مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
أشكنازي: ثمة بصمات إيرانية في المحاولات الأخيرة الرامية إلى استهداف مصالح إسرائيلية في أنحاء متعددة من العالم
نتنياهو: إسرائيل خرجت تقريباً من كل إجراءات العزل العام التي فُرضت لمكافحة فيروس كورونا
رئيس ميرتس: إسرائيل جلبت على نفسها قرار المحكمة الجنائية الدولية
غانتس: من الصعب حالياً الجزم بأن تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران كان عملاً إرهابياً مقصوداً
استمرار التظاهرات المطالِبة باستقالة نتنياهو للأسبوع الـ37 على التوالي
مقالات وتحليلات
ماذا وراء الصراع بين رئيس الأركان ورئيس الموساد؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 8/3/2021
أشكنازي: ثمة بصمات إيرانية في المحاولات الأخيرة الرامية إلى استهداف مصالح إسرائيلية في أنحاء متعددة من العالم

قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إن ثمة بصمات إيرانية في المحاولات الأخيرة الرامية إلى استهداف مصالح إسرائيلية في أنحاء متعددة من العالم.

وجاءت أقوال أشكنازي هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية البرازيلي أرنستو آراوجو في مقر وزارة الخارجية في القدس أمس (الأحد)، وأكد فيها أيضاً أن الفترة الأخيرة تشهد تكثيفاً في المساعي الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد أشكنازي على وجوب قيام الأسرة الدولية بضمان وقف المساعي الإيرانية للتوصل إلى عتبة إنتاج سلاح نووي وحملها على الالتزام بما تعهدت به.

 وشكر أشكنازي الوزير البرازيلي على موقف بلده الحازم ضد قرار المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فتح ملف تحقيق ضد إسرائيل بشأن شبهات ارتكاب جرائم حرب في المناطق [المحتلة].

وقال وزير الخارجية إن قرار المدعية العامة يخالف القانون الدولي ويمس احتمال العودة إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

من ناحية أُخرى قال أشكنازي إن إسرائيل والبرازيل تعملان على توسيع رقعة التعاون فيما بينهما في كل ما يتعلق بمحاربة فيروس كورونا، بما في ذلك مواصلة البحث عن دواء للفيروس بدأ العمل على تطويره في مستشفى إيخيلوف في تل أبيب.

 

"معاريف"، 8/3/2021
نتنياهو: إسرائيل خرجت تقريباً من كل إجراءات العزل العام التي فُرضت لمكافحة فيروس كورونا

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل خرجت تقريباً من كل إجراءات العزل العام التي فُرضت لمكافحة فيروس كورونا، وذلك مع عودة المطاعم إلى فتح أبوابها بموجب خطة للخروج من قيود كورونا أمس (الأحد)، وأشار إلى أن هذا الخروج تم بفضل الوتيرة السريعة لحملة التطعيم ضد الفيروس.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام وهو يشرب القهوة ويتناول بعض المخبوزات في ساحة خارجية لمقهى مطل على حديقة في القدس أمس: "ها هي المطاعم تعود إلى الحياة. ومع ذلك لا يزال علينا أن نراقب أنفسنا ونضع الكمامات ونحافظ على المسافات والتباعد الاجتماعي، لكننا ننتهي من الأمر ولم يتبق أمامنا الكثير".

وأشارت معطيات جديدة نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية أمس إلى أن 53% من سكان إسرائيل على الأقل تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ضد فيروس كورونا، وبالتالي بدأت الحكومة تدريجياً بإعادة فتح الشركات والأعمال والمدارس ومطار بن غوريون الدولي، لكن بوضع قيود على الطاقة الاستيعابية. وفي الوقت عينه حذّر مسؤولون كبار في الوزارة من أن زيادة حالات العدوى قد تضطر السلطات إلى فرض إجراءات إغلاق جديدة.

كما أعرب المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور نحمان آش عن قلقه من احتمال عدم التزام المواطنين بالقيود الباقية.

وقال آش في تصريحات أدلى بها أمس: "إننا قلقون من ارتفاع حالات الإصابة في الأيام القليلة الماضية، وبناء على ذلك فإن احتمال العودة إلى فرض إجراءات قائم بكل تأكيد". ولدى سؤاله عمّا إذا كان ذلك قد يشمل فرض إغلاق عام قال: "ربما نضطر إلى اتخاذ قرار مثل هذا قبل الانتخابات العامة" التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/3/2021
رئيس ميرتس: إسرائيل جلبت على نفسها قرار المحكمة الجنائية الدولية

قال رئيس حزب ميرتس عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس إنه يشعر بالألم من قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فتح تحقيق لتقصّي شبهات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في المناطق [المحتلة]، لكنه في الوقت عينه أكد أن هناك أسباباً يبدو أنها وجيهة تقف وراء هذا القرار.

وأضاف هوروفيتس في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 13 مساء أمس (السبت): "يقول الناس لنا أنتم تريدون أن تمثل إسرائيل أمام لاهاي، أنا لا أريد أن تمثل إسرائيل أمام لاهاي، لكن إسرائيل تتحمل المسؤولية أيضاً. أقول بحزن شديد إنه كان هناك أسباب لهذا القرار. لا أريد أن تواجه إسرائيل هذه المواقف، لكن عليها أن تسأل نفسها عمّا يجب فعله لمنع ذلك"، وحث الحكومة على التعاون مع محكمة لاهاي وهو أمر لم تفعله حتى الآن.

وقال هوروفيتس إن إسرائيل جلبت القرار على نفسها من خلال رفضها دخول مفاوضات مع الفلسطينيين واستمرارها في بناء المستوطنات.

وبعد الضغط عليه في مسألة ما إذا كان يعتقد أن الجيش الإسرائيلي تصرف بطريقة غير لائقة في قطاع غزة، قال رئيس ميرتس: "حتى في أثناء عملية الجرف الصامد [صيف 2014] كان هناك أمور ما كان ينبغي القيام بها. لقد لحقت بالسكان المدنيين أضرار جسيمة تريد المحكمة التحقق منها. إن الحل بالنسبة إلينا ليس أن نقول إن لاهاي معادية للسامية، بل في الدفع قدماً بالمفاوضات مع الفلسطينيين لإيجاد حل، وعندها لن يكون هناك سبب للاهاي".

وأثارت أقوال هوروفيتس هذه ردات فعل حادة، وخصوصاً في صفوف أحزاب اليمين.

وقال بيان صادر عن حزب الليكود إن هوروفيتس يتخلى عن جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحرسونه ويحرسون سكان إسرائيل، وأشار إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيحارب هذا القرار المعادي للسامية.

ووصف حزب "أمل الجديد" بزعامة جدعون ساعر في بيان صادر عنه تصريحات هوروفيتس بأنها بائسة وطالبه بالاعتذار عن دعمه لهذا القرار المعادي للسامية.

وقالت عضو الكنيست أييلت شاكيد من حزب "يمينا" إن حزبها لن يجلس مع حزب ميرتس في حكومة واحدة، وأكدت أن هوروفيتس برّر النشاط السياسي والمعادي للسامية الذي تقوم به المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة جنود الجيش الإسرائيلي، ووصفت هوروفيتس بأنه عار على الكنيست.

كما انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب "أزرق أبيض" بني غانتس تصريحات هوروفيتس ووصفها بأنها مستفزة وغير مقبولة.

وقال رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] إيتمار بن غفير المرشح في قائمة حزب "الصهيونية المتدينة" إنه طالب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت بفتح تحقيق ضد هوروفيتس بتهمة الخيانة.

"معاريف"، 7/3/2021
غانتس: من الصعب حالياً الجزم بأن تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران كان عملاً إرهابياً مقصوداً

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إنه لا يستبعد أن يكون تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران عملاً مقصوداً، لكنه أكد أن من الصعب حالياً الجزم بأنه عمل إرهابي مقصود.

وأضاف غانتس خلال اجتماع عقده مع ناشطين من حزبه "أزرق أبيض" عبر تطبيق "زووم" مساء أمس (السبت)، أن إيران تُعتبر مشكلة عالمية ثم إقليمية، وأكد أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التصدي لها في أي وقت.

وتطرق وزير الدفاع إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الشروع في تحقيق ضد إسرائيل فقال إن على هذه الأخيرة عدم التعاون مع المحكمة وإنما التواصل معها فقط.

وفي وقت سابق أمس كرّر مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن المؤسسة الأمنية لا تمتلك أي معلومات عن ضلوع إيران بصورة مباشرة بحادثة تلوث الشواطئ بالقطران، وذلك بخلاف ما أعلنته وزيرة شؤون البيئة غيلا غمليئيل في نهاية الأسبوع الفائت أن إيران تقف وراء تسريب القطران في مياه البحر الأبيض المتوسط، والذي أدى إلى تلويث شواطئ إسرائيل.

وأضافت غمليئيل أن سفينة حاويات تعود إلى شركة ليبية هي المسؤولة عن التلويث، وأشارت إلى أنها أبحرت من إيران ووصفت هذه الحادثة بأنها اعتداء إرهابي بيئي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/3/2021
استمرار التظاهرات المطالِبة باستقالة نتنياهو للأسبوع الـ37 على التوالي

شارك مئات الإسرائيليين مساء أمس (السبت) للأسبوع الـ37 على التوالي في تظاهرات الاحتجاج التي تطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد وسوء أداء الحكومة في إدارة قضايا الاقتصاد والبطالة وأزمة فيروس كورونا.

وأقام المتظاهرون مسيرة أمام مقر رئيس الحكومة في القدس ومسيرة أُخرى أمام منزله الخاص في مدينة قيسارية، بينما تجمع عدد آخر من المتظاهرين على الجسور والتقاطعات وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية والأعلام السوداء ولافتات كُتبت عليها عبارات مناهضة لنتنياهو.

وأفاد بيان صادر عن الشرطة الإسرائيلية أن متظاهرة تعرضت لهجوم من أنصار نتنياهو، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 4/3/2021
ماذا وراء الصراع بين رئيس الأركان ورئيس الموساد؟
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • هناك خلافات وفوارق في النظرة بين قيادة الموساد وقيادة الجيش الإسرائيلي بشأن موضوعات عملانية واستراتيجية كانت موجودة في الماضي وستظل موجودة أيضاً في المستقبل. لكن مؤخراً، وخصوصاً هذا الأسبوع، برز هذا الخلاف في وسائل الإعلام نتيجة الهجوم على باخرة يملكها إسرائيلي في الخليج الفارسي في الأسبوع الماضي.
  • "رئيس الموساد يوسي كوهين طالب بردّ جريء، بينما أيّد رئيس الأركان رداً معتدلاً"، بحسب ما ذكر تقرير إخباري. لاحقاً أُشيرَ إلى الموافقة على رأي رئيس الأركان - والرد المعتدل هو الذي نُفّذ عندما هاجمت إسرائيل معسكرات تدريب إيرانية بالقرب من دمشق، بالاستناد إلى تقارير أجنبية. من المحتمل أن النشر يهدف إلى أن يثبت للحرس الثوري أن في ترسانة إسرائيل العملانية ردوداً كثيرة أكثر تدميراً بكثير.
  • لكن لا يمكن استبعاد احتمال أن النشر والردود عليه في وسائل التواصل الاجتماعي قد دفع بصراع القوى الدائر منذ وقت بين المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى المجال الإعلامي؛ صراع على القيادة وتقرير السياسة العملانية للمواجهة مع إيران، دائر بين رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس الأركان أفيف كوخافي ورجاله. انكشف الصراع بعد نشر "يديعوت أحرونوت" أن كوهين عارض خطاب كوخافي الذي أعرب فيه عن معارضته الاتفاق مع إيران.
  • من دون شك الخلاف جدي ويتعلق بمسائل جوهرية - مَن يردع الإيرانيين في المدى القصير والمدى الطويل؟ لكن يوجد هنا أيضاً صراع على الموارد، وأيضا ً- لم لا - صراع على الكرامة والمهابة الشخصية.
  • في خلفية الصراع هناك المواجهة المعقدة بين المنظومة الأمنية وأجهزة الاستخبارات، والجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك، مع أذرع التنين الإيراني. كل واحد بأساليبه وفي ساحة خاصة به، وأيضاً في عمليات مشتركة.
  • الجزء الأكبر من عمليات الموساد يجري سراً، ومن الممكن التقدير أنها تركز على المتابعة الاستخباراتية وإحباط مشروع السلاح النووي في إيران. مع ذلك، الموساد يقوم بجزء مهم وأكبر في إحباط جهود ازدياد القوة العسكرية وعمليات الإرهاب الموجهة ضد إسرائيل. وهذا ما يفعله الشاباك أيضاً، الذي يركز على تأمين منشآت ومعلومات في البلد بالإضافة إلى إحباط الإرهاب في إسرائيل، وفي المناطق المحتلة، وفي الخارج.
  • هناك جهازان يحصلان على معلومات واستخبارات حيوية من أجل عملياتهما من وحدة جمع المعلومات والتقدير في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وخصوصاً الوحدة 8200 ووحدة الاستخبارات الجبهوية. من المعقول الافتراض أنه من دون المعلومات من الجيش الإسرائيلي - كان الموساد والشاباك يتلمسان طريقهما في الظلام. من السائد الاعتقاد أيضاً أنه بالنسبة إلى أهداف بعيدة، مثل إيران، الموساد هو المسؤول الحصري عن جمع المعلومات، وعن عمليات الإحباط. كذلك فيما يتعلق بالصلات السياسية والعسكرية غير الرسمية مع أطراف في الخليج الفارسي.
  • فعلياً، الجيش يشارك في كثير من النواحي في المواجهة مع إيران في منطقة الخليج الفارسي وفي البحر الأحمر (اليمن ومضائق باب المندب)، وفي رصد أنشطة المنشآت النووية العسكرية والعمليات البحرية الإيرانية. كما يقيم الجيش أيضاً علاقات مع القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية (سينتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وأيضاً مع الأسطول الأميركي الخامس الذي  يتخذ من البحرين قاعدة له.

التكلفة – الفائدة

  • المعلومات الاستخباراتية النوعية التي تقدمها أمان في الوقت الحقيقي تشكل أيضاً بنية تحتية أساسية وجوهرية لعمليات المعركة بين الحروب التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. هدف هذه العمليات منع وإحباط تمركز وتعاظم قوة إيران ووكلائها (حزب الله والميليشيات الشيعية) في دول الطوق الأول والثاني (في الأساس لبنان وسورية والعراق)، وعلى الحدود مع إسرائيل (في هضبة الجولان وسيناء). كما يعمل الجيش أيضاً في إطار المعركة بين الحروب على المحافظة على حرية العمل في هذه الساحات؛ وفي الأساس على التفوق الجوي والاستخباراتي.
  • من حيث المبدأ، المعركة بين الحروب يجب أن تجري "تحت عتبة الحرب"؛ لذا يحرص الجيش عموماً على التكتم الإعلامي ولا يرد رسمياً على ما يُنشر من معلومات عن هذه العملية أو تلك التي تُنسب إلى إسرائيل في مصادر عربية وإيرانية أو أجنبية أُخرى. وذلك من أجل المحافظة على "هامش إنكار" للتحكم في السياسة التي تجري في إطارها المعركة بين الحروب، وكي لا يضطر إلى الرد وينجر إلى تصعيد وحرب لأسباب تتعلق بالهيبة والبقاء السياسي.
  • هذا هو أيضاً السبب الذي يخصص الجيش من أجله جهوداً كبيرة للقيام بضربات "جراحية" ضد أهداف نوعية من دون التسبب بوقوع ضرر كبير وضحايا لا علاقة لهم. جزء كبير من المعركة بين الحروب سرّي ولا يصل إلى وسائل الإعلام والجمهور. جزء آخر يحظى بالنشر في أحيان كثيرة، وهو عبارة عن  هجمات تقوم بها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، أو وحدات برية من الجيش، تُلحق ضرراً مادياً بـ"أرصدة" إيرانية (أو بأشخاص) وتحبطها.  في هذه العمليات من الصعب إخفاء تصاعُد النار والدخان وعمليات الاعتراض – لكن ما دامت إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فالإيرانيون ينتقلون إلى جدول عملهم  اليومي على الرغم من الأذى الذي لحق بهم.
  • هذا الأسلوب في العمل موجود منذ سنة 2013، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال سلاح الجو إلى سورية ولبنان بهدف وقف شحنات السلاح النوعي ("الكاسر للتوازن") من إيران إلى لبنان، عبر سورية. المعركة بين الحروب بدأت في الأيام التي كان فيها بني غانتس رئيساً للأركان، واستمرت وامتدت إلى مجالات إضافية في أيام رئيس الأركان غادي أيزنكوت، وتستمر الآن بنفس الوتيرة، وبإتقان أكبر في أيام كوخافي.
  • سبب ذلك هو نسبة التكلفة إلى الفائدة في عمليات المعركة بين الحروب. في كل هذه السنوات الإيرانيون وحلفاؤهم ووكلاؤهم نجحوا فقط في حالات متفرقة في القيام بعمليات انتقام ضد إسرائيل، وفي معظم الأحيان فشلت محاولاتهم. بالتأكيد هذا لا يوازي الفائدة التي جنتها إسرائيل من المعركة بين الحروب. بالإضافة إلى ذلك، خلقت المعركة بين الحروب ردعاً تراكمياً لدى الإيرانيين ووكلائهم. هذا الردع يُبعد منذ سنوات حرباً وتصعيداً يمكن أن يصيبا الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
  • الردع في المدى البعيد بواسطة عمليات المعركة بين الحروب، وهي تحت عتبة الحرب والتصعيد، هو السياسة التي يوصي بها الجيش الإسرائيلي ورئيس الأركان. هذه السياسة مقبولة على ما يبدو حتى الآن، على الأقل من طرف وزير الدفاع ورئيس الحكومة.
  • على هذه الخلفية يجب أن ننظر إلى عملية الكباش التي تجري من وراء الكواليس بين رئيس الموساد ورئيس الأركان. الخلاصة المنطقية لذلك هي: إذا كان الجيش الإسرائيلي هو الذي يقوم بالجزء الأساسي من المواجهة الاستخباراتية مع إيران، ليس هناك سبب لأن يكون رئيس الموساد هو الذي يقود ويخطط السياسة في هذا الموضوع. عمليات الموساد تبعث على الإعجاب ومهمة جداً في كل المعايير- لكن حتى الآن الجيش الإسرائيلي ينجح  في الاختبار في ردع الإيرانيين أكثر مما ينجح الموساد في عرقلة التقدم في المشروع النووي الإيراني. كان هذا صحيحاً في أيام مئير داغان الأسطوري عندما كان رئيساً للموساد، ويصح اليوم أيضاً. الفارق هو أن البروفايل الإعلامي ليوسي كوهين أكثر بروزاً بكثير من الذي سبقه في المنصب.