مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قبل 48 ساعة من موعد حل الكنيست الـ23 من تلقاء نفسه تم التوصل مساء أمس (الأحد) إلى اتفاق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو وبين رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع، رئيس أزرق أبيض بني غانتس، من المتوقع أن يؤجل الموعد فترة معينة يتم خلالها التوصل إلى تفاهم لحل القضايا الشائكة بينهما.
ووفقاً لمصادر رفيعة المستوى في الحزبين، اتفق الجانبان على تأجيل موعد تمرير الميزانية العامة للدولة أسبوعين حتى يوم 5 كانون الثاني/يناير 2021، وفي حال عدم تمرير الميزانية ستذهب إسرائيل إلى انتخابات عامة يوم 23 آذار/مارس المقبل.
وقال بيان نشره حزب أزرق أبيض مساء أمس، أنه سيتم اليوم (الاثنين) تقديم مشروع قانون ينص على تمرير ميزانية الدولة لسنة 2020 حتى يوم 31 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وتمرير ميزانية سنة 2021 يوم 5 كانون الثاني/يناير المقبل. وبموجب مشروع القانون، في حال عدم تمرير الميزانيتين سيتم حل الكنيست وإجراء انتخابات عامة يوم 23 آذار/مارس 2021.
وأضاف البيان: "سنبدأ الدفع قدماً بهذه العملية، وفي المقابل سنحاول الوصول إلى حكومة فعالة مع ميزانية لملايين الإسرائيليين الذين يحتاجون إليها حالياً والقيام بتعيينات جديدة والحفاظ على سلطة القانون وعدم إتاحة الإمكانية لرئيس الحكومة للتأثير في محاكمته."
وأكد البيان أنه في حال عدم التوصل إلى تفاهمات يتم في إطارها تطبيق اتفاقية الائتلاف الحكومية بما يؤدي إلى أن يحظى مواطنو إسرائيل بحكومة وحدة فعالة تدار بالتعاون المطلوب مع الحفاظ على الديمقراطية وسلطة القانون، سيقوم أزرق أبيض بسحب مشروع القانون كي يتسنى حل الكنيست غداً (الثلاثاء).
علم موقع "واللا" من مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترجح أن الإيرانيين فتحوا حواراً غير مباشر مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بشأن الاتفاق النووي، وذلك على أعتاب تسلمه مهمات منصبه يوم 20 كانون الثاني/يناير 2021.
وأضافت هذه المصادر أن الموضوع الإيراني كان في صلب المحادثات التي جرت في أثناء الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك أ. ميلي إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع وعقد خلالها اجتماعات مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي وعدد من القادة العسكريين الإسرائيليين. وأوضحت أن كوخافي عرض تقارير رصدت آخر التطورات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وركزت على المشروع النووي الإيراني والتموضع العسكري الإيراني في سورية ومشاريع الصواريخ الباليستية وماهية التحديات الأمنية المشتركة التي سيواجهها الجيشان الإسرائيلي والأميركي سنة 2021.
وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن كوخافي على تواصل دائم مع قيادة الجيش الأميركي وهناك تقارب وتنسيق بين الجانبين كما أن هناك توافقاً كبيراً، لكنه ليس تاماً، بين القيادة العسكرية الإسرائيلية ونظيرتها الأميركية بشأن صورة الوضع المتعلقة بالموضوع الإيراني وطرق إدارته.
وقالت المصادر نفسها إن الجنرال ميلي عقد أيضاً اجتماعين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، مشيرة إلى أن كليهما أكدا خلالهما أنه لا حاجة إلى العودة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران سنة 2015 كون هذه الأخيرة أصبحت في وضع مختلف بعد أن تقدمت بمشروعها النووي عدة خطوات إلى الأمام.
ووفقاً لهذه المصادر نفسها، فإن الرسائل التي سعت المؤسسة الأمنية لنقلها إلى المسؤولين في الولايات المتحدة عبر الجنرال ميلي فحواها أن الإيرانيين يعيشون أصعب وضع منذ الحرب الإيرانية - العراقية، ولذا من المفضل عدم التسرع في إجراء مفاوضات معهم والتعمق في نشاط الاستخبارات واستغلال الوضع الذي يشعر به الإيرانيون بالضغط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهلهم من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) إن الجيش بدأ بإجراء تحقيق لتقصّي وقائع حادثة قيام شاب فلسطيني بإلقاء زجاجة حارقة على جندي إسرائيلي في شمال يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أول أمس (السبت).
وكانت إحدى كاميرات المراقبة التقطت الشاب الفلسطيني وهو يلقي زجاجة حارقة على الجندي الإسرائيلي. وتُظهر اللقطات أن الشاب ترجل من سيارته بعد أن أوقفها عند حاجز عسكري بالقرب من مستوطنة "كدوميم" واقترب ببطء من الجندي الإسرائيلي في المكان. وبعد تبادل بعض العبارات معه لبضع لحظات تظهر اللقطات المشتبه به يسحب عبوة حارقة ويشعل فتيلها ثم يلقيها في اتجاه الجندي من مسافة قصيرة. ومع ذلك تمكن الجندي الإسرائيلي من تفادي العبوة الحارقة والنجاة من الحادث سالماً. وفي هذه الأثناء عاد المهاجم المشتبه به إلى سيارته وفرّ من مكان الحادثة بينما امتنع الجندي من الرد على الهجوم.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى إن الجيش الإسرائيلي بدأ حملة تفتيش واسعة النطاق للقبض على الشاب المشتبه به، وفتح تحقيقاً للنظر في تصرّف الجندي، وأكدت أن الجيش ينظر بمنتهى الخطورة إلى تصرّف الجندي وعدم قيامه بالرد على المهاجم.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الحكومة تبذل كل ما في وسعها من أجل منع دخول سلالة جديدة من فيروس كورونا إلى إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا أمس (الأحد)، أنه تم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام كافة الرحلات القادمة من بريطانيا والدانمارك وجنوب أفريقيا حيث تم اكتشاف تلك السلالة، وسيتم منع وصول رحلات من دول أُخرى عند اكتشاف تلك السلالة فيها وسيُفرَض حجر صحي على كل من يعود من هذه الدول.
وأضاف نتنياهو: "من المهم أن نتخذ مثل هذه الإجراءات في هذه الفترة التي نملك فيها اللقاح المضاد للفيروس وبدأنا نرى النور في نهاية النفق، ومن المهم أن نواصل الحفاظ على التقيد بالتعليمات واتخاذ القرارات الصائبة حفاظاً على صحة المواطنين."
وانتهت المداولات التي أجراها المجلس الوزاري المصغر من دون اتخاذ أي قرارات. وتركز النقاش على السلالة الجديدة لفيروس كورونا في ظل اكتشاف طفرة جديدة للفيروس في بريطانيا. وقرر نتنياهو فض الاجتماع بعد رفض حزب أزرق أبيض دعم فرض إغلاق صحي في إثر ارتفاع المنحنى الوبائي.
ودعا نائب مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيتان بن دافيد خلال الاجتماع إلى اتخاذ قرار بفرض هذا الإغلاق في حين أيّد وزير الصحة يولي إدلشتاين تطبيق إجراءات "الكبح المُحْكم". ودعا وزير الاقتصاد عمير بيرتس إلى إبقاء المرافق الاقتصادية مفتوحة حتى منتصف الشهر المقبل وفرض إغلاق صحي شامل لمدة ثلاثة أسابيع بعد ذلك.
وكان نتنياهو تلقى مساء أول أمس (السبت) اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طورته شركتا فايزر/بايونتيك، في مستهل حملة تلقيح قُطرية.
وتم حقن نتنياهو ووزير الصحة الإسرائيلي بلقاح شركتي فايزر/بايونتيك خلال بث تلفزيوني مباشر في "مركز شيبا" الطبي في رامات غان بالقرب من تل أبيب.
وقال نتنياهو للجمهور الإسرائيلي عبر التلفزيون: "طلبت أن أكون أول مَن يتلقى اللقاح مع وزير الصحة لأكون نموذجاً شخصياً ولأشجعكم على تلقّيه."
وبمناسبة بدء حملة التلقيح القُطرية أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أنه تم تسجيل أكثر من 370.000 إصابة بفيروس كورونا منذ اكتشاف أول حالة مؤكدة في شباط/فبراير الفائت. كما توفي ما يزيد قليلاً عن 3000 شخص.
وأعلنت الوزارة أن تقديم اللقاح سيتم في 10 مستشفيات ومراكز تطعيم في جميع أنحاء إسرائيل، وسيبدأ بالعاملين في مجال الرعاية الصحية ثم لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
من ناحية أُخرى شهدت المناطق الفلسطينية [المحتلة] ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت السلطة الفلسطينية في نهاية الأسبوع الفائت قيوداً أكثر صرامة، بما فيها إغلاق المدارس والجامعات أسبوعين لمكافحة الفيروس. وأعلن رئيس السلطة محمود عباس أن قداس عيد الميلاد في بيت لحم سيكون هذه السنة من دون حضور بسبب تداعيات الوباء.
وأشار بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنه تم تسجيل أكثر من 88.000 إصابة بالفيروس في مناطق الضفة الغربية. كما تسبب الفيروس بوفاة 869 شخصاً. وفي قطاع غزة المحاصر تم تسجيل أكثر من 33.000 إصابة و248 حالة وفاة.
- تغيّر التوجه الذي قرره محمود عباس عندما استـأنف في 17 تشرين الثاني/نوفمبر التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأعاد سفيريْ فلسطين إلى اتحاد الإمارات والبحرين، هو جزء من تحضيرات السلطة الفلسطينية استعداداً لدخول جو بايدن إلى البيت الأبيض. ليس لأن عباس يعلّق آمالاً على نجاح المفاوضات مع إسرائيل، إذا استؤنفت ومتى، وليس واضحاً أن هذا النزاع سيكون في رأس جدول أولويات بايدن - لكن من الأفضل الاستعداد للاستقبال.
- بالنسبة إلى الدول العربية، وخصوصاً تلك التي انضمت مؤخراً إلى دائرة التطبيع مع إسرائيل، من المهم أن تظهر أن القضية الفلسطينية ما تزال مطروحة على جدول أعمال بايدن. كل ذلك كي لا يسجل التاريخ أنها تخلت عن الفلسطينيين. ولا يقل أهمية عن ذلك: من أجل تبديد الانتقادات الشعبية بأن التطبيع اخترق المجال العربي.
- في يوم السبت اجتمع في القاهرة وزراء خارجية مصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية للبحث في سبل العمل لتقديم خطة عمل سياسية إلى الإدارة الأميركية الجديدة. جرى هذا بعد أسبوعين من إعلان وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية السعودية فيصل الفرحان تمسُّكهما بالمبادرة العربية التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وبعد اتفاق الرئيس المصري وعباس في 30/11 على ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتنفيذ المصالحة الداخلية الفلسطينية بين "فتح" و"حماس". مَن اعتقد أن الموضوع الفلسطيني سقط من جدول الأعمال مع رفع علم إسرائيل في الإمارات، يجب عليه على ما يبدو أن يوقف احتفاله.
- نقطة انطلاق محتملة لاستئناف المفاوضات موجودة تحديداً في مجال الغاز. إسرائيل والسلطة عضوان في منتدى الغاز في شرقي البحر المتوسط- الذي بادرت إليه مصر، وهو يُعتبر منظمة دولية، يشارك فيها إلى جانب مصر، الأردن، وفلسطين، وإسرائيل، واليونان وقبرص كدول. في نهاية الأسبوع الماضي أعلنت مصر انضمام دولة الإمارات كمراقب. الهدف الأول للمنظمة كان وضع جدار واقٍ في مواجهة تركيا التي بدأت بالتنقيب عن الغاز والنفط في البحر المتوسط في أراضٍ يدّعي اليونان وقبرص أنها تابعة لسيادتهما، ومحاربة اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقّع بين تركيا وليبيا، الذي يعزل رسمياً حقول الغاز المصرية عن الوصول مباشرة إلى السوق الأوروبية.
- المشكلة أن فلسطين ليست دولة مستقلة ذات حدود معروفة، على الرغم من أنها موقّعة على وثيقة الأمم المتحدة بشأن قانون البحار، الذي يعتبر أن كل دولة ساحلية يحق لها المطالبة بملكيتها للموارد الطبيعية البحرية الموجودة على مسافة 200 ميل من خط شاطئها. وبما أن إسرائيل لا تعترف بفلسطين، فإنها أيضاً لا تعترف بحقها في استغلال مواردها الطبيعية، بما فيها الغاز والنفط الموجودين في عمق البحر المتوسط. تحاول مصر التغلب على هذه العقدة بواسطة ترسيم الحدود البحرية بينها وبين السلطة، وكان سبق أن بحثت الموضوع بينها وبين السلطة في سنة 2016، لكن البحث لم ينضج ولم يؤدِّ إلى اتفاق، في الأساس بسبب معارضة إسرائيل. منذ الانتفاضة الثانية تمنع إسرائيل التنقيب عن النفط في حقليْ مارين 1 ومارين 2 الموجودين على مسافة نحو 36 كيلومتراً من خط شاطىء غزة.
- مع إقامة منتدى الغاز في شرقي البحر المتوسط اكتسب ترسيم الحدود بين غزة ومصر زخماً، وجرت عدة اجتماعات بين خبراء فلسطينيين ومصريين لمناقشة الموضوع. في مصر يقولون إنه لا يوجد أي سبب لمعارضة إسرائيل ترسيم الحدود، فإذا كانت مستعدة للجلوس مع مندوبين عن الحكومة اللبنانية التي فيها وزراء يمثّلون حزبَ الله، فإنها أيضاً تستطيع التفاوض مع السلطة الفلسطينية وحتى مع "حماس" التي تؤيد اتفاق ترسيم الحدود.
- إذا تحقق ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين، فإن هذا سيكون أول حدّ معترَف به يعرّف فلسطين، ويبدو أن هذا هو السبب الأساسي لمعارضة إسرائيل. هناك مسألة أُخرى تتعلق باستكمال بناء أنبوب الغاز من إسرائيل إلى غزة. من المفروض أن يزود المشروع غزة بنحو مليار متر مكعب سنوياً من الغاز يمكن أن يلبي معظم حاجات الكهرباء في القطاع ويسمح للسلطة بالتحرر من شراء جزء كبير من الكهرباء من إسرائيل التي تزود القطاع حالياً بنحو 60% من استهلاكه.
موضوع الأنبوب طُرح في سنة 2014 للنقاش بين إسرائيل والسلطة واللجنة الرباعية. وتقدَّر تكلفته بنحو 100 مليون دولار، أعلنت دول أوروبا وقطر استعدادها لتمويله. لكن مثل مشاريع أُخرى، أيضاً موضوع الأنبوب وُضع في الدرج. مؤخراً تجري نقاشات بين إسرائيل والسلطة وقطر لبناء الأنبوب الذي من المتوقع إنجازه في نهاية سنة 2022 إذا لم تبرز مجدداً عقبات. في هذه النقاشات تشارك "حماس" أيضاً، بصورة غير مباشرة إزاء إسرائيل، وبالاستناد إلى مصادر فلسطينية تحاول إسرائيل ربط مشروع أنبوب الغاز بصفقة تبادل الأسرى والمفقودين. كل ذلك بالإضافة إلى نيتها ترسيخ المشروع كجزء من خطة تهدئة طويلة الأجل بينها وبين "حماس". في المقابل تطالب "حماس" بالحصول على ضمانات ألّا يتحول الأنبوب إلى أداة ضغط إسرائيلية عليها، كما تفعل إسرائيل بالسولار الذي تبيعه للقطاع لمحطة توليد الطاقة فيها. إقامة أنبوب والاتفاقات التي سيجري التوصل إليها بين الأطراف ليست منفصلة عن منظومة المصالح الإقليمية الأوسع التي تجمع بين إسرائيل ومصر والأردن والإمارات واليونان وقبرص، والتي تحولت السلطة و"حماس" إلى شريكتين مهمتين فيها.
- مأساة كبيرة تحدث في منطقتنا، وفي إسرائيل كل موضوع يتحول إلى إنجاز سياسي أو إلى جدل بشأن مسألة إلى مَن يعود الفضل فيه. ينطبق هذا أيضاً على اتفاقات التطبيع التي جرت مع 4 دول خلال خلال 4 أشهر بالعدد. النقاش العام بشأن الرابح والخاسر هو بالتأكيد مهم، ومن الصحيح أيضاً أن الطريقة التي تجري فيها الأمور تساهم في تسييس الاتفاقات، لكن إذا حاولنا أن نضع جانباً الأمور السياسية والأجواء العامة والحروب على مَن يعود إليه الفضل، سنكتشف أن ما يجري أمام أعيننا مأساة كبيرة.
- نبدأ بالأخبار القديمة - الجديدة: الاتفاقات بين الدول لا تُبنى على الحب أو على علاقة عاطفية، بل على مصالح باردة. هذا ما حدث وما سيحدث من دون علاقة بإسرائيل. كل اتفاق ينطوي على جزرة وعصا بالنسبة إلى الطرفين، وهذا بالتأكيد ينطبق أيضاً على الاتفاقات الأخيرة. الإمارات حصلت من الولايات المتحدة على طائرات الشبح وعلى وقف الضم. البحرين حصلت على مظلة دفاع في وجه التهديد الإيراني. السودان حصل على رفع اسمه من لائحة الدول المؤيدة للإرهاب، والمغرب حصل على اعتراف أميركي بسيادته على الصحراء الغربية.
- في هذه الأيام التي يجري فيها إحياء مرور 10 سنوات على "الربيع العربي" الذي لم يُحسّن وضع المواطن الصغير في الدول العربية، يمكن القول إن القضية الفلسطينية لم تعد تُحرّك المواطنين في الدول العربية كما كانت في الماضي. والدليل على ذلك أنه خلال 4 أشهر أقامت أربع دول في المنطقة علاقات مع إسرائيل، ولم نشاهد احتجاجات حقيقية. والعالم يكمل حياته العادية.
- هناك مَن سيقول إن الانظمة في هذه الدول (وليس فقط فيها) تقمع وتمنع. هذا صحيح جزئياً، لكن إذا كان الاحتجاج كبيراً لا يمكن إسكاته وقتاً طويلاً. المس بالرسول محمد في رسم كاريكاتوري في فرنسا أخرج إلى الشوارع عدداً أكبر من الناس في الشهرين الأخيرين. هذا لا يعني أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية اختفى، العرب بالتـأكيد يريدون أن يروا حلاً ونحن مطالَبون به ولا مفر من ذلك. لكن هناك مَن يعتقد أن مقاطعة إسرائيل فشلت، وحان الوقت لتغيير الأسطوانة والحديث عن جوهر الأمور.
- يجب ألّا تنخدعوا، أنا لا أوهم نفسي. هناك الكثير من الأشخاص في العالم العربي لا يحبّون هذه الاتفاقات، وعقبات كثيرة تعترض نجاحها، بما فيها القضية الفلسطينية من دون حل، لكن مجرد وصولنا إلى وضع يدور فيه نقاش في العالم العربي مع هذه الاتفاقات وضدها - على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي استديوهات التلفزيونات وعلى غيرها من المنصات - هو حدث غير مسبوق في حجمه وله تأثير مُعد.
- الزعماء في الدول العربية الذين ساروا في هذه العملية لم يفعلوا ذلك حباً بصهيون بل حباً بوطنهم، ومن خلال حساب بارد بأنهم قادرون على مواجهة الرأي العام. وبغض النظر عن مصلحة الطرف الثاني، نحن الإسرائيليون أمام فرصة قد لا تتكرر - فرصة إنشاء تطبيع من الأسفل، وليس فقط علاقات من الأعلى كما تعودنا على مر السنين.
- في كل يوم أحصل على أدلة على وجود عدد كبير من الأشخاص في العالم العربي يريدون التحدث مع إسرائيليين، ومتعطشين لمعرفة مَن هي إسرائيل ويريدون زيارتها. "لا تصدقوا ما تشاهدونه على التلفزيونات عن إسرائيل" - هذه العبارة قالها لي رئيس بورصة الألماس في دبي، عندما أجريت مقابلة معه في أثناء زيارتي إلى البلد.
- هذا أيضاً جزء كبير من الموضوع - هذه الصحوة واكتشاف أن إسرائيل ليست الشيطان الأكبر كما قالوا لهم على مر السنوات في كتب التدريس وعبر مجموعة قنوات المعلومات المراقبة. في هذا السياق لا شك في أن القمع الوحشي للاحتجاجات من جانب الأنظمة خلال "الربيع العربي" ساهم أيضاً في تبديد صورة إسرائيل، عندما اكتشف الناس أن شيطاناً أكبر وأكثر خطراً من إسرائيل موجود أمامهم.
- إذا عرفنا كيف نستغل هذه الفرصة، يمكن أن نربح صداقات طويلة الأجل ستستفيد منها الأجيال المقبلة. الطريق طويلة، وكما في الحياة فترات التعارف الأولى هي الأكثر انفعالاً وإثارة. لكن فقط إذا عرفنا كيف نعزز هذا التعارف ونرسيه على أسس صحيحة من خلال احترام الطرف الثاني والتخلي عن الأحكام المسبقة، سنكتشف أن ما يجري هنا هو أكبر بكثير من سياسة ضيقة وحروب إلى مَن يعود الفضل.