مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
"أيها المواطنون الإسرائيليون، إن [قلعة] مساده لن تسقط ثانية، وستقف أميركا إلى جانبكم دائما"، كانت هذه هي الرسالة الرئيسية في خطاب رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الذي ألقاه أمس أمام الكنيست، إذ إنه ركز فيه على التحالف القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل قائلاً: "لقد بنيتم مجتمعاً حديثاً في أرض الميعاد؛ أنتم نور للأغيار. إنكم تحافظون على ميراث إبراهيم وإسحاق ويعقوب. لقد بنيتم ديمقراطية رائعة ستبقى إلى الأبد". وأضاف أن إعلان قيام الدولة "كان تجسيداً للوعد القديم الذي أُعطي لإبراهيم وموسى وداود: وطن للشعب المختار، أرض إسرائيل"، وأكد أن إسرائيل "ستحتفل بعيد استقلالها الـ 120 كإحدى الديمقراطيات العظيمة في العالم".
وتابع بوش قائلاً: "إن الولايات المتحدة تؤيدكم عندما يتعلق الأمر بتدمير شبكة المنظمات الإرهابية... وبالمعارضة الصلبة لطموحات إيران النووية. إذا سمحنا لهذه الدولة التي تؤيد الإرهاب باقتناء أشد الأسلحة تدميراً في العالم، فسيكون ذلك خيانة للأجيال المقبلة. ومن أجل السلام يجب ألاّ يمكّن العالم إيران من امتلاك سلاح نووي".
وخلافاً للتعاطف الكبير الذي حظي به الرئيس بوش، فإن خطاب رئيس الحكومة إيهود أولمرت أثار خلافات شديدة في الرأي، إذ وعد بأنه عندما يتم التوصل إلى اتفاق السلام "فسيقرّه الكنيست بأغلبية كبيرة، وستؤيده الأكثرية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي". وفيما يتعلق بالتهديد الإيراني قال إن "خطورة التهديد تقتضي عدم استبعاد أي وسيلة لمواجهته"، وأوضح أن "إقامة جبهة سياسية واقتصادية دولية متجانسة وحازمة ضد إيران هي مرحلة ضرورية، وإن تكن غير نهائية، على طريق كبح الخطر الإيراني".
واحتجاجاً على أقوال رئيس الحكومة بشأن اتفاق السلام مع الفلسطينيين، غادر عضوا الكنيست تسفي هندل وأوري أريئيل (الاتحاد القومي - المفدال) قاعة الكنيست، إذ كان من الأفضل، على حد قولهما، استبدال رئيس الحكومة بالرئيس بوش كي يبرهن له ما هي الصهيونية. وقال عضو الكنيست رؤوفين ريفلين (ليكود) إن رئيس الولايات المتحدة يبدو كمن يجسد الرؤيا الصهيونية، مقارنة برئيس الحكومة الذي يبدي استعداداً للتنازل عن مصالح حيوية لإسرائيل.
وقد أُخرج أعضاء كتلة القائمة العربية الموحدة - الحركة العربية للتغيير من القاعة في أثناء خطاب الرئيس بوش، بعد أن رفعوا صور أطفال قتلى من العراق وغزة. وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي أن نيتهم كانت الاحتجاج ضد بوش، لا الاكتفاء بمقاطعة الجلسة كما فعلت كتلتا التجمع الديمقراطي الوطني، و الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
وفي أوساط اليمين، أثنى بعض أعضاء الكنيست على روح التأييد الحماسية تجاه إسرائيل التي عبر عنها الرئيس بوش ("معاريف"، 15/5/2008)، وقال وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم (ليكود): "كان الخطاب مذهلاً. إنه خطاب جياش، بدا أنه ألقاه من أعماق قلبه. من النادر أن تسمع خطاباً صهيونياً إلى هذا الحد من قادة إسرائيليين". وأعرب عضو الكنيست أرييه إلداد (الاتحاد القومي - المفدال) أيضاً عن تأييده هذا الخطاب وقال: "لقد ألقى بوش خطاباً صهيونياً حماسياً، أما أولمرت فألقى خطاباً موجهاً إلى [المستشار القانوني للحكومة] ميني مزوز. من جهتي، فإنني أفضل استبدال أولمرت ببوش".
قال مصدر سياسي رفيع المستوى أمس إنه "في المحادثات التي عقدت مع رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، أوضح لنا أن تصريحاته بشأن الموضوع النووي الإيراني جديّة. ويسود إسرائيل رضى كبير عن نتائج زيارته، التي تنتهي اليوم. وعلى حد قول مصادر سياسية، فإن إسرائيل عرفت مسبقاً أن بوش سيتناول الموضوع النووي الإيراني بطريقة حادة للغاية. وقد عرض رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك على بوش معلومات إضافية عن هذا الموضوع، كي يبرهنا أن هناك مجالاً لإعادة تقويم الاستخبارات الأميركية للموضوع النووي الإيراني. وقال مصدر سياسي آخر إن الولايات المتحدة، عقب زيارة بوش، تنظر بإيجاب إلى طلب إسرائيل رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية - الأمنية بين البلدين.
احتفل المواطنون العرب في إسرائيل والفلسطينيون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة معاً بـ "يوم النكبة"، ربما لآخر مرة، إذ أعلن عضو الكنيست أليكس ميلر (حزب "إسرائيل بيتنا") أنه ينوي تقديم مشروع قانون إلى الكنيست يمنع من الاحتفال بـ "النكبة" في دولة إسرائيل. وسيمنع هذا المشروع المقتَرح [في حال إقراره] من إقامة احتفالات وتظاهرات واعتصامات وأية أنشطة عامة في ذكرى هذا اليوم، وسيُعتبر خرق القانون مخالفة جنائية يتعرض من يرتكبها لعقوبة شديدة بما في ذلك السجن الفعلي. وقال ميلر: "إن من يريد التظاهر في هذا اليوم مدعو إلى القيام بذلك في عمق مدينة غزة".
•قبل أقل من ستة أشهر على انتخابات الرئاسة الأميركية، وثمانية أشهر على موعد خروج الرئيس جورج بوش المرتقب من البيت الأبيض، رفع في الكنيست أمس، سقف المطلوب من خَلَفه، وهو الاستمرار في محاربة المنظمات "الإرهابية" - القاعدة و"حماس" وحزب الله - وإحباط جهود إيران للتزود بسلاح نووي يهدد وجود إسرائيل. كما أكد أن التسليم بتحول إيران إلى دولة نووية هو خيانة للأجيال المقبلة.
•إن ما قاله بوش هو رسالة إلى مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، الذي يتقدم على منافسته، وفحواها أنه سيستغل الفترة المتبقية من رئاسته حتى آخر يوم من أجل صوغ سياسة صدامية ضد إيران. وإذا ما انتُخب أوباما، لا المرشح الجمهوري جون ماكين الذي تتماثل مواقفه مع مواقف بوش، فمن الممكن أن يتخذ خطوات عسكرية، حتى خلال فترة الشهرين ونصف شهر الواقعة بين الانتخابات وأداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية.
•لقد اختار بوش أن يتطرق في خطابه إلى [قلعة] مساده وإلى التعهد الذي قطعته إسرائيل على نفسها بألاّ تسمح بسقوطها مرة أخرى، ويمكن أن نفسر ذلك على مستويين: الأول أنه يعكس إصراراً على منع إيران من الحصول على قدرة تمكنها من القضاء على إسرائيل، والثاني، أنه يتفهم موقف إسرائيل إذا ما حُشرت في الزاوية وعملت على ردع أعدائها.
•صحيح أن مواقف بوش لا تلزم، بصورة رسمية، الإدارة الأميركية المقبلة ولا الكونغرس الجديد، غير أنها تعكس التقويم الأميركي للوضع. ولا شك في أن المنطق وراء هذا التقويم سيستمر حتى لو تسلم أوباما وممثلو الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي زمام الحكم في واشنطن، في كانون الثاني/ يناير 2009.
•يتعين على خطاب بوش في الكنيست أن يوصل رسالة إلى إيران وغيرها، فحواها أنها ستواجه دولاً متمسكة بسياسة تصر على عدم تمكينها من امتلاك سلاح نووي.
•لا يوجد في التاريخ المعاصر سابقة للمودة والتضامن، اللذين أبداهما زعماء العالم تجاه إسرائيل بمناسبة ذكرى استقلالها الستين. وعلى الرغم من ادعاءاتنا الكثيرة أن لا شيء لدينا على ما يرام، وأن الفساد يستشري، وأننا لا ننجح في التوصل إلى السلام، فإن هناك تقديراً كبيراً لدى العالم المتنور لما قمنا بعمله هنا على مدار 60 عاماً، رغماً عن أنف العرب الذين هاجموا إسرائيل.
•إن الفجوة بين ما أنجزناه وبؤس الفلسطينيين كبيرة للغاية. غير أنهم لو قبلوا قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة [في سنة 1947] لكانوا يتمتعون الآن باستقلال سياسي من دون الفقر وسفك الدماء، اللذين لحقا بهم.
•إن إسرائيل هي جزيرة عاقلة في بحر من الأصولية الإسلامية و"الإرهاب"، اللذين يهددان العالم المتنور. وللأسف، فإنها تجد نفسها، في الآونة الأخيرة، في مواجهة إيران، التي بدأت تنتشر على حدودنا في الشمال [لبنان] والجنوب [غزة].
•إن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لم تهدف فقط إلى إبداء التقدير تجاه إسرائيل، بل أيضاً إلى نقل شعلة المواجهة الاستراتيجية مع إيران إلى الرئيس الأميركي المقبل. ومع ذلك يجب ألاّ نهنىء أنفسنا بتظاهرة التأييد لإسرائيل، لأن هناك مخاطر نواجهها، ولن يحبطها أحد بدلاً منا.
[المضمون: حرب لبنان عززت قوة حزب الله وإسرائيل قلقة مما يحدث في غزة حيث لن تكون هناك إنجازات كما حدث في لبنان]
•من المنطقي الافتراض أن الصاروخ، الذي سقط مساء أول من أمس (الأربعاء) على عسقلان، وضع حداً للتخبطات الإسرائيلية. وحتى قبل سقوطه قالت وسائل الإعلام إن رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، غيّر رأيه، وأصبح يؤيد القيام بعملية عسكرية برية كبيرة في غزة. إن مثل هذه العناوين يظهر عادة بعد اتخاذ القرار، ويهدف إلى قطع الطريق على أي أسئلة قد تُطرح.
•بناء على ذلك، لن يسأل أحد أشكنازي عن الأسباب التي تجعله يؤمن بزوال الذرائع كلها، التي أدت إلى عدم تأييده مثل هذه العملية العسكرية حتى الآن.
•لا شك في أن القرار بدخول غزة سيحظى بشعبية واسعة. لكن بعد ذلك، في حالة تحقق النبوءة التي آمن بها حتى رئيس هيئة الأركان العامة قبل فترة قصيرة، ستبدأ المطالبة بمعرفة أين أخطأنا، ومن هو المسؤول عن الخطأ. وربما تأتي هذه المطالبة من الأشخاص أنفسهم، الذين يشجعون الرأي العام على عدم طرح الأسئلة في الوقت الحالي.
•من المفترض أن نتعلم من أخطاء الماضي، وخصوصاً الماضي القريب، غير أننا نصرّ على عدم فعل ذلك. وآخر مرة كفّت فيها إسرائيل عن استعمال المنطق بعد وقوع عملية عدائية، كانت في أثناء حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006.