مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السفير الأميركي المنتهية ولايته ديفيد فريدمان: الاعتراف بالقدس لم يؤد إلى العنف
بني غانتس يدعو إلى توحيد صفوف أحزاب المعارضة في الانتخابات المقبلة
وزير الخارجية غابي أشكنازي يجري محادثات سرية مع نظيره الأردني
عدد المصابين بالكورونا في إسرائيل بلغ نصف مليون، وعدد الذين حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح تخطى المليون
مقالات وتحليلات
المحافظة على "العلاقات الخاصة" مع إدارة بايدن في ظل أزمة داخلية في إسرائيل
الأيام الأخيرة والمضطربة لترامب تُدخل الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 11/1/2021
السفير الأميركي المنتهية ولايته ديفيد فريدمان: الاعتراف بالقدس لم يؤد إلى العنف

قال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، في حفل أُقيم لوداعه بمناسبة انتهاء مهامه، إن الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة لإسرائيل "لم يهيئ فقط الأرضية لاتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية بل أيضاً عزز مكانة الرئيس الأميركي في نظر العالم." وأضاف: لقد حذّر كثيرون من أن يؤدي هذا الاعتراف إلى انفجار، لكنه أدى إلى السلام وليس إلى العنف. وتابع قائلاً: من بين كل الإنجازات التي حققتها الإدارة الأميركية في إسرائيل كان قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الأكثر أهمية. وتابع  "أعتقد أن القرار عزز مكانة ترامب في مواجهة إيران وكوريا الشمالية، وفي مواجهة العالم كله، لأننا أظهرنا من خلاله أن أميركا تقف إلى جانب أصدقائها ولا تخاف من أعدائها الذين يتحدونها."

سُئل فريدمان خلال الجلسة عن التغيرات المتوقعة في سياسة الولايات المتحدة إزاء إسرائيل في ظل الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن فأجاب أن إدارة بايدن تريد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وحذّر من أن هذا سيكون خطأ كبيراً. لكنه أكد مع ذلك أن الإدارة الجديدة ستكون صديقة لإسرائيل، وأن الرئيس بايدن سيكون متشدداً حيال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعرب فريدمان عن اعتقاده أن المساعدة الأميركية الإنسانية للفلسطينيين ستُستأنف، وأن الإدارة الجديدة ستكون أكثر نقداً حيال المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، لكنه أشار إلى أن موضوع المستوطنات لن تكون له الأولوية بسبب المشكلات الداخلية الأميركية. كما تطرق السفير إلى الأحداث التي شهدها مبنى الكابيتول. وكان سبق له أن علّق على الأحداث في واشنطن بالقول إن ما يجري هو "امتحان للديمقراطية الأميركية" من دون أن يذكر أبداً اسم الرئيس ترامب أو دوره فيما حدث.

 

"يديعوت أحرونوت"، 11/1/2021
بني غانتس يدعو إلى توحيد صفوف أحزاب المعارضة في الانتخابات المقبلة

دعا وزير الدفاع، رئيس الحكومة بالمداورة، زعيم أزرق أبيض بني غانتس في مؤتمر صحافي عقده مساء الاثنين إلى توحيد صفوف أحزاب المعارضة في الانتخابات المقبلة بهدف هزيمة بنيامين نتنياهو، وأعلن استعداده لتقديم تنازلات شخصية كبيرة من أجل هذا الغرض.

وافتتح غانتس مؤتمره الصحافي بالقول: "أنا بني غانتس اللواء في الاحتياط في الجيش والجندي في دولة إسرائيل، أتوجه إليكم مباشرة. أنتم الذين تناضلون منذ أشهر طويلة للتخلص من بيبي، هذا الشخص الذي يقبض على عنق الدولة كلها، فقط كي يتمكن من الهرب من رعب المحكمة. أنتم الذين آمنتم بي وخاب أملكم. أنتم الذين منحتموني أهم شيء للمواطن في الدولة، أصواتكم. لقد تمكن صوتكم وثقتكم من إحداث تغيير ثلاث مرات على التوالي. لقد نجحنا ثلاث مرات في كبح نتنياهو ومنعه من تأليف حكومة متطرفة وخطرة تمنحه الحصانة." وتابع: بينما يواصل وباء الكورونا تفشّيه ويهدد حياتنا جميعاً يواصل بيبي التحريض وإثارة الشقاق والنزاع وتفكيكنا من الداخل. كل ذلك خدمة لمصلحته الشخصية. فقط كي ينجو من المحكمة." واتهم غانتس نتنياهو بأنه خدعه كما خدع الشعب الإسرائيلي كله، وأعرب عن استعداده لتقديم تنازلات شخصية من أجل توحيد أحزاب المعارضة في قائمة واحدة ضد نتنياهو.

ورداً على هجوم غانتس، أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تأجيل الجلسة التي كان من المفترض أن تعقدها الحكومة صباح الثلاثاء.

 

"يسرائيل هَيوم"،12/1/2021
وزير الخارجية غابي أشكنازي يجري محادثات سرية مع نظيره الأردني

على الرغم من العلاقات المتوترة بين الأردن وإسرائيل أجرى وزير الخارجية غابي أشكنازي مؤخراً اجتماعاً سرياً بنظيره الأردني أيمن الصفدي هو الثاني من نوعه. وجرى اللقاء بصورة سرية في مقر تابع لرئاسة الحكومة الأردنية، ناقش خلاله الصفدي وأشكنازي موضوعات استراتيجية وإقليمية وموضوع الدفع قدماً بالتعاون الاقتصادي بين البلدين. وعلمت الصحيفة بأنه على الرغم من الحساسية الكبيرة التي طبعت العلاقات بين الدولتين فإن اللقاءين ساهما في خلق حوار رفيع المستوى بين الدولتين بشأن موضوعات مدنية واقتصادية تهم البلدين. أما سبب المحافظة على  سرية اللقاءات وعدم نشر مضمونها فيعود إلى احتمال ظهور انتقادات في المملكة تضر بهذا الحوار.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ تسلّم أشكنازي منصبه كوزير للخارجية بدأ يعمل على تبديد التوتر بين إسرائيل والأردن. وبالإضافة إلى لقائه السفير الأردني مرتين، فقد تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية الأردني عدة مرات. لكن على الرغم من هذه الجهود فإن السفير الأردني يقود خطاً نقدياً علنياً إزاء إسرائيل. وبالاستناد إلى بيان صدر عن وزارة الخارجية الأردنية بعد اللقاء مع أشكنازي، طلب وزير الخارجية الأردني أن توقف إسرائيل استفزازاتها في  المسجد الأقصى، وأن تحترم التزاماتها القانونية كونها قوة احتلال. كما دعا أيضاً إسرائيل إلى وقف الأفعال التي تعرّض للخطر فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.

بالأمس شارك وزير الخارجية الأردني في لقاء في القاهرة حضره وزير الخارجية المصري ووزير خارجية ألمانيا والوزير الفلسطيني. وكان هدف الاجتماع التوصل إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية ألمانيا ومصر والأردن. أشكنازي الذي تربطه علاقة وثيقة بوزراء خارجية الدول الثلاث رفض المشاركة في الاجتماع بحجة الإغلاق المفروض على إسرائيل بسبب الكورونا.

 

"يديعوت أحرونوت"، 12/1/2021
عدد المصابين بالكورونا في إسرائيل بلغ نصف مليون، وعدد الذين حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح تخطى المليون

تخطى العدد الاجمالي للمصابين بالكورونا في إسرائيل منذ شباط/فبراير الماضي حتى الآن نصف مليون شخص، الأمر الذي يضع إسرائيل في المرتبة الـ29 بين دول العالم من حيث حجم تفشي الوباء. وفي يوم أمس بلغ عدد الإصابات 9598 إصابة، في حين وصل عدد الفحوصات إلى 95 ألفاً، وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 8% وهي الأعلى منذ 3 أشهر.

وأعلنت وزراة الصحة الإسرائيلية أن نحو 20.9% من السكان في إسرائيل حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح ضد الكورونا، أي قرابة 1.854.055 شخصاً. وخلال الأيام القادمة ستبدأ حملة لإعطاء الجرعة الثانية من اللقاح الذي المفترض أن يمنح مناعة ضد الفيروس بنسبة 95%.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
الموقع الإلكتروني للمعهد، 3/1/2021
المحافظة على "العلاقات الخاصة" مع إدارة بايدن في ظل أزمة داخلية في إسرائيل
باحثو معهد هرتسليا للسياسات والاستراتيجيا بإشراف مدير المعهد عاموس غلعاد
  • دخول إسرائيل في معركة انتخابية رابعة خلال عامين يكشف تدهوراً وضرراً مستمراً للمناعة الوطنية. إسرائيل تغرق في أزمة صحية واقتصادية - اجتماعية حادة، وهي في حالة شلل سياسي مستمر، وتعمل من دون ميزانية تستشرف المستقبل، ومن دون خطة عمل منتظمة، ومن دون استراتيجيا وسلّم أولويات.
  • هذه التطورات تنعكس سلباً على صورة قوة إسرائيل وعلى مكانتها الإقليمية والدولية، وضررها على المستويات السياسية - الأمنية، وخصوصاً في فترة تبدُّل الإدارة في الولايات المتحدة، يمكن أن يكون فادحاً. في الأشهر الحساسة المقبلة التي ستبلور إدارة بايدن خلالها سياستها وتصوغها، بما فيها في الشرق الأوسط، ستكون إسرائيل في دوامة داخلية ومشغولة بنفسها وبمشكلاتها الداخلية. وهو ما سيجعل من الصعب عليها، من جهة التأثير في العمليات في واشنطن، ومن جهة ثانية الحصول على الانتباه  المطلوب من الإدارة الجديدة. 
  • المطروح على جدول الأعمال عدد من القضايا الجوهرية في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلاقتها بإسرائيل، والتي تنطوي على احتمال نشوء توترات بين الحليفتين.

التحدي النووي الإيراني

  • يبدو أن سياسة بايدن في الشرق الأوسط ستتأثر أكثر من أي شيء آخر بمقاربته إزاء إيران، التي تبدو كالنقطة المحورية التي ستحدد عمق تدخّل الولايات المتحدة وتشكل علاقاتها مع حلفائها في المنطقة.
  • تحليل تصريحات الرئيس وطاقمه للأمن القومي يعزز الانطباع أن الإدارة الجديدة مهتمة بالعودة إلى الاتفاق النووي من خلال رفع العقوبات، ومن دون الإصرار على إصلاح العيوب الخطيرة: فترة انتهاء القيود (بدءاً من نحو 7 سنوات)، التي يمكن أن تفتح لطهران الطريق لتبوؤ مكانة دولة على عتبة السلاح النووي مع شرعية دولية، بحث وتطوير أجهزة طرد مركزية من شأنها أن تقصّر كثيراً الوقت لحدوث خرق إيراني والحصول على مواد انشطارية على درجة عسكرية وغياب تفويضات رقابة على مشروع السلاح النووي.
  • يبدو أنه من خلال العودة إلى الاتفاق النووي ستسعى الإدارة لوضع القضية الإيرانية جانباً، والتفرغ لموضوعات "مشتعلة" أكثر بالنسبة إليها، مثل معالجة الأمراض الاجتماعية - الاقتصادية الداخلية، والتنافس بين الدول العظمى، وخصوصاً في مواجهة الصين، وترميم مكانة الولايات المتحدة في المنظومة الدولية. طهران من جهتها متحمسة لأن تزيل عن عنقها عبء العقوبات التي تدمر اقتصادها، وتوضح أنها مستعدة للعودة بصورة كاملة إلى الاتفاق، ومن أجل تحقيق ذلك ليس مطلوباً حتى إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.
  • على الرغم مما يصوَّر كمجال اتفاق محتمل بين إيران والولايات المتحدة - مدعوم من الدول الأوروبية ومن روسيا والصين – فإن عملية العودة إلى الاتفاق النووي يمكن أن تواجه سلسلة عقبات، وأن تتعرقل. من بين هذه العقبات يمكن أن نحصي توتراً غير مخطَّط له- مثلاً في العراق في الذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس سليماني؛ خلافات محتملة بشأن جدولة العودة إلى الاتفاق - بين الخضوع لشروطه وبين رفع العقوبات - وبشأن الخط الأساسي المطلوب للعودة إلى علاقات معقدة، مثل المعرفة التي تراكمت في مجال البحث والتطوير؛ الشجارات الداخلية بين المحافظين وحكومة روحاني من المتوقع أن تشتد قبيل الانتخابات في حزيران/يونيو، ويمكن أن تؤدي إلى تشدد إيران  في شروطها؛ تأثيرات العملية في علاقات الإدارة مع الدول العربية وإسرائيل وغيرها.
  • في ضوء هذه التعقيدات، يمكن أن تطول عمليات جس النبض والاتصالات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبين إيران، وبناء على ذلك من المتوقع أن تزود إسرائيل بالوقت للتأثير في مواقف وخطوات إدارة بايدن بشأن القضية.

التنافس على التفوق النوعي وقوة الجيش الإسرائيلي

  • مع عدم وجود ميزانية، ومن دون سلّم أولويات وتخطيط بعيد الأجل للحكومة، بقي الجيش الإسرائيلي من دون قدرة على تنفيذ الخطة المتعددة السنوات، والدفع قدماً بعمليات التسلح للسنوات المقبلة. هذه العمليات حيوية، من بين أمور أُخرى، في إطار المواجهة مع مساعي إيران للتمركز العسكري على الحدود وتسليح حزب الله بصواريخ دقيقة، وإزاء سيناريوهات إطلاق صواريخ ضد إسرائيل من جبهات بعيدة، مثل اليمن والعراق - كما حذّر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي مؤخراً. معقولية سيناريوهات من هذا النوع يمكن أن تزيد في ظل تهديدات إيران بالانتقام لاغتيال عالم الذرّة فخري زادة، والذي نُسب إلى إسرائيل.
  • مدماك مركزي في التخطيط لتعاظُم قوة الجيش الإسرائيلي يعتمد على مساعدة أميركية مستقبلية، بينما التأخر في اتخاذ قرارات إسرائيلية بشأن تزود إسرائيل بقدرات ومنصات أميركية متطورة يمكن أن يثير الاستغراب في واشنطن، وخصوصاً على خلفية صفقات الأسلحة الضخمة الأخيرة بين الولايات المتحدة ودول عربية، والتي تعكس "خرقاً للحواجز" في تزويد منظومات سلاح متطورة لدول المنطقة، مثل طائرات أف-35 ومسيّرات مسلحة تؤدي إلى تآكل التفوق النوعي العسكري لإسرائيل.

التنافس بين الدول العظمى (الصين وروسيا)

  • الهجمة السيبرانية غير المسبوقة ضد الولايات المتحدة، التي جرى الكشف عنها مؤخراً ومن المتوقع أن تزداد التوترات وتعكر أكثر فأكثر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا - التي تحمّلها الإدارة الأميركية وخبراء السايبر المسؤولية عن الهجوم. في هذه الظروف من المتوقع أن تزيد حساسية إدارة بايدن إزاء العلاقة الروسية - الإسرائيلية، بينما تُسمع منذ وقت في واشنطن أصوات تدّعي أن العلاقات الوثيقة بين موسكو والقدس تأتي على حساب المصالح الأميركية.
  • هجمات السايبر من المتوقع أن تفاقم مخاوف الولايات المتحدة من المس بتفوقها التكنولوجي، وخصوصاً إزاء الصين. تواصل الإدارة الأميركية التوضيح لإسرائيل علناً أنها قلقة من مستوى رقابتها على الاستثمارات الصينية في مجالات التكنولوجيا. ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية حذّر مؤخراً مرة أُخرى من أن الولايات المتحدة قلقة من تسلل الصين إلى صناعة الهاي تك في إسرائيل، ومن شراء تكنولوجيا مزدوجة الاستعمال تعرّض الولايات المتحدة للخطر.

وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

وعلاقات إسرائيل مع دول عربية

  • بينما تسعى إدارة بايدن لتقليص وجود الولايات المتحدة وتدخّلها في "حروب لا يمكن الانتصار فيها"، ثمة مصلحة عميقة لإسرائيل في المحافظة على وجود أميركي واسع في الشرق الأوسط ودعم قوي من الولايات المتحدة لدول أساسية تشكل مرساة للاستقرار في المنطقة ولأمن إسرائيل، مثل الأردن ومصر. إلى جانب المحافظة على الساحة الفلسطينية التي يبدو أن استقرارها آخذ بالتدهور، سواء في الضفة الغربية أو في غزة.
  • في المقابل، تشهد عملية التطبيع التي تكشف عن إنجازات مهمة لإسرائيل، وقبولها في المنطقة يمكن أن يشهد تباطؤاً في حال عرقل بايدن تحقيق الوعود التي قدمها ترامب في إطار العملية، أو تراجع عنها.

ما يجب عمله إزاء إدارة بايدن؟

  • هذه القضايا الاستراتيجية وغيرها التي في جزء منها تنطوي على فجوات تفرض على إسرائيل أن تبني بنية تحتية متينة لحوار عميق ومكثف معها، بهدف أن تكون جزءاً من عملية صوغ السياسة الأميركية والتأثير فيها.
  • إن هذا هو الهدف المركزي الذي تواجهه إسرائيل في الوقت الحالي، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير في أمنها الوطني، وتبدو ظروف الاستهلال لتحقيقه إشكالية جراء: فترة أزمة داخلية متعددة الأبعاد ودوامة سياسية؛ عدم وجود قنوات تواصل وخبرة وعلاقات مع واشنطن على خلفية تبدّل السفراء والتوتر في علاقات إسرائيل مع بايدن، الذي يُعتبر صديقاً حقيقياً لإسرائيل حتى قبل أن يتسلم منصبه.
  • مصادر مقربة من الرئيس المنتخب ادّعت في وسائل الإعلام أن اغتيال العالِم النووي الإيراني فخري زادة، والذي نُسب إلى إسرائيل، هدفه منع بايدن من العودة إلى المسار الدبلوماسي إزاء إيران. المقابلة التي أعطاها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمعهد محافظ في واشنطن والتي حذّر فيها من العودة إلى الاتفاق النووي" الرديء"، ومنحه تصاريح في اللحظة الأخيرة للبناء في الضفة، والتلكؤ في الاعتراف بفوز بايدن في الانتخابات وغيرها - كل ذلك أثار غضباً في معسكر بايدن. تجلى ذلك في مقال الرأي البارز في "الواشنطن بوست" بقلم المحلل المخضرم جاكسون ديهل.
  • في مثل هذه الظروف، بايدن الذي سبق أن اكتوى، عندما كان نائباً للرئيس، بخطاب نتنياهو في الكونغرس في سنة 2015 بهدف إحباط الاتفاق النووي الذي حققه أوباما - يمكن "أن يغلق الباب" أمام محاولات إسرائيل التأثير في سياسة الولايات المتحدة حيال المسألة الإيرانية خصوصاً وفي الشرق الأوسط عموماً.
  • يتعين على المنظومة السياسية في إسرائيل أن تسارع إلى وضع أسس حوار هادىء وبنّاء مع إدارة بايدن ، وأن تبني الثقة معها، بقيادة رئيس الحكومة، وعليها الامتناع من إقحام العلاقات مع بايدن والخلافات معه في المعركة الانتخابية؛ والامتناع من القيام بخطوات أحادية الجانب في الأسابيع التي بقيت من ولاية ترامب، الأمر الذي قد يعتبره بايدن محاولة لحشره مسبقاً.
  • المطلوب من إسرائيل مواصلة تطوير آليات الرقابة على استثمارات صينية حساسة والتصرف حيال الولايات المتحدة بتنسيق وشفافية كاملة في كل ما يتعلق بعلاقتها بالصين وروسيا. وذلك كي تؤكد أن إسرائيل تتقيد بالمعايير الأميركية، وكي تستطيع الإدارة الجديدة أن تحدد أن نشاطات الصين في إسرائيل وعلاقة إسرائيل بروسيا لا تعرّضان مصالح الولايات المتحدة للخطر.
  • في ظل الأفق السوداوي في الشرق الأوسط والحاجة إلى الاستعداد معاً لمواجهة الأزمات والتحديات التي تنتظرنا لا يمكن أن نعرّض للخطر الحوار الحيوي مع إدارة بايدن ومكانة إسرائيل كموضوع إجماع لدى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة. ليس لإسرائيل بديل من الاعتماد على أميركا، والتوجه إلى مواجهة إعلامية مع الإدارة الجديدة (لاعتبارات سياسية داخلية) سيكون خطأ استراتيجياً، وقد تكون له تداعيات خطِرة على أمن إسرائيل ومكانتها وقوتها.

 

"هآرتس"، 11/1/2021
الأيام الأخيرة والمضطربة لترامب تُدخل الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الأسبوع القادم سيكون أسبوعاً غير هادىء في الشرق الأوسط. بقي أسبوع فقط على دخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير. لكن خلال هذه الفترة لا تزال إيران تتخوف من ضربة عسكرية أميركية ضدها بأوامر من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. لكن مثل هذا السيناريو لا يبدو معقولاً في نظر إسرائيل، مع ذلك المؤسسة الأمنية في إسرائيل قلقة من إمكانية تقدير خاطئ يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية غير مخطَّط لها يمكن أن تنعكس على إسرائيل أيضاً.
  • القلق في طهران واضح منذ عدة أيام على خلفية أيام ترامب الأخيرة. وهذا يؤثر أيضاً في شركاء إيران ووكلائها، بينهم حزب الله والميليشيات الشيعية التي تعمل في العراق وسورية. يبدو أن مستوى القلق لدى الإيرانيين ارتفع أكثر بعد اقتحام مبنى الكونغرس في يوم الأربعاء الماضي، والذي فاقم سلوك ترامب وحشره في الزاوية وأثار مجدداً محاولات إقصائه عن منصبه.
  • قبل وقوع الأحداث في الكونغرس، انتشرت في الصحف الأميركية سيناريوهات بشأن عملية أخيرة محتملة يقوم بها ترامب في الشرق الأوسط. بعد الاقتحام العنيف لمبنى الكابيتول من مؤيدي ترامب، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أنها تحدثت مع قائد القوات المشتركة الجنرال ماري ميلي للتأكد من أن "الرئيس غير المستقر"، بحسب كلامها، لن يبادر إلى شن هجوم نووي في الأيام الأخيرة لولايته.
  • الولايات المتحدة من جهتها تتخوف من أفعال انتقامية إيرانية على خلفية الذكرى الأولى للاغتيال الأميركي للجنرال قاسم سليماني - قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل في العراق في مطلع كانون الثاني/يناير من السنة الماضية. حتى الآن لم تُسجَّل محاولات إيرانية للرد، لكن الأميركيين أحضروا طائرات ضخمة من قاذفات بي-52 من قواعدها في الولايات المتحدة إلى الخليج الفارسي، كما حركوا قواتهم البحرية في المنطقة، على ما يبدو من أجل الردع.
  • الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على درجة عالية من التأهب الدفاعي. وقد نُشرت، من بين أمور أُخرى، بطارية دفاع جوي وصواريخ باتريوت في إيلات، ويظهر وجود استثنائي للطائرات الحربية في سماء الدولة، وفي كل القطاعات، خلال جزء كبير من ساعات اليوم. في لبنان اشتكى سكان بيروت من تحليق طائرات حربية إسرائيلية في سماء العاصمة بيروت. يبدو أن إسرائيل تستعد لكبح هجوم محتمل ضدها بواسطة صواريخ وقذائف مدفعية ومسيّرات من جهة التنظيمات التي تعمل بتوجيهات من الإيرانيين. حالة التأهب تتعلق بكل الساحات: سورية، ولبنان في الشمال، والعراق في الشرق، واليمن في الجنوب. في الخلفية يستمر الجهد الإيراني لنشر وسائل قتالية في سورية وتهريب سلاح إلى حزب الله في لبنان. وكما ورد في تقرير لـ"هآرتس" في الأيام العشرة الأخيرة وقعت ثلاث هجمات جوية نُسبت إلى إسرائيل ضد أهداف تابعة لإيران وحزب الله ونظام الأسد في سورية.
  • التأهب الإسرائيلي يتعلق أيضاً بعمليات انتقامية محتملة لإيران. طهران تتهم إسرائيل بالمساعدة في اغتيال سليماني بالإضافة إلى اغتيال رئيس مشروعها النووي العسكري البروفيسور محسن فخري زادة بالقرب من طهران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. حالة التأهب مرتبطة أيضاً بسيناريو حدوث تقدير خاطىء بين إيران والولايات المتحدة.
  • مصادر أمنية في إسرائيل ذكرت للصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على صلة دائمة بالبنتاغون وبقائد القوات العسكرية في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة. وبحسب كلامهم، يبدو أن الأميركيين لا ينوون شن عملية هجومية ضد إيران في هذه الأيام، وعلى الرغم من الظروف السياسية الحساسة في واشنطن، ليس من المعقول أن يُترجَم سلوك الرئيس ترامب بعمليات عسكرية في الشرق الأوسط. وشددوا أيضاً على أن ليس لدى إسرائيل نية للمبادرة إلى شن عملية هجومية واسعة ضد إيران في أراضيها في هذه الأيام.
  • أضافت المصادر أن التخوف الأساسي في إسرائيل يتعلق بسيناريو وقوع سلسلة من سوء فهم متبادَل تؤدي إلى مواجهة، في الأساس على خلفية الخوف الإيراني من عملية غير متوقعة من ترامب. إسرائيل تخوفت من تطورات كهذه أيضاً في فترات في الماضي شهدت تصعيداً تدريجياً. ولقد تبين لاحقاً أن سلسلة الأحداث التي أدت إلى شن عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة في صيف 2014 تعود إلى قراءة خاطئة متبادلة لأفعال الخصم من جانب إسرائيل ومن جانب "حماس، وإلى تفسير خاطئ لتحركات موضعية بأنها تدل على نية  الطرف الثاني شن  حرب.