مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مسؤول أمني إسرائيلي رفيع: الوضع المتفجر الذي وصل إليه لبنان قد يقرّب إسرائيل من المواجهة معه
لبيد يلتقي شكري في بروكسل ويناقش معه مواضيع سياسية وأمنية متعددة
بينت يعيّن مسؤولاً سابقاً في الموساد رئيساً لمجلس الأمن القومي
تقرير: تواتر الاتصالات الرفيعة المستوى بين إسرائيل والأردن منذ أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية
مقالات وتحليلات
لبنان ليس دولة حزب الله
بايدن يتخلى، والتعاون السري في المنطقة ضد إيران يتصاعد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 12/7/2021
مسؤول أمني إسرائيلي رفيع: الوضع المتفجر الذي وصل إليه لبنان قد يقرّب إسرائيل من المواجهة معه

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن على اللبنانيين أن يدركوا أن سبب تدهور أوضاعهم يعود إلى استيلاء إيران على دولتهم.

وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "إن الدولة اللبنانية موجودة على حافة الانهيار مثلها مثل جميع الدول التي تستولي عليها إيران، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن. على اللبنانيين أن يفهموا أنهم يدفعون ثمناً باهظاً بسبب استيلاء إيران على دولتهم."

وأكد بينت أنه يتابع مع وزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية يائير لبيد الأوضاع في لبنان عن كثب، وستبقى إسرائيل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.

وتطرّق بينت إلى قيام الجيش الإسرائيلي أول أمس (السبت) بإحباط محاولة تهريب 43 قطعة سلاح من لبنان بالقرب من قرية الغجر في منطقة الحدود مع لبنان، قائلاً إن هذه العملية هي مجرد مثال واحد للعديد من عمليات التهريب التي تجري في تلك المنطقة، وأكد أن الجيش سيقف بالمرصاد لأي محاولات تهريب أُخرى.

في سياق متصل حذّر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى في حديث خاص أدلى به إلى موقع "واللا"، من أن الوضع المتفجر الذي وصل إليه لبنان قد يقرّب إسرائيل من المواجهة مع جارها. وقال هذا المسؤول: "إن الانهيار الاقتصادي الشديد في لبنان والفراغ الحكومي الذي نشأ في الدولة يُدخلان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة استنفار. إن إيران وحزب الله يعملان على توسيع موطئ قدمهما في الدولة وحرب لبنان الثالثة هي مسألة وقت."

ووفقاً لهذا المسؤول، بدأ حزب الله في دعم المنتوجات الغذائية والوقود وفتح شبكة صراف آلي خاصة بالمواطنين الشيعة فقط ، وهذا في الوقت الذي ينهار النظام المصرفي وترتفع أسعار الوقود بسبب النقص الحاد في السوق.

وأشار المسؤول نفسه إلى عدد من الأحداث الخطرة التي شهدها لبنان العام الفائت وأبرزها استمرار تطوير وتقدم مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بصورة عامة، ومنشآت استراتيجية، مثل محطات الكهرباء والبنية التحتية للمياه ورموز حكومية على وجه خاص، وفي الوقت ذاته يواصل حزب الله التسلح بمنظومات جوية تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المجال الجوي اللبناني والمنطقة، وأكد المسؤول أن هذه القضية مقلقة جداً.

"معاريف"، 12/7/2021
لبيد يلتقي شكري في بروكسل ويناقش معه مواضيع سياسية وأمنية متعددة

ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن وزير الخارجية يائير لبيد عقد في إطار زيارته إلى الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس (الأحد) اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري استمر ساعة ناقش الجانبان خلاله مواضيع أمنية وسياسية متعددة.  

وأضاف البيان أن لبيد عرض أمام نظيره المصري قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، وتحدث عن طرق تعزيز أمن إسرائيل إزاء التهديدات الماثلة أمامها، كما تطرّق إلى الإمكانات المتاحة فيما يتعلق بموضوع تقديم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. 

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن وزير الخارجية المصري سامح شكري عقد على هامش زيارته إلى بروكسل اجتماعاً مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد شدّد خلاله على الحاجة إلى التقدم العاجل نحو حل الجمود الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما يؤدي إلى البدء بمفاوضات سلام عادلة وشاملة. 

وكانت وسائل إعلام عربية أفادت في وقت سابق أمس بأن بعثة إسرائيلية ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة من أجل مناقشة صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس". 

"يديعوت أحرونوت"، 12/7/2021
بينت يعيّن مسؤولاً سابقاً في الموساد رئيساً لمجلس الأمن القومي

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس (الأحد) تعيين د. إيال حولتا (45 عاماً) في منصب مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن حولتا تولى على مدار 23 سنة مناصب إدارية كبيرة في جهاز الموساد الإسرائيلي، بينها رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي والسياسات ورئيس قسم التكنولوجيا، كما أنه حائز على جائزة أمن إسرائيل. 

وأشار البيان إلى أن حولتا كان في إطار مهماته السابقة مسؤولاً عن الدفع قدماً بعلاقات سياسية استراتيجية ضرورية لإسرائيل وأمنها وحاول تطوير استجابات تكنولوجية لحاجات التخطيط في جبهة واسعة من المجالات. 

وقال البيان إنه في ضوء تجربة حولتا الطويلة على مدار أعوام وأدائه وفهمه للتحديات الاستراتيجية لدولة إسرائيل على الصعيدين الأمني والسياسي، اختار رئيس الحكومة بينت تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس الأمن القومي، وأوضح أنه سيباشر مهمات منصبه بعد مصادقة الحكومة على التعيين، وأنه سيمر بفترة تدريب مع رئيس مجلس الأمن القومي الحالي مئير بن شبات. 

وحولتا متزوج وأب لثلاثة أولاد ويعيش في مدينة كفار سابا [وسط إسرائيل]. وهو حاصل على دكتوراه في الفيزياء من جامعة تل أبيب، وعلى لقب ماجستير في الإدارة الجماهيرية من جامعة هارفارد، وخريج برنامج تابع للجيش الإسرائيلي لتأهيل قيادة تكنولوجية في الجامعة العبرية في القدس. 

من ناحية أُخرى أثنى بينت على أداء رئيس مجلس الأمن القومي الحالي مئير بن شبات، وأشار إلى أنه تميز بفهم عميق للتحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دولة إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، "معاريف"، 11/7/2021
تقرير: تواتر الاتصالات الرفيعة المستوى بين إسرائيل والأردن منذ أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية إن رئيس الدولة الجديد يتسحاق هيرتسوغ تحادث هاتفياً مساء أمس (السبت) مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وهذا هو الاتصال الأحدث من بين عدد من الاتصالات الرفيعة المستوى بين البلدين بعد أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية يوم 13 حزيران/يونيو الفائت.

وذكر البيان أن العاهل الأردني اتصل برئيس الدولة هاتفياً لتهنئته بتوليه الرئاسة هذا الأسبوع. وأضاف أن الرئيس شكر الملك عبد الله الذي أعرب عن ارتياحه لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مسارها الصحيح. وأكد الرئيس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لدفع عجلة السلام والتنمية الإقليمية، وأنه ينوي الاستمرار في المساعدة في تعزيز العلاقات بين البلدين. كما اتفق الزعيمان على استمرار التواصل والعمل معا للدفع قدماً بالتعاون الثنائي لمصلحة البلدين ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

وقال بيان لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" إن الملك عبد الله دعا إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بالاستناد إلى مبدأ الدولتين. وأفاد البيان أن هيرتسوغ هو مَن قام بالاتصال بالعاهل الأردني.

وكانت تقارير صحافية أفادت الأسبوع الفائت بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت قام مؤخراً بزيارة سرية إلى عمّان التقى خلالها العاهل الأردني، فيما وُصف بأنه أول لقاء قمة بين زعيميْ البلدين منذ أكثر من 3 أعوام.

ورفض ديوان رئاسة الحكومة التعقيب على هذه التقارير التي كشف عنها موقع "واللا" الإخباري، لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد عقد اللقاء لوكالة "أسوشيتد برس" للأنباء.

وفي إثر ذلك عقد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد اجتماعاً مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الجانب الأردني من معبر جسر أللنبي [جسر الملك حسين] الأسبوع الفائت. وأعلنا في ختام الاجتماع التوصل إلى اتفاق على تزويد إسرائيل الأردن بـ50 مليون متر مكعب من المياه في الوقت الذي تواجه المملكة موجة جفاف شديدة.

وفي شباط/فبراير الفائت ذكرت تقارير صحافية أن وزير الدفاع الحالي ورئيس الحكومة البديل السابق بني غانتس التقى الملك عبد الله الثاني سراً في الأردن. ووفقاً لهذه التقارير، عقد العاهل الأردني هذا اللقاء مع غانتس بعد رفضه عقد لقاء مع رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي كان الملك عبد الله ينفر منه بشدة.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات مع الأردن شهدت تراجعاً كبيراً في الأعوام الأخيرة، واتُّهم نتنياهو بإهمال العلاقة بين البلدين. وخلال الأعوام القليلة الماضية منع الأردن مزارعين إسرائيليين من الوصول إلى الباقورة والغمر، وهما منطقتان زراعيتان قام بتأجيرهما لإسرائيل في إطار معاهدة السلام بين البلدين في سنة 1994، وكان في طليعة المحتجين ضد السياسات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف.

وفي وقت سابق من السنة الحالية تفاقم التوتر بين البلدين بعد أن قامت عمّان بتأخير طائرة كان من المقرر أن تتوجه بنتنياهو إلى الإمارات العربية المتحدة. وجاء ذلك رداً على قيام ولي العهد الأردني الأمير حسين بإلغاء زيارة إلى المسجد الأقصى بسبب خلافات مع إسرائيل بشأن الترتيبات الأمنية المرافقة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"N12"،11/7/2021
لبنان ليس دولة حزب الله
أورنا مزراحي - باحثة في معهد دراسات الأمن القومي
  • اقتراح وزير الدفاع غانتس تقديم مساعدة إنسانية للشعب اللبناني بواسطة اليونيفيل لم يحظَ كما هو متوقع باستجابة من الجانب اللبناني، لكنه أثار نقاشاً وسط الجمهور الإسرائيلي. في إسرائيل هناك مَن يؤيد ذلك لِما له من أهمية إنسانية في التقليد اليهودي، بينما يعارضه آخرون بشدة بحجة أنه يجب عدم مساعدة الأعداء، أو بذريعة أن حزب الله ولبنان هما أمر واحد، وأي مساعدة للدولة اللبنانية ستقوّي في نهاية الأمر حزب الله.
  • أنا أنتمي إلى المعسكر الأول الذي يجد أهمية للبادرات الإنسانية، ليس فقط بسبب القيمة الأخلاقية التي تنطوي عليها المساعدة الإنسانية للسكان الجائعين واليائسين في لبنان، وذلك على الرغم من الأهمية المحدودة لهذه البادرة. ما هو أكثر أهمية اليوم في مواجهة انهيار لبنان هو إعادة تحديث السياسة الإسرائيلية تجاهه. إسرائيل بحاجة إلى نظرة أوسع حيال مستقبل لبنان وفحص عميق لتأثير تداعيات انهيار الدولة اللبنانية في مصالح إسرائيل إزاء لبنان والمنطقة.
  • في هذا الإطار يتعين على إسرائيل التوقف عن النظر إلى ما يحدث في لبنان من المنظور الضيق للتهديد الأمني من جانب حزب الله، وعليها فحص كيفية تقوية الأطراف الإيجابية الموالية للغرب في لبنان. صحيح أن حزب الله هو اليوم الطرف الأقوى في لبنان، عسكرياً وسياسياً، لكن ليس كل اللبنانيين من أنصاره، والأزمة القاسية التي تعانيها الدولة تسببت بصعود موجة الانتقادات للحزب: أفعاله داخل لبنان، ودوره في منع حل الأزمة السياسية وتدهور الاقتصاد اللبناني.
  • ادعاء أطراف في إسرائيل أن لبنان هو فعلاً دولة حزب الله يمكن أن يتحول إلى نبوءة قد تتحقق، وخصوصاً إذا قرر الحزب في الظروف الصعبة التي يمر بها السيطرة على لبنان بصورة مطلقة (الأمر الذي امتنع من تنفيذه حتى الآن) وتحقيق رؤيا نصر الله بتحويل لبنان إلى دولة تابعة لإيران، وإلى جزء لا يتجزأ من المحور الشيعي الذي يحيط بإسرائيل.
  • منذ بداية الأزمة الاقتصادية - السياسية المستمرة في لبنان ادّعى نصر الله أن على الاقتصاد اللبناني الانفصال عن الغرب، وعلى لبنان التوجه شرقاً، وتطوير علاقاته مع إيران والعراق وسورية. اقتراحه الأخير تزويد إيران لبنان بالنفط يدخل ضمن هذه الاستراتيجيا. في لبنان هناك تحفّظ عن الحصول على نفط إيراني، لكن إيران أرسلت ناقلاتها المحملة بالنفط إلى شواطىء سورية، وبإدارة حزب الله تصبح الطريق قصيرة إلى لبنان.
  • كتبت في هذا الموضوع الباحثة اللبنانية حنين غدار في معهد واشنطن أن المشكلة في لبنان ليست أزمة اقتصادية، بل "الاحتلال الإيراني". يبدو أن هذا يعبّر عن كابوس العديد من اللبنانيين، ويجب أن يشكل أيضاً جرس إنذار لإسرائيل والمجتمع الدولي، ودعوة إلى التجند لمساعدة لبنان لمنع سيطرة حزب الله وإيران سيطرة كاملة عليه. وفي السيناريو الأسوأ تحوُّل الدولة التي تقع على حدودنا الشمالية إلى دولة شيعية إسلامية أُخرى على غرار طهران.
  • صحيح أن لإسرائيل تجربة أكبر من الغرب في التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول المجاورة لنا، وخصوصاً لبنان، ويجب الامتناع من ذلك. كما أن قدرتها على المساعدة المباشرة محدودة، وربما مستحيلة: لكن لبنان بحاجة إلى مساعدة بمليارات الدولارات، وفي جميع الأحوال هو غير مستعد للحصول على مساعدة من إسرائيل.
  • على الرغم من ذلك، فإنه يتعين على إسرائيل بلورة سياسة من شأنها أن تدعم موقتاً مصلحتين مركزيتين لا تتعارضان مع بعضهما البعض: المصلحة الأمنية في مواجهة تهديد حزب الله إلى جانب المصلحة في وجود دولة مجاورة مستقرة وموالية للغرب على حدودنا الشمالية. ولدى إسرائيل هامش واسع للعمل من أجل الدفع قدماً بهاتين المصلحتين إذا اختارت ذلك.
  • في جميع الأحوال من الأفضل هذه المرة ألا نتبنى نهج "اجلس ولا تفعل شيئاً" الذي طبع السياسة الإسرائيلية خلال الحرب الأهلية في سورية، إذ اكتفت إسرائيل بتقديم مساعدة محدودة ضمن إطار مشروع "الجوار الطيب". ضمن هذا الإطار في إمكان إسرائيل مثلاً تحفيز شركائها الغربيين، في الأساس الولايات المتحدة وفرنسا اللتان لهما علاقة بمساعي مساعدة لبنان، وأصدقائها الجدد في الخليج، من أجل العمل على تقديم مساعدة فورية للشعب اللبناني. هذا في مقابل المسعى الإسرائيلي الدائم لإضعاف حزب الله، سواء في عملياته العسكرية أو في عمله السياسي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 9/7/2021
بايدن يتخلى، والتعاون السري في المنطقة ضد إيران يتصاعد
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • الحقيقة اتضحت في الشرق الأوسط. دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، أدركت حقيقتين: الأولى أن الولايات المتحدة تنفصل عنها وتركز على المواجهة مع الصين في شرق آسيا، وعلى المواجهة الأقل أهمية مع روسيا في أوروبا، ويهمهما أن يبقى الشرق الأوسط هادئاً ومستقراً فترة طويلة.
  • الحقيقة الثانية تتعلق بالأولى وهي أن إيران تسعى لأن تكون دولة على عتبة النووي، ولن تحصل مباشرة على سلاح نووي، على الأقل في الأعوام المقبلة. مع ذلك ستواصل إيران تآمرها على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك ضد دول الخليج السنية، لتحقيق هيمنة شيعية. وستواصل إيران استخدام الميليشيات الشيعية المسلحة والجماعات السكانية الشيعية الكبيرة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
  • وتدّعي جهات أمنية واستخباراتية غربية أن الولايات المتحدة أيضاً تشارك هذا التقدير بشأن نيات إيران، لكن إدارة بايدن تواصل المفاوضات في ڤيينا للعودة إلى الاتفاق النووي الأصلي لسنة 2015 من أجل تحقيق هدفين: منع "قفزة" إيرانية" إلى قدرة نووية كاملة، بما فيها صنع رأس حربي نووي، وإبعاد إيران بقدر المستطاع عن إنتاج القنبلة حتى عندما تصبح دولة على عتبة النووي.
  • للتوضيح، تستطيع الدول على عتبة النووي خلال شهرين وحتى 6 أشهر إنتاج جهاز تفجير نووي فعال وتركيبه على صاروخ يحمله إلى هدفه. لدى إيران عدة صواريخ من هذا النوع بإمكانها الوصول إلى إسرائيل، وربما أبعد من ذلك، إلى أوروبا. كما لديها قدرة على تخصيب اليورانيوم بسرعة كبيرة بواسطة أجهزة طرد مركزي جديدة طورتها.
  • هناك خلاف بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بشأن جهاز التفجير النووي، لكن الكل متفق على أن إيران تستطيع أن تصبح دولة على عتبة النووي خلال أشهر معدودة، ثلاثة أو أربعة أشهر.
  • بالإضافة إلى ذلك، ثمة اتفاق بين الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية على أن إيران لا تسعى فوراً للحصول على سلاح نووي، بل تريد البقاء في وضع دولة على عتبة النووي، وهي تستطيع من خلال ذلك تهديد جاراتها، وأيضاً الدول العظمى، مثل الولايات المتحدة، من دون التعرض للعقوبات.
  • هذا التقدير المشترك في الغرب له دلالة دراماتيكية لأنها تسمح لبايدن بالقول للرئيس ريفلين مؤخراً إنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي خلال ولايته. بايدن لم يقُل إنه لن يسمح لإيران بأن تصبح دولة على عتبة النووي.
  • صحيح أن إدارة بايدن تُظهر تشدداً حيال الموقف الرافض لإيران والمراوحة في مفاوضات ڤيينا. ولهذا هاجمت مسيّرة تابعة للجيش الأميركي في الأسبوع الماضي معسكرات الميليشيات الشيعية العراقية التي تمولها إيران لإزعاج وتهديد الجنود الأميركيين الذين لا يزالون في العراق. لكن يجب ألا نخطىء، بايدن سيقلل بقدر الإمكان من استخدام الوسائل العسكرية، وهو يأمل بتحقيق الأهداف في الشأن الإيراني بواسطة الكثير من الدبلوماسية والقليل من الضغط الاقتصادي. والآن على إسرائيل ودول الخليج الاعتناء بنفسها.
  • وهذا هو سبب عدم إسراع الإيرانيين إلى التوصل إلى اتفاق في ڤيينا، في رأي خبراء استخباراتيين غربيين. هم يواصلون بوتيرة كبيرة تطوير وتصنيع أجهزة طرد جديدة، ويركّبون المزيد من منظومات السلاح النووي، إذا جرى التوصل إلى اتفاق على العودة إلى التفاهمات النووية الأصلية- تبقى المعرفة وأدوات التصنيع، ويمكن تركيب رأس حربي نووي خلال أسابيع معدودة. إيران على عتبة النووي تستطيع تحقيق استراتيجيتها التآمرية في الشرق الأوسط، بما فيها ضد إسرائيل، من دون أن يستطيع أحد ما تهديدها.

 

إسرائيل لا تريد أن يُفهم أنها أعطت ضوءاً أخضر للاتفاق

  • كما ظهر في أفغانستان، صورة انفصال الولايات المتحدة عن المنطقة حتى لو كان الثمن التخلي عن حلفائها – في مقابل سباق إيران للوصول إلى دولة على عتبة النووي، واضحة أيضاً للدول التي كانت حتى الآن تتحسس طريقها في الظلام. والاستراتيجيا المضادة تبلورت. وهي تعتمد على تعاون الدول الإسلامية السنية المعتدلة الموالية للغرب وإسرائيل في مواجهة إيران وكل الذين يدورون في فلكها.
  • اتفاقات أبراهام بين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وبين إسرائيل كانت السنونوة الأولى في سلسلة خطوات مصالحة إقليمية نابعة من هذا الإدراك. حتى تركيا حاولت من دون نجاح تحسين علاقتها مع حكومة الجنرال السيسي في إطار هذه المساعي، لكن السعودية وقطر تصالحتا، وكذلك تصالحت دول خليجية أُخرى مع قطر التي أصبحت لاعباً إقليمياً مهماً.
  • ظاهرياً، يبدو أن السعودية ودولاً أُخرى في الخليج تحاول التصالح أيضاً مع إيران، لكن من الممكن التقدير بكثير من الثقة أن هذا مجرد بطاقة تأمين، بينما يجري سرياً نشاط إقليمي منسق لكبح إيران بكل الوسائل الممكنة. لا يمكن التحدث عمّا يجري بعيداً عن الأضواء وما دور إسرائيل في هذه النشاطات المشتركة. أيضاً يدرك الإيرانيون جيداً أن جبهة شرق أوسطية معادية لإيران تجري بلورتها وأصبحت في مراحل متقدمة وبدأت بالعمل ضدها.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، على الرغم من أن حكومة الوحدة برئاسة بينت لا تزال تحارب من أجل بقائها السياسي، إلا إن لديها سياسة واضحة على الصعيد الأمني بلورها نتنياهو في أيام الحكومة السابقة، وخطوطها واضحة جداً:
  • في الموضوع النووي تحرص إسرائيل من وراء الكواليس على ألا تتنازل إدارة بايدن في موضوعات جوهرية، مثل الرقابة على تخصيب اليورانيوم ومشروع سلاح محتمل. كما تحاول إسرائيل إقناع الإدارة بعدم التسرع في التخلي عن رافعة الضغط التي تمثلها العقوبات.
  • ليس هناك رغبة في أن تشعر الإدارة الأميركية بأنها حصلت على ضوء أخضر من إسرائيل، لذلك لم تقدم المؤسسة الأمنية للأميركيين طلباتها في المقابل- تعزيز قوة الجيش الإسرائيلي للمحافظة على تفوقه العسكري إزاء إيران النووية بعد الاتفاق. حتى الآن طالبت إسرائيل فقط باستكمال الصواريخ الدفاعية ووسائل أُخرى تسمح لها بمواجهة التهديدات من لبنان ومن غزة ليس أكثر.
  • بعد توقيع الاتفاق، من المحتمل الافتراض أن إسرائيل ستدخل في نقاش جدي مع الولايات المتحدة في سلتين من الموضوعات. الأولى تتعلق بالقدرة العسكرية التي لدى الولايات المتحدة وليست لدى إسرائيل وتطوير قدرات جديدة. وتصر إسرائيل على ذلك، ولقد قالها علناً رئيس الأركان كوخافي للأميركيين: إذا أصبحت إيران قريبة من الحصول على سلاح نووي فإن إسرائيل ستتحرك عسكرياً - هجومياً لمنع قفزة نحو سلاح نووي. وتتضمن السلة العسكرية تعاوناً استخباراتياً وغير استخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل له علاقة بالنووي وبإحباط الخطط التآمرية الإيرانية في المنطقة.
  • السلة الثانية هي سياسية- استراتيجية تُعنى في الأساس ببلورة تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن ما يجب فعله إذا قفزت إيران نحو سلاح نووي أو أصبحت قريبة من ذلك. مصدر أمني رفيع المستوى يقول للصحيفة إن إسرائيل في أي حالة لن تطلب الإذن للتحرك ضد إيران. وتريد أن يواصل الأميركيون مساعدتها وألا تتخلى إدارة بايدن عنها إذا حان وقت الحسم.
  • مكوّن آخر في السياسة التي يقودها وزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان كوخافي هو زيادة العمليات ضد إيران على كل المستويات، لكن بعكس الحكومة السابقة – من دون ضجيج وأصداء وتفاخُر. جزء صغير تنشره وسائل الإعلام، لكن يمكن القول إن التعاون بين الجيش والموساد وأطراف إقليمية، وأيضاً مع الأميركيين أنفسهم، هي اليوم وثيقة ومكثفة أكثر مما كانت عليه قبل نصف عام.
  • تتخوف إسرائيل من أن تحصل إيران بعد توقيع الاتفاق على مليارات الدولارات التي تسمح لها بترسيخ اقتصادها وتقديم مساعدة كبيرة وأكثر سخاء إلى وكلائها، في الأساس حزب الله والميليشيات في العراق وسورية، وإلى الحوثيين في اليمن.
  • يتركز الجهد حالياً على التأثير في إدارة بايدن كي لا تتسرع في رفع العقوبات، وأيضاً تقويض ثقة الشعب الإيراني بحكم آيات الله بصورة تعرّض بقاء النظام للخطر. لا أحد يقول في الشرق الأوسط إن هذه هي النية، لكن هناك أموراً كثيرة لا تقال.
  • يتفهم الإيرانيون الصورة، لذلك يصعّدون خطواتهم، بما فيها عمليات التخريب التي تستهدف الملاحة البحرية واقتصاديات الدول التي تنتمي إلى المعسكر السني المعتدل وإسرائيل. الانفجار في مرفأ دبي يوم الأربعاء يمكن أن يكون جزءاً من هذه الحرب، لكن الفصل الجديد في تاريخ الشرق الأوسط لا يزال في بدايته، ونتيجة ذلك من الممكن أن تتوحد جبهات يحاربها الجيش الإسرائيلي في جبهة كبيرة واحدة؛ من التمركز الإيراني في سورية، ومشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان، والذي يتواصل ويُقلق إسرائيل، وغزة، كما يجب عدم الاستخفاف بالتهديد من اليمن. كل هذه العوامل هي فاعلة اليوم ويمكن أن توحدها إيران وتحولها إلى جبهة واحدة ضد إسرائيل، في الأساس إذا وُقّع الاتفاق، وإذا عادت مليارات الدولارات من تصدير النفط إلى التدفق.