مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية: إسرائيل هاجمت أهدافاً إيرانية في سورية بالاستعانة بمعلومات استخباراتية تم تمريرها لها من الولايات المتحدة
آلية هندسية إسرائيلية تتعرض لإطلاق نار من قطاع غزة
نتنياهو يزور الناصرة ويعلن التزامه بتحقيق عهد جديد مع المجتمع العربي
مسؤولون في وزارة الصحة يرجحون أن يوصوا بتمديد الإغلاق العام أسبوعاً آخر جرّاء تصاعد المنحنى الوبائي المتعلق بإصابات كورونا
مقالات وتحليلات
الجيش الإسرائيلي يحقق نجاحات في الجبهة مع سورية ويخفق في تعزيز الردع في مقابل الجبهة مع غزة
ظهور نتنياهو في الناصرة ليس موجهاً فقط إلى العرب بل أيضاً إلى الليكوديين
بادرة فلسطينية طيبة موجهة إلى بايدن
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 14/1/2021
مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية: إسرائيل هاجمت أهدافاً إيرانية في سورية بالاستعانة بمعلومات استخباراتية تم تمريرها لها من الولايات المتحدة

قال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية إن إسرائيل هاجمت الليلة قبل الماضية أهدافاً إيرانية في سورية بالاستعانة بمعلومات استخباراتية تم تمريرها لها من الولايات المتحدة. 

وأضاف هذا المسؤول في تصريحات أدلى بها إلى وكالة أسوشيتد برس للأنباء أمس (الأربعاء)، أن الهجمات استهدفت مخازن أسلحة إيرانية كانت بمثابة قناة لنقل مكونات مطلوبة للبرنامج النووي الإيراني.

وأشار المسؤول نفسه إلى أن الهجوم المذكور كان في صلب المواضيع التي تم بحثها بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في أحد مقاهي واشنطن في مطلع الأسبوع الحالي.

ويقوم كوهين هذه الأيام بزيارة عمل إلى واشنطن، الهدف العلني منها وداع الإدارة المنتهية ولايتها وإجراء اتصالات بطواقم الإدارة الجديدة.

من ناحية أُخرى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن 23 شخصاً قُتلوا وأُصيب 28 آخرون في الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية. وأشار إلى أن هذه الهجمات هي الرابعة في غضون 3 أسابيع.

وبموجب ما أوردت المصادر السورية الرسمية، استهدفت الغارات المنسوبة إلى إسرائيل موقعين في مدينة دير الزور وفي منطقة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق. 

"معاريف"، 14/1/2021
آلية هندسية إسرائيلية تتعرض لإطلاق نار من قطاع غزة

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن آلية هندسية إسرائيلية كانت تعمل بالقرب من الجهة الغربية للسياج الأمني المحيط بقطاع غزة تعرضت أمس (الأربعاء) لإطلاق نار من القطاع من دون وقوع إصابات.

وأضاف البيان أن المدفعية الإسرائيلية ردّت على ذلك في وقت لاحق بإطلاق قذيفة في اتجاه نقطة أمنية لقوات الضبط الميداني التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" شرقي خانيونس.

"يديعوت أحرونوت"، 14/1/2021
نتنياهو يزور الناصرة ويعلن التزامه بتحقيق عهد جديد مع المجتمع العربي

قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) بزيارة إلى الناصرة أكبر مدينة عربية في إسرائيل أعلن خلالها التزامه بتحقيق عهد جديد مع المجتمع العربي.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الزيارة، أنه تم تحريف تصريحاته خلال الانتخابات العامة سنة 2015، والتي حذّر فيها من تدفق الناخبين العرب على صناديق الاقتراع، وأكد أن كل ما أراده في ذلك الحين هو التحذير من القائمة المشتركة.

وقال نتنياهو: "على جميع المواطنين الإسرائيليين التصويت، هذا حق ديمقراطي. لسنوات شوهت عناصر سياسية كلماتي. في انتخابات 2015 لم تكن نيتي التحذير من تصويت العرب، لكن التحذير من التصويت للقائمة المشتركة."

وفيما يتعلق بالعنف داخل المجتمع العربي قال نتنياهو: "استثمرت في المجتمع العربي أكثر من جميع الحكومات الإسرائيلية مجتمعة في تاريخ إسرائيل بأكملها. نعمل لضمان أمنكم الشخصي. من سنة 2016 حتى اليوم أنشأنا 9 مراكز شرطة وهناك 3 مراكز شرطة أُخرى في قيد الإنشاء. قبل ذلك كان هناك مركز شرطة واحد. هناك الكثير مما يجب القيام به لنجعلكم تشعرون بالأمان والسلام في مجتمعاتكم، أنا ملتزم شخصياً بضمان الأمن الشخصي لكل فرد منكم. أريدكم أن تغادروا منازلكم من دون خوف، وأن تتجولوا في تل أبيب أو بئر السبع أو الخضيرة، لذا طلبت من وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا أن يعدّ لي خطة للقضاء على الجريمة والعنف في المجتمع العربي، والتي تشمل حرباً مريرة مع المنظمات الإجرامية، لقد قمنا بذلك بنجاح ضد المنظمات الإجرامية في المجتمع اليهودي، وسنفعل ذلك بنجاح في المجتمع العربي أيضاً، قريباً جداً سأقدم الخطة إلى الحكومة والجمهور وأعدكم بأننا سننفذها."

ورحب رئيس بلدية الناصرة علي سلام بزيارة نتنياهو إلى المدينة ووصفها بأنها تاريخية، وتعهد بدعم رئيس الحكومة وحزب الليكود في الانتخابات المقبلة. وقال سلام: "ما قام به رئيس الحكومة لم يفعله أحد، لم نكن في حال أفضل مما نحن عليه الآن، لو لم يهتم بفيروس كورونا لا أعرف ماذا كنا سنفعل، ومع كل هذه الفوضى فإنه يصنع السلام أيضاً، والسلام هو أمر جيد. أعدك بأننا سندعمك لمواصلة العطاء. القائمة المشتركة لم تفعل شيئاً والمجتمع العربي كله محبط من موقفها وعملها."

وقوبلت زيارة نتنياهو إلى الناصرة بتظاهرات قادتها القائمة المشتركة ووقعت خلالها اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة وحرس الحدود وقامت الشرطة باعتقال 19 شخصاً للتحقيق. كما قام أفراد من الشرطة بجرّ عضو الكنيست سندس صالح من القائمة المشتركة، وهو ما تسبب بإصابتها بجروح في يدها وظهرها.

وكتب رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "هروب نتنياهو الكبير من المحاكمة أوصله إلى الناصرة في محاولة أُخرى لشرذمة المجتمع العربي وتقسيمنا إلى جيدين وسيئين. لو لم يجلب معه الشرطة الضخمة لكان هناك ما يثير الشفقة في زيارته. شرطة نتنياهو تضرب المتظاهرين والصحافيين. إذا كان هذا ما تبدو عليه جهود المصالحة، فمن الأفضل لك البقاء في المنزل."

وقالت عضو الكنيست عايدة توما- سليمان: "نتنياهو المحرض الأكبر على المجتمع العربي والرجل الذي فشل في التعامل مع وباء كورونا، يأتي الآن إلى الناصرة لكسب أصوات العرب. الجمهور العربي يفهم في السياسة ويعرف نفاق نتنياهو وأكاذيبه."

"معاريف"، 14/1/2021
مسؤولون في وزارة الصحة يرجحون أن يوصوا بتمديد الإغلاق العام أسبوعاً آخر جرّاء تصاعد المنحنى الوبائي المتعلق بإصابات كورونا

رجح مسؤولون في وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) أن يضطروا إلى التوصية بتمديد الإغلاق العام أسبوعاً آخر ليدوم 3 أسابيع، وذلك في ضوء تصاعُد المنحنى الوبائي المتعلق بالإصابة بفيروس كورونا.

وقال هؤلاء المسؤولون إن ما يقض مضاجعهم هو ارتفاع الإصابات بالفيروس لدى صغار السن، إذ أشار المنحنى الوبائي إلى أن 38% من الإصابات الجديدة تم تشخيصها لدى أطفال وأبناء شبيبة حتى سن 19 عاماً، وأن نسبة الأطفال من بين حالات الإصابة الجديدة ارتفعت 30% خلال الأسبوعين الفائتين، ويُعتقد أن لذلك صلة بانتشار الفيروس البريطاني المتحوّر.   

وأعرب المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور نحمان آش عن خشيته من عدم تحقيق الإغلاق الصحي الهدف المنشود بعد أسبوعين على فرضه. وأضاف أن الفيروس لن يختفي خلال الشهور المقبلة ويجب التعايش معه.

وأعلنت وزارة الصحة أن عدوى الفيروس انتقلت أمس إلى 9525 شخصاً، وأن عدد حالات الوفاة بالفيروس منذ انتشاره في إسرائيل بلغ 3770 حالة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 14/1/2021
الجيش الإسرائيلي يحقق نجاحات في الجبهة مع سورية ويخفق في تعزيز الردع في مقابل الجبهة مع غزة
يوسي يهوشواع - محلل عسكري
  • كما في السنوات الأخيرة، شهدت الجبهتان في سورية وغزة أمس (الأربعاء) نشاطين عسكريين غير أن نهاية كل منهما تدل على الفجوات القائمة بينهما. فبينما أكدت تقارير وسائل الإعلام الأجنبية أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يقوم بشن هجمات دقيقة في عمق الأراضي السورية من دون أي حاجة إلى مساعدة الاستخبارات الأميركية، فإنه يقوم بالردّ بشكل متردّد وضعيف على تحرّش ناشطين من قطاع غزة، الأمر الذي يدل على وجود مشكلة جوهرية في السياسة العامة ويمس الردع.
  • نبدأ بسورية: في الليلة قبل الماضية شُنّ هجوم رابع منسوب إلى إسرائيل خلال الفترة القليلة الماضية ضد التموضع العسكري الإيراني، لكن هذه المرة لم يتم في مناطق قريبة، مثل منطقة الحدود في الجولان أو دمشق بل في شرق البلد، في منطقة البوكمال بمحاذاة الحدود مع العراق على بعد 600 كيلومتر. وتداولت وسائل الإعلام خبرين غير صحيحين، الأول أن الهجوم تسبب بمقتل عشرات الأشخاص في حين أنه انتهى بعدد محدود من الإصابات. والثاني أن المعلومات الاستخباراتية وصلت إلى إسرائيل في الاجتماع الذي عقده رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن. وهذا غير صحيح أيضاً. ويمكن الافتراض أن التخطيط لهذا الهجوم جرى منذ فترة طويلة، كما أن الجيش الإسرائيلي ليس بحاجة إلى الاستخبارات الأميركية في هذه المنطقة بل على العكس.
  • شمل الهجوم الإسرائيلي منطقتين هما البوكمال ودير الزور. ومنطقة البوكمال موجودة في الحدود العراقية - السورية، وتُعتبر ممراً لوجستياً برياً تنقل إيران عبره أسلحة إلى سورية ولبنان. وفي منطقة دير الزور تتواجد ميليشيات موالية لإيران. وقام الإيرانيون بنقل قواعدهم إلى هاتين المنطقتين بعد أن تم تدمير معظم القواعد في المناطق القريبة من إسرائيل وكذلك تدمير شحنات الأسلحة.
  • ما يمكن افتراضه هو أن هذا الهجوم استهدف صواريخ طويلة المدى كانت في طريقها إلى حزب الله. وفي سورية لا ينجح الإيرانيون في تطبيق برنامجهم منذ عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

يمكن القول إن هذا الهجوم كان متميزاً ومهماً، وهو يُظهر قدرات عملانية مثيرة للانطباع لدى الاستخبارات وسلاح الجو في إسرائيل. في المقابل لم ينجح الجيش الإسرائيلي مرة أُخرى في مواجهة خلايا ناشطين في قطاع غزة. فيوم أمس (الأربعاء) أعلن أن آلية هندسية كانت تعمل في الجهة الغربية من السياج الأمني المحيط بقطاع غزة تعرضت لإطلاق نار من القطاع يبدو أن حركة "حماس" تقف وراءه. فماذا كانت ردة فعل الجيش الإسرائيلي؟ قامت دبابة إسرائيلية باستهداف 3 مواقع خالية لـ"حماس" بمحاذاة منطقة إطلاق النار. ولا شك في أن هذا الرد ضعيف ويبعث إلى الجانب الآخر برسالة فحواها أن ما حدث شرعي وفي نطاق أصول اللعب المقبولة على إسرائيل، وهو يضع صعوبات حتى على المستوى الاستراتيجي أمام إمكان التوصل إلى تسوية طويلة الأمد، لأنه من دون ردع سيكون من الصعب التوصل إلى تفاهمات يمكن أن تصمد.      

"هآرتس"، 14/1/2021
ظهور نتنياهو في الناصرة ليس موجهاً فقط إلى العرب بل أيضاً إلى الليكوديين
يوسي فيرتر - محلل الشؤون الحزبية
  • يا له من حظ حسن أن جدعون ساعر استقال من الليكود، وأن نتنياهو خسر بين يوم وآخر "الأغلبية اليهودية" لإقامة ائتلاف. لولا ساعر "العهد الجديد في العلاقات اليهودية - العربية" الذي أعلنه نتنياهو في الأمس في الناصرة بصوت مخنوق من شدة الانفعال، ما كان ليحدث. لولا ضنْك الأوقات السياسية الصعبة، "زوجتي سارة وأنا" لم يتذكرا فجأة بعد مرور عقد على موت أبويهما الرعاية المخلصة التي قدمها لهم الأطباء والممرضات العرب. لولا المقاعد الناقصة التي يحتاج إليها للحصول على حصانة برلمانية، أو من أجل قانون فرنسي قبيح [قانون يمنح الحصانة لرؤساء الحكومات ويمنع محاكمتهم] لما كان نتنياهو اكتشف وجود بلدات عربية؛ في الأسابيع الأخيرة زار ثلاثاً منها، أغدق كلمات الحب والمصالحة، ودللهم أكثر من سانتا كلوز.
  • سنوات طويلة ونتنياهو ينكّل بالجمهور العربي. يسن قانوناً ضده ويحرّض عليه ويقصيه ويقسّمه. في سنة 2015 حذّر من اقتراع جماهيري (لم يحدث فعلياً). النواب العرب يصفهم "بأنصار الإرهاب". قاد قانون القومية العنصري وقانون الكاميرات العنصري. في المعارك الانتخابية الأخيرة، عندما تخوف من استعانة حزب أزرق أبيض بأصوات أعضاء الكنيست العرب، فقد كل الضوابط. العنصرية وكراهية العرب سيطرتا على حملات الليكود. كل شيء كان يمليه مقر رئاسة الحكومة في بلفور، والكل جرى بإيحاء منه. خطاباته كانت تحريضية ونصوصه مرعبة. "يهود وغير يهود"، اعتاد القول في جلسات الكنيست. فقط شخص مستهتر كلياً مثل نتنياهو قادر على تقبيل الوجه الذي بصق عليه مرات عديدة والتظاهر بأنه يتمتع بذلك.
  • كان لليكود دائماً موطىء قدم ما في الشارع العربي. هذه المرة رأى نتنياهو نافذة فرصة يستطيع من خلالها توسيع موطىء القدم هذا. القائمة المشتركة خيبت الآمال، وضعفت. بني غانتس استخدمه ثم رماه. الناخبون يُظهرون لامبالاة. ويجب أن نعترف بأن حكومة نتنياهو ضخت أموالاً إلى الجمهور العربي. استراتيجيته (الذكية يجب الاعتراف) لا تهدف فقط إلى الحصول على مقعد إضافي هنا. هذا سيكون جائزة إضافية. الهدف الأساسي من ناحيته هو تهيئة ناخبيه لتقبُّل أن يشد بعد الانتخابات عدة أعضاء كنيست من العرب إلى عجلة الحصانة/ القانون الفرنسي. بالتأكيد سيكون هؤلاء أصدقاءه الجدد من قائمة الحركة الإسلامية التي يتزعمها منصور عباس.
  • بعد استعراضات الحب والحضن التي ستزداد وتكثر حتى 23 آذار/مارس، أيضاً أنصار بيبي المتحمسون والتحريضيون لن يتذمروا إذا عيّن نتنياهو منصور عباس وزيراً، أو إذا تحول أعضاء القائمة الإسلامية إلى شركائه المخلصين في الكنيست. سيبدو هذا طبيعياً لهم. ومجدداً يجب أن يقولوا إن هذا طبيعي، وأنه حان الوقت لدمج السياسيين العرب في السلطة. لن يكون في إمكان اليساريين أن يتذمروا: ما تخوف سياسيوهم من فعله على الدوام، خوفاً من أن توصمهم آلات التشويه الليكودية بحب العرب وكراهية اليهود، سيفعله نتنياهو ومن دون تردد. هذا ما فعله عندما صافح يد ياسر عرفات، وعندما اعترف بدولة فلسطينية في خطابه في جامعة بار إيلان، وعندما جمّد البناء في المستوطنات بضغط من الأميركيين.
"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 13/1/2021
بادرة فلسطينية طيبة موجهة إلى بايدن
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • في الأسابيع الأخيرة ازداد ضغط مسؤولين في إدارة بايدن الجديدة على كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن. الرسالة التي نُقلت إلى رئيس السلطة محمود عباس كانت بسيطة: الرئيس المنتخَب جو بايدن يريد رؤية عملية ديمقراطية يجري من خلالها ضخ دماء جديدة في القيادة الفلسطينية.
  • يريد بايدن رؤية نظام فلسطيني جديد مبني على مؤسسات، هذا ما جرى إيضاحه لمحمود عباس، وهذا هو شرط حصول السلطة الفلسطينية على بادرات حسنة أميركية، أي استئناف المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية وللأونروا، ونقل القنصلية الأميركية إلى القدس الشرقية، استئناف المفاوضات السياسية وغيرها مرتبط بإجراء انتخابات.
  • رئيس السلطة التقط الرسالة بسرعة. أيضاً الاتحاد الأوروبي نقل إليه طلباً مشابهاً واشترط استئناف المساعدة المالية للسلطة بإجراء عملية ديمقراطية تتمثل بانتخابات، وعلى الرغم من أن محمود عباس ليس معنياً بالانتخابات فإنه لا يستطيع تجاهُل الضغط الأميركي والأوروبي، ويجب عليه أن يلعب اللعبة.
  • يتولى محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية منذ سنة 2005، بعد فوزه في الانتخابات عقب وفاة ياسر عرفات. عباس أحب منصبه وليس مستعجلاً للتنازل عنه و"التخلي عن البقرة الحلوب" التي تُدعى السلطة الفلسطينية، وفي تقدير مسؤولين كبار في "فتح" أنه سيلعب اللعبة مع الإدارة الجديدة والاتحاد الأوروبي، ومن خلال هذه الحركة سيجد وسيلة لعرقلة الانتخابات.
  • أيضاً حركة "حماس" تقرأ الواقع الجديد ولا تريد أن تبقى خارج اللعبة "الديمقراطية" الفلسطينية. تنتظر "حماس" منذ وقت طويل اعترافاً أميركياً وشرعية دولية، وتريد أن تُظهر لإدارة بايدن أنها ليست تنظيماً إرهابياً بل هي جزء "شرعي" من المنظومة السياسية الفلسطينية. ولن تسمح "حماس" للسلطة الفلسطينية باتهامها بإفشال الانتخابات، لذلك قام زعيم الحركة إسماعيل هنية بخطوة مفاجئة وأعلن موافقته على شروط محمود عباس لإجراء انتخابات، أي البدء بانتخاب البرلمان [المجلس التشريعي] الفلسطيني، وبعد ذلك وبالتوالي انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
  • هناك سبب إضافي لموافقة حركة "حماس" على الخطوة، أنها لم تحقق حتى الآن أي إنجاز حيال إسرائيل، وطريق الإرهاب [كذا] لم يحقق لها أي إنجاز سياسي. في "حماس" يتذكرون بلهفة الانتصار الكبير الذي حققوه في سنة 2006 في انتخابات البرلمان الفلسطيني، ويريدون تكرار الإنجاز، وخصوصاً في ضوء حقيقة أن محمود عباس حلّ البرلمان بأمر رئاسي لأن "حماس" كانت تملك فيه أغلبية الأصوات، ونقل صلاحياته إلى المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
  • في هذه الأثناء، وافقت السلطة الفلسطينية و"حماس" على المضي قدماً، بحسب التفاهمات التي جرى التوصل إليها في اجتماع إسطنبول، ويبدو الجدول الزمني حالياً كالتالي:
  • حتى 20 من هذا الشهر يُصدر محمود عباس أمراً رئاسياً لتحديد موعد الانتخابات للبرلمان، والرئاسة، والمجلس الوطني الفلسطيني، وسيفعل ذلك في توقيت قريب من دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض. تجري الانتخابات بالتدريج، أولاً انتخابات المجلس التشريعي، وبعدها انتخابات رئاسة السلطة، ثم المجلس الوطني الفلسطيني، وهذه العملية كلها يجب أن تنتهي خلال فترة 6 أشهر. في الشهر المقبل سيذهب ممثلو الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لبحث موضوع الانتخابات مع رئيس الاستخبارات المصرية. بحسب مصادر في "فتح"، الموعد المحتمَل للمرحلة الأولى، أي انتخابات البرلمان، هو أيار/مايو المقبل بعد شهر رمضان. تدّعي مصادر في "فتح" أن محمود عباس يدرس ترشيح حركة "فتح" في قائمة مشتركة مع "حماس" في انتخابات المجلس التشريعي بينما موازين القوى بينهما محدد سلفاً. عملياً ستكون هذه الخطوة بمثابة شراكة في السلطة، لكن حركة "فتح" ستحتفظ بالصدارة وسيحتفظ محمود عباس بمنصبه.

الموقف الإسرائيلي

  • في هذه الأثناء تلتزم إسرائيل الصمت ولا تتدخل. بالنسبة إليها ما يجري هو موضوع فلسطيني داخلي، وهي لا تريد أن يستخدمها الفلسطينيون ويصورونها كمعرقل للعملية التي لا تزال في بدايتها في هذه المرحلة.
  • في سنة 2006 خضع رئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون لضغوط إدارة بوش ووافق على مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات، العملية سلكت طريقها و"حماس" هزمت "فتح" في الانتخابات.
  • يمنع اتفاق أوسلو مشاركة حركات وتنظيمات إرهابية في الانتخابات، ومنذ الفوز في الانتخابات البرلمانية أقامت "حماس" في قطاع غزة قاعدة ضخمة مع صناعة سلاح صاروخي وتطوير وسائل قتالية لها علاقة بإيران، عملت على ترسيخها يومياً، وتعرّض للخطر أمن إسرائيل.
  • فوز "حماس" في الانتخابات سيعزز قوة إيران وتركيا في أراضي الضفة الغربية. إجراء انتخابات في المناطق هو جزء مهم من اتفاق أوسلو ومن العملية الديمقراطية لانتخاب قيادة ومؤسسات حكم فلسطينية، لكن يجب منع حركة إرهابية مثل "حماس" من المشاركة فيها. ثمة نقطة إضافية لها علاقة بموضوع القدس، مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات سيقوض مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، وهي مكانة حصلت على شرعية من إدارة ترامب، ويجب ألّا توافق إسرائيل على أي خطوة تقضم مكانة القدس الشرقية، كما يجب عليها ألّا تتساهل في الموضوع الأمني.