مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري رسمي إن الدفاعات الجوية السورية تصدت الليلة الماضية لغارات إسرائيلية استهدفت القنيطرة في المنطقة الجنوبية، بينما أشارت وسائل إعلام أجنبية إلى أن الغارات استهدفت مخازن ذخيرة تابعة لحزب الله ومواقع تدريب في القنيطرة ودرعا جنوب سورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً تابعاً لقوات الجيش السوري والميليشيات الإيرانية في ريف القنيطرة.
ويُعتبر هذا الهجوم الرابع الذي تشنه إسرائيل على مواقع في سورية منذ بداية السنة الحالية، والثاني منذ تنصيب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، إذ كثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأُخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سورية.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن صاروخ أرض - جو أُطلق في اتجاه طائرة إسرائيلية مسيّرة فوق الجنوب اللبناني بعد ظهر أمس (الأربعاء) وسط استمرار التوتر بين إسرائيل وحزب الله على طول منطقة الحدود مع لبنان.
وأضاف البيان أن الصاروخ أُطلق في اتجاه طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي يتم تشغيلها عن بعد، وذلك خلال نشاط روتيني فوق الأراضي اللبنانية. وأوضح أن الطائرة لم تتضرر وواصلت مهمتها كما هو مخطط لها.
وأشارت مصادر مقربة من حزب الله إلى أن الحزب كان وراء الهجوم، وأكدت أنه جزء من سياسة جديدة للحزب تهدف إلى صدّ جميع التوغلات الإسرائيلية في المجال الجوي اللبناني.
ويمثّل إطلاق الصاروخ تصعيداً كبيراً لمستوى العنف على طول الحدود. وخلافاً لحادث وقع يوم الإثنين الفائت وأُسقطت فيه طائرة مسيّرة صغيرة تابعة للجيش الإسرائيلي من طرف حزب الله في أثناء قيامها بمهمة استطلاع على طول الحدود اللبنانية، فإن الطائرة المسيّرة التي تم إطلاق الصاروخ عليها أمس كانت نموذجاً أكبر ومتطوراً أكثر. وفي الحادث الذي وقع يوم الاثنين أُسقطت الطائرة المسيّرة بنيران أسلحة خفيفة بينما استُخدم صاروخ أرض - جو يوم أمس.
وتأتي هذه الحادثة وسط توتر مستمر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على خلفية مقتل أحد ناشطي الحزب في غارة جوية في سورية في تموز/يوليو الفائت نُسبت إلى إسرائيل وتعهد الحزب بالانتقام، ومنذ ذلك الوقت ظلت القوات الإسرائيلية موضوعة في حالة تأهب قصوى. وعلى الرغم من مرور 6 أشهر يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله لا يزال ينوي الانتقام لمقتل الناشط.
عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي بميزانية نحو 100 مليون شيكل تشمل ضبط السلاح وإقامة مراكز للشرطة ومحطات إطفاء في مدن وقرى عربية.
وجاء إعلان نتنياهو هذا في ختام زيارة قام بها مساء أمس (الأربعاء) إلى مقر قيادة الشرطة الإسرائيلية في القدس برفقة وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، والقائد العام للشرطة الجنرال يعكوف شبتاي.
وقال نتنياهو إن المفوض السابق لمصلحة السجون اللواء المتقاعد أهارون فرانكو سيتولى مهمة تنسيق هذه الخطة، كما ستقام وحدة خاصة تحمل اسم "سيف" لتنفيذ الخطة على الأرض.
وقال وزير الأمن الداخلي إن الشرطة تضع مكافحة العنف والجريمة على رأس سلم أولوياتها، ولن تدخر جهداً لكبح هذه الآفة، وخصوصاً في المجتمع العربي. وأضاف أن اللواء جمال حكروش سيترأس وحدة "سيف" لدحر العنف والجريمة في هذا المجتمع.
وانتقد رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة رئيس الحكومة وأكد أن الخطة ليست إلا مناورة سياسية يتخذها تمهيداً للانتخابات. وأضاف عودة أنه يجب بلورة خطة تقتلع مشكلة المنظمات الإجرامية من جذورها ويكون من بين بنودها تجفيف مصادر تمويل الجريمة وضبط مئات الآلاف من قطع السلاح غير المرخصة وتقديم المجرمين إلى العدالة.
وقّع رئيس حزب الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش مساء أمس (الأربعاء) اتفاقية مع رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] إيتمار بن غفير من أتباع الحاخام مئير كهانا لخوض الانتخابات العامة القريبة ضمن قائمة مشتركة.
وأعلن أن هذه القائمة ستدعم حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتأليف الحكومة المقبلة.
وهاجم عضو الكنيست عوفر كسيف من القائمة المشتركة هذه الوحدة، وقال: "في الماضي كان أعضاء الكنيست من الليكود يغادرون قاعة الكنيست عندما يتحدث كهانا واليوم يرفع نتنياهو كهانا إلى القمة. إن التحالف بين بن غفير وسموتريتش وُقِّع عبر وساطة نتنياهو عاشق العرب الجديد، وهكذا تبنى الليكود رسمياً نظرية العرق الكهاني وعناصر كهانا الذين يحرضون على قتل العرب واليساريين وناشطي حقوق الإنسان."
وقّع كلّ من "حداش" [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة]، وبلد [التجمع الوطني الديمقرطي]، وتاعل [الحركة العربية للتغير] اتفاقاً لخوض الانتخابات بصورة مشتركة، بينما ستخوض الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي برئاسة منصور علاس الانتخابات منفردة.
وسيبقى زعيم حركة حداش أيمن عودة رئيساً للقائمة يليه أحمد الطيبي (تاعل) بينما يحتل المركز الثالث رئيس "بلد" المنتخَب حديثاً سامي أبو شحادة، ثم عايدة توما في المركز الرابع (حداش)، أما المركز الخامس فسيُعطى لعضو الكنيست أسامة سعدي (تاعل)، وسيكون المركز السادس من نصيب عوفر كسيف (حداش)، والسابع لعضو الكنيست هبة يزبك (بلد).
وكانت راعام أعلنت في مطلع الأسبوع أنها ضمت إلى صفوفها الرئيس السابق لبلدية سخنين مازن غنام الذي سيحتل المركز الثاني في القائمة. وتواصل الحركة الاتصال بأطراف من المجتمع العربي، من بينهم رئيس بلدية الناصرة علي سلام.
حتى الآن حصلت القائمة المشتركة في استطلاعات الرأي على 10 مقاعد - أقل بخمسة مقاعد مما حصلت عليه في الانتخابات الماضية. وكان زعيم حركة راعام عباس منصور أعلن أنه يوافق على عدم تسمية بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة إذا أعلنت القائمة المشتركة احترامها للشريعة الإسلامية ولم تدعم أي اقتراح يتناقض معها.
في هذه الأثناء تتخوف القائمة المشتركة من تراجع نسبة التصويت في الانتخابات في المجتمع العربي نتيجة الخلافات الداخلية في القائمة وخروج راعام منها. بينما ترى جهات أُخرى أن خوض الأحزاب العربية الانتخابات في قائمتين متنافستين يمكن أن يشجع الكثير من الناخبين على الامتناع من التصويت لمصلحة أحزاب صهيونية.
- لو أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله في اتجاه الطائرة الإسرائيلية المسيّرة في أجواء الجنوب اللبناني أمس (الأربعاء) أصاب الطائرة وتسبب بإسقاطها، هل كانت المؤسسة السياسية ستصدر أوامر إلى الجيش الإسرائيلي تقضي بشن هجوم على لبنان رداً على ذلك؟ على ما يبدو الجواب إيجابي. وكان سلاح الجو سيعمل ضد البطارية التي أطلقت الصاروخ أو ضد أهداف مماثلة لحزب الله، وكان من شأن منطقة الحدود الشمالية أن تتدهور إلى عمليات تبادُل إطلاق نار ثقيلة. ولعل الأسوأ من ذلك هو أن حزب الله كان يعرف أنه في حال إصابة الطائرة فإن إسرائيل سترد. وهذا يدل على أن "الحدود الهادئة" في الشمال هي الأكثر قابلية للانفجار والأسهل للتدهور نحو التصعيد.
- في قطاع غزة تمكنت قطر من أن تشتري لإسرائيل هدوءاً صناعياً. فقد زاد القطريون هذه السنة التزامهم بمساعدة حكومة "حماس" من 240 مليون دولار سنة 2020 إلى 360 مليون دولار هذه السنة. وهكذا يمكن القول إن منطقة الحدود الجنوبية موجودة تحت نوع من السيطرة. أمّا الحدود الشمالية فإن حادثة يوم أمس جاءت كي تذكرنا بأننا نجلس فوق مستودعات من المواد المتفجرة. وثمة منطق في الافتراض أن ليس لدى إسرائيل وحزب الله على حد سواء أي مصلحة في إشعال الحدود الشمالية. وفي الظاهر فإن الجانبين يردعان بعضهما بعضاً: حزب الله يعمل في مقابل إسرائيل بصورة منضبطة ومحسوبة، وإسرائيل تقوم بجهود كبيرة لعدم المساس بعناصر حزب الله وعدم شن هجمات علنية ضد قدراته العسكرية في لبنان. وكل هذه التقديرات تبدو جيدة إلى حين قيام طرف ما باتخاذ قرار بشدّ الحبل.
- يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بالتحليق فوق الأراضي اللبنانية كجزء من استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال وقوع انفجار عنيف من دون أي ردع من طرف دولة لا توجد فيها حكومة مركزية فاعلة. وهذا الأمر يُلزم إسرائيل بأن تكون مسيطرة من ناحية استخباراتية في الحد الأقصى بما يشمل حضوراً جوياً. ويرى حزب الله أنه حامي لبنان وأن هذه الطلعات الجوية الإسرائيلية تشكل خرقاً للسيادة اللبنانية. ولا يحافظ الجانبان على الاتفاق الذي تم التوصل إليه سنة 2006 في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وكل شيء يمكن أن ينفجر في اللحظة التي يقرر فيها أحد الجانبين أنه غير مستمر في لعبة الهدوء الظاهري. وهذا ما كاد يحدث أمس.
- طوال الساعات الـ24 التي سبقت عملية إطلاق الصاروخ في اتجاه الطائرة الإسرائيلية المسيّرة أفادت تقارير وسائل إعلام في لبنان أن هناك طلعات بنطاق استثنائي لطائرات مقاتلة وطائرات إسرائيلية مسيّرة. وأضافت أن الجيش اللبناني عزز قواته جنوبي بيروت جرّاء طلعات على علو منخفض لطائرات إسرائيلية مسيّرة. كما أفادت وسائل الإعلام نفسها أن هناك طلعات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله وفوق منطقتيْ رأس العين وصور في الجنوب اللبناني. ويجوز أن هذه الطلعات جاءت على ما يبدو رداً على نشاط استثنائي لحزب الله. وفي إطار كل هذا التطور تم إطلاق الصاروخ. في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أُطلق صاروخ في اتجاه طائرة إسرائيلية مسيّرة، لكن هذه المرة أكدت إسرائيل الأنباء في لبنان بشأن إطلاق الصاروخ، نظراً إلى كونه جرى في وضح النهار وتم تصويره.
- وهكذا في خضم يوم صاف من دون إنذار مسبق وعلى أعتاب انتخابات عامة في إسرائيل، مع كل ما يعنيه ذلك، كنا على وشك أن نجد أنفسنا في مواجهة مسلحة كما حدث سنة 2006.
- منذ التسعينيات اليسار الإسرائيلي في حالة أفول. حتى إعادة إحياء حزب العمل بعد جولتين ناجحتين من الانتخابات الداخلية لا تغير الصورة. كتلة اليمين، بحسب كل استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة تحظى بزيادة عشرة مقاعد. اليسار لن يستعيدها من هناك. فقط يائير لبيد ربما يستطيع إعادتها إلى الوسط. فقد نجح في إبعاد نفسه عن الأمراض القديمة لليسار. لكن المهمة لن تكون سهلة.
- في الانتخابات الداخلية التي جرت يوم الإثنين في حزب العمل انتُخبت في الأساس وجوه جديدة توحي بالثقة. لكن المرض القديم لليساريين نجح في الدخول إلى الصورة. فقد انتُخبت السينمائية ابتسام مراعنة في المركز السابع. التمثيل العربي في القائمة هو أمر مستحسن. لكنه يمكن أن يشكل مشكلة. بسبب الآراء التي عبّرت عنها ابتسام في الماضي غير البعيد، ليس واضحاً كيف وصلت تحديداً إلى حزب العمل.
- فقد كتبت في أحد تعليقاتها: "لم أقف في وقت الصفارة... لقد كانتا دقيقتين رائعتين." ليس واضحاً ما إذا كانت تقصد صفارة يوم ذكرى الشهداء أو يوم المحرقة. وليس واضحاً تماماً كيف مَن يريد التماهي مع معاناة أبناء شعبه يعبّر عن استخفافه بألم شعب آخر.
- لمصلحة مراعنة يجب أن نضيف أنها أنتجت أفلاماً تنتقد بشدة المجتمع العربي عموماً وقمع المرأة خصوصاً. لكن عملها السينمائي لا يحل مسألة تموضعها السياسي. ما الذي تفعله في حزب صهيوني؟ إذا كانت النكبة في رأس اهتماماتها، ماذا تفعل في حزب مسؤول من وجهة نظرها عن كارثة النكبة؟ وبصورة عامة هل ستحصل على مكانها في الكنيست من خلال حزب العمل ثم تهرب إلى حزب"بلد"؟
- في السياسة الإسرائيلية هذا أيضاً يمكن أن يحدث. من المحتمل أن تكون مراعنة مرت بعملية نضج سريعة شملت الاعتراف بأن إسرائيل يجب أن تبقى دولة يهودية ديمقراطية، وهذا الاعتراف هو من الأعمدة الأساسية لحزب العمل على مر الأجيال.
- مع ذلك، وعلى الرغم من عودة حزب العمل إلى الحياة، فإن كتلة اليمين، على الأقل في استطلاعات الرأي، هي في واحدة من أعلى ذرواتها تاريخياً، مع قرابة 70 مقعداً. اليمين وليس بنيامين نتنياهو. لأن الصورة الإجمالية تعرض فشلاً مزدوجاً. ليس فقط لليسار - الوسط الذي انتقل أكثر من عشرة مقاعد له إلى كتلة اليمين، بل أيضاً لنتنياهو الذي يقف في مواجهة ائتلاف واسع يعتبر طرده من رئاسة الحكومة مسألة مركزية. لكن هذا الانتصار موقت. في الاستطلاعات تتغير الظروف حتى الانتخابات. ولا يزال في إمكان نتنياهو أن يفاجئ.
- إذا بدأ على الرغم من كل ذلك نقاش في موضوع آخر - العلاقات بين الدولة والحريديم- فإن ذلك يعود إلى نشطاء الحريديم الذين بذلوا في الأشهر الأخيرة جهداً خاصاً كي يجعلوا أنفسهم مكروهين من كل الجمهور. وقد نجحوا في ذلك. ليس واضحاً ما إذا كان الائتلاف المعارض لنتنياهو سيحظى بالأغلبية. لكن من الواضح أنه إذا جرى ذلك، فهو سيجري بسبب خضوع نتنياهو المستمر والمتراكم للحريديم. هذه هي الورقة الرابحة لمعارضي نتنياهو. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانوا سيعرفون استخدامها.
- رسالة رئيس الأركان إلى طهران، وإلى واشنطن، وأيضاً التوقيت، كانت واضحة: لا شك في أن إيران تتطلع إلى أن تكون دولة لديها قدرة نووية عسكرية وتريد استخدامها. وهذه مشكلة عالمية؛ العودة إلى الاتفاق النووي حتى مع عدد من التحسينات، ستكون سيئة، ومن أجل إحباط هذا الاحتمال، بدأ الجيش بتنشيط خططه العملانية. على الرغم من ذلك، في نظري أخطأ رئيس الأركان عندما قال "لا شك لدى أحد في أن إيران تطمح إلى أن تكون دولة نووية عسكرية"، لأن هناك منظومة تضليل تعمل بإيحاء من طهران ولمصلحتها - سواء في الولايات المتحدة أو في أماكن أُخرى - تدّعي أن إيران تطور قدرة نووية لأهداف مدنية فقط، وكل من يدّعي غير ذلك يعمل ضد الحقيقة وضد مصالح أميركا.
- على سبيل المثال صدر مؤخراً كتاب "أميركا وإيران" كتبه جون غازفينيان، أكاديمي أميركي من أصل إيراني، يدّعي أن "أطرافاً أميركية متآمرة مع إسرائيل والسعودية أفشلت محاولات تقارب إيران من أميركا"، على الرغم من أن إيران أظهرت كما يبدو استعدادها للاعتراف بدولة إسرائيل. بحسب مؤلف الكتاب، فقط رداً على الرفض الأميركي، دفعت طهران قدماً بعلاقاتها مع حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامي.
- خلال المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة وبعدها أيضاً كانت هناك تصريحات للرئيس بايدن والأشخاص المحيطين به تدل على نية تجديد الاتفاق النووي كخطوة أولى، ثم البحث في إدخال تغييرات محتملة، بما فيها الصواريخ البعيدة المدى، والإرهاب، وتوجهات الهيمنة الإيرانية، وانتهاك القيود المفروضة على النشاطات النووية- فقط بعد تجديد الاتفاق كما تطالب طهران. يجب أن يكون واضحاً لأي شخص عاقل، أن هذه وصفة للفشل، لكن ليس من الواضح أن هذا أيضاً يعرّض الإدارة الجديدة للخطر. ربما مثلما جرى مع أوباما الذي رأى "الاتفاق الآن" أكثر أهمية من نتائجه بعد ذلك.
- لا تستطيع إسرائيل أن توهم نفسها. أهمية رسالة كوخافي وتوقيتها أنها جاءت بعد التغيرات الاستراتيجية والجيو - سياسية في الساحة الإقليمية- الحلف بين إسرائيل ودول عربية براغماتية - وتبدُّل الإدارة في واشنطن. بكلمات أُخرى إسرائيل ليست وحيدة في موقفها إزاء التهديد الإيراني الذي يُعتبر "مشكلة عالمية". يتعين على الولايات المتحدة، التي لا تزال "الأمة الضرورية"، أن تحدد خطواتها بشأن هذا الموضوع مع الأخذ في الحسبان المصالح الحيوية لحلفائها في المنطقة. الرئيس ماكرون عبّر الآن عن رأي مشابه.
- في إسرائيل سُمعت انتقادات لكلام رئيس الأركان بحجة أن كلامه يمكن أن يضر بعلاقات إسرائيل مع الإدارة الجديدة. جزء من الانتقادات جاء من الأوساط عينها التي أثنت على "جهات أمنية رفيعة المستوى" عملت من وراء ظهر الحكومة والولايات المتحدة لإفشال خطوات محتملة ضد السلاح النووي الإيراني. حقيقة أن يكون رئيس الأركان تحديداً هو الذي قال كلاماً حاسماً يزيل الشبهة السياسية، ومن شأنه أن يسهل على رئيس الحكومة نتنياهو عندما سيعرض موقف إسرائيل أمام الرئيس الأميركي.
- بالنسبة إلى العلاقات الضرورية مع إدارة بايدن، من الأفضل عرض الأمور كما هي في المراحل السابقة قبل أن تبلور الإدارة الأميركية مواقفها، كي لا ندخل في خلافات سياسية معها. مع ذلك، من الواضح أن رسالة رئيس الأركان يجب أن تترافق بخطوات دبلوماسية مكثفة، بما في ذلك حيال الأوساط الواسعة في الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) التي تشارك إسرائيل مواقفها بشأن الموضوع النووي الإيراني. وغني عن القول إن هذا يستدعي وجود ممثل دبلوماسي إسرائيلي كبير في واشنطن.