مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
تم عند منتصف الليلة الماضية حلّ الكنيست الإسرائيلي تلقائياً، وذلك بعد الفشل في التوصل إلى تسوية في اللحظة الأخيرة بشأن الميزانية العامة للدولة.
وستتجه إسرائيل نحو انتخابات عامة جديدة ستجري يوم 23 آذار/مارس 2021، وستكون الرابعة خلال أقل من سنتين.
وهاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس (الثلاثاء) وزير الدفاع بني غانتس وحزبه أزرق أبيض بعد الفشل في التوصل إلى تسوية بشأن الميزانية، وقال إن حزب الليكود لم يكن يريد الانتخابات، وصوت ضدها مراراً وتكراراً، لكن غانتس انسحب من الاتفاقات وتسبب بجر إسرائيل إلى الانتخابات جرّاء صراعات داخلية في حزبه.
وأضاف نتنياهو: "للأسف انسحب غانتس من الاتفاقات وهذا الإجراء يجرنا إلى صناديق الاقتراع. لقد تراجع بسبب إصراره على السماح لوزير العدل آفي نيسانكورن بترويج ديكتاتورية المسؤولين اليساريين الذين يدوسون على إرادة الجمهور. نحن ضد الانتخابات، إنه قرار خاطئ لدى حزب أزرق أبيض، وعلى الرغم من ذلك سننتصر."
وتعقيباً على أقوال رئيس الحكومة هذه قال حزب أزرق أبيض في بيان صادر عنه إن نتنياهو الملاحق بثلاث لوائح اتهام هو الذي يجر البلد إلى 4 معارك انتخابية. وأكد أنه لو لم يكن هناك محاكمة لكان هناك ميزانية عامة ولِما كانت انتخابات.
يُذكر أنه بعد 3 انتخابات جرت سنة 2019 وسنة 2020 وحقق نتنياهو وغانتس فيها نتائج متعادلة اتفقا في نيسان/أبريل الفائت على تأليف حكومة الوحدة والطوارئ لمعالجة أزمة فيروس كورونا وإنهاء أطول أزمة سياسية في تاريخ إسرائيل. وتضمن الاتفاق التناوب على رئاسة الحكومة ونصّ بصورة خاصة على أن تتبنى الحكومة ميزانية واحدة لسنتين (2020 و2021)، لكن حزب الليكود بزعامة نتنياهو اقترح تمرير ميزانيتين مختلفتين، وهو ما رفضه حزب أزرق أبيض بزعامة غانتس. وأصبحت هذه المسألة، التي بقيت من دون حل، نقطة ضعف الائتلاف الحكومي، وفاقمت التوتر القائم بين الحزبين.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) أن الجيش قرّر تعزيز قواته في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بعد مظاهر التوتر الأخيرة وتحسباً لاندلاع مواجهات في نهاية الأسبوع الحالي.
وأضاف البيان أن الجيش سيضاعف قواته المرابطة في شمال الضفة الغربية في إثر مقتل مستوطِنة إسرائيلية في حرج ريحان بالقرب من جنين، وذلك بغية تعزيز الدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية في محيط جنين. وأوضح أن قيادة الجيش حظرت على القوات في تلك المنطقة الخروج إلى أي عطلات حتى مطلع الأسبوع المقبل.
من ناحية أُخرى أعلنت كندا الليلة قبل الماضية أنها ستقدم على مدى السنوات الثلاث المقبلة 90 مليون دولار كندي (70 مليون دولار أميركي) لمساعدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين [الأونروا] التي تفاقمت مشاكلها المالية منذ أن قطعت واشنطن المساعدات عنها سنة 2018. وقالت الخارجية الكندية إن هذه المساعدة ستتيح تلبية الحاجات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين المعرّضين للخطر في مناطق التدخل الخمس التابعة للوكالة، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى سورية ولبنان والأردن.
وجّه رئيس الكنيست الإسرائيلي ياريف ليفين [الليكود] رسالة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا حذّرها فيها من مغبة التدخل في أي قانون أساس.
وجاءت رسالة ليفين هذه على خلفية قيام المحكمة العليا أمس (الثلاثاء) بمناقشة طلبات التماس قُدمت إليها ضد "قانون أساس: القومية" الذي يقضي بأن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي.
وقال ليفين في الرسالة التي بعث بها إلى رئيسة المحكمة العليا القاضية إستير حيوت، إن مناقشة قوانين أساس بحد ذاتها هي تحدٍّ للمبادئ الديمقراطية الأساسية المرتبطة بسيادة الشعب، وبالفصل بين السلطات، وأكد أن أي تدخّل في قوانين الأساس يفتقر إلى الصلاحية، وبالتالي لا أثر قانونياً له.
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أيضاً في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن لا صلاحية للمحكمة العليا في النظر في قوانين أساس الكنيست.
وتعقيباً على ذلك، قال رئيس تحالف "يوجد مستقبل- تلم" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد إن التهديد الواضح الذي يوجهه رئيس الحكومة إلى المحكمة العليا ما هو إلّا محاولة لترهيب القضاة في محاكمته. وأضاف أن تحالفه لن يسمح بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية، وسيدافع عن المحاكم واستقلاليتها بكل قوة.
وبدأت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس بهيئة موسعة مؤلفة من 11 قاضياً الاستماع إلى طعون 15 طلب التماس قُدمت إليها ضد "قانون القومية الإسرائيلي" الذي سنّه الكنيست قبل أكثر من سنتين.
وأكد مقدّمو طلبات الالتماس أن القانون يميز ضد مجموعات عرقية غير يهودية، وفي الأساس ضد الأقلية العربية في إسرائيل، والتي تشكل نحو 20% من مجمل سكان الدولة، ولا سيما أنه لا يعتمد على المساواة بين مختلف المواطنين في إسرائيل.
وستتخذ المحكمة العليا قرارها بعد الانتهاء من المداولات في غضون الأيام القليلة المقبلة.
يُشار إلى أن المحكمة العليا لم تتدخل حتى الآن، ولم ترفض أي قانون أساس دستوري على الإطلاق.
وسبق للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أن أكد أن المحكمة العليا لا تمتلك صلاحية إلغاء قوانين أساس.
قدم أعضاء لجنة تقصي الوقائع بشأن قضية الغواصات التي أقامها وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس استقالاتهم أمس (الثلاثاء) على خلفية أزمة شديدة نشأت في الأيام الأخيرة بينهم وبين المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت.
وتوجه غانتس إلى مندلبليت من أجل تنظيم عمل اللجنة وطلب تعيين أعضاء جدد فيها.
وجاء في رسالة بعث بها رئيس اللجنة القاضي المتقاعد أمنون ستراشنوف إلى غانتس، أنه عندما أخذ على عاتقه رئاسة اللجنة كان ذلك لأنه شعر بأنها مَهمة قومية وعامة مُهمة للغاية ومن خلال رغبة صادقة وحقيقية في التوصل إلى البحث عن الحقيقة، لكن في الظروف التي حدثت، وفي إثر القيود التي فُرضت على عمل اللجنة، فإنه يخشى من عدم وجود أي إمكانات حقيقية لتنفيذ تقصّي وقائع في موضوع بالغ الأهمية وحيوي بالنسبة إلى دولة إسرائيل.
وكان غانتس عيّن هذه اللجنة قبل نحو شهر وكلفها بمهمة تقصّي الوقائع بشأن ضلوع جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي وأشخاص مرتبطين بهم بشبهات جنائية خلال عقد صفقات شراء غواصات وبوارج حربية من شركة "تيسنكروب" الألمانية، وتقصّي أسباب مصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على بيع غواصات لمصر.
وتتهم الشرطة الإسرائيلية مندوب الشركة الألمانية في إسرائيل ميكي غانور، وقائد سلاح البحر السابق إليعيزر مروم، ومقربين من نتنياهو، بينهم محاميه الخاص وقريبه دافيد شيمرون، بالحصول على رشى في إطار صفقة الغواصات التي صادق عليها نتنياهو من دون علم وزير الدفاع في حينه موشيه يعلون أو قادة الجيش.
وكان مندلبليت أشار إلى أن ثمة حاجة لدرس ما إذا كان عمل هذه اللجنة التي من المتوقع أن تستدعي عدداً كبيراً من الشهود لن يعرقل تقدّم الإجراء الجنائي. وأوعز مندلبليت إلى غانتس بألّا يجمع اللجنة إلى حين يتم تحديد حدود عملها كي لا تضر بالإجراء الجنائي.
كما أعلن نتنياهو رفضه إقامة لجنة كهذه.
قال وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين إن لا مناص من فرض إغلاق شامل للحد من تفشّي فيروس كورونا، وأكد أن إسرائيل فوتت فرصة اللجوء إلى خيار "الكبح المحكم".
وأضاف إدلشتاين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها إلى مركز لرعاية المسنين في بيتاح تكفا [وسط إسرائيل] أمس (الثلاثاء)، أن تأثير اللقاحات المضادة لكورونا سيبدأ بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وأشار وزير الصحة إلى أنه تم حتى الآن تطعيم نحو 30.000 شخص خلال اليومين الأولين من الحملة، وهذا يُعتبر إنجازاً مهماً ويدل على تجاوب المواطنين مع حملة التطعيم، وأكد أن وزارته تعمل جاهدة على تسريع وتيرة تطعيم السكان، وأن الهدف هو تطعيم 60.000 مواطن يومياً، لكنه شدّد في الوقت عينه على أن الوضع لا يزال حساساً جداً، وأن هناك 5% من الحالات المؤكدة من مجمل الفحوص، وهذا يعني أن إسرائيل وصلت إلى الموجة الثالثة من تفشّي الوباء، وأن الوضع لا يتيح أي خيار آخر سوى الإغلاق الشامل.
[العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تراجعت إلى الحضيض في عهد دونالد ترامب، مرشحة للازدهار من جديد في عهد جو بايدن، وهو ما يمكن أن يثير قلق الحكومة الإسرائيلية التي ينبغي عليها النظر غرباً ومراقبة هذه العلاقة المتجددة بمخاطرها وفرصها]
- دشّن انهيار الكتلة السوفياتية، قبل ثلاثة عقود، سيرورة جديدة من التباعد بين الولايات المتحدة ودول القارة الأوروبية وتفكك الشراكة بينهما. وقد تسارعت وتيرة هذه الوجهة في إبان رئاسة دونالد ترامب. في الخلفية: غياب التهديد الاستراتيجي للدول الأوروبية وللولايات المتحدة، في موازاة إمكان اعتماد سياسات من خلال أطر ومنظمات دولية متعددة كبديل من الحوار الثنائي، وكذلك الاستعداد الأميركي لاستخدام القوة العسكرية لخدمة غايات ومصالح، خلافاً للنفور الأوروبي من فعل ذلك، إضافة إلى التحول الجيوـ استراتيجي والاقتصادي الأميركي نحو آسيا، حيال التعاظم الصيني. تحت ستار خفيف من "العمل كالمعتاد"، نشبت بين الدول من كلا جانبيْ المحيط الأطلسي خلافات جوهرية. فبينما واصلت أوروبا اعتبار المنظومة الدولية، القانونية، المؤسساتية والدبلوماسية، أحجاراً أساسية في إدارة السياسة على الصعيد الدولي، ارتأت الولايات المتحدة تفضيل طريقة العمل المستقلة التي تعتبر القنوات والأدوات الدولية عائقاً أمام تطبيق السياسات وتعتبر شركاءها التقليديين أعداءً، أكثر من كونهم شركاء في وضع السياسة وتنفيذها، والتي في صلبها وضع المصالح الأميركية في المركز وفي المقام الأول. وقد كان استياء القادة الأوروبيين من أداء الولايات المتحدة ورئيسها ترامب مصحوباً بالاستخفاف به والابتعاد عنه، حتى قبل دمج تعبير "أميركا أولاً" في الخطاب الدولي.
- غير أن انتخاب جو بايدن للرئاسة الأميركية من شأنه أن يزيد من فرص استئناف الحوار الاستراتيجي بين أوروبا والولايات المتحدة، ولا سيما أن هذا الحوار حيوي جداً للمواجهة الناجعة مع التحديات والأخطار المحدقة بالقيم والمصالح، كما حددها الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية الجديدة. هذا ما عبّر عنه الحزب الديمقراطي الأميركي، في برنامجه الانتخابي الرسمي، وكذلك الرئيس المُنتخَب خلال المعركة الانتخابية وفي إثرها. كما نشر الاتحاد الأوروبي اقتراحاً لجدول أعمال عابر للأطلسي وللتعاون الكوني يأخذ في الحسبان موازين القوى والواقع الجيو سياسي والتكنولوجي المتغير على الساحة الدولية. وقد نُشر المخطط التفصيلي الذي صاغته مفوضية الاتحاد الأوروبي تحت عنوان "جدول أعمال جديد للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل التغيير العالمي"، بالإضافة إلى توصيات مجموعة التفكير في إطار "الناتو 2030 ـ مُتَّحِدون نحو عهد جديد".
- ثمة منظومة قيمية مشتركة في أساس الشراكة العابرة للأطلسي تقوم على احترام حقوق الإنسان وحرياته، والمساواة الجندرية، وحقوق الأقليات، وسيادة القانون، والديمقراطية والتعددية التي تتكئ في الجانب الاقتصادي على السوق الحرة والتجارة الدولية المنظمة والمنصفة. يقترح الجانب الأوروبي تضمين جدول الأعمال هذا توجهاً مشتركاً لسلسلة من القضايا الدولية والإقليمية. وقد وضع الاتحاد الأوروبي على رأس سلم أولوياته الحرب ضد جائحة كورونا والخروج من الأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها، ثم الأجندة "الخضراء" (سلامة البيئة وقضايا المناخ)؛ القضايا التكنولوجية؛ التجارة؛ معايير النظام الديمقراطي وتعزيزه وتوسيعه.
- هذه المبادئ تصطدم بتحديات استراتيجية وأيديولوجية تضعها دول وحركات متعددة، في مقدمها الصين وروسيا. فقد أبدت كلتاهما خلال السنوات الأخيرة درجة متزايدة من الحضور والحزم على الساحة الدولية، وسط تهديد الاستقرار في مناطق متعددة من العالم. وفي تقدير الدول الأعضاء في حلف الـ"ناتو"، ثمة قوة ومناعة اقتصاديتان وتكنولوجيتان تتمتع بهما هذه المنظمة تجعلانها قادرة على مواجهة التحديات، لكن ذلك يستدعي تعميق وتوثيق التنسيق بينها والاتفاق على برنامج وجدول أعمال للعمل المشترك.
- يتعين على إسرائيل التفكير في مواقفها حيال القضايا التي يلوح في الأفق توافق مبدئي بشأنها بين الولايات المتحدة وأوروبا:
- المنظومة القيمية - إن تمسُّك أوروبا والولايات المتحدة بقيم الديمقراطية، والحريات الفردية، وسيادة القانون والمنظومة القضائية والمؤسساتية الدولية، كقاعدة للعمل المشترك العابر للأطلسي، من شأنه أن يشكل تحدياً للعديد من الدول، بينها إسرائيل. وذلك لأن إسرائيل أصبحت تبدو، أكثر فأكثر، في نظر أوساط متعددة من الجناح الليبرالي بين الجمهور الأميركي، وكذلك في أوروبا، أنها تتصرف بما يتعارض مع منظومة القيم هذه في حالات كثيرة. فمنذ بضع سنوات، تشكل صورة إسرائيل هذه في نظر عدد من حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى سياسات الحكومات الإسرائيلية في قضية الاستيطان في الضفة الغربية، سبباً في تجميد، بل شلّ، الحوار السياسي المتبادل على المستوى القيادي الرفيع. قد يؤدي استئناف الحوار العابر للأطلسي والتعاون الذي قد يترتب عليه إلى تعزيز الصورة الإسرائيلية السلبية في واشنطن أيضاً، في كل ما يتعلق بمناعة الديمقراطية فيها (إسرائيل) ومدى محافظتها على حقوق الفرد وسيادة القانون.
- المشروع النووي الإيراني - وجّه الاتحاد الأوروبي تحية إلى الرئيس الأميركي المنتخَب، جو بايدن، على خلفية نيته العودة إلى إطار الاتفاق النووي مع إيران (JCPOA)، مؤكداً أن مجلس الأمن الدولي قد تبنى هذا الاتفاق في قراره رقم 2231، بموافقة الولايات المتحدة وتأييدها. وقد حيّا كل من ألمانيا، فرنسا وبريطانيا عزمَ بايدن على العودة إلى هذا الاتفاق ورفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على إيران، في مقابل عودة إيران إلى الالتزام التام والكامل بشروط هذا الاتفاق. وقد أعلن بايدن والشركاء الأوروبيون في هذا الاتفاق أن العودة إليه ستشكل نقطة انطلاق نحو مباحثات جديدة في جملة من القضايا، بعضها مرتبط بالاتفاق وبعضها الآخر جديد لا علاقة له به ـ مثل الصواريخ والسلوك الإيراني في منطقة الشرق الأوسط ـ لكن لم تجرِ معالجتها في إطاره.
- يُذكر أن التزام الولايات المتحدة بالاتفاق والتوجه الإسرائيلي حياله قد سبّبا أضراراً جدية للعلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية وعمّقا هوة الخلاف بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. في ضوء ذلك، وحيال نية الرئيس المنتخَب بايدن العودة إلى الاتفاق، يتعين على إسرائيل بلورة موقف حكيم يأخذ في الحسبان الدروس المستفادة من المعركة ضد انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق (في سنة 2015، في عهد الرئيس باراك أوباما)، ودلالات انسحاب الولايات المتحدة منه في سنة 2018، والذي استجرّ سلسلة من الخروقات الإيرانية لبنود الاتفاق، بالإضافة إلى سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية على إيران، والتي يبدو أن بايدن يرفضها. استمرار السياسة الإسرائيلية الحالية سيخلق صداماً مع الإدارة الجديدة (إن هي قوبلت بالتجاهل من طرفها)، ومع الاتحاد الأوروبي، على حد سواء.
- العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين - في الوقت الذي يتفق فيه الحزب الديمقراطي الأميركي والاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى حل متفَّق عليه على أساس مبدأ دولتين لشعبين، إلّا إن ليس ثمة تماثُل بينهما بشأن المركّبات المركزية للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. فعلى عكس موقف الاتحاد الأوروبي، لا يذكر برنامج الحزب الديمقراطي السياسي حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967. في البرنامج الديمقراطي ثمة اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل (من دون أي تطرّق خاص منفصل إلى القدس الشرقية)، بينما يتعامل الاتحاد الأوروبي مع القدس كلها ككتلة واحدة، ومع القدس الشرقية كجزء من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967. وزيادة على هذا، وعلى الرغم من الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، إلّا إن برنامج الحزب الديمقراطي يشير إلى أن مكانة القدس تبقى موضوعاً للمفاوضات في إطار المباحثات بشأن التسوية النهائية. وبينما يعارض الاتحاد الأوروبي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، يعبّر برنامج الحزب الديمقراطي عن معارضته لتوسيعها.
- إلى جانب اختلاف المواقف بينه وبين الولايات المتحدة، والذي سيكون له وزن ومعنى في حال استئناف المفاوضات السياسية الإسرائيلية ـ الفلسطينية، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة في صوغ وتحديد الشروط لتحقيق تقدم جدّي في العملية السياسية، ولا سيما من خلال عمل مشترك لبث روح الحياة من جديد في "اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط" (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة). في إطار الحوار الذي سيبدأ مع الإدارة الأميركية الجديدة في سياق العملية السياسية في الشرق الأوسط، ستكون الحكومة الإسرائيلية ملزَمة بعرض مخطط شامل للتقدم يشمل تطرقاً إلى قضايا مركزية وحساسة، مثل استمرار البناء في المستوطنات القائمة، إضافة إلى طرح مقترحات عينية لتحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك النشاط الاقتصادي الفلسطيني في مناطق "ج" (C)؛ إلّا إن المعارضة الإسرائيلية الجارفة لخطوات محددة، مثل استئناف التمويل الأميركي لـ"وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، أو المشاورات والمداولات في إطار "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط"، قد تؤدي إلى إثارة التوتر مع الإدارة الأميركية الجديدة.
- منطقة شرق البحر المتوسط - تعمق، في كلا جانبي المحيط الأطلسي، الفهم أن تركيا تتحول إلى مصدر إزعاج استراتيجي. الحوار الأوروبي ـ الأميركي في مسألة المواجهة مع تركيا هو الإطار المريح بالنسبة إلى إسرائيل التي تفضّل أن تبقى خلافاتها الثنائية مع تركيا خارج بؤرة الانتباه والتركيز الدوليين. ومع ذلك، لا مصلحة لدى إسرائيل في خلق الانطباع وكأنها تدفع نحو إجراءات ردعية وعقابية ضد تركيا.
- خلاصة - يمثل دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض فرصة لفتح صفحة جديدة في منظومة العلاقات العابرة للأطلسي. لا يزال من السابق لأوانه تقييم حجم ومدى التغيير في السياسة الأميركية، غير أن المتوقع هو أن تبذل الولايات المتحدة ـ إلى جانب الخلافات في الآراء ـ جهوداً لافتة لتنسيق المواقف مع الاتحاد الأوروبي في سلسلة من القضايا التي ستشكل الواقع الجيو ـ استراتيجي خلال العقود المقبلة، بعضها ذو صلة بإسرائيل وذو أهمية بالنسبة إليها. تُحسن إسرائيل صُنعاً إن هي أخذت في الحسبان التغيرات التي تلوح في الأفق وبلورت مواقفها انطلاقاً من التقدير أن الإدارة الأميركية الجديدة والاتحاد الأوروبي سوف يطرحان مواقف منسَّقة، مشتركة، في القضايا التي تعنيهما وتهمّهما.