر المهام حيوية، مثل جمع الإمدادات الموجودة على الحدود قبل إغلاق المعابر أو توصيل الوقود إلى المخابز التي تعتمد على المولدات الكهربائية لتوفير الطعام للناس. وأضاف أن 5 محاولات من أصل 7 لتنسيق الوصول الإنساني مع السلطات الإسرائيلية قد رُفضت أمس، بالإضافة إلى رفض ست محاولات من أصل تسع اليوم. وعلى صعيد التعليم، لا يزال ما لا يقل عن 220 مساحة تعليمية مؤقتة في غزة مغلقة، مما يمنع أكثر من 60.000 طفل من الوصول إلى أي شكل من أشكال التعلم. وستبقى المدارس العامة مغلقة أمام الطلاب حتى نهاية شهر رمضان على الأقل بسبب تجدد التصعيد.