مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أقرت أمس، لجنة خاصة تابعة للكنيست، طرح مشروع قرار أمامه للتصويت عليه بالقراءة الأولى، ويقضي برهن أي قرار تتخذه الحكومة في شأن التنازل عن منطقة تقع تحت السيادة الإسرائيلية، بما في ذلك الجولان والقدس، بإجراء استفتاء عام، أو بانتخابات، أو بحصوله على تأييد أكثرية ثلثين من أعضاء الكنيست. وتم إقرار تقديم مشروع القانون بفضل تأييد حزب العمل هذه الخطوة. وقالت عضو الكنيست كوليت أفيطال (حزب العمل) إن هذا الموقف هو موقف تقليدي لحزب العمل منذ عهد يتسحاق رابين.
وسمح رئيس الحكومة إيهود أولمرت، وهو المعني بتسوية سلمية مع سورية، لأعضاء الائتلاف الحكومي بحرية التصويت، في حين ألزم حزب العمل أعضاءه تأييد مشروع القانون ("معاريف"، 18/6/2008). ورحب رئيس كتلة الليكود في الكنيست غدعون ساعر بقرار اللجنة، وقال: "لقد وجه الكنيست رسالة سياسية مهمة إلى العالم بأسره، من باريس إلى أنقرة، فحواها أن رئيس الحكومة لا يحظى سوى بدعم أقلية من الجمهور، ولا يملك التفويض أو القدرة على تقرير مصير جزء من البلد وسكانه". وحذرت رئيسة كتلة حزب ميرتس زهافا غلؤون من أن الاستفتاء العام سيقوض مكانة الكنيست، وقالت إنه "سيغير قواعد اللعبة، وينقل المسؤولية عن اتخاذ القرار من الهيئة المنتخبة إلى الشعب".
دخل اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ في السادسة من صباح اليوم. وقبل سريان التهدئة بساعة ونصف ساعة اكتشفت قوات الجيش الإسرائيلي مجموعة كانت تتأهب لإطلاق صاروخ قسّام على الأراضي الإسرائيلية في مخيم البريج وسط قطاع غزة، فقامت طائرة حربية بقصفها، وأعلنت مصادر فلسطينية أن أحد ناشطي الحركة قُتل نتيجة القصف. واشتكت جهات في "حماس" من أن قطعة بحرية إسرائيلية أطلقت النار بالقرب من شواطئ غزة بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ.
وأُطلق أمس نحو 30 صاروخاً على النقب الغربي والشمالي، وأصيبت امرأة بجروح طفيفة. وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على مجموعتين أطلقتا صواريخ من شمال القطاع على سديروت، وأصيب ثلاثة مسلحين فلسطينيين بجروح.
وتلقت قوات الجيش الإسرائيلي الموجودة على حدود القطاع تعليمات بضبط النفس والامتناع من القيام بخطوات هجومية. ويُسمح للجنود بالرد إذا تعرضوا لإطلاق نار، لكنهم لم يتلقوا بعد تعليمات دقيقة فيما يتعلق بفتح النار في الوضع الجديد الذي نشأ على طول السياج الحدودي. ويبدوا أن هذه التعليمات ستتم بلورتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وذكر مصدر سياسي رفيع المستوى أمس أن المفاوضات بشأن الجندي المختطف غلعاد شاليط ستُستأنف الثلاثاء المقبل في مصر. وسيغادر المسؤول عن ملف المفاوضات عوفر ديكل إلى القاهرة حيث سيلتقي مدير المخابرات المصري عمر سليمان كي يستمع منه إلى موقف "حماس" حيال قضية شاليط، ويوضح الموقف الإسرائيلي له. وأكدت مصادر فلسطينية أن مفاوضات مكثفة ستبدأ الأسبوع المقبل لإكمال صفقة إطلاق شاليط.
وتطرق رئيس الحكومة إيهود أولمرت أمس إلى التهدئة قائلاً: "ليس لدينا أوهام. التهدئة هشة وقد تكون قصيرة الأجل". وأكد أن الحكومة أصدرت توجيهات إلى الجيش الإسرائيلي طلبت منه فيها الاستعداد لإمكان حدوث تصعيد أمني.
قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في أول اجتماع لها بمؤيديها عُقد في مقر حزب كاديما بتل أبيب، في سياق التحضير للانتخابات التمهيدية التي ستُجرى في شأن رئاسة الحزب، إنه يجب استعادة ثقة الجمهور بمؤسسات الحكم والقانون. وأضافت أن الشعور الذي لازمنا في أثناء الانتخابات العامة السابقة اختفى، وها هو الآن يعود، مشيرة إلى أن البعض يقولون لها إنهم مستعدون لتأييد كاديما شرط أن ينفذ ما نادى به في السابق. وتابعت ليفني أن الوضع الصعب لا يقتصر على الحزب بل ينسحب على الدولة كلها، وحذرت من أن الجمهور يئس من السياسة ومن شأنه أن ينفض يديه منها. وأضافت: "لكننا لم ننزلق إلى اليأس بعد. إن الأمل وحده يمكن أن يحرك الناس للعمل واستعادة الشعور الذي لازمنا في الانتخابات السابقة. لقد جئنا كي نحدث التغيير". وتابعت: "ليس من قبيل المصادفة أن يكون موقع حزب الوسط بين اليمين واليسار. لقد جئنا كي نملأ الفراغ بنظرة منظمة إلى العالم، وهناك جمهور كبير يؤمن بهذه النظرة. في المجال السياسي، نعم لعملية السلام. [لكن] لا يمكننا التوصل إلى اتفاقات ونسلم أمرنا للطرف الآخر، ونأمل خيراً. إذا لم تتم تلبية الحاجات الأمنية لإسرائيل فلن يكون هناك تسوية".
· إن ما ستدفعه إسرائيل، في ظل اتفاق التهدئة مع "حماس"، هو خطوات ملموسة في مقابل تعهدات مستقبلية عامة، وذلك على غرار ما حدث في اتفاق أوسلو. ولا يدور الحديث عن "هدوء في مقابل هدوء" فقط، إذ إن إسرائيل سترفع، في غضون أيام قليلة، جزءاً كبيراً من الحصار الاقتصادي الذي فرضته على قطاع غزة. ورداً على ذلك وعدت "حماس" بأن تجدد الاتصالات بشأن الإفراج عن [الجندي المختطف] غلعاد شاليط، أمّا المصريون فقد وعدوا بأن يعملوا، بتصميم أكبر، على منع عمليات تهريب الأسلحة.
· يبقى السؤال: كيف يمكننا قياس الجهد الحقيقي لدفع صفقة شاليط قدماً؟ هل مجرد بذل جهود حثيثة بهذا الشأن، من دون التوصل إلى اتفاق، يلبي الشروط؟ أمّا بالنسبة إلى عمليات تهريب الأسلحة، فعلى الرغم من إعلان إسرائيل أنها ستدرس فعالية التحرك المصري لمنعها، فإن من المشكوك فيه أن تفجر الاتفاق بسبب أداء مصر، علاوة على أن شعبة الاستخبارات العسكرية تقدر بأن عمليات تهريب الأسلحة ستصبح قليلة، بعد أن أصبح عدد البنادق، التي في حيازة "حماس" في القطاع، أكبر من عدد الأشخاص المدربين على استعمالها.
· عندما طُلب إلى اللواء (احتياط) عاموس غلعاد، وهو المسؤول الإسرائيلي الذي وقّع اتفاق التهدئة، أن يشرح سبب توقيعه هذا الاتفاق بشروط غير مريحة لإسرائيل، قال إن الحديث يدور على خيارين أحلاهما مرّ. وهو يعتقد، على غرار وزير الدفاع إيهود باراك، أن الصدام مع "حماس" شبه حتمي، على المدى البعيد، لكن عندها يصبح في إمكان الحكومة الإسرائيلية أن تقول للجمهور العريض إنها جربت كل شيء، وحان الآن دور الجيش الإسرائيلي.
· ما ليس في إمكان غلعاد أن يقوله هو أن خيار التهدئة كان سياسياً، وأن القرار بشأنها حُسم منذ أن توصل رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك، إلى الاستنتاج أنهما لا يحظيان بتأييد جماهيري عام، أو بطول نفس سياسي، من أجل اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية برية كبيرة في القطاع.
· إن رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء غابي أشكنازي، يفهم وضع الائتلاف الحكومي. غير أن هناك كثيراً من كبار الضباط يرون أن الاتفاق خطأ كبير. وفي نظر هؤلاء، فإن إسرائيل لم تجرب قط مجموعة من الإمكانات الأخرى التي لا تصل إلى حد احتلال القطاع، ولو فعلت ذلك، لكان في إمكانها أن تفرض على "حماس" اتفاق تهدئة من موقع قوة مغاير تماماً.
· لا يجوز أن نتغاضى عن تأثير حرب لبنان الثانية في سلوك إسرائيل تجاه غزة. أمّا بالنسبة إلى الطرف الآخر، فعلى الرغم من أن "حماس" اختارت التهدئة بعد الحصار الذي فرضته إسرائيل، إلا إنها تسجل لمصلحتها قائمة طويلة من الإنجازات. أول هذه الإنجازات هو اعتراف إسرائيل، بصورة غير مباشرة، بأن الحركة هي صاحبة الأمر والنهي الوحيدة في القطاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تأكل موقف الأسرة الدولية التي أيدت دعوة إسرائيل إلى عدم الاعتراف بسلطة "حماس".
· يجب إعطاء فرصة للتهدئة، وعدم البحث عن مساوئها. إن الأمر المهم الآن هو أن نحافظ على التهدئة ونحترمها ونعززها، لا أن نبحث عن الذي ربح نقاطاً أو خسرها.
· إن الخطر، في الوقت الحالي، هو أن يكون إصرارنا على توقع الحرب المقبلة مع "حماس" سبباً في عدم بذل الجهود المطلوبة لتعزيز وقف إطلاق النار. لذا يجب أن يكون الهدف هو خلق مناخ من الانضباط والهدوء والحياة العادية في سديروت وغزة. إن للهدوء ديناميكية خاصة به، وإذا ما تبين أنه يخدم مصلحتَي الطرفين، ففي إمكانه أن يستمر أعواماً طويلة.
· إن التفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة مصر، تحاول أن تخلق واقعاً جديداً يجري في ظله فتح المعابر وتبادل البضائع بين إسرائيل وغزة، وأساساً فتح معبر رفح الذي سيتيح الحركة الحرة من القطاع وإليه. ومع أن الاتفاق، الآخذ في التبلور بين "فتح" و"حماس"، قد يبدو انتصاراً للأخيرة، إلا إنه في حال قيام سلطة موحدة لدى الطرف الفلسطيني، وفي حال الحفاظ على التهدئة، فسيعتبر ذلك إنجازاً لإسرائيل أيضاً.
· إن اتفاق التهدئة فريد من نوعه. كما أن سورية تؤيده. وعلى ما يبدو فإن أبو مازن، الذي خشيت إسرائيل إلحاق الضرر بمكانته، على استعداد للتعاون في حراسة المعابر.
· إن التفاهمات بشأن الهدوء، والتي تم التوصل إليها بواسطة مصر، لا تُعتبر من وجهة نظر إسرائيل، أقل أهمية من اتفاق سلام شامل ومؤجل مع أبو مازن دون حماس. وفي كل الأحوال، لا تناقض بين الأمرين. إن المرحلة الثانية المطلوبة الآن هي اتفاق تبادل أسرى فلسطينيين مع غلعاد شاليط، ولا يجوز أن نهمل ذلك.
· لقد تغلب المنطق الواقعي، في النهاية، على ترددات الحكومة الإسرائيلية وتهربها، وجرى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس". هناك مبدأ مهم في حرب المئة عام مع الفلسطينيين، يجب أن نتذكره، هو أن الإسرائيليين والفلسطينيين جيران سيعيش بعضهم بجوار بعض إلى الأبد، ولهذا، فإن وقف سفك الدماء فيما بينهم هو أمر أكثر حيوية من فانتازيا "الحسم" المطلق على المدى البعيد.
· هل سيصمد اتفاق وقف إطلاق النار هذا مدة طويلة؟ إذا ما بقي الاتفاق تقنياً فقط، ولم تُبذل جهود خلاقة لتطويره وتوسيعه وتعميقه، فمن شأنه أن يكون ظاهرة عابرة فقط.
· ما العمل إذن؟ في البداية يتعين علينا أن نفتح المعابر بسخاء للمرضى والطلبة الجامعيين والعائلات التي انقطعت صلتها بعضها ببعض بسبب الحصار. ثانياً، يجب أن نحدد سقفاً سخياً لعدد الفلسطينيين الذين من الممكن أن يعملوا داخل إسرائيل، وأن نعمل على زيادته بمرور الوقت. إن عمل هؤلاء مهم للطرفين، وهم أفضل من العمال الأجانب. والأمر الأساسي هو أن نؤمن بأن للتهدئة ديناميكيتها الخاصة.
· بناء على ذلك، يجب أن ننظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره نبتة طرية العود زُرعت في الأرض للتوّ، لا باعتباره اتفاقاً قانونياً جرى توقيعه على الورق فقط. إن ما يتعين علينا فعله هو أن نتعهد هذه النبتة الطرية بالرعاية حتى تصبح شجرة قوية الجذور يصعب اقتلاعها حتى لو بصاروخ قسّام أو قذيفة هاون.