مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وضع رئيس الحكومة إيهود أولمرت خلال لقاء القمة الذي عقد أمس في القدس بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدداً من الشروط والمطالب على الحكومة الفلسطينية الجديدة. ورفض أولمرت فكرة إدارة منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فيما "تتحرر" حماس من الاعتراف بإسرائيل.
وطلب أولمرت أن توافق حكومة الوحدة الفلسطينية على "مبادئ الرباعية": الاعتراف بإسرائيل، والتنصل من الإرهاب، واحترام الاتفاقات السابقة. وأوضح أولمرت أن إسرائيل لن توافق على "طرق التفافية" هدفها جعل الحكومة مقبولة أمام العالم من دون أن تلتزم المبادئ الثلاثة. وعلى حد قوله، فإن إسرائيل لن تجري اتصالات بشخصيات معتدلة كوزير المال الموعود سلام فياض إذا تولت وظائف في حكومة لا توافق على "شروط الرباعية".
وقال أولمرت إن لدى إسرائيل أيضاً مطالب عملانية من الحكومة الفلسطينية الجديدة مثل إطلاق سراح الجندي المختطف غلعاد شليط، ووقف تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة، ونشر قوات فلسطينية في شمال القطاع لإحباط إطلاق صواريخ القسام.
ووعد أولمرت بأن تواصل إسرائيل اتصالاتها بمحمود عباس، لكن الاتصالات، على حد قوله، ستقتصر على موضوعين: مكافحة الإرهاب، كما تقتضي المرحلة الأولى من "خريطة الطريق"، ومنح تسهيلات للسكان الفلسطينيين.
وشرح محمود عباس لأولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية الظروف التي تم فيها التوصل إلى اتفاق مكة. وقال إنه لم يكن هناك خيار آخر لمنع المواجهات العنيفة بين فتح وحماس في غزة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لصحيفة "هآرتس" إن عباس أوضح خلال اللقاء أن فتح تعتزم تنفيذ اتفاق مكة مع حماس، وإنه جرى الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة اللقاءات الإسرائيلية ـ الفلسطينية من دون أن يكون لذلك علاقة بحكومة الوحدة، وكذلك على مواصلة اللقاءات الثلاثية.
وفي ختام اللقاء قرأت رايس البيان الختامي وذكرت فيه أن أولمرت وعباس كررا التزامهما حل الدولتين، وتحدثا عن تنفيذ التزاماتهما بمقتضى المرحلة الأولى من "خريطة الطريق" (مكافحة الإرهاب وتفكيك النقاط الاستيطانية)، وكررا تأييدهما وقف إطلاق النار في غزة، وتبادلا الآراء في شأن "الأفق السياسي".
قال رئيس دائرة البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بيدتس في عرض قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس: "يوجد اليوم لدى حزب الله قوة أكبر من تلك التي كانت لديه قبل حرب لبنان الثانية". وعلى حد قوله، فإن حزب الله يواصل التزود بالأسلحة كي يعوض المعدات التي خسرها خلال الحرب. وقال بيدتس إن جزءاً من هذه الأسلحة نقل من سورية إلى لبنان ووصل إلى حزب الله، وهناك جزء آخر في الطريق.
وأبدى وزير الدفاع عمير بيرتس تحفظه على هذه الأقوال وقال: "إن حزب الله لم يزد قوته. توجد إمكانية لأن يكون في وضع أفضل مما كان عليه قبل الحرب لكن الواقع غير ذلك". وأضاف بيرتس أن القوة العسكرية غير مبنية على عدد الصواريخ فحسب، بل هناك مقاييس أخرى، وقال: "إن كمية الأسلحة التي يملكها حزب الله أكبر على ما يبدو، لكنه لا يملك شبكة تحصينات على طول الحدود الدولية كما كانت الحال قبل الحرب".
وقال عضو الكنيست عن الليكود سيلفان شالوم: "إذا كان حزب الله يواصل بناء قدراته وينمي قوته مقارنةً بوضعه قبل الحرب، فهذا يبرهن على أن الحرب كلها كانت فشلاً".
وأوضح الناطق بلسان الجيش في بيان صدر عنه في وقت لاحق رداً على النقاش الذي دار في اللجنة حول تعاظم مكانة حزب الله أن هذه المنظمة "التي مني جزء من تشكيلاتها العملانية خلال الحرب بضرر كبير تبذل، منذ الصيف، جهداً دؤوباً لاستعادة كفاءتها. لقد جرى إعادة تأهيل جزء من شبكاتها والبعض الآخر بقي عند مستوى متدنٍ من الكفاءة مقارنةً بما كان عليه قبل الحرب".
وعن الجبهة السورية قال بيدتس في النقاش الذي عقدته اللجنة إن (الرئيس) الأسد عندما يتحدث عن رغبته في السلام مع إسرائيل فهو يقصد ذلك فعلاً. ومن جهة أخرى قال الضابط إن سورية تتزود بصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات من إنتاج روسيا وأضاف: "إن السوريين يخشون مواجهة عسكرية مع إسرائيل ويعدون أنفسهم لها لأنهم لا يريدون أن تفاجئهم الحرب".
· أبدت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، اهتماماً كبيراً باحتمالات البقاء السياسي لحكومة إيهود أولمرت، وذلك في محادثات أجرتها مع ساسة وشخصيات إسرائيلية خلال زيارتها الحالية للقدس. ويحتمل أن يكون البحث جرى أيضاً في "الأفق السياسي" لرئيس الحكومة خلال المحادثة الطويلة التي عقدت أول من أمس بين رايس وأولمرت.
· قالت رايس لبعض المراسلين الأميركيين انها حارت، قبيل مجيئها إلى المنطقة في ما إذا كان من الصواب عقد القمة في التوقيت الحالي، أي بعد "اتفاق مكة". وبحسب ما قالته فقد أجرت محادثة مطولة مع الرئيس جورج بوش وقررا معاً أن من الضروري عقد اللقاء في القدس حتى يتحدث أولمرت وعباس معاً بصورة مباشرة.
· في الجانب الإسرائيلي، أعربت مصادر عن تقديرها أن القمة الثلاثية، وعلى الرغم من الضرر الذي لحق بالعملية السياسية بعد "اتفاق مكة"، عززت شرعية المطالبة الدولية للفلسطينيين بقبول "شروط الرباعية". وقد أظهرت هذه القمة أن الحوار بين أولمرت وعباس مستمر، وأعادت إبراز الفارق بين المعتدلين والمتطرفين في الجانب الفلسطيني.
· ما سنذكره من اللقاء السريع الذي عقد أمس في فندق "متسودات دافيد" في القدس بين إيهود أولمرت وأبو مازن بقيادة كوندوليزا رايس هو، أساساً، محاولة الأميركيين تجاوز اللقاء سريعاً وبصورة لبقة، وكذلك منع أي تماس بين المشاركين ووسائل الإعلام.
· ما حصل يوم أمس كان صدى خافتاً لأيام أخرى عقدت فيها قمم بهيجة في واشنطن وأوسلو وشرم الشيخ. فقد جلس أولمرت وأبو مازن ورايس حول مائدة مستديرة في الطبقة العاشرة من الفندق. وقد تصافحوا من أجل الصورة. وبعد ذلك تحدث كل بدوره عما يضايقه. أبو مازن طلب إعطاءه فرصة أخرى، فأجاب أولمرت بأنه أصبح متخماً من وعود الرئيس الفلسطيني، واستمر الحديث على هذا المنوال.
· رايس قالت لوفد الكنيست برئاسة داليا ايتسيك أن عقد اللقاء بين أولمرت وأبو مازن قبل إقامة حكومة الوحدة الفلسطينية كان مهماً لها مخافة أن يصبح الأمر أكثر تعقيداً في المستقبل.
· يعيق تأليف إقامة حكومة الوحدة الفلسطينية مبادرة سرية كان يدفع بها إلى الأمام في الأشهر الأخيرة الملك عبد الله، ملك الأردن، للوصول إلى حل دائم بين إسرائيل والفلسطينيين ولكبح قوة حماس. وبحسب مبادرة الملك عبد الله الثاني كان من المفروض إقامة مسار لمباحثات سرية حول الحل الدائم برعايته وربما على الأراضي الأردنية، بين مندوبين عن إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وبعد الوصول إلى خطة مشتركة للحل الدائم يعلن أبو مازن عن إجراء انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية على أساس هذه الخطة. وبهذه الطريقة تسقط حكومة حماس ويتم قبول الاتفاق، وبعد ذلك يتم التوقيع عليه مع إسرائيل.
· التزم عبد الله أن يعمل في موازاة هذا المسار على إقناع الدول العربية المعتدلة، أي الدول الأعضاء في "الرباعية العربية" (السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن) بالاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها. وكان يفترض في خطة الملك، التي عرضت على الولايات المتحدة وإسرائيل، أن تؤدي في المرحلة اللاحقة إلى استقرار الوضع في الشرق الأوسط وخفض درجة الإرهاب والتوتر، وكبح جماح الثورة الشيعية التي تثير قلق الأردن ومصر أكثر من قلق إسرائيل.