مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الدفاع بني غانتس في أثناء مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في سياق حديثه عن الوضع في لبنان: "لا يزال حزب الله أكبر عدو لنا في الشمال. نحن نرى مع الأسف الكارثة التي وقعت هناك نتيجة الانفجار"، وأضاف: "في لبنان هناك منازل توجد فيها غرفة ضيوف وغرفة صواريخ، وعندما ينفجر صاروخ، فإن غرفة الضيوف لن تبقى سالمة، والمجتمع المدني في لبنان سيدفع أثماناً باهظة. في المعركة الأمنية نحن نواجه أعداء لديهم سلاح صاروخي ويعملون داخل بيئة مدنية. إذا لم يكن أمامنا خيار غير القتال، فسيكون لذلك تداعيات قاسية جداً."
وأضاف: "الواقع في الشرق الأوسط هو واقع مضطرب. إيران تريد فتح فرع للإرهاب في سورية ويتعين علينا منعها من القيام بذلك." وتطرق غانتس إلى الخطة المتعددة السنوات للجيش الإسرائيلي فقال: "يجب أن نسمح للجيش الإسرائيلي بتحقيق الخطة المتعددة السنوات، خطة تنوفا، وآمل بأن يسمح الاستقرار السياسي بطرح الخطة على المجلس الوزاري المصغر للموافقة عليها."
بعد التوتر على الحدود الشمالية، عمد الجيش الإسرائيلي إلى إزالة جزء من الحواجز التي أقامها وتخفيف جزء من عديد القوات التي أرسلها إلى هناك قبل أسبوعين، وبينها قوات تابعة لسلاح المشاة، وسلاح المدفعية، وسلاح الدبابات. لكن من جهة أُخرى، ستستمر حالة التأهب القصوى تحسباً لوقوع هجوم انتقامي من حزب الله، أيضاً في سلاح الجو.
وافقت لجنة الكنيست اليوم بعد جلسة عاصفة على طلب عضو الكنيست تسفي هاوزر التسريع في إجراءات سن اقتراح قانون يسمح بتأجيل الموعد الأخير لإقرار الميزانية 100 يوم.
وكان الموعد الأخير للموافقة على الميزانية هو 25 آب/أغسطس الحالي. وإذا لم تجر الموافقة عليها، فإن هذا سيؤدي إلى حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة. الطلب الذي قدمه هاوزر يسمح بتأجيل الموعد حتى 3 كانون الأول/ديسمبر والحؤول دون إجراء انتخابات، وهو ما يسمح لكل من الليكود وحزب أزرق أبيض بحل خلافاتهما.
أعلنت إسرائيل هذا الصباح (الثلاثاء) إغلاق معبر كرم سالم في قطاع غزة رداً على إطلاق بالونات مشتعلة في اتجاه إسرائيل. وبحسب البيان، أعلن منسق الأنشطة للحكومة في المناطق المحتلة أن إسرائيل ستسمح فقط بعبورالمواد الإنسانية الضرورية والوقود الى القطاع. وأضاف أن قرار إغلاق المعبر اتُّخذ بناء على توصيات وزير الدفاع بني غانتس، وحمّل منسق الأنشطة حركة "حماس" مسؤولية ما يجري في القطاع، وأن عليها أن تتحمل تداعيات أعمال العنف التي تمارَس ضد مواطني إسرائيل.
وكانت الأيام الخمسة الأخيرة قد شهدت إطلاق بالونات مشتعلة يومياً في اتجاه إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى اشتعال عدد كبير من الحرائق في مناطق عدة، بعضها يبعد عشرات الكيلومترات عن القطاع.
مصادر في حركة "حماس" قالت لصحيفة "هآرتس" إن الهدف من إطلاق البالونات المشتعلة نقل رسالة إلى إسرائيل والأطراف الدولية، وهي تدل على الغضب المتصاعد في القطاع بسبب عدم التقدم في تحقيق التفاهمات مع إسرائيل، وخصوصاً المشاريع التي تتعلق بالبنى التحتية والمجال الإنساني.
بالإضافة إلى البالونات المشتعلة، شهدت الأيام الأخيرة وقوع عدد من الحوادث الأمنية التي تدل على تسخين في المنطقة. فقد هاجم الجيش الإسرائيلي أمس موقعاً تابعاً لـ"حماس"، رداً على إطلاق البالونات المشتعلة، كما أطلق الفلسطينيون في الأول من أمس النار على قوة من الجيش الإسرائيلي جاءت لإخلاء مدنيين يعملون على بناء السياج الحدودي في جنوب القطاع، بعد سماعهم أصوات إطلاق نار. في الأسبوع الماضي أُطلق صاروخ على سديروت اعترضته منظومة القبة الحديدية.
أعلن مستشفى هداسا في القدس إغلاق وحدة الطوارىء أمام المرضى غير المصابين بالكورونا، وأنه سيخصص قسمها من الآن فصاعداً لاستقبال مرضى الكورونا فقط. وعلى ما يبدو، هذا الوضع لا يقتصر على مستشفى هداسا فقط، بل يشمل عدداً كبيراً من المستشفيات بعد الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس الكورونا، ولا سيما الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي وحالاتهم حرجة.
في الأسابيع الأخيرة، قامت وزارة الصحة بتوزيع مرضى الكورونا على مستشفيات لا تقع في أماكن سكن هؤلاء المرضى بسبب الازدحام الكبير في مختلف المؤسسات الصحية. واذا استمر ازدياد عدد المرضى من ذوي الحالات الحرجة، سيزداد العبء على المستشفيات الأُخرى.
وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" (11/8/2020)، فقد تخطى عدد مرضى الكورونا في إسرائيل 85.354 مريضاً، بحسب أرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، بينهم 24 ألف مريض فعلي، و381 في وضع حرج، و110 موصولون بأجهزة تنفس اصطناعي، أمّا عدد الوفيات بالكورونا فقد وصل إلى 619 وفاة. وأكثر الأماكن تفشياً للمرض هي: بني براك، موديعين العليا، والقدس وبيت شيمش.
- أجرى معهد دراسات الأمن القومي في 14 تموز/يوليو نقاشاً استراتيجياً شارك فيه باحثون من المعهد وخبراء في السايبر. جرى النقاش على أساس سيناريو متخيَّل يصور هجوماً سيبرانياً إيرانياً على المنظومة الصحية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، على خلفية أحداث سُجلت في الأشهر الأخيرة في المجال السيبراني بين إسرائيل وإيران، انفجار في نتانز، وكذلك أحداث أُخرى ليس من الواضح ما إذا كانت وراءها يد موجهة، ومَن هي هذه اليد. بحسب السيناريو، الضرر الأساسي الذي أصاب المنظومة الصحية الإسرائيلية شمل فوضى أساسية في المعطيات. هذه الفوضى أدت إلى موت عدد من المرضى. هذه النتيجة أُضيفت إلى صعوبات تعانيها المنظومة الصحية (مستشفيات، صناديق المرضى، ووزارة الصحة في إسرائيل) جرّاء وباء الكورونا، والاهتمام الإعلامي المكثف بالأزمة، وعدم ثقة الناس بقدرة المنظومة الصحية والحكومية على مواجهة الوباء.
الهجوم الإيراني: ماذا جرى وما الذي أرادت إيران تحقيقه؟
- مع أن السيناريو شمل أيضاً قراصنة روسيين أخذوا على عاتقهم جزءاً من الهجوم السيبراني ضد المنظومة الصحية، فإن الافتراض الأساسي للمشاركين في النقاش كان أن إيران هي المسؤولة كلياً عنه. ونحا المشاركون إلى تحليل العملية الإيرانية كرد على عمليات عسكرية وسيبرانية نُفذت مؤخراً ضد إيران ومنسوبة إلى إسرائيل وأطراف أُخرى في الغرب. وفي تقدير المشاركين أن هذه العمليات دفعت النظام الإيراني إلى القيام برد أقسى من الردود الماضية على عمليات استهدفت أهدافاً إيرانية، وذلك من أجل المحافظة على صورتها القوية حيال الخارج، وفي مواجهة الانتقادات الداخلية. أغلبية المشاركين في النقاش افترضت أن تفضيل إيران العمل على الصعيد السيبراني يدل على رغبة في المحافظة على هامش إنكار، وكذلك للحؤول دون صورة عدائية في الساحة الدولية، ولمنع التصعيد مع الغرب وإسرائيل.
- مع ذلك، جرى تقدير الهجوم الإيراني من المشاركين أيضاً كانعكاس غياب عقبات مقلقة فيما يتعلق بمهاجمة قطاعات مدنية، وتطورات محتملة في مجال السايبر (من التجسس إلى الهجوم، ومن استخدام طرف ثالث تبادل ضربات مباشرة). جرى في النقاش تحليل احتمالين مختلفين لهما علاقة بأهداف إيران: الأول، أن المقصود محاولة توجيه ضربة كبيرة للمس بأكبر عدد من أرواح الناس باءت بالفشل - بسبب قدرات محدودة؛ الثاني، أن المقصود محاولة للتسبب بضرر ضئيل الحجم، كتجسيد ومؤشر ردعي إلى قدرات أكبر بكثير. وعلى أي حال، جرى الاتفاق على أهمية تقدير نوايا إيران بالنسبة إلى قرار الرد الإسرائيلي.
دلالات بالنسبة إلى إسرائيل
- السيناريو الذي عُرض، في رأي المشاركين في النقاش، يشدد على هشاشة "الجبهة الداخلية السيبرانية" الإسرائيلية. في هذا الإطار، المنظومة الصحية معرّضة بصفة خاصة لهجوم سيبراني بسبب اعتمادها على منظومات معطيات مفتوحة، وشبكة كومبيوتر قديمة، وكذلك لكونها متوفرة وموزعة. وعلى الرغم من أن هجوماً كهذا لا يتطلب قدرة سيبرانية عالية بصورة خاصة، فإن المنظومة الصحية لا تُعتبر بنية تحتية حساسة، لذلك فإن مستوى الدفاع عنها منخفض نسبياً. علاوة على ذلك، التوقيت الحساس لأزمة الكورونا يخلق تأثيراً استراتيجياً بسبب شلل منظومة موجودة في مركز "الجهد الحربي" وتعاني بحد ذاتها جرّاء عدم ثقة الناس في إسرائيل بها بعد انتقادات أدائها، وخصوصاً في مواجهة الموجة الثانية من الوباء. هذا نموذج لهجوم سيبراني غير متكافىء، لا يتسلل إلى قلب الأسرار أو إلى عمق البنى التحتية الوطنية الحساسة، لكن يمكنه أن يتسبب بضرر كبير على الصعيدين، المادي والوعي.
هجوم مضاد كجزء من معركة واسعة
ضد المشروع النووي الإيراني
- تناول النقاش مطولاً أهداف إسرائيل في إطار المواجهة مع إيران: إسرائيل مهتمة قبل كل شيء بمنع إيران من التوصل إلى سلاح نووي من خلال المزج بين هجوم مباشر وضغط دولي، مثل حصار وعقوبات. علاوة على ذلك، إسرائيل معنية بمنع إيران من التمركز في أنحاء الشرق الأوسط مع التركيز على لبنان وسورية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إسرائيل لترسيخ ردع في مواجهة إيران لمنعها من القيام بهجمات سيبرانية. قُدم خلال النقاش رأي يقول إن على إسرائيل أيضاً تفضيل عملية سيبرانية و/أو عسكرية تجاه إيران تكون الولايات المتحدة شريكة في جزء من المعركة قبل انغلاق نافذة الفرص التي يقدّر أنها ستكون موجودة حتى نهاية فترة الولاية الأولى للرئيس ترامب.
- بشأن سيناريو هجوم ضد المنظومة الصحية، شدد النقاش على منطقين. الأول، أنه سيكون عملية رد تمزج بين البعد السيبراني مع عملية سياسية كبيرة ضد إيران، يكون هدفها الردع على مستوى السايبر، وإظهار الثمن المتوقع، وأيضاً ترسيم حدود وقواعد اللعبة للمستقبل. سيناريو هجوم على المنظومة الصحية، وخصوصاً في فترة الكورونا، يشكل فرصة دبلوماسية لاستخدام الهجوم أداة لتكبيد إيران ثمناً سياسياً باهظاً لعمليتها، ومن المحتمل أن يكون في الإمكان الحصول على شرعية دولية للرد أيضاً في مجالات أُخرى. هجوم مقصود على المنظومة الصحية، وخصوصاً في الوقت الحالي، يساعد في عرض إيران بأنها تخرق قواعد القانون الدولي، وكذلك يؤكد هذا الهجوم طبيعة النظام الذي يسعى لزعزعة النظام العالمي. تجدر الإشارة إلى أن رد الولايات المتحدة على هجمات على منظومات صحية في العالم كان حاداً وهجومياً (تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إزاء هجوم على المنظومة الصحية في تشيكيا)، المنطق الثاني، هو استغلال الخطوة الإيرانية - وكذلك أيضاً استغلال نافذة الفرصة الاستراتيجية القائمة عشية الانتخابات في الولايات المتحدة - لشن هجوم واسع على المشروع النووي يمزج بين قدرات عسكرية وسيبرانية.
- طُرحت في النقاش أهداف محتملة لرد إسرائيل على المستوى السيبراني: هجوم على رموز النظام، وكيانات الحكم، مع التشديد على الصناعة العسكرية، وأيضاً احتمال مهاجمة المشروع النووي بحد ذاته. اتجاه آخر محتمل، هو كشف منظومة السايبر الإيرانية المسؤولة عن الهجوم على المنظومة الصحية في إسرائيل. برز في النقاش إجماع على الامتناع من مهاجمة بنى تحتية مدنية. كما اتُفق على أنه من الأفضل أن تحظى مثل هذه العملية بمباركة الإدارة الأميركية، وأن تكون منسَّقة مع الولايات المتحدة. للعمليات السيبرانية بصورة عامة صدى إعلامي، لذلك يجب التأكد من أن يكون مواطنو إيران على علم بنتائج الهجوم وثمنه الفعلي.
- أمر آخر لا يقل أهمية، هو تشديد النقاش على الحاجة إلى رد يهدئ المنظومة الداخلية الإسرائيلية في مواجهة هجوم سيبراني إيراني، ويشمل رفع التعبئة، ولا يقدم لإيران "صورة انتصار".
- يجب تعزيز منظومة الدفاع السيبراني الإسرائيلي، مع التشديد على المنظومة الصحية، وتعزيز منظومة السايبر الصحية بأطراف خارجية خبيرة. ثانياً، يجب التأكد من عدم نشوء حالة ذعر عامة يمكن أن تمس بأداء المنظومة الصحية، وتدفع المستوى السياسي إلى اتخاذ قرارات استراتيجية.
- الحروب ربما لا تقع في الصيف، لكن يتضح أن الدعوة إليها تزدهر في أيام الحر. على هذه الخلفية يزداد عدد المعلقين والصحافيين الذين يدعون إسرائيل إلى توجيه ضربة استباقية إلى أي هدف. سواء أكان المقصود الانتشار العسكري الإيراني في سورية، أو "مشروع الصواريخ الدقيقة" لحزب الله، أو بحجة الرد الإسرائيلي على محاولة هجوم. يدعو أصحاب هذا الرأي إلى "تغيير قواعد اللعبة". مؤيدو ما يمكن تسميته الحركة الفكرية لـ"الحرب الآن" يقدمون حججاً عقلانية ظاهرياً، تستند إلى الكتب الكلاسيكية في العلوم الأمنية، وتعتمد على ضرورة ترميم الردع وإحباط الحصول على قدرات عسكرية متطورة.
- لسوء الحظ، حملة "الحرب الآن" هي في الأساس نوع من علاقات عامة خطرة لثلاثة أسباب: أولاً، منذ حرب لبنان الثانية، وفي الأساس منذ اغتيال عماد مغنية والحرب الأهلية في سورية، غيرت إسرائيل بصورة مطلقة "قواعد اللعبة" في مواجهة حزب الله وإيران. وعلى ما يبدو سمح المزج بين تحسن جوهري في التغلغل والتغطية الاستخباراتية، وبين تعاون دولي واسع النطاق، بإحباط أغلبية الهجمات الخارجية لحزب الله، وبالضغط المستمر منذ أكثر من عشر سنوات على كامل الجبهة الشمالية. كما في "نادي معركة" أيضاً تحقق "المعركة بين الحروب" نجاحاً فقط إذا لم يتحدثوا عنها. "هامش الإنكار" كما يسميه الجيش الإسرائيلي يسمح للخصوم بامتصاص الضربة والمحافظة على كراماتهم. الصرخات التي أُطلقت على خلفية تمكُّن خلية تابعة لحزب الله من الفرار إلى الأراضي اللبنانية تتجاهل الخلاصة التي كانت لمصلحة إسرائيل.
- ثانياً، مواجهة مع حزب الله ستشمل سقوط آلاف الصواريخ يومياً على كل أراضي إسرائيل. بناء على ذلك، ننصح أعضاء "الحرب الآن" بالعودة إلى قراءة التقارير والمقالات والكتب التي عالجت إخفاقات حرب لبنان الثانية، ومقارنتها بمواجهة إسرائيل لوباء الكورونا. عدم تخطيط طويل الأمد، وغياب عمل طاقم للتنسيق بين الجهات والوزارات، ضعف جوهري في وزارات الدولة الأمنية والمدنية وغيرها، هو مرض مزمن ظهر في سنة 2006 ولم نجد علاجاً له حتى الآن. مواجهة مع حزب الله ستؤدي إلى أن تبدو أزمة الكورونا كنزلة برد خفيفة.
- ثالثاً، يدّعي كثير من الكتاب أن الجيش فشل في حرب لبنان الثانية فقط بسبب تردد السياسيين، وأنه أيضاً حقق ردعاً ثابتاً. هناك مَن يضيف على ذلك أن على إسرائيل ألّا تخاف من حزب الله (وبصورة غير مباشرة من إيران)، لأن الجيش الإسرائيلي يتفوق على خصمه في كل المجالات.
- للأسف الشديد، الإخفاق الإسرائيلي ناجم في الأساس عن عدم وجود عتاد وتدريبات، وعن الضعف والافتقار إلى المهنية في مجمل درجات القيادة. وعلى الرغم من حملة "إعادة بناء سلاح البر"، الجيش الإسرائيلي في سنة 2020، هو في الأساس نسخة محسنة من الجيش في سنة 2006 - سلاح جو أكبر واستخبارات أكبر وسلاح دقيق أكبر. وهذا ليس بالضرورة كافياً في مواجهة قوات عسكرية كبيرة مسلحة جيداً ولديها خبرة حزب الله القتالية المدعومة بقوة نارية كثيفة موجهة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
- الكارثة في بيروت لا تعطي فقط الطرفين فترة موقتة لوقف التصعيد الخطر، بل هي أيضاً مرآة تُظهر لدعاة الحرب ماذا ينتظر الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومَن يدعو إلى الحرب يتعين عليه أولاً التأكد من أن المجتمع، وبعد ذلك الجيش، قادران على مواجهة هذه التحديات.