مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وجه وزير الدفاع إيهود باراك، في أثناء لقاء عقده مع رؤساء المجالس المحلية في الجليل الغربي أمس، رسالة شديدة اللهجة إلى لبنان قال فيها: "لن نقبل بالمعادلة القائمة على وجود دولة عضو في الأمم المتحدة يوجد في داخلها ميليشيا في حيازتها 40 ألف صاروخ ولديها أعضاء برلمان ووزراء. إن الحكومة اللبنانية، لا حزب الله، هي المسؤولة عن أي اشتباك يقع، ومنظومات الدولة اللبنانية كلها ستتحمل النتائج".
وأضاف وزير الدفاع: "لقد شُكلت في لبنان حكومة بطريقة راقية تتميز بها الدول الطبيعية، ويتمتع فيها حزب الله بحق النقض وحرية العمل. لقد دخلوا [حزب الله] الحرب في سنة 2006 وفي حيازتهم 14 ألف قذيفة وصاروخ يصل مداها إلى الخضيرة، ويطال بعضها أهدافاً أبعد. واليوم يملكون أكثر من 40 ألف صاروخ ذات رؤوس حربية أكبر".
و أشار باراك إلى أن قرار مجلس الأمن 1701 فشل في وقف تسلح حزب الله، لكنه أضاف أن "الردع لا يزال موجودا"، وتابع: "من الواضح أن هناك تنسيقاً بينهم وبين إيران، وسيكون هناك محاولات للإخلال بميزان القوى على الأرض وفي الأجواء اللبنانية. وإذا توصلنا إلى قناعة بأنهم سينجحون في الإخلال بميزان القوى هذا، فسنكون مضطرين إلى دراسة الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها. من المهم أن يُسمع موقفنا فيما يتعلق بمسؤولية الحكومة اللبنانية عن نشاطات حزب الله".
وتناول وزير الدفاع إمكان معاودة المحادثات مع سورية، فقال: "لدى إسرائيل مصلحة في التوصل إلى تسوية مع سورية من موقع قوة، وإخراجها من محور الشر. لدينا مطالب متعلقة بالردع، والمياه، والترتيبات الأمنية، وشكل التطبيع. علينا أن نجد طريقة للتباحث، لا لعدم التباحث، وأعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق عن طريق محادثات إقليمية... إن الرئيس الأسد يجول في العواصم الأوروبية ويسعى لإجراء محادثات علنية وغير مباشرة، بينما نحن نفضل مباحثات سرية ومباشرة".
قال وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن إليعيزر في ختام زيارته لتركيا أمس إن الزيارة حققت هدفها، وأضاف: "لقد أوقفنا كرة الثلج ]التدهور[ فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا. عندما يقولون ]الأتراك[ لنا إن الأمور عادت إلى طبيعتها فمعنى ذلك أن الهدف تحقق. لقد نجحتُ في إعادة الأمور إلى نصابها".
وذكر بن إليعيزر أنه يعود إلى البلد حاملاً رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأخرى إلى وزير الدفاع إيهود باراك، وأنه سيتعين على الحكومة أن تتخذ في الفترة المقبلة قرارات تساعد على تحسين العلاقات مع تركيا. وقد قال وزير الدفاع التركي وجدي غونول إنه ينوي دعوة باراك للقيام بزيارة مجاملة لتركيا خلال وقت قريب.
وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، أن إسرائيل طلبت من تركيا الوساطة في المحادثات السلمية بين إسرائيل وسورية، وقال في ختام لقائه بن إليعيزر: "نحن على استعداد للوساطة بين البلدين وللمساهمة في العملية السياسية في المنطقة، ونأمل بأن نبدأ الآن عهداً جديداً في الموضوع الفلسطيني وفي كل ما يتعلق بمحادثات السلام في المنطقة".
تنتظر القدس رد "حماس" على الاقتراح الأخير الذي قُدم لها بشأن صفقة شاليط [تبادل الأسرى]. وتقول التقديرات إن الفجوات القائمة بين الطرفين على طريق إبرام الصفقة ليست كبيرة، لكن مصادر سياسية [إسرائيلية] تتوخى عدم رفع سقف التوقعات قالت لـ "يديعوت أحرونوت" إنه "ليس في الإمكان التكهن مطلقاً بما ستفعله 'حماس'".
وأوضح مسؤولون في القدس أمس أن العملية كلها يمكن أن تتم خلال بضعة أيام، أو ربما تستمر فترة أطول، وقالوا: "الأمر الواضح الآن هو أن 'حماس' يجب أن تقدم إجابات، وقد تكون هذه مسألة أيام، أو ربما تستغرق فترة أطول. وإذا أرادت 'حماس'، فمن الممكن أن تنتهي المسألة بسرعة كبيرة".
وأوضحت مصادر سياسية [إسرائيلية] أن إسرائيل مصممة على إعادة شاليط، ولذا أبدت مزيداً من المرونة حيال المطالب الفلسطينية. لكن إذا تم الحصول على رد إيجابي من "حماس"، فعندها فقط سيبدأ النقاش الداخلي في إسرائيل، أي في الهيئة الوزارية السباعية، والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، والحكومة نفسها.
وفي هذه الأثناء، ترتفع في الحكومة أصوات تدعو إلى دراسة صفقة شاليط من كل جوانبها، وخصوصاً دلالاتها فيما يتعلق بتعزيز قوة "حماس" في الشارع الفلسطيني عشية الانتخابات المحتملة. وقد عبر وزراء رفيعو المستوى، في مناقشات داخلية، عن آراء تعارض دفع الثمن الباهظ الذي تطلبه "حماس" في هذه الفترة الحساسة. لكن هؤلاء ما زالوا أقلية في مقابل الأكثرية المؤيدة للصفقة على الرغم من الثمن الذي سيُدفع.
· من المتوقع أن يكون اليوم أحد الأيام المصيرية في المرحلة الأخيرة والحاسمة من المفاوضات [بين إسرائيل و"حماس"] فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، التي من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط.
· ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية، فإن وفد حركة "حماس" توجه أمس، إلى دمشق بعد أن عقد لقاء مع الوسيط الألماني في القاهرة. ومن المتوقع أن يتسلم الوفد رد رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، على آخر صيغة تسوية توصل الوسيط الألماني إليها.
· وسيجتمع في القدس، في ساعات ما بعد الظهر، المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية ـ الأمنية، بناء على دعوة سابقة، للتداول في قضايا أخرى، لكن من غير المستبعد أن يتداول في "صفقة شاليط".
· بناء على ذلك، إذا لم تبرز عقبات في آخر لحظة فمن الجائز أن تنفذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" في غضون أيام قليلة.
· لا شك في أن مفتاح الصفقة موجود حالياً في يد مشعل، ولا نعرف حتى الآن ما هو موقف كل من سورية وإيران من الصفقة برمتها. في الوقت نفسه، فإن الوسيط الألماني هو الذي يملي الجدول الزمني للجانبين. وفي حال صدور رد إيجابي من دمشق فمن المحتمل ألاّ تستغرق عملية تنفيذ الصفقة وقتاً طويلاً.
· إن "صفقة شاليط" ليست مجرد صفقة تبادل أسرى فحسب، بل يمكن أن تترتب عليها أيضاً، تداعيات استراتيجية مهمة تتعلق بميزان القوى الفلسطينية الداخلية، وبمحاولات استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وإذا ما تبين أن التقارير التي تتحدث عن احتمالات الإفراج عن مروان البرغوثي، أحد كبار قادة حركة "فتح"، هي تقارير صحيحة، فإن ذلك من شأنه، وفقاً لادعاءات ناشطين مركزيين في الحركة، أن يسرّع استقالة [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، وربما يدفع المصالحة بين "فتح" و"حماس" إلى الأمام، وكذلك إعلان إجراء انتخابات جديدة للرئاسة والمجلس التشريعي.
· وبالتالي، فإن احتمالات أن يكون البرغوثي هو رئيس السلطة الفلسطينية المقبلة هي احتمالات كبيرة للغاية. وحتى الذين يعارضون البرغوثي داخل حركة "فتح" يدركون أنهم بحاجة إلى مرشح مثله في إمكانه أن يهزم "حماس"، وخصوصاً بعد تنفيذ "صفقة شاليط".
· وما تجدر الإشارة إليه هو أن البرغوثي، الذي تربطه علاقات جيدة مع "حماس"، يحاول منذ فترة طويلة أن يدفع فكرة الوحدة الوطنية قدماً. وفي لقاء صحافي أدلى به من السجن، الأسبوع الفائت، أعرب عن تأييده فكرة "المقاومة"، إلى جانب استمرار المفاوضات مع إسرائيل. ومصطلح "المقاومة" في الخطاب الفلسطيني يمكن أن يشمل العمليات الاستشهادية التي سبق أن أيدها البرغوثي في الماضي، وكذلك التظاهرات السلمية. لكن مهما يكن، فإن الأمر المؤكد هو أن البرغوثي أكثر صقرية من عباس.
· إن النقد الحاد الذي وجهه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى سياسة إسرائيل في المناطق [المحتلة] عامة، وإلى عملية "الرصاص المسبوك" في غزة خاصة، جعلنا ننسى حقيقة أن تركيا هي التي نجحت في استئناف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، وأنها لا تنوي مس علاقاتها مع إسرائيل على الرغم من علاقاتها التجارية المتشعبة بإيران، وأن علاقاتها مع الغرب بما فيه إسرائيل هي جزء من مفهومها الاستراتيجي.
· وفي واقع الأمر، فإن النقد التركي لا يختلف، من حيث الجوهر، عن النقد الذي يُوجّه إلى إسرائيل في جزء من الدول الأوروبية أو في الجامعات الأميركية. وإذا ما كان النقد التركي حاداً أكثر من غيره، فإن ذلك عائد إلى الإهانة التي ألحقتها إسرائيل بأردوغان، في إثر رفضها، قبل أيام قليلة من شن عملية "الرصاص المسبوك"، منحه فرصة الوساطة بينها وبين "حماس".
· وفي الوقت الحالي، فإن الوزير بنيامين بن إليعيزر يحاول أن يكبح حملة تصفية الحسابات بين إسرائيل وتركيا، وقد اقترح، خلال الزيارة التي يقوم بها لأنقرة، أن تعود تركيا إلى الوساطة بين إسرائيل وسورية، وهو اقتراح في محله ويدل على مقاربة واقعية تتطلع إلى ترميم العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين.
ويبدو أن الجانب التركي يتطلع أيضاً إلى تنحية الخلافات جانباً وإلى استئناف العلاقات السويّة، وهذا ما تدل عليه تصريحات وزير الخارجية التركية. إن المصلحة الإسرائيلية تلزم بإعادة العلاقات مع تركيا إلى مسارها الطبيعي، كما تلزم باستئناف المحادثات مع سورية. وإذا كان في إمكان تركيا أن تكون الرافعة لمحادثات كهذه فيجب استغلال خدماتها الجيدة.