مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل أحد عناصر الأمن الفلسطيني برصاص جنود إسرائيليين بحجة محاولة إطلاق نار على حاجز عسكري بالقرب من نابلس
إضراب الأسير الأمني الفلسطيني ماهر الأخرس عن الطعام يدخل يومه المئة
المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا يطالب بمنع دخول المواطنين العرب إلى مناطق الضفة الغربية
تقديم لائحة اتهام ضد شاب إسرائيلي من تل أبيب بشبهة قيامه بتهديد رئيس الحكومة وعائلته
مقالات وتحليلات
فوز ترامب قد يضع حداً للهدوء الأمني النسبي في الضفة الغربية
ترامب فعل المستحيل، لكنه ترك الشرق الأوسط مصاباً بجروح أكثر مما وجده
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 5/11/2020
مقتل أحد عناصر الأمن الفلسطيني برصاص جنود إسرائيليين بحجة محاولة إطلاق نار على حاجز عسكري بالقرب من نابلس

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن عنصراً من عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قُتل أمس (الأربعاء) برصاص جنود إسرائيليين بعد أن حاول إطلاق النار عليهم في شمال الضفة الغربية.

وأضاف البيان أن جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا في حاجز حوارة العسكري بالقرب من المدخل الجنوبي لمدينة نابلس ردوا بإطلاق النار بعد أن وصل شاب فلسطيني مسلح بمسدس من اتجاه المدينة وأطلق النار عليهم من مركبته.

ونفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" رواية الناطق العسكري الإسرائيلي وقالت إن الشاب القتيل هو بلال عدنان رواجبه (29 عاماً) من سكان قرية عراق التايه في منطقة نابلس وعمل مستشاراً قانونياً برتبة نقيب في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني وأن المسدس الذي كان بحيازته تابع لجهاز الأمن الفلسطيني.

وأضافت "وفا" أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على رواجبه من مسافة الصفر في أثناء مروره على الحاجز ووصفت العملية بأنها إعدام.

وقال بيان صادر عن الهلال الأحمر الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي منع المسعفين من الوصول إلى مكان الحادث وتقديم الإسعافات الأولية لرواجبه بعد إطلاق النار عليه.

وأظهرت مقاطع نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جندياً إسرائيلياً يقترب من مركبة رواجبه عند حاجز حوارة ويطلق النار عليه، ولا يظهر في المقاطع الهجوم المزعوم الذي ادعى الجيش الإسرائيلي أن رواجبه قام به.

"هآرتس"، 5/11/2020
إضراب الأسير الأمني الفلسطيني ماهر الأخرس عن الطعام يدخل يومه المئة

دخل إضراب الأسير الأمني الفلسطيني ماهر الأخرس عن الطعام أول أمس (الثلاثاء) يومه المئة، وذلك احتجاجاً على اعتقاله إدارياً من جانب اسرائيل بشبهة العضوية في منظمة "إرهابية".

ويحذر محامو الأخرس ومنظمات حقوق الإنسان منذ أكثر من شهر من أن حياته في خطر إذا ما استمر في إضرابه عن الطعام.

وقالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في بيان صادر عنها أمس (الأربعاء)، إن الأخرس في خطر فوري ومميت. وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يضربون عن الطعام ولا يشربون شيئاً سوى الماء لأيام متتالية يبدأون بالموت في اليوم الخامس والسبعين تقريباً.

وقال بيان صادر عن "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية إن حالة الأخرس الصحية تدهورت بصورة خطرة في الأيام الأخيرة وبدأ يفقد بصره.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص نيكولاي ملادينوف أنه قلق للغاية بشأن حالة الأخرس. وأكد معارضة المجتمع الدولي منذ فترة طويلة لاستخدام إسرائيل الاعتقال الإداري.

وشدّد ملادينوف على وجوب توجيه تهم فورية إلى جميع المعتقلين إدارياً ومحاكمتهم أمام محكمة، أو إطلاق سراحهم من دون تأخير.

ويقبع الأخرس رهن الاعتقال الإداري، وهو إجراء يسمح باحتجاز المشتبه بهم بـ"الإرهاب" إلى أجل غير مسمى من دون محاكمة لمدة تصل إلى ستة أشهر قابلة للتجديد.

"معاريف"، 5/11/2020
المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا يطالب بمنع دخول المواطنين العرب إلى مناطق الضفة الغربية

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا أمس (الأربعاء) على فتح الحوانيت الواقعة في الشوارع في البلدات الخضراء ابتداء من يوم الأحد المقبل.

وسيتم فتح هذه الحوانيت اعتماداً على خطة تشمل استقبال 4 زبائن في الوقت نفسه كحد أقصى. وعارض وزير الصحة الاسرائيلية يولي إدلشتاين القرار، وقال إن إسرائيل لم تبلغ بعد الأهداف التي حددتها للاستمرار في فرض مزيد من التسهيلات، وحذّر من احتمال تجدد ارتفاع الإصابات. 

وعرض المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا روني غامزو خلال الجلسة الأوضاع في المجتمع العربي وقال إن لا مفر من فرض الإغلاق على بلدتين عربيتين صُنفتا ضمن البلدات الحمراء، وطالب بمنع دخول المواطنين العرب إلى مناطق الضفة الغربية نظراً إلى ارتفاع الإصابات هناك، وبإجراء فحوصات كورونا للعمال الفلسطينيين الذين يدخلون إلى إسرائيل. 

"يسرائيل هيوم"، 5/11/2020
تقديم لائحة اتهام ضد شاب إسرائيلي من تل أبيب بشبهة قيامه بتهديد رئيس الحكومة وعائلته

وجهت وحدة السايبر التابعة للشرطة الاسرائيلية أمس (الأربعاء) لائحة اتهام إلى شاب إسرائيلي (26 عاماً) من سكان مدينة تل أبيب بشبهة قيامه بتهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعائلته، وأيضاً تهديد عناصر من الشرطة الإسرائيلية وعائلاتهم عبر تغريدات نشرها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وتضمنت اللائحة تهم التهديد بالقتل والاعتداء الجنسي بحق رئيس الحكومة وعائلته، وبحق وزراء ورجال شرطة وأبناء عائلاتهم.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلت الشاب يوم الجمعة الماضي وقامت بحذف كل التغريدات التي تضمنت التهديدات المذكورة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 5/11/2020
فوز ترامب قد يضع حداً للهدوء الأمني النسبي في الضفة الغربية
يوسي يهوشواع - مراسل عسكري
  • أكدت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أن أداء الجنود الإسرائيليين، ردّاً على محاولة إطلاق النار التي قام بها عنصر من عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في حاجز حوارة العسكري بالقرب من نابلس أمس (الأربعاء)، كان جيداً ويعكس تحسناً في الأداء العملاني للجنود المقاتلين الموجودين في جبهة فرقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن السنة الأخيرة شهدت عدة حوادث شبيهة بحادثة أمس وكُشف خلالها أن أداء الجنود لم يكن جيداً ولم تنته كما كان ينبغي لها أن تنتهي. وفي ضوء ذلك قرر قائد فرقة يهودا والسامرة العميد يانيف الألوف، الذي تسلم مهمات هذا المنصب قبل نحو سنة، أن يأخذ هذا الموضوع على عاتقه كمهمة شخصية ذات أولوية قصوى. ووضع لنفسه هدفاً فحواه أن يدرب الجنود على حالات الصدام مع "إرهابيين" عن قرب وتطوير القدرات العملانية للجنود إلى الحد الأقصى.
  • وقام هذا القائد بتحصين الحواجز والمواقع العسكرية وتغيير نظام عمل ورديات الجنود في الحواجز، وبإجراء تمرينات واسعة على كيفية مواجهة "الإرهابيين" من مسافة قريبة. ويطالب العميد الألوف جنود الفرقة بأن تنتهي أي مواجهة كهذه بصفر إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين. ومع أن مثل هذا المطلب غير واقعي بتاتاً، لكن يؤكد الجنود في الفرقة أن هناك روحاً جديدة في كل ما يتعلق بمعالجة مختلف التهديدات.
  • وفيما يخص الأوضاع الأمنية في يهودا والسامرة، تشير المصادر المسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن سبب تراجع عدد العمليات "الإرهابية" منذ بداية السنة يعود إلى تفشي فيروس كورونا. وتشير آخر التقديرات المتعلقة بكورونا إلى أن هناك ازدياداً في عدد الإصابات بالفيروس في المناطق [المحتلة]، إلى درجة أن المنسق العام لشؤون مكافحة الفيروس روني غامزو طالب أمس بمنع المواطنين العرب في إسرائيل من الدخول إلى مناطق يهودا والسامرة، وبمنع دخول عمال فلسطينيين من هذه المناطق إلى إسرائيل. والمشكلة أن عدد هؤلاء العمال الفلسطينيين هو 200.000 عامل، نصفهم يعمل وفقاً لتصاريح خاصة، في حين يعمل 50.000 في المستوطنات، ويقوم 50.000 بالتسلل إلى إسرائيل للعمل من دون تصاريح وتغض السلطات النظر عنهم.
  • يُشار إلى أنه منذ إعلان إسرائيل أنها تنوي تطبيق خطة ضم مناطق من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية توقف التنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. كما يرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تلقّي أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لمصلحة السلطة بحجة أن موضوع الضم لم يسقط من جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية. وتقدَّر هذه الأموال بعدة مليارات من الشيكلات.
  • وتشير التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش إلى أن عباس ينتظر ظهور النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأميركية، وفي حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن من المتوقع أن ينزل عباس عن الشجرة. أمّا في حال فوز الرئيس دونالد ترامب فمن المتوقع أن يجعل ذلك شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي قابلاً للانفجار ووضع حدّ للهدوء الأمني النسبي المستمر منذ نحو سنة، نظراً أيضاً إلى كونه الشهر الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السنوية لوفاة ياسر عرفات، والشهر الذي تصادف فيه ذكرى مرور سنة على قيام إسرائيل بتصفية القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.

 

"هآرتس"، 3/11/2020
ترامب فعل المستحيل، لكنه ترك الشرق الأوسط مصاباً بجروح أكثر مما وجده
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • السنوات الأربع مع ترامب كانت مثيرة للاهتمام. الرجل يعرف كيف يقدم عرضاً، وكيف يجذب الجمهور في كل العالم، وأن يثير الضحك بصورة مأساوية حتى عندما يتحدث بلغة إنكليزية ركيكة، وأن يثير موجات تسونامي على شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من أي زعيم آخر.
  • تصادَقَ ترامب مع الحكام المستبدين، وآمن بأن معهم فقط يمكن عقد صفقات. دخل إلى الشرق الأوسط مع "صفقة" صاخبة عُرفت باسم "صفقة القرن"، وُقّعت من جانب واحد، جانب ترامب. في أحلامه، رأى ترامب سلاماً شاملاً بين إسرائيل والعرب، عشرات مليارات الدولارات تغمر رمال الصحراء  وأبراج ترامب تزدهر في غزة، والخليل، وعمّان.
  • ترامب يستحق كل الثناء على نجاحه في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، والسودان على الطريق أيضاً. كل دولة حصلت على رزمة بحسب حاجتها. الإمارات ستحصل على طائرات أف-35، السودان سيرفع اسمه من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، والبحرين سيستفيد مما تبقى. لكن إسرائيل هي الرابح الأكبر. ما حدث هو طبعاً ثورة تاريخية كبيرة، تغيير نموذجي أنشأ حزاماً من التأييد العربي لدولة إسرائيل، من دون أن يُطلب منها أن تدفع مقابله ثمناً أيديولوجياً، أو إقليمياً أو مالياً. هذا هو إنجاز العصر. لكن "صفقة العصر" هذه لا تُنهي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.
  • ترامب لم يصنع معجزة ولم يحلّ نزاعاً دموياً بين إسرائيل والدول العربية. هو ليس جيمي كارتر ولا بيل كلينتون. لقد منح توقيعه لتشريع استمرار الاحتلال، وضم هضبة الجولان، ونقل السفارة الأميركية في القدس، وقضى على مكانة واشنطن كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، وفي الوقت عينه قضى على الأفق السياسي لإسرائيل والفلسطينيين.
  • في الشرق الأوسط اتبع ترامب استراتيجية الشركات التي تعتمد على نظرية أن زعماء الدول هم مدراء عامّون أو مدراء شركات لا يخضعون لمجالس إدارة عامة أو لجان عمالية. يعتقد ترامب أن في هذه المنطقة لا أهمية للرأي العام، وللشعور الوطني، وللتاريخ والثقافة. تكفي علاقة وثيقة مع زعيم كي ينجز صفقة. هو الزعيم الوحيد في العالم الذي يعتبر أردوغان، رئيس تركيا، حليفاً محترماً. "أتفاهم معه بصورة جيدة وهو يصغي إليّ"، قال ترامب في مقابلة في آب/أغسطس.
  • حتى عندما وجّه صديقه هذا صفعة إليه بشرائه منظومات الصواريخ الروسية، وأيضاً عندما هاجم الأكراد، حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، حظي أردوغان بدعم ترامب الكامل، الذي برّر شراء الصواريخ بأن إدارة أوباما رفضت بيع تركيا صواريخ متقدمة. ليس من المستغرب أن يتخوف أردوغان من نتائج الانتخابات الرئاسية. هو لم يواجه بعد رئيساً أميركياً يقدر على أن يرفع صوته عليه.
  • أهم ما يميز براعة ترامب في الصفقات هو تحديداً إلغاء الصفقة: الانسحاب من الاتفاق النووي في سنة 2018. كان واثقاً من أن سياسة "الضغط الأقصى" ستجبر إيران على الركوع وقبول كل شروطه. بعد مرور عامين، لا تزال إيران في قيد الحياة ونشيطة. وضعها صعب، وهي غارقة في إحدى أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخها، لكنها تواصل دعم حزب الله، وتمويل الميليشيات الشيعية في العراق، وتدرّب وتموّل الحوثيين في اليمن، وتمسك بيد بشار الأسد. كما أنها زادت من كميات اليورانيوم التي تخصبها، وأعادت إحياء أجهزة طرد مركزي كانت متوقفه عن العمل. حالياً، ترامب واثق بأن لديه صفقة جديدة وناجحة يقترحها على إيران. إذا انتُخب سيجعل العالم يرى كيف يكون التعامل مع إيران. لكن هذا هو ترامب نفسه الذي لم يسارع إلى الرد على إطلاق صواريخ إيرانية أصابت أهدافاً أميركية وسعودية، وأهدافاً في الإمارات. عندما طلبت السعودية المساعدة لم يتطوع لتقديمها لها. هو كان مستعداً للمساعدة، لكن، فقط في مقابل ثمن. الصفقة هي صفقة. ترامب، مقارنة بأوباما، هاجم فعلاً سورية بعد استخدامها غازاً ساماً ضد مواطنيها، لكنه مؤخراً يجري مفاوضات لإطلاق سراح مدنيين أميركيين معتقلين، ومَن قال إنه لا يُجري مفاوضات مع إرهابيين؟
  • ثلاث مرات وعد ترامب بسحب قواته من الشرق الأوسط كجزء من سياسة الانفصال التي رفع شعارها. مرة في أفغانستان عندما وقّع اتفاقاً مع طالبان، المنظمة نفسها المسؤولة عن قتل آلاف المدنيين الأفغان، ومرة ثانية عندما أعلن إخراج القوات الأميركية من سورية، ومرة ثالثة عندما وافق على إخراج قواته من العراق. الانسحاب من أفغانستان لا يزال ينتظر التنفيذ. الانسحاب من سورية يتراخى، وترامب يواصل التفاوض على بقاء القوات في العراق، وعلى الطريق يترك وراءه سلسلة من الجثث. أفغانستان تواصل خوض حروبها مع طالبان، الأكراد في سورية فقدوا الثقة بالرئيس الأميركي،  وعلى الرغم من لجم الانسحاب من سورية، فقد بدأ الأكراد يتصادقون مع الروس وهم مستعدون لإجراء مفاوضات مع الأسد، كي يصمدوا في وجه الهجمات التركية. "الأكراد ليسوا مشكلتنا" قال ترامب بعد إعلان الانسحاب. العراق الذي طالب بانسحاب القوات الأميركية، يتخوف الآن من البقاء وحده في مواجهة داعش الذي يرفع رأسه في المحافظات الشمالية، أمّا تركيا فقد سبق أن أجرت تجربة على منظومات الصواريخ الروسية.  لقد جعل ترامب من الولايات المتحدة في الشرق الأوسط شخصية غامضة، حاضرة - غائبة، وليست فقط غير مهيأة لحل النزاعات، بل تساهم في إطالتها وتغذيتها.
  • الشريكة العربية الأكثر أهمية للولايات المتحدة، السعودية، يسيطر عليها ولي العهد محمد بن سلمان الذي تحول إلى شخصية غير مرغوب فيها في الولايات المتحدة بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي. منذ أكثر من عامين لم تطأ قدماه أراضيها على الرغم من أنه وعد بشراء سلاح وطائرات بنحو 110 مليارات دولار. لكن ترامب كان الزعيم الوحيد الذي امتنع من اتهام بن سلمان مباشرة بالمسؤولية عن الجريمة- بخلاف استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية - وأفشل شخصياً قرار الكونغرس منع بيع سلاح إلى بن سلمان. صحيح أن ترامب أجبر السعودية على إجراء مفاوضات مع الحوثيين في اليمن، لكن السلاح الأميركي لا تزال تستخدمه القوات السعودية في هجماتها على تجمعات السكان في اليمن في حرب مستمرة منذ 5 سنوات، وحصدت حياة أكثر من 100 ألف شخص.
  • أيضاً جهود ترامب لرأب الصدع بين قطر - الدولة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط - وبين السعودية والبحرين والإمارات ومصر لم تنجح. الحصار الاقتصادي الذي فرضته 3 دول خليجية مع مصر على قطر، قوّى علاقات قطر مع تركيا، ومع إيران، ومعاً أقاموا محوراً مشتركاً يحاول أن يحل محل المحور العربي المؤيد لأميركا. تركيا وقطر تقفان على رأس جبهة في ليبيا، في الحرب التي تدور بين الحكومة المعترف بها وبين الجنرال الانفصالي خليفة حفتر، في مقابلهم تقف جبهة روسية فرنسية سعودية إماراتية ومصرية. في هذه الجبهة كما في الجبهة السورية، تقف الولايات المتحدة موقف المتفرج، كأن لا علاقة لها بالمعركة. اللامبالاة الأميركية في سورية وليبيا أعطت روسيا الاحتكار في ملعب اللاعبين في الشرق الأوسط الذي تعرف كيف تستغله جيداً، وهي تنجح في توسيع هذا الاحتكار، كما يظهر ذلك في شبكة العلاقات العسكرية والاقتصادية التي طورتها مع مصر والسعودية.
  • اليوم سيحدد الناخبون الأميركيون نهاية هذه المرحلة الفوضوية التي ستترك إرثاً سيئاً وخطِراً. لكن كما أثبت ترامب نفسه، لا وجود لسياسة لا يمكن العودة عنها ولا توجد خطوات نهائية غير قابلة للتعديل أو لتعميق الخلل أكثر. يجب أن نأمل فقط بأن تكون الفترة المقبلة مملة، من دون عروض، ومن دون مهرج يدير العالم.