مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي: الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على حالة تأهب في الدرجة القصوى في منطقة الحدود مع لبنان
نتنياهو وغانتس: إسرائيل سترد بقوة على أي اعتداء تتعرض له
أشكنازي يشكر شتاينماير على قيام ألمانيا بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية
استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية
اعتقال شاب فلسطيني بحوزته تصريح عمل بشبهة قتل حاخام يهودي طعناً في بيتح تكفا
مقالات وتحليلات
خلال نقاش في لجنة رقابة الدولة في الكنيست، الرد الدفاعي الذي توفره الحكومة الإسرائيلية لملايين السكان في المنطقة الشمالية أقرب إلى درجة الصفر
التصعيد في غزة - قصة قديمة جديدة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 27/8/2020
كوخافي: الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على حالة تأهب في الدرجة القصوى في منطقة الحدود مع لبنان

قام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أمس (الأربعاء) بزيارة تفقدية إلى المنطقة الشمالية العسكرية في إثر محاولة حزب الله ارتكاب عملية مسلحة ضد قوة عسكرية إسرائيلية فجر أمس.

واستمع الجنرال كوخافي خلال الزيارة إلى استعراض عملاني من القادة الميدانيين، وأجرى تقييماً للوضع وبحثاً للتطورات الأخيرة في الجبهة الشمالية والاستعداد لسيناريوهات محتملة.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على حالة تأهب في الدرجة القصوى لضمان أمن السكان وسيادة دولة إسرائيل في وجه التهديدات المنطلقة من لبنان وسورية.

وأشارت التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن هذه المحاولة ليست نهاية الأمر، وأكدت أن حزب الله سيستمر في العمل بهدف القيام بهجوم.  

وأفادت نتائج تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن هذا الحادث الأمني أن خلية قناصة تابعة لحزب الله أطلقت رصاصتين من أحد المنازل في منطقة قرية الحولة الشيعية في اتجاه قوة للجيش الإسرائيلي، وحدث ذلك بعد أن كشفت القوة العسكرية عن نفسها لبضع ثوان لإصلاح وسائل المراقبة، وأخطأ إطلاق النار أفراد القوة، وسُمع صوت ارتطام الرصاصتين في منطقة المنارة.

وتوجهت إسرائيل عقب الحادث إلى مجلس الأمن الدولي وطالبته بتعزيز وتقوية تفويض قوة الطوارئ الدولية [يونيفيل] وادّعت أن هذه القوة لا تقوم بالمهمات المطلوبة منها.

في المقابل، أكد الجيش اللبناني في بيان صادر عنه أن مروحيات عسكرية إسرائيلية هاجمت مراكز تابعة لجمعية "أخضر بلا حدود" الواقعة في الأراضي اللبنانية بإطلاق 13 صاروخاً. 

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي أطلق أيضاً 117 قنبلة ضوئية و100 قذيفة، وأشار إلى أن هذه القذائف تسببت باندلاع عدد من الحرائق وإلحاق أضرار بمنزلين ومبنى في مزرعة ماعز.

"يسرائيل هَيوم"، 27/8/2020
نتنياهو وغانتس: إسرائيل سترد بقوة على أي اعتداء تتعرض له

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترد بقوة على أي اعتداء تتعرض له.

وجاء تأكيد نتنياهو هذا في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأربعاء)، تعقيباً على حادث إطلاق النار من الأراضي اللبنانية أمس خلال محاولة استهداف جنود إسرائيليين على مقربة من منطقة الحدود مع لبنان.

وقال نتنياهو إن حزب الله يعرّض الدولة اللبنانية للخطر، ونصح الحزب بعدم تجربة قوة إسرائيل الضاربة.

وقال رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يمس جنودها وسكانها، وسترد بقسوة على أي حادث يقع في منطقة الحدود مع لبنان.

"يديعوت أحرونوت"، 27/8/2020
أشكنازي يشكر شتاينماير على قيام ألمانيا بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية

بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس (الأربعاء) زيارة رسمية إلى ألمانيا تستغرق عدة أيام.

وعقد أشكنازي فور وصوله اجتماعاً بالرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وأطلعه على اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، وآخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط، والحادث الأمني مع حزب الله في شمال إسرائيل أمس. كما شكره على قيام ألمانيا بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وطلب منه العمل على انضمام دول أُخرى إلى هذه الخطوة.

ودعا أشكنازي حكومة برلين إلى دعم الجهود الأميركية لتمديد حظر تزويد إيران بالأسلحة وآلية العقوبات المفروضة عليها.

وسيلتقي أشكنازي اليوم (الخميس) نظيره الألماني هايكو ماس، ويشارك في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وسيكون اجتماع أشكنازي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أول اجتماع لمسؤول إسرائيلي كبير مع وزراء الخارجية هؤلاء منذ 3 سنوات، إذ كان آخر اجتماع عُقد بين الجانبين سنة 2017 مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي شغل في حينه منصب وزير الخارجية أيضاً. 

وذكرت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الاجتماع الحالي نظمته ألمانيا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي في إطار التزامها بأن يتم استغلال فترة رئاستها لتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. 

 

"معاريف"، 27/8/2020
استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن البالونات الحارقة التي استمر إطلاقها من قطاع غزة في اتجاه أراضي المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع تسببت أمس (الأربعاء) باندلاع 33 حريقاً في المنطقة الجنوبية.

وأضاف البيان أن طائرات سلاح الجو واصلت أمس شن غارات ضد أهداف تابعة لحركة "حماس" في القطاع، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يحمّل هذه الحركة مسؤولية كل ما يحدث في القطاع وما ينطلق منه.

من ناحية أُخرى أفادت مصادر فلسطينية في القطاع أن المباحثات التي أجراها المبعوث القطري محمد العمادي مع قيادة "حماس" انتهت من دون حدوث أي تقدم، وأشارت إلى أن هذه المباحثات ستستمر خلال الأيام المقبلة.

وأضافت هذه المصادر نفسها أنه بسبب عدم التقدم في المباحثات لن يتم توزيع أموال المنحة القطرية في الوقت الحالي. ونقلت "حماس"، عن طريق العمادي، طلبات جديدة إلى إسرائيل، بينها إدخال أجهزة تنفس وأجهزة فحص فيروس كورونا إلى القطاع. 

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن إسرائيل قررت التخفيف من شدة الضربات العسكرية في غزة لإعطاء فرصة للوسيط القطري. ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه في حال فشل الوسيط القطري في إعادة الهدوء فإن شدة هذه الضربات ستتضاعف. 

"يديعوت أحرونوت"، 27/8/2020
اعتقال شاب فلسطيني بحوزته تصريح عمل بشبهة قتل حاخام يهودي طعناً في بيتح تكفا

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة ألقت القبض أمس (الأربعاء) على شاب فلسطيني بحوزته تصريح عمل في مدينة بيتح تكفا [وسط إسرائيل] بعد أن قام بطعن حاخام يهودي من سكان المدينة بأداة حادة وتسبب له بإصابات وُصفت بأنها بالغة الخطورة، ثم توفي متأثراً بها في المستشفى في وقت لاحق.

وأضاف البيان أن مرتكب العملية شاب فلسطيني في الـ46 من العمر، وهو من إحدى قرى قضاء نابلس، ولا ينتمي إلى أي فصيل فلسطيني، ويحمل تصريح عمل في إسرائيل، كما أنه من دون أي خلفية أمنية. ووفقاً للتحقيقات الأولية، لديه مشاكل نفسية وتلقى العلاج مؤخراً من جانب مؤسسات صحية ورعاية اجتماعية في السلطة الفلسطينية. 

وتعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العمل على هدم منزل منفّذ العملية وإنزال أشد عقوبة به. 

كما دعا رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين إلى محاكمة منفّذ العملية وكل مَن ساعده، وأكد أن إسرائيل لن تسمح لـ"الإرهاب" بأن يرفع رأسه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 27/8/2020
خلال نقاش في لجنة رقابة الدولة في الكنيست، الرد الدفاعي الذي توفره الحكومة الإسرائيلية لملايين السكان في المنطقة الشمالية أقرب إلى درجة الصفر
أريك بندر - مراسل الشؤون البرلمانية
  • على خلفية الحادث الأمني الذي وقع أمس (الأربعاء) في منطقة الحدود الشمالية [مع لبنان] بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، أجرت لجنة رقابة الدولة في الكنيست التي يترأسها عضو الكنيست عوفر شيلح [تحالف "يوجد مستقبل" - "تلم"] نقاشاً بشأن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية الذي نُشر في بداية الشهر الحالي وأظهر قصورات جوهرية في توفير وسائل التحصين والدفاع لعدة مستوطنات في المنطقة الشمالية بغية حمايتها من الصواريخ.
  • وجاء في نتائج ذلك التقرير أن نحو 50.000 من سكان إسرائيل الذين يقطنون حتى مسافة 9 كيلومترات من منطقة الحدود الشمالية لا تتوفر لديهم أماكن حماية معيارية بالقرب من أماكن سكناهم.
  • وقال عضو الكنيست شيلح في مستهل النقاش الذي أجرته اللجنة البرلمانية: "إن أحداث الليلة الفائتة في منطقة الحدود مع لبنان تجسّد خطر الانفجار في منطقة الحدود الأشد خطراً بالنسبة إلى إسرائيل. هناك أكثر من 100.000 قذيفة ذات رؤوس متفجرة موجهة نحو شمال إسرائيل، وقوة الردع المتبادلة بيننا وبين حزب الله يمكن أن تنهار في أي لحظة، والرد الدفاعي الذي توفره الحكومة الإسرائيلية لملايين السكان أقرب إلى درجة الصفر."
  • وتبين خلال النقاش داخل اللجنة أن خطة "درع الشمال"، الرامية إلى تحصين المنطقة الشمالية، والتي بلغت ميزانيتها 5 مليارات شيكل وأعلنتها الحكومة قبل أكثر من سنتين، لم تؤد إلى تحصين حتى مبنى واحد، وذلك بسبب عوامل كثيرة، بينها النقاشات الدائرة بين وزارتي المال والدفاع.
  • وحضر النقاش في اللجنة البرلمانية رئيس المجلس المحلي في بلدة شلومي [شمال إسرائيل] غابي نعمان، وقال محذراً: "في حال اندلاع حرب سيكون سكان شلومي عرضة لنعمة السماء فقط. لا يوجد لدينا أي تحصينات. ولا توجد خطة لإخلاء شلومي، ولا يمكن الاعتماد عليها. توجد أوراق فقط. أدعو رئيس الحكومة إلى القيام بتحصين المنطقة الشمالية في القريب العاجل."
  • كذلك حضر النقاش نائب رئيس المجلس المحلي مطيه آشير [شمال إسرائيل] يورام يسرائيلي، فعرض صورة قاتمة: "بدأت عملية منظمة للقيام بالتحصين، لكنها سرعان ما توقفت كلياً بسبب فيروس كورونا. هناك فجوات كبيرة بعشرات النسب المئوية في كل ما يتعلق بالتحصين بيننا وبين المستوطنات المحاذية لمنطقة الحدود."
  • وردّ رئيس قسم التحصين في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية العقيد دافيد أبعدا على هذه الأقوال، فأكد أنه عُرضت سنة 2018 خطة متعددة السنوات لتعزيز تحصين الجبهة الداخلية مع التركيز على المنطقة الشمالية بميزانية تصل إلى 5 مليارات شيكل، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن هذه الخطة لم تتقدم إلى الأمام بصورة جوهرية.

 

"مباط عال"، العدد 1376، 26/8/2020
التصعيد في غزة - قصة قديمة جديدة
نوعا شوسترمان وأودي ديكل - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • التصعيد الحالي في ساحة غزة بدأ بعد فترة هدوء نسبي ركزت خلالها "حماس" جهودها على مواجهة وباء الكورونا. إشارة البداية أُعطيت في 6 آب/أغسطس مع التقارير التي تحدثت عن نشوب حرائق في مختلف أنحاء غلاف غزة. وعُثر في المكان على بقايا بالونات حارقة. في تلك الليلة رد الجيش الإسرائيلي بمهاجمة بنية تحتية تابعة لـ"حماس" في شمال القطاع، بتشجيع من "حماس"، بينما تعاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع البالونات الحارقة كعامل للخوف، ونشرت أضرار الحرائق، وهو ما زاد الحافز لدى مطلقي البالونات. رد الجيش بهجمات جوية وإطلاق قذائف مدفعية على مواقع ومنشآت تابعة لـ"حماس"، ناطقون بلسان الحركة قدموا البالونات الحارقة كـ"أداة للمقاومة الشعبية غير العنيفة"، ورأوا أن الهجمات الإسرائيلية ليست متوازنة، وهي دليل على العدوانية الإسرائيلية. لذلك تسمح "حماس"، من وقت إلى آخر، للفصائل التي تشغلها بإطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة.

أسباب التصعيد

  • التركيز على وقف تفشي وباء الكورونا في العالم، وفي إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، وحتى في قطاع غزة - الذي أغلقته "حماس" تماماً تقريباً، ومنعت دخول الناس إليه - أوقف تقدم تنفيذ مشاريع، الغرض منها تحسين شروط حياة سكان القطاع. قدّرت "حماس" أنها نجحت في وقت تفشي الوباء في القطاع، لكن في ظل عدم حدوث تحسُّن جوهري في الوضع المدني للبنى التحتية، وصلت إلى خلاصة أنه من دون الضغط على إسرائيل وعلى الأطراف الدولية ذات الصلة، لا يمكن الدفع قدماً بالمشاريع البعيدة الأجل التي جرى الاتفاق عليها، وبينها إقامة منشأة لتحلية مياه البحر ومناطق صناعية. تشعر قيادة "حماس" بالقلق جرّاء التدهور الاقتصادي في القطاع، والذي تسارع في أعقاب وباء الكورونا والبطالة المتصاعدة، وفي تقديرها أن التلكؤ المستمر من جانب إسرائيل في تحقيق التزاماتها مقصود، ويهدف إلى التسبب بنشوب احتجاج داخل القطاع ضد سلطتها. تسعى "حماس" لإشغال الجيش الإسرائيلي بواسطة احتكاكات محدودة ومتواصلة على طول حدود القطاع للتخفيف من الاحتقان، في الأساس وسط الشباب العاطلين من العمل الذين يعبّرون عن غضبهم وإحباطهم إزاء إسرائيل.
  • في المقابل، تقدّر قيادة "حماس" أن موقفها ازداد قوة حالياً على الساحة الداخلية في أعقاب التطورات التي سُجلت في الأشهر الأخيرة على الساحة الإسرائيلية – الفلسطينية - خطة الرئيس ترامب (التي ما زالت مطروحة)؛ نية الضم الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية (التي جرى تأجيلها فقط ولا تزال ذات صلة، بحسب رئيس الحكومة نتنياهو)؛ اتفاق تطبيع العلاقات بين اتحاد الإمارات وإسرائيل. الهدف الإستراتيجي الذي يوجّه "حماس" هو إثبات فشل الطريقة السياسية لرئيس السلطة محمود عباس، وأن المقاومة المنظمة التي تقودها الحركة هي التي ستحقق إنجازات للشعب الفلسطيني، والتصعيد في ساحة غزة هو الطريق لتحقيق ذلك.
  • لكن كلما مر وقت من دون أن تحقق وجهة نظر "حماس" أي إنجاز، تخسر الحركة أهميتها ويتزعزع استقرار حكمها ومكانتها. الإنجاز الذي حُرمت تحقيقه كان مبادرة زعيم "حماس" في القطاع يحيى السنوار، الدفع قدماً بصفقة لإطلاق الأسرى الفلسطينيين (في الأساس الكبار في السن) لقاء معلومات عن الأسرى الإسرائيليين والجنديين الذين تحتفظ بهم الحركة، كمرحلة تسبق صفقة واسعة. المبادرة فشلت بسبب فجوات غير قابلة للتجسير بين الطرفين، وبسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، والتي تجعل من الصعب اتخاذ قرارات في الموضوع.
  • ثمة مشكلة أُخرى تُقلق "حماس" هي مدة الالتزامات القطرية بتحويل الأموال إلى القطاع. كما في الماضي، ثبت أن التصعيد المضبوط في مواجهة إسرائيل هو أداة ابتزاز ناجعة ضد إسرائيل من أجل إقناع قطر بتمديد فترة التزاماتها. وفي الواقع، أعلنت قطر في 16 آب/أغسطس تمديد فترة المساعدة حتى نهاية هذه السنة، وربما أكثر من ذلك. وعلى الرغم من تجديد الالتزامات القطرية، فإن "حماس" لا تكتفي برزمة المساعدة الحالية، وهي تطالب بتمديدها وزيادتها، بحيث يمكن أن تساعد في تسريع تطوير مشاريع البنى التحتية في القطاع، وبالتالي ترسيخ سلطتها، بالإضافة إلى تقديم المساعدة إلى سكان غزة.
  • السلوك الاستراتيجي والعدائي للسنوار، والذي يبرز من خلال استعداده للسير حتى النهاية، يمكن تفسيره أيضاً بأنه يعود إلى الانتخابات الداخلية في صفوف "حماس" المنتظر إجراؤها قبيل نهاية السنة، وذلك لتحصين موقعه كرئيس للحركة في القطاع.

الوسيط الدائم

  • في أواسط آب/أغسطس زار وفد الوساطة المصرية رام الله، والقدس، وقطاع غزة. وكشفت مصادر مصرية وفلسطينية أنه في مقابل الهدوء، عرضت "حماس" المطالب التالية: 1- فتح معبر كرم سالم 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع، وزيادة عدد الشاحنات والبضائع ذات الاستخدام المزدوج التي تدخل إلى القطاع؛ 2- زيادة عدد الأذونات التي تسمح بدخول تجار من القطاع إلى إسرائيل؛ 3- توسيع الموافقة على استيراد بضائع إلى القطاع والتصدير منه؛ 4- توسيع منطقة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً؛ 5- الدفع قدماً بمشاريع بنى تحتية للمياه، ومد خط كهرباء 161 من إسرائيل إلى القطاع، والذي من المفترض أن يزيد 30% في كمية تزود القطاع بالكهرباء؛ 6- الدفع قدماً بمشاريع عمل للأكاديميين والعمال في القطاع؛ 7- زيادة المساعدة القطرية ومضاعفة عدد الذي يحق لهم الحصول على دعم. مع ذلك، تؤكد مصادر مقربة من الحركة أن "حماس" مستعدة للتساهل في جزء من مطالبها التي من الواضح أن الحصول عليها غير واقعي. من جهتها نقلت إسرائيل رسالة تحذير إلى "حماس" أن من الممكن أن تُستأنف الاغتيالات ضد كبار مسؤولي الحركة الذين تعتبرهم مسؤولين عن تأجيج التوترات.
  • في 19آب/أغسطس التقى وزير الدفاع بني غانتس في تل أبيب رؤساء سلطات من جنوب البلد، وقال لهم إن إسرائيل "غيرت المعادلة" في قطاع غزة، وسترد على أي اعتداء على سيادتها. وبحسب كلامه، "نحن قادرون على ضرب، ليس فقط مبان وأهداف، بل أيضاً كل من يعمل في داخلها. ليس لدى إسرائيل مصلحة في قطاع غزة سوى استعادة أبنائها وتحقيق هدوء كامل. إذا تحقق هذان الهدفان، نستطيع تطوير غزة."

خلاصة واستنتاجات

  • لم تقبل "حماس" المعادلة التي قدمها بني غانتس، بل طلبت قبل ذلك تقديم تسهيلات كبيرة، والتخفيف من الحصار، والدفع قدماً بمشاريع بنى تحتية، وبعدها وقف عمليات الاحتكاك في غلاف غزة. بناءً على ذلك، من المتوقع أن يتواصل إطلاق البالونات الحارقة، وإطلاق القذائف بصورة متقطعة، واستخدام خلايا الإزعاج الليلي بالقرب من السياج الحدودي، إلى حين بروز فرصة حقيقية لتحسين الوضع داخل القطاع.
  • الحكومة الحالية في إسرائيل، المنشغلة في مشكلات داخلية إلى جانب تداعيات أزمة الكورونا، ليست مستعدة للتفرغ لمعالجة جذر المشكلات في غزة، بالإضافة إلى عدم وجود حل جاهز على الرف في الإمكان تطبيقه بحزم. الفكرة الاستراتيجية التي توجّه سلوك إسرائيل إزاء قطاع غزة تعتمد على تشبيه الوضع في غزة بـ"مريض لا علاج له" يطالب بتخفيف ألمه فوراً. بالنسبة إلى إسرائيل، "حماس" هي العنوان المسؤول حصرياً عمّا يحدث في القطاع، وعلى الرغم من عدم وجود اتصالات مباشرة بالحركة، فإنها فعلياً شريكة في التسوية التي تدفع نحو "تفاهمات" لا "اتفاقات"، بواسطة وسطاء. تدير إسرائيل المواجهة إزاء "حماس" في محاولة لتربح الوقت، وعلى أمل أن شيئاً ما يتغير في المستقبل، وهي عملياً تستعيد ما جرى الاتفاق عليه في جولات قتال سابقة، من خلال تقاسُم العبء مع لاعبين آخرين (مصر، وقطر، والأمم المتحدة). حالياً ليس لدى إسرائيل أي ورقة جديدة، بما في ذلك الحصول على مساعدة من صديقتها الجديدة دولة اتحاد الإمارات، من أجل استثمار موارد في تحسين شروط الحياة في القطاع.
  • الدينامية الحالية في قطاع غزة ستؤدي على ما يبدو إلى أيام قتال، ولاحقاً إلى عملية عسكرية واسعة. من أجل لجم عملية التصعيد، لا مفر من العودة إلى مسار تطبيق التفاهمات في إطار التسوية التي تبلورت في كانون الأول/ديسمبر 2019 بتدخّل من الأمم المتحدة، أي التخفيف بصورة كبيرة من الحصار، وتنفيذ مشاريع بنى تحتية حيوية مدنية لسكان القطاع.
  • الآن، وبعد اكتشاف بؤر تفشي مرض الكورونا في القطاع، وإذا انتشر الفيروس، تستطيع إسرائيل، وكعلامة على حسن نيتها، زيادة المساعدة الطبية والإنسانية لسكان القطاع. وذلك انطلاقاً من الإدراك أنه من دون تحسين الوضع المدني الذي يُعتبر كإنجازات حققتها "حماس" إزاء إسرائيل، فإن الحركة ستواصل التصعيد الحالي.

 

إطلاق الصواريح خلال "التدهور الأمني" (آب/أغسطس):

 

باللون الأزرق إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وباللون البرتقالي على القطاع