مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
من المتوقع أن تعرض الإدارة الأميركية اليوم أمام الكونغرس، ولأول مرة، تفصيلات واسعة عن طبيعة المنشأة التي قصفتها إسرائيل في سورية في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، بما في ذلك شريط فيديو جرى تصويره داخل المنشأة السورية. وعلى حد قول مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، فإن الشريط يعرض إثباتات قاطعة تؤكد أن كوريا الشمالية ساعدت سورية في بناء منشأة تشبه المفاعل القائم في كوريا والذي ينتج البلوتونيوم المستخدم في الترسانة النووية الموجودة في حيازتها.
وعلى حد قول مسؤولين رفيعي المستوى [في الإدارة الأميركية] فإن هذا الشريط يشكل الإثبات الرئيسي الذي أقنع واشنطن بتأييد الهجوم على المنشأة. وأوضحت مصادر أخرى مطلعة على المعلومات التي يعرضها الشريط أن بنية المنشأة تكاد تكون متطابقة مع بنية مفاعل كوريا الشمالية في بيونغ يانغ، وأضافت أن هناك براهين أخرى أدت إلى مهاجمة المفاعل وهي لم تأت من جهات استخبارية إسرائيلية فقط. وأمس، ذكرت صحيفة "لوس أنجِليس تايمز" أيضاً أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تؤكد أن المنشأة كانت مفاعلاً نووياً لإنتاج البلوتونيوم تلقته سورية من كوريا الشمالية.
وسيُعرض التقرير على أعضاء الكونغرس اليوم في جلسة مغلقة حيث سيستمعون إلى موجز عن برنامج كوريا الشمالية النووي والتعاون بينها وبين سورية. ومؤخراً قام مستشاران لرئيس الحكومة إيهود أولمرت بزيارة واشنطن للتنسيق بشأن حجم المعلومات التي سيصار إلى إعلانها، بحيث لا تتناول تفصيلات الهجوم.
وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية ستبدد جزءاً مهماً من الغموض الذي أحاط بالهجوم منذ سبعة أشهر ونصف شهر، فإن إسرائيل لا تنوي الخروج عن سياسة الصمت التي تبنتها إزاء الهجوم. وقالت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" أمس إن الحكومة لن تنشر معلومات جديدة عن القضية، وإن الرقابة ليست بصدد الخروج عن التعتيم الذي فرضته على وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذا الشأن.
لن تلتزم إسرائيل بالاقتراح المصري لإحلال التهدئة بينها وبين حركة "حماس". وتنتظر القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية الإعلان الذي سيصدر عن "حماس" اليوم بشأن ما إذا كانت توافق على شروط المبادرة المصرية. وإذا ردت "حماس" بالإيجاب فيبدو أن إسرائيل سترد خلال بضعة أيام بتكرار موقفها الذي فحواه "هدوء في مقابل هدوء" وستمتنع من القيام بنشاط هجومي في غزة إذا أوقفت "حماس" هجماتها على النقب.
وبحسب الاقتراح المصري، سيُفتح معبر رفح المؤدي إلى مصر، وكذلك معابر نقل السلع بين إسرائيل والقطاع. وفي المقابل، ستحرص "حماس" على عدم إطلاق صواريخ على إسرائيل أو القيام بأي عملية مسلحة أخرى.
وتشمل الشروط الإسرائيلية للتهدئة وقفاً تاماً للعمليات التفجيرية ولإطلاق صواريخ القسام، من جانب "حماس" وجميع الفصائل الفلسطينية الأصغر العاملة في القطاع. كما تطالب إسرائيل بوقف تهريب الأسلحة، وبألا تطبق التهدئة على الضفة الغربية التي سيُسمح للجيش الإسرائيلي بمواصلة عمليات الاعتقال ضد ناشطي [المقاومة] فيها. وستدرس إسرائيل الوضع لفترة معينة، وإذا استمر الهدوء فستأخذ في الاعتبار القيام بخطوات أخرى، كتخفيف الحصار الاقتصادي المفروض على القطاع.
قال جوزيف ديجنوفا الذي كان المدعي العام الأميركي في قضية جوناثان بولارد أمس (الأربعاء) إن اعتقال بن عامي كديش، وهو المتهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل، يبرهن على أن سلسلة التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة كانت أوسع مما كان يُعتقد. وعلى حد قوله: "كانت عملية التجسس أوسع كثيراً، وشملت خلايا نائمة في أنحاء الولايات المتحدة. إن اعتقاله يدل بوضوح على أن هناك أميركيين آخرين طُلب منهم القيام بأمور مماثلة في منشآت عسكرية".
وتطرق ديجنوفا إلى تفصيلات لائحة الاتهام التي قُدمت إلى المحكمة قائلاً إن إسرائيل اتبعت مع كديش الأسلوب نفسه الذي اتبعته مع بولارد في حينه، وهو العثور على مواطن أميركي يعمل في منصب أمني سري، وفي إمكانه أخذ وثائق من مكان عمله لتصويرها. وأضاف المدعي العام الأسبق أن إسرائيل عملت في السابق على إحباط التحقيق الذي كان يقوم به في إطار قضية بولارد عندما سارعت إلى تسفير أربعة من عملائها بالطائرة بعيداً عن الولايات المتحدة في أثناء التحقيق، وأضاف: "إن الإسرائيليين، طبعاً، كذبوا علينا. فقد ادعوا أنه لا يوجد لديهم جواسيس آخرون، وأنهم أتلفوا الوثائق التي حصلوا عليها".
وبعد يوم من الكشف عن القضية، لا تزال القدس تحاول تقدير حجم الضرر الذي قد تسببه هذا القضية للتحالف بين البلدين. وأمس تطرقت وزارة الخارجية، لأول مرة، إلى القضية، وأوضحت أن إسرائيل لا تتجسس على الولايات المتحدة.
لقد أثار اعتقال كديش مجدداً الريبة تجاه يهود الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بولائهم لبلدهم. وبحسب رأي بعض الخبراء، فإن ذلك هو السبب الرئيسي في معارضة الإفراج عن بولارد، وفي الكشف عن الجاسوس كديش.
ويعتقد رئيس بلدية كريات يام، شموئيل سيسو، الذي شغل سابقاً منصب قنصل إسرائيل في نيويورك، أن تعقيدات العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والريبة التي تبديها جهات في الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، ناجمان عن مشكلة الولاء. وأوضح قائلاً: "إن السبب في ذلك يعود إلى أن كثيرين من اليهود يحتلون مواقع حساسة في الولايات المتحدة، على نحو لا يتلاءم مع نسبتهم إلى مجموع السكان".
وبحسب رأيه، فإن بولارد شكل برهاناً على "الولاء المزدوج" لدى يهود الولايات المتحدة في نظر جهات في الإدارة الأميركية لا تعدّ متعاطفة مع إسرائيل، "ولهذا السبب، فكلما أثيرت مسألة الإفراج عن بولارد تطل أمور متعددة تحبط كل إمكان لإطلاقه. فبولارد بالنسبة إلى تلك الجهات في الاستخبارات الأميركية هو إشارة تحذير لكثيرين من اليهود الذين يتولون وظائف حساسة - كي يتعظوا".
ويرى سيسو أيضاً أن توقيت الكشف عن قضية التجسس الجديدة ليس مصادفة، إذ "يبدو أن أحداً ما حرص على ألاَّ تتبادر إلى ذهن الرئيس بوش فكرة إطلاق الجاسوس الإسرائيلي بولارد في أثناء زيارته لإسرائيل".
•يبدو أن قضية التجسس الجديدة، "قضية كديش"، لن تتسبب بضرر بالغ بعيد المدى على العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا لأنها حدثت وانتهت منذ جيل مضى تقريباً فحسب، بل أساساً لأنها، في الواقع، امتداد لقضية بولارد، التي سبق أن اعتذرت إسرائيل عنها علناً ورسمياً، وضجت بها وسائل الإعلام الأميركية.
•إن الذين سيحاولون استنفاد أبعادها لمهاجمة إسرائيل هم منتقدوها إسرائيل الذين يعملون من وراء الكواليس في البنتاغون وفي الاستخبارات الأميركية والأوساط الأكاديمية الأميركية. وسيسارع هؤلاء، على سبيل المثال، إلى الإشارة إلى أن إسرائيل أعلنت بصورة قاطعة، بعد انفجار قضية بولارد، أن حالة بولارد كانت شاذة وفريدة. وقد قوبل هذا الادعاء آنذاك، بقدر كبير من التشكيك من جانب الإدارة الأميركية.
•لم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي وحده من ادعى أنه كان هناك مواطنون أميركيون آخرون تجسسوا لمصلحة إسرائيل في الولايات المتحدة، بل أيضاً وزير الدفاع كاسبار واينبرغر والمدعي العام في محاكمة بولارد. وهذا الشك هو واحد من الأسباب الرئيسية التي جعلت الإدارة الأميركية تطالب إسرائيل بتسليم كل الوثائق والمواد التي حصل عليها مكتب العلاقات العلمية [في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك] في الولايات المتحدة. وقد استجابت الحكومة الإسرائيلية لهذا الطلب، بل سمحت للأميركيين باستجواب الإسرائيليين الذين كانوا متورطين في القضية. ولم يتمكن الأميركيون من إثبات أنه كان هناك جواسيس آخرون عدا بولارد يعملون بتوجيه من إسرائيل. ومع ذلك، فإن الشكوك بشأن هذه المسألة لم تتلاشَ.
•إذا ثبت ما ورد في لائحة الاتهام ضد كديش فسيتبين أنه كان هناك على الأقل مواطن أميركي آخر عمل بتوجيه من مكتب العلاقات العلمية. ومما لا شك فيه أن مزيداً من الحقائق سيتبين في أثناء محكمة كديش، وعندها سنزداد معرفة، لكننا لن نكون بالضرورة أقل قلقاً.
•حتى لو كان ما ذكرته الوزيرة السورية [بثينة شعبان] عن موافقة رئيس الحكومة إيهود أولمرت على الانسحاب من الجولان صحيحاً، فإنه لم يعط السوريين شيئاً لم يعطهم إياه أسلافه في المنصب. وحتى لو وافق مبدئياً على الانسحاب من الجولان فإن الطريق إلى اتفاق سلام بين القدس ودمشق طويل للغاية. وفي الحقيقة ليس هناك حاجة إلى مفاوضات جديدة، وإنما إلى أن ينزل أحد الطرفين عن الشجرة. إن كل طرف يعلم تماماً ما يريده الطرف الآخر، لكن من الصعب عليه الاستجابة لطلب الآخر. كلاهما يدعو إلى تجديد المفاوضات من دون شروط، لكنهما سرعان ما يضعان شروطاً خاصة بهما.
•تطلب سورية تعهداً إسرائيلياً بالانسحاب إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967 كشرط ابتدائي للمفاوضات. ومعنى هذا الطلب هو الانسحاب من هضبة الجولان حتى آخر حبة تراب، وتمكين السوريين من الوصول إلى بحيرة طبرية. وتعتبر إسرائيل الانسحاب إلى حافة البحيرة تهديداً لمصادرها المائية وخطراً أمنياً محتملاً. وحتى لو أبدى السوريون مرونة بشأن بضع مئات من الأمتار من بحيرة طبرية، فسيظل هذا الأمر، بالنسبة إلى إسرائيل، تنازلاً مؤلماً.
•إن السوريين مطالبون، كشرط ابتدائي، بالتعهد بالانفصال عن صديقتهم إيران والتخلي عن رعايتهم لحزب الله وحركة "حماس". بأي وجه سيقابل [الرئيس] بشار الأسد الناس إذا منح إسرائيل وعداً كهذا ثم تعرضت المحادثات لأزمة كما حدث في الجولات السابقة كافة؟ علاوة على ذلك فإن سورية تعتبر هذا الطلب عجرفة، وتقول: لستم أنتم من سيحدد دائرة أصدقائنا.
•حقيقة الأمر هي أن الطرفين لا يشعران بأن هناك أمراً ملحاً، فإسرائيل مرتاحة في الجولان، وجيشها قوي، والتهديد الذي يأتيها من دمشق محدود. ولدى سورية هموم أشد إلحاحاً، إذ تقلقها المشكلة اللبنانية والفوضى العراقية وتواجه مقاطعة دولية.
•بعد ثلاثة أعوام من الانسحاب الفاشل من غزة سيكون من الصعب فرض انسحاب إضافي على المجتمع الإسرائيلي، حتى لو جلب السلام والأمن. ما هو الأفق الماثل أمامنا إذن؟ سلام بارد كما وعد الأسد في خطابه يوم السبت؟ ستجري مياه كثيرة في نهر بانياس قبل أن يتجرأ رئيس الحكومة الإسرائيلية على اقتلاع مستوطنات إسرائيلية من الجولان في مقابل اتفاق سلام بائس.