مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
طائرات سلاح الجو تشن غارات على أهداف لـ"حماس" في غزة رداً على إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية
غانتس: إيران النووية تهديد للعالم وللشرق الأوسط ولإسرائيل وسنفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك
تمديد ولاية رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي نصف سنة
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين غلعاد إردان سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة والولايات المتحدة
فرض قيود جديدة على التجمعات في قاعات الأفراح والحانات والنوادي الليلية بهدف حصر انتشار فيروس كورونا في إسرائيل
مقالات وتحليلات
الانفجار في نتانز ضربة مباشرة للمشروع النووي الإيراني
إيران تعرف أن الرد على الحوادث الغامضة يمكن أن ينتظر، هناك تهديدات أكبر
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 6/7/2020
طائرات سلاح الجو تشن غارات على أهداف لـ"حماس" في غزة رداً على إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو شنت مساء أمس (الأحد) غارات على مواقع تابعة لحركة "حماس" في شمال قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق 3 قذائف صاروخية من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق من دون أن يبلَّغ عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وأكد البيان أن قيادة الجيش الإسرائيلي تنظر بخطورة إلى أي اعتداء ضد إسرائيل وستواصل العمل ضد أي محاولة للمساس بسكانها. كما أكد أن "حماس" تتحمل كافة المسؤولية عمّا يجري في قطاع غزة وينطلق منه وعن تداعيات النشاطات الإرهابية التي تستهدف سكان إسرائيل.

موقع Ynet، 6/7/2020
غانتس: إيران النووية تهديد للعالم وللشرق الأوسط ولإسرائيل وسنفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك

عقب وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] على سلسلة من الانفجارات الغامضة في إيران، فأكد أنه لا يمكن إلقاء اللوم على إسرائيل بشأن كل ما يحدث هناك.

وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد): "يمكن للجميع أن يشك فينا طوال الوقت ولكن ليس كل ما حدث ويحدث في إيران مرتبط بنا"، وفي الوقت عينه أكد أن إيران النووية هي تهديد للعالم ومنطقة الشرق الأوسط وكذلك تهديد لإسرائيل، وأن هذه الأخيرة ستفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك. وأضاف: "سنبذل قصارى جهدنا لمنع إيران من نشر الرعب والأسلحة لكنني لا أشير إلى أي حدث فردي".

من ناحية أخرى قالت مصادر مسؤولة في إيران أمس إن الحادث الذي وقع في مفاعل نتانز النووي الأسبوع الماضي تسبّب بإبطاء عملية إنتاج أجهزة الطرد المركزية في إيران، وشددوا على أن الحادث أدى أيضاً إلى خسائر مادية ليست بسيطة لكنه لم يؤد إلى خسائر في الأرواح.

وذكر الناطق بلسان هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن الحريق الذي اندلع في نتانز أحدث أضراراً جسيمة في هذه المنشأة، وأشار إلى أنه قد يؤدي إلى إبطاء تطوير وإنتاج أجهزة طرد مركزية متطورة على المدى المتوسط، وأكد أن طهران ستشيد مبنى أكبر بمعدات أكثر تقدما بدلاً من المبنى المتضرر في نتانز.

بموازاة ذلك نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحة قوله إنه يجري التحقق من سيناريوهات مختلفة لحادث نتانز وسيتم إعلان النتائج فوز التوصل إليها. وأضاف أن الفرق الأمنية والاستخباراتية المتخصصة تقوم بالتحقيق في كل جوانب الحادث.

في المقابل قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 إن إسرائيل تستعد لرد إيراني محتمل بعد أن أشار مسؤولون في طهران إلى أن الحريق والانفجار الغامضين اللذين وقعا في مفاعل نتانز النووي قد يكون سببهما هجوم إلكتروني إسرائيلي انتقامي رداً على هجوم إلكتروني في نيسان/أبريل الفائت نسبه مسؤولو استخبارات غربيون إلى إيران واشتمل على محاولة لزيادة مستويات الكلور في المياه المتدفقة إلى المناطق السكنية الإسرائيلية.

وأضافت قناة التلفزة أن الانفجار في نتانز الذي وقع يوم الخميس الفائت دمر معملاً تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع ومن شأنه أن يتسبب بتأخير البرنامج النووي الإيراني.

وبعد هذا الهجوم بيومين أفادت وسائل إعلام فارسية وعربية بوقوع انفجار وحريق في محطة زرقان للطاقة في الأهواز في جنوب غرب إيران بالقرب من الخليج الفارسي ومنطقة الحدود مع العراق.

"يسرائيل هيوم"، 6/7/2020
تمديد ولاية رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي نصف سنة

أعلن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في بيان صادر عنه أمس (الأحد) تمديد ولاية رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين نصف سنة حتى حزيران/ يونيو 2021.

وجاء في البيان أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من كوهين تمديد ولايته بسبب التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل واستجاب كوهين للطلب وفي شهر كانون الثاني/ يناير المقبل يبدأ سنته السادسة في هذا المنصب.

يذكر أن اتفاقية الائتلاف الحكومية بين نتنياهو ورئيس الحكومة البديل بني غانتس تتضمن بنداً ينص على عدم القيام بأي تعيينات جديدة في الخدمات العامة التي تحتاج إلى موافقة الحكومة في نصف السنة الأولى من عمر الحكومة، وبما أن الحديث يدور حول تمديد منصب فهو لا يحتاج إلى موافقة غانتس. 

ويعتبر كوهين مقرباً من نتنياهو، وذكرت تقارير إعلامية السنة الفائتة أن نتنياهو يعتبر كوهين وريثه في المستقبل في زعامة حزب الليكود.

"معاريف"، 6/7/2020
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين غلعاد إردان سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة والولايات المتحدة

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على تعيين الوزير السابق غلعاد إردان سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة وفي الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يتسلم إردان منصب السفير في واشنطن يوم 21 كانون الثاني/يناير 2021، وهو اليوم الذي سيدخل فيه إلى البيت الأبيض الرئيس الذي سيتم انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وسيظل في هذا المنصب إلى أن ينهي بنيامين نتنياهو فترته في التناوب على رئاسة الحكومة، لكنه سيكون سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة على مدار 4 سنوات. 

"يديعوت أحرونوت"، 6/7/2020
فرض قيود جديدة على التجمعات في قاعات الأفراح والحانات والنوادي الليلية بهدف حصر انتشار فيروس كورونا في إسرائيل

صادقت لجنة كورونا في الكنيست أمس (الأحد) على القيود الجديدة المفروضة على التجمعات بهدف حصر انتشار الفيروس.

وبموجب هذه القيود لن يسمح ابتداء من اليوم (الاثنين) لأكثر من 50 شخصاً بالتواجد في قاعات الأفراح والحانات والنوادي الليلية. كما يحظر التجمع في مناسبات أخرى لما يزيد عن 20 شخصاً.

ومن المتوقع أن تناقش الحكومة الإسرائيلية اليوم فرض تدابير وقائية أخرى تتعلق بالتواجد في الشواطئ والمطاعم وحضور النشاطات الثقافية.

من ناحية أخرى بعثت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس بعشرات آلاف الرسائل النصية إلى مواطنين تطلب منهم الدخول في حجر صحي بناء على معطيات زودها به جهاز الأمن العام ["الشاباك"] الذي بدأ مجدداً باستخدام قدراته التكنولوجية من أجل تحديد مكان تواجد المصابين بفيروس كورونا. وقالت مصادر في الوزارة إنها تعي الصعوبة التي يواجهها المواطنون بسبب هذه الوسائل ولكنها تعد منقذة للحياة.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن إسرائيل في خضم تفش كبير لفيروس كورونا مجدداً مع تجاوز عدد الحالات النشطة في البلاد الـ10.000 حالة لأول مرة منذ بداية انتشار الفيروس.

وكتب نتنياهو في بيان نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "إننا نتعامل الآن مع تفش كبير لفيروس كورونا في إسرائيل. في بداية الأسبوع الفائت كنا مع رقم 450 مصاباً واليوم لدينا نحو 1000 مصاب في اليوم". وقال إن القيود الجديدة التي دخلت إلى حيز التنفيذ منذ نهاية الأسبوع الفائت ضرورية لاحتواء تفشي الفيروس ودعا الإسرائيليين إلى الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي بما في ذلك وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة.

وأكد وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين أنه من وجهة نظر طبية يجب أن تكون إسرائيل في حالة إغلاق كامل مرة أخرى، لكن الحكومة تركز أيضاً على الآثار الاقتصادية المترتبة على مثل هذه الخطوة.

يُذكر أنه بعد هبوط عدد حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا إلى بضع عشرات في أيار/مايو الفائت عقب أسابيع من إغلاق البلد ارتفع عدد الإصابات الجديدة في حزيران/يونيو في إثر إعادة فتح المرافق الاقتصادية والمدارس، وهو ما دفع الحكومة إلى إعادة فرض قيود.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس إنه تم تسجيل 714 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وأشارت إلى أن عدد حالات الإصابة الخطرة ارتفع إلى 86 حالة تم ربط 27 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي فيما سجلت حالة وفاة واحدة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن طاقم الخبراء الذي يرافق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مواجهة انتشار فيروس كورونا، دعا الحكومة إلى إعلان حالة طوارئ في البلد فوراً من أجل مكافحة الفيروس.

وأضافت الصحيفة أن هذه الدعوة جاءت في سياق رسالة بعث بها طاقم الخبراء هذا إلى المسؤولين الإسرائيليين وحذر فيها أيضاً من أن انتشار الفيروس بشكل واسع حالياً من شأنه أن يؤدي إلى انهيار المستشفيات.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 5/7/2020
الانفجار في نتانز ضربة مباشرة للمشروع النووي الإيراني
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الأحداث الأخيرة في إيران، وفي الأساس الانفجار الذي وقع في المنشأة النووية في نتانز في يوم الثلاثاء، تعبّر عن ارتفاع كبير في مستوى التوتر الإقليمي، بينما لا تزال الدول المختلفة مشغولة بمواجهة وباء الكورونا وتداعياته. مصادر إيرانية حمّلت إسرائيل مسؤولية الانفجار في نتانز، وطرحت فرضية أن الحادث كان نتيجة هجوم سيبراني. مع الأخذ في الاعتبار ما نُشر في الماضي بشأن تبادل الضربات بين الطرفين، يمكن الافتراض أن إيران ستحاول الرد - وهذه المرة أيضاً من المحتمل أن يأتي الرد بواسطة هجوم سيبراني.
  • بدأت سلسلة الأحداث في إيران في منتصف الشهر الماضي بانفجار في منشأة لتطوير سلاح في بارشين. بعدها وقع انفجار أدى إلى سقوط مصابين في موقع في طهران وُصف بأنه مستشفى. لاحقاً وقع الانفجار في نتانز، وفي الأمس جرى الحديث عن نشوب حريق في محطة للطاقة في الأهواز، وعن تسرب الكلور من مصنع بتروكيميائيات في مدينة مشهد في جنوب إيران، بالقرب من الحدود مع العراق. ثمة إغراء كبير لربط كل هذه الأحداث معاً. لكن ليس من المؤكد أنها وقعت كلها نتيجة هجمات مخطط لها نُفذت من طرف واحد، مع العلم بأن محطة الطاقة ليست مرتبطة بأي مشروع نووي إيراني. وفقط في هجوم نتانز ادّعت مصادر رسمية في طهران في حديث مع وكالة رويترز للأنباء أنه من المحتمل أن تكون إسرائيل وراء الهجوم.
  • المنشأة التي تضررت في نتانز موجودة في قلب النقاش المتعلق بالخروقات الإيرانية للاتفاق النووي. في هذه المنشأة تُركب أجهزة الطرد المركزية الجديدة الأكثر سرعة، التي تسرّع من وتيرة تخصيب اليورانيوم. الاتفاق الذي قادته إدارة أوباما مع الإيرانيين، والذي وُقّع في 2015، ترك للإيرانيين "وقتاً لاختراق" في التخصيب وصنع قنبلة يُقدر بنحو سنة.
  • في 2018 قرر الرئيس دونالد ترامب انسحاباً أميركياً من الاتفاق، استجابة لمساعي الإقناع التي قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. انتظر النظام الإيراني نحو سنة، لكنه في السنة الأخيرة بدأ بمجموعة تجاوزات للاتفاق، من دون أن يخرج منه رسمياً. التطور الأكثر إثارة للقلق في نظر الولايات المتحدة وإسرائيل يتعلق بتحسين تخصيب اليورانيوم والتقدم في تجميع المواد المطلوبة لإنتاج قنبلة. في تقدير أجهزة استخباراتية غربية، تقلص زمن الاختراق إلى النصف (على الرغم من أن إيران لم تتخذ بعد قراراً استراتيجياً في هذا الشأن).
  • يمكن التقدير أن هجوم نتانز كان له هدف مزدوج: الأول، نقل رسالة إلى طهران بأن هناك ثمناً لسلوكها الذي يشمل، بالإضافة إلى التقدم في المجال النووي، إنتاج صواريخ بعيدة المدى، وأيضاً مساعدة تنظيمات إرهابية في لبنان وسورية والعراق. ثانياً، في المجال العملي، التشويش على التقدم الإيراني المستجد نحو إنتاج القنبلة.
  • حجم الضرر الذي لحق بمنشأة نتانز لم يتضح بالكامل. معهد دراسات الأمن القومي في واشنطن حلّل صوراً التقطتها الأقمار الصناعية للموقع، وحدد أن الحريق وقع في ورشة تركيب أجهزة طرد مركزي. هذه الورشة تقع بالقرب من منشأة التخصيب. بحسب المعهد، الورشة هي "جزء مهم من المشروع النووي الإيراني لتشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي".
  • مدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب اللواء في الاحتياط عاموس يادلين كتب يوم الجمعة على حسابه على تويتر "إذا اتُهمت إسرائيل من أطراف رسمية (في إيران وغيرها)، يجب أن نكون على استعداد عملاني لإمكان رد إيراني سيبراني، أو إطلاق صواريخ من سورية أو هجوم من الخارج".
  • يجب أن نذكّر بأن إسرائيل وإيران تبادلا فيما بينهما هجمات سيبرانية فقط قبل شهرين، بحسب تقارير في وسائل إعلام أجنبية. البداية كانت محاولة إيرانية لضرب توزيع المياه في إسرائيل بواسطة اختراق لجهاز يعمل على إضافة الكلور إلى منشآت المياه. المحاولة على ما يبدو فشلت، لكن بعد مرور بضعة أيام جرى الحديث عن هجوم سيبراني إسرائيلي عرقل عدة أيام العمل في مرفأ إيراني مهم هو بندر عباس.
  • يبدو أن الأطراف المتورطة كلها تعمل من خلال استغلال نافذة الفرصة الزمنية التي يمكن أن تنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ترامب انسحب من الاتفاق النووي، وبعد ذلك استخدم سياسة "ضغط أقصى" اقتصادي على إيران، بواسطة عقوبات فرضها عليها، وعلى شركات أجنبية تتاجر معها. في بداية كانون الثاني/يناير، عشية نشوب أزمة الكورونا، اغتال الأميركيون، في خطوة استثنائية، الجنرال قاسم سليماني الذي كان يزور العراق. إذا اتضح أن للأميركيين علاقة بالهجوم على نتانز، فإن ذلك سيكون مؤشراً إلى استعداد ترامب لزيادة حدة الخط المعادي للإيرانيين خلال الأربعة أشهر التي تسبق الانتخابات، والتي تتنبأ استطلاعات الرأي حالياً بخسارة كبيرة له لمصلحة جو بايدن.
  • يدعو نتنياهو منذ فترة طويلة علناً إلى إظهار المزيد من التشدد إزاء الإيرانيين، أيضاً بسبب خرق الاتفاق النووي. في الوقت عينه جرى الكلام عن تكثيف الهجمات الإسرائيلية ضد مصالح إيرانية في سورية. وفي بعض الحالات نُسبت إلى إسرائيل أيضاً هجمات بعيدة بالقرب من الحدود السورية - العراقية.
  • الزعيمان ترامب ونتنياهو يواجهان داخلياً أزمة اقتصادية وصحية غير مسبوقة، تترافق أيضاً مع تهديد لمستقبلهما السياسي. يبدو حالياً أنهما ينتهجان خطاً أكثر هجومية ضد إيران، قد تكون له تداعيات إقليمية واسعة، على الرغم من أن الدول الثلاث تغرق في أزمة الكورونا.
"هآرتس"، 6/7/2020
إيران تعرف أن الرد على الحوادث الغامضة يمكن أن ينتظر، هناك تهديدات أكبر
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • "حتى الآن، حرصت إيران على مواجهة الأزمات التي تنشب والظروف غير المتوقعة. لكن تخطّي الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية من قبل أعدائنا، وخصوصاً الكيان الصهيوني، يفرض عليها تغيير استراتيجيتنا". هذا ما جاء في مقال نشرته وكالة الأنباء الإيرانية، رداً على ثلاثة انفجارات وحرائق حدثت في الأسبوع الأخير. أحد الانفجارات أصاب المجمع العسكري في بيرشان، الثاني، أصاب مبنى يبدو أنه يُستخدم لتركيب أجهزة الطرد المركزي من طراز جديد - وتسبب بضرر كبير، بحسب مصادر إيرانية - في الحادثة الثالثة، وقع انفجار في عيادة خاصة أدى إلى مقتل 19 شخصاً.
  • إيران لا تقدم معلومات عن أسباب الانفجارات "لأسباب أمنية"، لكن بحسب ادعاء الناطقين بلسانها، هي تعرف كيف نُفذت، وقريباً ستنشر المعلومات، مع أنها على الأقل رسمياً - لا تنسبها إلى طرف معين. المقال في وكالة الأنباء الإيرانية هو التعبير العلني الأول عن أن إيران تربط بين التفجيرات وبين الولايات المتحدة و/أو إسرائيل. تغيير الاستراتيجيا الذي يلمّح إليه كاتب المقال يريد أن يقول إن إيران يمكن أن ترد ضد مَن يتضح أنه المسؤول عن هذه الأعمال، لكن هذا الكلام ليس جديداً مقارنة بالتصريحات الماضية، بما فيها تلك التي تلت اغتيال قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير.
  • إذا أردنا أن نحكم بالاستناد إلى جدول الأعمال السياسي والإعلامي في إيران، فإن الانفجارات "الغامضة" ليست على رأس الحديث العام أو الانشغال السياسي. في يوم الأحد أثار وزير الخارجية الإيرانية غضب أعضاء البرلمان في الجلسة التي حضرها للحديث عن التطورات السياسية، عندما صرخوا في وجهه "كاذب"، وقاطعوا كلامه بهتافهم "لا نريد أن نسمع كلامك الكاذب"، وكان هناك أيضاً مَن طلب "الموت للكذاب".
  • الغضب البرلماني، بالإضافة إلى كونه تعبيراً عن الصراع السياسي ضد حكومة حسن روحاني، فإنه يتعلق بالإحباط نتيحة غياب حل للأزمة الاقتصادية العميقة. حاول ظريف أن يشرح أنه يُجري مفاوضات مكثفة مع دول كثيرة - وخصوصاً مع دول أوروبية، ومع الصين وروسيا - من أجل إيجاد سبل للالتفاف على العقوبات الأميركية، وأنه نجح في توقيع اتفاقات تجارية بعملة غير الدولار. لكن أقواله لم تقنع خصومه. وسُئل "هل تدنّي قيمة صرف الريال إلى 210 آلاف ريال للدولار الواحد هو نتيجة اتصالاتك السياسية؟"
  • إذا كانت الأزمة الاقتصادية جزءاً من "الأزمات التي تنشب وظروف غير المتوقعة"، التي قصدها المقال في وكالة الأنباء الإيرانية، فإن الكورونا التي تسجل ارتفاعاً جديداً تشكل تهديداً أكبر بكثير من العقوبات. فقد وصل عدد الوفيات إلى أكثر من 11 ألف شخص - وانتشار الوباء من جديد في مدن كان يبدو أنها تخلصت منه، فرض على الحكومة أن تغلق مجدداً محافظات ومدناً سبق أن أعلنت فتح اقتصادها تقريباً بالكامل. وهذا من المتوقع أن يزيد من الإحباط واليأس والاستعداد للتمرد وسط المواطنين. خصوم روحاني يجهدون في تحميله وحكومته مسؤولية الإخفاقات في معالجة الكورونا، لكن في نهاية الأمر، المرشد الأعلى هو الذي سيقف في مواجهة انتقادات الجمهور.
  • ثمة شك في أن "الاختراع" المعروف الذي تسعى من خلاله الحكومات لإيجاد عدو خارجي كي تنقض عليه ولتصرف الانتباه عن إخفاقاتها، يمكن أن ينجح الآن في إيران. أيضاً بعد سلسلة التفجيرات، تخوض إيران حالياً صراعاً صعباً ضد مساعي الولايات المتحدة لتمديد فترة حظر السلاح التقليدي المفروض على إيران، والذي من المفروض أن ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. يحاول وزير الخارجية ظريف أن يجند دولاً أوروبية والصين وروسيا ضد الولايات المتحدة، والتي ستصوت ضد اقتراح قرار أميركي في الأمم المتحدة حتى من دون المساعي الإيرانية، لأنه مطروح من دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو.
  • بيْد أنه ما دامت المساعي الدولية جارية، ثمة شك في أن إيران سترغب في وضع الساحة السياسية في خضم عملية عسكرية تمس بجهودها. تستطيع إيران بالتأكيد استخدام ميليشيات شيعية في العراق لضرب أهداف أميركية، لكن هذا سيخدم الولايات المتحدة التي تُجري مفاوضات مكثفة مع الحكومة العراقية الجديدة بشأن ترتيبات وجود قواتها في العراق. علاوة على ذلك، تعمل حكومة مصطفى الكاظمي مؤخراً بصورة أكثر حزماً ضد الميليشيات الشيعية، وأي نشاط لهذه الميليشيات ضد أهداف أميركية سيزيد من تشدد عمليات الحكومة العراقية ضدها. علاوة على كل هذه الاعتبارات، إيران تنتظر الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، مثل كل دول العالم. فترة الانتظار هذه تفرض على إيران تقييد نشاطاتها العسكرية لإعداد الأرضية لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن.
  • لكن هذه الاعتبارات يمكن أن تبلور فرضية عمل في إسرائيل والولايات المتحدة مفادها أنه توجد نافذة فرصة للقيام بعمليات عسكرية ضد إيران حالياً. هذه فرضية خطِرة، لأنه في الصراع السياسي الحاد الدائر حالياً في إيران، يمكن لـ"رد وطني مناسب" ضد الأعداء أن يخدم الأطراف المحافظة التي ازدادت قوتها بعد الانتخابات البرلمانية. المنطق السياسي الذي يوجّه روحاني وحكومته يمكن ألّا يكون كافياً في مواجهة خصومه الذين يريدون إطاحته.