مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الليلة الماضية مع الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن للمشاركة في مراسم توقيع اتفاقيْ السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، والتي ستُعقد في البيت الأبيض غداً (الثلاثاء).
وكتب نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أغادر البلاد هذه الليلة إلى واشنطن من أجل التوقيع على بدء سريان هذين الاتفاقين وتحريك هذا التغيير التاريخي."
وتظاهر عشرات الإسرائيليين من مختلف الأحزاب السياسية عند مدخل مطار بن غوريون للتعبير عن رفضهم مغادرة نتنياهو إسرائيل إلى الولايات المتحدة في ظل ذروة أزمة فيروس كورونا.
وكان نتنياهو أشار في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إلى أنه أجرى يوم الجمعة الفائت اتصالاً هاتفياً آخر بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اتُّفق فيه على إقامة سلام رسمي وعلاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين وإسرائيل وكل ما يشمل هذا من أمور أُخرى.
وقال نتنياهو: "لدينا الآن اتفاقا سلام تاريخيان مع دولتين عربيتين تم التوصل إليهما خلال شهر واحد. أنا على قناعة بأننا على أبواب حقبة جديدة."
ووجّه نتنياهو حديثه إلى وزراء حكومته قائلاً: "أود أن أعدكم بأن كل واحد منكم سيكون من خلال وزارته جزءاً من هذا السلام، لأنه سيكون سلاماً حاراً وسلاماً اقتصادياً علاوة على السلام السياسي، وسيكون هناك أيضاً سلام بين الشعوب."
وأعلنت سلطنة عمان أمس ترحيبها بتوصل مملكة البحرين إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعربت عن أملها بأن يكون هذا التوجه الاستراتيجي الجديد الذي اختارته دول عربية رافداً عملياً ينصب نحو تحقيق السلام، ويجسد مبدأ حل الدولتين كما تنص عليه القرارات العربية والأممية.
ورحب الاتحاد الأوروبي بتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل. وأكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيف بوريل أهمية هذه الخطوة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وكرر موقف الاتحاد القاضي بإقامة دولة فلسطينية تتعايش بسلام إلى جانب إسرائيل.
في المقابل أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن ما يحدث بين البحرين وإسرائيل ليس تطبيعاً أو سلاماً بل فكرة أميركية- عربية لخلق تحالف عربي- إسرائيلي لمواجهة الأخطار المحدقة في المنطقة. وأكد عريقات أن لإسرائيل صراعاً مع الفلسطينيين وليس مع الإماراتيين والبحرينيين، وأن أي عملية سلام يجب أن تبدأ بحل هذا الصراع.
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت يوم الجمعة الفائت استدعاء سفيرها في المنامة رداً على اتفاق التطبيع البحريني - الإسرائيلي.
كشفت شركة الاستخبارات الإسرائيلية "إيميجسات إنترناشيونال" أمس (الأحد) صوراً لأقمار اصطناعية توثق أضرار الهجوم الذي نُسب إلى إسرائيل ضد مصنع إنتاج في سورية يوم الجمعة الفائت.
وقالت الشركة إن المصنع الذي تم قصفه هو لإنتاج مكونات صواريخ ويستخدمه حزب الله ويقع في بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" ذكرت أن وسائط الدفاع الجوي السوري تصدت يوم الجمعة لهجوم جوي إسرائيلي استهدف محيط حلب في شمال سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم استهدف مجمعاً للمصانع الأمنية في منطقة السفيرة في محافظة حلب الشرقية. وأضاف أن هناك تواجداً لعناصر موالية لإيران في المنطقة.
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي خاص عقده مساء أمس (الأحد) أن الحكومة قررت فرض إغلاق تام على البلد مدة ثلاثة أسابيع، ابتداء من الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الجمعة المقبل، عشية عيد رأس السنة العبرية الجديدة، وذلك لاحتواء تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا.
وأضاف نتنياهو أن الإغلاق قابل للتمديد، وسيكون سارياً خلال رأس السنة العبرية ويوم الغفران وعيد العرش حتى يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وأشار إلى أن الحكومة صادقت على استمرار عمل جهاز التربية والتعليم حتى يوم الخميس المقبل على أن يتم إغلاق المؤسسات التعليمية بدءاً من يوم الجمعة.
وتشمل قيود الإغلاق التام إغلاق المؤسسات التعليمية والانتقال إلى التعليم عن بُعد، وإغلاق كافة الحدود والمعابر ومطار بن غوريون، وإغلاق شواطئ البحر وبرك السباحة ومراكز اللياقة البدنية، وتخفيف المواصلات ووسائل النقل حتى إغلاقها بصورة تامة، وتقليص عمل القطاع العام واستمرار عمل القطاع الخاص مع الامتناع من استقبال الجمهور باستثناء الخدمات الحيوية، وتقييد الحركة لمسافة 500 متر من أماكن السكن، ومواصلة عمل محلات بيع المواد الحيوية والصيدليات، ومنع تجمهر أكثر من 10 أشخاص في الأماكن المغلقة و20 شخصاً في الأماكن المفتوحة.
من ناحية أُخرى استقال وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يعقوب ليتسمان من الحكومة أمس، احتجاجاً على قرارها فرض إغلاق عام خلال فترة الأعياد اليهودية المقبلة.
وكان ليتسمان، وزير الصحة السابق، هدد منذ فترة طويلة بالاستقالة إذا تمت الموافقة على خطة الإغلاق، وقال أيضاً إن حزبه يهدوت هتوراه يمكن أن ينسحب من الائتلاف الحكومي.
واتهم ليتسمان المنسق العام لمكافحة فيروس كورونا روني غامزو بالتخطيط منذ شهور لفرض إغلاق خلال عيد رأس السنة الذي يبدأ هذا الأسبوع وخلال يوم الغفران وتجنّب مثل هذه الخطوة خلال موسم الصيف. كما أكد أن نتنياهو انتهك اتفاقاً يقضي بأن تبقى الكُنس اليهودية مفتوحة في ظل قيود أكثر تساهلاً من تلك التي صادقت عليها الحكومة.
ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (السبت) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتطلع إلى تعزيز اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين من خلال إقامة رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والمغرب.
وأضافت قناة التلفزة نفسها أن الجهود المبذولة للتوصل إلى انفراج في العلاقات بين إسرائيل والمغرب منذ بعض الوقت فشلت، لكن واشنطن ما زالت تأمل بإمكان تحقيق رحلات مباشرة بين الدولتين.
كما أشارت إلى أن واشنطن تواصل الضغط من أجل إقامة علاقات دبلوماسية بين كل من سلطنة عُمان والسودان وبين إسرائيل كجزء من محاولة ترمي إلى تحقيق أكبر عدد ممكن من الإنجازات على المسرح العالمي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وكان ترامب أعلن أول أمس (الجمعة) إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والبحرين، لتصبح بذلك ثاني دولة خليجية بعد الإمارات العربية المتحدة تقوم بالتطبيع مع إسرائيل في أقل من شهر.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة تحدث في وقت سابق من أمس الأول مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووافق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين.
وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر": "حققنا اختراقاً تاريخياً آخر اليوم. لقد توصلت صديقتانا العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين إلى اتفاق سلام. هذه هي ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في غضون 30 يوماً."
وأشاد نتنياهو بالاتفاق. وقال في بيان خاص صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: "هذا عهد جديد من السلام؛ السلام مقابل السلام، الاقتصاد مقابل الاقتصاد. لقد استثمرنا في السلام سنوات عديدة والآن سوف يستثمر السلام فينا. سيؤدي إلى استثمارات كبيرة جداً في الاقتصاد الإسرائيلي، وهو أمر مهم للغاية. تم إبرام كل هذه الاتفاقيات من خلال العمل الجاد وراء الكواليس على مدار سنوات، لكن تم تحقيقها الآن بفضل المساعدة المهمة التي قدمها صديقنا الرئيس الأميركي ترامب."
كما رحبت الإمارات العربية بالاتفاق. وقالت المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الإماراتية هند العتيبة على "تويتر" إنه يمثل إنجازاً تاريخياً مهما آخر سيساهم بصورة كبيرة في استقرار وازدهار المنطقة.
وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق ووصفه بأنه خطوة مهمة من شأنها أن تساعد في إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
وكانت البحرين أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية. ومع ذلك عندما سافر مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير إلى البحرين قبل 10 أيام بعد أن ترأس وفداً أميركياً - إسرائيلياً مشتركاً إلى الإمارات، أشار ملك البحرين إلى أن المنامة لن توقّع اتفاقاً إلّا بالتنسيق مع السعودية.
أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن قيادة الجيش الإسرائيلي أقامت طاقماً خاصاً من أجل إعداد قائمة طلبات ستقدمها إسرائيل إلى الولايات المتحدة وتهدف إلى الحفاظ على تفوقها العسكري.
ويضم الطاقم عدداً من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين من عدة وحدات عسكرية.
وجاء ذلك في ضوء قرار الإدارة الأميركية بيع طائرات F-35 ومعدات عسكرية متطورة أُخرى إلى الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي سيتم توقيعه يوم الثلاثاء المقبل [غداً].
وأكدت المصادر العسكرية نفسها لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن إسرائيل قلقة جداً من بيع أسلحة متطورة إلى الإمارات، وتخشى أن يؤدي ذلك إلى بيع أسلحة متقدمة إلى دول أُخرى، الأمر الذي قد يتسبب بسباق تسلح في المنطقة سيؤثر بصورة كبيرة في التفوق العسكري الإسرائيلي.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هناك مخاوف أُخرى لا تعبّر إسرائيل عنها بصورة علنية من إمكان تبدل الحكم في الإمارات نظراً إلى كون منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة وتتغير فيها الأمور بسرعة، الأمر الذي يدفع إسرائيل إلى ضمان الحفاظ على تفوقها العسكري دائماً.
- في إحدى ليالي تشرين الأول/أكتوبر 2001، مرتدياً نظارة شمسية على الرغم من الظلام، وقبعة تغطي الوجه، كنت داخل سيارة داكنة الزجاج، اجتازت معبر الحدود مع الأردن بالقرب من معوز حاييم. وواصلت السير شرقاً نحو مطار يقع في ضواحي عمّان. هناك كان في انتظاري طائرة أقلتني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
- كنت حينها وزير المواصلات في حكومة أريئيل شارون، وعضواً في المجلس الوزاري المصغر. وكنت أول وزير إسرائيلي يزور هذه الدولة. منذ ذلك الوقت مرت سنوات غير قليلة حتى حدوث الزيارة العلنية لأعضاء في الحكومة الإسرائيلية لهذه الدولة العربية المهمة ، دائماً ضمن إطار حدث دولي.
- منذ تلك الزيارة دعوت كتابة وشفهياً إلى إقامة حلف استراتيجي بين إسرائيل وبين دول الخليج، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد رأيت في ذلك خطوة ضرورية لكبح التهديد الإيراني، وللسلام الإقليمي. وكان واضحاً أنه من دون إحراز تقدم إزاء الفلسطينيين، هذا لن يحدث.
- لذلك أشعر بالكثير من الرضى عن اتفاق السلام والتطبيع الذي سيوقَّع هذا الأسبوع في واشنطن مع الإمارات، وعن إعلان مباركة دول خليجية أُخرى الاتفاق، واحتمال أن توقّع هي أيضاً اتفاقاً مشابهاً في وقت لاحق.
- حقيقة أن توقيع الاتفاق هو نتاج شخصيتين سياسيتين، دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو اللذين يعانيان من ضائقة صعبة، لا تحد من سروري. فإلغاء فكرة الضم الخطرة - شرط الإمارات للموافقة على اتفاق التطبيع- يقدم درساً إلى الذين لا يريدون أن يفهموا أن رؤيا الدولة الواحدة لن تتحقق في إطار تسوية سلام إقليمي، بل فقط رؤيا الدولتين.
- لكن يجب ألّا ندع فرحة السلام تشوش رؤيتنا الواعية. بينما تواصل دولة إسرائيل مكافحتها وباء الكورونا وتداعياته الاقتصادية المدمرة، فإن التهديدات الأمنية الخارجية تتجمع كغيوم عاصفة في الأفق القريب. إيران لا تتوقف في طريقها إلى الحصول على سلاح نووي وتحقيق هيمنة إقليمية، ومن المحتمل أن تحدث مواجهة معها ومع وكلائها في الساحة الشمالية الواسعة. الساحتان الفلسطينيتان في غزة والضفة لا تزالان قابلتين للانفجار؛ الاتفاق مع دولة الإمارات يزيد من الإحباط الفلسطيني في المدى القصير. أيضاً سلوك تركيا لا يساعد في استقرار الشرق الأوسط؛ وتحاول تركيا أيضاً التدخل في الساحة الفلسطينية.
- الثمار السياسية والأمنية والاقتصادية للاتفاق الجديد لن تنضج بسرعة كافية لمساعدة إسرائيل على مواجهة الصعوبات الاقتصادية والاستراتيجية التي تعاني منها حالياً. يجب ألّا نخطىء، الثمار لا تزال بعيدة المنال.
- في السنوات الأخيرة تحدثت مرات عديدة مع أشخاص في الحكم وأكاديميين ورجال أعمال من دول الخليج. استنتاجي واضح: الاعتراف بضرورة وفائدة العلاقات بإسرائيل هو حصيلة عمل القيادة السياسية في هذه الدول في الأساس. الاعتراف بأن التطبيع مع إسرائيل، مع قوتها التكنولوجية في كل المجالات سيجلب الخير للجميع، لم يتسلل بما فيه الكفاية إلى طبقات ما تحت النخب. الغضب على إسرائيل لا يزال سائداً، على الرغم من أنه أخف، وما يحدث في المناطق المحتلة له تأثير كبير في هذه المشاعر - قرار بناء 5000 وحدة سكنية في المستوطنات هو دليل على الاستخفاف بما يحدث هناك.
- الاتفاق مع الإمارات يمكن أن يتحول إلى قطعة ورق فقط وصور في الأرشيف، إذا لم يكن له تتمة سياسية. وهذه التتمة يجب أن تكون القضية التي تثقل على مستقبل أرض إسرائيل، أي تحديد الحدود النهائية لدولة إسرائيل وعلاقتها بالشعب الفلسطيني. هذا ليس سهلاً من الناحية السياسية، ونرى الردود من اليمين على إلغاء خطة الضم. لكن مَن يعتقد أن العلاقات بدول الخليج ستنمو من دون مقابل سياسي للتطبيع، من المفيد أن يلقي نظرة على علاقاتنا بالأردن: يوجد تصدير للغاز الطبيعي، ويوجد تعاون أمني مستمر، لكن لا يوجد أي شيء غير هذا.
زهرة الاتفاق مع دولة الإمارات يمكن أن تنمو ويمكن أن تذبل، كل هذا يتوقف علينا.
- إعلان الاتفاق القريب مع البحرين بدا كأنه تكرار لإعلان الاتفاق مع دولة الإمارات العربية المتحدة: دونالد ترامب ظهرت توصية بترشيحه لنيل جائزة نوبل وفرصه ضئيلة في الحصول عليها، في غزة أحرقوا صور حمد بن عيسى آل خليفة البحريني بدلاً من صورة محمد بن زايد من الإمارات، في إسرائيل انقسمت ردات الفعل كالعادة بين أنصار بنيامين نتنياهو المصفقين المبالغين، وبين الممتعضين الذين ذكّروا بأن البحرين ليست دولة ديمقراطية ليبرالية، وأن الأقلية السنية تسيطر على الأغلبية الشيعية بصورة غير مستحبة على الإطلاق.
- لكن على الرغم من هذا كله، فإن هناك أموراً تجعل الاتفاق الإسرائيلي- البحريني مثيراً بحد ذاته للاهتمام. أولاً، مجرد حدوثه معناه أن اتفاق الإمارات نجح في الاختبار: الاحتفال بالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل استُقبل بلا مبالاة في العالم العربي، والفلسطينيون لم ينجحوا في القضاء على الاحتفال وتعبئة معارضة ضده، لا في الجامعة العربية ولا في الشارع العربي. السعوديون الذين يعتمد عليهم حكم الأقلية السنية في البحرين، وإلى حد ما يتلقى تعليماته منهم، تابعوا ما حدث عن قرب، وقرروا إعطاء ضوء أخضر لاتفاق سلام آخر.
- ثانياً، الفلسطينيون يدركون أن ما جرى ليس حدثاً يجري مرة واحدة، بل هو موجة يسمونها "نكبة ثانية". زعماء الدول العربية، والأخطر من ذلك، ما يُطلق عليه "الشارع العربي" يديران ظهرهما لهم. الحقيقة الصعبة بالنسبة إلى الفلسطينيين هي أنه حتى لو أن جزءاً كبيراً من العرب يفرحه تحرير فلسطين، فإن زعماءهم لا يدفعون ثمناً كبيراً عندما يفضّلون إسرائيل على الفلسطينيين. وهذا فشل سياسي ودبلوماسي، والأخطر من كل شيء - فشل هائل في المعركة على الوعي العربي. من الضروري توفر موهبة من أجل أخذ إجماع شبه مطلق تقريباً كالإجماع على فلسطين، والقدس، والأقصى، وتحويله إلى موضوع مختلف عليه من موضوعات خلافية عديدة.
- لكن النقطة المثيرة جداً للغضب بالنسبة إلى الفلسطينيين هي إصرار جاريد كوشنير على تضمين الاتفاقات بنداً يسمح للمصلين المسلمين من الإمارات والبحرين بالمجيء للصلاة في المسجد الأقصى. وتحت غطاء المحافظة على حرية ممارسة الدين الإسلامي، هناك اعتراف ضمني بسيادة إسرائيل على كل القدس وبسيطرتها على الأماكن المقدسة الإسلامية.
- إلى أين سيذهبون من هنا؟ بخلاف الإسرائيليين، في البيت الأبيض هناك من لا يزال يأمل بأنه إن لم يكن أبو مازن، فإن الزعيم الذي سيأتي من بعده سيدرك أن على الفلسطينيين أن يكونوا مرنين، وأن يغيروا توجههم. لكن واقعياً يبدو أن إعادة التفكير في توجّه جديد لدى الفلسطينيين لا تدفعهم نحو طريق المفاوضات، بل على العكس. أشخاص مثل نبيل شعث يفكرون بصوت عال في انتفاضة جديدة، وذلك بالتنسيق مع "حماس".
- إذا كان الفلسطينيون يائسين، فإن الإيرانيين يشعرون بأنهم محاصرون، لأنه بخلاف التركيز الاقتصادي والتجاري في الاتفاق مع الإمارات، فإن التركيز في الاتفاق الجديد مع البحرين سيكون على التعاون العسكري والاستخباراتي في مواجهة إيران القريبة. الحرس الثوري سبق أن هدد بالرد على "العمل الأحمق" الإسرائيلي - البحريني. في إمكان الإيرانيين إزعاج البحرين بعدة أشكال، بينها تحريض السكان الشيعة الذين يخضع جزء منهم لتأثيرهم، لكن يبدو أن هناك دائماً ثمناً يجب أن يُدفع.