مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
علمت صحيفة "هآرتس" من مصادر أمنية رفيعة المستوى بأن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فوجئوا بالتقارير التي تحدثت عن توصّل الحكومة الإسرائيلية إلى تسوية مع قادة "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] تقضي بإخلاء بؤرة "أفيتار" الاستيطانية غير القانونية المقامة على جبل صبيح بالقرب من نابلس بصورة موقتة، على أن تبقى قوة عسكرية من الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة في الموقع وتُقام فيه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وذلك بعد فحص الوضعية القانونية للأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية.
وقالت هذه المصادر للصحيفة إن مخطط التسوية هذا يتعارض مع موقف كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية الذي يؤكد ضرورة إخلاء هذه البؤرة الاستيطانية فوراً لمنع تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. كما أكدت المصادر نفسها أن موقف المؤسسة الأمنية منذ اللحظة الأولى كان يرى أنه يجب إخلاء البؤرة الاستيطانية فوراً وهذا الموقف لم يتغيّر، وأكدت أن التسوية المذكورة تم التوصل إليها من وراء ظهر المؤسسة الأمنية.
وكانت هذه التقارير أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية توصلت مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية إلى تسوية تقضي بإخلاء بؤرة "أفيتار" موقتاً، على أن تبقى قوة عسكرية من الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة في الموقع الذي ستقام عليه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وبعد فحص الوضعية القانونية للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية. وأعلن المستوطنون في "أفيتار" قبولهم التسوية، وأنهم سيغادرون المكان خلال الأسبوع الحالي من دون أن تُهدم المباني الاستيطانية التي أقاموها في المكان.
وقال بيان صادر عن "المجلس الإقليمي السامرة" إن مستوطني بؤرة "أفيتار" وافقوا بأغلبية ساحقة على هذه التسوية التي جرى التوصل إليها مع كلٍّ من وزير الدفاع بني غانتس، ووزيرة الداخلية أييلت شاكيد، كما أن رئيس الحكومة نفتالي بينت رحب بها. ووفقاً للبيان، سيغادر مستوطنو "أفيتار" المكان، لكن لن يتم هدم المباني فيها، وبدلاً من ذلك سيقوم الجيش الإسرائيلي بتحويل البؤرة الاستيطانية إلى قاعدة عسكرية موقتة، وفي غضون ستة أسابيع سيتم إنشاء مدرسة دينية جديدة هناك، وستفحص السلطات الوضع القانوني للأرض، وفي حال تمت الموافقة في نهاية المطاف على استخدام الأرض من طرف المستوطنين سيكون بإمكانهم العودة إلى البؤرة الاستيطانية.
وقال رئيس "المجلس الإقليمي السامرة" يوسي داغان: "هذه خطة استراتيجية. في النهاية مهمتنا الأساسية هي بناء أرض إسرائيل والحفاظ على الوحدة بين شعب إسرائيل."
من ناحية أُخرى ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أبدى هو أيضاً تحفظات عن التسوية، وأشارت إلى أنه رفض الالتزام بإقامة مدرسة دينية في الموقع بحسب مخطط التسوية حتى يتم استيضاح الوضعية القانونية للأرض.
وأصدر غانتس أول أمس (الاثنين) تعليمات إلى قادة الجيش بالاستعداد لإخلاء "أفيتار" خلال الأيام المقبلة في حال فشل الحوار الذي تجريه المؤسسة الأمنية مع المستوطنين لكي يقوموا بإخلاء البؤرة من دون أي مواجهات.
وأقيمت هذه البؤرة لأول مرة سنة 2013 وأُطلق عليها اسم أفيتار بوروفسكي وهو مستوطن من "يتسهار" قُتل في معبر بلدة زعترة القريبة من المكان ثم عاد المستوطنون وجددوا المكوث فيها خلال أيار/مايو الفائت رداً على مقتل مستوطن آخر بيد فلسطيني، الأمر الذي أدى إلى تظاهرات فلسطينية حاشدة، وخصوصاً في قرية بيتا المتاخمة. وخلال شهر قُتل أربعة فلسطينيين في صدامات مع الجيش الإسرائيلي في خضم الاحتجاج على إقامة هذه البؤرة.
عقد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد مساء أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان في أبو ظبي. وتم خلال الاجتماع توقيع اتفاق للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إن إسرائيل ترنو إلى السلام وتدعو الدول العربية قاطبة إلى أن تحذو حذو الإمارات وتلتحق بركب السلام.
ورحبت الولايات المتحدة بزيارة لبيد إلى الإمارات، والتي قام خلالها بتدشين السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان صادر عنه مساء أمس، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع إسرائيل والإمارات لتعزيز جميع أوجه التعاون ولخلق مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لجميع شعوب الشرق الأوسط.
وأقيمت مراسم تدشين سفارة إسرائيل في أبو ظبي بعد ظهر أمس بمشاركة وزير الخارجية يائير لبيد، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورة الكعبي. وقال لبيد خلال المراسم إن هذه لحظة تاريخية، وأكد أن إسرائيل تتطلع إلى تحقيق السلام مع جاراتها، ودعا جميع دول المنطقة إلى التحاور لإقامة علاقات دبلوماسية.
كما شكر لبيد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنه المهندس الحقيقي لـ"اتفاقات أبراهام" من أجل تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل.
وأضاف وزير الخارجية: "إن تدشين السفارة يشكل بداية لمشوار فتْحِ حوار بقلوب مفتوحة مع جيراننا، لأننا سنظل نعيش في الشرق الأوسط ولن نذهب إلى مكان آخر، ويمكن أن نبدّل العداوة بالمودة والبحث عن المصالح المشتركة."
ومن المقرر أن يقوم لبيد اليوم (الأربعاء) بتدشين القنصلية الإسرائيلية في دبي وافتتاح الجناح الإسرائيلي في معرض إكسبو 2020.
وتُعتبر زيارة لبيد إلى الإمارات أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين بدفع من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أيلول/سبتمبر الفائت، وفي إثره سيّرت الدولتان رحلات جوية مباشرة وتبادلتا السفراء وزيارات وفود تجارية عدة.
وكان من المقرر أن يزور بنيامين نتنياهو الإمارات في آذار/مارس الفائت ليصبح أول رئيس حكومة إسرائيلية يُقدم على هذه الخطوة، إلّا إن خلافاً مع الأردن بشأن دخول مجالها الجوي أدى إلى إلغاء الزيارة. وسبق لنتنياهو أن أرجأ زيارة إلى الإمارات والبحرين في شباط/فبراير الفائت بسبب قيود السفر المتخذة في إطار مكافحة فيروس كورونا.
وبحسب تقارير إسرائيلية، سعى نتنياهو لمنع وزير الخارجية السابق غابي أشكنازي من القيام بزيارة رسمية إلى هناك لمنعه من سرقة الأضواء قبل انتخابات آذار/مارس. كما ألغت وزيرة السياحة الإسرائيلية السابقة أوريت فركاش- هكوهين مشاركتها في مؤتمر دولي في الإمارات الشهر الفائت.
قالت وكالة أنباء البحرين الرسمية أمس (الثلاثاء) إن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عيّن رسمياً خالد يوسف الجلاهمة أول سفير للمملكة لدى إسرائيل بعد اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أيلول/سبتمبر الفائت.
وكان الجلاهمة شغل في السابق مناصب رفيعة أُخرى في السلك الدبلوماسي البحريني، من بينها نائب سفير لدى الولايات المتحدة.
وجاء إعلان تعيين الجلاهمة بعد أن اجتمع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بوزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في روما يوم الأحد الفائت في أول لقاء بينهما منذ أن أدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية يوم 13 حزيران/يونيو الحالي.
وقال لبيد عقب الاجتماع: "تحدثنا باستفاضة عن عملية التطبيع في الشرق الأوسط وضرورة توسيعها لزيادة التعاون مع دول أُخرى. إن العلاقة بين إسرائيل والبحرين مهمة وضرورية للبلدين وسنواصل تعزيزها وتعميقها لمصلحة البلدين. كما ناقشنا أيضاً التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وفي مقدمتها إيران."
ووقّعت البحرين وإسرائيل اتفاق تطبيع في أيلول/سبتمبر 2020 كجزء من "اتفاقات أبراهام" التي بادرت إليها الإدارة الأميركية السابقة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وانضم إليها أيضاً كل من الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب.
يُشار إلى أن البحرين لم تفتتح سفارة في إسرائيل بعد، ولم يتم تحديد موعد لإرسال الجلاهمة في حين أن لدى إسرائيل سفارة عاملة في العاصمة البحرينية المنامة.
عقد رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك.
ووجّه ريفلين في مستهل الاجتماع رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال فيها: "لدينا صراع مستمر على مدار 100 عام، ومع ذلك يجب أن ننسى الماضي مرة واحدة وإلى الأبد. تعال ننسى الماضي ونتحدث عن المستقبل وكيف سنعيش سوياً، ويوجد لدينا الكثير مما نتحدث عنه."
من ناحية أُخرى شدّد ريفلين أمام غوتيريش على وجوب وقف التحيز ضد إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، وقال إن الشرق الاوسط يحتاج إلى بناء ثقة بين الشعوب، وإن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لن يتم التوصل إليه بواسطة قرارات معادية لإسرائيل أو لجان تحقيق.
وانضمت إلى الاجتماع والدة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، الذي تحتجز حركة "حماس" جثته في قطاع غزة، وتحدثت عن الحاجة إلى العمل على إعادة جثة ابنها وطلبت الحصول على دعم المؤسسات الدولية من أجل توجيه رسائل حاسمة وشديدة إلى "حماس".
كما عقد ريفلين اجتماعاً مع مجموعة من السفراء في المنظمة الدولية لمناقشة التحديات التي تواجهها إسرائيل في ضوء آخر التغيرات الإقليمية.
وكان ريفلين عقد أول أمس (الاثنين) اجتماعاً بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض في واشنطن. وخلال الاجتماع تعهد بايدن لريفلين بألّا تحصل إيران على سلاح نووي خلال ولايته، وأكد أن التزامه حيال إسرائيل وأمنها شديد وقوي.
- قبل بضعة أيام أعلنت المملكة الهاشمية بصورة رسمية إلغاء مشروع "قناة البحرين" الذي من المفترض أن يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، وفي إطاره كان من المفترض إنشاء منشأة لتحلية المياه يستخدمها الأردنيون وسكان النقب ووادي عربة. الاتفاقية بين إسرائيل والأردن وقعتها حكومة بنيامين نتنياهو في سنة 2013 وأقرتها حكومته في سنة 2019، لكن منذ ذلك الحين لم يحدث شيء. في هذه الأثناء مرت الأيام وازدادت الحاجة إلى المياه في الأردن.
- على هذه الخلفية تراجع البنك الدولي مؤخراً عن قراره تمويل المشروع الذي وافق سابقاً عليه، وأعلن الأردنيون أنه بدلاً من قناة البحرين سيقيمون منشأة تحلية للمياه بصورة منفردة سينتهي العمل عليها بعد خمسة أعوام. لو نفّذت حكومة إسرائيل ما وقّعته وأقرته لأصبح المشروع نافذاً (الوقت المقدر للمشروع نحو 4 أعوام)، وهذا لم يحدث.
- قصة "قناة البحرين" تعكس جيداً القصة الحزينة للعلاقات بين إسرائيل والأردن: الكثير من التوقعات، والكثير من الإمكانات، والكثير من الكلام، وفي النهاية خيبة أمل مريرة.
- منذ نيل الحكومة الجديدة في إسرائيل الثقة اكتفى وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالمناوبة يائير لبيد بالتحدث مع وزير الخارجية المصري، والاجتماع بوزير الخارجية البحريني، والقيام بزيارة إلى الإمارات، كما تحدث رئيس الحكومة بينت هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فقط مع الأردنيين لم يجرِ أي اتصال رسمي (وأيضاً مع الفلسطينيين، باستثناء الاتصالات بين وزيريْ الصحة بشأن انتقال اللقاحات).
- لكن الأردن ليس لاعباً صغيراً في العلاقات بين إسرائيل والشرق الأوسط، بل هو شريك استراتيجي مهم وله حدود مشتركة وآمنة تمتد على طول 336 كيلومتراً. العلاقة الأمنية بين إسرائيل والأردن لا تزال جيدة، ولقد جرى إنشاء غرفة عمليات مشتركة يتبادل من خلالها الجيشان صور المراقبة التي تسمح لهما بتعاون وثيق في محاربة تهريب المخدرات والسلاح، لكن المدماك الأمني ليس وحده المهم.
- كل ما يحدث في القدس، وخصوصاً في المسجد الأقصى، يمكن أن يمس باستقرار المملكة. في الأعوام الأخيرة حرصت الزعامة الإسرائيلية، وقبل كل شيء نتنياهو، على عدم أخذ الأردنيين في الحسبان. فهي لم تتشاور معهم وأكثر من مرة اختلقت أزمات مصطنعة – وخطرة - مع العائلة الملكية. والوضع المتدهور في الضفة الغربية وفي غزة يجد صدى وتعاطفاً وسط أنصار حركة الـBDS والإسلاميين.
- من غير الممكن ولا يجب إخراج الموضوع الفلسطيني من المعادلة الإسرائيلية – الأردنية. يجب على إسرائيل التعاون مع الأردن من أجل منع استمرار ضعف السلطة الفلسطينية والسماح بتبدّل السلطة بصورة تمنع فوز المتشددين.
- أيضاً المسائل الاقتصادية مهمة جداً. في نهاية الأمر هذا مع وُعِد به الأردنيون عند توقيع اتفاقية السلام في وادي عربة في سنة 1994. فقد حظيت إسرائيل بالأمن الذي كانت ترغب فيه، بينما حصل الأردن في المقابل على القليل جداً. ولم ينفَّذ معظم المشاريع الكبيرة والمهمة، مثل مشروع قناة البحرين أو المجمعات الصناعية الكبيرة في منطقة الحدود. عند توقيع اتفاقات أبراهام لم توجَّه دعوة إلى الأردن- كذلك مصر والسلطة الفلسطينية - كي يكون جزءاً من الخطوة الإقليمية الواسعة. الأردنيون الذين يعانون جرّاء أزمة اقتصادية حادة ويلبّون حاجات عدد كبير من اللاجئين شعروا بأنهم وُضِعوا في الخارج.
- هناك أيضاً مصلحة شخصية صرفة. دولة إسرائيل ستربح من تحسّن العلاقات بالأردن، ومن كون المملكة أكثر استقراراً من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية. نوصي رئيس الحكومة بينت ووزير الخارجية لبيد بعدم الانتظار وقتاً طويلاً لاستئناف العلاقة بنظيريْهما الأردنييْن.
- الأردن شريك مهم من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. التقارير التي نشرتها صحف أجنبية مؤخراً بشأن محاولة الإدارة الأميركية السابقة المسّ بالأردن، مع تدخّل إسرائيلي أو من دونه، تثير القلق والتخوف. لا يمكن العودة إلى نقطة البداية في علاقات السلام عندما كانت الأمور تبدو بسيطة وبريئة، لكن بالتأكيد يمكن تحسين التواصل وتنفيذ الاتفاقات مع الأردن بمضمونها الحقيقي - السياسي والاقتصادي والأمني.
- تدريجياً تتضح السياسة الخارجية لإدارة بايدن. إنها مقلقة، لكن يبدو أن التخوف الأساسي من العودة إلى الخطوط العالمية والإقليمية لأوباما لم يتحقق حتى الآن. بايدن يخطىء في أمور مهمة ويخضع لضغوط الجناح التقدمي المتطرف في حزبه، لكنه بعكس أوباما، لا يتنكر للحاجات الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها. مساحة المناورة لإسرائيل ضاقت نسبياً عمّا كانت عليه خلال رئاسة ترامب، لكن موقفها التفاوضي إزاء الإدارة الأميركية في موضوعات حساسة بالنسبة إلى أمنها ورفاهها لا يزال جيداً جداً.
- على الصعيد العالمي يمكن التشجّع من حقيقة أنه في العهد الديمقراطي تترسخ في واشنطن وجهة النظر التي تُقر بوجود أعداء للمصالح الأميركية لا يترددون في تقويض مجتمعها من الداخل والخارج. المقصود هو التهديد الصيني والمخاطر من روسيا. يُطلَق على هؤلاء بأدب اسم "المنافسين"، لكن إدارة بايدن تتبنى بصورة متزايدة الافتراض أن هؤلاء ليسوا مستعدين لاحترام قواعد اللعبة، إلّا إذا فُرضت عليهم بالقوة. الصراع معهم لا يجري كما كان في الحرب الباردة، من خلال الاختبار المستمر لميزان القوى العسكري، وتختلف وسائل الإخضاع عن تلك التي استُخدمت في أيام المواجهات مع الاتحاد السوفياتي، لكن الإقرار بشدة الخطر ليس أقل. المشكلة مع بايدن ليست في فهم التهديد، بل في الإجراءات المتعددة والثنائية التي يستند إليها: يبرز هنا تفضيل واضح لاستخدام ضغوط عابرة للقارات على روسيا والصين؛ لكن في هذا المجال لا يمكن الاعتماد على الأوروبيين الذين لم يقوموا قط بدورهم في الدفاع عن أوروبا في إطار حلف الناتو وخصصوا لهذا الدفاع أقل بكثير مما وعدوا به. الدولة الأكثر أهمية بينهم ألمانيا، التي لا تزال تعمّق الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية بواسطة مشروع الغاز في بحر الشمال، الذي يلتف على أوكرانيا ويضعفها. ويعتمد الحلفاء الآسيويون اقتصادياً بالدرجة نفسها على الصين، وقدرتهم على دعم مساعي الكبح الأميركية مشكوك فيها.
- في الشرق الأوسط يمكننا أن نهنىء بايدن على التخلي عن وهم أوباما بفرض تسوية فلسطينية على إسرائيل تهدىء وترسّخ الاستقرار في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يقوم بايدن بخطوات رمزية مؤذية، لكنه لن يخاطر بفشل إضافي للحل الشامل. في الموضوع الأساسي الإقليمي خضعت الإدارة الأميركية لإملاءات إيران، وهو ما سيسمح للأوروبيين والأميركيين بإيهام أنفسهم بأنهم أوقفوا سعي إيران للوصول إلى مكانة دولة على عتبة النووي، بينما هم يمولون تطلّع نظام الملالي إلى الهيمنة الإقليمية من خلال رفع العقوبات. والرأي السائد أنهم سيتخلون عن التظاهر الأجوف بالتوصل إلى اتفاق "أطول وأفضل بكثير" بعد تخليهم مسبقاً عن أوراق مساومة أساسية. هذا إذا لم يحبط الرئيس الجديد في طهران بصورة غير متوقعة هذه السياسة المؤذية باستفزازات لا يستطيع حتى بايدن احتواءها. حتى الآن الأخبار سيئة جداً بالنسبة إلى إسرائيل والمنطقة كلها.
- الأخبار الجيدة لها علاقة بالمنظور الأوسع: من المتوقع ألّا تتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل وعن حلفائها العرب عندما تدرك متأخرة أنها بحاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى. يرغب الأميركيون ويريدون الخروج من التدخل المباشر والعميق في الشرق الأوسط، من أجل التركيز على التحدي الصيني. بالنسبة إليهم، المنطقة أقل أهمية مما كانت عليه في إبان فترة الحرب الباردة، وخلال أيام اعتمادهم على استيراد النفط، لكن لا يزال الشرق الأوسط يشكل مفترق طرق استراتيجياً وحساساً يمكن أن يجرهم إلى تدخل لا يرغبون فيه. من أجل ترسيخ الاستقرار في المنطقة هم بحاجة إلى دول إقليمية عظمى شريكة في المصالح الأميركية وعلى رأسها بحسب درجة الأهمية إسرائيل، والسعودية، ومصر. حتى في حساب استراتيجي بارد من دون الأخذ في الاعتبار الصداقة والقيم المشتركة، فإن إسرائيل ليست دولة يمكن حشرها في الزاوية.
- في مواجهة العدائية الإيرانية، وجنون عظمة أردوغان، ومؤامرات الإخوان المسلمين، وفي مواجهة الإرهابيين والمتعصبين دينياً، الذين يتكاثرون في المنطقة، جرى في الأعوام الأخيرة تنظيم مسعى كابح من طرف ائتلاف إسرائيلي – عربي- مُوالٍ للأميركيين. بدأت واشنطن تعترف بأهميته وقيمته.