مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس الدولة رؤوفين ريفلين يبدأ استشاراته يوم الاثنين ويعلن اسم المكلف بتأليف الحكومة يوم الأربعاء
الولايات المتحدة تقدم اقتراحاً لإيران هدفه البدء بمفاوضات مباشرة
تأخُّر تلقيح الآلاف من سكان القدس الشرقية بسبب خلاف مع وزارة الصحة
مقالات وتحليلات
يجب ألّا نهمل الأردن
نتائج الانتخابات في المجتمع العربي هي رسالة أيضاً إلى أحزاب الوسط - اليسار
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 30/3/2021
رئيس الدولة رؤوفين ريفلين يبدأ استشاراته يوم الاثنين ويعلن اسم المكلف بتأليف الحكومة يوم الأربعاء

سيبدأ رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في يوم الاثنين المقبل جولة استشارات مع أعضاء الكتل في الكنيست قبل إعلان المكلف بتأليف الحكومة المقبلة على الأرجح يوم الأربعاء في الأسبوع المقبل.

وكان زعيم حزب شاس آرييه درعي قد أعلن أنه ينوي ترشيح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتأليف الحكومة، وأن حزبه سيعمل على تأليف حكومة يمينية تحافظ على الهوية اليهودية للدولة، وتعمل على تحسين ظروف حياة الطبقات الفقيرة. ودعا درعي جميع أحزاب اليمين، وخصوصاً حزب يمينا وأمل جديد إلى التعالي على كل الاعتبارات الأُخرى والانضمام إلى حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.

كما أعلن زعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش أنه سيرشح بنيامين نتنياهو لتأليف الحكومة المقبلة. ونقلت عنه "يسرائيل هَيوم" (30/3/2021) قوله: "رشحنا زعيم الليكود بالاستناد إلى الوعود التي قدمها رئيس الحكومة والاتفاق الذي وقّعناه معه بتأليف حكومة يمينية تحافظ على الهوية اليهودية للدولة وتعزز الاستيطان وتقوم بالإصلاحات المطلوبة في المنظومة القضائية". ودعا جميع أحزاب المعسكر القومي إلى وضع خلافات الماضي جانباً وفتح صفحة جديدة من التعاون من أجل مصلحة إسرائيل ومصلحة مواطنيها. ورأى أن أي خيار آخر غير حكومة يمينية سيؤدي إلى نتائج سيئة وخطِرة على دولة إسرائيل.

 في المقابل، تحدثت صحيفة "هآرتس" (29/3/2021) عن عدم تنسيق  وعدم اتفاق في "كتلة التغيير" على مرشح متفق عليه لتأليف الحكومة. وبحسب الصحيفة، يبدو أن كلاً من يائير لبيد زعيم يوجد مستقبل، ونفتالي بينت زعيم يمينا، وجدعون ساعر زعيم أمل جديد، يرغب في أن يكون مرشحاً لرئاسة الحكومة، وهذا ما يتمناه أيضاً بني غانتس زعيم أزرق أبيض، الذي يأمل بأن يكون مرشح تسوية.

وكان لبيد قد اجتمع بمنصور عباس، وغانتس، وزعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي، وسيلتقي في الأيام المقبلة زعيم القائمة المشتركة أيمن عودة. وبعكس بينت وساعر يبدي لبيد استعداده للاعتماد على تأييد الأحزاب العربية.

وتحدثت الصحيفة عن مساع حثيثة يقوم بها ساعر للتنسيق مع بينت والعمل معه لتقديم بديل من نتنياهو. كما يعولون في حزب أمل جديد  على التعاون مع بني غانتس الذي يكره لبيد شخصياً.

ونقلت الصحيفة أن نفتالي بينت لم يقرر بعد ما إذا كان سينضم إلى نتنياهو أم سيذهب إلى معسكر معارضيه. وهو يعمل بالتنسيق مع جدعون ساعر الذي تجمعه به عدة قواسم مشتركة، فالإثنان شخصيتان بارزتان في اليمين ويريدان الحلول محل بنيامين نتنياهو.

من جهة أُخرى أوضح حزب العمل وحركة ميرتس أنهما على الأرجح سيوصيان بتكليف يائير لبيد تأليف الحكومة. لكنهم في حزب العمل لم يستبعدوا بصورة نهائية ترشيح بينت. وحتى الآن امتنعت زعيمة الحزب ميراف ميخائيلي من تسمية لبيد بصراحة.

في هذه الأثناء يعمل منصور عباس على تصوير نفسه كالشخص المركزي والمؤثر في تحديد هوية رئيس الحكومة المقبل، وكان سبق أن التقى مندوبي الليكود ولبيد. وتسرب أوساطه شروطاً واضحة للمشاركة في الائتلاف الحكومي.

في هذه الأثناء نقلت "معاريف" (30/3/2021) عن عايدة توما سليمان عضو الكنيست من القائمة المشتركة أن القائمة ستجتمع بيائير لبيد، لكنها قد لا تسمي أي مرشح لتأليف الحكومة في الاستشارات مع رئيس الدولة، وأن القرار مرتبط بتطورات الخريطة السياسية.

"يديعوت أحرونوت"، 30/3/2021
الولايات المتحدة تقدم اقتراحاً لإيران هدفه البدء بمفاوضات مباشرة

ذكر موقع بوليتكيو الأميركي في تقرير نشره أن الولايات المتحدة ستقدم إلى إيران اقتراحاً جديداً لكسر الجمود والدخول في مفاوضات مباشرة للعودة إلى الاتفاق النووي. وبحسب التقرير، ستطلب الولايات المتحدة من إيران وقف جزء من أنشطتها النووية، مثل استعمال أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتخصيب اليورانيوم على درجة 20%، وفي المقابل ستخفف الولايات المتحدة من العقوبات التي فرضتها على إيران.

ونقل الموقع عن مصدرين مطّلعين على الموضوع أن الهدف هو التوصل إلى انعطافة في المحادثات مع إيران هذا الأسبوع. يأتي هذا الكلام بالإضافة إلى ما صرّح به مصدر أميركي لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن على إيران العودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق قبل أن تقوم الولايات المتحدة بخطوة  ما.

بعد ساعات قليلة على نشر التقرير جاء الرد الإيراني. فقد قال مصدر لم يُذكر اسمه في إيران للتلفزيون الرسمي أن طهران لن توقف تخصيب اليوارنيوم على درجة 20% إلى أن ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات التي فرضتها على الجمهورية الإسلامية.

 

 

"هآرتس"، 30/3/2021
تأخُّر تلقيح الآلاف من سكان القدس الشرقية بسبب خلاف مع وزارة الصحة

تأخُّر حصول آلاف من سكان القدس الشرقية على الجرعة الثانية من اللقاح ضد الكورونا بسبب نزاع مالي بين نجمة داود وبين وزارة الصحة. وكانت منظمة نجمة داود قد ساهمت في تلقيح سكان القدس الشرقية قبل شهرين، وأقامت عشرات مراكز التلقيح. لكنها أوقفت نشاطاتها  في الأسبوع الماضي دفعة واحدة بسبب قطع وزارة الصحة علاقاتها بها بعد أن طالبتها بدفع مبلغ مرتفع جداً لقاء خدماتها. وجرى نقل المسؤولية عن إعطاء اللقاحات في القدس الشرقية إلى شركة خاصة، الأمر الذي تسبب بتباطؤ وتيرة إعطاء اللقاحات بصورة كبيرة.

من جهة أُخرى نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (30/3/2021) عن مصادر دبلوماسية أجنبية وجود مسعى دولي لتلقيح  7 آلاف تاجر فلسطيني من قطاع غزة يعبرون يومياً إلى إسرائيل وإلى الضفة الغربية. وبحسب الخطة، قطر هي التي ستمول شراء 14 ألف لقاح (جرعتان لكل شخص) من شركة فايزر. وسيكون مركز التلقيح في معبر إيرز بإشراف جهات دولية. ويبدو أن موافقة إسرائيل على العملية كانت جزءاً من التسوية بين إسرائيل و"حماس".

تأتي هذه الخطوة في ذروة تفشّي الموجة الثانية من الفيروس في قطاع غزة، وتخطّي عدد المصابين الـ1000 شخص في اليوم. لهذا السبب فرضت "حماس" قيوداً جديدة على السكان، بينها منع تجول ليلي دائم حتى إشعار آخر.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/3/2021
يجب ألّا نهمل الأردن
افتتاحية
  • في الوقت الذي تتصدر فيه العناوين الأولى خبر شرعنة ممثلي المواطنين العرب في إسرائيل كشركاء في الائتلاف الحكومي المقبل، واتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول إسلامية، يبرز في هذه الأيام التدهور المتواصل في العلاقات الإسرائيلية - الأردنية.
  • في الأيام الأخيرة يعرقل بنيامين نتنياهو طلباً أردنياً بالتزود بالمياه، على الرغم من أن الخبراء في إسرائيل أوصوا بالموافقة عليه. المقصود تصعيد إضافي للأزمة الخطِرة في العلاقات مع عمّان، والتي استمرت خلال ولايات نتنياهو وتفاقمت في الفترة الأخيرة على خلفية العراقيل الأمنية التي وضعتها أجهزة الأمن في إسرائيل أمام الزيارة التي كان ينوي القيام بها إلى القدس الأمير الأردني حسين ابن الملك عبد الله. رداً على ذلك رفض الأردنيون السماح لنتنياهو باستخدام مجالهم الجوي للقيام بزيارة إلى الإمارات قبل الانتخابات. واشتدت التوترات عندما أمر نتنياهو، في خطوة غير مسبوقة، ومن دون التشاور مع الأطراف المعنية، بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي فوراً أمام الأردن، بخلاف ما نص عليه اتفاق السلام بين الدولتين. في النهاية أقنعته سلطات المطار بالعودة عن قراره. مع ذلك، يبدو أن نتنياهو لا يتوقف عند هذا الحد وهو حالياً يعرقل الموافقة على نقل مياه إضافية إلى الأردنيين، بخلاف توصية الجهات المسؤولة، في خطوة تبدو انتقاماً شخصياً لتخريب حملته الانتخابية في الخليج.
  • تُضاف هذه القضية إلى توترات ازدادت تلقائياً بين حكومات نتنياهو والمملكة الأردنية. حوادث كثيرة سُجلت مع مرور السنوات بين الدولتين، وخارجهما، جهات دبلوماسية وخبراء أمنيون يقولون إن إسرائيل لم تفعل شيئاً لتقليص الضرر وتحسين العلاقات - في الأساس على المستوى المدني.
  • يتصرف نتنياهو كأنه مستعد لتعريض استقرار اتفاقات السلام مع الأردن للخطر. هذا خطأ استراتيجي خطر. دبلوماسية اللقاحات التي يستخدمها نتنياهو تعبّر عن وجهة نظر جيو - سياسية مشوهة، ففي رأيه، من المهم أكثر استخدام اللقاحات لابتزاز دولة بعيدة مثل غواتيمالا، كي تفتح سفارة لها في القدس، على مساعدة جيران لنا في ضائقة. موجة الكورونا القاسية التي انتشرت في الأردن كانت فرصة لإظهار حُسن جوار. الأردن مهتم بأن ترسل له إسرائيل لقاحات، على الأقل من أجل تلقيح الطواقم الطبية. لكن ما علاقة هذا بسياسة نتنياهو الاستقوائية؟
  • تعودت المعارضة في إسرائيل تبنّي مواقف نتنياهو بشأن كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية. الأزمة مع الأردن، الدولة الحساسة لأمن إسرائيل وسلامتها، هي فرصة لها كي تقدم بدائل في الفترة التي تجري فيها بلورة حكومة جديدة. مع كل الاحترام لاتفاقات السلام الجديدة مع دول بعيدة، ممنوع أن نهمل الاتفاقات القديمة مع جاراتنا القريبة.
"هآرتس"، 30/3/2021
نتائج الانتخابات في المجتمع العربي هي رسالة أيضاً إلى أحزاب الوسط - اليسار
جاكي خوري - مراسل سياسي
  • الساحة السياسية في إسرائيل محتدمة. لأول مرة تتحدث العناوين عن حزب عربي يمكنه تتويج رئيس حكومة إسرائيل. أي تغيير تاريخي حدث هنا. إذا كان تعريف نفتالي بينت مع نهاية فرز الأصوات بأنه بيضة القبان، دخل الآن اسم إضافي: منصور عباس. نجم بلا منازع، ليس فقط بسبب صورته في "بلد العجائب". فجأة أصبحت مطالبه مهمة. هو يدرك ذلك، ويستمتع به.
  • مطالبه ليست بروتوكولاً. قانون القومية موجود بينها، والاحتلال أيضاً، لكن ليس في رأس القائمة. هناك مشكلات أكثر أهمية بالنسبة إليه وإلى ناخبيه. وهذه المشكلات ليست على المستوى السياسي، بل على المستوى المدني: محاربة العنف في المجتمع العربي، إصلاح التخطيط والبناء، الاهتمام بالصلاحيات القانونية للسلطات المحلية، ميزانيات واعتراف بقرى النقب. لكن كونه لا يلوّح بعلم فلسطين لا يسحر ناخبيه فقط، بل أيضاً شركاءه المحتملين.
  • لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا قابل للتطبيق. هل دولة إسرائيل التي عاشت التحريض والانقسام في أيام بنيامين نتنياهو في العقد الأخير ترغب في التعاون مع العرب؟ ومع هؤلاء الذين لا يشكلون جزءاً من أحزاب صهيونية؟ الجواب: ثمة شك كبير في ذلك. وهذا لا يخطر بتاتاً على البال، ليس في واقع الحياة القائم حالياً. لكن هناك جواباً آخر يتعلق برئيس الحكومة الذي لا يزال يتولى منصبه، وبقاؤه السياسي في رأس أولوياته، والذي يعتبر أن كل الاتفاقات مشروعة.
  • لكن يخطىء مَن يعتقد أن منصور عباس يتطلع فقط إلى حكومة ليكود. هو وأنصاره يقولون لمن يتحدث معهم إنهم ليسوا سذجاً. هناك باب مفتوح على الليكود، وهناك باب مفتوح أيضاً على حزب يوجد مستقبل، أو لكل مَن يستمع بانتباه إلى مطالب القائمة، ومستعد للعمل على تنفيذها.
  • من بعض النواحي يبدو أن هذه الحالة أثارت إحساساً بالنشوة لدى المواطنين العرب، في الأساس لدى ناخبي راعم. كأنهم لم يعرفوا هذا الشعور قبل أقل من سنة مع القائمة المشتركة التي نالت 15 مقعداً. لكن حزب أزرق أبيض أنهى كل ذلك من دون أن تحصل القائمة المشتركة على شيء. اليوم يقولون إن الوضع تغيّر. الآن وبعد أن تبنى نتنياهو العرب في الانتخابات، من المستحيل، أو على الأقل من الصعب نزع الشرعية عنهم.
  • ليس الجمهور العربي وحده يرى أن الثمار أصبحت ناضجة، أيضاً في اليسار - الوسط يشعرون بالحماسة. فجأة أصبح لديهم الشجاعة للقول إن العرب هم شركاء شرعيون. كأنهم نسوا حكومة رابين التي اعتمدت على دعم الأحزاب العربية من خارج الحكومة. هذا التأييد بالإضافة إلى اتفاقات أوسلو والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أدى أيضاً إلى الاعتراف بعشرات البلدات العربية في الجليل. يومها هاجم اليمين الاعتماد على العرب واعتبره غير قانوني، ووقف اليسار موقفاً دفاعياً.
  • منذ ذلك الوقت تغيرت أشياء كثيرة، يقولون في اليسار إن التطرف والكراهية والتمييز أوجدت إسرائيل أُخرى. شروط استهلالية مختلفة لشراكة تاريخية، العرب (مؤيدو راعم) ليسوا تلقائياً "يساراً". وهم ليسوا مضطرين إلى مواجهة قضايا، مثل الاحتلال والمستوطنات. حتى وجود إيتمار بن غفير اختفى بين السطور؛ مَن ناقش عموماً شرعيته أو شرعية سموتريتش؟ هذا ليس مطروحاً على جدول العمل. السؤال أين سيكون عباس. ربما هذا ثمن يجب أن يُدفع كنوع من تعويض على السكوت. كل ذلك كي يصبح الخطاب العربي المدني جزءاً من الخطاب الإسرائيلي وليس عدواً له.
  • من هنا سيأتي الخلاص، توقعوا في اليسار تدفُّق المال والإمكانات بوفرة. ستأتي الميزانيات من الولايات المتحدة ومن أوروبا، وسيزدهر المزيد من منظمات المجتمع المدني، وستعمل على الشراكة من أجل الدفع قدماً بالمجتمع العربي. لقد حدث شيء مشابه لكن بطريقة مختلفة بعد أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2000. يومها برزت نتائج على الأرض، نوع من بشائر أمل، لكنها ظلت على المستوى المحلي وموقتة. لم يشعر أحد بها على المستوى الوطني والسياسي.
  • في كل المعارك الانتخابية التي جرت منذ ذلك الحين ازداد اليمين قوة، وازداد التحريض. وربما أفضل صورة عمّا جرى هي صورة الكنيست المنتخَب: أكثر من ثلثي النواب الذين انتخبهم الجمهور ينتمون إلى المعسكر اليميني في الخريطة السياسية. سواء هؤلاء الذين يؤيدون نتنياهو أو يعارضونه. هذا التطرف اليميني في المعارك الانتخابية جرى في واقع أمني داخلي - إسرائيلي هادىء جداً: من دون تفجير الباصات في التسعينيات، ومن دون انتفاضة ثانية بدأت في سنة 2000، هناك توتر مع الفلسطينيين (في الأساس في قطاع غزة)، لكن لا يبدو أن هذا هو سبب التطرف. أيضاً ليس التهديد الإيراني. ربما كلام التحريض الآتي من شارع بلفور مقر رئاسة الحكومة في القدس، والذي تحول فجأة إلى كلام مصالحة.
  • صحيح حتى الآن ليس معروفاً مَن سيؤلف الحكومة المقبلة (أم ستجري انتخابات من جديد)، لكن في هذه المرحلة من الواضح أن المحافظين انتصروا في الجانب اليهودي، وأيضاً في الجانب العربي. لقد كان هذا أساس حملة حزب راعم الذي نال 4 مقاعد. لقد أحدث هذا الحزب أيضاً تغييراً داخلياً في الاقتراع. حداش التي تتبنى قيماً ليبرالية لم تعد الحزب الأكبر وسط الجمهور العربي. هناك بشرى أُخرى، الليكود نال أصواتاً أكثر في المجتمع العربي مقارنة بميرتس (21 ألف صوت مقابل 17 ألف صوت) - على الرغم من سجل ميرتس الموثوق به فيما يتعلق بالجمهور العربي، ومن وجود 3 مرشحين عرب في الأماكن العشرة الأولى في لائحة الحركة.
  • إذا كان اليسار الصهيوني يتطلع فعلاً إلى شراكة حقيقية، فعليه أن يعمل من الأساس من أجل شراكة فعلية تُترجَم إلى أعمال على الأرض في معاقله، لا في تظاهرة أو تجمّع في ساحة رابين، ولا في لقاء أصدقاء في حانة في تل أبيب، وليس في تجنيد عربي في حزب أو هيئة.
  • لقد سئم العرب من شعارات شراكة كهذه. نتائج الانتخابات هي أفضل نموذج لذلك. هناك المرغوب فيه وهناك الموجود. في هذه الأثناء اختار العرب الموجود، لأن اليسار لا يقدم بديلاً.