مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الإماراتيون يطالبون في المفاوضات بزيارة المسجد الأقصى
نتنياهو عقد قمة سرية مع الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي في سنة 2018
هجوم منسوب إلى إسرائيل في سورية يوقع 11 قتيلاً جنوبي دمشق
حالة التأهب القصوى في منطقة الشمال ستستمر في فترة الأعياد
مقالات وتحليلات
الربح والخسارة في اتفاق الكورونا بين إسرائيل و"حماس"
انقلاب نتنياهو بدأ منذ وقت طويل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هَيوم"، 1/9/2020
الإماراتيون يطالبون في المفاوضات بزيارة المسجد الأقصى

أصدر البيت الأبيض في الأمس بياناً مشتركاً باسم الدول الثلاث التي شاركت في المفاوضات في أبو ظبي، أعرب فيه مجدداً عن التزامه التوصل إلى اتفاق وتعاون واسع النطاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، بعد جولة المفاوضات التي دارت أمس بين الطرفين. وبحسب البيان، تناولت المفاوضات عدة موضوعات اقتصادية، وصحية، ومشاريع فضائية مدنية، والسياسة الخارجية، وموضوعات دبلوماسية وسياحية وثقافية.

وفي الأمس جرت الجولة الأولى من المفاوضات بين الطرفين. وأوضح الوفد الإسرائيلي أنه في هذه المرحلة يجب معالجة المكونات الأساسية للعلاقات بين الدولتين، مثل فتح سفارة، وتسوية علاقات عمل المصارف بينهما، والاتفاق على منح تأشيرات لزيارات متبادلة. وأظهرت المحادثات التي أجراها الوفد الإسرائيلي وجود رغبة كبيرة لدى المسؤولين الإماراتيين في التعاون مع إسرائيل، وأعرب عدد من كبار المسؤولين هناك للصحيفة عن رغبتهم في زيارة المسجد الأقصى.

وفي الأمس التقى رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات  نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، بالإضافة إلى الموفد الأميركي الخاص للرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، ومستشار الأمن القومي للولايات المتحدة روبرت أوبريان، في قصر الشيخ طحنون في أبو ظبي. شارك في الاجتماع أيضاً الموفد الخاص لشؤون المفاوضات آفي باركوفيتش، والموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران بريان هوك/ وسفير الولايات المتحدة في الإمارات جون ركولتا، وآخرون.

"يديعوت أحرونوت"، 1/9/2020
نتنياهو عقد قمة سرية مع الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي في سنة 2018

كشفت الصحيفة أن نتنياهو قام بزيارة سرية إلى أبو ظبي برفقة رئيس الموساد يوسي كوهين في سنة 2018، التقى خلالها ولي العهد محمد بن زايد. وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، كانت أجواء الاجتماع جيدة، وجرت المحافظة على العلاقات بين الطرفين. بعد مرور سنة على هذا الاجتماع، جرى لقاء بين رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات وبين مندوبين أميركيين وإماراتيين في واشنطن. سفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر كان على علم بالاتصالات السرية التي أدت إلى الاتفاق الذي وُقِّع قبل أسبوعين.

 مكتب رئيس الحكومة رفض التطرق إلى الموضوع، لكن في المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو بعد ساعات قليلة على وصول الوفد إلى أبو ظبي لمّح إلى حدوث اجتماعات مع زعماء عرب لم يجر الكشف عنها أمام الجمهور، وقال: التقيت عدداً كبيراً من الزعماء في العالم العربي والإسلامي أكثر بكثير مما تعتقدون."

"يديعوت أحرونوت"، 1/9/2020
هجوم منسوب إلى إسرائيل في سورية يوقع 11 قتيلاً جنوبي دمشق

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة نشطاء على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران، بينهم ثلاثة أجانب، قُتلوا في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل جنوبي دمشق. وعلّق الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد زيلبرمان على الهجوم قائلاً: "للجيش الإسرائيلي مصلحة، ولديه أهداف استراتيجية في الساحة الشمالية، ونحن نبذل كل ما يلزم لتحقيق هذه الأهداف. "وأضاف: "لا أريد الدخول في تفصيلات محددة. لكن الجيش الإسرائيلي يعمل ليلاً ونهاراً، وسنبذل كل الجهود لإفشال محاولات حزب الله مهاجمتنا."

وعلّق المراسل العسكري للصحيفة، في حديث له مع إحدى المحطات الإذاعية، على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل بالقول: إن هذا الهجوم هو الأول الذي يُنسب إلى إسرائيل في جنوبي دمشق، بعد الهجوم الذي قُتل فيه عنصر من حزب الله قبل أكثر من شهر، والذي تسبب بحالة التوتر على الجبهة الشمالية. وفي تقديره هناك علاقة بين هذا الهجوم وبين الخلية التي أُرسلت لزرع عبوات ناسفة في هضبة الجولان قبل شهر تحديداً وتصدى لها الجيش الإسرائيلي، وقتل عناصرها.

"يديعوت أحرونوت"، 1/9/2020
حالة التأهب القصوى في منطقة الشمال ستستمر في فترة الأعياد

يتوقع الجيش الإسرائيلي استمرار حالة التوتر في المنطقة الشمالية في الفترة المقبلة، على الرغم من الهدوء الذي يسود المنطقة. وذلك على خلفية الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل يومين بأن هناك حساباً مفتوحاً مع إسرائيل، وسيعمل على الانتقام منها لمقتل أحد عناصره. وفي تقدير الجيش الإسرائيلي أنه على الرغم من التوتر في الشمال، والذي يمكن أن يستمر فترة طويلة، فلن يكون له أي تداعيات على الحياة العادية للمواطنين في الشمال، ولا على المتنزهين الذين يزورون منطقة الجليل والجولان.

في رأي الجيش، سيواصل حزب الله محاولاته القيام بهجوم على طول الحدود، كما جرى قبل أيام، بواسطة إطلاق النار من أسلحة دقيقة وقناصة، مع المحافظة على عدم خروج الأحداث عن السيطرة. مع ذلك يأخذ الجيش الإسرائيلي في حسابه احتمال محاولة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على القوات الإسرائيلية، لذلك يستمر تقليص وجود الجنود ومنع الدخول إلى مناطق عرضة للتهديد من لبنان، والامتناع بقدر المستطاع من وقوع أخطاء تكتيكية يستغلها حزب الله.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 1/9/2020
الربح والخسارة في اتفاق الكورونا بين إسرائيل و"حماس"
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • أملت "حماس" بالتوصل إلى تحسّن كبير في وضع السكان في قطاع غزة من خلال جولة البالونات الحارقة والمتفجرة الحالية التي انتهت في الأمس مع الاتفاقات بين الطرفين. إسرائيل، في المقابل، أرادت فقط أن تنتهي الجولة الحالية بسرعة ومن دون تصعيد كبير يتطلب معركة جوية كثيفة، وربما حتى برية.
  • حققت إسرائيل مرادها، لكن ليس بالسرعة التي أرادتها؛ جولة البالونات الحارقة التي شملت أيضاً إطلاق قذائف استمرت بضعة أسابيع، وتسببت بأضرار متوسطة الحجم، في الأساس في حقول الرعي والأحراش في غلاف غزة. الضرر الأساسي هو نفسي. عدد الذين يطلبون المساعدة من الأولاد في غلاف غزة ارتفع أكثر إلى نحو 10% في الفترة الأخيرة.
  • كانت الجولة أقل خطورة من الجولات السابقة: عدد الصواريخ كان أقل نسبياً، أقل من 20، شخص واحد أُصيب بجروح طفيفة في سديروت، باستثناء ذلك لم يكن هناك إصابات مباشرة من الصواريخ أو من العبوات الناسفة أو البالونات. في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يسجل لنفسه أنه ألحق ضرراً خطيراً بأرصدة عسكرية تابعة لـ"حماس"، ستضعف إلى حد ما قدرتها على القيام بتصعيد خطِر في المستقبل يمكن أن يشمل قصفاً متواصلاً ومستمراً بالصواريخ.
  • من المهم الإشارة إلى أنه طوال المفاوضات التي جرت في البداية بوساطة من الاستخبارات المصرية، وبعدها بوساطة مصرية وقطرية موازية - لم تبذل إسرائيل جهداً جدياً لإطلاق سراح المدنيين واستعادة جثماني الجنديين اللذين تحتجزهم "حماس". كان هناك إدراك أن الاتصالات من أجل التوصل إلى إنهاء الجولة ليست فرصة مناسبة للضغط على "حماس" في هذا الموضوع. الموضوع ذُكر خلال المفاوضات، لكنه لم يُبحث في العمق، ولم يكن هناك نية للتوصل إلى أية نتائج. لذلك يجب عدم توقُّع أي جديد في هذا الشـأن في وقت قريب.
  • لم تخرج "حماس" خالية الوفاض، لكنها على ما يبدو لم تحقق كل ما تريد. طالبت "حماس" بمضاعفة عدد الذين يحصلون على مخصصات من قطر - 100 دولار شهرياً - من 100 ألف إلى 200 ألف، وحصلت على ذلك على ما يبدو، فقد زيدت المساعدة القطرية الشهرية إلى 30 مليون دولار. وشملت بالإضافة إلى مساعدة العائلات المحتاجة، نحو 10 ملايين دولار ثمن الوقود لمحطة الكهرباء في غزة.
  • ستستأنف إسرائيل أيضاً تزويد القطاع بالوقود، ومن المعقول في أيام الحر هذه أن ترتفع ساعات التزود بالكهرباء من 4 ساعات يومياً إلى قرابة 20 ساعة، وهذا موضوع مهم جداً بالنسبة إلى الغزيين، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قطر قد استجابت لمطلب آخر لـ"حماس"، وهو تأمين المساعدة المالية الشهرية لعام آخر على الأقل.
  • هذه المساعدة كان من المقرر أن تنتهي هذا الشهر، ويبدو أن قطر ستمددها مدة نصف عام على الأقل. أمير قطر أعلن ذلك قبل أسبوعين، لكن يجب الانتظار لنرى ما إذا كانت "حماس" ستنجح في الحصول من قطر على نصف عام آخر من المساعدة للعائلات المحتاجة بعدد مضاعف للسابق، وتمويل شراء الوقود لشركة الكهرباء في غزة.
  • ليس واضحاً أيضاً مصير المشاريع المدنية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي تطلبها "حماس" من إسرائيل ومصر وقطر. يتعين على إسرائيل الموافقة على تنفيذ هذه المشاريع، ومن المفروض أن تقوم قطر وتركيا والولايات المتحدة بتمويلها.
  • فيما يتعلق بسائر التسهيلات - إعادة منطقة الصيد إلى مسافة 15 ميلاً بحرياً، وفتح معبر كرم سالم، واستئناف تزويد محطة الطاقة في غزة بالوقود - أقرّتها إسرائيل بهدف الضغط على "حماس" لوقف البالونات. الآن، بعد التوصل إلى اتفاق، عاد الوضع إلى ما كان عليه. في هذا الشأن ليس في إمكان "حماس" أن تسجل إنجازاً. بذلك يكون الإنجاز الحماسي الصافي زيادة المساعدة القطرية وضمان الحصول عليها مدة نصف عام، والتعهد الإسرائيلي باستمرار المساعدة الإنسانية والعلاقات التجارية مع غزة.
  • مسألة مهمة أُخرى ظلت مفتوحة، هي المطالبة بالموافقة على دخول نحو 100 ألف فلسطيني للعمل في إسرائيل. الشاباك عارض، وبيان "حماس" لم يأت على ذكر المطالبة. يمكن الافتراض أن الطلب أُحيل لإجراء المزيد من النقاش، وربما وعدوا "حماس" بزيادة أقل بكثير من العدد الذي طلبته من أذونات الدخول إلى إسرائيل.
  • المفاوضات كلها، سواء من جانب "حماس" أو من جانب إسرائيل، جرت في ظل أزمة الكورونا. الطرفان كانا حذرَيْن جداً من عدم تدمير كل شيء، وأظهرا صبراً مدهشاً، ولم ينجرّا إلى تصعيد كبير كي لا يضطرا إلى القتال في فترة تشهد ارتفاعاً سريعاً في نسبة المصابين بالوباء في القطاع.
  • "حماس" طلبت من إسرائيل المساعدة (ليس آلات للتنفس الاصطناعي كما قيل)، ووعدت إسرائيل بمساعدتها بكل ما في استطاعتها. كما هو معلوم، وصلت طائرة مساعدات إلى غزة من الإمارات العربية المتحدة، لكن السلطة الفلسطينية و"حماس" رفضتاها. تستطيع إسرائيل أن تتيح لـ"حماس" التراجع" عن موقفها وقبول المساعدة من الخليج.
  • منذ بداية "تصعيد البالونات" بدا أن الطرفين أرادا إنهاء الأزمة حتى لو حصلا على الحد الأدنى من مطالبهما. لكن عملية التهدئة كانت بطيئة ومضبوطة، وسارت وفق أوقات الصعود والهبوط في عملية المفاوضات. على سبيل المثال، عندما بدأت التهدئة ترتسم أوقفت "حماس" عمليات الإزعاج الليلي - الضجة والمفرقعات التي قام بها عناصرها بالقرب من السياج الحدودي لإزعاج سكان غلاف غزة.
  • الجيش الإسرائيلي من جهته وجّه ردوده بحذر. وعندما كان يتبين أن المفاوضات تتقدم اكتفى الجيش بإطلاق نيران المدفعية على مواقع مراقبة لـ"حماس" خالية من الناس، ولم يضرب أرصدة مهمة تقع في عمق القطاع. كما حرص الجيش طوال الوقت على عدم المس بالأرواح في غزة، كي لا يؤدي ذلك إلى تصعيد غير مضبوط.
  • الجيش الإسرائيلي حرص على قاعدة عدم إبقاء البالونات الحارقة من دون رد، من أجل تجسيد مبدأ أن المسّ بالسيادة الإسرائيلية - حتى لو جرى ذلك بواسطة البالونات - سيؤدي إلى عقاب، لكن بصورة مدروسة، وبطريقة لا تؤدي إلى تصعيد.
  • قواعد اللعبة واضحة للطرفين، والكورونا زادت من حذر الطرفين، والذين عانوا هم كالعادة المواطنون.
  • في ظل غياب اتفاق تسوية بعيد الأجل وجذري، يلتزم به الطرفان، لن يكون هناك تهدئة مستمرة. ولن يكون هناك هدنة. لذلك جولة البالونات القادمة هي مسألة وقت فقط.
"هآرتس"، 1/9/2020
انقلاب نتنياهو بدأ منذ وقت طويل
حيمي شاليف - محلل سياسي

 

  • الاستقالة الجريئة لرئيس دائرة الميزانية شاوول مريدور من المفروض أن تتسبب بصدمة عميقة، لكنها استُقبلت باستخفاف. كتاب استقالته تضمن وصفاً تقشعر له الأبدان بشأن أداء وزير المال يسرائيل كاتس، وخصوصاً إدارة الاقتصاد الإسرائيلي. الزلزال الذي كان من شأن الاستقالة في الماضي أن تحدثه هو الآن ضربة خفيفة على الكتف، أيضاً بصعوبة.
  • هناك عدة أسباب لذلك: أولاً، كل شيء يتقلّص في مواجهة الأزمات التي تبدو أكثر وجودية: وباء الكورونا، والانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي وكلها صارت مزمنة. ثانياً، سيل الأحداث المستمر الذي تسببه هذه الأزمات، وأيضاً يوم الرحلة الاستعراضية إلى مدينة الملاهي للسلام من دون الفلسطينيين في أبو ظبي، دفعا استقالة مريدور إلى الزاوية، حيث سيجري نسيانها بسرعة.
  • ثالثاً، بنيامين نتنياهو بارع في استغلال الشلل الذي فرضه على المنظومة السياسية، من أجل إزالة التوازنات والكوابح التي تعرقل تهرّبه من المحاكمة، والمس بأسسس الديمقراطية الليبرالية التي ضاق ذرعاً بها في محنته. مريدور هو ضحية أُخرى في الصراع على استقلالية الخدمات العامة، حجر الأساس في كل ديمقراطية عصرية، التي يسميها نتنياهو ورفاقه "حكم الموظفين". هذه أيضاً ساحة قتال من ساحات حرب التدمير التي يشنها نتنياهو ضد الأسس المتضعضعة للنظام الديمقراطي الذي أوصلنا إلى هذا الحد.
  • بعد أن أضعف الكنيست، وشل عمل مراقب الدولة، هجم على منظومة القانون والقضاء ووضعها في موقف دفاعي، واستولى على حصة من وسائل الإعلام، كل ذلك عبر تقصّد نشر الخلاف والمشاحنات وتحريض الإسرائيليين على بعضهم البعض. من الصعب عدم الوصول إلى استنتاج أنه من أجل إنقاذ نفسه من محنته يقوم نتنياهو بانقلاب، لكن بصورة مضبوطة وتدريجية، وتقريباً بعيداً عن الأنظار.
  • انقلاب نتنياهو هو صيغة أكثر نقاء وذكاء، ولذلك هو أكثر خطورة من المعركة الدموية التي يخوضها نظيره دونالد ترامب ضد الديمقراطية الأميركية. ترامب أكثر تهوراً وصراحة من نتنياهو، وبالاستناد إلى استطلاعات الرأي أكثر يأساً. هو يتجاهل القانون، ويدوس على الدستور، ويقضي على العرف، ويطلق النار في كل الاتجاهات. يحرّض اليمين المتطرف على استخدام العنف، ويثير شكوكاً في صدقية الانتخابات، ويُعد الأرضية لمواجهة قانونية، ويثير المخاوف من حرب أهلية، ويتصرف كالمستبدين، وينشر أكاذيب كبيرة بأن وباء الكورونا تحول إلى وحش. أفعاله وتصريحاته أدت إلى انتشار مقارنات تاريخية بألمانيا في مطلع الثلاثينيات، المحظور عندنا استخدامها.
  • نتنياهو وترامب يختلفان في الأسلوب والتكتيك، وليس في الدوافع والاستراتيجيا. الاثنان نرجسيان ويعانيان جنون الاضطهاد، ويحسّان بالاضطهاد على الرغم من أنهما وُلدا وفي فمهما ملعقة من ذهب، وصعدا بسرعة البرق إلى القمة. الاثنان يردان على معارضة المؤسسة وجهودها اليائسة للمحافظة على القانون والدستور، بموجة قوية من جنون العظمة والرغبة في الانتقام.
  • الاثنان يقومان بانقلاب من شأنه أن يتسبب بأذى لا يمكن العودة عنه للديمقراطية ولثقة الجمهور بحصانتها، وبسحب الأرضية من تحت الحياة المشتركة للمواطنين في دولتيهما. إلّا إذا استيقظ هؤلاء مع ممثليهم الذين أقسموا على الدفاع عن الديمقراطية، ورأوا الخطر.