مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يدعو بينت وساعر إلى الانضمام إلى ائتلاف حكومي برئاسته وساعر يرفض
أقطاب حزب الليكود: على رئيس الدولة عدم المشاركة في اللعبة السياسية
عباس وبخ رئيس "الشاباك" بسبب طلبه عدم الذهاب نحو انتخابات بمشاركة "حماس"
مقالات وتحليلات
مروان البرغوثي هو الفرصة الأخيرة
75 عضو كنيست من دون رؤيا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/4/2021
نتنياهو يدعو بينت وساعر إلى الانضمام إلى ائتلاف حكومي برئاسته وساعر يرفض

دعا رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كلاً من رئيس حزب "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت، ورئيس حزب "أمل جديد" عضو الكنيست جدعون ساعر، إلى وضع الخلافات جانباً والانضمام إلى ائتلاف حكومي تحت قيادته بغية تأليف حكومة يمين مستقرة.

وفي أول تعقيب له على نتائج الانتخابات الأخيرة أكد نتنياهو في سياق خطاب ألقاه من ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الأربعاء)، أن معسكر اليمين حصل على 65 مقعداً، وهو ما يثبت أن الشعب يريد إقامة حكومة يمين راسخة.

وأضاف رئيس الحكومة أن هذا ما تحتاج إليه الدولة أولاً من أجل الخروج من أزمة فيروس كورونا ومواجهة تحديات مثل التهديد الإيراني أو دفع الاقتصاد إلى الأمام.

ورأى نتنياهو أن إقامة حكومة يسار تعني مواصلة عدم الاستقرار السياسي في البلد فضلاً عن أنها تتناقض مع موقف أغلبية الناخبين.

يُذكر أن هذه هي أول مرة منذ الانتخابات التي يقوم نتنياهو بالإدلاء بتصريحات إعلامية، إذ حافظ طيلة تلك الفترة على صمت إعلامي وقام بإدارة اتصالات سياسية هادئة في محاولة لتشكيل استراتيجية تقوده إلى تأليف حكومة.

وعقّب رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر على أقوال رئيس الحكومة فأكد رفضه الانضمام إلى ائتلاف حكومي بقيادته.

وقال ساعر إن نتنياهو يدعوه إلى العمل من أجل إقامة ائتلاف حكومي في اليوم نفسه الذي يقوم هو وجهات أُخرى في الليكود بترويج نظريات كاذبة ضده وضد رئيس الدولة. وشدد ساعر على أن استمرار ولاية نتنياهو يضر بالدولة وسكانها بسبب تفضيله العمل من أجل مصلحته بدلاً من مصلحتها.

وقال حزب "يمينا" في بيان صادر عنه إن بينت مهتم بالمواطنين وسيستمر في بذل كل جهد ممكن لتأليف حكومة جيدة ومستقرة تنقذ إسرائيل من الفوضى.

من ناحية أُخرى كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس أن نتنياهو عرض على بينت الاندماج في حزب الليكود وترشيح 7 ممثلين عن "يمينا" في المواقع الـ37 الأولى من قائمة مرشحي الليكود خلال الدورتين المقبلتين للكنيست وذلك في مقابل التوصية على تكليفه بتأليف الحكومة المقبلة.

ووفقاً للقناة فإن عرض نتنياهو يشمل منح "يمينا" حقائب وزارية مهمة في الحكومة المقبلة ودمج "يمينا" في مؤسسات الليكود بنسبة تعادل نحو 19%، وهو ما يعني انخراط نحو 20 ألف عضو في "يمينا" في المؤسسات التابعة للحزب، بما في ذلك مركز الليكود والمناصب المهمة فيه.

وأشارت القناة إلى أن بينت والشخصية الثانية في "يمينا" وزيرة العدل السابقة أييلت شاكيد كانا حاولا الانضمام إلى الليكود سنة 2013 إلّا إن جهودهما باءت بالفشل بعد أن اعترض نتنياهو طريقهما لرفضه وجود شخصيات قوية ومنافسين محتملين له في صفوف الليكود.

وذكرت القناة أن نتنياهو يهدف بهذه الخطوة إلى قطع الطريق على المعسكر المناوئ الذي يحاول إقناع بينت بالانضمام إلى الجهود التي يبذلها لإنهاء حكم نتنياهو، وذلك يبدأ أولاً بالتوصية على رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد لتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة والحؤول دون منح تفويض تأليفها إلى نتنياهو.

"يديعوت أحرونوت"، 1/4/2021
أقطاب حزب الليكود: على رئيس الدولة عدم المشاركة في اللعبة السياسية

أثارت تصريحات رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين، والتي أكد فيها أنه يتعين على منتخبي الجمهور أن يصغوا إلى مطالب الشعب في إسرائيل بإقامة روابط خارجة عن المألوف وتعاون يتجاوز الحدود بين القطاعات المتعددة ردات فعل متباينة في الحلبة السياسية والحزبية.

وقال عدد من أقطاب حزب الليكود، وهم رئيس الكنيست ياريف ليفين ووزير الطاقة يوفال شتاينيتس ووزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، إن رئيس الدولة لا يحسم نتائج الانتخابات بل يجب عليه عدم المشاركة في اللعبة السياسية. وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغف إن أقوال ريفلين هذه تبرهن من جديد على أن تصرفاته ناجمة عن اعتبارات غريبة داعية إياه إلى إعادة صلاحية تكليف مهمة تأليف الحكومة إلى الكنيست. وقالت إنه لا يليق برئيس دولة سينهي مهمات منصبه بعد نحو شهر أن يتخذ قرارات خارجة عن العادة المتّبعة منذ سنوات طويلة.

بدوره قال رئيس حزب شاس وزير الداخلية آرييه درعي إنه واثق من أن ريفلين سيعهد بمهمة تأليف الحكومة المقبلة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لضمان استقرارها.

في المقابل قال رئيس حزب أزرق أبيض وزير الدفاع بني غانتس إنه لم تبق ولو مؤسسة رسمية واحدة لم يحاول نتنياهو وشركاؤه المساس بها.

ورفض الرئيس ريفلين بشدة الانتقادات الموجهة إليه وقال حبذا لو أن المسؤولين في الليكود لم يتفوهوا بمثل هذه التفوهات.

وكان رئيس الدولة قال خلال تسلّمه نتائج الانتخابات الرسمية من رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي عوزي فوغلمان في مقر رؤساء الدولة في القدس قبل ظهر أمس (الأربعاء)، إنه يشعر بالقلق بسبب الوضع الذي آلت إليه السياسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد إجراء 4 جولات للانتخابات العامة في غضون سنتين.

وأوضح ريفلين أنه سيجري المشاورات النيابية في أسرع وقت ممكن لاختيار الشخصية البرلمانية الأوفر حظاً لتأليف حكومة تكون قادرة على إدارة شؤون الدولة وتمرير ميزانية عامة ومعالجة آثار الأزمتين الصحية والاقتصادية، وتكون قادرة أيضاً على توحيد صفوف الشعب وسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية ومعالجة المشكلات السياسية.

وسبق أن أعلن ريفلين يوم الاثنين الفائت أنه سيختار مرشحاً لتأليف الحكومة المقبلة بحلول 7 نيسان/ أبريل الحالي.

وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة إن ريفلين سيعقد جولة مشاورات مع جميع الأحزاب يوم 5 نيسان/أبريل وستُلقى مهمة تأليف حكومة على أحد المرشحين يوم 7 نيسان/أبريل.

وسيكون أمام المرشح الذي يختاره رئيس الدولة 28 يوماً لإقامة ائتلاف حكومي. ويمكن للرئيس تمديد المهلة لـ14 يوماً أُخرى قبل اختيار مرشح جديد أو اتخاذ قرار بعدم قدرة أي مرشح على تأليف حكومة، وهو سيناريو سيدفع إسرائيل نحو خامس انتخابات عامة منذ سنة 2019.

موقع قناة التلفزة "كان"، 1/4/2021 https://www.kan.org.il/
عباس وبخ رئيس "الشاباك" بسبب طلبه عدم الذهاب نحو انتخابات بمشاركة "حماس"

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الأربعاء) النقاب عن تفصيلات جديدة من وقائع الاجتماع الذي عقده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] نداف أرغمان قبل أسبوعين.

وذكرت قناة التلفزة أنه بعد أن طلب أرغمان من رئيس السلطة الفلسطينية عدم الذهاب نحو انتخابات بمشاركة "حماس" قام عباس بتوبيخه وقال له: "أنا لا أعمل عندك، أنا أقرر إن كانت ستجري انتخابات ومع من، أنتم من أقمتم ’حماس’ وليس أنا".

وأضافت القناة أيضاً أنه على خلفية التحقيق في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي هدّد رئيس "الشاباك" بأن إسرائيل لن تتردد وستعمل على تقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية في المحكمة الجنائية فرد عليه عباس: "تفضل، من جانبي لنجلس أنا وأنت في نفس الزنزانة". 

وكانت مصادر فلسطينية كشفت عن عقد هذا الاجتماع قبل أسبوعين لمناقشة موضوع الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستجري في أيار/مايو المقبل، وأفادت أن أرغمان طلب خلاله من عباس عدم الذهاب إلى انتخابات ما دامت حركة "حماس" تشارك فيها، لكن عباس رفض طلبه.

من ناحية أُخرى قالت مصادر فلسطينية في رام الله إنه تم أمس توقيع اتفاق بين عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح ناصر القدوة والقيادي في الحركة مروان البرغوثي، الذي يقضي محكومية في السجون الإسرائيلية، لتشكيل قائمة انتخابية لخوض انتخابات المجلس التشريعي أُطلق عليها اسم "قائمة الحرية"، وتُعتبر إقامتها ضربة قوية لحركة "فتح" في هذه الانتخابات. 

وأضافت هذه المصادر نفسها أن ممثلين عن القائمة وصلوا مساء أمس إلى لجنة الانتخابات المركزية لتسجيل القائمة وأشارت إلى أن القدوة سيكون على رأس القائمة وتليه فدوى زوجة مروان البرغوثي، وستضم القائمة قيادات من حركة "فتح".

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"،1/4/2021
مروان البرغوثي هو الفرصة الأخيرة
جدعون ليفي - معلق سياسي
  • لو كنتُ فلسطينياً، لكنت صوتت لمروان البرغوثي رئيساً للسلطة الفلسطينية. أيضاً عندما كنت إسرائيلياً صهيونياً متمسكاً بالإيمان بحل الدولتين، لكنت فعلت كل شيء لانتخاب البرغوثي. وحتى كإسرائيلي لم يعد يؤمن بحل الدولتين، أنا أحلم فعلاً باللحظة التي سيخرج فيها هذا الرجل أخيراً من السجن ويصبح زعيماً فلسطينياً. هو الآن الأمل الوحيد القادر على بعث روح الأمل في الشعب الفلسطيني الذي يحتضر، وإعادة الحياة إلى جثة عملية السلام - لأنه لم يكن هناك قط عملية سلام، ولم يكن هناك نية لتحقيق السلام.
  • لا يوجد شيء حالياً يمكن أن يثير المشاعر ويطلق الخيال ويحيي الأمل أكثر من تخيّل إطلاق سراح البرغوثي من سجن هداريم - مثلما أُطلق سراح المناضل من أجل الحرية نيلسون مانديلا من سجن فيكتور فيستر في 11 شباط/فبراير بعد 27 عاماً أمضاها في السجن. هو أيضاً كان محكوماً عليه بالسجن مثل البرغوثي بتهمة الإرهاب. في مواجهة مانديلا وقف فريدريك دو كلارك الشجاع. في مواجهة البرغوثي لا يوجد سوى التحريض الإسرائيلي والغباء والجبن.
  • ليس هناك دليل أوضح على أن إسرائيل لم ترغب قط في التوصل إلى تسوية مثل السجن المؤبد والأحمق للبرغوثي. اسأل أي شخص في الشاباك أو في الاستخبارات أو سياسي إسرائيلي يقول لك: البرغوثي هو الفرصة الأخيرة. الفرصة الأخيرة لتوحيد الشعب الفلسطيني وإحلال السلام. لقد انتُخب مانديلا رئيساً لبلاده، والبرغوثي قد يترشح لمنصب الرئاسة. مانديلا فعل ذلك كرجل حر، والبرغوثي سيفعل ذلك كأسير محكوم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، أكثر من 40 عاماً يمكن، لا سمح الله، ألّا تنتهي أبداً.
  • أكتب "لا سمح الله" لأن البرغوثي هو فعلاً الفرصة الأخيرة. ليس لأن إسرائيل الرسمية لا تعرف ذلك، بل لأنهم في إسرائيل يعرفون أكثر مني أنه لن يُطلق سراحه أبداً. مع ذلك، فإن تخيّل هذا الرجل الذي لا يهدأ، بقامته القصيرة وساعة "الكاسيو" البسيطة التي يلبسها، وابتسامته الآسرة، وعبريته الفريدة، يخرج من الأسر ويصبح رئيساً، أمر يثير الخيال. كيف يمكن لخطوة صغيرة أن تغيّر أشياء كثيرة جداً.
  • في مثل هذا الأسبوع قبل 24 عاماً في ذكرى يوم الأرض، كنا ندور في سيارته بين الإطارات التي أُشعلت خلال التظاهرات في رام الله قال لي: "أكثر ما يخيفني هو أن نفقد الأمل". لقد حانت اللحظة، وحده البرغوثي قادر على إنقاذنا من ذلك.
  • مَن يريد أن يعرف ماذا حدث للفلسطينيين عليه أن يرى ماذا حدث للبرغوثي. رجل السلام هذا الذي حولوه إلى رجل إرهابي هو دليل على أن الفلسطينيين حاولوا كل شيء. ما الذي لم يحاوله؟ لقد دق على أبواب اللجان المركزية للأحزاب الصهيونية في نهاية التسعينيات، وطلب منهم: افعلوا شيئاً قبل أن ينفجر كل شيء. لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً، وكل شيء انفجر.
  • فقط عندما وصل إلى الاقتناع بأن لا شيء سيزحزح إسرائيل عن نهجها المتغطرس وعبادتها للقوة، حقق نبوءته بأن كل شيء سينفجر وانضم إلى الكفاح المسلح - تماماً مثل مانديلاً الذي فصل العنف في كفاحه متواضع.
  • هو في السجن منذ نحو 20 عاماً. وهو متهم بالإرهاب في دولة احتلالها هو الإرهاب الأكثر وحشية وبشاعة بين نهر الأردن والبحر. المرة الأخيرة التي رأيته فيها كان يرتدي ثياب السجناء الداكنة. كان ذلك في قاعة المحكمة في تل أبيب. الآن هو يفكر في الترشح للانتخابات الفلسطينية، انتخابات ستجري تحت الاحتلال.
  • إذا جرى انتخابه رئيساً فإن ذلك لن يكون فقط لمصلحة الفلسطينيين. إذا انتُخب فإن الاحتلال سيسجل نقطة فظيعة أُخرى في تاريخه – ليس هناك فقط مناضل من أجل الحرية وراء القضبان، بل رئيس منتخب مقيد اليدين.
"يديعوت أحرونوت"، 1/4/2021
75 عضو كنيست من دون رؤيا
د. بني بورات - محاضر في كلية الحقوق في الجامعة العبرية في القدس
  • هناك مَن يعتقد أن المأزق السياسي المثير لليأس ناجم عن معضلة مع بيبي/ضد بيبي. لكن ما يجري في الحقيقة هو انعكاس لمشكلة أعمق، وتعبير عن الطريق المسدود الذي وصل إليه المجتمع الإسرائيلي بعد أن خسر الرؤى التي كانت تقوده في الماضي، وتنظم التيارات السياسية المتعددة.
  • من وجهة نظر سياسية، الأزمة ناجمة عن فشل الأحزاب الكثيرة المنقسمة في التوحد والعمل المشترك. لكن من وجهة نظر أيديولوجية، المشكلة هي العكس تماماً. هناك عدد كبير من الأحزاب لا يوجد فوارق أيديولوجية بينها بل خصومات شخصية؛ صراعات كلها فردية محصلتها صفر، لا تسمح ببناء جسر بين الأطراف المتعددة.
  • يُظهر فحص الأحزاب اليهودية الصهيونية أنه يوجد على هامش اليمين واليسار مركزان أيديولوجيان واضحان يُستخدمان ملاذاً لأقلية صغيرة: هناك من جهة حزب الصهيونية الدينية (6 مقاعد) الذي يعبّر عن روحية حركة غوش إيمونيم التاريخية. وفي الجهة الثانية هناك حزب ميرتس وحزب العمل (13 مقعداً) اللذان يواصلان حمل روحية حركة السلام الآن.
  • لكن في الوسط يوجد عدد كبير من الناخبين، أكثرية في الكنيست (75 مقعداً) موزعة على أحزاب - الليكود؛ يوجد مستقبل؛ أزرق أبيض؛ يمينا؛ أمل جديد؛ إسرائيل بيتنا- من الصعب أن ترى فروقات أيديولوجية بينها.
  • حاوِلوا فحص وجهات نظر بنيامين نتنياهو ويائير لبيد وبني غانتس ونفتالي بينت وجدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان في مجالات الاقتصاد والاجتماع والعلاقات الخارجية والأمن والحدود، لن تجدوا أي فارق بينهم. المنافسة تدور فقط حول مَن سيكون في القمة. سواء في وجهات نظرهم الأمنية أو من حيث مواقفهم الاقتصادية – الاجتماعية، جميع هذه الأحزاب تنتمي إلى الوسط أو اليمين المعتدل (المشكلة الوحيدة التي يختلفون بشأنها هي العلاقة بالمحاكم والنيابة العامة وسائر حراس الدولة).
  • تعبّر ظاهرة نهاية النقاش الأيديولوجي وتحوّله إلى مسألة شخصية بحتة عن أفول الرؤى الكبرى التي وجّهت المجتمع الإسرائيلي على مر السنين. الرؤيتان اللتان قادتا هذا المجتمع في العقود الأخيرة - تقسيم أرض إسرائيل من جهة، وأرض إسرائيل الكاملة من جهة ثانية - خسرتا أهميتهما في نظر أغلبية المجتمع الإسرائيلي. ينطبق هذا على الخلافات التقليدية في مجالات الاقتصاد والاجتماع بين حركة العمل التاريخية وبين حركة حيروت.
  • أخيراً، حتى بالنسبة إلى العلاقة بين الدين والدولة لا توجد فوارق كبيرة بين الأحزاب المتعددة، التي تشكل أحزاب الوسط في إسرائيل (باستثناء حزب إسرائيل بيتنا)، والتي تحرص على عدم الظهور كأحزاب دينية أو كأحزاب علمانية، وتريد البقاء في  منطقة غامضة بين الهويتين.
  • هذا الوضع غير قابل للحياة. مجتمع ليس لديه رؤى تقوده محكوم عليه بأن يصبح فارغاً من المعنى. ولا يبقى لديه سوى نزاعات شخصية بين زعماء مصابين بجنون العظمة.
  • إذا كنا شعباً يحب الحياة، يتعين علينا أن نستغل العقد الثامن من حياة دولة إسرائيل كي نعيد صوغ رؤانا الاجتماعية كي تصبح قادرة على تحفيز المجتمع وتنظيم المجموعات المتعددة.
  • يجب على هذه الرؤى أن تعيد تحديد التوترات الثلاثة العميقة التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي: إسرائيل والمناطق [المحتلة]؛ الاقتصاد والمجتمع؛ الدين والدولة.
  • أغلبية المجتمع الإسرائيلي لم يعد يتماهى مع رؤيا تقسيم البلد إلى دولتين، ولا مع رؤيا أرض إسرائيل الكاملة. هاتان الرؤيتان انهارتا على أرض الواقع. الأغلبية الإسرائيلية تشعر بصورة بديهية بالحاجة إلى إيجاد صيغة وسط لم تتبلور بوضوح بعد. هذه الرؤيا الثالثة يمكن تسميتها- "رؤيا أرض إسرائيل الكبرى" - يجب السعي لفرض السيادة اليهودية على مناطق كثيفة السكان اليهود وقليلة السكان من الفلسطينيين، من خلال التعهد للفلسطينيين بإمكانية إدارة حياتهم بأنفسهم.
  • أغلبية المجتمع الإسرائيلي تخلت منذ وقت طويل عن أحلام الاقتصاد المركزي على طريقة حزب مباي، الذي رفع لواء المساواة، لكنه لم يؤمن بالصيغة الليبرالية لاقتصاد السوق الحرة. المطلوب الآن رؤيا اجتماعية-اقتصادية متوازنة، مستوحاة من مصادر يهودية يمكن تسميتها "اقتصاد أخوة".
  • مارتين بوبر [1878-1965، فيلسوف نمساوي اشتهر بفلسفة الحوار] اعتاد القول - ملخِّصاً قيَم الثورة الفرنسية- إنه بعد الحرب العالمية تحركت الحرية غرباً، والمساواة شرقاً، والكل نسيَ الأخوّة. أنا أدعو إلى التفكير في مبدأ تنظيمي جديد للمجال الاجتماعي - الاقتصادي - مبدأ الأخوّة - يرسم الطريق كي تصبح إسرائيل مجتمعاً نموذجياً.
  • أخيراً، السياسة الإسرائيلية القديمة كانت قائمة على انقسام واضح بين متدينين وعلمانيين. لكن أغلبية الإسرائيليين اليوم تشعر بأنها لا تنتمي إلى هذه الثنائية، وتطالب ببنى أكثر تعقيداً، مثل "تقليديون"، "متدينون ليبراليون"، "قلنسوات شفافة"، "مدارس دينية حديثة". بين المتدينين وبين العلمانيين نشأت مجموعات في الوسط، يمكن تسميتها "الإسرائيليين المؤمنين" الذين يريدون إيصال نظرتهم إلى العالم.
  • إن النقاش العام لرؤى جديدة تقود المجتمع الإسرائيلي في العقود المقبلة ضروري لنا مثل الهواء للتنفس. وهذا الأمر سيساعد في خلط الأوراق القديمة وتنظيم عقد اجتماعي بصور جديدة. بهذه الطريقة ستحظى الأغلبية الإسرائيلية بأعلام جديدة يمكن أن تتوحد حولها، ولا تكون مثل رجل أعمى في الظلام تحكمه رؤى لا تعني له شيئاً. ومن المحتمل أيضاً أن يساعد هذا في بناء ائتلاف جديد.