مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بعد مرور وقت طويل، نتنياهو يهنئ بايدن ويشكر ترامب
عباس يهنئ بايدن ويأمل بتعزيز العلاقات الفلسطينية - الأميركية
إصابة شاب فلسطيني خلال محاولة طعن جنود إسرائيليين بالقرب من الخليل
الحكومة الإسرائيلية تصادق على إقامة مستوطنة يهودية جديدة في منطقة غلاف غزة
فتح عشرات آلاف المتاجر التي لديها واجهات أمامية على الشارع مع تخفيف الحكومة الإسرائيلية قيود الإغلاق المفروضة لمواجهة فيروس كورونا
الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس ينهي إضرابه عن الطعام الذي استمر أكثر من مئة يوم بعد الاتفاق مع السلطات الإسرائيلية على الإفراج عنه
مقالات وتحليلات
بايدن يثير أحلاماً بعهد جديد، لكن أضرار ترامب في الشرق الأوسط من الصعب إصلاحها
بايدن لن يعطل البنية التحتية للسلام التي أرساها ترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 9/11/2020
بعد مرور وقت طويل، نتنياهو يهنئ بايدن ويشكر ترامب

بعد مرور وقت طويل أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين أمس (الأحد) بيانين لتهنئة جو بايدن بفوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وأشار نتنياهو إلى علاقاته الشخصية الحميمة والمستمرة مع بايدن منذ 40 عاماً وأكد أنه يعتبره من أكبر أصدقاء دولة إسرائيل وأنه يتطلع إلى التعاون معه ومع نائبته كاميلا هاريس من أجل تعزيز التحالف الفريد من نوعه بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

من ناحية أُخرى شكر نتنياهو الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على الصداقة التي أبداها لإسرائيل وله شخصياً، وعلى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالجولان كجزء من دولة إسرائيل، وعلى وقوفه في وجه إيران ودوره في إنجاز اتفاقات سلام مع ثلاث دول عربية وتعزيز العلاقات الأميركية - الإسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل.

وكان رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"] أول مسؤول حكومي إسرائيلي كبير يهنئ بايدن بفوزه بالرئاسة.

وكتب غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" فجر أمس: "أقدّم التهاني إلى جو بايدن مؤيد إسرائيل وصديقها منذ فترة طويلة وإلى زميلته كاميلا هاريس التي صنعت التاريخ كأول امرأة تُنتخب نائبة للرئيس. أتطلع إلى مواصلة تعميق الروابط الراسخة والعلاقات الدفاعية القوية بين بلدينا كحليفين في الجهود المبذولة لتعزيز الديمقراطية والاستقرار والسلام في جميع أنحاء العالم."

كما شكر غانتس الرئيس ترامب على التزامه بأمن إسرائيل واستثماره في مستقبلها وأكد أن الشرق الأوسط خطا خطوات كبيرة إلى الأمام بفضل القيادة الجريئة لترامب على مدى السنوات الأربع الفائتة.

وانتقدت عدة أوساط في إسرائيل نتنياهو لتأخره في إرسال التهاني للرئيس المنتخب بايدن بعد أن قام العديد من زعماء دول العالم بتهنئته.

وقال رئيس تحالف "يوجد مستقبل - تلم" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد الذي كان أول سياسي إسرائيلي يهنئ بايدن مساء أول أمس (السبت)، أنه من المخزي أن تظل القيادة العليا في البلاد صامتة وبذا تضر بالمصالح الإسرائيلية.

"يسرائيل هيوم"، 9/11/2020
عباس يهنئ بايدن ويأمل بتعزيز العلاقات الفلسطينية - الأميركية

هنأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بفوزه في الانتخابات، وأعرب عن أمله بتعزيز العلاقات الفلسطينية - الأميركية التي شهدت جموداً في السنوات الأخيرة.

وقال عباس في بيان صادر عنه أمس (الأحد)، أنه يتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب بايدن وإدارته من أجل تعزيز العلاقات الفلسطينية- الأميركية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة والكرامة للشعب الفلسطيني ومن أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وعلمت صحيفة "يسرائيل هيوم" من مسؤول كبير في ديوان عباس بأن السلطة الفلسطينية وجهت رسائل إلى بايدن أبدت فيها استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام التي توسطت فيها واشنطن مع إسرائيل، لكن من النقطة التي توقفت فيها سنة 2016 تحت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وأضاف هذا المسؤول أن عباس سيطالب بايدن على الفور بإعادة السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب، والتراجع عن اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما ستطالب السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بإعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن التي أغلقها ترامب، وتجديد المساعدات الأميركية للفلسطينيين ولوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين [الأونروا] التي سحبها ترامب.

وكان بايدن قال في وقت سابق أنه يخطط لاتباع نهج أكثر اعتدالاً تجاه النزاع في الشرق الأوسط مقارنة بسلفه، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لن يلغي تلك القرارات.

"يديعوت أحرونوت"، 9/11/2020
إصابة شاب فلسطيني خلال محاولة طعن جنود إسرائيليين بالقرب من الخليل

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن شاباً فلسطينياً حاول طعن جنود خارج مخيم الفوار للاجئين بالقرب من مدينة الخليل صباح أمس (الأحد).

وأضاف البيان أن قوات الجيش المتواجدة في المكان أطلقت النار على الشاب، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح خطرة، من دون أن يصاب أي من الجنود.

وجاءت محاولة الهجوم هذه وسط تصاعد ملموس في أعمال العنف في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، مع ازدياد عدد هجمات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على طول الطرق السريعة. ويوم الأربعاء الفائت قُتل عنصر في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية برصاص الجيش بعد أن أطلق النار على جنود إسرائيليين في شمال الضفة الغربية.

"يسرائيل هيوم"، 9/11/2020
الحكومة الإسرائيلية تصادق على إقامة مستوطنة يهودية جديدة في منطقة غلاف غزة

صادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها أمس (الأحد) على إقامة مستوطنة يهودية جديدة في منطقة غلاف غزة [جنوب إسرائيل] سيطلق عليها موقتاً اسم "حانون"، ومن المخطط أن تضم 500 عائلة.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع إن إقامة هذه المستوطنة تنطوي على بشرى كبيرة لإسرائيل وللمستوطنات في غلاف غزة.

وتطرق نتنياهو في كلمته إلى التسهيلات الجديدة التي بدأت الحكومة بتنفيذها في كل ما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا، فقال إن إسرائيل ما زالت في مرحلة مبكرة من العودة إلى مجرى الحياة الطبيعي.

"معاريف"، 9/11/2020
فتح عشرات آلاف المتاجر التي لديها واجهات أمامية على الشارع مع تخفيف الحكومة الإسرائيلية قيود الإغلاق المفروضة لمواجهة فيروس كورونا

أعيد أمس (الأحد) فتح عشرات آلاف المتاجر التي لديها واجهات أمامية على الشارع مباشرة مع تخفيف الحكومة الإسرائيلية لقيود الإغلاق المفروضة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وتم فتح المتاجر مع السماح لها باستقبال أربعة زبائن كحد أقصى في آن واحد وبما يتوافق مع لوائح مواجهة الفيروس، بما في ذلك التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.

وأعرب العديد من أصحاب المتاجر عن ارتياحهم للسماح لهم بإعادة فتح مصالحهم بعد أشهر من الضائقة المالية، وقال بعضهم أنه شعر بإطلاق سراحه من الاعتقال.

وتم إغلاق هذه المتاجر منذ منتصف أيلول/سبتمبر الفائت عندما فرضت الحكومة إغلاقاً تاماً على مستوى البلد يستثني الأعمال الحيوية فقط.

وتبين أن العديد من المتاجر لم تفتح أبوابها وأغلقت في الواقع بصورة دائمة في علامة على الخسائر الفادحة التي تسبب بها الفيروس لاقتصاد البلد.

من ناحية أُخرى أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس تسجيل 4 حالات وفاة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية لترتفع حصيلة الوفيات إلى 2674 وفاة، كما تم تسجيل 208 إصابات جديدة بالفيروس، وبذا ارتفعت حصيلة الإصابات منذ تفشي الفيروس في إسرائيل إلى 319.241 إصابة.

وأوضحت وزارة الصحة أن بين الإصابات هناك 330 حالة خطرة تم ربط 143 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي. 

وأعلن القائم بأعمال المدير العام لوزارة الصحة البروفيسور إيتمار جروتو أمس رغبته في إنهاء عمله.

وأعلم جروتو كلاً من وزير الصحة يولي إدلشتاين، والمدير العام لوزارة الصحة البروفيسور حيزي ليفي، برغبته في إنهاء عمله بعد 13 سنة شغل خلالها منصب القائم بأعمال المدير العام لوزارة الصحة ورئيس خدمات الصحة الجماهيرية ومسؤول ملف معالجة كورونا في السنة الأخيرة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت قبل عطلة نهاية الأسبوع على فرض إجراءات إغلاق محلية في عدة مواقع بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك البلدات الدرزية بقعاثا ومسعدة ومجدل شمس في هضبة الجولان، وأحياء اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] في بلدة "حتسور هجليليت" في الجليل.

 

"هآرتس"، 8/11/2020
الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس ينهي إضرابه عن الطعام الذي استمر أكثر من مئة يوم بعد الاتفاق مع السلطات الإسرائيلية على الإفراج عنه

قرر الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس المعتقل منذ نحو أربعة أشهر في إسرائيل مساء أول أمس (الجمعة) إنهاء إضرابه عن الطعام الذي استمر أكثر من مئة يوم بعد الاتفاق مع السلطات الإسرائيلية على الإفراج عنه.

وظهر الأخرس في شريط فيديو نشره عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وهو يرفع شارة النصر من على سريره في المستشفى وقد أحاطت به زوجته وأعضاء كنيست عرب لدى إعلان إنهاء إضرابه.

وأكدت زوجة الأسير تغريد الأخرس أن إنهاء الإضراب تم بعد اتفاق مع السلطات الإسرائيلية ينص على عدم تجديد اعتقاله الإداري ثم إطلاق سراحه يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي. وأضافت أنه حتى ذلك التاريخ سيبقى ماهر في مستشفى كابلان القريب من تل أبيب.

واعتُقل ماهر الأخرس يوم 27 تموز/يوليو من منزله في سيلة الظهر في قضاء جنين بشبهة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، ووُضع في معسكر حوارة بالقرب من نابلس. وأضرب عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقاله بمجرد علمه بصدور أمر اعتقال إداري بحقه مدة أربعة أشهر.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/11/2020
بايدن يثير أحلاماً بعهد جديد، لكن أضرار ترامب في الشرق الأوسط من الصعب إصلاحها
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • سيطر الألم في قصر الرئاسة التركي عندما اتضح نهائياً أن جو بايدن هوالرئيس المنتخب للولايات المتحدة. رجب طيب أردوغان الذي سارع هذا الأسبوع إلى تهنئة رئيس غينيا الجديد ألفا كونده، لم يجد على ما يبدو الكلمات لتهنئة بايدن بفوزه بمنصبه الجديد. وليس صدفة أن رئيس أكبر حزب للمعارضة في تركيا هو الذي مثّل تركيا وأرسل التهنئة الأولى إلى بايدن.
  • بالنسبة إلى أردوغان، هزيمة ترامب هي ضربة مزدوجة. على الرغم من الخلافات السياسية والعسكرية بينهما، أردوغان أسر قلب ترامب الذي جعله صديقاً شخصياً يستحق كل تأييد. عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومات صواريخ روسية؟ إدانة سيطرتها على مناطق في سورية، والحرب ضد الأكراد؟ غرامات على المصرف التركي الذي خرق أوامر العقوبات على إيران؟ عقوبة على التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط بخلاف موقف الاتحاد الأوروبي؟ نجت تركيا من كل ذلك بفضل سور الدفاع الذي أقامه ترامب ضد خصوم أردوغان. هذا السور سمح للرئيس التركي بإدارة سياسة مستقلة في جزء منها تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، لأنها فرضت أيضاً على الاتحاد الأوروبي التصرف بحذر وضبط النفس إزاء تركيا كي لا تدخل في مسار تصادمي مع إدارة ترامب.
  • بطريقة مشابهة وضع ترامب أمام الاتحاد الأوروبي مسار عقبات في المسألة الإيرانية. الشرخ الذي نشأ بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد أن قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018 كان مباشراً وخطراً. دول الاتحاد - وخصوصاً الدول الثلاث التي وقّعت الاتفاق: فرنسا بريطانيا، وألمانيا - بدأت بشق قناة تلتف على العقوبات للاستمرار في جعل الاتفاق النووي يتنفس، لكن شركات أوروبية كبيرة سحبت يديها بسرعة من إيران. والآلية الأوروبية التي أُقيمت لتمويل صفقات مع طهران لم تنجح في الإقلاع.
  • استخفاف ترامب بالدول الأوروبية الذي لامس إهانة زعمائها، يفرغ من المضمون السياسي أدوار الدول الحليفة المهمة للولايات المتحدة. لم تشأ أي دولة من هذه الدول التورط مع رئيس غير متوقع [ما قد يفعله]، وعندما أراد الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على السعودية والإمارات بسبب الحرب في اليمن، وجد فعلاً شريكاً في الكونغرس الأميركي، وليس في البيت الأبيض، الذي أحبط كل محاولة لكبح بيع السلاح إلى السعودية والإمارات. كان يبدو أحياناً أن سياسة ترامب هدفت إلى سحق مكانة أوروبا حتى عندما استفادت منها جيداً روسيا التي تسللت إلى كل مكان تركته الولايات المتحدة شاغراً وراءها. هذا ما حدث في سورية وليبيا وحتى في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي أُبعدت أوروبا عنه، بدأت تظهر في روسيا مؤخراً بوادر اهتمام نشط.

انهيار المحاور التقليدية

  • الحلم الأوروبي، العربي، الإيراني والفلسطيني بأنه سيبدأ عهد جديد خالٍ من الترامبية، ومن جنونه، بدءاً من 20 كانون الثاني/يناير، هو حالياً حلم فقط. خلال أربع سنوات من غيابه عن الساحة السياسية، سُمعت من بايدن فقط تصريحات قليلة واضحة يمكن الاعتماد عليها لفهم توجهه. أحد هذه التصريحات هو الذي قال فيه إنه ينوي إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ولاحقاً إجراء مفاوضات مع إيران على موضوعات متعددة، بينها المشروع النووي والباليستي ودعم حزب الله. لكن هل سيرفع العقوبات التي فرضها ترامب، والتي لا علاقة لها بالموضوع النووي تحديداً؟ هل ستوافق إيران على وقف الاستمرار في تخصيب اليوارنيوم وتفكّك من جديد أجهزة الطرد المركزي التي أعادت العمل فيها بعد نحو عام بعد انسحاب الولايات المتحدة؟
  • سيكتشف بايدن أنه لا يستطيع أن يضغط على زر سحري، وأن يغيّر سلوك إيران دفعة واحدة، تحديداً في السنة التي ستذهب فيها إلى انتخابات رئاسية. لكن خطوة في هذا الاتجاه ستعيد الاتحاد الأوروبي إلى دائرة العمل ويمكن أن ترمم الدمار الذي تركه ترامب وراءه. من دون تدخّل أوروبي نشط، سيكون من الصعب جداً على بايدن ترميم الاتفاق النووي. الرئيس المنتخَب دعم في الماضي، وعلى ما يبدو حالياً، سياسة خارجية ائتلافية، تعتمد على تحالفات واسعة، وعلى مصالح مشتركة. مقارنة بترامب الذي اعتبر كل عملية سياسية صفقة هو نفّذها (أو فشل في تنفيذها) على أساس شخصي، ومرتبطة بمعرفته الشخصية وحبه (أو الكراهية) الذي شعر به إزاء الطرف الآخر.
  • عندما كان يتدخل في عمليات سياسية حرص بايدن على المحافظة على رزمة من القيم، مثل الإنصاف، والاستقامة، والمحافظة على حقوق الإنسان. هذا هو القاسم المشترك الذي سيبني عليه شبكة علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، وأيضاً عندما سيبدأ بمواجهة أزمات ونزاعات الشرق الأوسط. لكن تحت سقف الوفاق الجديد، من المتوقع أن تنشأ معارك مريرة من أجل الدفاع عن التحالف المستجد بين الولايات المتحدة وأوروبا.
  • هل سيوافق بايدن على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعقوبات على تركيا لمنع أردوغان من استخدام صواريخ أس-400 الروسية والدفاع عن حقوق الإنسان؟ إذا كان الأمر نعم، كيف سيتصرف في مواجهة تهديد تركيا بالانسحاب من حلف الناتو، وماذا ستفعل أوروبا في مواجهة التهديد بإغراقها باللاجئين السوريين الذي يلوّح به أردوغان؟ هل سيقاطع بايدن أي حكومة لبنانية يشارك فيها حزب الله، حتى لو عنى هذا الموقف انهيار لبنان؟ أم سينضم إلى وجهة نظر فرنسا التي تعتبر حزب الله مؤلفاً من جناحين، عسكري، وسياسي، ولا مانع من أن يكون "المكوّن السياسي" شريكاً في الحكومة؟ هل سيجدد بايدن المساعدة للفلسطينيين التي جُمدت في أيام ترامب، حتى لو بقيت المفاوضات مع إسرائيل عالقة، وبذلك يقف صفاً واحداً مع السياسة الأوروبية ويخاطر بهجوم إسرائيلي خاطف؟
  • قائمة هذه المعضلات مأخوذة من واقع أن "كتلاً" أو "محاور" تقليدية بلورت الشرق الأوسط قد تغيرت أو انهارت. وهي توضح أيضاً أن سياسة أميركية تقليدية اعتمدت على هذه الكتل لم تعد ذات صلة. لقد قدم ترامب عقيدة جديدة انتهجت فيها الولايات المتحدة سياسة ثنائية، شخصية، إزاء مجموعة من الدول تتباهى كلها بأنها "موالية لأميركا". يجب على بايدن أن يقتنع بأن الشرق الأوسط ليس شريطاً يمكن إعادته إلى الوراء، والتفتت الذي شهدته المنطقة، ليس بسبب ترامب فقط، سيفرض عليه إتباع استراتيجيا جديدة مفادها الابتعاد عن التطلع إلى حل نزاعات والاكتفاء بوقف توسعها وتقليص أضرارها. لم يعد هناك وجود لـ"صفقة القرن" بل قنوات دفاعية هي مزيج بين "الطريقة الأميركية" و"الطريقة الأوروبية".
"يسرائيل هَيوم"، 9/11/2020
بايدن لن يعطل البنية التحتية للسلام التي أرساها ترامب
أمنون لورد - محلل سياسي
  • إذا كان أبناء طائفة الأميش [طائفة مسيحية تعيش في عزلة عن نمط العيش المعاصر] شعروا بالخوف من صعود الديمقراطيين إلى السلطة في الولايات المتحدة إلى حد أنهم أسرعوا بعرباتهم التي تجرها الخيول للاقتراع لمصلحة ترامب، فإن هذا أيضاً كان حال إسرائيل. لأن الديمقراطيين في صيغتهم الحالية كحزب تقوده نخبة تريد أن تقول للجميع ما يمكن فعله وما لا يمكن، هو حزب مخيف قليلاً.
  • لكن من بين الأمور التي حدثت في العقد الأخير هو أن إسرائيل لم تعد في المكان الذي كانت فيه في أيام أوباما، وبالتأكيد لم تعد في منظومة علاقات قائمة على التبعية كما كانت في الفترة التي جرت خلالها بلورة العلاقات الإسرائيلية - الأميركية.
  • صعود إدارة ديمقراطية في واشنطن معناه قبل كل شيء، زيادة الفرص والمخاوف من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. إدارة ترامب، بتعاون وثيق مع حكومة إسرائيل، أنشأت منظومة استقرار، إسرائيل هي المحور الأساسي والمهم فيها. لأول مرة تؤدي إسرائيل دور عامل الاستقرار وصانع للسلام في هذه المنطقة المشتعلة. الأطراف التي تبتهج حالياً بصعود بايدن وهبوط ترامب هي بالذات التي كانت مضطرة للاحتماء. إنها الآن تأمل بأن تحصل على المزيد من حرية العمل: "حماس"، حزب الله، والفلسطينيون.
  • يمكن التقدير أن منظومة الاستقرار التي نشأت في أيام ترامب مع اتفاقات السلام الأخيرة، أمر لن يتنازل عنه بايدن بسهولة، فقط لأن بعض المحترفين المخضرمين في الشرق الأوسط لا يحبون إسرائيل ويحبون الفلسطينيين والإيرانيين.
  • على عكس كراهية ترامب من جانب الديمقراطيين، هم يحصلون منه على إرث جيد في الشرق الأوسط - أكثر بكثير من عدم الاستقرار والتوسع الإمبريالي لإيران وداعش، اللذين ورثهما ترامب من أوباما.
  • تُسمع في القدس مخاوف بشأن كل طاقم الرئيس الأميركي المنتخَب، كأنهم سيأتون إلى واشنطن بهدف الانتقام من إسرائيل ومن نتنياهو.
  • ثمة شك في تحقُّق هذه المخاوف. قبل كل شيء بسبب فشل المحترفين الديمقراطيين طوال فترة أوباما وكلينتون، ولأنهم في فترة ترامب لم يكن لهم علاقة بالحكم الإسرائيلي. ونظراً إلى وجود أغلبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، سيكون لدى بايدن سبب وجيه كي يدير ظهره لرجال السياسة الخارجية في حزبه.
  • هناك احتمال معقول أن يتولى الوظائف التي تتطلب مصادقة من قبل مجلس الشيوخ أشخاص يوافق عليهم الجمهوريون أيضاً، ومن أجل إشاعة مناخ بين الحزبين الكبيرين، يُعيَّن في مناصب رفيعة شخصيات تتماهى مع الجمهوريين. من الصعب مثلاً رؤية سوزان رايس [مستشارة الأمن القومي خلال السنوات 2013-2017] تعود إلى منصب رفيع، لأنها تُعتبر غير صالحة في نظر الجمهوريين في مجلس الشيوخ، والثنائي بايدن ومكونيل [رئيس الأغلبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ] سيديران الأمور، كما يحاول بيبي وغانتس أن يفعلا ذلك هنا.
  • يصل بايدن للتفاوض مع الإيرانيين على القاعدة القوية التي أنشأها ترامب، ولدى رئيس الحكومة [نتنياهو] إمكانيات أيضاً لإقناعه باتجاهات معينة. إذا كانت القيادة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن هناك أهدافاً لها علاقة بالمشروع النووي الإيراني يجب تدميرها، ينبغي استغلال فرصة الشهرين ونصف الشهر المقبلة. وفقط بسبب صعود بايدن يزداد خطر اندلاع الاشتباكات.
  • بخلاف الماضي، ليس هناك سبب لرئيس الحكومة وطاقمه للإسراع في طلب تحديد اجتماع في واشنطن. من جهة أُخرى، يجب الامتناع من خطوات استفزازية في أراضي الضفة الغربية. لأنه عندما سيأتي "الخبراء" لمحاولة الدفع قدماً بعملية سياسية، يمكن أن نوضح لهم أن هناك ما يمكن الحديث عنه، بشرط ألّا يكون هناك اقتلاع لمستوطنات، وتبقى السيطرة الأمنية الحصرية بين نهر الأردن والبحر في يد إسرائيل.