مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
"في نهاية الأمر ستضطر إسرائيل إلى مهاجمة إيران لمنعها من الحصول على قدرات نووية" ـ هذا ما قاله، خلال الأسبوع الجاري، مصدر سياسي ـ أمني إسرائيلي مطلع على المعلومات المتعلقة بالتقدم الإيراني [في البرنامج النووي]، وعلى الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة. وينضم رأي هذا المصدر إلى رأي مسؤولين كبار آخرين في إسرائيل ممن يعتقدون أن فرص قيام الإدارة الأميركية الحالية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران تتضاءل مع مرور الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يتزايد عدد المسؤولين في المؤسستين السياسية والأمنية الذين يقولون: "يجب القيام بعمل ضد إيران في القريب العاجل. يجب الحصول على قدرات عسكرية تمكّن من تحييد البرنامج النووي الإيراني، أو تأخيره على الأقل".
ويدور في المؤسسة الأمنية جدل في هذه المسألة. فمن جهة، يعكف الجيش الإسرائيلي ـ وخصوصاً سلاح الجو ـ على إعداد خيار عسكري يمكّن القيادة السياسية من اتخاذ القرار، إذا ومتى حدث ذلك، ومن جهة أخرى، لا يزال هناك كثيرون ممن يعتقدون أن لا فرصة أمام إسرائيل في أن توجه ضربة حقيقية إلى البرنامج النووي الإيراني، وأن المجازفة ضخمة، وأن الرد الإيراني ـ في أنحاء المنطقة والعالم ـ سيكون قوياً.
واليوم يعود رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى إسرائيل، بعد اختتام زيارته للولايات المتحدة، حاملاً ثلاثة إنجازات رئيسية: موافقة على بيع سلاح الجو طائرات متطورة لا يرصدها الرادار، ودمج إسرائيل في نظام إنذار مبكر ضد الهجمات الصاروخية، وتفاهمات في شأن الأنشطة اللازمة لوقف عملية التسلح الإيرانية.
وليس من الواضح حالياً ما إذا كان الحديث يدور حول إعداد عملية عسكرية إسرائيلية أو أميركية، أو استعدادات لعملية عسكرية مشتركة بين البلدين. وفي جميع الأحوال، كما يقول المقربون من رئيس الحكومة، فقد جرى الاتفاق على أن يعمل البلدان بصورة مشتركة في حال تعرضت إسرائيل لهجوم. وخلال اللقاء الذي تم بين أولمرت والرئيس بوش في البيت الأبيض، كرر الأخير وعده بأن تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وأن تزودها بالخبرة المهنية وبالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها.
قال وزراء حزب العمل خلال جلستهم الأسبوعية إن الحزب سيصوت لمصلحة مشروع قرار يقضي بحل الكنيست، عندما يُعرض للتصويت. وبذلك ينضم حزب العمل إلى حزب شاس الذي أعلن خلال الأسبوع الجاري أنه سيؤيد مشروع قانون كهذا إذا لم تتم الموافقة على طلبه زيادة مخصصات الأطفال. وإذا ما صوّت الحزبان فعلاً لمصلحة حل الكنيست فإن ائتلاف رئيس الحكومة إيهود أولمرت سيواجه خطراً حقيقياً. وقد يؤدي هذا الأمر إلى حل الكنيست في أواخر حزيران/ يونيو الجاري، إذ من المفترض أن يُطرح للتصويت، آنذاك، مشروع قانون لحل الكنيست سبق أن قدمه عضو الكنيست عن حزب الليكود سيلفان شالوم.
واتخذ وزراء حزب العمل قرارهم هذا في إثر إعلان مصدر في حزب كاديما أن ثلاثة من أصل أربعة متنافسين في شأن رئاسة الحزب، بلّغوا رئيس لجنة الشؤون الحزبية في كاديما، عضو الكنيست تساحي هنغبي، أنهم مستعدون لتأجيل قرار إجراء الانتخابات التمهيدية إلى ما بعد الاستجواب المضاد الذي سيخضع له موشيه تالانسكي في المحكمة. أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فهي المتنافسة الوحيدة التي ترفض الانتظار حتى الاستجواب المضاد، وقد بلّغت هنغبي أنها معنية بتحديد موعد للانتخابات التمهيدية في أقرب وقت ممكن. ومن المفترض أن يجري الاستجواب المضاد في 17 تموز / يوليو المقبل.
قال وزير الدفاع إيهود باراك لرؤساء السلطات المحلية في البلدات المحاذية لقطاع غزة، خلال جولة قام بها في مصنع نيرلات الذي قُتل فيه أحد سكان كيبوتس نيريم بقذيفة هاون: "إن التهدئة أو التسوية تبتعد، والعملية العسكرية هي اليوم أقرب من أي وقت مضى". وتابع قائلاً: "على الرغم من رغبتنا في استنفاد فرصة التهدئة، إلا إن من الممكن أن نقوم بعملية عسكرية قبل التهدئة، فالأمور كلها ليست خاضعة لسيطرتنا، وإذا ما استمرت الهجمات، فسيكون من الصعب علينا ممارسة ضبط النفس، وقد نجد أنفسنا ننزلق إلى حملة عسكرية".
وكانت قذيفة هاون سقطت على مصنع نيرلات صباح اليوم (الخميس)، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين. وبعد الحادث بفترة قصيرة، أعلن الفلسطينيون مقتل طفلة تبلغ أربعة أعوام وإصابة والدتها في غارة نفذها سلاح الجو في قطاع غزة. وأعلنت قوى الأمن التابعة لحركة "حماس" أن مروحية إسرائيلية هاجمت مجموعة من المسلحين في جنوب القطاع، لكنها أخطأت الهدف وأصابت الأم وطفلتها.
وصباح اليوم (الجمعة)، أصيب أحد جنود الجيش الإسرائيلي بنيران أُطلقت على قوة إسرائيلية كانت تقوم بأعمال هندسية على طول السياج الحدودي في شمال قطاع غزة ("يديعوت أحرونوت"، 6/6/2008). وبالتوازي مع ذلك، قتلت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تقوم بعملية في منطقة ناحل عوز، مسلحاً من ناشطي حركة "حماس". وقبل ذلك ببضع ساعات أعلن الفلسطينيون إصابة عشرة أشخاص على الأقل في غارة جوية استهدفت موقعاً للحركة في منطقة بيت لاهيا شمالي القطاع. وبحسب التقارير، أصيب طفل أيضاً جراء الغارة.
· إن القرارات جميعها التي سيتم اتخاذها عقب الضربة الصاروخية القاتلة التي تعرض لها مصنع "نيرلات" للدهانات في كيبوتس نير عوز أمس، فيما لو اتخذت قرارات فعلاً، كان يمكن اتخاذها قبل مقتل العامل أمنون روزنبرغ من كيبوتس نيريم. فمنذ أسبوعين والخيار الماثل أمام إسرائيل واضح للغاية: إمّا إبرام اتفاق تهدئة مع "حماس"، بموجب اقتراح أعدته مصر، وإمّا شن عملية عسكرية داخل القطاع. إن ثمن كل واحد من هذين الخيارين معروف أيضاً، لكن ليس هناك من يتخذ القرار المصيري بشأنهما.
· إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، غارق حتى أذنيه في مشكلات عويصة، كما أن الوزراء في الحكومة يتخبطون كلهم ما بين الاعتبارات الأمنية والسياسية. وفي هذه الأثناء فإن سكان النقب الغربي هم الذين يدفعون ثمن هذا التقاعس والعجز.
· إن الأحداث الميدانية هي التي ستملي الخطوات الإسرائيلية المقبلة، بدلاً من أن يكون هناك سياسة إسرائيلية معينة تؤثر في الوضع الميداني. وبحسب ما تبين أمس، فإن الجيش الإسرائيلي لن يمر مرور الكرام على مقتل العامل في المصنع. وهنا يبقى السؤال: كيف سيرد؟ لقد لـمّح وزير الدفاع، إيهود باراك، أمس، إلى أن "عملية الجيش الإسرائيلي باتت أقرب من أي وقت مضى، ويبدو أنها ستدفع بالتهدئة قدماً".
· إن باراك لا يتحدث، بالضرورة، عن العملية العسكرية الكبرى في أنحاء القطاع كله، وإنما عن عملية في منطقة محددة منه، هدفها "تلقين 'حماس' درساً"، ثم التوصل إلى تهدئة من موقع قوة. وهناك خيار نظري آخر هو هجوم جوي ضد هدف يمكن اعتباره نوعياً.
· لقد أيد وزير الدفاع وقادة الجيش الإسرائيلي، حتى يوم أمس، إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار، في حين أن جهاز الأمن العام يعارض، طوال الوقت، وقف إطلاق النار من أي نوع كان، بحجة أن ذلك سيمكن "حماس" من أن تعاظم قوتها استعداداً لجولة قتالية أخرى. على أي حال، فإن تجربة الماضي تثبت أننا على أعتاب "فصل الحروب".
· هل [مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية] باراك أوباما جيد لليهود؟ إنه ليس مناصراً لإسرائيل، كما أنه ليس معادياً لها أيضاً، وهو، ببساطة، لم يدخل بعد ماكينة إنتاج الشعارات المناصرة لليهود. لقد كان كل من بيل كلينتون، حاكم أركانسو، لدى انتخابه رئيساً في سنة 1992، وجورج بوش، حاكم تكساس، لدى انتخابه في سنة 2000، وكذلك أبوه من قبله، بعيدين عن التعاطف مع إسرائيل، غير أنهم أنهوا ولاياتهم الرئاسية بأن أصبحوا أصدقاء حميمين لها.
· صحيح أن أوباما تفوه، خلال مؤتمر المنظمات الأميركية اليهودية (أيباك)، بكلمات بشأن القدس نحب أن نسمعها، غير أن الذي يراه سيناتور هامشي من شيكاغو، لا يراه رئيس في البيت الأبيض. إن ما يمكن تقديره هو أن تكون مقاربة أوباما، كرئيس، أقل شعاراتية وتعاطفاً مع إسرائيل، وأكثر توازناً مع الإسلام، ولهذا السبب ربما تكون مقاربة مفيدة أكثر لحل النزاع بصورة عادلة.
· هل هناك احتمال في أن يظهر زعيم في إسرائيل على غرار أوباما؟ أي أن يظهر فجأة زعيم يكون شاباً، حيوياً ويأسر القلوب؟ الحقيقة أنه سبق أن كان لدينا زعيم كهذا، هو بنيامين نتنياهو، غير أنه هُزم. ومع ذلك فإن الرغبة في التغيير ما زالت قائمة عندنا.
· إن إلقاء خطاب في مؤتمر "أيباك" لا يبرر قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، وحاشيته بزيارة لواشنطن، إذ كان في إمكانه أن يلقيه عبر شريط فيديو. إن ما يمكن أن يبرر زيارة كهذه هو أن يكون الموضوع الإيراني على أعتاب حسم دراماتيكي، لا يمكن البتّ فيه عبر محادثة هاتفية.
· لقد توقعت إسرائيل أن تقوم الولايات المتحدة بعمل ضد المفاعل النووي في سورية، وعندما لم يحدث ذلك تصرفت في الأمر بمفردها. غير أن المعضلة الإيرانية تساوي عشرات أضعاف المعضلة السورية.
· كل ذلك يحدث، والرئيس الأميركي على وشك أن ينهي ولايته، فلا أحد يتوقع منه أن يقوم بأعمال كبيرة (ولا صغيرة)، كما أنه لم يعد موضع اهتمام. وعندما التقى أولمرت به، أول من أمس، كانت قاعة الصحافة في البيت الأبيض شبه خالية.
· من المنتظر أن يعود أولمرت اليوم إلى إسرائيل (قال أحد الصحافيين إنه في حالة سقوط الطائرة التي تقله فإنه سيكون الناجي الوحيد)، وسيعكف خلال عيد "شفوعوت" [البواكير] على بلورة لائحة دفاعه أمام الرأي العام.