مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو سيجري اليوم أول مناقشة استراتيجية مع قيادة المؤسسة الأمنية بشأن موقف إسرائيل من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران
وزير الطاقة المصري يزور إسرائيل لمناقشة إمكانات دفع مشاريع إقليمية في مجال الطاقة إلى الأمام
نتنياهو ينفي أنباء عن موافقة إسرائيل على إمداد سورية بلقاحات روسية مضادة لفيروس كورونا في إطار صفقة تبادل أسرى
تقرير: الحكومة الإسرائيلية تبدأ بتخفيف القيود المشددة والمنسق الحكومي لشؤون مكافحة انتشار كورونا يحذّر: الوباء ليس من ورائنا بعد
مقالات وتحليلات
قطار بايدن الدبلوماسي انطلق إلى طهران ولن يتوقف في إسرائيل22
نتنياهو حوّل اللقاحات إلى ورقة مقايضة وهذه السابقة ستلاحقه إزاء "حماس"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 22/2/2021
نتنياهو سيجري اليوم أول مناقشة استراتيجية مع قيادة المؤسسة الأمنية بشأن موقف إسرائيل من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأحد) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيجري اليوم (الاثنين) أول مناقشة استراتيجية مع قيادة المؤسسة الأمنية بشأن موقف إسرائيل من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران.

وأضافت القناة أن من المتوقع أن يشارك في هذه المناقشة كل من وزير الدفاع بني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات. وأشارت إلى أن غانتس قام بإجراء نقاشات داخلية مع المؤسسة الأمنية استعداداً لهذه المناقشة.

وأوضحت القناة نفسها أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تطالب بأن يكون أي اتفاق مستقبلي بين الجانبين طويل المدى بالقدر الأقصى، وأن يكون هناك مراقبة وثيقة وشفافة على جميع المنشآت النووية الإيرانية، فضلاً عن مراقبة قدرات إيران على إنتاج الصواريخ البالستية، والعمل على منع تموضعها العسكري في اليمن والعراق وسورية.

وأشارت القناة إلى أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن على إسرائيل أن تتحرك بسرعة لصوغ استراتيجيا وخط عمل أمام الأميركيين إذا كانت تريد التأثير في بنود الاتفاق، وذلك نظراً إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالتحرك فعلاً، وهناك مخاوف من أن يؤدي هذا إلى اتفاق غير كاف بالنسبة إلى إسرائيل.

"يسرائيل هيوم"، 22/2/2021
وزير الطاقة المصري يزور إسرائيل لمناقشة إمكانات دفع مشاريع إقليمية في مجال الطاقة إلى الأمام

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس (الأحد) اجتماعاً مع وزير الطاقة المصري طارق الملا في ديوان رئاسة الحكومة في القدس.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن هذا الاجتماع ينطوي على أهمية بالغة لكونه يمثل التعاون بين إسرائيل ومصر في موضوع الطاقة ومواضيع أُخرى. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط على عتبة عهد جديد من الازدهار والرخاء في إثر توقيع "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع عدة دول عربية، مشيراً إلى أن مسيرة السلام بدأت مع معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، لكنها تطورت وأصبحت فرصة عظيمة لتحسين الأوضاع الاقتصادية لكافة شعوب المنطقة من خلال توسيع التعاون المصري- الإسرائيلي إلى دول أُخرى.

واجتمع الوزير المصري عصر أمس بوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي.

وأكد أشكنازي في مستهل الاجتماع أن مصر تُعتبر شريكة استراتيجية لإسرائيل وتؤدي دوراً مركزياً في ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. كما أشار إلى أهمية استمرار التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة، وأعرب عن أمله بأن تساهم اتفاقيات التطبيع في الدفع قدماً بهذا التعاون. 

وكان الملا وصل إلى إسرائيل صباح أمس في زيارة رسمية تستمر عدة أيام تهدف إلى مناقشة إمكانات دفع مشاريع إقليمية في مجال الطاقة إلى الأمام. وعقد فور وصوله اجتماعاً مع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس.

ومن المتوقع أن يقوم الملا اليوم (الاثنين) بتفقد منشأة "ليفيتان" الإسرائيلية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه البحر الأبيض المتوسط.

"يديعوت أحرونوت"، 22/2/2021
نتنياهو ينفي أنباء عن موافقة إسرائيل على إمداد سورية بلقاحات روسية مضادة لفيروس كورونا في إطار صفقة تبادل أسرى

نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أول أمس (السبت) أنباء تحدثت عن موافقة إسرائيل على إمداد سورية بلقاحات روسية مضادة لفيروس كورونا في إطار صفقة تبادل أسرى بوساطة روسية، أفرجت إسرائيل بموجبها عن ثلاثة سوريين معتقلين لديها، هم محمد حسين وطارق العبيدان ونهال المقت، في حين أطلقت دمشق سراح شابة إسرائيلية كانت تجاوزت منطقة الحدود مع سورية.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة: "لم يدخل لقاح إسرائيلي واحد ضمن هذه الصفقة. لقد استرجعنا الشابة الإسرائيلية وأنا سعيد بذلك."

ونفت الحكومة السورية في وقت سابق أول أمس الأنباء التي تداولتها عدة وسائل إعلام بشأن وجود بند سري في اتفاق تبادل للأسرى مع إسرائيل، تقوم بموجبه الحكومة الإسرائيلية بتزويد دمشق بلقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لفيروس كورونا.

وجاء في بيان للحكومة السورية نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا": "إن سورية كانت واضحة في تعاملها مع عملية التبادل التي أسفرت عن تحرير ثلاثة من أسراها، وإن وسائل الإعلام التي تتناقل هذه المعلومات هدفها تلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي ومنحه صفات إنسانية يفتقدها بدليل احتلاله الأرض العربية وتشريد شعبها ومواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني."

من ناحية أُخرى نفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مساء أمس (الأحد) أن تكون الشابة التي شملتها صفقة التبادل على اتصال بعناصر إرهابية أو جهات معادية، وشددت على أن عبورها منطقة الحدود كان بهدف المغامرة.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 11 عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إن الشابة خضعت للتحقيق في سورية بعد القبض عليها، لكنها لم تتعرض لسوء المعاملة أو التعذيب في أثناء وجودها هناك.

"معاريف"، "يديعوت أحرونوت"، 22/2/2021
تقرير: الحكومة الإسرائيلية تبدأ بتخفيف القيود المشددة والمنسق الحكومي لشؤون مكافحة انتشار كورونا يحذّر: الوباء ليس من ورائنا بعد

اكتظت مراكز التسوق والصالات الرياضية والمسابح أمس (الأحد) بأعداد كبيرة من الناس بعد أن بدأت الحكومة الإسرائيلية بتخفيف قيود مشددة فرضتها في إطار الإغلاق الثالث منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر في محاولة لكبح انتشار فيروس كورونا.

وافتتحت اعتباراً من يوم أمس متاجر الشوارع والمراكز التجارية والأسواق والمتاحف والمكتبات أبوابها أمام الجمهور. وتمكن الأشخاص الملقّحون ضد الفيروس من دخول الصالات الرياضية والنشاطات الثقافية والرياضية والفنادق والمسابح.

وجاء فتح النشاط الاقتصادي مع استمرار الانخفاض في معدلات الإصابة، ولا سيما بين الفئات العرضة للخطر، والذي يُنسب إلى حد كبير إلى حملة التطعيم الإسرائيلية.

وأشارت معطيات نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن أكثر من 4.2 مليون إسرائيلي تلقوا الجرعة الاولى من اللقاح وحصل أكثر من 2.8 مليون على كلا الجرعتين من بين سكان البلد البالغ عددهم 9 ملايين نسمة. وهناك في الوقت الحالي نحو 3 ملايين إسرائيلي غير مؤهلين لتلقي اللقاح، بينهم الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً والأشخاص الذين تعافوا من الوباء وآخرين.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن لقاحات كورونا فعالة بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن أحدث البيانات تُظهر أن اللقاحات فعالة بنسبة 98.9% في الوقاية من الوفاة الناجمة عن الفيروس.

وذكر بيان صادر عن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ["أمان"] أن مؤشر انتقال عدوى فيروس كورونا انخفض من 0.85 الأسبوع الفائت إلى 0.79.

وبالإضافة إلى إعادة فتح النشاط التجاري تم السماح لطلاب الصفوف 5-6 و11-12 بالعودة إلى التعليم في المدارس في المدن ذات معدلات الإصابة المنخفضة أو المدن ذات معدلات الإصابة المتوسطة ومعدلات التطعيم المرتفعة. وكان طلاب رياض الأطفال والصفوف 1-4 عادوا في وقت سابق في المدن التي تم تصنيفها خضراء وصفراء ومعدلات الإصابة فيها منخفضة. ومن المتوقع أن تستمر الصفوف 7 - 10 في جميع أنحاء البلد في التعلم عن بعد مدة أسبوعين آخرين على الأقل.

وقال المدير العام لوزارة الصحة حيزي ليفي إن جميع الطلاب سيعودون إلى المدارس يوم 7 آذار/مارس المقبل.

من ناحية أُخرى حذر المنسق الحكومي لشؤون مكافحة انتشار كورونا في إسرائيل البروفيسور نحمان آش من احتمال فرض إغلاق جديد في حال عدم التقيد بالتعليمات خلال فترة عيد البوريم [المساخر] هذا الأسبوع.

وقال آش في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس: "إن حدوث موجة جديدة من انتشار فيروس كورونا بعد عيد البوريم سيضطرنا إلى فرض إغلاق شامل رابع."

وأضاف آش: "الوباء ليس من ورائنا بعد، عدد الإصابات اليومية لا يزال مرتفعاً جداً، وأيضاً عدد الحالات الخطرة. وليس هذا فحسب إنما أيضاً بسبب الطفرة البريطانية فإن أغلبية الذين يستعينون بأجهزة التنفس هم من جيل 40 حتى 60 عاماً. إن الطفرة البريطانية هي الأكثر عدوى بين جيل الشباب وتتسبب بنسبة عالية من الحالات الحرجة لديهم." 

وقال آش: "إننا نرصد طفرات منتشرة أُخرى بصورة يومية، فالطفرة الجنوب أفريقية نسبتُها 1% من حالات الإصابة في البلد، وعثرنا أيضاً على 7 حالات من الطفرة من كاليفورنيا، وحالة واحدة لطفرة منتشرة في أوغندا [أفريقيا] وأضرارها الصحية ليست واضحة لنا بعد."

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 21/2/2021
قطار بايدن الدبلوماسي انطلق إلى طهران ولن يتوقف في إسرائيل22
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • "إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات، سنتراجع فوراً عن الخطوات التي اتخذناها". الكلمة الأساسية في التصريح الذي أدلى به أول أمس (الجمعة) وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كانت كلمة "إذا" التي قالها في البداية. في الأيام الثلاثة الأخيرة جرت نقاشات حثيثة في هذا الشأن في الإدارة الأميركية، وبينها وبين الشركاء الأوروبيين الذين وقعوا الاتفاق النووي مع طهران في سنة 2015. الموقف المعلن للرئيس الأميركي جو بايدن، يحدد أن العقوبات لن تُرفع قبل أن تتوقف إيران عن انتهاكاتها للاتفاق وتعود إلى الوضع المحدد فيه أصلاً. إيران من جهتها تطالب برفع العقوبات كشرط مسبق لاستئناف الاتصالات بين الطرفين.
  • ما مقدار المساحة المتبقية للتفاوض بين هذين الموقفين الصارمين، اللذين يفتحان طريق "الدبلوماسية الحذرة" - كما وصف بايدن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي؟ فرضية العمل أن الطرفين مهتمان بإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في سنة 2018. بايدن أوضح خلال حملته الانتخابية أن هذه هي نيته، وهذا هو الموضوع الأول في جدول أعماله السياسي. إيران لم تتوقف خلال العامين الأخيرين عن المطالبة بتطبيق الاتفاق النووي. وانتظرت سنة قبل أن تبدأ بخرق بنوده، والآن أيضاً تعلن أن كل "ما تطالب به هو أن تنفّذ الولايات المتحدة تعهداتها في الاتفاق".
  • الجدول الزمني ضاغط ومهدد. إيران أعلنت أنه بدءاً من يوم الثلاثاء لن تسمح بمواصلة عمل مراقبي وكالة الطاقة النووية الدولية في معظم المنشآت النووية- باستثناء نتانز وفوردو، حيث ستستمر الرقابة كالعادة، بحسب التزامها في ملحق الاتفاق. من أجل تحسين فرص الجهد الدبلوماسي قرر بايدن التراجع عن المطالبة، التي قدمها الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة على خلفية الانتهاكات الإيرانية، بالعودة الفورية إلى كل العقوبات الدولية التي فُرضت على إيران. هذا بالإضافة إلى قرار رفع جزء من القيود التي فُرضت على حركة الدبلوماسيين في الوفد الإيراني في الأمم المتحدة.
  • في المقابل وافقت إيران على البحث مع مدير الطاقة النووية الدولية رافائيل غروسي عن حل لمشكلة الرقابة. هذه طبعاً ليست خطوات دراماتيكية وليست منعطفاً، بل تدل على نية الطرفين إيجاد جو إيجابي تمهيداً للمحادثات. غروسي اجتمع اليوم في طهران برئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صلاحي، وأيضاً بالوزير ظريف - لكن ليس واضحاً ماذا يتوقع أن يحققه من زيارته. لقد تحدث بحذر عن نيته "إيجاد حل متفق عليه يتطابق مع القانون الإيراني"، ومن الصعب رؤية كيف ستتحول هذه الدائرة إلى مربع.
  • على أي حال، أوضحت إيران أنها ستوقف ما تسميه "رقابة طوعية كجزء من إظهار شفافية المشروع النووي". هذا البند يسمح بالوصول العشوائي إلى منشآت عسكرية غير نووية. وهو موجود في البروتوكول الذي أُضيف إلى الاتفاق النووي، ويوسّع بصورة غير مسبوقة من قدرة مراقبي الأمم المتحدة على فحص منشآت مشبوهة في إيران. [تجدر الإشارة إلى أن إيران وافقت على تمديد عمل المراقبين الدوليين لوكالة الطاقة النووية لمدة ثلاثة أشهر أُخرى].

ضوء أخضر

  • الخطوة الأهم هي الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى نظرائه في فرنسا وألمانيا وبريطانيا- ومفادها أن الولايات المتحدة ستوافق على أي وساطة أوروبية تدفع قدماً بالمفاوضات على الاتفاق النووي، من دون شروط مسبقة. وبذلك أعطى بلينكن ضوءاً أخضر علنياً ورسمياً لتحريك الاتصالات. وزارة الخارجية الأميركية تهربت من الإجابة عما إذا كانت الاتصالات بدأت فعلاً بين مندوبين أميركيين وإيرانيين، لكن التقدير أن مثل هذه الاتصالات حدث، والآن ينتظرون الرد الإيراني الرسمي بشأن استعداد إيران للانضمام إلى المفاوضات.
  • تلميح عن طبيعة الرد المتوقع وصل من الناطق بلسان الحكومة الإيرانية علي ربيعي الذي قال إن طهران "واثقة بأن المبادرة الدبلوماسية ستصل إلى الهدف المنشود." وأضاف "السير إلى الأمام والخلف على المستوى الدبلوماسي هي مقدمة لعودة كل الأطراف إلى التزاماتهم بالاتفاق، بما فيها رفع العقوبات في المستقبل القريب." إذا كان كلام الربيعي يعكس موقفاً إيرانياً متفقاً عليه، يمكن حينئذ الوصول إلى استنتاج أن إيران لا تنوي انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية [الإيرانية] في حزيران/يونيو المقبل، وهي مستعدة لتسريع النقاشات واستغلال الزخم الذي أوجده بايدن.
  • في الوقت عينه، تعرّض الرئيس الأميركي لانتقادات حادة من طرف أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين قالوا إن البادرات الحسنة التي قدمها هي تنازلات من دون مقابل. بالإضافة إلى الرسالة التي سيرسلها 113 عضواً في الكونغرس تطالبه بعدم العودة إلى الاتفاق النووي. مسؤول كبير في الخارجية الأميركية في واشنطن رد على هذه الانتقادات قائلاً إنها "تنازلات منطقية" هدفها إزالة العقبات التي تعترض الجهود الدبلوماسية. والسؤال الأساسي هو كيف يمكن أن يحدث هذا من دون أن يبدو أي طرف أنه تنازل أولاً.
  • أحد الاقتراحات هو البدء في مسار المفاوضات، وتطبيق سلسلة خطوات مرحلية في وقت واحد. اقتراح آخر هو التوصل إلى اتفاقات كاملة وتطبيقها دفعة واحدة. هذه الاقتراحات كلها من المتوقع أن تناقَش في الأيام المقبلة بين ممثلي الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، الذين سيقومون بالوساطة مع إيران.

أطراف أُخرى

  • لا تشارك إسرائيل والسعودية والإمارات في هذه النقاشات. وعلى الرغم من مطالبتها بالمشاركة، أو على الأقل بأن تكون مراقِبة فيها، لم يجر التوصل إلى اتفاق على ذلك- في الأساس بسبب معارضة إيران لأن تشارك في المفاوضات أطراف لم توقّع الاتفاق الأصلي. وفي الواقع تعهدت الولايات المتحدة لإسرائيل أنها ستتشاور معها وستضعها في مستجدات الاتصالات، لكن كما هو معروف لم يقدم تعهد أميركي بمنح إسرائيل حق الفيتو على مضمون النقاشات، فكم بالأحرى على نتائجها.
  • مصدر دبلوماسي أوروبي قال لـ"هآرتس" إن النقاشات في هذه المرحلة "تقنية وهدفها إعداد الأرضية تمهيداً للقاء مشترك بين الوفد الإيراني والدول الموقعة على الاتفاق النووي، والتوصل إلى اتفاق على مكان الاجتماع وموعده، وعلى مستوى المشاركين فيه." مع ذلك، من الواضح أن "النقاشات التقنية" لا يمكن أن تحدث من دون تفاهمات واتفاقات مبدئية مسبقة على مضمون النقاش. وأضاف المصدر: "ليس للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أي نية للمس بمصالح إسرائيل أو الدول الصديقة لهما  في الشرق الأوسط، بل نحن نؤمن بأن الاتفاق النووي يستجيب بصورة ملائمة لمطالب إسرائيل، لذلك يجب أن تكون معنية بنجاح المفاوضات."
  • هذا طبعاً ليس موقف إسرائيل التي عارضت الاتفاق النووي بشدة منذ البداية، وعملت على إحباطه قبل توقيعه، وكانت من الدول الأكثر تأثيراً في الرئيس ترامب للانسحاب منه. الآن تجد إسرائيل نفسها في وضع قدرتها فيه على توجيه خطوات بايدن محدودة، وأي خيار للسير على مسار الاشتباك مع الإدارة الأميركية لا يبدو فعلاً واقعياً. يجب أن تكون فرضية عمل إسرائيل أن الرئيس الأميركي لن يوقف العملية إزاء إيران ما دامت الأخيرة مهتمة بها.
  • تستطيع إسرائيل التمسك بنافذة الفرص التي قدمها بايدن الذي رأى في العودة إلى الاتفاق النووي مرحلة فقط في سلسلة اتفاقات مستقبلية يأمل بتوقيعها مع إيران، تتضمن قضايا الصواريخ الباليستية ودعم إيران للإرهاب. هذا الوعد ليس كافياً لإسرائيل، لكن يبدو أن طمأنتها حالياً ليست في رأس اهتمامات مَن يجلس في الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض.

 

"هآرتس"، 20/2/2021
نتنياهو حوّل اللقاحات إلى ورقة مقايضة وهذه السابقة ستلاحقه إزاء "حماس"
عاموس هرئيل - مراسل عسكري
  • بعد إنكار استمر أياماًـ تراجعت الرقابة العسكرية هذا الصباح (السبت) في إسرائيل ووافقت على نشر البند السري في الصفقة التي سمحت بإعادة الشابة الإسرائيلية التي اجتازت الحدود إلى سورية. بالإضافة إلى إعادة راعييْن سوريين وتقصير مدة عقوبة مواطنة درزية من سكان هضبة الجولان، قدمت إسرائيل ثمناً آخر بناء على اقتراح روسي: تمويل شراء عدد كبير من اللقاحات ضد الكورونا (على ما يبدو مئات الآلاف) من صنع روسي، سبوتنيك، الذي لا تبدو أغلبية دول المنطقة متحمسة للحصول عليه وتفضّل اللقاحات الغربية.
  • قرار رفع منع الرقابة جاء بعد أن بدأت تفصيلات الاتفاق بالتسرب إلى وسائل إعلامية ومواقع الإنترنت الأجنبية، في أعقاب نشر "هآرتس" وجود بند سري في الاتفاق. الذريعة الرسمية لمنع الخبر هي أن هذا ما طلبه الروس من إسرائيل - وجرى التعهد في الاتفاق أن يبقى الموضوع سرياً. لكن ليس من المستبعد أنه كان هناك اعتبار إضافي. لقد فهم السوريون بسرعة أن الشابة الدرزية التي اعتقلوها في قرية الخضر الدرزية، في الهضاب الجنوبية - الشرقية لجبل الشيخ ليست جاسوسة، بل شخصاً لديه ظروف شخصية معقدة. مع ذلك حاولوا أن يبتزوا من الرصيد الذي وقع بين أيديهم أقصى فائدة ممكنة. إسرائيل لملمت مقابلاً من هنا وهناك، لكن حينئذ سعت دمشق للحصول أيضاً على تمويل للقاحات - وإسرائيل استجابت، لكن الأمر سبّب إحراجاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
  • الحل لدى نتنياهو كان بسيطاً - تعتيم على النشرـ أيضاً الأمر الذي سمح له بذلك هو الطلب الروسي بالحفاظ على السرية. في الواقع يوجد هنا تلاقي مصالح بين نظامين ديكتاتوريين وبين دولة ديمقراطية في حالة تراجع، وكلهم لديهم مصلحة في إخفاء حدوث عملية ابتزاز محرجة. من حظ الشابة أنها قامت بمغامرتها غير المسؤولة في فترة انتخابات. روسيا زودت نتنياهو بمبادرتين إنسانيتين في ذروة معركتين انتخابيتين من ثلاث أخيرة - إعادة رفاة الجندي زكريا باومال من سورية في سنة 2019، وفي السنة الماضية إطلاق سراح شابة إسرائيلية أُخرى، نعمة يسسخار، التي أوقفت في مطار موسكو وفي حوزتها كمية صغيرة من المخدرات.
  • لكن الإنجاز الحالي لنتنياهو الذي يعتمد، كما تباهى، على علاقاته الجيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، له علاقة أيضاً بالتنازل في موضوع اللقاحات. وهذه قضية مشحونة سياسياً وتسبب له عدم الارتياح. في اليمين الإسرائيلي ليسوا متحمسين لشراء إسرائيل لقاحات لمواطني دولة عربية. وهناك مَن يدّعي أن نتنياهو لم ينجح حتى الساعة في إنهاء قضية المخطوفين الإسرائيليين واستعادة جثمانيْ جندييْن إسرائيليين تحتفظ بهما "حماس" في قطاع غزة منذ أكثر من 6 سنوات.
  • تدّعي إسرائيل أنها ليس ملزمة بتزويد السلطة الفلسطينية أو حكومة "حماس" باللقاحات. من جهة أُخرى، هي لم تعرقل حتى الآن بصورة واضحة وصول اللقاحات إليهما من الخارج. لكن عائلتيْ الجندييْن تطالب نتنياهو باستخدام اللقاحات كورقة مقايضة في المفاوضات، والقضية سبق أن طُرحت على المحكمة العليا.
  • نتنياهو واقع في ورطة في هذه المسألة لأنه، بعكس أزمات إنسانية أُخرى، لم ينجح في تقديم المطلوب. الثمن الذي تطلبه "حماس" أكبر بكثير من المقابل الذي حصلت عليه روسيا أو سورية. ورطته هذه واضحة إلى درجة أنه قلّل في السنوات الأخيرة من ظهوره في الذكرى السنوية لقتلى الجيش الذين لا يعرف مكان دفنهم، بسبب تظاهرات العائلات. هذا الأسبوع ظهر في الذكرى وتباهى بعلاقته ببوتين.
  • الصفقة الأخيرة تعرض خطاً يميز أداءه كرئيس للحكومة في هذه الأيام التي يخوض فيها معركة بقاء سياسي وقانوني: حتى عندما يعمل من أجل هدف جيد ومحق (إنقاذ المواطنة) فإنه يستغل خبرته السياسية الكبيرة (هذه المرة علاقته ببوتين)، ولسبب ما تبدو الأمور مشوهة عبر دفع ثمن هو موضع خلاف وبالتستر على جهود إخفاء خرقاء. وهذا ينبع من سلسلة مشكلات - تداخُل اعتبارات انتخابية، إقصاء الجهات المهنية، وحقيقة أن نتنياهو اضطر إلى العمل مع مجموعة خبراء ومساعدين أقل خبرة ومهارة من الأشخاص الذين أحاطوا به قبل نحو عشر سنوات.
  • في النهاية يوجد هنا مزيج من سطحية وسرية تمس أيضاً بثقة الجمهور بخطوات الحكومة. من المؤسف أن الطريقة المشوهة تطمس النتيجة الإيجابية للصفقة. نتنياهو الذي شدد على تصوير اللقاحات كمخرج وحيد لإسرائيل من أزمة الكورونا، يقود الآن حملة لقاحات بوتيرة  سريعة، وهي أسرع من سائر الدول الغربية. الآن هو أيضاً يستخدم دبلوماسية اللقاحات كـ"قوة لينة"، تساعده على تحقيق أهداف إسرائيلية (أيضاً الصين وروسيا تفعلان ذلك بحجم أكبر بكثير). وبصورة ما فإن تقصيره المستمر تقريباً، من خلال الإخفاء والتضليل، يؤذي النتائج.