مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين [الليكود] وأحد كبار مساعدي وزير المال موشيه كحلون [رئيس "كلنا"] عقدا الليلة الماضية اجتماعاً يهدف إلى حل الأزمة الائتلافية التي تفاقمت في نهاية الأسبوع الفائت بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المال بشأن قضية البث الإسرائيلي العام، وذلك بعد أن تمسك كل منهما بموقفه وأعرب عن استعداده لحل الائتلاف الحكومي وخوض انتخابات مبكرة على هذه الخلفية. كما حمّل كل من الطرفين الطرف الآخر مسؤولية عدم الوفاء بالتفاهمات والاتفاقات الائتلافية المتعلقة بقطاع الاتصالات.
وأعلن نتنياهو مساء أول من أمس (السبت) تخليه عن اتفاقه مع وزير المال بشأن تأسيس هيئة جديدة لتنظيم البث العام لتحل محل سلطة البث القائمة. وكان يقضي هذا الاتفاق بأن يبدأ عمل هيئة البث العام الجديدة في الموعد المقرر يوم 30 نيسان/ أبريل المقبل.
وبرّر نتنياهو تغيير موقفه بمخاوفه من فقدان العاملين في الهيئة التي ينوي وزير المال حلها وظائفهم.
وأضاف نتنياهو في حديث لوزراء من حزب الليكود، إنه قد يقيل الحكومة إذا لم يمتثل كحلون.
في المقابل لم يظهر وزير المال أي مؤشر إلى تراجعه عن موقفه الداعم لإنشاء هيئة بث عامة جديدة وأقل كلفة من سلطة البث القائمة.
وقال كحلون في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد) تعقيباً على قرار نتنياهو هذا، إنه لا يحتاج إلى أي محاضرات من أحد عن التعاطف، في إشارة إلى مناشدات من موظفين حاليين في سلطة البثّ تطرق إليها نتنياهو ووصفها بأنها تمزق القلب.
وأضاف كحلون أن الدولة ستهتم بهؤلاء الموظفين بأفضل طريقة ممكنة.
ومن المتوقع أن تطرح المعارضة هذا الأسبوع اقتراحاً بحل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات.
ورأى عدد من أقطاب المعارضة أن السبب الحقيقي لاستعداد نتنياهو لتقديم الانتخابات ليس قضية سلطة البث وإنما التحقيقات الجنائية الجارية معه بشبهات فساد أو عدم رغبته في دفع المسيرة السلمية قدماً.
وأعلن رئيس الهستدروت [نقابة العمال العامة] آفي نيسانكورن أمس عن نزاع عمل في المرافق العامة تضامناً مع نضال مستخدمي سلطة البث الذين كان من المقرر فصلهم من العمل مع انطلاق هيئة البث الإسرائيلي الجديدة نهاية الشهر المقبل.
ووجه رئيس بلدية القدس نير بركات رسائل إلى رئيس الحكومة ووزير المال والقائم بأعمال وزير الاتصال يدعوهم فيها إلى عدم فصل مستخدمي سلطة البث، وأشار إلى أن غالبية هؤلاء المستخدمين مقدسيون.
واتهمت عضو الكنيست زهافا غالئون رئيسة ميرتس رئيس الحكومة بإساءة معاملة مستخدمي سلطة البث.
وقالت غالئون خلال ندوة ثقافية في مدينة رعنانا [وسط إسرائيل] أول من أمس، إن إظهار نتنياهو التعاطف المزيف مع بعض مستخدمي سلطة البث يشكل قمة في الرياء. وأضافت أن رئيس الحكومة يسعى لاستخدام كل الوسائل بهدف تثبيت السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام بغية تخويفها وتركيعها.
وقال عضو الكنيست دافيد بيتان [الليكود] رئيس الائتلاف الحكومي إن احتمال إجراء انتخابات جديدة إذا لم تتوقف التهديدات والتصريحات المنطلقة من بعض أحزاب الائتلاف الحكومي وارد. لكنه في الوقت عينه أكد أن حزب الليكود غير معني بخوض انتخابات جديدة الآن.
وأضاف بيتان خلال ندوة ثقافية عقدت في مدينة حيفا أول من أمس، أن حزب الليكود لن يقبل إملاءات وفرض الرأي من أحد وأشار بالاسم إلى حزبي "كلنا" و"البيت اليهودي".
أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت أن الجيش الإسرائيلي يعمل لإحباط أي محاولة لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله وسيواصل هذا النهج في المستقبل.
وأضاف أيزنكوت في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم التسليم والتسلم في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية للجيش الإسرائيلي أمس (الأحد)، أن حزب الله يسعى جاهداً إلى التزود بوسائل قتالية فتاكة وذات دقة عالية في إصابة الأهداف من أجل إلحاق الأضرار بالجبهة الداخلية في إسرائيل.
وقال إن التصريحات التي أطلقت من بيروت في الفترة الأخيرة تشير إلى أن عنوان أي حرب مستقبلية سيكون دولة لبنان والمنظمات العاملة بموافقتها وإذن منها.
وجرى خلال تلك المراسم تعيين اللواء يوئيل ستريك قائداً جديداً للمنطقة العسكرية الشمالية خلفاً للواء أفيف كوخافي الذي من المتوقع تعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان بدلاً من اللواء يائير غولان.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أكد خلال لقاء مع مجندين إسرائيليين جدد في مركز التجنيد في "تل هشومير" [وسط إسرائيل] صباح أمس، أن إسرائيل ستواصل العمل لمنع تهريب الأسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان.
وحذر ليبرمان دمشق من أنه في المرة القادمة التي تطلق فيها بطاريات دفاعاتها الجوية النار على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي كما فعلت يوم الجمعة الفائت، سيقوم سلاح الجو بتدمير هذه البطاريات.
وجاءت تهديدات ليبرمان هذه بعد قيام سورية بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرات إسرائيلية عقب قصفها أهدافاً داخل الأراضي السورية يوم الجمعة.
كما جاءت بعد إعلان مصادر سورية أن طائرات إسرائيلية شنت أمس غارة جديدة على الأراضي السورية استهدفت فيها سيارة على الطريق الواصل بين القنيطرة ودمشق وقتلت سائقها.
والتزمت الجهات الرسمية الإسرائيلية الصمت إزاء هذا الإعلان.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة كان يقودها ياسر السيد وهو مواطن سوري، فيما أكدت مصادر مقربة من النظام السوري أن السيد قائد إحدى الميليشيات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها طلبت من إسرائيل توضيحات عن الغارة التي شنتها مقاتلات سلاح الجو يوم الجمعة على تدمر.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إنه طلب من السفير الإسرائيلي في موسكو غاري كورين توضيحات بشأن اختراق الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية.
وأكد بوغدانوف أن ثمة اتفاقاً بين روسيا وإسرائيل ينص على مراعاة مسار العمليات الجوية فوق سورية.
وهذه هي المرة الأولى التي تستدعي موسكو السفير الإسرائيلي بالرغم من شن العديد من الغارات في سورية منذ التدخل الروسي.
وعلى صلة بهذه الغارة، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الجمعة الفائت أن سياسة إسرائيل الثابتة تقضي بعدم السماح بنقل أسلحة مخلة بالتوازن إلى منظمة حزب الله اللبنانية.
وقال نتنياهو في أول تعقيب له على الغارة التي نفذتها طائرات من سلاح الجو على عدة أهداف في سورية، إنه عندما يتم رصد محاولات لنقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله تعمل إسرائيل على منع ذلك، وأوضح أن هذا ما فعلته يوم الجمعة وستواصل فعله في المستقبل.
بموازاة ذلك أوضح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ التي أطلقها الجيش السوري خلال الغارة الجوية الإسرائيلية لم تشكل خطراً على الطائرات المغيرة.
وجاء هذا التوضيح رداً على ادعاء دمشق أن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة مقاتلة إسرائيلية وأصابت أخرى.
قدّم عضو الكنيست باسل غطاس من حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] في القائمة المشتركة أمس (الأحد) استقالته من الكنيست بموجب صفقة ادعاء تم التوصل إليها مع النيابة الإسرائيلية العامة في نهاية الأسبوع الفائت حول قضية قيامه بتهريب هواتف نقالة إلى سجينين فلسطينيين أمنيين في سجن كتسيعوت [جنوب إسرائيل].
وبموجب هذه الصفقة سيقضي غطاس محكومية سنتين من السجن الفعلي وسيتنحى عن منصبه كعضو كنيست.
وأوضحت النيابة العامة أن لائحة الاتهام بحق غطاس التي ستقدم إلى المحكمة هذا الأسبوع ستشمل تهمة ارتكاب جريمة بموجب القانون الخاص بمحاربة الإرهاب.
وعقد غطاس يوم الجمعة الفائت مؤتمراً صحافياً في الناصرة كرّر فيه أنه يتحمل كامل المسؤولية عن فعلته وأن كل ما قام به كان شخصياً ونابعاً من مواقفه الإنسانية والضميرية والأخلاقية تجاه السجناء الفلسطينيين.
وأشار إلى أن صفقة الادعاء تشمل لائحة اتهام مختلفة بصورة جوهرية عن تلك التي قدمها المستشار القانوني للحكومة إلى الكنيست يوم 4 كانون الثاني/ يناير 2017 حيث أزيلت منها البنود الأمنية الخطرة التي وجّهت إليه من دون وجه حق وتضمنت تهماً تتعلق بالمساس بأمن الدولة ودعم الإرهاب.
توجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأحد) إلى الصين في زيارة رسمية تستمر 4 أيام.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته إسرائيل، إن هدف هذه الزيارة هو إحياء الذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وهذه الدولة العظمى.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل دولة يغازلونها كثيراً مثلما تبيّن من الزيارات الأخيرة التي قام بها إلى واشنطن وموسكو ودول كثيرة أخرى ومثلما سيتبين من هذه الزيارة إلى الصين.
أطلق فلسطينيون صباح أمس (السبت) قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وسقطت إحدى القذيفتين في منطقة مفتوحة من دون وقوع إصابات أو أضرار فيما سقطت الأخرى داخل تخوم القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات إسرائيلية ردّت بقصف أهداف في منطقة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
وأضافت هذه المصادر أن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت النار صباح أمس باتجاه مراكب صيادين فلسطينيين في بحر شمال قطاع غزة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
أفادت مصادر فلسطينية أن شاباً فلسطينياً قُتل وأصيب آخر بجروح بين متوسطة وخطرة بنيران قوة عسكرية إسرائيلية في مخيم العروب شمالي الخليل.
وأضافت هذه المصادر أن الشاب القتيل هو مراد يوسف أبو غازي (16 عاماً).
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوة عسكرية كانت ترد على قيام شبان فلسطينيين بإلقاء زجاجات حارقة باتجاه طريق رقم 60 بالقرب من مخيم العروب مما أدى إلى إصابة اثنين منهم.
وأضاف الناطق أن سلطات الجيش الإسرائيلي تحقق في الإفادة الفلسطينية.
رحّبت وزارة الخارجية في القدس الليلة الماضية باستقالة وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لمنظمة "الإسكوا" ريما خلف من منصبها واعتبرت الاستقالة خطوة في الاتجاه الصحيح.
وجاءت استقالة خلف بعد أن طالبها السكرتير العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيرتش بسحب التقرير الذي أصدرته "الإسكوا" يوم الأربعاء الفائت والذي وصف إسرائيل بأنها دولة تفرقة عنصرية.
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن إسرائيل تتوقع من الأمم المتحدة أن تكون واعية وأكثر تفادياً لتكرار إصدار تقارير أخرى من هذا القبيل.
وقال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون إن قرار السكرتير العام للمنظمة الدولية بقبول استقالة خلف هو خطوة مهمة في سبيل وقف التمييز ضد إسرائيل.
•اغتيال ياسر السيد، قائد ميليشيا جديدة تحاول إيران بالتعاون مع حزب الله ونظام الأسد تشكيلها بالقرب من الحدود في هضبة الجولان، والذي تنسبه تقارير أجنبية إلى إسرائيل، يمكن أن يدل على المصالح الأمنية و"الخطوط الحمراء" لإسرائيل. وقد ازدادت هذه الخطوط حدة في الأشهر الأخيرة مع تزايد محاولات مثلت إيران - سورية - حزب الله إقامة قوة من شأنها أن تشكل سوطاً يهدد حدود إسرائيل في هضبة الجولان.
•تظهر حصيلة التقارير الأجنبية أن الذي اغتيل هو قائد من الدرجة المتوسطة من سكان بلدة خان أرنبة الواقعة على محور جبل الشيخ - دمشق، وكان عضواً في ميليشيا درزية فلسطينية تحمل اسم "فوج الجولان". ووفقاً للتقارير، هو اغتيل بطائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي أثناء تنقله في المنطقة بسيارته. ومن المحتمل أنه كان في مهمة جمع معلومات استخباراتية لهجوم، أو كان في طريقه لتنفيذه.
•الإشارة الوحيدة التي تدل على أن إسرائيل هي التي تقف وراء الاغتيال جاءت قبل وقت قصير من ذلك، فخلال احتفال استبدال قائد المنطقة الشمالية الذي جرى في صفد قال قائد المنطقة المنتهية ولايته نائب رئيس الأركان الجديد اللواء أفيف كوخافي إنه فخور لكونه خدم في قيادة "تصفّي خلايا العدو".
•لقد جاء اغتيال السيد بعد نحو 50 ساعة على هجوم سلاح الجو على ما يبدو أنه شحنة صواريخ بعيدة المدى ودقيقة كانت متوجهة من سورية إلى حزب الله، وهو الهجوم الذي اعترضت خلاله منظومة حيتس صاروخاً سورياً مضاداً للطائرات. لا ينبغي الربط بين الحادثين. إنما إذا كان حادث الأمس نفذته إسرائيل بالفعل، فإن الحادثين وقعا بسبب معلومات استخباراتية واحتمالات عسكرية، وهما من دون شك يرفعان مستوى التوتر بين إسرائيل وسورية، وبصورة غير مباشرة أيضاً مع روسيا، راعية نظام الأسد.
•لا تتدخل إسرائيل بالحرب [السورية] ولا تؤيد أياً من الأطراف الكثيرة التي تقاتل بعضها بعضاً. وهي تقدم مساعدة طبية إلى آلاف الجرحى والمدنيين من مصابي الحرب لأسباب إنسانية وبصورة خاصة للمحافظة على الهدوء على الحدود.
•وعلى الرغم من قسوة ولا إنسانية ما سيلي، يجب الاعتراف بأن الحرب التي تفتت سورية وتستزف دماء مقاتلي حزب الله وتستأثر باهتمام إيران، تخدم مصلحة إسرائيل الأمنية.
•تتحرك إسرائيل عسكرياً في ثلاث حالات: ترد بالنيران من البر وأحياناً من الجو على إطلاق نار أو غير مقصود (انزلاق) من سورية على هضبة الجولان؛ ووفقاً لتقارير أجنبية، فهي تستخدم سلاح الجو للقيام بهجمات بالقرب من الحدود وفي منطقة دمشق وفي عمق سورية ضد شحنات أسلحة ومخازن سلاح: صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى ودقيقة، وسلاح مضاد للطائرات وصواريخ بر - بحر مقدّمة من إيران وسورية إلى حزب الله. وبالاستناد إلى هذه التقارير، نُفّذت العشرات من هذه الهجمات؛ وبالإضافة إلى ذلك تحاول إسرائيل على ما يبدو القضاء على تنظيم خلايا يحاول التحالف في سورية إقامتها بالقرب من حدود إسرائيل، وذلك للحؤول دون وقوع هجمات ضد جنود الجيش الإسرائيلي ومستوطنات مدنية في هضبة الجولان.
•إن هدف هذه التنظيمات هو السماح لسورية وإيران وحزب الله بإقامة قوة عسكرية تهدد إسرائيل بفتح جبهة ثانية، بالإضافة إلى تلك الموجودة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
•ووفقاً للتقارير الأجنبية نفسها اغتالت إسرائيل في السنوات الأخيرة بصواريخ من الجو داخل الأراضي السورية جهاد مغنية وأربعة نشطاء إرهابيين بينهم جنرال إيراني كان معهم في جولة قادة بالقرب من الحدود؛ وفي حادثة أخرى اغتالت سمير القنطار الدرزي من لبنان؛ وخلية إرهابية فلسطينية - سورية كانت تطلق صواريخ في اتجاه جبل الشيخ.
•تتبنى إسرائيل سياسة غموض بشأن كل ما يتعلق بهذه العمليات، فهي لا تعترف ولا تنفي. وفقط عندما تتعقد العملية كما جرى في الأسبوع الماضي، تضطر إلى الاعتراف بذلك. وبالأمس أوضح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت أنهما سيواصلان هذه السياسة على الرغم من معرفتهما بأنهما يخاطران إلى حد ما بخروج الأمور عن السيطرة. في مثل هذه الحالة يمكن أن ينشأ تصعيد بصورة أقل مع نظام الأسد المشغول حالياً بموجة العمليات الإرهابية وبتبادل إطلاق النار مع المتمردين في دمشق، وبصورة أكبر مع روسيا.
•الهجوم الجوي على هدف في سورية وسلسلة الأحداث التي أعقبته أدت، لأول مرة، إلى مواجهة علنية بين إسرائيل وروسيا. إن هذا التطور غير المخطط له، والذي يأتي بعد أسبوع فقط من زيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى موسكو يجب أن يقلق إسرائيل، خشية من أن تغير روسيا سياسة "عدم الاكتراث" التي أظهرتها حتى الآن حيال العمليات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية.
•لم يكن واضحاً بالأمس ما الذي أثار حفيظة الروس ودفعهم إلى التعبير علناً عن استيائهم حيال هذه الهجمات من خلال استدعاء السفير الإسرائيلي من أجل محادثة توضيحية (وليس كما هو معهود من خلال رسائل سرية). من المحتمل أن يكون الهجوم وقع بالقرب من قوات روسية كما ادعت بعض التقارير، ومن المحتمل أيضاً أن إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن العملية يمكن أن يظهر روسيا بأنها لا تنجح في الدفاع عن سورية التي هي تحت وصايتها، ضد العمليات الإسرائيلية.
•وعلى أية حال، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة في إبقاء الروس خارج الصراع الذي تخوضه ضد تهريب الأسلحة الصاروخية المتطورة إلى حزب الله. ولا يعود هذا فقط إلى الرغبة في منع وقوع اشتباك غير مخطط له بين القوات الإسرائيلية والروسية، وإنما في الأساس التخوّف من أن تسمح مظلة روسية واسعة وأكثر كثافة لإيران، بزيادة قوة أذرعتها في لبنان وفي هضبة الجولان، وتجعل من الصعب على إسرائيل عرقلة مثل هذا النشاط.
•من المعقول الافتراض أن إسرائيل ستبذل جهداً كبيراً لمنع حدوث تغير السياسة الروسية، لكن الأمر لن يتضح إلا في لحظة الحقيقة وقت وقوع الهجوم المقبل. وعلى خلفية تسارع جهود حزب الله للتسلح بسلاح نوعي (وخاصة بصواريخ دقيقة)، وتصريحات إسرائيل العلنية بأنها ستحبط ذلك، فليس هناك أدنى شك بأن هجوماً كهذا سيقع قريباً، ويمكن التقدير على خلفية الأحداث الأخيرة أن مثل هذا الهجوم سينطوي على عناصر خطر أكبر بكثير من الماضي.
•وأيضاً، حينئذ لن يكون الوضع تحت سيطرة إسرائيل حصراً. لقد كان الرد السوري، ليل الجمعة استثنائياً وأجبر إسرائيل على خطوة مزدوجة غير مسبوقة: اعتراض الصاروخ السوري بواسطة منظومة حيتس؛ والاعتراف رسمياً بالهجوم في سورية.
•ولهاتين السابقتين تفسير منطقي: لقد نفذ الاعتراض خوفاً من سقوط صاروخ (SA-5) كله أو جزء منه في مدينة إسرائيلية ويصيب مدنيين؛ وتحمل المسؤولية حدث لأنه منذ اللحظة التي وقعت فيها عملية الاعتراض كان هناك تخوف من أن تؤدي موجة الإشاعات (مثل ادعاء سورية الكاذب أنها أسقطت طائرة حربية إسرائيلية)، إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
•إن الرد السوري بحد ذاته لم يعرض للخطر طائرات سلاح الجو ، لكنه يدل على ثقة الأسد بنفسه. ففي ظل الدعم الروسي والضرب المتواصل لداعش وتنظيمات المعارضة، يشعر الرئيس السوري بعدم وجود تهديد مباشر على حكمه، ويريد أن يوضح لإسرائيل أنه قادر على رفع مستوى الرد على هجمات تقع في الأراضي السورية.
•ثمة شك في هذه المرحلة في أن يذهب الأسد في ردوده حتى النهاية خوفاً من فتح معركة في مواجهة إسرائيل، لكنه - مثل روسيا وإسرائيل - رفع في الحادث الأخير مستوى المجازفة.
•لقد نجح أفيف كوخافي في إنهاء ولايته قائداً للمنطقة الشمالية من دون مواجهة مع سورية ولبنان. ولكن سيكون من الصعب جداً على خلفه يوئيل ستريك أن يفعل ذلك.