مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة رون دريمر إن العلاقات بين واشنطن والقدس في عهد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ستتعزّز.
وجاءت أقوال دريمر هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده مع ترامب في نيويورك الليلة الماضية، وأكد فيها أيضاً أن إسرائيل تتطلع للعمل مع جميع مسؤولي الإدارة الأميركية الجديدة بمن في ذلك مستشار الرئيس المنتخب ستيف بانون، الذي تتهمه بعض الجهات اليهودية الأميركية بأنه أبدى في الماضي مواقف معادية للسامية.
أكدت مصادر اطلعت على المسودة الأخيرة لتقرير مراقب الدولة الإسرائيلية يوسف شابيرا حول عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014، أنها تشتمل على اتهام واضح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإخفاء معلومات عن التهديد الكامن في الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركة "حماس" باتجاه الأراضي الإسرائيلية عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية - الأمنية.
وكان شابيرا قدّم هذه المسودة التي ما تزال طيّ السرية التامة إلى الجهات المسؤولة أمس (الخميس).
ورفض مصدر مقرب من نتنياهو اتهام مراقب الدولة هذا.
وقال المصدر في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس، إن خطورة هذا التهديد عُرضت بشكل كامل خلال 13 اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر.
وأضاف أن رئيس الحكومة وصفه بأنه أحد أخطر التهديدات الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل إلى جانب التهديد النووي الإيراني والتهديد الصاروخي والتهديد في مجال الفضاء الإلكتروني [السايبر].
رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] الانتقادات التي وجهتها أوساط من اليمين الإسرائيلي إليه على خلفية تصريحاته التي قال فيها إنه يؤيد تجميد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كجزء من تفاهمات يتم التوصل إليها مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، في مقابل اعتراف واشنطن بالكتل الاستيطانية الكبرى والسماح بالبناء فيها فقط.
وقال ليبرمان خلال مؤتمر عقد في مدينة أسدود [جنوب إسرائيل] أمس (الخميس)، إنه يجب أولاً وقبل أي شيء عدم إحراج الإدارة الأميركية الجديدة من خلال بناء وحدات سكنية في مستوطنات المناطق [المحتلة] دون التنسيق معها. وأضاف أنه بدلاً من محاولة فرض وقائع على الأرض يتعين بلورة سياسة متفق عليها مع الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحكومي والتعامل بموجبها مع الولايات المتحدة.
وأعرب ليبرمان عن رفضه لأي أعمال عنف قد يقوم بها سكان بؤرة "عمونه" الاستيطانية غير القانونية التي أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا أمراً بإخلائها حتى نهاية الشهر المقبل.
وتعقيباً على الانتقاد الذي وجهته نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي [الليكود] إلى ليبرمان بسبب تصريحاته هذه وقالت فيها إنه لا يمثل موقف الحكومة بل موقفه الشخصي فقط، أشار وزير الدفاع إلى أن أحداً ما كان سيتذكر وجود حوتوفيلي لولا هذه الانتقادات.
وأبدت عضو الكنيست تسيبي ليفني من "المعسكر الصهيوني" تأييدها لتصريحات ليبرمان.
وقالت في سياق مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، إن مواصلة أعمال البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى عملية غير أخلاقية.
وأشارت ليفني إلى أن مشروع القانون الخاص بتنظيم الوضع القانوني للبؤر الاستيطانية غير القانونية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الذي صادق الكنيست عليه بالقراءة التمهيدية أول من أمس (الأربعاء)، يتنافى مع القانون الدولي، وأكدت أنه في حال إقراره فإن إسرائيل قد تجد نفسها أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون إنه عارض بشدة قبل اعتزاله منصبه عقد صفقة شراء 3 غواصات جديدة من ألمانيا.
وأضاف يعلون في بيان نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مساء أمس (الخميس)، أن ما نشرته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة حول ملابسات عقد هذه الصفقة مزعج للغاية ويستلزم فحص الأمر على نطاق واسع.
وأشار إلى أن بيان "هيئة الأمن القومي" في ديوان رئاسة الحكومة حول صفقة الغواصات ناقص ولا يعكس جميع الوقائع.
وقال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إنه في ضوء هذه الأقوال الخطرة التي أدلى بها يعلون يجب إقامة لجنة برلمانية للتحقيق في قضية صفقة الغواصات.
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة كشفت النقاب قبل يومين عن أن المحامي دافيد شمرون الذي يعمل أيضاً محامياً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان ضالعاً في صفقة شراء ثلاث غواصات جديدة من ألمانيا. وأشارت إلى أن شمرون مثل الشركة الألمانية في صفقة شراء هذه الغواصات بمبلغ يفوق مليار ونصف المليار يورو.
وأصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس بياناً قال فيه إن نتنياهو لم يكن على علم بأن المحامي شمرون يمثل أي جهة لها علاقة بمشروع تزويد سلاح البحر الإسرائيلي بالغواصات. كما أكد البيان أن شمرون لم يتحدث مع رئيس الحكومة في أي موضوع يتعلق بالغواصات أو بسفن إضافية أو بأي أمور أخرى ترتبط بأشخاص يمثلها المحامي.
وأضاف البيان أن الاعتبارات الوحيدة التي وضعها رئيس الحكومة نصب عينيه في اتخاذ القرار بشأن هذه الغواصات كانت تعاظم قوة إسرائيل من خلال تزويدها بقطع بحرية استراتيجية لازمة لضمان أمنها وأن أي محاولة للتلميح بأن هناك اعتبارات أخرى تخللت اتخاذ هذا القرار لا أساس لها من الصحة ولا تمت إلى الواقع بصلة.
كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن أي تقدم في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يكون نتيجة لمفاوضات مباشرة بين الطرفين على أساس مبدأ الدولتين للشعبين.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها نتنياهو في مستهل الاجتماع الذي عقده في ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الخميس) مع وزير خارجية نيوزيلندا موري مكالي الذي يزور إسرائيل حالياً.
وأكد رئيس الحكومة أن على الفلسطينيين أن يكفوا عن محاولاتهم تحقيق إنجازات سياسية عبر المنظمات الدولية والتنصل من المفاوضات المباشرة.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن نتنياهو عقد في وقت سابق أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية الروماني لازار كومانسكو أعرب رئيس الحكومة خلاله عن امتنان إسرائيل لرومانيا على الدعم الذي تقدمه لها في المنظمات الدولية. كما تم بحث إمكان توسيع التعاون بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات من الجيش اعتقلت الليلة قبل الماضية 11 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بينهم ثلاثة نشطاء من حركة "حماس" بشبهة الضلوع في نشاطات "إرهابية" والإخلال بالنظام العام.
وفرضت محكمة الصلح في مدينة الخضيرة [وسط إسرائيل] أمس (الخميس) عقوبة السجن الفعلي لمدة 8 أشهر على الشاب عبد الوهاب جبارين (32 عاماً) من أم الفحم [المثلث] بعد إدانته بدعم تنظيمات "إرهابية" من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
طلبت الولايات المتحدة توضيحات من إسرائيل حول طائرة صغيرة من دون طيار قام وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل ["البيت اليهودي"] بتقديمها هدية إلى رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الفائت.
وقال مسؤول سياسي رفيع في القدس إن السفارة الأميركية لدى إسرائيل قامت بتقديم هذا الطلب، وأشار إلى أن واشنطن تريد معرفة ما إذا كانت على الطائرة وسائل تكنولوجية من إنتاج الولايات المتحدة.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الخميس) بنشر خبر أن المسؤول السابق في "هيئة الأمن القومي" في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية الذي أوقفته الشرطة هذا الأسبوع بشبهة تلقي رشوة، هو أفريئيل بار يوسف الذي أشغل منصب نائب رئيس هذه الهيئة حتى سنة 2015.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عيّن بار يوسف رئيساً لـ"هيئة الأمن القومي" في شباط/ فبراير 2016، لكن الأخير تخلى عن منصبه هذا في تموز/ يوليو الفائت.
وقامت الشرطة الإسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت بتوقيف بار يوسف للتحقيق معه بشبهة ارتكاب مخالفات تلقي رشوة وتبييض أموال وخيانة الأمانة. واستمر التحقيق معه 12 ساعة وتم بعده إخلاء سبيله ووضعه رهن الحبس المنزلي لمدة 5 أيام.
وقالت مصادر رفيعة في الشرطة إن بار يوسف كان أثناء إشغاله عضوية "لجنة تسيمح" لوضع سياسة إسرائيل في مجال تصدير الغاز الطبيعي، على علاقة شخصية مع رجل الأعمال الألماني مايكل هيرتسوغ الذي يعمل في هذا المجال.
ويشتبه ببار يوسف بأنه عمل على الدفع قدماً بمصالح رجل الأعمال الألماني هذا وتلقى رشاً بمبالغ كبيرة في مقابل ذلك له ولأفراد عائلته.
•لا حدود للابداع الذي تظهره وزارة العدل في الجهود التي تبذلها من أجل تبييض جرائم المستوطنات. فبعد التصويت المشين على "قانون تنظيم الوضع القانوني للبؤر الاستيطانية غير القانونية" غير القانوني، الذي على الرغم من الموافقة عليه في القراءة مصيره أن يبطل، يفحص المستشار القانوني للحكومة ووزيرة العدل إمكانات بدائل لتبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية. وعملياً لا تهدف هذه الخطوات إلى تبييض البؤر فقط بل تبييض حكم الأبرتهايد السائد في المناطق [المحتلة].
•أحد الوسائل المقترحة هي الاعلان بأن المستوطنين هم "سكان محليون" يعيشون في أرض خاضغة للسيطرة العسكرية. وينطوي هذا الإعلان على مشكلات كثيرة، لكن حتى لو جرى إقراره، فإنه في نهاية الأمر سيحدد نوعين من السكان - اليهود والفلسطينيين - بصفتهم "سكاناً محليين" في أرض محتلة. فهل في ظل مثل هذا النوع من الاعلان يمكن أخذ أرض من فئة معينة من السكان لصالح الفئة الثانية، أي أخذ أراضي من اليهود وأعطائها للفلسطينيين؟ وهل سيطبق في مثل هذه الحال على المستوطنين القوانين التي تطبق على السكان المحليين من الفلسطينيين، بما في ذلك القانون العسكري، بحيث يحاكم السكان في نفس المحاكم، ووفقاً للقوانين عينها؟
•وبما أن الجواب على هذه الأسئلة سلبي فإن اعتبار المستوطنين "سكاناً محليين" هو استمرار للعملية الطويلة لبلورة نظام أبرتهايد. فإذا كان المقصود فعلاً سكاناً "محليين" لماذا تطبق عليهم منظومات مختلفة من القوانين، ولماذا لايتساوون في الحقوق مثل إعطاء الفلسطينيين حق الاقتراع في الانتخابات في إسرائيل؟
•لقد رفضت محكمة العدل العليا التعامل مه هذه المعضلة الشائكة التي تتعلق بقانونية المستوطنات، لكنها حددت أنه طالما يعيش مستوطنون في المناطق [المحتلة] يحب السهر على تأمين حاجاتهم وحاجات كل إنسان يعيش في مكان معين. لكن ما علاقة هذا بوضع اليد على أراض خاصة فلسطينية من أجل إقامة مستوطنات أو توسيعها؟
•إن اعتماد وزارة العدل على تسوية جرت في قبرص هي موضع خلاف بحد ذاتها - منح حقوق مدنية كاملة وتطبيق قانون واحد على اليهود والفلسطينيين - هو سفسطة مضرة وغير مفيدة. إن الحل الأفضل من ناحية إسرائيل هو حل الدولتين. هناك امكانية اخرى – اعطاء حقوق مدنية كاملة والبدء بتطبيق قانون واحد على اليهود والفلسطينيين- ومعنى ذلك نهاية الدولة اليهودية. أما الاحتمال الثالث فاسمه الأبرتهايد.
•في السنوات الأخيرة غيّر الجيش الإسرائيلي بالتدريج توجّهه حيال حزب الله على ضوء إدراك أفضل للتحسن الذي طرأ على قدرات التنظيم اللبناني وتطور خططه العسكرية. في البداية تبلور إدراك بأن الأمين العام للحزب حسن نصر الله لا يهدد دون أن يعني ذلك فعلاً باحتلال الجليل في الحرب المقبلة، وأنه يخطط لهجمات خاطفة بالقرب من الحدود على أمل السيطرة لفترة زمنية قصيرة على مستوطنة إسرائيلية أو قاعدة عسكرية.
•وفي وقت لاحق، وعلى خلفية التجربة العسكرية المعقدة والغنية التي راكمها الحزب في الحرب الأهلية في سورية، انتقل الجيش الإسرائيلي إلى التعامل معه كجيش بكل معنى الكلمة وليس كتنظيم يخوض حرب عصابات. ووفقاً لتحليل الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله - الذي ليس معنياً حالياً بحرب أخرى مع إسرائيل في ضوء تدخله في سورية وخوفاً من الأضرار التي ستلحق لبنان من جراء جولة قتال جديدة - لن يكتفي بالدفاع في المرة المقبلة. وبالإضافة إلى إطلاق مكثف للصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية الواقعة حالياً كلها في مرمى النيران من لبنان، فإنه قد يحاول القيام بهجوم مبكر أو مضاد على طول الحدود. صحيح أن الحزب غير قادر على احتلال الجليل كله، لكنه يتطلع إلى إرساء قدرة للقيام بهجوم في وقت واحد على عدة قواعد عسكرية أو مستوطنات بالقرب من الحدود. ومن أجل هذه الغاية يمكنه استخدام سرايا كوماندوس تابعة لقوة "الرضوان"، وبموازاة ذلك إطلاق نار مكثفة على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من السياج الحدودي. وبالإضافة إلى الكاتيوشا القصيرة المدى والقذائف والراجمات، فقد تزود حزب الله في السنوات الأخيرة بسلاح هجومي آخر هو مئات من صواريخ "بركان" القادرة على حمل رؤوس متفجرة ثقيلة (تبلغ زنتها نحو نصف طن) ويمكن إطلاقها من بُعد بضعة كيلومترات وقادرة على التسبب بضرر كبير.
•في رأي حزب الله أن نجاح هجوم خاطف سيتيح له أن يحدث انطباعاً بتحقيق إنجاز كبير، وسيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن يزيل هذا الانطباع حتى لو ضرب الجيش الإسرائيلي الحزب خلال الحرب بشدة. كما أن هجوماً مفاجئاً سيعرقل أيضاً تحركات القوات العسكرية على طول السياج الحدودي، ويمكن أن يؤخر استكمال تعبئة وحدات الاحتياطيين وتقدمها نحو الجبهة.
•من المحتمل أن جزءاً من هذه المفاهيم العسكرية لحزب الله لها علاقة بدروس الأيام الأخيرة من الحرب على غزة خلال عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014. فعندما واجهت "حماس" صعوبة في تحقيق إنجازات هجومية في القتال وتقريباً لم تتسبب بوقوع إصابات بين الإسرائيليين من خلال قصفها غوش دان بالصواريخ، ركزّت المعركة في الأيام الأخيرة على قصف واسع النطاق بالقذائف والراجمات على مستوطنات غلاف غزة. وقتل من جراء القصف بالقرب من السياج الحدودي اثنان من سكان الكيبوتسات وطفل في الرابعة من عمره. وألحق القصف أضراراً كبيرة في معنويات سكان الكيبوتسات والمستوطنات القريبة من الحدود وأدى إلى فرار جماعي للسكان استمر حتى انتهاء الحرب. إن قدرة حزب الله الهجومية أكبر بكثير من قدرة "حماس"، لكن توجهات التفكير لدى التنظيمين متشابهة.
•إن تحليل نيات حزب الله على الجيش الإسرائيلي فرض إعادة النظر في استعداداته. والجهد الأساسي يوظف منذ حرب لبنان الثانية في 2006، ولا سيما في السنوات الأخيرة، في تحسين القدرة الهجومية. وجرى تحسين نوعية وكمية المعلومات لدى استخبارات الجيش المتعلقة بالانتشار العسكري لحزب الله بصورة إلى حد كبير، وبموازاة ذلك جرى تطوير أساليب عمل مشتركة مع سلاح الجو تهدف إلى تحسين وتيرة ودقة الهجمات على الأهداف. كما أن تولي رئيس الأركان الجديد غادي أيزنكوت منصبه في شباط/فبراير 2015 أدى إلى تغيير سلم الأولويات الهجومية. وللمرة الأولى منذ سنوات يوظف الجيش جهداً منهجياً واسعاً في تحسين قدرته على المناورة البرية. لكن جميع هذه الجهود تتطلب أيضاً جهداً مكملاً دفاعياً. ولهذا الجهد نقطتا ضعف: الأولى - ميل الجيوش بطبيعتها نحو التركيز على الاستعدادات الهجومية. ثانياً - الدفاع معناه الاعتراف بإمكانية أن يتسبب لك العدو بأذى كبير، وفي بعض الأحيان قد يجبرك على القيام بانسحابات محلية. وفي المواجهة بين جيش نظامي قوي وتنظيم صغير، فإن الاعتراف بذلك ليس أمراً بسيطاً.
•على الرغم من ذلك، فمنذ نحو عامين يقود قائد المنطقة الشمالية اللواء أفيف كوخافي عملية تحصين وتنظيم منظومة دفاعية على طول الحدود من أجل إعاقة تسلل حزب الله [إلى داخل إسرائيل]. وقد حفرت القيادة خنادق لعرقلة توغل مفاجىء قد تقوم به وحدات حزب الله في داخل أراض إسرائيل، وحصّنت المستوطنات ومواقع القيادات من النيران ذات المسار المنحني (إطلاق نار من قبل القناصة وصواريخ مضادة للدبابات)، ومن النيران ذات المسار المرتفع (الصواريخ والراجمات)، ودرّبت القوات وفرق الدفاع المدني على الدفاع عن المستوطنات ضد عمليات التسلل.
•كانت الخطوة المطلوبة الإضافية أكثر صعوبة، وهي إعداد خطة لإجلاء المستوطنين الموجودين على خط المواجهة في زمن الحرب. وهنا يخاطر الجيش بتعرضه لانتقاد مبدئي حتى في الساحة السياسية، لأن ذلك يبدو خروجاً عن روحية الدفاع عن كيبوتس نغبا في المعارك التي دارت مع مصر على الجبهة الجنوبية في حرب الاستقلال [حرب 1948] والتي ترسّخت وتحولت تقريباً إلى مبدأ مقدس منذ ذلك الحين: يجب عدم إخلاء وعدم التخلي عن مستوطنات تحت وطأة هجوم عسكري للعدو مهما كان الثمن. وكل سنتيمتر من انسحاب سيعتبر فشلاً وحتى هزيمة. لكن عملياً فقد جرى إخلاء مستوطنات أخرى من السكان المدنيين وأحياناً هُجرت، في حرب 1948 وفي حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] في هضبة الجولان. وفي جميع الأحوال، فإن الجيش لا يتحدث عن انسحاب قواته، بل عن إخلاء منظم قدر الإمكان للمدنيين من خط المواجهات في زمن الحرب من أجل تقليص الخسائر بين صفوف المدنيين والسماح للجيش بالدفاع عن المستوطنات بصورة أكثر فاعلية.
•وعلى الرغم من الانتقادات المتوقعة، بلور في السنة الماضية قائد المنطقة الشمالية اللواء كوخافي وقائد الجبهة الخلفية يوآل ستريك- الذي سيحل محل كوخافي في قيادة المنطقة الشمالية السنة المقبلة بعد أن يعيّن هذا الأخير نائباً لرئيس الأركان- خطة عمل واسعة اسمها "مساحة آمنة". والخطة التي تُنشر تفاصيلها الكاملة هنا للمرة الأولى، معدة للتطبيق منذ لحظة بدء الحرب في الشمال، أو في حال وصول إنذار استخباراتي مسبق قبل ساعات من الحرب.
•وتشمل الخطة المستوطنات الواقعة على بعد 4 كيلومترات من الحدود مع لبنان، وهذا المدى يطابق في حجمه مدى صواريخ "بركان" الثقيلة، بالاضافة إلى مستوطنات أخرى تعتبر مكشوفة نسبياً. وتشمل الخطة نحو 50 مستوطنة يسكن فيها نحو 78 ألف نسمة. وهناك 22 مستوطنة من هذه المستوطنات موجودة على بعد كليومتر واحد فقط من الحدود.
•في المنطقة الأكثر تطرّفاً، الواقعة على بعد نحو كيلومتر من السياج يسكن 24 ألف شخص بينهم سكان مستوطنتين كبيرتين نسبياً هما بلدة شلومي ومستوطنة المطلة. ويبدو أن الهدف من نشر الخطة هو إعداد السكان معنوياً والتنسيق المسبق معهم بشأن ما هو متوقع والتوضيح لهم أنه عند الحاجة فإن ما سيحدث هو خطوة منظمة وليس فراراً من دون تنظيم.
•يقول ضابط كبير في قيادة الشمال لـ"هآرتس" إن إخلاء المستوطنات "يمكن أن يساعد في سحب البساط من تحت أقدام عمليات حزب الله. وحتى لو نجحت سرايا "الرضوان" في التسلل إلى مستوطنة فإنها ستجدها خالية من السكان وستضطر إلى مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي، مما سيسحب البساط من تحت خططه. إننا نستكمل حالياً الاستعدادت في حال اضطررنا إلى استخدام هذه الخطة مستقبلاً. وإذا ما نشبت الحرب، فإن القرار النهائي بشأن إخلاء السكان سيكون بالطبع في يد المستوى السياسي". ويقول العميد إيتسيك بار، قائد لواء الشمال في قيادة الجبهة الداخلية: "يجب أن ندرس الأمور جيداً، من دون أن نقيّد أنفسنا بالعواطف. في وقت الحرب يجب على الجيش أن يؤمن تقديم الخدمات الحيوية للسكان الذين يتعرضون للهجوم، وتحذيرهم من إطلاق الصواريخ على مناطقهم وإنقاذ حياة المصابين. وعندما تتعرض مستوطنة متاخمة للسياج لتهديد كبير إلى حد قد يكون من الصعب تأمين الحماية لها سيكون من الأفضل العمل بصورة مختلفة ودرس الإخلاء".
•يضيف المقدم يانيف كرياف، ضابط الدفاع الإقليمي في مفرزة الجليل المسؤولة عن حدود لبنان، أنه في تقدير الجيش ليس جميع السكان سيرغبون أو سيقدرون على الإخلاء. وتعتقد قيادة الشمال أن نحو 40% من السكان سيخلون مستوطناتهم بصورة مستقلة، وبعضهم الآخر سيحتاج إلى مساعدة. وبالاستناد إلى كلام كرياف: "قرابة ربع سكان المستوطنات القريبة من السياج أصحاب مهمات تفرض عليهم البقاء: عناصر في الاحتياط، أشخاص موكلة إليهم مهمات في المستوطنات، وطواقم طبية وعمال في معامل حيوية. وسيكون هناك بالطبع من سيفضل البقاء في منازلهم لأسباب تتعلق بهم".
•عادة تموّل وزارة الدفاع منسقي الأمن الجاري في كل مستوطنة وفرق الدفاع التي تعمل بالتنسيق مع قوات الجيش الإسرائيلي العاملة على الحدود. وفي أوقات الطوارئ يرسل الجيش إلى المستوطنات أقساماً من قواعد التدريبات للألوية التابعة لسلاح المشاة فيها جنود وصلوا إلى المرحلة النهائية من تأهليهم. وسيصل في ما بعد إلى هناك كتائب من لواء الإنقاذ من قيادة الجبهة الداخلية. وفي الأيام الأولى من الحرب ستعمل هذه الكتائب عند الحاجة في إنقاذ مصابين، كما ستساهم مع قوات القيادة الشمالية في تنظيم إخلاء السكان ونقلهم إلى مناطق أبعد. ونفترض أن نصف عملية الإخلاء على الأقل ستجري خلال تعرض المستوطنات للنار.
•ومن المفترض بسلطة الطوارئ القومية المساعدة في نقل السكان في باصات إلى خارج المستوطنات وإيصالهم إلى مواقع استيعاب في مناطق حددت مسبقاً بعيداً عن الحدود. وحتى هناك لا توجد حصانة مطلقة من صواريخ حزب الله، لكن سيكون هناك فارق كبير في مستوى الخطر بين المستوطنات القريبة من الحدود وتلك الموجودة في الوسط وفي الجنوب. وهناك خطط لإخلاء سكان من مستوطنات معينة في القدس إلى إيلات، وإلى وادي الأردن وإلى مستوطنات مجاورة لطولكرم وجنين. ويقول العميد بار أن الإخلاء سيكون إلى فنادق، ومنازل للشباب، وعند الحاجة إلى مؤسسات تعليمية سيجري إعدادها للسكن الموقت.