مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يؤكد ضرورة مواصلة سياسة فرض العقوبات على إيران لمنعها من حيازة أسلحة نووية
نتنياهو يدين الهجوم على مبنى الكابيتول ويشيد بالرئيس ترامب باعتباره صانع سلام
الشرطة الإسرائيلية ستعمل على تشديد فرض التعليمات الخاصة بالإغلاق المُشدّد الذي سيستمر حتى يوم 21 كانون الثاني/يناير الحالي
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو
مقالات وتحليلات
56% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أن الهجوم الذي حدث على مبنى الكابيتول في واشنطن يمكن أن يحدث في إسرائيل أيضاً
يتعين على الجمهور العربي أن يتذكر أنه لا يوجد حب مجاني عند نتنياهو
المناورة العسكرية المشتركة في قطاع غزة – جهد لبلورة وعي بالقوة كرد على الضعف
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 8/1/2021
نتنياهو يؤكد ضرورة مواصلة سياسة فرض العقوبات على إيران لمنعها من حيازة أسلحة نووية

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضرورة مواصلة سياسة فرض العقوبات على إيران لمنعها من حيازة أسلحة نووية.

وجاء تأكيد نتنياهو هذا خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الخميس)، وحذّر فيه أيضاً من مخاطر العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، مشيراً إلى أن العديد من الدول الأُخرى في الشرق الأوسط قد تخوض سباق تسلح نووياً.

وكان وزير الخزانة الأميركي وصل إلى إسرائيل مساء يوم الثلاثاء الفائت بعد زيارة قصيرة إلى السودان جرى خلالها توقيع "اتفاق أبراهام" الذي وافق السودان بموجبه على تطبيع علاقاته مع إسرائيل.

وقال منوتشين أنه سيغادر إسرائيل في وقت لاحق أمس، وسيقوم بزيارة إلى كل من قطر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، لمناقشة اتفاقات التطبيع ومسائل اقتصادية وقضايا استراتيجية متعلقة بإيران.

وعلم موقع "واللا" بأن مواجهة تدور من وراء الكواليس بين رئيس الحكومة نتنياهو وبين وزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] بشأن السياسة الإسرائيلية الواجب اتخاذها حيال نية الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأن نتنياهو بعث برسالة إلى غانتس قال فيها إن صلاحيات التعامل مع الملف الإيراني هي من اختصاص رئيس الحكومة، الأمر الذي رفضه غانتس، معتبراً موقف نتنياهو محاولة للالتفاف على الأجهزة الأمنية والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية.

"يديعوت أحرونوت"، 8/1/2021
نتنياهو يدين الهجوم على مبنى الكابيتول ويشيد بالرئيس ترامب باعتباره صانع سلام

دان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الخميس) الهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن أول أمس (الأربعاء) ووصفه بأنه مشين ومخالف للقيم الأميركية والإسرائيلية، لكنه في الوقت عينه أشاد بالرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتباره صانع سلام.

وأدلى نتنياهو بتصريحاته هذه خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس مع وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين الذي يقوم بزيارة إلى إسرائيل بعد زيارة إلى الخرطوم.

وجاءت إدانة نتنياهو للهجوم على مبنى الكابيتول بعد عدة ساعات من شجب معظم قادة العالم الآخرين للهجوم، لكنه تجنب ذكر اسم ترامب الذي اتُّهم بالتحريض على الهجوم، وامتنع من الكلام عن الظروف التي وقع فيها الهجوم.

وبعد ذلك بوقت قصير أشاد نتنياهو بالرئيس الأميركي لدوره في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية. وقال نتنياهو: "أشكر الرئيس ترامب وأشكركم جميعاً في الإدارة الأميركية على كل ما فعلتموه ولا تزالون تفعلونه في سبيل السلام، إذ إنكم أحدثتم تغييراً حقيقياً وانفراجات كثيرة من خلال المساعي التي بذلتموها من أجل ضم الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان إلى دائرة السلام، ولا يساورني الشك في أن العديد من الدول العربية والإسلامية الإضافية ستحذو حذوها وتنضم إليها."

كما دان منوتشين الهجوم على مبنى الكابيتول وقال: "إن أعمال العنف التي وقعت في مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة غير مقبولة على الإطلاق. الآن هو الوقت المناسب لأمتنا كي تتحد معاً وتحترم العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة."

وفي وقت سابق من صباح أمس قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي [أزرق أبيض] أنه صُدم بالهجوم الذي وقع على مبنى الكابيتول الأميركي من طرف أنصار ترامب.

وأصدر رئيس تحالف "يوجد مستقبل- تلم"، زعيم المعارضة عضو الكنيست، يائير لبيد بياناً دان فيه الهجوم وانضم إليه بعد ساعات وزير الدفاع بني غانتس بينما التزم نتنياهو الصمت فترة طويلة.

"معاريف"، 8/1/2021
الشرطة الإسرائيلية ستعمل على تشديد فرض التعليمات الخاصة بالإغلاق المُشدّد الذي سيستمر حتى يوم 21 كانون الثاني/يناير الحالي

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة ستعمل على تشديد فرض التعليمات الخاصة بالإغلاق المُشدّد الذي بدأ في منتصف الليلة الماضية وسيستمر حتى يوم 21 كانون الثاني/يناير الحالي، وستطالب الجمهور بالانصياع للقيود.

وأضاف البيان: "على الجمهور أن يعرف أن الشرطة ستقوم بفرض تعليمات الإغلاق بحزم أكبر، وستتواجد في كل مكان لفرض التعليمات. جميعنا نفهم أننا وصلنا إلى وضع خطر جداً مع ارتفاع حاد للإصابات بفيروس كورونا والهدف هو خفض هذا. وسوف تقوم الشرطة بنشر الحواجز أكثر مما شهدنا في السابق، وفي هذا الإغلاق ستعود الحواجز، وقد يكون هناك ازدحامات مرورية، ومن لا توجد لديه حاجات ضرورية للخروج ليبق في البيت." 

وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت أول أمس (الأربعاء) على عدد من القيود التي انضمت إلى قيود سابقة بدأ تطبيقها يوم 27 كانون الأول/ديسمبر الفائت وتشمل تقليص التجمعات في الأماكن المغلقة إلى 5 أشخاص، وفي الأماكن المفتوحة إلى 10 أشخاص، وحظر الابتعاد عن المنزل مسافة تتجاوز 1000 متر، ومنع الزيارات. وسيتم السماح لمن قام بشراء تذاكر سفر طيران باستخدام التذاكر حتى دخول الإغلاق في حيز التنفيذ، كما سيتم تقليص نشاط الرياضة الاحترافية وتقليص المواصلات العامة حتى حجم 50%، بالإضافة إلى إغلاق جهاز التعليم باستثناء التعليم الخاص، وإغلاق المصالح التجارية والسماح بالعمل فقط لأماكن العمل والمصالح التي يتم تعريفها بأنها حيوية.

من ناحية أُخرى أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء أمس تسريع عملية نقل جرعات اللقاح ضد كورونا من إنتاج شركة "فايزر" إلى إسرائيل، الأمر الذي يتيح إكمال حملة تطعيم جميع المواطنين الراغبين في ذلك من سن 16 عاماً فما فوق حتى أواخر آذار/مارس المقبل. وأضاف أن وزارة الصحة ستنشر خلال الأيام القليلة القادمة الترتيبات الخاصة بتلقّي التطعيم.

"معاريف"، 8/1/2021
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس"، المتخصص في شؤون الاستطلاعات، أمس (الخميس)، أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على 64 مقعداً، في حين يحصل معسكر أحزاب الليكود واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 43 مقعداً، ويحصل تحالف "يمينا" على 13 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة الحزب الجديد "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 18 مقعداً، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 28 مقعداً، وقائمة تحالف "يوجد مستقبل - تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 14 مقعداً، وقائمة تحالف "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، على 13 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 10 مقاعد، وقائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "الإسرائيليون" برئاسة رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، الذي انضم إليه وزير العدل السابق آفي نيسانكورن بعد انشقاقه عن حزب أزرق أبيض، على 6 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد، وقائمة أزرق أبيض برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"البيت اليهودي" و"غيشر" و"الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا و"تنوفا" [انطلاقة] برئاسة عضو الكنيست السابق عوفر شيلح، الذي انشق عن حزب "يوجد مستقبل"، و"قدامى إسرائيل" برئاسة رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 527 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.3%.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 8/1/2021
56% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أن الهجوم الذي حدث على مبنى الكابيتول في واشنطن يمكن أن يحدث في إسرائيل أيضاً
أريك بندر - مراسل الشؤون البرلمانية
  • يعتقد 56% من الجمهور الإسرائيلي أن الهجوم الذي حدث على مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن أول أمس (الأربعاء) يمكن أن يحدث في إسرائيل أيضاً.
  • وأظهر استطلاع أجراه معهد "بانلز بوليتيكس"، المتخصص في شؤون الاستطلاعات لمصلحة صحيفة "معاريف"، أمس (الخميس)، أن 23% من المشتركين متأكدون من أن مثل هذا الهجوم يمكن أن يحدث في إسرائيل، في حين قال 33% من المشتركين إن هجوماً كهذا هزّ الولايات المتحدة يمكن أن يحدث هنا أيضاً.
  • ويشير تحليل نتائج الاستطلاع إلى أن 77% من الذين يعتقدون أن هجوماً كهذا يمكن أن يحدث في إسرائيل ينتمون إلى معسكر الوسط- اليسار، في حين أن 28% منهم ينتمون إلى ناخبي معسكر اليمين.
  • في المقابل قال 32% من المشتركين أنهم لا يعتقدون أن هجوماً كهذا يمكن أن يحدث في إسرائيل، وفقط 7% منهم قالوا أنهم متأكدون من عدم إمكان حدوث هجوم كهذا هنا.
  • وفحص الاستطلاع هوية الجهة التي قد تقف وراء هجوم كهذا في حال القيام بشنّه. وقال 44% من المشتركين أنهم يتوقعون أن يأتي من جهة أحزاب اليمين، في حين قال 34% منهم أنهم يتوقعون أن يأتي من جهة أحزاب اليسار. وأشار 77% من ناخبي اليمين إلى أنهم يعتقدون أن مثل الهجوم العنيف الذي وقع في واشنطن يمكن أن يقع من الجانب اليميني في الخريطة الحزبية في إسرائيل، بينما أعرب 28% من ناخبي اليسار عن اعتقادهم أن مثل هذا الهجوم يمكن أن يأتي من الجانب اليساري. وقال 48% من ناخبي اليمين إن عناصر اليسار يمكن أن يقفوا وراء هجوم كهذا في حال حدوثه في إسرائيل، بينما أعرب 6% فقط من ناخبي اليسار عن اعتقادهم أن مثل هذا الهجوم يمكن أن يحدث من طرف معسكرهم.

 

"معاريف"، 7/1/2021
يتعين على الجمهور العربي أن يتذكر أنه لا يوجد حب مجاني عند نتنياهو
أوريت لفيا - نشيآل - محللة سياسية
  • كما في كل المرات السابقة، يوجه نتنياهو الانتخابات الرابعة نحو سؤال واحد وحيد مطروح على جدول الأعمال العام- مع بيبي أو ضد بيبي . هذا السؤال الثنائي هو منطقة مريحة له. ولاء مطلق أو كل الآخرين، بينما "كل الآخرين" هو مصطلح متغير غير ثابت، وفي الأساس مرتبط بظروف ومصالح. تدل على ذلك الائتلافات التي شكّلها في سنوات ولايته الطويلة. وعلى الرغم من الحلف الاستراتيجي مع  حزبيْ "شاس" ويهدوت هتوراه فإنه تخلى عنهما وانضم في سنة 2013 إلى ائتلاف معادٍ للحريديم مع  يائيرلبيد.
  • في الحملة الانتخابية في سنة 2015 حض ناخبيه على الاقتراع بواسطة شريط فيديو انتشر بصورة كبيرة في يوم الانتخابات حذّر فيه من تدفق العرب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة في  باصات  اليسار. حالياً يحث أنصاره على جمع أصوات في البلدات العربية. في الانتخابات الأخيرة صرّح أنه يريد حكومة يمينية، لكنه تساهل مع أزرق أبيض وقبِل المداورة مع غانتس. طوال سنوات كان يعتبر ائتلاف يعتمد على أصوات العرب خارج المقبول. الآن الأمر ليس كذلك.
  • الأيديولوجيا ماتت نهائياً. وحلت محلها الانتهازية الصارخة. تتركز حملة الليكود على نتنياهو، وفي الأساس على اللقاحات التي اشتراها (من دون شفافية، وبثمن مرتفع، وبأموال الجمهور) من أجل تحويل النقاش عن الإدارة الفاشلة لأزمة الكورونا. في الوقت عينه هو يسخّف الخطاب العام بواسطة عملائه (وزراء وأعضاء كنيست)، مكرراً أنه هو الذي حقق "السلام مقابل السلام"، متجاهلاً مساهمته في السباق على التسلح في الشرق الأوسط، وفي الموازاة جهوده للقضاء على النزاع الإسرائيلي -الفلسطيني. من الصعب عدم الشك في أن كل قرار يتخذه له علاقة باعتبارات شخصية سياسية وقضائية.
  • في هذا السياق، حتى الحديث الهاتفي مع والدَيْ الشاب أهوفيا سندك، الذي قُتل في أثناء مطاردة الشرطة في المناطق، لا يبدو بريئاً. الفكرة هي أنه يوجد بينهما مصير مشترك، وأنه مثلهم مطارَد من عناصر فرض القانون. بهذه الطريقة هو يغمز نحو الجمهور اليميني ويزرع رسائل يمكن أن تتحول إلى روح شريرة ضد خصومه الذين يريدون التشديد خلال الحملة على التزامهم بسلطة القانون. لكنه حالياً يركز الجهد الأساسي على المجتمع العربي. يبني نتنياهو على مقعديْن سيتدفقان إليه بصورة جماعية. بعد نزع الشرعية عن العرب طوال سنوات ("بيبي أو الطيبي") هو يمنحهم بطاقة أهلية ويعلن أن هناك عرباً صالحين (هؤلاء الذين يصوتون له). هو يغدق الوعود وربما أيضاً سيحصّن مكاناً في قائمة الليكود لمرشح عربي (يفضّل أن يكون مسلماً) ويتعهد بإعطائه منصباً وزارياً أو كذبة ما. ضحايا التحريض العنصري تحولوا الآن إلى هدف مغازلة مصيرية متعالية ومتغطرسة ونفعية. وبالتأكيد ليست قائمة على المساواة والاحترام.
  • في حماسته للسيطرة على الشارع العربي أراد نتنياهو هذا الأسبوع اصطياد عصفورين بحجر واحد، التزلف للمجتمع العربي، وأيضاً تسليط الضوء على عملية شراء اللقاحات ضد الكورونا. هكذا حدث الوضع المحرج عندما تصور مع "الشخص المليون الذي حصل على اللقاح" في أم الفحم. مجرم مُدان مُنح التقدير وصورة مع رئيس الحكومة، وفي النهاية قدم المطلوب عندما تعهد بالتصويت لليكود. يدرك نتنياهو أن لا رائحة للمال ولا للأوراق التي توضع في صناديق الاقتراع.
  • في السنوات الأخيرة أصبح خبيراً في تفكيك الأحزاب. لا يوجد حزب تدخل في أموره وبقي سالماً. هذه التجربة المريبة تمر بها حالياً القائمة المشتركة. هو يلعب بها كما يلعب بحجارة الليغو. يبدو أن نتنياهو "اكتشف" الجمهور العربي. لقد تحوّل عدو الأمس إلى حبيبٍ اليوم. لكن لدى نتنياهو لا يوجد حب مجاني. إذا انخدع الجمهور العربي بإغراءاته، فإن ذلك سيؤكد الكليشيه الإسرائيلية البالية عن أن الغشيم الذي لا يدافع عن حقوقه لا يموت بل فقط يتغير.
"مباط عال"، العدد 1420، 7/1/2021
المناورة العسكرية المشتركة في قطاع غزة – جهد لبلورة وعي بالقوة كرد على الضعف
كوبي ميخائيل ويوحنان تسوريف - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • في 28 كانون الأول/ديسمبر جرت في قطاع غزة مناورة عسكرية هي الأكبر في حجمها منذ سيطرة "حماس" على القطاع، وتشكل سابقة لأنها جرت بالتعاون بين التنظيمات العاملة في المنطقة. شاركت في المناورة، التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعي بإسهاب، وحدات عسكرية من 13 تنظيماً فلسطينياً، بينها مجموعات انشقت عن "فتح" وحتى تنظيمات ذات قوة عسكرية صغيرة للغاية. الأهم كانت قوات "حماس" والجهاد الإسلامي. شاركت في المناورة القوة البحرية والقوة الجوية ووحدات صاروخية وغيرها تابعة لـ "حماس"، أدارتها قيادة مشتركة من الحركة ومن سائر التنظيمات.
  • جرت المناورة في واقع أزمة فلسطينية عميقة داخلية وخارجية. من جهة إسرائيل تهدد وتنفّذ مناورات في مواجهة القطاع وتحذّر من مفاقمة التوتر في المنطقة، بينما مساعي التسوية مع إسرائيل، والتي تجري بوساطة مصرية، لا تتقدم، والقاهرة تتهم "حماس" بإفشالها. من جهة أُخرى جهود المصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية تراوح مكانها بعد أن اختارت السلطة استئناف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل والحصول منها على أموال الضرائب التي تجمعها على المعابر، ويبرز في المنطقة توجّه التطبيع مع إسرائيل، والقضية الفلسطينية تخسر أهميتها. بالإضافة إلى ذلك الوضع الإنساني الصعب الذي يزداد تفاقماً بسبب وباء الكورونا.
  • سبق المناورة إعداد للوعي تركّز في تصريحات تهديدية لإسرائيل - لم تكن علنية بصورة خاصة، وفي جزء منها ضمنية. وشدد ناطقون بلسان "حماس" على التعاون بين التنظيمات إلى جانب التحسن في القوة العسكرية للمقاومة المسلحة لتمرير رسالة رادعة إلى إسرائيل، إلى جانب رسالة للجمهور الفلسطيني كله بشأن أهمية الوحدة واستمرار مقاومة إسرائيل كرأس حربة النضال الوطني.
  • بالإضافة إلى فهم المناورة كمحاولة لبلورة وعي للقوة والقدرة الردعية، فإنه يمكن تفسيرها كتعبير عن ضعف أو محاولة "حماس" إخفاء هذا الضعف - سواء في مواجهة إسرائيل، أو إزاء السكان المحليين الذين يرزحون تحت عبء أزمة إنسانية ووباء الكورونا، من دون انتظار حدوث تحسّن واضح للوضع في المستقبل المنظور.
  • بناء على ذلك، من الأصح التعامل مع المناورة كخطوة حملت رسائل علنية واضحة تستهدف جماهير محددة، بالإضافة إلى رسائل ضمنية موجهة إلى جماهير أُخرى. "حماس" في مواجهة معضلة السعي لعدم خسارة أهميتها، بينما انهمكت في السنوات الأخيرة في منع القوات العاملة في القطاع من إطلاق صواريخ على إسرائيل بهدف الحؤول دون تجدد التصعيد. مطلوب من قيادة الحركة تفسير سبب وقف المقاومة عملياً منذ المواجهة الواسعة التي حدثت مع إسرائيل في صيف 2014، وسبب عدم تنفيذ تهديداتها، وما هو البديل المقترح للصراع المباشر مع إسرائيل. تجد هذه القيادة صعوبة في مواجهة الحجة التي تُسمع كثيراً ضدها في الساحة الفلسطينية بأن المقاومة محاصرة، وأنها لم تعد تسيطر على جدول الأعمال. القوة الإسرائيلية تخلق ردعاً، والضعف الفلسطيني يزداد حدة، وكل عملية مقاومة تتطلب الأخذ في الحسبان المخاطر الناجمة عنها. المناورة العسكرية هدفت، من بين أمور أُخرى، إلى أن تقول للجمهور: لا تشعروا بأنكم ضعفاء، المقاومة لم تمت، وهي تزداد قوة وتراكم قدرات ستتجلى في يوم المعركة.
  • بالإضافة إلى ذلك، مررت المناورة رسالة مفادها أن "حماس" تنجح في توحيد فصائل مختلفة تحت علم واحد، وأن الوحدة في ساحة القتال يجب أن يجري التعبير عنها في مصالحة على الصعيد الوطني. هذه الرسالة يمكن اعتبارها استفزازاً للسلطة الفلسطينية وأبو مازن المتّهمَيْن، وإن بلهجة أضعف من الماضي، بإفشال محاولة المصالحة الأخيرة مع قرار استئناف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل- خطوة اعتبرتها "حماس" خضوعاً وضعفاً وتخلياً عن مبادىء النضال الوطني.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، من المفترض أن تبلور المناورة وعياً رادعاً- مثل إطلاق الصواريخ من حين إلى آخر في اتجاه أراضي إسرائيل- من خلال تحويل الاهتمام إلى القوة والتنوع في القدرات العسكرية لـ"حماس" والتنظيمات الفلسطينية الأُخرى التي تعمل بتعاون وبتوحيد الصفوف الذي يضاعف القوة. وتحذير إسرائيل من نواياها إزاء قطاع غزة كما تجلت في التدريبات التي أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخراً، ومن تصريحات زعماء وقادة كبار في إسرائيل.
  • من المحتمل أيضاً أن المناورة تهدف إلى رص الصفوف في "حماس" نفسها وتشجيع العناصر في الأذرع العسكرية للحركة، الذين يشعرون بالإحباط لأن قيادتهم لا تنتهج سياسة أكثر نضالاً. يجب التذكير بأن زعيم "حماس" في القطاع يحيى السنوار بعث في السنوات الأخيرة برسالة مفادها أنه يجب ملاءمة أسلوب النضال مع ظروف الزمان والمكان، وفي رأيه، في هذا الزمن يجب تفضيل المقاومة الشعبية وليس المقاومة المسلحة.
  • ثمة هدف آخر للمناورة، إرسال رسالة إلى مصر، الوسيطة الأساسية لمساعي التسوية إزاء إسرائيل، والتي زار القطاع وفد من طرفها قبل يومين من المناورة وطلب توضيحات تتعلق بها. القاهرة غاضبة على "حماس" بسبب ما اعتبرته مصر إفشالاً لمساعي التسوية بتشجيع وبتوجيه من إيران وتركيا وقطر. قيادة "حماس" حاولت من جهتها التشديد على أنها مدعومة بقوة عسكرية بواسطة المناورة، فهي تتمتع بالسيطرة الفعلية في مناطق القطاع، وعلى السكان في المنطقة، وأيضاً على التنظيمات المسلحة والآخرين العاملين فيها، وأنها تملك الرد على القوة العسكرية لإسرائيل. تريد "حماس" أن تقول للقاهرة أنه من الأفضل تخفيف الضغط الذي يمارَس عليها ولإبداء مرونة كي تقترب من شروط التسوية التي  تقدمها إسرائيل، الطرف الذي تفضله مصر. إخلاء مكاتب الممثلية المصرية في غزة مؤخراً (التي كانت مغلقة منذ سيطرة "حماس" على القطاع في سنة 2007) يعزز هذا الانطباع.
  • في الوقت عينه يمكن أن نرى في استعراض القوة العسكرية لـ"حماس" محاولة للتغطية على الضعف في مواجهة السكان المحليين في القطاع، وأيضاً في مواجهة فصائل مارقة. الواقع الإنساني الصعب في قطاع غزة يمكن أن يشعل احتجاجاً شعبياً إذا خرجت الأمور عن سيطرة "حماس"، وهو ما سيخلق ظروفاً مريحة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بدعم من إسرائيل والاحتجاج، من أجل السيطرة مجدداً على القطاع وتفكيك البنية التحتية العسكرية لـ"حماس". خسارة الرصيد الأساسي للحركة، أي السيطرة على القطاع، سيعيدها سنوات إلى الوراء ويمس بشدة بمكانتها كقائدة للمقاومة، وبمساعيها للاندماج بالسلطة وبمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق كونها بديلاً من "فتح". هذه هي خلفية استمرار "حماس" في إظهار رغبتها في المصالحة واستعدادها للتنازلات.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، ليس للمناورة العسكرية التي جرت في قطاع غزة تداعيات عسكرية أو أمنية بعيدة المدى. وهي لا تشير إلى رغبة في التصعيد من "حماس". يدرك منظموها الاهتمام الذي يثيره أي إظهار للقوة في إسرائيل، ويعتبرون التغطية الإعلامية الواسعة والتحليلات التي رافقتها إنجازاً. من جهة أُخرى ربما نشأ، تحديداً، هامش فرصة جديدة لتسريع مساعي التسوية إزاء "حماس" والدفع بها قدماً. ضعف "حماس" والتخوف من خسارتها السيطرة بسبب تفاقم الظروف في غزة، وقوة الردع الإسرائيلية وقدرتها على تقديم مساعدة طبية وزيادة جهود المساعدة في إعادة البناء الإنسانية، كل ذلك بالإضافة إلى احتمال تجنيد مساعدات للقطاع من دول عربية بفعل اتفاقات التطبيع، يمكن أن يساعد في الدفع قدماً بتسوية طويلة الأجل. تحقيقها يشكل مصلحة حيوية، سواء فيما يتعلق بتحسين الواقع الأمني في الجنوب، أو فيما يتعلق بتحسين البنى التحتية الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وأيضاً سيساهم في تآكل التهديد الإيراني بأنه لدى حدوث تصعيد في الجبهة الشمالية ستنضم "حماس" إلى الجهد الإيراني في مواجهة موازية مع إسرائيل.